|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 13 | المشاهدات | 10156 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#12
|
||||
|
||||
وهذا هو الجزء الأول من المسائل النحوية المتعلقة بباب الضرورات الشعرية والتي قد أشرت إليها سابقا : المسألة الخامسة: قال السائل: مسألة أخرى , ولعل المسائل القادمة متعلقة بالنحو . قال المخبَّل : وكائنْ ترى في الناس من ذي بشاشةٍ * * *ومَن شأنُه الأقتار وهو نجيبُ الشاهد : قوله : وكائن , من حيث إعرابها واستعمالها . قال الشيخ حفظه الله : كائن هذا لغة في كأيٍّ . قال السائل : وليست من "كن" . قال الشيخ حفظه الله : وكائنٍ ترى أو كأيٍّ ترى أي رب شخصٍ , فهو لغـة في هذا قال السائل : في كأي , لكن ما إعراب كائن ؟ قال الشيخ حفظه الله : هذا الواو هنا تكون واو ربَّ , وكائن هذا يكون مجروراً بربَّ محذوفاً , وكائن لكن أصله كائنٍ , فجر برب محذوفاً على أن الواو واو رب كما تقول : وليلٍ , وعندئذٍ ما يكون ما بعد الواو رب إلا نكرة وهذه الكلمة على صورة النكرة قال السائل : تسكينها ؟ . قال الشيخ حفظه الله:كائن نعم تسكينها على أنه مبني هنا أو للضرورة وهذا أقرب . قال السائل : والضرورة أقرب . قال الشيخ حفظه الله : كونه مبنياً أو كونه سكنه للضرورة هذا أقرب نعم . قال السائل : هذا موطن سؤالي لأني كنت أظن أنها من باب الضرورة ,فليست كلمة متصرفة من كان يكون كذا ؟ . قال الشيخ حفظه الله : نعم المادة من هذا كان يكون كائن , وأصله من كوَن من مطلق الوجود , لأن الكون يأتي تاماً , كما هو معروف ويأتي ناقصاً فاشتُقَّ هذا من كان التامة واستُعمل هكذا نكرةً . قال السائل : يعني اسم فاعل . قال الشيخ حفظه الله : زنة اسم الفاعل . قال السائل : يحتاج فاعل . قال الشيخ حفظه الله : لا ما يحتاج لا يحتاج . قال السائل : مكتفى به . قال الشيخ حفظه الله : هو اسم فاعل ولكن هو ما يحتاج لفاعل كأنه اسم جامد فهو بمنزلة اسم الجامد الآن , فهو ما يتحمل ضميراً في هذه الحالة . قال السائل : هل هذا في كلمات معينة التي تقوم بهذا سماعية مثلاً . قال الشيخ حفظه الله : سماعية هكذا استعمل هكذا كائن . قال السائل : ولا يقال فيه كائنٌ ترى بالتنوين . قال الشيخ حفظه الله : لا , لأنه مبني . قال السائل : ما شاء الله . @@@ المسألة السادسة : قال أبو محجن الثقفي : ولا تدفنني بالفـلاة فـإنني * * * أخاف إذا ما مت ألا أذوقُها بضم القاف هذا الإشكال , لأن القافية كلها بضم القاف , فالمتبادر إلى الذهن أنه يقول : ألا أذوقَها , منصوب بأن المضمرة . قال الشيخ حفظه الله : نعم منصوب بأنْ , ولا النافية فقط , هنا إذا قال : ألا أذوقها ورفعه , فيُحتمل أنَّ " أنْ " هنا . قال السائل : هي " أنْ " المخففة من الثقيلة " أي ليست ناصبة " أنَّه لا أذوقها . قال الشيخ حفظه الله : تكون أنْ مخففة من الثقيلة , واسمها ضمير شأن محذوف , وفُصِل بين الجملة الخبرية , لأنَّ المخففة بلا النافية , لأن أنْ إذا خُففت تعمل , ويُفصل غالباً بين "أنْ" هذه المخففة من الثقيلة وبين خبرها بفاصل , إما لا أو ما أشبه ذلك . وإنْ تُخفف أنَّ فاسمها استكنْ * * * والخبر اجعلْ جملةً من بعد أنْ فهذه الجملة إذا كانت مبدوءةً بفعل متصرِّف لذي الجامد , فالغالب أن يُفصل . قال السائل : مثل أخاف الآن هنا . قال الشيخ حفظه الله: أذوقها هذه الجملة الخبرية قبلها لا , فصِلت بلا , فالظاهر أنها "أنْ" المخففة من الثقيلة . قال السائل : قلتَ وجهان , فما الوجه الآخر ؟. قال الشيخ حفظه الله : الوجه الآخر : أن يقال إنَّ "أنْ" هذه ناصبة للفعل المضارع , لكن قال : ألا أذوقُها فرفعَه ضرورةً , وإلا فليس له وجه على هذا إذا كانت ناصبة للفعل المضارع إلا أن يُنصب , فيقال ألا أذوقَها , لكنه رفعه ضرورةً . قال السائل : هل هناك وجه لكفِّ عمل أنْ بِـ"لا" ؟ قال الشيخ حفظه الله : لا لا, إذا كانت لا نافيةً فهذا الوجه ليس بموجود , الغالب فيه أن لا إذا كانت نافيةً فهي ما لها إلا النفي فقط من جهة المعنى , أما من جهة العمل فالعمل يكون للذي قبله . مثلاً تقول :رجع بِلا زادٍ , على أنَّ لا نافية فقط هكذا فهكذا هنا. أقول : وهذا له نظير كون أنْ المخففة من الثقيلة وعمِل , وحُذف اسمها ضمير الشأن , وجاء بعد أنْ المخففة من الثقيلة جملتُها الجملة الخبرية لها , وكان المفروض أنْ يُفصل ولم يُفصل , هذا كما في قول بعضهم : أنْ تقرآنِ على أسماءَ ويحكما منيِّ * * * السـلامَ وأنْ لا تشعِـرا أحَـدا يا صحابيَّ فدتْ نفسي نفوسَكما * * * وحيثمـا كنتمـا لاقيتمـا رشَدا إنْ تقضيا حاجةً لي خفَّ محملُها * * * تستوجبا نعمةً عندي بهـا ويـدا أنْ تقرآنِ . يقول ابن جِني في شرحه لتصريف المازني : فسألت شيخنا أبا علي الفارسي عن "أنْ" في هذا البيت "أن تقرأني" ؟ فقال : أنْ هنا مخففة من الثقيلة , ضمير الشأن اسمها مقدر محذوف , وكان الواجب أنْ ُيفصل بين "أنْ" هذه وبين "تقرآن" بفاصل , لكن ما فصل لأجل الضرورة , على أنَّ "أنْ" مخففة من الثقيلة . فعلى كل حال فأنْ في البيت هنا الذي معنا مخففة من الثقيلة , لكن حصل الفصل , بما يُفصل به غالباً إذا كانت الجملة فعليةً فعلها متصرِّف قال السائل : صورة أخرى للسؤال فيما يهمنا في باب الضرورات في القافية , لو قال مثلاً : ألا أذوقَها على اعتبار أنها ناصبة وفي كلمة قبلها قال مثلاً : عروقها بضم القاف على أنها فاعل مثلاً ,القافية كلها بضم القاف , إلا هذه الكلمة فقد جاءت القاف فيها مفتوحة جاءت بينما جاءت القاف في الكلمات الأخرى مضمومة , فهل اختلاف الحركات بحسب العوامل النحوية مؤثر في القافية ؟ لأن حرف الرويّ موجود والقافية كـ"كلمة" موجودة كما هي وكلماتها متشابهة , لكن إشكالنا في الحركة فقط , هل الحركة النحوية بحسب ما يستلزمه المقام والعوامل , هل يكون من قبيل الضرورة ؟ أم لابد أن تلتزم القافية حركة نحوية معينة , بحيث يكون الضم مطلقاً أو الفتح مطلقاً وهكذا ؟ قال الشيخ حفظه الله : هو الأصل ما تقتضيه العوامل في البيت من الحركات في الروي أو في القافية , الأصل أن يتَّبع هذا , هو الأصل المضطرد المعمول به , لكن قد يأتي خلاف هذا , لشيء آخر في القافية ,من عروض القافية ومهنة القافية الدقيقة . هذا في الحقيقة يحتاج إلى شيء آخر للبيان لا أدري هل يتسع له المقام الآن , لأن فن القافية فن دقيق , حتى يقول ابن السيدة الأندلسي يقول في شرح "مشكل شعر المتنبي "إن القافية إن علم القافية مهنة دقيقة لا يجيدها الشعراء - أكثرهم لا يجدون هذه المهنة - وكذلك النحويون , إلا الخليل ابن أحمد والأخفش اللذين وضعا علم العروض , - وإلا فالغالب على النحاة والشعراء ما يعرفون هذه المهنة الدقيقة في القوافي - , ومنهم المتنبي فقد كان جاهلاً بالقوافي . قال السائل : ما شاء الله . قال الشيخ حفظه الله : رأيت فنريد أن نقول : بناء على هذا فالأصل أن تتبع أولاً ما تقتضيه القواعد النحوية , لكنه يجوز أن تخالف هذه القواعد النحوية لأمور دقيقة في القافية فيأتي الخلاف . قال السائل :لا نحن لا نريد الخلاف في الأمور النحوية لا بل العكس النحو الآن في هذا البيت يقتضي نصب هذه الكلمة . قال الشيخ حفظه الله : وما نُصب ؟. قال السائل : بل نصبناه , لكن لما نصبناه خالفنا القافية في الكلمات الأخرى المرفوعة , هذا هو سؤالي . قال الشيخ حفظه الله : الآن فهمت , على كل حال خَلافنا بقية القوافي . قال السائل : خلافنا الأمور الشكلية وإلا كإعمال للحكم النحوي نحن نعمل في كل الأحوال . قال الشيخ حفظه الله : هذا قد يكون يدخل في باب في نوع من أنواع السِّناد يدخل فيه , من حيث إنه قد يتجوز فيه أحياناً . قال السائل : وما توضيح باب السناد ؟. قال الشيخ حفظه الله : السناد هويتعلق مثلاً بالحركة في الروي , فالروي في القافية إذا كان ما قبل هذه القافية من قافية أخرى تقدمت ولهذه القافية التي تقدمت فيها روي والروي مثلاً محرَّك بالفتحة , ثم جاءت قافية بعد تلك الأولى الروي فيها اقتضى الإعرابُ مثلا رفَع هذا الرويَّ بعد النصف الأول . هذا في الحقيقة يرد ويتسامحون فيه , على أنه من العيوب الخفيفة , لكن إذا كثر في القصيدة يعيب القصيدة , لكن في بيت واحد حصل هذا أو في بيتين مثلاً ما يكثر , فهذا وارد عندهم . قال السائل : لا أنه من باب الضرورة ,. قال الشيخ حفظه الله : لا لا ليس من باب الضرورة . قال السائل . لكن ورد قليلاً . قال الشيخ حفظه الله : نعم , ورد قليلاً , لكن ليس من باب الضرورة. قال السائل :لكن لا يكثر . قال الشيخ حفظه الله : نعم , لا يكثر . @@@ المسائلة السابعة : قال زياد الأعجم : إذا قلتُ قد أقبلتْ أدبرتْ * * * كمن ليس غادٍ ولا رائحُ قال ابن قتيبة : وكان ينبغي أن يقول غادياً ولا رائحا , وهو كثير اللحن في شعره , ولهذا قيل له الأعجم ولفساد لسانه بالفارسية . الشاهد :" غادٍ ولا رائحُ " هل هذه العبارة يمكن أن تكون من باب الضرورة ؟ أو يكون لها وجه نحوي . قال الشيخ حفظه الله : والله له وجه فيهما , الأول أن غادٍ هذا منقوص , والمنقوص إذا كان منصوباً , قد يحذفون الياء فيه كثيراً ويستعملونه كأنه مرفوع أو مجرور كما هنا غادٍ ,وهو منقوص منصوب نكرة ليس مضافاً ولا محلى بأل , ونظيره كثير في كلام العرب ومن ذلك قوله ولعله تقدَّم لك : ولـو أن واشٍ باليمـامة داره * * *وداري بأعلى حضرموتَ اهتدى ليا فقال : ولو أن واشٍ , والأصل أن يقال : ولو أن واشياً , فمثل هذا في الشعر وارد يستعملونه هكذا . قال السائل : جميل , هذا بالنسبة لغاد لها مخرج , ولكن يبقى : ولا رائح ؟ قال الشيخ حفظه الله : هذا وجه غاد , وأما ولا رائح وجهه قد يقول قائل . قال السائل : خبر لمبتدأ محذوف . قال الشيخ حفظه الله : أيوه قد يقول قائل هوكان معطوفا, لكن كيف قال ولا رائح إذاً فرائح هذا مرفوع على أنه خبر لمبتدأ مرفوع , أي ولا هو رائح , فحذف المبتدأ فهذا صحيح , لا سيما في الشعر يحتاج إلى الحذف للمبتدأ وهو معروف , فلا مانع . قال السائل : ولعل الذي دفع ابن قتيبة أعجميةُ الرجل . قال الشيخ حفظه الله : فقط لا ننظر إلى أعجمية الرجل . قال السائل : لا , أقصد أن الذي ساعد على هذا هو أعجمية الرجل . قال الشيخ حفظه الله : هو هذا لكن الذي كان المفروض أن يمعن النظر في كلامه أولاً هل له محمَل أو كذا . قال السائل : نعم ما شاء الله . ** ** ** ويليه الجزء الثاني من المسائلة النحوية المتعلقة بباب الضرورات الشعرية بإذن الله التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 05-12-2011 الساعة 03:21 PM. |
#13
|
|||
|
|||
ماشاء الله
وننتظر المزيد |
#14
|
||||
|
||||
قريبا بإذن الله فلا تزال هناك عدة مجالس , ولكن ضيق الوقت هو الذي يؤخرنا عن إخراجها
والله الموفق التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 08-16-2015 الساعة 11:34 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.