العودة   منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري > مرحباً بكم في منتديات الشعر السلفي > منـتــــــدى الأســــــــــــــرة والـمــــجــتـــــمــع > قســـــم الـعقيــــدة والمـــنـهــــج

كاتب الموضوع أم اليسع مشاركات 4 المشاهدات 3896  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
  #1  
قديم 02-19-2010, 06:21 PM
أم اليسع أم اليسع غير متواجد حالياً
وفقها الله لما يحب ويرضى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 136
أم اليسع is on a distinguished road
افتراضي صفات الفرقة الناجية من خلال سورة العصر

صفات الفرقة الناجية من خلال سورة العصر


إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحابِهِ أَجْمَعِين، ومَنْ سَلَكَ طَرِيقَهُ، وَاتْبَعَ سُنَّتَهُ إلَىَ يَوْمِ الْدِّيِنِ.

أَمَّا بَعْدُ:

أيها الإخوة في الله بالأمس، وما زلنا في هذا اليوم، مع صفات الفرقة الناجية والطائفة المنصورة؛ بل ومع صفات أهل طريق النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة من خلال سورة العصر، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}[1]

بعد أن بيَّن صفة الفرقة الخاسرة الهالكة وهم الأكثرية في قوله –تعالى-: {إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ}[2]

وقد تكلمنا بالأمس عن الصفة الأولى؛ وهي صفة العلم المبنيةُ على الإيمان والمأخوذة من قول الله -سبحانه وتعالى-: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا} وبيَّنا بالأمس أهمية طلب العلم في حياة المؤمن، وكيف أنه يكون نورًا وحجةً وبرهانًا ساطعًا يفرِّقُ به بين الأشياء، ويميز به بين الحق والباطل.

واليوم مع الصفة الثانية؛ ألا وهي: العمل الصالح؛ لأن المسألة الأولى هي: العلم والمسألة الثانية هي: العمل، العمل بهذا العلم الذي تعلمناه وتفقهنا فيه، {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ذكر العمل الصالح بعد الإيمان،

وإن كان العمل الصالح جزءاً من الإيمان؛ لبيان أهمية أن الإيمان ليس بالدعوى، وليس بالكلام، وليس بالتبعية، ولا الجنسية؛ ولكن الإيمان الحق هو المشتملُ على القول؛ وهو الإقرار، وكذلك التصديق والعمل، إذ العمل جزء لا يتجزئ من الإيمان، وليس معنى لا يتجزئ أي أنه لا يتبعَّض؛ بل إنه قد يتبعض،

وهو درجات: منه ما تركه يبطل الإيمان بالكلية، ومنه ما تركه ينقص الإيمان الواجب، ومنه ما تركه ينقص الإيمان المستحب؛

كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:((الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان))[3]،
ولذلك قال: {إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ}؛ فالعمل من الإيمان، ولا ندخل في الفلسفة التي توسع فيها بعض الناس، هل هو شرط صحة أو شرط كمال؟ ب
ل العمل ركن من أركان الإيمان لا يتم الإيمان إلا به؛ لكن منه -من هذا الركن-: ما هو جانب أقوى، وجانب أساسي لا يتم الإيمان بالكلية إلا به، ومنه ما لا يتم الإيمان الواجب إلا به، ومنه ما لا يتم الإيمان المستحب إلا به؛ ولذلك فإن عبارات السلف تدل على هذا كما فهموا ذلك من القرآن والسنة،

كما يقول الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-: (أدركت ألفًا من العلماء يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية).
فالعمل من الإيمان وجزء منه وركن منه، ولا يجوز؛ بل يجب البعد عن مذهب المرجئة الذين يخرجون العمل من مسمى الإيمان؛ فيُسوّون بين المؤمنين والكافرين، وبين العاملين وغير العاملين، وبين المؤمنين الكُمَّل وبين العصاة الناقصين.

ولا ندّعي أن أي عمل تُرِكَ بطل به الإيمان، كما تقول به الحَرورية المارقة والخوارج المارقة؛ بل نؤكد ونقول: إن العمل من الإيمان؛ أي: جزء منه وركن منه، سواء في ذلك أعمال القلوب؛ كالإخلاص، والمحبة، والخوف، والرجاء، والإنابة، وما إلى ذلك. أو عمل الألسن؛ كالتلاوة والقراءة والذكر من التسبيح والتهليل والتحميد، أو عمل الجوارح كالصلاة والحج والصوم والزكاة ونحو ذلك، كلُ ذلك داخلٌ في مسمى الإيمان.




وهذا العمل لا يكون عملاً صالحًا، كما أمر الله -تبارك وتعالى- هنا بقوله: {وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} إلا إذا بُني على أصلين:

أحدهما: إخلاص العمل لله وحده.

وثانيهما: كون العمل مطابقًا وموافقًا لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن يكون العمل خالصًا لله وحده، بعيدًا عن الرياء والسمعة، وبعيدًا عن إرادة العامل بعمله عَرَضًا من أعراض الدنيا وحطامها الزائل؛ بمعنى أن يُبتغى بالعمل وجه الله -سبحانه وتعالى- والدار الآخرة، بعيدًا عن الإفراط والتفريط.

وثانيًا: أن يُقتدى في هذا العمل برسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يُتبع؛ لأنه هو الذي جاء بهذا الدين من عند الله -سبحانه وتعالى-؛

ولذلك وجب أن نسير وفق هدْيِهِ الذي هو هدْيُ الكتاب والسنة، وإذا لم يكن العمل خالصًا لوجه الله لم يكن مقبولاً، وإذا لم يكن صوابًا على منهج رسول الله، لم يكن مقبولاً كذلك، ولذلك استنبط أهل العلم من قول الله -سبحانه وتعالى-: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}[4]؛
قالوا: أخلصُه وأصوبُه؛ كما فهموا هذين الشرطين من قول الله -عزَّ وجل- في أواخر سورة الكهف: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}[5]،

وبناءً عليه فإنه لابدَّ من الإخلاص والمتابعة؛ بل قال الحافظ ابن كثير: هما ركنا العمل؛ يعني الأمران اللذان تنبني عليهما العبادة، ولا تصح العبادة بدونهما، فلابدَّ من إخلاص العمل لله وحده.

{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ}[6]،
{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[7].

وقول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة -رضي الله عنه- عندما سأله عن أحق الناس بشفاعته قال: ((من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه))[8];

وكذلك الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يصح عمل بدونه، قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[9].

فلابدَّ من أن يكون العمل خالصًا صوابًا، وسوف نتحدث في درس لاحق -إن شاء الله- عن معنى كونه خالصًا، مع بيان ما ينقض ذلك أو ينقصه وكيف يكون العمل صوابًا مع بيان ما ينقض ذلك أو ينقصه.



-------------------



[1] [العصر: 3].

[2] [العصر: 2].

[3] رواه البخاري بلفظ: وستون، ومسلم بلفظ وسبعون.

[4] [هود: 7].

[5] [الكهف: 110].

[6] [القصص: 77].

[7] [البينة: 5].

[8] رواه البخاري.

[9] [الأحزاب: 21].


----------------------

الشيخ

صالح بن سعد السحيمي ـ حفظه الله ـ


المصدر

 

الموضوع الأصلي : صفات الفرقة الناجية من خلال سورة العصر     -||-     المصدر : منتديات الشعر السلفي     -||-     الكاتب : أم اليسع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-20-2010, 01:13 PM
أم جابر السلفية أم جابر السلفية غير متواجد حالياً
...
 
تاريخ التسجيل: Jul 2009
المشاركات: 296
أم جابر السلفية is on a distinguished road
Icon55


اقتباس:
أن الإيمان ليس بالدعوى، وليس بالكلام، وليس بالتبعية، ولا الجنسية؛


تمييز تمييز إي وربي
أخيتي أم اليسع موفقك بإذن الرحمن وفقك الرحمن
لمرضاته
وحفظ الله العلامة السلفي الشيخ صالح السحيمي
ونفعنا الله بعلمه وأجزل الله له المثوبة


شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا
فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين


قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل)
وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع )
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-20-2010, 03:47 PM
أم اليسع أم اليسع غير متواجد حالياً
وفقها الله لما يحب ويرضى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 136
أم اليسع is on a distinguished road
افتراضي

جزاكِ الله خيرًا أختي أم جابر على كلماتكِ الطيبة
لا حرمني الله صحبتكِ
آمين
__________________
قال ابن مسعود – رضي الله عنهما- :

"
الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك "
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 02-20-2010, 05:10 PM
بنت العمدة - أم الشيماء بنت العمدة - أم الشيماء غير متواجد حالياً
مشرفة قسم الأخوات - بارك الله فيها
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 549
بنت العمدة - أم الشيماء is on a distinguished road
افتراضي


جزاك الله خيراً أختي أم اليسع على هذا الموضوع المميز
وجعلنا نتصف بصفات الفرقة الناجيه
وشكر الله لك جهودك المباركة


وحفظه الله الشيخ
صالح بن سعد السحيمي

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 02-21-2010, 01:03 AM
أم اليسع أم اليسع غير متواجد حالياً
وفقها الله لما يحب ويرضى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
المشاركات: 136
أم اليسع is on a distinguished road
افتراضي

باركَ الله فيكِ أختي أم الشيماء
وجزاكِ خيرًا على طيب مروركِ
__________________
قال ابن مسعود – رضي الله عنهما- :

"
الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك "
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

.: عدد زوار المنتدى:.




جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:28 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي

Security byi.s.s.w

 

منتديات الشعر السلفي