صدّتْ هريرة عنّـا مـاتكلّمنـا * * * جهلاً بأمّ خليدٍ حبلَ مـن تصلُ؟
أأنْ رأتْ رجلاً أعشى أضر بـهِ * * * لِلّذّةِ المَرْءِ لا جَـافٍ وَلا تَفِلُ
هركولـة ٌ ، فنـقٌ، درمٌ مرافقهـا * * * كـأنّ أخمصهـا بالشّـوكِ منتعلُ
إذا تَقُومُ يَضُوعُ المِسْـكُ أصْوِرَة ً * * * والزنبقُ الوردُ مـن أردانهـا شمل
ما رَوْضَة ٌ مِنْ رِياضِ الحَزْنِ مُعشبةٌ * * * خَضرَاءُ جادَ عَلَيها مُسْبِلٌ هَطِلُ
يضاحكُ الشمسَ منها كوكبٌ شرقٌ * * * مُؤزَّرٌ بِعَمِيـمِ النّبْـتِ مُكْتَهِـلُ
يَوْمـاً بِأطْيَبَ مِنْهَـا نَشْرَ رَائِحَة * * * ولا بأحسنَ منها إذْ دنـا الأصلُ
علّقتها عرَضاً، وعلقتْ رجلاً غَيرِي * * * وَعُلّـقَ أُخـرَى غيرَهـا الرّجلُ
وَعُلّقَتْهُ فَتَـاة ٌ مَـا يُحَـاوِلُهَـا * * * مِـنْ أهلِهـا مَيّتٌ يَهذي بهـا وَهلُ
وَعُلّقَتْني أُخَيْـرَى مَـا تُلائِمُـني * * * فاجتَمَّـعَ الحُـبّ حُبّـاً كُلّهُ تَبِلُ
فَكُلّنَـا مُغْـرَمٌ يَهْذِي بصَاحِبِـهِ * * * نَـاءٍ وَدَانٍ ، وَمَحْبُـولٌ وَمُحْتَبِلُ
قالتْ هريرة ُ لمّـا جئتُ زائرهـا * * * وَيْلي عَلَيكَ ، وَوَيلي منـكَ يـارَجُلُ
يـا مَنْ يَرَى عارِضا قَد بِتُّ أرْقُبُهُ * * * كأنّمَـا البَرْقُ فـي حَافَاتِـهِ الشُّعَلُ
لـهُ ردافٌ ، وجوزٌ مفـأمٌ عملٌ * * * منطَّـقٌ بسجـالِ المـاءِ متّصل
لـمْ يلهني اللّهـوُ عنهُ حينَ أرقبهُ * * * وَلا اللّذاذَة ُ مِـنْ كأسٍ وَلا الكَسَلُ
فقلتُ للشَّربِ في درني وقد ثملوا * * * شِيموا ، وكيفَ يَشيمُ الشّـارِبُ الثّملُ
بَرْقاً يُضِيءُ عَلى أجزَاعِ مَسْقطِهِ * * * وَبِالخَبِيّـةِ ِ مِنْـهُ عَـارِضٌ هَطِـلُ
قالُوا نِمَارٌ، فبَطنُ الخالِ جَادَهُما * * * فالعَسْجَدِيّـة ُفـالأبْـلاءُ فَالرِّجَـلُ
فَالسّفْحُ يَجـرِي فخِنزِيرٌ فَبُرْقَتُهُ * * * حتى تدافعَ منـهُ الرّبـوُ، فالجبـلُ
حـتى تحمّـلَ منـهُ الماءَ تكلفة ً * * * رَوْضُ القَطَـا فكَثيـبُ الغَينةِ السّهِلُ
يَسقي دِياراً لَها قَدْ أصْبَحَتْ عُزَباً * * * زوراً تجانفَ عنهـا القـودُ والرَّسلُ
وبلدة ٍ مثلِ ظهرِ التُّرسِ موحشـة * * * للجِنّ بِاللّيْـلِ فـي حَافَاتِهَـا زَجَلُ
لا يَتَمَنّى لهَـا بِالقَيْـظِ يَرْكَبُهَا * * * إلاّ الذينَ لهـمْ فيمـا أتـوا مهلُ
جاوزتهـا بطليحٍ جسرة ٍ سـرحٍ * * * فـي مِرْفَقَيهـا إذا استَعرَضْتَهـا فَتَل
إمّـا تَرَيْنَا حُفَاة ً لا نِعَـالَ لَنـَا * * * إنّـا كَـذَلِكَمَـا نَحْفَـى وَنَنْتَعِـلُ
فقدْ أخالـسُ ربَّ البيتِ غفلتهُ * * * وقـدْ يحـاذرُ مـني ثـم مـا يئـلُ
وَقـدْ أقُـودُ الصّبَى يَوْماً فيَتْبَعُني * * * وقـدْ يصاحبنـي ذو الشَّـرة ِالغـزلُ
وَقـَدْ غَدَوْتُ إلى الحَانُوتِ يَتْبَعُني * * * شَـاوٍ مِشَـلٌّ شَلُـولٌ شُلشُلٌ شَوِلُ
في فِتيَة ٍ كَسُيُوفِ الهِندِ قد عَلِمُوا * * * أنْ لَيسَ يَدفعُ عنذي الحيلة ِ الحِيَلُ
نازعتهـمْ قضبَ الرّيحـانِ متكئاً * * * وقهـوة ً مـزّة ً راووقهـا خضـلُُ
لا يستفيقـونَ منهـا، وهيَ راهنة ٌ * * * إلاّ بِهَـاتِ ! وَإنْ عَلّـوا وَإنْ نَهِلُـوا
يسعى بهـا ذو زجاجاتٍ لهُ نطفٌ * * * مُقَلِّصٌ أسفَـلَ السّرْبـالِ مُعتَمِـلُ
وَمُستَجيبٍ تَخـالُ الصَنجَ يَسمَعُهُ * * * إِذا تُرَجِّـعُ فيـهِ القَينَـةُ الفُضُـلُ
منْ كـلّ ذلكَ يـومٌ قدْ لهوتُ به * * * وَفي التّجارِبِ طُـولُ اللّهـوِ وَالغَزَلُ
والسّاحبـاتُ ذيـولَ الخزّ آونة * * * والرّافـلاتُ علـى أعجازهـا العجلُ
أبْلِغْ يَزِيدَ بَني شَيْبـانَ مَألُكَـة * * * أبَـا ثُبَيْـتٍ ! أمَـا تَنفَكُّ تأتَكِـلُ؟
ألَسْتَ مُنْتَهِياً عَنْ نَحْـتِ أثلَتِنَـا * * * وَلَسْـتَ ضَائِرَهَـا مَـا أطّتِ الإبِلُ
تُغْرِي بِنَـا رَهْطَ مَسعُودٍ وَإخْوَتِهِ * * * عِنـدَ اللّقـاءِ ، فتُـرْدي ثـمّ تَعتَزِلُ
لأعرفنّـكَ إنْ جـدّ النّفيرُ بنـا * * * وَشُبّتِ الحَـرْبُ بالطُّوَّافِ وَاحتَمَلوا
كناطـحٍ صخـرة يومـاً ليفلقها * * * فلـمْ يضرهـا وأوهـى قرنهُ الوعلُ
لأعرفنّـكَ إنْ جـدّتْ عداوتنـا * * * والتمسَ النّصر منكـم عـوضُ تحتملُ
تلزمُ أرمـاحَ ذي الجدّينِ سورتنـا * * * عنْـدَ اللّقـاءِ ، فتُرْدِيِهِـمْ وَتَعْتَـزِلُ
لاتقعدنّ ، وقـدْ أكلتهـا حطبـاً * * * تعـوذُ مـنْ شرّهـا يومـاً وتبتهلُ
قد كانَ في أهلِ كَهفٍ إنْ هُمُ قعدوا * * * وَالجاشِرِيّـة ِ مَـنْ يَسْعَـى وَيَنتَضِـلُ
سائلْ بني أسدٍ عنّا ، فقد علموا * * * أنْ سَـوْفَ يأتيـكَ مـن أنبائِنـا شَكَلُ
وَاسْـألْ قُشَيراً وَعَبْدَ الله كُلَّهُـمُ * * * وَاسْـألْ رَبيعَـة َ عَنّـا كَيْـفَ نَفْتَعِـلُ
إنّـا نُقَاتِلُهُـمْ ثُمّـتَ نَقْتُلُهُـمْ * * * عِنـدَ اللقاءِ ، وَهمْ جارُوا وَهم جهلوا
كـلاّ زعمتـمْ بأنـا لا نقاتلكـمْ * * * إنّـا لأمْثَالِكُـمْ ، يـا قوْمَنـا ، قُتُـلُ
حتى يَظَـلّ عَمِيـدُ القَـْمِ مُتّكِئـاً * * * يَدْفَـعُ بالرّاحِ عَنْـهُ نِسـوَة ٌ عُجُـلُ
أصَابَـهُ هِنْـدُوَانيّ ٌ ، فَأقْصَـدَهُ * * * أو ذابـلٌ مـنْ رمـاحِ الخـطّ معتدلُ
قَدْ نَطْعنُ العَيرَ في مَكنونِ قائله * * * وقـدْ يشيطُ علـى أرماحنـا البطلُ
هَلْ تَنْتَهون؟ وَلا يَنهَى ذوِي شَططٍ * * * كالطّعـنِ يذهبُ فيـهِ الزّيتُ والفتلُ
إني لَعَمْرُ الذي خَطّتْ مَنَاسِمُهـا * * * لـهُ وسيـقَ إليـهِ الباقـر الغيـلُ
لئنْ قتلتمْ عميداً لمْ يكنْ صدداً * * * لـنقتلـنْ مثلـهُ منكـمْ فنمتثـلُ
لَئِنْ مُنِيتَ بِنـَا عَنْ غِبّ مَعرَكَة * * * لمْ تُلْفِنَـا مِـنْ دِمَـاءِ القَـوْمِ نَنْتَفِـلُ
نحنُ الفوارسُ يومَ الحنو ضاحية ً * * * جنبيْ " فطينـة َ" لا ميـلٌ ولا عزلُ
قالوا الرُّكوبَ! فَقُلنـا تلْكَ عادَتُنا * * * أوْ تنزلـونَ ، فإنّـا معشـرٌ نُـزُلُ