بسم الله الرحمن الرحيم
أفطرت في شهر رمضان يومين لمرض حل بي، وفي اليوم الثالث أصابني قيء وكنت لا أعلم هل هو من المفطرات أم لا، فكان أغلب ظني أنه من المفطرات فأردت أن أفطر، فسألت بعض الأخوة فقال لي: إنه ليس من المفطرات، وأردت أن أصوم الست من شوال، فهل أصومها قبل أن أقضي أم بعد؟
|
|
|
|
القيء من المفطرات، وعلى ذلك عامة أهل العلم بل نقل بعضهم الإجماع عليه، مستدلًا عليه بحديث: ((من ذرعه القيء فليس عليه شيء، ومن استقاء فليقضِ))، والحديث حسن، فإذا خرج القيء بغير تعمد فليس عليه شيء، وأما إذا حاول التقيؤ فهذا يقضي.وأما من عليه قضاء من رمضان من الرجال أو النساء فليبدأ بالقضاء قبل أن يصوم الست من شوال، لقول النبي صلى الله عليه وسلم^: ((فدين الله أحق أن يقضى))، وذمته مشغولة بما عليه من الواجب وليست مشغولة بصيام الست، وبنحو ذلك قال سعيد بن المسيب، فإن مات وعليه صوم احتاج وليه أن يصوم عنه، فذمته مشغولة بذلك، أما إذا مات ولم يصم الست فليس على أحد الصيام عنه، وفي الحديث: ((من صام رمضان وأتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر))، فالذي ما صام رمضان كله ما يكون داخلًا في الحديث فالحديث فيه: (من صام رمضان)، فليبدأ بتتمة صيام رمضان، ثم إن تمكن من صيام الست من شوال صامها.ومن الأقوال المرجوحة ما نقله النووي رحمه الله عند حديث أبي أيوب أنه يقدم صيام الست على القضاء اعتمادًا على قوله: (وأتبعها) وفي رواية: (وأتبعه) فالضمير فيهما عائد إلى رمضان، ولكن الصواب ما تقدم.وأنا أنصح من أراد صيام الست أن يصومها جميعًا متتابعة لأنه أفضل وأخف على النفس، فأما من حيث الأفضلية فلظاهر الحديث: (وأتبعه)، وأما من حيث الخفة فهذا ملحوظ فبعض الناس قد يؤخرها فما ينتبه إلا وقد انتهى شوال، وقد ينشغل عنها، والصيام في غير رمضان قد يكون ثقيلًا على النفس من صيام رمضان.
|
|
|
|
|
المصدر