09-28-2012, 04:56 PM
|
عضو فعال بارك الله فيه
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: الدارالفانية
المشاركات: 278
|
|
أهتمامُ السلف بقبول العمل..
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وقد كان سلفكم الصالح يهتمون بقبول العمل أعظم اهتماماً بالعمل، قال علي رضي الله عنه: كونوا لقبول العمل أشدَّ أهتمامًا منكم بالعمل, وَقَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ أَدْرَكْتُ ثَلَاثِينَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّهُمْ يَخَافُ النِّفَاقَ عَلَى نَفْسِهِ مَا مِنْهُمْ أَحَدٌ يَقُولُ إِنَّهُ عَلَى إِيمَانِ جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ [صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ/45)].
فهذا حال أهل الإيمان كما أثنى الله -تعالى- عليهم, فهم أهل الخشية، والخوف مع إحسان العمل وإتقانه قال الله جل وعلا: {إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مّنْ خَشْيةِ رَبّهِمْ مُّشْفِقُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِـئَايَـٰتِ رَبَّهِمْ يُؤْمِنُونَ * وَٱلَّذِينَ هُم بِرَبّهِمْ لاَ يُشْرِكُونَ *وَٱلَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا ءاتَواْ وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَىٰ رَبّهِمْ رٰجِعُونَ}[ المؤمنون: 57-60]، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا قَالَتْ: أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ))[ سنن الترمذي" ( كتاب التفسير/ باب من سورة المؤمنون/ 3099) صححه الألباني]
يعملون الأعمال الصالحة ويخشون أن لا يتقبل منهم؛ وذلك لقوة الإيمان، ومعرفتهم بربهم وأنفسهم يخافون على الأعمال أن ترد عليهم, ولخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء، وهذا من باب الإشفاق والاحتياط،"فالخوف والوجل والإشفاق من عذاب الله، إذا وجدت في القلب انبعثت الجوارح على العمل فعلا وتركًا؛ فعلا للأوامر وتركًا للنواهي"[ الراجحي, مصدر سابق. ص 140] حيث بيّن أنهم يبادرون إلى الأعمال الصالحة، وأنهم إليها سابقون {أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ}[المؤمنون/:61]
وكان السلف يخافون النفاق على أنفسهم، ويقول الْحَسَنِ: "مَا خَافَهُ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا أَمِنَهُ إِلَّا مُنَافِقٌ وَمَا يُحْذَرُ مِنْ الْإِصْرَارِ عَلَى النِّفَاقِ وَالْعِصْيَانِ مِنْ غَيْرِ تَوْبَةٍ لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ}[ الفرقان: 135][ صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ/45)] "وعن بن أبي مليكه قال: جاء عائشة عبد الله بن عباس يستأذن عليها, قالت: لا حاجة لي به. قال عبد الرحمن بن أبي بكر: إن بن عباس من صالحي بنيك جاءك يعودك, قالت :فأذن له, فدخل عليها فقال: يا أماه أبشرى فوالله ما بينك وبين أن تلقى محمدا صلى الله عليه وسلم والأحبة إلا أن تفارق روحك جسدك, كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ولم يكن يحب رسول الله إلا طيبة, قالت: وأيضا قال: هلكت قلادتك بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا ماء فتيمموا صعيدًا طيبًا, فكان ذلك بسببك وبركتك ما أنزل الله لهذه الأمة من الرخصة فكان من أمر مسطح ما كان, فأنزل الله براءتك من فوق سبع سماوات فليس مسجد يذكر فيه الله إلا وشأنك يتلى فيه آناء الليل وأطراف النهار, فقالت: يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك فوالله لوددت أنى كنت نسيا منسيًا"[ المعجم الكبير للطبراني.].
"وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ التَّيْمِيُّ مَا عَرَضْتُ قَوْلِي عَلَى عَمَلِي إِلَّا خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذِّبًا. وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ يَعِظ النَّاس"[ صحيح البخاري" (كتاب الإيمان/ بَاب خَوْفِ الْمُؤْمِنِ مِنْ أَنْ يَحْبَطَ عَمَلُهُ وَهُوَ لَا يَشْعُرُ/45)] وقال الحسن: "لقد أدركنا أقواما كانوا من حسناتهم أن ترد عليهم أشفق منكم على سيئاتكم أن تعذبوا عليها"[ محمد أحمد القرطبي, جامع أحكام القرآن, ط1-, مؤسسة الرسالة: بيروت, 1427هـ, ص57].
|
|
|
|
|
مقتبس من http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=3795
__________________
عن قتادة -رحمه الله تعالى- قال:
"قد رأينا والله أقواماً يُسرعون إلى الفتن، وينزعون فيها، وأمسك أقوامٌ عن ذلك هيبة لله ومخافة منه؛ فلما انكشفت: إذا الذين أمسكوا أطيبُ نفساً، وأثلج صدوراً، وأخف ظهوراً من الذين أسرعوا إليها وينزعون فيها، وصارت أعمال أولئك: حزازات على قلوبهم كلما ذكروها.
وأيم الله، لو أن الناس يعرفون من الفتنة إذا أقبلت كما يعرفون منها إذا أدبرت لعقل فيها جيل من الناس كثير، والله ما بعثت فتنة قط إلا في شبهة وريبة إذا شبّت".
كتاب حلية الأولياء، ج: (٢). ص: (٣٣٦-٣٣٧).
التعديل الأخير تم بواسطة أم جمانة السلفية ; 09-28-2012 الساعة 04:59 PM.
|