أفيقي من سباتك ياحذام ويليه : إلى شيخنا الحبيب,أبي رواحة الأريب

[أبو عبد الله بلال يونسي]

أحسن الله إليك أستاذنا الأديب على جهودك الطيبة والتي ندعو الله أن يثقل بها ميزانك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...

وقبل أن أورد مشاركتي في الموضوع أنوه أني لا أعلم مسبقا سبب إنزال هذه القصيدة ولكن الذي فهمته من أبيات أديبنا المعبرة أن شيخ الشعراء قد حذف نظما لأستاذنا الحبيب رحيل لتضمنه بعض ما يستقبح ذكره ؛ وقد أورد الأستاذ الحبيب في نظمه الذي بين أيدينا بعضا منها ؛ ....

ولما كان مروري عابرا فإني أود فقط التركيز على ما دلل به أستاذنا الأديب الحبيب أبو العباس شيخ معسكر وما حولها بلا منازع نحسبه والله حسيبه ؛ وبإزائه الشيخ الكبير والحبيب النحرير الفاضل عبد الحكيم دهاز فكم اشتقنا لطلعته البهية مع شدة تواضع ؛ فاللهم ارحم الداعيين إلى الله رحيل ودهاز ...

ولنبق مع المسألة المشار إليها آنفا ألا وهي قول الصديق الأكبر :" امصص بظر اللات " ؛ وهذا الأثر لي معه قصة طريفة ؛ وذلك أنه وفي زيارة من الأستاذ الأديب الحبيب حسن آيت علجت إلى ولايتنا سكيكدة جرت محادثة معه حول ما هم بفعله المنحرف العيد شريفي من جمعه للآثار التي فيها نوع سباب أو ذكر لما يستقبح ذكره غالبا عند العرب ؛ وذلك أنه كان مشهورا بسوء أخلاقه وكلامه البذيء المستقبح في المجتمع الجزائري ؛ فلما قام له بعض الناصحين ؛ انتفض وأمر بجمع ما يظنه مؤيدا لفعله المستهجن ؛ وبلغنا بعض كلامه حينذاك والذي ضمنه شريطا ؛ والعياذ بالله ؛....

فقلت للأستاذ حسن آيت علجت :
ياشيخنا ما قولك في استدلال العيد بهذه الآثار على انحرافه ؛

فقال :

أما قول الصديق فكان في مقابل مالا يعقل من الجمادات مما لا يتبادر إلى الذهن تحققه ؛ وذلك أن اللات وثن لا روح فيه ؛ ولا يسبق إلى الذهن شيء يستقبح إلا بنوع تفكر ؛ وذلك بخلاف الألفاظ الفاحشة أو ما له صورة في الواقع المعلوم ؛ وبذلك فكلام الصديق خرج مخرج التحقير والتهوين كقوله تعالى :" ذق إنك أنت العزيز الكريم " ...

فقلت له :
وما قولك في حديث ماعز وقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" أ ..... " ؛

فقال :
ذلك على سبيل التدقيق في أمر عظيم فيستدعي أدق ما يوصل إلى المطلوب احتياطا للدماء المعصومة أن تراق بالظن دون اليقين ؛ وغيرها من المخارج المذكورة في كتب أهل العلم حيال هذه النصوص ؛ مع اشتراط جميعهم ترك هذه المذكورات إلا على شرطها وما يقايس محلها ؛ ....

قلت :
ولذلك نجد العرب تكني عن الخراءة بـ (الغائط ) وهو المنخفض من الأرض ؛ وتكني عن الإست بـ(السوءة) وهي ما يساء ذكره ويعاب وصفه ؛ ....

وأما مسألة الحور فهي خارج الخلاف ولعل الله ييسر الكلام حولها ...

وفي الختام أقرئ سلامي الكبير للأستاذ الفاضل والشيخ المناضل أبي العباس رحيل ؛ فقد لاقيت بعض أهل مدينته وأعلمني بجهوده الطيبة في الدعوة إلى الله ومنابذة الشرك والبدع باختلاف صورهما ومناحيهما ؛ فالله يوفقك أيها الحبيب ....

وكما أشكر الشيخ الفاضل الحبيب أبا عبد الله حسن آيت علجت على فوائده وتواضعه لإخوانه وأبنائه ؛ وأدعوه للمشاركة في هذا المنتدى الطيب لإفادة محبيه ؛ فهو الأديب ذو النظر الثاقب ؛ فما أحوجنا لمثله بيننا ؛ ....

هذا ما حاولت ذكره والله من وراء القصد والحمد لله رب العالمين ....

[الأستاذ محمد رحيل]

بارك الله فيك أبا عبد الله بلال يونسي ,وجزاك خيرا .

على ذكرك للعيد شيريفي أقول:

أعوذ بالله العظيم أن أستدل بما استدل به المبتدعة على باطلهم,وإن كان بين الإستدلالين كما بين السماء والأرض ,فإن العيد شيريفي قد فشا ما ذكره في تجواله من كلام قبيح جدا,ونحن قد ذكرنا شيئا يهون الخطب عنده-إن شاء الله,

وأسأل الله أن يغفر لي وأن يتوب علىّ إن كان هذا الإستدلال في غير محله,فإنه مما تتجاذب فيه الأنظار ,وتختلف فيه وجهات الأنصار,ولذا فإني قد طلبت المسامحة من شيخنا,يعني في أمر تصح فيه المسامحة .

وأعد أني لن أعود لمثله فيما أذكره ما دام يقع في النفس منه شيء,

وإني لأشكر شيخنا أبارواحة على حسن تنبيهه وأخلاقه,وأسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياه على مائدة الكتاب والسنة والسير على منهاج سلف الأمة,إنه ولي ذلك والقادر عليه.والحمد لله أولا وآخرا.

[أبو عبد الرحمن محمد العكرمي]

جزاكم الله خيرا أيها الحبيب

أبا عبد الله فوائد طيبة اقتنصتها فأحسنت نقلها

و بارك الله في الشيخ حسن و أطال الله في عمره

على أنني استفدت أيّما فائدة من نقلك أيها الحبيب

إلا أنني لا أظنه ينزل على ما ورد من كلام شيخنا

بل و لا أظنك تريد تنزيله رفع الله قدرك


شيخي الوقور محمد شكرا لكم


و جزاكم الله خيرا

على هذه المحاورة الطيبة

[الشاعر أبو رواحة الموري]

في البداءة أسأل الله ان يبارك في جميع الأخوة وأن يرزقنا وإياهم حسن الفهم وحسن الاتباع .

...وحتى تكتمل الصورة ويحصل التصورالتام للموضوع وتتلاءم المساجلات العلمية

فقد أعدتُ إنزال موضوع أخينا الأستاذ رحيل ( أفيقي من سباتك ياحذام) وأشربته بموضوعه أيضاً : ( إلى شيخنا الحبيب أبي رواحة الأريب)

وبعد هذا الصنيع أقول : أنا لم أُعِدْ هذا الموضوع لاقتناعي التام بإعادته بناءً على تراجع رحيل وفقه الله - وإن كنتُ أشكر له تواضعه واعتزازه بالعمل بالنصوص الشرعية -بعد ما كتبه أخونا المفيد بلال أثابه الله

ولا فرحاً بما أثراه أبو عبد الله في فوائده العوالي ودرره الغوالي , وإن كنتُ أشكر له اجتهاده في توجيهه مرادي من حذف الموضوع

ولكن ثمة لي رأي آخر لم أجرؤ أن أفصح عنه ألا وهو : أن المتربصين وهم كثُر - لا كثَّرهم الله - يقولون : صار بعض من يكتب في منتدى الشعر يُعنى بذكر العورات وعرض قضايا المرأة على طريقة أهل التحزب في عصرنا الحاضر ..ألخ

قلتُ : كيف وقد قيل !!!!!!!!!!!!!

فعُلم من هذا أن ما كتبه الأستاذ رحيل من الأبيات في تقرير الأدلة في جواز استعمال لفظ العورات عند الحاجة وفي معاييره الخاصة كما قيده أبو عبد الله أن ذلك من استعمالات السلف كما جاء في السنة : مسند أحمد - (35 / 158)
قال : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَوْفٌ عَنْ الْحَسَنِ عَنْ عُتَيٍّ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ رَأَيْتُ رَجُلًا تَعَزَّى عِنْدَ أُبَيٍّ بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ افْتَخَرَ بِأَبِيهِ فَأَعَضَّهُ بِأَبِيهِ وَلَمْ يُكَنِّهِ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَمَا إِنِّي قَدْ أَرَى الَّذِي فِي أَنْفُسِكُمْ إِنِّي لَا أَسْتَطِيعُ إِلَّا ذَلِكَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ تَعَزَّى بِعَزَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ فَأَعِضُّوهُ وَلَا تَكْنُوا . وفي لفظ آخر في سنن النسائي الكبرى - (5 / 272)
"من تعزى بعزاء الجاهلية فأعضُّوه بهن أبيه ولا تكنوا "


أقول : عُلم من ذلك أن رحيلا لم يأت بدَعا من القول , وإنما دل فعلُه على أن منطلقَه من العلم وأقوال السلف , لهذا فكيف لا يتَّسع صدري لكلامه أيها الحبيب العكرمي ؟! , بل والله نتشرف بمن يتصف بذلك , فنحن لا نفتأ جاهدين في أن نجد من هذا الصنف الذي لا يقدم على النص أحدا , الأمر الذي أدعو إليه نفسي وإخواني للعمل به

لكن يبقى أنه لا بد لنا أن نبحث عن تصورات علماء السلف ومفاهيمهم لتلك المسائل المطروحة , فإنه مطلب عزيز, وهو سر هذا النقاش العلمي الهادف


ثم إن سدَّ الذرائع وإغلاق الباب على الخصم والمصطاد في الماء العكر أمر تدعو إليه الشريعة , ويؤيده ما تعج به الساحة الدعوية من الفتن والكيد بأهل السنة , وخاصة من أولئك الذين ضعُفتْ فهومهم وحلومهم


فكان كل ذلك يستدعي منا أخذ الحيطة والحذر

[أبو عبد الرحمن محمد العكرمي]

جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا رواحة الموري

و رفع الله قدركم

[الأستاذ محمد رحيل]

شكر الله لك شيخنا أبا رواحة,هذا التبيان وجعلنا وإياك من الهداة المهتدين,والحمد لله رب العالمين.

[أبو عبد الله بلال يونسي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الأستاذ محمد رحيل

شكر الله لك شيخنا أبا رواحة,هذا التبيان وجعلنا وإياك من الهداة المهتدين,والحمد لله رب العالمين.

الله الله على ذي المشاعر الفياضة والأخوة الحقيقية أدامها ربنا بمنه وكرمه وجمعنا في دار كرامته ...

ولكن فقط أذكر أني على رأي شيخ الشعراء مع محبتي للأستاذ الفحل الأديب وعظيم احترامي وتبجيلي له ؛ ولذلك فلو حذفها الأستاذ أو استبدلها بغيرها لكان أجمل وأسلم وأعلم ؛....

وقد بدرني منها تصورات غريبة وتوقعات بعيدة لا تنسجم والفطرة السليمة

والله الموفق وهو أعلم وأحكم ...

[محمد بن نجيب التونسي]

بارك الله في الجميع على أخلاقهم العالية وفوائدهم الجميلة وأوجه عتاب إلى أخينا الكبير أبا رواحة أنه لم يرد على الأخ الأستاذ محمد رحيل حفظه الله بالشعر (ابتسامة) وكنت أنتظر منه ذلك وخاصة ردا على قصيدة الأخ الأستاذ الثانية التي بعنوان "إلى شيخنا الحبيب أبي رواحة الأريب".

وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح

[الأستاذ محمد رحيل]

بارك الله في الأخ الأديب أبي بلال,وجزاه الله خيرا ,
ولرسوخه في الأدب مايعطيه حق الإختيار ,وقد يكون مااختاره نافعا وناجعا في بعض الأحيان ,لأنه مبني على أخذ الحيطة والحذر ,وغلق الباب على المتربصين

لكن نلفت نظره إلى أن هذا قد يؤدي إلى إهمال بعض النصوص في بابها, وهذا على مذهب الترجيح ,أما على مذهب الجمع فيعمل بكل نص في بابه,والقاعدة الفقهية الجمع أولى من الإهمال,وإعمال الدليلين أولى من إهمالهما.

بارك الله في جميع الإخوة والزوار.

[الشاعر أبو رواحة الموري]

أخي الأستاذ رحيل وفقك الله لقد حصلتْ لك عدة ملاحظات على قصيدتيك وبالأخص الثانية منهما , مع أنها أقوى من الأولى وألطف

ففي قصيدتك الأولى

و خَادَنْتِ الشباب مع الكهول***وضاحكت الأراذل والطَّغام [1]

وقع لك خطأ نحوي وهو أنك عطفتََ الطغام على الأراذل المنصوب , فحقه النصب , مع ملاحظة أن القصيدة سقتَها بالكسر , فبان بذلك الإقواء في هذه الصورة .

أما في قصيدتك الثانية

يقوِّم ذي القصيدة في جمال*****كأن على قريحته شـــــــعاعُ

وقع لك هنا خطأ نحوي آخر : وهو أنك جئت بـ"شعاع" اسماً لكأنَّ متأخراً مرفوعا تمشيا مع القافية المرفوعة , وإنما كان حقه النصب كما لا يخفى عليك ؛ حتى لا يحصل إقواء آخر .

فقال امصُصْ بُظيرَ اللَّاتِ عُرْوَة***وذا قولٌ لكفَّــــارٍ رَداعُ

وجود التاء المربوطة في "عروة" تجعل الوزن مختلاً , لذلك فالأفضل حذفها , لتبقى "عروَ" لتدخل في باب الترخيم لهذا الاسم , ويستقيم بذلك الوزن إن شاء الله

أتى في ابنٍ لِشيبةَ في المصنَّف***كذا في ابنٍ لحِبَّـانٍ يُشاعُ

قولك : في المصنف , وقفتَ على الفاء بالسكون , وإنما فعلتَ ذلك ليستقيم معك الوزن , وقد حصل لك ما أردتَ , ولكن العرب لا تقف على ساكن في صدور الأبيات الشعرية

بإسناد صحيح في الدراية*****بمصطلَح الحديثِ به نَفــاعُ[4]

وهذه كسابقتها فقد وقفتَ على " الدراية " بالهاء وليس بالتاء المربوطة ليستقيم لك الوزن , وقد حصل ما أردتَه , ولكن خالفتَ طريقة الشعراء في ذلك كما تقدم .

وأخيراً
أشكر لك لطفك وحسن أدبك فيما أبديته في قصيدتك الثانية
وإنما كتبتُ لك ما كتبته من ملاحظات عليها لتتفاداها , فتجعلها في أبها حلة .

ولك مني مفاجأة فانتظرها قريباً
إن شاء الله .