|
كاتب الموضوع | زكريا عبدالله النعمي | مشاركات | 82 | المشاهدات | 56500 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#71
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أبا أسامة الحريري
فائدة طيّبة جدا جداً لا حرمك الله أجر التحقيق و لا ابتلاك الله بشرّ التصفيق |
#72
|
|||
|
|||
اقتباس:
جزاك الله خيرا أخي الراجز المثالي
وأما ما يخص الدينوري فقد كان عهدي به بعيدا إذ كان من أوائل ما قرأت من الكتب المطولة وذلك أني كنت أنا وأخي سمير سليماني الجامعي الوادي نتدارسه ولم أنتبه يومها إلا إلى كونه دينوريا وبمرور السنون والليالي انطبع في ذهني أنه نفسه ابن قتيبة وما ذاك إلا لكثرة سهوي وشديد غفلتي وجهلي ... مقد صدقت فكم بين أبي بكر وابن قتيبة من مفاوز ؛ ولكن هو السهو وجل من لا يسهو ؛ و من المفارقات أننا كنا نقرؤ الكتاب مع ترك الحواشي التي أحدثها مشهور لانزعاجنا منه من زمان بعيد ؛ بل لم أقرأ حتى الترجمة التي وضعها بغضا لصنيعه من تضخيم الكتب بنية المتاجرة وتكثير الصفحات وبالتالي تكثير الدريهمات ؛ فكان ذلك سببا أيضا في عدم قراءتي يومها للترجمة التي وضعها مشهور لأبي بكر رحمه الله فبقيت أخال أبابكر كنية لابن قتيبة حتى أتيت أنت أخي الغالي ورفعت عني ما أعانيه من خلط بين الرجلين ... زادك الله حرصا ونفع بك أخي الحبيب وجعلك من حراس دينه المحققين لا المصفقين غير المدققين .. وبارك الله فيك على تنبيهك وحسن تحلية وتعليقك ... |
#73
|
|||||||||
|
|||||||||
من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه
· من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه. · للعبد ستر بينه وبين الله , وستر بينه وبين الناس, فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله , هتك الستر الذي بينه وبين الناس. · للعبد رب هو ملاقيه وبيت هو ساكنه, فينبغي له أن يسترضي ربّه قبل لقائه ويعمّر بيته قبل انتقاله اليه. · اضاعة الوقت أشد من الموت, لأن اضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة, والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها. · الدنيا من أولها الى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر. · محبوب اليوم يعقبه المكروه غدا, ومكروه اليوم يعقبه المحبوب غدا. · أعظم الربح في الدنيا أن تشغل نفسك كل وقت بما هو أولى بها وأنفع في معادها. · كيف يكون عاقلا من باع الجنّة بما فيها شهوة ساعة. · يخرج العرف من الدنيا ولم يقضي وطره من شيئين: بكاؤه على نفسه, وثناؤه على ربّه. · المخلوق اذا خفته استوحشت منه وهربت منه, والرب تعالى اذا خفته أنست به وقربت اليه. · لو نفع العلم بما عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ولو نفع العمل بلا اخلاص لما ذم المنافقين. · دافع الخطرة, فان لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة, فان لم نفعل صارت شهوة. فحاربها, فان لم تفعل صارت عزيمة وهمّة, فان لم تدافعها صارت فعلا, فان لم تتداركه بضدّه صار عادة فيصعب عليك الانتقال عنها. التقوى ثلاث مراتب: احداها : حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات. الثانية : حميتها عن المكروهات. الثالثة : الحمية عن الفضول وما لا يعني. فالأولى تعطي العبد حياته, والثانية تفيد صحته وقوته, والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته. غموض الحق حين تذب عنه يقلل ناصر الخصم المحق تضل عن الدقيق فهوم قوم فتقضي للمجلّ على المدقّ بالله أبلغ ما أسعى وأدركه لا بي ولا بشفيع لي من الناس اذا أيست وكاد اليأس يقطعني جاء الرجاء مسرعا من جانب اليأس · من خلقه الله للجنّة لم تزل هداياها تأتيه من المكاره, ومن خلقه الله للنار لم تزل هداياها تأتيه من الشهوات. لما طلب آدم الخلود في الجنة من جانب الشجرة عوقب بالخروج منها. اقرأ الآيات 19-24من سورة الأعراف. ولما طلب يوسف الخروج من السجن من جهة صاحب الرؤية لبث فيها بضع سنين. اقرأ يوسف آية 42. · اذا جرى على العبد مقدور يكرهه فله فيه ستّة مشاهد: الأوّل : مشهد التوحيد, وأن الله هو الذي قدّره وشاءه وخلقه, وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. الثاني : مشهد العدل, وأنه ماض فيه حكمه, عدل فيه قضاؤه. الثالث : مشهد الرحمة,وأن رحمته في هذا المقدور غالبه لغضبه وانتقامه, ورحمةه حشوه أي ظاهره بلاء وباطنه رحمة. الرابع : مشهد الحكمة, وأن حكمته سبحانه اقتضت ذلك, لم يقدّره سدى ولا قضاه عبثا. الخامس : مشهد الحمد, وان له سبحانه الحمد التام على ذلك من جميع وجوهه. السادس : مشهد العبوديّة, وأنه عبد محض من كل وجه تجري عليه أحكام سيّده وأقضيته بحكم كونه ملكه وعبده, فيصرفه تحت أحكامه القدريّة كما يصرفه تحت أحكامه الدينيّة, فهو محل لجريان هذه الأحكام عليه. · قلّة التوفيق وفساد الرأي, وخفاء الحق, وفساد القلب, وخمول الذكر, واضاعة الوقت, ونفرة الخلق, والوحشة بين العبد وبين ربّه, ومنع اجابة الدعاء, وقسوة القلب, ومحق البركة في الرزق والعمر, وحرمان العلم, ولباس الذل, واهانة العدو, وضيق الصدر, والابتلاء بقرناء السوء الذين يفسدون القلب ويضيعون الوقت, وطول الهم والغم, وضنك المعيشة, وكسف البال... تتولّد من المعصية والغفلة عن ذكر الله, كما يتولّد الزرع عن الماء, والاحراق عن النار . منقول
__________________
|
#74
|
|||||||||
|
|||||||||
احذروا فتنة العالم الفاجر وفتنة العابد الجاهل
الحمد لله الهادي إلى أقوم سبيل، والمضلّ لمن يشاء بعد إقامة الحجّة بالدّليل، يهدي من يشاء ويَعْصِمُ ويُعافي فضلا، ويُضلُّ من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ربًّا ومعبودًا، فهو حسبنا ونعم الوكيل ؛ وأشهد أنّ محمّدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، المبعوث في خير أمّة وأكرم جيل . أمّا بعد: فهذا حال العالم المؤثر الدنيا على الآخرة, وأما العبد الجاهل فآفته من اعراضه عن العلم وأحكامه وغلبة خياله وذوقه ووجده وما تهواه نفسه. ولهذا قال سفيان بن عيينة وغيره: احذروا قتنة العالم الفاجر, وفتنة العابد الجاهل, فان فتنتهما فتنة لكل مفتون, فهذا بجهله يصد عن العلم وموجبه, وذاك بغيّه يدعو الى الفجور. وقد ضرب الله سبحانه مثل النوع الآخر بقوله: { كمثل الشيطان اذ قال للانسان أكفر فلما كفر قال اني بريء منك اني أخاف الله رب العالمين * فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين} الحشر وقصته معروفة, فانه بنى أساس أمره على عبادة الله بجهل, فأوقعه الشيطان بجهله, وكفّره بجهله. فهذا امام كل عابد جاهل يكفر ولا يدري, وذاك امام كل عالم فاجر, يختار الدنيا على الآخرة. وقد جعل سبحانه رضى العبد بالدنيا, وطمأنينته وغفلته عن معرفة آياته, وتدبرها والعمل بها, سبب شقائه وهلاكه, ولا يجتمع هذان, أعني الرضا بالدنيا والغفلة عن آيات الرب الا في قلب من لا يؤمن بالمعاد, ولا يرجو لقاء رب العباد, والا فلو رسخ قدمه في الايمان بالمعاد, لما رضي الدنيا, ولا اطمأن اليها, ولا أعرض عن آيات الله. وأنت اذا تأملت أحوال الناس وجدت هذا الضرب هو الغالب على الناس وهم عمّار الدنيا. وأقل الناس عددا من هو على خلاف ذلك, وهو من أشد الناس غربة بينهم, لهم شأن وله شأن, علمه غير علومهم, وارادته غير ارادتهم, وطريقه غير طريقهم, فهو في واد وهم في واد, قال تعالى: {ان الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها والذين هم عن آياتنا غافلون * أولئك مأواهم النار بما كانوا يكسبون } يونس . ثم ذكر وصف ضد هؤلاء ومآلهم وعاقبتهم بقوله: {ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بايمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم } يونس فهؤلاء ايمانهم بلقاء الله أورثهم عدم الرضا بالدنيا والطمأنينة اليها, ودوام ذكر آياته, فهذه مواريث الايمان بالمعاد, وتلك مواريث عدم الايمان به والغفلة عنه. وصلى الله وسلم وبارك على نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منقول
__________________
|
#75
|
|||||||||
|
|||||||||
شكوى الجاهل من الله
يقول ابن القيم .
الجاهل يشكو الله الى الناس , وهذا غاية الجهل بالمشكو والمشكو اليه , فانه لو عرف ربه لما شكاه , ولو عرف الناس لما شكا اليهم . ورأى بعض السلف رجلا يشكو الى رجل فاقته وضرورته , فقال : يا هذا , والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك الى من لا يرحمك , وفي ذلك قيل : واذا شكوت الى ابن آدم انما تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم والعارف انما يشكو الى الله وحده . وأعرف العارفين من جعل شكواه الى الله من نفسه لا من الناس , فهو يشكو من موجبات تسليط الناس عليه , فهو ناظر الى قوله تعالى:{ وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم} الشورى 30 , وقوله :{ وما أصابك من سيئة فمن نفسك } النساء 79 , وقوله :{ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنّى هذا قل هو من عند أنفسكم } آل عمران 165. فالمراتب ثلاثة : أخسها أن تشكو الله الى خلقه , وأعلاها أن تشكو نفسك الى الله , وأوسطها أن تشكو خلقه اليه.
__________________
|
#76
|
|||||||||
|
|||||||||
عليك بالخوف من الله
إخواني:
من علم عظمة الإله زاد وجله ومن خاف نقم ربه حسن عمله فالخوف يستخرج داء البطالة ويشفيه وهو نعم المؤدب للمؤمن ويكفيه ؛ قال الحسن:صحبت أقواماً كانوا لحسناتهم أن تُردَّ عليهم أخوف منكم من سيئاتكم أن تعذبوا بها . ووصف يوسف بن عبد المحسن فقال: كان إذا أقبل كأنه أقبل من دفن حميمه وإذا جلسكأنه أسير من يضرب عنقه وإذا ذكرت النار فكأنما لم تخلق إلا له . وكان سميط إذا وصف الخائفون يقول: أتاهم من الله وعيد وفدهم فناموا على خوف وأكلوا على تنغصٍ ؛واعلم أن خوف القوم لو انفرد قتل غير أن نسيم الرجاء يروح أرواحهم وتذكر الإنعام يحيى أشباحهم ؛ ولذلك روى: (لَو وُزِنَ خَوفُ المؤمن ورجَاؤه لاعتدلا) . فالخوف للنفس سائق والرجاء لها قائد إن ونت على قائدها حثها سائقها وإن أبت علىسائقها حركها قائدها مزيح الرجاء يسكن حر الخوف وسيف الخوف يقطع سيف - سوف - وإن تفكر في الإنعام شكر وأصبح للهم قد هجر وإن نظر في الذنوب حذر وبات جوف الليل يعتذر وأنشد: أَظلَت عَلينا مِنكَ يوماً سَحابةً أَضَاءَت لَنا برقاً وأَمطَرتنا فَلاغيمَها فيائسٌ طامعٌ ولا غَيثَها باقي فيروى عطاشها منقول من كتاب المواعظ لابن الجوزى
__________________
|
#77
|
|||||||||
|
|||||||||
كيف يفعل من أصابه هم أو غم
بسم الله الرحمن الرحيم في المسند وصحيح أبي حاتم من حديث عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم : اني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماضى فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هم لك سمّت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك, أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, الا أذهب الله همّه وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يارسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغيلمن سمعهن أن يتعلّمهن".و صححه الألباني في الكلم ص81. فتضمّن هذا الحديث العظيم أمورا من المعرفة والتوحيد والعبوديّة. منها أن الداعي به صدّر سؤاله بقوله: "اني عبدك ابن عبدك ابن أمتك", وهذا يتناول من فوقه من آبائه وأمهاته الى أبويه آدم وحوّاء, وفي ذلك تملّق (تودد وتلطّف) له واستخذاء بين يديه واعترافه بأنه مملوكه وآبائه مماليكه وان العبد ليس له باب غير باب سيّده وفضله واحسانه, وأن سيّده ان أهمله وتخلّى عنه هلك, ولم يؤوه أحد ولم يعطف عليه, بل يضيع أعظم ضيعة. وتحت هذا الاعتراف: أني لا غنى عنك طرفة عين, وليس لي أن أعوذ به وألوذ به غير سيّدي الذي أنا عبده, وفي ضمن ذلك الاعتراف بأنه مربوب مدبّر مأمور منهي, انما يتصرّف بحكم العبوديّة لا بحكم الاختيار لنفسه. فليس هذا في شأن العبد بل شأن الملوك والأحرار. وأمّا العبيد فتصرّفهم على محض العبوديّة فهؤلاء عبيد الطاعة المضافون اليه سبحانه في قوله:{ انّ عبادي ليس لك عليهم سلطان} الحجر 42, وقوله:{ وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا} الفرقان63, ومن عداهم عبيد القهر والربوبية, فاضافتهم اليه كاضافة سائر البيوت الى ملكه, واضافة أولئك كاضافة البيت الحرام اليه, واضافة ناقته اليه وداره التي هي الجنة اليه, واضافة عبودية رسوله اليه بقول: { وأنّه لمّا قام عبد الله يدعوه}. الجن 19.
__________________
|
#78
|
||||
|
||||
بارك الله في الجميع
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى (10/98 ) : والعدل هو: الاعتدال، والاعتدال هو صلاح القلب، كما أن الظلم فساده؛ ولهذا جميع الذنوب يكون الرجل فيها ظالمًا لنفسه، والظلم خلاف العدل، فلم يعدل على نفسه، بل ظلمها، فصلاح القلب في العدل، وفساده في الظلم، وإذا ظلم العبد نفسه فهو الظالم وهو المظلوم، كذلك إذا عدل فهو العادل والمعدول عليه، فمنه العمل وعليه تعود ثمرة العمل من خير وشر. قال تعالى: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} [البقرة: 286]. والعمل له أثر في القلب من نفع وضر وصلاح قبل أثره في الخارج، فصلاحها عدل لها وفسادها ظلم لها. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46]، وقال تعالى: {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا} [الإسراء: 7]، قال بعض السلف: إن للحسنة لنورًا في القلب، وقوة في البدن، وضياء في الوجه، وسعة في الرزق، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة لظلمة في / القلب، وسوادًا في الوجه ووهنًا في البدن، ونقصًا في الرزق، وبغضًا في قلوب الخلق. وقال تعالى: {كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ} [الطور: 21]، وقال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ} [المدثر: 38]، وقال: {وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لَا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا}[الأنعام: 70]، وتبسل أي: ترتهن وتحبس وتؤسر؛ كما أن الجسد إذا صح من مرضه قيل قد اعتدل مزاجه، والمرض إنما هو بإخراج المزاج، مع أن الاعتدال المحض السالم من الأخلاط لا سبيل إليه، لكن الأمثل، فالأمثل، فهكذا صحة القلب وصلاحه في العدل ومرضه من الزيغ والظلم والانحراف، والعدل المحض في كل شيء متعذر علمًا وعملًا، ولكن الأمثل فالأمثل؛ ولهذا يقال: هذا أمثل، ويقال للطريقة السلفية: الطريقة المثلى، وقال تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [ النساء: 129]، وقال تعالى: {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [الأنعام: 152]. واللّه ـ تعالى ـ بعث الرسل وأنزل الكتب ليقوم الناس بالقسط، وأعظم القسط عبادة اللّه وحده لا شريك له، ثم العدل على الناس في حقوقهم، ثم العدل على النفس... انتهى المقصود من كلامه رحمه الله تعالى . |
#79
|
|||||||||
|
|||||||||
يامعاذ .....
بسم الله الرحمن الرحيم في السنن عن { معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصاه لما بعثه إلى اليمن فقال : يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن . وقال : يا معاذ إني لأحبك فلا تدع أن تقول في دبر كل صلاة : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . وقال له - وهو رديفه - يا معاذ : أتدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله أعلم . قال : حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا ؛ أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلت : الله ورسوله أعلم . قال : حقهم عليه ألا يعذبهم } . وقال أيضا لمعاذ : { رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله } . وقال : { يا معاذ ألا أخبرك بأبواب البر ؟ الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وقيام الرجل في جوف الليل ثم قرأ { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون } { فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون } ثم قال : يا معاذ ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ قلت بلى فقال : أمسك عليك لسانك هذا فأخذ بلسانه قال يا رسول الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم } .
__________________
|
#80
|
|||||||||
|
|||||||||
من عوائق الطلب
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :ـ ففي هذا الزمان اختل معيار كثير من العامة في تقييم العلماء، فجعل كل من وعظ موعظة بليغة ، أو ألقى محاضرات هادفة ، أو خطب الجمعة مرتجلا ... عالماً يرجع اليه في الافتاء ويؤخذ العلم عنه. وهذه رزية مؤلمة ، وظاهرة مزرية ، تطاير شرارها ، وعم ضررها ، إذا هى إسناد العلم الى غير أهله ، وإذا أسند الأمر الى غير أهله فانتظر الساعة. فليحذر الطالب من أخذ العلم عن هؤلاء ، الا اذا كانوا من أهل العلم المعروفين ، فما كل من أجاد التعبير كان عالما ، ولا كل من حرف وجوه الناس اليه بالوقيعة في ولاة أمور المسلمين ، أو بذكر نسب وفيات الايدز ونحوها يكون عالما.
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.