|
كاتب الموضوع | أبو عبد الرحمن عبدالله العماد | مشاركات | 11 | المشاهدات | 11363 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الأُسُس والمرْتكزات التي قامت عليها دعوة أهل السنة محاضرة لأبي رواحة وفقه الله
بسم الله الرحمن الرحيم فهذه محاضرة أخينا الفاضل ابي رواحة الموري حفظه الله تعالى والتي هي بعنوان الأُسُس والمرْتكزات التي قامت عليها دعوة أهل السنة والحمد لله الذي يسر لنا انزالها لتعم الفائدة والله الموفق للاستماع من المرفقات
الموضوع الأصلي :
الأُسُس والمرْتكزات التي قامت عليها دعوة أهل السنة محاضرة لأبي رواحة وفقه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 11-02-2009 الساعة 01:39 PM. |
#2
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم محاضرة رائعة جزى الله أخانا شاعر السنة أبا رواحة خيرا و بارك فيه و في علمه
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله في شاعر أهل السنة والذاب عنها بالقريض وجزاه الله خير على مايقدمه وينشره من خير ونفع للمسلمين عامة وللسلفيين خاصة وأعانه الله على نشر منهج أهل الحديث عبر أنحاء العالم كله
وإعلم يا اخانا وشيخنا أبا رواحة أننا نحبك في الله وبارك الله فيكم وفي جهودكم |
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا ..
|
#6
|
||||
|
||||
وأنتم بارك الله فيكم وفي جهودكم وأحبكم الله الذي أحببتموني من أجله
وجعلني الله فوق ما تظنونه من ظن حسن وغفر لي مالا تعلمون |
#7
|
|||
|
|||
بسم الله الرحمن الرحيم الأسس والمرتكزات التي قامت عليها دعوة أهل السنة إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون } {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا } {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما } ثم اعلموا أن خير الحديث كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار . أما بعد عباد الله : فكما وعدناكم بالتحدث عن المميزات والأسس و المرتكزات التي قامت عليها دعوة أهل السنة و الجماعة و هذه الأسس وهذه المميزات كتبتها استقراءا بعد النظر إلى ما تعيشه الدعوة السلفية من مبادئ , تسير عليها ومن مرتكزات تقوم عليها , ومن مميزات تفارق بها الطوائف والفرق الأخرى فقد أصيب في ذلك وقد يقع مني الخطأ ولا بد كما هو طبع البشر ولكن أنا إذ أذكر هذا ليُعلم أن ما وافقت فيه الحق فهو الذي يؤخذ به و يُصار إليه وما لم أوافق فيه الحق فعلى من سمع ذلك أن يبين وجه الحق فيه وأن لا يأخذ بالخطأ , بمعنى أنه لا يعمل به وإنما يصير إلى ما يكون صوابا, علما أن هذا الاستقراء كان مبنياً على النظر في الأدلة الشرعية كتاباً وسنة وإلى النظر إلى ميزان منهج أهل السنة وطريقتهم ثم النظر في كلام العلماء و أقوالهم فأبدأ مستعينا بالله في عرض تلك الأسس وتلك المميزات التي تظهر بها دعوة أهل السنة جليةً واضحة ليس بها خفاء. الأساس الأول فالمميز الأول والأساس الأول والمرتكز الأول الذي تقوم عليه دعوة أهل السنة وبه تتميز : هو أن واضع هذه الدعوة ومؤسسها هو الله جل وعلا , فالله عز وجل هو واضع هذه الدعوة وهو القائل { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا } و القائل { ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } فالله عز وجل هو الذي وضع هذه الدعوة و هو أعلم بمصالح عباده , كما أنه سبحانه وتعالى جعل لهذه الدعوة مبلِّغا وداعياً إليها وهو رسول الله صلى الله عليه و سلم فهو يدعو إلى هذا الدين وإلى هذه الدعوة المباركة القويمة { لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} فهذا النبي الكريم صلى الله عليه و سلم هو المبلِّغ الأول لهذه الدعوة يوم أن قال له الله عز و جل { إنْ عليك إلا البلاغ } فنشهد أنه بلَّغ البلاغ التام وكما قال صلى الله عليه و سلم : ( تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ) والله جل وعلا يقول في محكم التنزيل { يوم ندعو كل أناس بإمامهم } قال العماد الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى : ( يكفي أهل الحديث شرفا أن إمامهم محمد صلى الله عليه و سلم ) : ومما زادني شـرفا وفخـرا * * * و كدت بأخمصي أطـأ الثريا دخـولي تحت قولك يا عبادي * * * و أنْ صـيرت أحمد لي نبيا فالذي ينظر في الساحة الدعوية و يرى ما فيها من تعدد الفرق و الطوائف و يرى كيف أن تلك الفرق أو أرباب تلك الفرق كيف يجلون و يعظمون مؤسسي تلك الفرق و منظريها فتراهم يقيمون ليوم مولد المؤسس مولدا و ليوم موته مأتما وعويلا . فإذا كانت الماركسية تفخر بمؤسسها و هكذا البعثية تفخر بمؤسسها ميشيل عفلق و هكذا الناصرية تفخر بمؤسسها و هكذا بعض الطوائف الإسلامية كالإخوان المسلمين يفخرون بمؤسسهم حسن البنا وكذلك جماعة التبليغ تفخر بمؤسسهم محمد إلياس الكاندهلوي وهكذا جماعة السرورية تفخر بمؤسسهم محمد بن سرور بن نايف بن زين العابدين وهكذا جماعة التكفير والهجرة يفخرون بمؤسسهم أو بقائدهم في العصر الحاضر أسامة بن لادن ... وكم تعدد من هذه الطوائف الموجودة في الساحة كثير , فيا ترى من الذي يفخر به أهل الحديث و أهل السنة؟ إنهم يفخرون كما تقدم قبل قليل بمحمد صلى الله عليه و سلم, ومقالة ابن كثير يكفي أهل الحديث شرفا أن إمامهم محمد صلى الله عليه وسلم , إي والله رفعة أن يكون قائدك هو رسول الله صلى الله عليه و سلم , كيف وقد قال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح ( ما مثلي و مثلكم إلا كرجل أوقد نارا فجعل الجنادب و الفراش يقعن فيها و أنا آخذ بحجزكم عن النار و تأبون إلا السقوط فيها)أو كما قال صلى الله عليه و سلم , فكان حريصا صلى الله عليه و سلم على أمته أيما حرص فإذًا واضع هذه الدعوة ومؤسسها الله ومبلغ هذه الدعوة و الداعي إليها هو رسول الله صلى الله عليه و سلم وكفى بذلك مميزا ومنقبة وشرفا لأهل السنة ولدعوتهم . الأساس الثاني الأساس الثاني و المميز الثاني الذي به فاقت دعوة أهل السنة على غيرهم : أن هذه الدعوة, دعوة قامت على التوحيد و دعت إليه كما أنها تنبذ الشرك و تحذر منه لماذا ؟ لأن أعظم واجب على العبد تعلما و دعوة هو التوحيد و قد قال الشيخ حافظ الحكمي رحمه الله : أول واجب على العبيد * * * معرفة الرحمن بالتوحيد قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله: فالتوحيد أول ما يُدخل به في الإسلام و آخر ما يُخرج به من الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة) فهو أول واجب و آخر واجب. اهـ كلامه رحمه الله من مدارج السالكين . قلت : وقد بدأت دعوة النبي صلى الله عليه و سلم بالتوحيد عندما كان يخرج إلى سوق عكاظ وغيرها و يقول (أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وهذا الحديث أخرجه النسائي من حديث طارق بن عبد الله المحارثي كما في الصحيح المسند . فهي دعوة إلى التوحيد من أول أمرها, واختتمت دعوته صلى الله عليه و سلم بالتوحيد فكان يقول قبل موته بخمس ليال (لعنة الله على اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) متفق عليه من حديث عائشة و ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين . فإذًا هذه دعوة محمد صلى الله عليه و سلم دعوة مبلغ هذه الدعوة, أنها دعوة إلى التوحيد من أول أمرها و في نهاية أمرها أنها تدعو إلى التوحيد , وقد قال بعض أهل العلم: إن أول أمر يقابلك في المصحف هو الأمر بالتوحيد في قوله تعالى { يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون } في سورة البقرة . وأول نهي يقابلك ف المصحف هو الهي عن الشرك واتخاذ الأنداد من دون الله فذلك قوله سبحانه {فلا تجعلوا لله أندادا و أنتم تعلمون} والحافظ النووي رحمه الله تعالى يقول : وقد نبَّه صلى الله عليه و سلم على أن أفضلها – أي أفضل شعب الإيمان – التوحيد المتعيَّن على كل أحد والذي لا صح شيء من الشعب إلا بعد صحته. اهـ من شرحه رحمه الله لصحيح مسلم. فهذا يدل دلالة واضحة على أهمية التوحيد وعلو مرتبته , كما أنه يدل دلالة واضحة على عاقبة الشرك الوخيمة وفساد أثره على صاحبه في دنياه و آخرته كيف لا ؟ وقد قال الله تعالى {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار} وقال سبحانه {إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذل لمن يشاء} فالأمر عظيم وقد قال أهل اللغة : {إن الله لا يغفر أن يشرك به} قول ( أن يشرك به) أي كل شرك يدخل في ذلك الأكبر و الأصغر لأن (أنْ و ما دخلت عليه) في تأويل مصدر تقديره شركا وشركا نكرة و سبقت ب(لا) النفي فإنها تفيد العموم أي كل شرك صَغُرَ أو كَبُرْ لا يغفره الله عز وجل وهذا قول لأهل العلم فالأمر خطير عباد الله. لهذا فقد كانت دعوة الأنبياء قاطبة هي الأمر بالتوحيد ونبذ الشرك قائلين لأقوامهم كل نبي يقول لقومه {أنِ اعبدوا الله ما لكم من إله غيره} وقال تعالى { و اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا } إذ أن أثقل شيء عليهم أي على الأنبياء أن يُعبد غير الله فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لجرير بن عبد الله البجلي : (ألا تريحني من ذي الخلصة ؟) و ذي الخلصة صنم يعبد من دون الله . فقال ابن حجر رحمه الله معلِّقا على ذلك بقوله: المراد بالراحة راحة القلب وما كان شيء أتعبَ لقلب النبي صلى الله عليه و سلم من بقاء ما يُشرك به من دون الله تعالى اهـ من فتح الباري . أيها الإخوة الكرام انظروا ماذا يتعب قلب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم , إن الذي يتعب قلبه أن يعبد غير الله أن يدعى غير الله فكم في الدنيا هذه من الذين يدعون غير الله عز و جل و من الذين يتمسحون بأتربة الموتى ومن الذين يذبحون لغير الله ويتوكلون على غير الله لقد كان هذا الأمر ثقيلا على قلب نبينا محمد صلى الله عليه و سلم , فأين الدعاة و المصلحون أين العلماء الربانيون الذين يعظم على أنفسهم أن يوجد من يعبد غير الله عز وجل , فعلى العبد أن يخلص العبادة لله لأن الله عز و جل يقول {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص } وقال تعالى {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين} وقال تعالى { لن ينال الله لحومُها و لا دماءُها و لكن يناله التقوى منكم} فعلى العبد أن يخلص في عبادته لله جل وعلا و قد جاء في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه مرفوعا ( إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) فعلى العبد أن يخلص نيته لله عز وجل في التقرب بالأعمال الصالحة التي تُحسب له في الآخرة , لأن العمل إن وافق نية صحيحة صادقة فإنه يرتفع به العبد عند الله عز و جل , فرُبّ عمل صغير تعظمه النية و ربّ عمل كبير تصغره النية , فاعملوا على إصلاح النيات فإن في صلاح النية أجرا عظيما . وقد جاء في صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال كنا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزاة فقال (إن بالمدينة لرجالاً ما سرتم مسيراً ولا قطعتم واديا إلا كانوا معكم حبسهم المرض) و في رواية (إلا شركوكم في الأجر) انظروا وهم غائبون لم يحضروا لكنهم بنياتهم الصالحة الصادقة اكتسبوا الأجر وشاركوا إخوانهم في المثوبة , فعلى العبد أن يخلص في أعماله لله عز وجل , فالدعوة إلى التوحيد منهج سار عليه الأنبياء وتابعهم عليه العلماء من أهل السنة الفضلاء , فهم يدعون إلى تحقيق أنواع التوحيد الثلاثة : توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحد الأسماء و الصفات التي تضمنتها آية مريم قال الله {رب السماوات والأرض و ما بينهما فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سميا} كما أشار إلى ذلك الإمام الشنقيطي رحمه الله تعالى في تفسيره أضواء البيان . و لقد اهتم النبي صلى الله عليه و سلم بتعليم أصحابه العقيدة الصحيحة والتوحيد لله عز و جل وإخلاص العبودية له سبحانه فاهتم بتعليمهم كبارا وصغارا وقد جاء في مسند الإمام أحمد بإسناد صحيح من حديث عقبة بن عامر الجهني أن رهطا بايعوا النبي صلى الله عليه و سلم فبايع تسعة وأمسك عن العاشر فقالوا إن فلانا لم تبايعه قال إن في عنقه تميمة فعمد الرجل إلى التميمة فقطعها فبايعه النبي صلى الله عليه و سلم وقال له : ( من تعلق تميمة فقد أشرك) الله أكبر انظروا إلى هذا الموقف العظيم منه صلى الله عليه و سلم ليست دعوته دعوة تكثيرية جماهيرية عشوائية خبط عشواء يجمع ما هبَّ و دبَّ لا والله إنما هي دعوة نقية صافية بيضاء ناصعة, ما أحوجه في بداية الدعوة أن يجمع إليه مناصرين ومؤيدين لكنه لما غاب التوحيد عند بعض الناس فإنه لم يجعلهم من أنصاره كما حصل في هذه القصة قال (من تعلق تميمة فقد أشرك) معنى ذلك أنك لا تستنصر بالمشرك و لا تظن أنه سيرفع لك راية وهو على غير دين الله سبحانه و تعالى . و النبي صلى الله عليه و سلم كما اهتم بتعليم التوحيد للكبار فقد علم أيضا الصغار فقد أخرج الترمذي في جامعه من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (كنت رديف رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك , احفظ الله تجده تجاهك , إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله) انظر إلى غرس العقيدة ! إذا سألت فاسأل من؟ فاسأل الله , لا تتعلق بغير الله و إذا استعنت فاستعن بالله واعلم ترسيخ لهذه العقيدة ( و اعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و إن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف) فعلى العبد أن يتعلم التوحيد وأن يدعو إليه و أن يعلم أبناءه , وأن يعلم من تحت يده وأن يعلم الناس دين الله عز و جل , فينقذهم من دعوة غير الله إلى دعوة الله سبحانه و تعالى لماذا ؟ لأننا نحن في زمن الآن قد نبتت فيه نابتة تزهِّد من الدعوة إلى التوحيد حتى قال قائلهم : (شرك القصور لا شرك القبور) وهو أحد قادة الإخوان المسلمين أو قادة حزب الإصلاح اليمني وهو عبد الله صعتر وغيره من هذا النوع كثير (شرك القصور لا شرك القبور) يريدون بذلك مواجهة أخطاء الحكام فهم يخذِّلون ويزهدون من دعوة الأنبياء وتحذير الأنبياء من الشرك وهم في هذا يدعون إلى التشهير بالحكّام وإلى تعليق الناس بالكراسي يمتثلون (شرك القصور لا شرك القبور) فهذه دعوتهم , أما دعوة أهل السنة فهي دعوة التوحيد, تطالب بالتوحيد أن ينضوي تحته الجميع حكّاما ومحكومين صغارا وكبارا الجميع ينضوون تحت كنفه نعم يا عباد الله , فهذا من أعظم بل هو أعظم ما يميز دعوة أهل السنة عن غيرهم وإذا رأيت من غيرهم من يدعو إلى التوحيد فسرعان ما تزول سحابته تلك لتظهر الحقيقة أنه لم يرد بدعوته إلا الدنيا و الكراسي إلا من رحم الله جل و علا . الأساس الثالث المميز الثالث: قيام هذه الدعوة المباركة على الإذعان للسنة والعمل بها ومحاربة الأهواء و البدع والتحذير منها , فالحمد لله أن دعوة أهل السنة دعوة لا تعلقك بشخص أو بذات أو بقيادات أو بهيئات , وإنما تعلقك بالنصوص الشرعية والأدلة المرعية من الكتاب والسنة لا بالهوى ولا بالآراء و إنما العمل بالسنة , ينطلقون في ذلك من جملة أدلة منها حديث عابس بن ربيعة حين قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقبل الحجر – يعني الأسود- و يقول : ( إني أعلم أنك حجر لا تنفع و لا تضر و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبَّلتك ) متفق عليه . فانظروا إلى هذا الأثر من فاروق الأمة عمر رضي الله عنه وأرضاه يقول (إني أعلم أنك حجر لا تنفع و لا تضر) لماذا ؟ لأن أولئك أصحاب عقائد صحيحة وأصحاب توجه سليم , ليس كمثل عصرنا فقد وجد من بعض العامة من يروِّج حديثا مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه يقول : ( لو اعتقد أحدكم في حجر لنفعه) لا والله بل الاعتقاد في الله عز و جل لا سواه دعونا من هذه البضاعة الخاسرة البائرة وإنما الأمر كما قال عمر (إني أعلم أنك حجر لا تنفع و لا تضر و لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقبلك ما قبلتك) فهو لا يفعل هذا إلا متابعة للسنة واتباعا لفعل النبي صلى الله عليه و سلم لماذا ؟ لأنه جاء في صحيح مسلم بهذا اللفظ عن عائشة مرفوعا (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فهم لا يبتدعون أمرا لم يكن في الشريعة . قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى {يريد الله ليبين لكم و يهديكم سنن الذين من قبلكم} قال : يعني طرائقهم الحميدة واتباع شرائعهم التي يحبها الله ويرضاها. اهـ من تفسيره . و السنة أيها الإخوة في اللغة : هي الطريقة ممدوحة كانت أو مذمومة وحسنة كانت أو سيئة " مِن معشرٍ سنت لهـم آباؤهم * * * ولكل قومٍ سنةٌ و إمامهـا . و أما شرعاً فهي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خَلْقِية أو خُلُقية . فهذه الدعوة تدعو إلى متابعة السنة ومتابعة أمر النبي صلى الله عليه و سلم قالا وحالا , وقد أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث أبي هريرة في قصة مانعي الزكاة ممن ارتد من العرب وما وقع بين أبي بكر و عمر في ذلك حين قال أبو بكر مقالته المشهورة (والله لو منعوني عقالا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم لقاتلتهم على منعها) متفق عليه وفي لفظ (والله لو منعوني عناقا لقاتلتهم عليه). انظروا يا عباد الله هذا موقف أبي بكر النيِّر رضي الله عنه و أرضاه و قد قال علي بن المديني رحمه الله تعالى كما في البداية و النهاية (لقد أعز الله الإسلام برجلين: بأبي بكر يوم الردة و بأحمد ابن حنبل يوم المحنة) فهذا هو أبو بكر أعز الله الإسلام بمقالته هذه وبثباته على أمر النبي صلى الله عليه و سلم . وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن مغفل أنه رأى ابن عمه يخذف فنهاه عن ذلك وقال له إن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الخذف وقال (إنه لا يصيد صيدا ولا ينكأ عدوا ولكن يفقأ العين) ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال له ( أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و تخذف, والله لا كلمتك أبدا). ولما حدَّث عبد الله بن عمر بحديث النبي صلى الله عليه و سلم (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله) قال أحد أبنائه لعله بلال (والله لنمنعهن إذًا يتخذنه دغلا) أي سبيلا للفاحشة , فغضب عبد الله عليه غضبا شديدا و سبه سبا شديدا أخرجه مسلم . وفي الصحيح من حديث عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه و سلم : (الحياء خير كله) فقال بُشير بن كعب : إنا نجد في التوراة أن منه ضعفا ومنه وقارا ,فقال عمران بن حصين (أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه و سلم وتحدثني عن صحفك لا حدَّثتك أبدا) وغضب منه . فكان السلف الصالح يعملون بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا سار أهل السنة إلى أن تقوم الساعة على متابعة أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام الطبري في تفسيره عن ابن مسعود قال ( كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يتجاوزهن حتى يعرف معانيهن و العمل بهن) فكانوا يعملون بالسنة , وقد ساق البيهقي في شعب الإيمان بإسناده إلى مالك أنه عاب العجلة في الأمور ثم قال : ( قرأ ابن عمر البقرة في ثمان سنين) . قلت : أراد أنه لم يحفظها إلا بعد أن عمل بها . وفي كتاب مناقب الشافعي المسمى بـ (توالي التأسيس لمعالي محمد بن إدريس) للحافظ ابن حجر أنه قال : ( و من طريق أبي بكر الشافعي سمعت بشر بن موسى سمعت الحميدي يقول : سأل رجل الشافعيَّ عن مسألة فأفتاه وقال قال النبي صلى الله عليه وسلم كذا فقال الرجل : أتقول بهذا ؟ أي يا شافعي ؟ فقال يا هذا أرأيت في وسطي زنارا؟! أرأتني خارجاً من كنيسة؟! أقول قال النبي صلى الله عليه و سلم وتقول لي : أتقول بهذا ؟) . فإذًا فأهل السنة ليست ادِّعائية وإنما هو عمل بالسنة و هكذا هو الإسلام كما قال الإمام أبو محمد البربهاري رحمه الله تعالى في شرح السنة : السنة هي الإسلام والإسلام هو السنة اهـ قلت: والمعيار الفصل هو قول النبي صلى الله عليه و سلم (فمن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ) ثم ذكر علاج ذلك الاختلاف (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ) أخرجه الإمام أحمد في مسنده وأصحاب السنن من حديث العرباض بن سارية بإسناد صحيح. أيها الإخوة الكرام : فهذا المميز و الأساس و المرتكز هو من المرتكزات والأسس العظيمة التي سار عليه أهل السنة في دعوتهم . الأساس الرابع و مما يميز هذه الدعوة المباركة وهو المميز الرابع : قيام هذه الدعوة على الولاء و البراء لأن من أوثق عرى الإسلام الحب في الله و البغض في الله و في الحديث الصحيح من حديث أنس قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ( من أحب في الله و أبغض في الله و منع لله وأعطى لله فقد استكمل عرى الإيمان) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فمبدأ الولاء و البراء في الإسلام مبدأ عظيم سار عليه أهل السنة وفارقوا به أهل الشتات و الفرقة , الذين يهمهم الجماهيرية و يهمهم أن يجمعوا حولهم المناصرين و المؤيدين ولو كان على حساب الولاء و البراء , أما أهل السنة فلا فإنهم يعيشون على وضوح وجلاء ويعملون بمبدأ الولاء و البراء و لو لم يناصرهم أحد , وعملا بقول النبي صلى الله عليه و سلم (يأتي النبي و معه الرهط و يأتي النبي ومعه النفر و يأتي النبي و معه اثنان و يأتي النبي وليس معه أحد) أو كما قال صلى الله عليه و سلم . الأساس الخامس المميز الخامس: إن من أعظم ما تسلحت به هذه الدعوة المباركة هو سلاح العلم والمعرفة وقد تحدثنا عن هذا سابقا في محاضرة مستقلة بعنوان " أهمية العلم وفضله" وأما في هذه العجالة فسأشير مجرد إشارة إلى هذا الأساس العظيم الذي ظهر جليا في دعوة أهل السنة , فتراهم أهل علم وينطلقون من العلم و يتكلمون بعلم , بل إنهم لا يأتون بمسألةٍ ما إلا ويأتون عليها بالدليل عملا بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه السلف الصالح من الاستدلال بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى قال سفيان الثوري رحمه الله : (لو استطعت أن لا تحكَّ رأسك إلا بدليل فافعل) فهذه طريقتهم , فهم إن تحدثوا عن شيء لا يتحدثون عنه إلا بدراية وبعلم . و اعلموا أن أولئك الذين الآن يتفيهقون وينعقون ويتنطعون في المتديات أو في الفضائيات بدعوى أنهم أهل الرُّقي والتقدم و التطور وهم في الحقيقة كما قال الله {يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا هم عن الآخرة هم غافلون} أما أهل السنة فإنهم يعلمون من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم ما يكون به نجاة العبد يوم القيامة . فمن أبرز المميزات في دعوة أهل السنة العلم , لهذا فما ترى عند أهل السنة وقت فراغ بل حياتهم كلها قائمة على العلم والتعليم وعلى الدعوة إلى هذا الدين , لأن بالعلم تفريقا بين الشرك والتوحيد والحق والباطل والحزبية والسلفية و السنة و البدعة , ولهذا فإن كثيرا من المتخبطين إذا وفقهم الله لطلب العلم ظهرت لهم حقائق تلك الفرق الضالة من خلال ما يدرسه هذا الطالب عند أهل السنة لهذا جاء عن أيوب بن أبي تميمة السختياني رحمه الله تعالى أنه قال : ( إن من سعادة الحدث و الأعجمي أن يوفق للسنة من أول أمره) فمن توفيق الله للعبد أن يوفق للسنة أي لمن يعلمه السنة و يعلمه العلم الشرعي فإنه بذلك تكون نجاته وتكون أيضا رفعته نعم يا عباد الله والعلم منزلته عظيمة عند الله جل و علا { يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات} {قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون} { وما يعقلها إلا العالمون } ( من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) متفق عليه من حديث معاوية رضي الله عنه . (لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها) متفق عليه. فعلى العبد أن يتعلم العلم الشرعي النافع الذي يرجو به النجاة في يوم القيامة والله الذي لا رب غيره لقد مرت علينا أيام مع أصحاب الأهواء والزيغ و الضلالات فكنا لا نعرف قدر العلم و كنا لا نعيش إلا على أهواء أولئك , فلما عرفنا طلب العلم وأخذنا العلم عن بعض أهل العلم كالإمام الوادعي رحمه الله تعالى فوالله إنه بانت لنا كثير من الأمور المخالفة للشريعة كنا نعيشها ونقع فيها يوم أن كنا مع أولئك الزائغين , نسأل الله أن يهدي الجميع . الأساس السادس أيها الإخوة الكرام وإن مما يميز دعوة أهل السنة أيضا و هو المميز السادس : التحاكم إلى الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة فهم يتحاكمون إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول شيخنا الإمام الوادعي: دعوتنا من كتاب الله و سنة رسول الله إلى كتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى فهم سلف الأمة اهـ . و هكذا يقول بعض الكتاب العصريين : هذا ما يسمى بوحدة التلقي أو أصالة الاستدلال اهـ يعني أنهم يتلقون من مشكاة واحدة و من منهج واحد لا يأخذون ممن هب و دب ائتمارا بأمر الله عز و جل {وما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا} وقوله سبحانه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} وهذه الآية كانت تسمى بآية المحنة يقول الحسن البصري : لقد امتحن الله أناسا ادعوا محبة النبي صلى الله عليه و سلم فامتحنهم الله بهذه الآية {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} اهـ فالإتباع هو الامتحان لهؤلاء و ليست الدعاوى وقوله سبحانه و تعالى { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} و قوله سبحانه {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم و لا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} وقوله {فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما} وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة قال النبي صلى الله عليه و سلم (دعوني ما تركتكم فإنما أهلك من كان قبلكم سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم فإذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم) وقال صلى الله عليه و سلم كما في البخاري من حديث أبي هريرة ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قيل: و من يأبى يا رسول الله؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) فإذًا التحاكم لكتاب الله و سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم وعلى فهم سلف الأمة هذا هو طريق أهل السنة ليس بطريق أهل البدعة , فإن أولئك يزهدون في هذا الطريق ولا يربطون الخليقة بمنهج أهل السنة ولا بالكتاب و السنة و إنما بأقوال قاداتهم و بأقوال منظريهم. نعم يا عباد الله ومن الأدلة على الأخذ بفهم السلف قوله تعالى { أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} وقوله سبحانه { و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه } وقد ذكر ابن أبي حاتم في تفسيره {والذين اتبعوهم بإحسان} قال: فيها وجهان : الأول : أن المراد بهم التابعون قاله قتادة . والثاني : أن المراد بهم من بقي من أهل الإسلام إلى أن تقوم الساعة قاله ابن مهدي اهـ أي عبد الرحمن ابن مهدي رحمه الله. وقال سبحانه { وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا و أوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين} وقال قتادة في تفسير هذه الآية: جعلهم الله أئمة يُقتدى بهم في أمر الله.اهـ والفصل كما قال الله جل وعلا في محكم التنزيل :{ فإن آمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا } فلا بد من المثلية المطابقة لما كان عليه سلفنا الصالح من المتابعة لهم عقيدة ومنهجا وسلوكا وطريقة . الأساس السابع أما المميز السابع : أن هذه الدعوة تدعو إلى الاجتماع والعصمة ونبذ الشقاق والفرقة و من ذلك اجتماعهم على إمام واحد , ولزومهم جماعةَ المسلمين فالله يقول { ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم و ساءت مصيرا} لهذا فقد أمر الله بالاجتماع في الدين والاعتصام بحبله المتين ونهى عن التفرق فيه فقال : { واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا } وأمر بإتباع صراطه المستقيم وحذَّر من إتباع السبل المناهضة لسبيله القويم فقال : { و أن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرَّق بكم عن سبيله } . فهؤلاء الذين فرقوا دينهم ودعوا إلى الفرقة فإنهم لا يفلحون والله عز وجل يقول { إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون} و يقول {ولا تكونوا من المشركين من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون}. فعلينا عباد الله أن نعتصم بالكتاب والسنة على منهج سلف الأمة , وأن نبتعد عن الشقاق و عن النفاق وسيئ الأخلاق , وأن نلتزم جماعة المسلمين وإمامهم فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول لحذيفة بعد أن قال حذيفة : فهل بعد هذا الشر من خير؟ قال: نعم وفيه دخن , قال وما دخنه ؟ قال : أناس يهتدون بغير هدي ويستنون بغير سنتي تعرف منهم وتنكر. قال : فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: تلزم جماعة المسلمين وإمامهم. قال : فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال : فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك) متفق عليه . ففي هذا الحديث توجيه نبوي عظيم وأمْر من النبي صلى الله عليه و سلم بلزوم جماعة المسلمين وعدم السعي في الفرقة و أيضا لزوم إمام المسلمين , فإذا لم يجد إماما فعلى العبد أن يعتزل هذه الفرق ولو أن يعض على أصل شجرة. ونحن في زمن عظمت فيه الفرقة و عظم فيه الخلاف فعلى العبد أن يُذعن لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلزم طريق المؤمنين ويبتعد عن طريق أهل الفرقة وأهل الزيغ والضلال الذين يسعون إلى حصول الفتن و إلى تفريق الشمل , نسأل الله السلامة و العافية . الأساس الثامن المميز الثامن : الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر بالطرق الشرعية التي دعا إليها الإسلام فهذه الدعوة قامت على الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر حين أمرها الله عز وجل فقال { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون } و قال سبحانه { و المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر} و قوله سبحانه { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } . فهذه الآيات تخبرنا بمقام الخيرية العظيمة لهذه الأمة , التي إنما ارتفع شأنها بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر , فالواجب على المسلم أن يرفع شعار الحق وأن ينكِّس ألوية الباطل تحت مظلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الذي اكتسبت به هذه الأمة الخيرية على سائر الأمم { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله} وفي حديث حذيفة مرفوعا يقول النبي صلى الله عليه و سلم ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقاباً منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم) أخرجه الإمام الترمذي وقال : حديث حسن وهو كما قال إلا أنه بمجموع طرقه .أيها الإخوة الكرام : ومن يرى حال الأمة اليوم يرى أن كثيرا منهم قد تأخروا عن تطبيق هذا الأصل العظيم الذي هو من آكد أصول الشريعة , وقد ذم الله اليهود و النصارى حينما تركوا هذا الأصل و نبذوه فقال تعالى {كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إن أول ما دخل النقصُ على بني إسرائيل أنه كان الرجل يلقى الرجلَ فيقول : يا هذا اتق الله ودع ما تصنع فإنه لا يحل لك ثم يلقاه من الغد وهو على حاله فلا يمنعه ذلك أن يكون أكيله وشريبه وقعيده فلما فعلوا ذلك ضرب الله قلوب بعضهم ببعض ثم قال { لُعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } إلى آخر الآيات . فعلى العبد أن يعرف حقيقة هذا الأساس العظيم التي سارت عليه دعوة أهل السنة و هو الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و رحم الله سفيان الثوري حينما قال ( إني لأرى المنكر فلا أستطيع تغييره فأبول دما) كما في سير أعلام النبلاء ولكن يا إخوة لا بد أن نعلم أن الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لا يقوم على الخروج والمظاهرات والثورات والانقلابات و إحداث الفتن والقلاقل , لا , فقد قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله موضحا ذلك لما سألته مجلة " المجلة " قائلة : ما هو موقف السلفية من تغيير السلطة بالقوة ؟ فقال رحمه الله : السلفيون ينكرون كل ما خالف الشرع سواء كان من الحكام أو من غيرهم لكنهم ليسوا دعاة فتنة و قد وجدنا الثورات و الانقلابات ترجع نكبتها على الإسلام و المسلمين ... إلى أن قال رحمه الله : فالحكام لهم أخطاء و لا يقرها الدين لكن ليس سبيلها هو الخروج في الثورات و الانقلابات سبيلها هو النصح و الدعوة إلى الله وتحذير المجتمع الإسلامي من أن يقع في تلك المزلات وفي تلك الأخطاء التي وقع فيها بعض حكام المسلمين, إن الدعوة إلى الثورات والانقلابات دعوات جاهلية وكذا الدعوات إلى التفجيرات لا يفعلها في البلاد الإسلامية إلا سفيه نحن في مجتمع مسلم سواء كنا في اليمن أو في المجتمع العراقي أو المجتمع السوداني الأصل في المجتمعات و إن حصلت انحرافات من بعض حكام المسلمين أنها مجتمعات مسلمة لا يجوز أن يفجر و لا أن يقام فيها بالثورات والانقلابات و لا يجوز أيضا أن تسفك دماء المسلمين. اهـ كلامه رحمه الله تعالى . انظروا إلى هذا الكلام النفيس الجميل والنصيحة الغالية منه رحمه الله في زمن عظُمت فيه الفتن و قلَّ من يأخذ فيه بالمنهج القويم منهج رسول الله صلى الله عليه و سلم . فائدة : أذكرها في هذا المقام حول فهم خاطئ في توجيه حديث أبي سعيد الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان) تقدم سؤال بين يدي شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى ضمن رسالتي " أجوبة الشيخ ربيع السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية " كان هو سؤال و لم يكن لي, من أحد الإخوة الحاضرين قال : يا شيخ ما رأيك فيمن يقول أن معنى هذا الحديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) قال هذا خاص بالسلطان (فإن لم يستطع فبلسانه) قال هذا خاص بالعلماء (فإن لم يستطع فبقلبه) قال هذا خاص بالعوام ؟ فقال الشيخ ربيع :هذا ليس صحيحا , بل الصحيح أنه يلزمه إنكار المنكر بيده لمن هو تحت يده كأن يكون ربَّ أسرة أو أن يكون مديراً في مدرسته إلى آخر ذلك فيمكن أن يغير بيده أو سواء كان قبل ذلك مسؤولا فإنه يغير بيده فليست بهذا التقسيم , هذا التقسيم ليس صحيحا فـ(من رأى منكم منكرا فليغيره بيده) إن كان مما هو تحت يده فإنه يغير بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه, فإن لم يكن تحت يده فبلسانه إذًا فإن لم يستطع حتى باللسان فإنه ينكر ذلك بقلبه وذلك أضعف الإيمان . الأساس التاسع وأما المميز التاسع : فهو العمل بمنهج الجرح و التعديل. فارق هل السنة في دعوتهم الفرَقَ الأخرى وتميزوا بهذا المنهج العظيم الذي تحدث عنه الله جل و علا في كتابه و النبي صلى الله عليه و سلم في سنته . فأما الله عز و جل فقد قال { يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم } , وقال سبحانه { لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون } الآيات ويقول سبحانه { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا } ويقول سبحانه { واتل علهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاويين * ولو شئنا لرفعناه بها و لكنه أخلد إلى الأرض و اتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث} انظر إلى هذا الوصف لهذا الذي لم يرفع رأسه أو عقيرته بالدين أن مثَله كمثل الكلب , وهكذا يقول سبحانه وتعالى { قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله و غضب عليه و جعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل } الشاهد {أولئك شر مكانا} ويقول سبحانه و تعالى { ولا تطع كلَّ حلافٍ مهين * همَّازٍ مشاء بنميم * مناع للخير معتد أثيم * عتُل بعد ذلك زنيم } كلها أوصاف قبيحة بذيئة ومع هذا ذُكر بهذه الأوصاف القبيحة ويقول سبحانه { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين } فسمى هذا الذي جاء بهذا الخبر فاسقا حتى يتبيَّن من أمره . نعم يا عباد الله وقال سبحانه { تبت يدا أبي لهب و تب ما أغنى عنه ماله وما كسب سيصلى نارا ذات لهب و امرأته حمالة الحطب في جيدها حبل من مسد } دفاعاً عن رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أن تقوم الساعة . وأما من السنة فقد جاء في الصحيحين في حديث جابر بن عبد الله في قصة معاذ بن جبل أنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه و سلم ثم يرجع فيؤم قومه فقرأ بهم ذات مرة بسورة البقرة فانصرف رجل , فكأن معاذا نال منه فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فقال (فتان, فتان, فتان ) ثلاث مرات . قال شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله تعالى : وهذا من باب التأديب من النبي صلى الله عليه و سلم لمعاذ وليس تجريحا له , وإنما ذكرناه ليُعلم أنه يجوز للمعلم أن يقول للتلميذ نحو هذا الكلام . اهـ كلامه رحمه الله . وفي الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت هند أم معاوية لرسول الله صلى الله عليه و سلم : إن أبا سفيان رجلٌ شحيح - فوصفته بالشح - فهل علي جناح أن آخذ من ماله سرا؟ قال ( خذي أنت وبنوكِ ما يكفيك بالمعروف) . و أخرج الشيخان في صحيحيهما من حديث عائشة أن رجلا استأذن على النبي صلى الله عليه و سلم فلما رآه قال ( بئس أخو العشيرة) أو (بئس ابنُ العشيرة) . وفي الصحيحين أيضا من حديث أبي هريرة أن حمَل بن النابغة الهذلي قال يا رسول الله كيف يغرم من لا شرب و لا أكل و لا نطق و لا استهل فمثل ذلك يُطل ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم (إنما هذا من سجع الكهان) فوصفه بوصف هو لأصحاب الكهانة . وفي صحيح مسلم من حديث عمارة بن رويبة رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: (قبَّح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم لا يزيد على أن يقول بيده هكذا و أشار بأصبعه المسبِّحة ) شاهدنا (قبح الله هاتين اليدين) فذمه وجرحه . وفي صحيح مسلم أيضا من حديث فاطمة بنت قيس وفيه قالت : (فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبي سفيان وأبا جهم خطباني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه و أما معاوية فصعلوك – يعني فقير –لا مال له انكحي أسامة بن زيد ) قالت فكرهتُ ثم قال (انكحي أسامة فنكحته فجعل الله فيه خيرا و اغتبطت) . و الحقيقة أن الأدلة كثيرة في بيان أمر الجرح الذي قد بان لكم أنه من ضمن مميزات أهل السنة على غيرهم , فنسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه و يرضاه , فإن منهج الجرح و التعديل منهج تميز به أهل السنة عن غيرهم لماذا ؟ لأن الله عز وجل يقول { ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب } ويقول سبحانه { أفنجعل المسلمين كالمجرمين مالكم كيف تحكمون } . والإمام الترمذي رحمه الله تعالى يقول: وقد عاب بعض من لا يفهم على أهل الحديث الكلامَ في الرجال وقد وجدنا غير واحد من التابعين قد تكلم في الرجال . ثم عدَّد جماعة من السلف ثم قال: وإنما حملهم على ذلك عندنا و الله أعلم النصيحة للمسلمين لا يظن بهم أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة إنما أرادوا عندنا أن يبينوا ضعْف هؤلاء لكي يعرفوا لأن بعض الذين ضُعِّفوا كان صاحب بدعة اهـ كلامه من كتابه العلل من جامعه . وأخرج الخطيب في الكفاية عن بكر بن خلاد قال قلت ليحيى بن سعيد : أما تخشى أن يكون هؤلاء الذين تركت حديثهم خصماءك عند الله يوم القيامة ؟ فقال لأن يكون هؤلاء خصمائي أحب إلي من أن يكون خصمي رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: لم حدثتَ عني حديث ترى أنه كذب؟ اهـ . وذكر ابن المبارك رجلا قال : يكذب , فقال له رجل يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ فقال: اسكت إذا لم نبيِّن فكيف يُعرف الحقُّ من الباطل؟ . وفي الكفاية للخطيب أيضا كان قتادة يتكلم في عمرو بن عبيد هذا رئيس المعتزلة فقال عاصم الأحول : يا أبا الخطاب هذا الفقهاء ينال بعضهم من بعض ؟ فقال قتادة : يا أحول رجل ابتدع يُذْكر خير من أن يكفَّ عنه . ومن هذا المنطلق جاءت كلمات العلماء من علماء العصر مثل شيخنا الإمام الوادعي مما يصب في هذا المصب أيضا فقد قال رحمه الله : فالذي يزهد في الجرح و التعديل هو يزهد في السنة اهـ و قال رحمه الله : لا يزهد في هذا العلم إلا رجل جاهل أو رجل في قلبه حقد أو رجل يعلم أنه مجروح فهو ينفر عن الجرح و التعديل لأنه يعلم أنه مجروح اهـ كما في كتابه (فضايح و نصائح ) وقال رحمه الله : فالجرح و التعديل أجمع عليه من يعتد به من المسلمن, أما أصحاب الأهواء فإنه يؤلمهم أن تقول للمبتدع مبتدع و للفاسق فاسق فهو يؤلمهم هذا و لكنه الدين اهـ من قمع المعاند . نعم أيها الإخوة إنه الدين, هو الذي يجعل أهل السنة يتكلمون في بعض الأشخاص بيانا للحق و نصرة للدين و دفاعا عن الحق نعم أيها الإخوة الكرام . وبلا شك أن الجرح والتعديل أن هذا الأمر ليس هو للعامة ولا لطلبة العلم وإنما هو للعلماء و على طالب العلم أن يأخذ بكلام أهل العلم و ينقل كلامهم في جرح فلان أو في تعديله وأما العوام فهم أبعد من ذلك فالمقصد بارك الله فيكم أنه لا يتكلم في هذا كل أحد و إنما الذي يتكلم في هذا هم العلماء الراسخون الذين يعرفون المصالح والمفاسد و يعلمون منفعة هذا الكلام من مفسدته . الأساس العاشر المميز العاشر : ولعلي به أختم و إن كان هناك جملة من المميزات ومن الأسس , لكن لعلي أختم بهذا وهو اتصاف أتباع هذه الدعوة المباركة بالصبر وتحمل إيذاء الآخرين لأن الله عز و جل يقول للنبي صلى الله عليه و سلم { واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا} فهذا الأمر للنبي صلى الله عليه و سلم أمر للنبي صلى الله عليه و سلم بأن يصبر نفسه مع هؤلاء الذين يتمسكون بالكتاب و السنة . واعلموا أن هذه الدعوة إن لم يكن لحملتها صبر ما وصلت إلينا فقد صبر النبي صلى الله عليه و سلم على إيذاء المشركين وعلى إيذاء أعداء الله عز وجل حتى أوصل هذا الدين إلينا صافيا نقيا , وهكذا أصحابه كم تحملوا في نصرة هذه الدعوة من أجل إيصالها إلينا . فعلى الإنسان أن يصبر إذا أراد أن يدعو إلى الله عز وجل فإن من يدعو إلى السنة لا بد أن يجد من الإيذاء كما قال لقمان لابنه {يا بني أقم الصلاة و أمر بالمعروف وانْه عن المنكر و اصبر على ما أصابك} فلا بد من الصبر , وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم و سلاَّه بقوله { فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} فأمره بالصبر لأن في الصبر نجاة وفوزا و ظفرا و نصرة و توفيقا . فإن دعوتنا هذه قامت على الصبر يأتي الرجل يجذب معطف رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى تأثر حاشية معطفه في حلقه صلى الله عليه وسلم ثم يقول يا محمد اعطني من مال الله لا من مال أبيك وأمك فيبتسم النبي صلى الله عليه و سلم ويأمر له بشيء من العطاء, أيننا من هذه الأخلاق العظيمة والصبر العظيم؟ وقد قال صلى الله عليه و سلم ( رحم الله أخي موسى أوذي بأكثر مما أوذيت به و لكنه صبر ) . فعلى الإنسان أن يصبر كما صبر أولئك الرجال الذين قدَّموا للإسلام كل غال و رخيص و لو أردنا أن نذعن للناعقين ومن يريدون أن يوقفوا مسيرتنا لضيعْنا دعوتنا ولضيعْنا كثيرا من الخير فعلى الإنسان أن يسلك طريق الحق والصواب وأن لا يصغي لكلام المخذلين وإن كثيرا من الناس لا يعينوك على الخير قال سبحانه و تعالى {و إن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله} . فيا عبد الله عليك بمواصلة السير و الصبر على ما تواجه في هذه الدعوة المباركة . وثمة مميزات أخرى لن أتعرَّض إلى شرحها لكن أذكرها إجمالا : المميز الحادي عشر : اتِّصاف هذه الدعوة بالوسطية بين الغالي في الدين والجافي عنه. المميز الثاني عشر : قيام هذه الدعوة على الرفق واللين و العطف والرحمة . وكذلك المميز الثالث عشر: أن هذه الدعوة تربط أتباعها بربهم جل وعلا وبما أعده سبحانه و تعالى في جنات النعيم , وبينما تجد أن أرباب البدع و الأهواء يربطون أتباعهم بالماديات و زخارف الدنيا الفانية بخلاف دعوة أهل السنة فإنها دعوة تعلِّق العبدَ بالله جل و علا . نسأل الله العظيم بمنه و كرمه أن يرزقنا و إياكم الاندراج تحت كنَف أهل السنة و السير في ركابهم و نسأله سبحانه وتعالى أن يحيينا على السنة وأن يميتنا عليها , وأن يثبتنا على الحق حتى نلقاه و الله أعلم و هو أعز و أكرم وصلى الله و سلم على نبينا محمد .
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 12-22-2009 الساعة 10:20 AM. |
#8
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا أخي أكرم على جهودك الفعَّالة ,
ورزقني وإياك الاخلاص في القول والعمل |
#9
|
|||
|
|||
اللهم آمين
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.