|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 17 | المشاهدات | 10513 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
كلمة ( بابا ) عربية وهنا العجب !!!!!
كلمة ( بابا ) عربية وهنا العجب !!!!! 1. يسعدني أن أنقل لكم هذا البحث من أحد المتخصصين في اللغة العربية حول كلمة " بابا " والتي ينادي بها الكثير من الأطفال أبائهم وإن كانت الأسماء المذكورة لم نعرفها ولا نعلم حالها ولكن نقلت هذا البحث لعظيم الفائدة المرجوة - إن شاء الله تعالى واترككم مع البحث بسم الله الرحمن الرحيم تعجبت كثيرا حينما وجدت هذه العبارة في لسان العرب. وقالوا بَأْبَأَ الصبيَّ أَبوهُ إِذا قال له بَابَا وبَأْبَأَهُ الصبيُّ إِذا قال له بَابَا. حول كلمة بابا من فم الصبي الشاعر الأميري... وكلمة "بابا" للشاعر الأميري - عمر بهاء الدين (1916-1992م) - ولعٌ خاص بكلمة "بابا" ولا غروَ فهو شاعر الأبوة الحانية في أدبنا العربي الحديث, فقد استبدَّت به هذه العاطفة, أعني عاطفة الأبوة, فأعطاها ما لم يعطه شاعر آخر فيما نعلم, حتى لقد خصَّها بديوان أطلق عليه اسم "أب" نفَحَهُ بكل ما حباهُ المولى سبحانه من حنوِّ الأبوة, ورحمة الأبوة, وعطف الأبوة, وشفقة الأبوة, ومسؤولية الأبوة, وأمانة الأبوة, وتربية الأبوة, وجمال الأبوة, وجلال الأبوة...إلى غير ذلك مما تختصُّ به الأبوة, وما أكثرَ ما تشتمل عليه كلمة الأبوة من معان! وما أروع ما تشتمل عليه كلمة الأبوة من عواطف! ولله در شوقي إذ قال مشبها رسول الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم بالأب والأم: وإذا رحمتَ فأنتَ أمٌّ أو أبٌ هذان في الدنيا هما الرحَماءُ.. ولما كان الأمر كذلك عند شاعرنا الأميري كثرت في معجمه اللفظي الكلمات المعبرة عن الأبوة, من مثل قوله: وأنا أب في أضلعي مِزَعٌ تسعٌ من الأطفال تهتف بي هل في حنان الناس منزلةٌ أسنى وأرفع من حنان أبِ وقوله: يا فتيةً آذَوا أباً أفنى ببرِّ بنيه عمرَهْ وأبوكمُ ما بينكم ضيفٌ وفيمن مات عبرَهْ بل لقد تعدى ذلك إلى تلك الكلمة الدائرة على لسان كل طفل حين ينادي أباه, أو حين يحكي عن أبيه, أو حين يدعوه أبوه. إنها كلمة "بابا" التي تصلح عنوانا لرائعته ودرة ديوانه (قصيدة أب) التي يقول فيها مصورا فراق بنيه بعد أن ملؤوا عليه دنياه لعبا.. وشغبا.. وحبا.. وطربا: أين الضجيج العذبُ والشغبُ؟ أين التدارسُ شابهُ اللعبُ؟ أين الطفولةُ في توقُّدِها؟ أين الدُّمى في الأرضِ والكُتُبُ؟ أين التشاكُسُ دونَما غَرَضٍ؟ أين التشاكي ما لهُ سَبَبُ؟ أين التباكي والتضاحُكُ، في وَقْتٍ معاً، والحُزنُ والطَرَبُ؟ أين التسابُقُ في مُجاورَتي شَغَفَاً، إذا أكلوا وإنْ شربوا؟ يَتَزاحمونَ على مُجالستِي والقُربِ مِنِّي حيثُما انقَلَبوا يتوَجَّهونَ بسَوقِ فِطْرتِهم نَحْوي إذا رَهبوا وإن رَغبوا فنشيدُهُم "بابا" إذا فَرحوا ووعيدُهُم "بابا" إذا غَضِبوا وهتافُهُم "بابا" إذا ابتَعدُوا ونَجِيُّهُم "بابا" إذا اقتَرَبُوا * * * بالأمس كانوا مِلءَ منزِلِنا واليومَ - ويح اليوم - قدْ ذهبُوا وكأنَّما الصمتُ الذي هَبَطتْ أثقالُه في الدارِ إذ غَرَبُوا إغفاءةُ المَحْمُومِ هَدْأتُها فيها يَشيعُ الهَمُّ والتَّعَبُ ذهَبُوا، أجَلْ ذهبوا، ومَسْكنُهم في القَلبِ، ما شطُّوا وما قَرُبوا إني أراهم أينما التفتتْ نفسي وقد سكنوا، وقد وثبوا وأحِسُّ في خَلَدي تلاعُبَهُمْ في الدَّار، ليس ينالهمْ نَصَب وبَريقَ أعيُنِهم، إذا ظَفِروا ودُموعَ حُرقتِهم إذا غُلِبوا في كلِّ رُكنٍ مِنهُمُ أثَرٌ وبكلِّ زاويةٍ لَهُم صَخَبُ في النافِذات، زجاجَها حَطموا في الحائِط المَدْهونِ، قد ثَقَبُوا في البابِ، قد كسروا مَزَالجَهُ، وعليه قد رَسَمُوا وقد كتَبُوا في الصحنِ فيه بعضُ ما أكلُوا في عُلبةِ الحلوى التي نَهبُوا في الشَطرِ مِن تُفاحة قضموا في فَضلة المَاءِ التي سَكَبُوا إني أراهُمْ حَيثُما اتجَهَتْ عيني كأسرَاب القَطَا سَرَبوا بالأمْسِ في "قرنايلٍٍ" نَزَلُوا واليوم قد ضمَّتْهمُ "حَلَبُ" * * * دمْعي الذي كتَّمْتُهُ جَلَدَاً لمَّا تباكَوا عندما ركِبوا حتَّى إذا سارُوا وقد نَزَعُوا من أضلُعي قلباً بِهمْ يَجِبُ ألفَيتُني كالطِفْل عاطِفَةً فإذا بِه كالغيثِ ينسكِبُ قد يَعجَبُ العُذَّال من رجُلٍ يَبْكي، ولو لم أبكِ فالعَجَبُ هَيهْاتَ ما كلُّ البُكا خَوَرٌ إنِّي وَبِي عَزْمُ الرجالِ، أبُ.. ولا يكاد قارئ للشعر, أو مستمع له, أو مستمتع به, أو متذوق لمعانيه, أو مفتون بمبانيه, ينكر على شاعرنا استعماله لهذه الكلمة, وتكراره لها,على نحو ما قرأتَ..وسمعتَ.. وتذوقتَ.. وفُتِنتَ! كيف لا وقد طار ذكر هذه القصيدة في الآفاق, ونالت من الشهرة والذيوع والانتشار ما جعل صاحبها نفسه يعجب من ذلك, حتى سماها (القصيدة المحظوظة)! بل لقد أعجب بها عملاق الأدب والنقد عباس محمود العقاد, على قلة ما يعجبه من شعر المعاصرين, وعدَّها من عيون الشعر الإنساني, وقال عنها في ندوة من ندوات منزله في مصر الجديدة في رمضان 1381هـ: "لو كان للأدب العالمي ديوان من جزء واحد لكانت هذه القصيدة في طليعته..!". وترجمت إلى اللغة الفرنسية وقورنت بقصائد فيكتور هوغو في الأطفال, وعرضت في برامج تلفازية خاصة, ونشرت في الكثير من المجلات والكتب المدرسية.وكانت هذه القصيدة الدافع لإخراج الشاعر الأميري ديوان "أب". ومع ذلك فقد أنكر قوم على شاعرنا استعماله كلمة "بابا" في هذه القصيدة, وذهبوا في ذلك كل مذهب. إذ كيف يجوز لفصيح مثله أن يستعمل كلمة عامية؟؟ بل كيف يجوز لبليغ مثله أن يرطَنَ بكلمة أعجمية؟؟ بل كيف يجوز لشاعر كبير مثله أن يناغي بكلمة طفولية؟؟ كان من سوالف الأقضية أني حضرت حفلا بهيجاً.. ضمَّ ثلَّةً من العلماء والأعيان والأفاضل، وتقاطَرَ فيه الخطباء يتحفوننا بأفانينَ من القول والوعظ والإرشاد، وكان منهم خطيب فاضل أديب* استهلَّ كلمته وما أحسن ما استهلها بقصيدة الأميري هذه, وما إن وصل الخطيب إلى كلمة بابا في القصيدة حتى همس لي صاحبي بالجَنْبِ في أذني يسأل مستنكراً: أليست كلمة بابا أعجمية؟ فأشرت إليه أن لا، وتابعت الاستماع مستمتعاً بالقصيدة والخطبة، ثم بدا لي أن أنبِّه على أصالة هذه الكلمة في العربية فقمت شِبْهَ خطيب, وعلّقت على الأستاذ الأديب, مبيناً أن كلمة بابا عربية الأصل كريمة النِّجار والمَحْتِد مستدلاً بما جاء في المعاجم العربية من أنه: (بأبأ الصبيُّ إذا قال بابا). وكثر الهمس والتعليق، وتعدّى صاحبي بالجَنب إلى أصيحابٍ جُنُبٍ, بل إلى أساتذة أجلاء, ما كانوا ليوافقوني على ما ذهبت إليه بعد أن أتى عليهم حين من الدهر يسمعون هذه الكلمة تتردد على ألسنة أعجمية أو ترطَن بها ألسنة عامية لا عهد لها بالفصحى وأهلها. وأدركت لتوّي أن ما سقته من حديث المعاجم في تلك العجالة لم يُجْدِ عندهم نفعاً, ولم يجِدْ لديهم مقنعاً، في أصل كلمة غَبَر على الناس زمان يعتقدون فيه أنها أعجمية تسرّبت إلينا من اللغة الفرنسية (papa) أو من غيرها, بل لقد نادى بعض الخواصّ بإلغاء تعليمها لأطفالنا في مراحل تعليمهم الأولى لما تحمله من أوضار العجمة! وإن تعجَبْ فعجَبٌ أمرُ مَن يُنكرُ وجود هذه الكلمة في المعاجم العربية، ثم حين يتبدّى له على وجه اليقين أنها موجودة يُعجزه استخراجُها، لأنه لا يعلم من أي باب تخرج أوتحت أيِّ أصلٍ تندرج!. مع أن الأمر في غاية السهولة واليسر، ولو أنه فتح الجزء الأول من معجم اللسان لقرأ في صفحاته الأولى (مادة بأبأ) الكلامَ التالي: (... وبأبأتُهُ أيضاً، وبأبأتُ بِهِ قلت له: بابا. وقالوا: بأبأ الصبيَّ أبوه إذا قال له: بابا. وبأبأه الصبيُّ إذا قال له بابا. وقال الفرّاء: بأبأتُ بالصبيِّ بِئْباءً إذا قلت له: بِأَبي. قال ابن جني: سألت أبا عليّ فقلتُ له: بأبأتُ الصبيَّ بأبأةً إذا قلت له بابا، فما مثالُ البأبأةِ عندك الآن؟...) [لسان العرب (بأبأ)]. وتكاد معاجمنا العربية القديمة والحديثة تجمع على هذا الذي نقله صاحب اللسان، فقد أورد المادة بهذا المعنى كلٌّ من الفيروزآبادي في قاموسه والزبيدي في تاجه، كما جاءت في معجم متن اللغة للشيخ أحمد رضا والمعجم الوسيط [انظر مادة (بأبأ) في القاموس المحيط، وتاج العروس، ومتن اللغة، والمعجم الوسيط]. ولو ذهب الباحث ينقِّرُ في كتب اللغة وعلومها لظفر بكثرةٍ كاثرة من النصوص تثبت هذه اللفظة بمعناها الذي تعارف عليه الناس اليوم، فقد جاء في نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري (119 - 215هـ وهو المعنيُّ بقول سيبويه في الكتاب: حدثني الثقة): (قال العنبريّون بأبأ الصبيُّ أباه، وبأبأه أبوه: إذا قال له: يا بابا، ومأمأ الصبيُّ أمه فهو يُمأمئُها ويبأبئُ أباه بأبأةً ومأمأةً. ويقال: دأدأتُ الصبيَّ دأدأةً إذا سكتُّه تسكيتاً). [نوادر اللغة لأبي زيد الأنصاري ص254]. وجاء في رسالة الاشتقاق لابن السرّاج (316هـ): (ومنه أن تجيءَ اللفظة يُرادُ بها الحكاية، فهذا الضرب لا يجوز أن يكون مشتقًّا، وذلك نحو: بأبأ الصبيَّ إذا قال له: يا بابا، وكذلك غاقِ وما أشبهه) [رسالة الاشتقاق لابن السراج ص31]. وفي كتاب الأفعال للسرقسطي (توفي بعد المئة الرابعة للهجرة): (بأبأ: قال أبو عثمان: قال أبو زيد: بأبأ الصبيُّ أباه وبأبأه أبوه: إذا قال له: بابا) [كتاب الأفعال للسرقسطي: 4/133]. ولا أخفي على القارئ الكريم أن هذه النقول والنصوص، على كثرتها وتنوّعِها وقطعيةِ دلالاتها، لم تكن لتشفي غلّة الباحث الصدي، فقد أنكر عليَّ بعض الفضلاء كلَّ ما سقته من هذه النقول, وطالبوني بنصٍّ عربي قديم وردت فيه لفظة بابا على نحو صريح لا لبسَ فيه ولا مظنة تحريف أو تصحيف، وأغراني البحث فرحت أنقِّبُ وأنقِّرُ في المعاجم الأمات وموسوعات النحو والصرف واللغة. ولكن هيهات! لقد كنت كمن يعمل في غير مَعِمَل، أو ينفخُ في غير فحم، فما في هذه الكتب، على سَعتها وبسط الكلام فيها، شاهدٌ واحد على ما أنا بسبيله. وربَّ رميةٍ من غير رام، فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها: وكانتْ جارةً للحُو * * * رِ في الفردوس أحقابا فأمسَتْ وهْيَ في الدنـ * * *ـيا وما تألفُ أترابا لهـا لُعَبٌ مصفَّفَة ٌ * * * تُلقبُهُـنَّ ألقـابا تنادي كلّما رِيعت * * * مِن الغِـرّةِ يـا بابا [جاءت في الأصل: (من العزة) انظر عبقرية اللغة العربية ص219. والتصحيح من ديوان العباس بن الأحنف طبعة دار الكتب المصرية شرح وتحقيق عاتكة الخزرجي حيث وردت القصيدة ص16، 18]. وما كان أشدَّ فرحي بأبيات ابن الأحنف هذه, لقد تأبَّطتها وانطلقت إلى شيخ العربية في بلاد الشام الأستاذ سعيد الأفغاني رحمه الله, ولما التأم المجلس سألته عن كلمة بابا وأصالتها في العربية, فبادر الأستاذ يوسف الصيداوي - وكان من رواد المجلس عليه رحمة الله - إلى إثبات عربيتها وتوثيقها محتجا بذكر الجاحظ لها في البيان والتبيين, غير أن الأستاذ الأفغاني عقب بأن الجاحظ ليس بحجة، عند ذلك أنشدته أبيات ابن الأحنف هذه, ونسبتها إلى صاحبها العباس بن الأحنف, فقال الأستاذ سعيد الأفغاني: أما هذا فنعم! ومع كل هذا الذي قدمت فلستُ أزعم أن هذه اللفظة جذر عربيّ خِصب أو مادة عربية قابلة للاشتقاق و التوليد، وإنما هي اسم من أسماء الأصوات يُروى على سبيل الحكاية. وأسماء الأصوات، كما هو معلوم، جانب من جوانب اللغة تشترك فيه مع غيرها من اللغات، بل لقد عده بعض اللسانيين في علم اللسانيات الحديث والقديم أصل اللغة الإنسانية، منه استمدت ألفاظها، وعن محاكاة الأصوات الطبيعية كدويِّ الريح وخرير المياه نشأت كلماتها. وهي إحدى النظريات المشهورة في نشأة اللغات، وبها أخذ ابن جني في بعض أقواله [انظر الخصائص 1/46 - 47] واللغوي الألماني هردر كما جاء في المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي للدكتور رمضان عبد التواب ص112. كما أخذ بها من المتأخرين آدم سميث (متن اللغة /18). دع ذا وتدبَّر معي بنية لفظة بابا تجدها تعتمد على حرف الباء، وهو حرف شفوي سهل النطق طيّع المخرج، ولذا سارع الطفل إلى ترديده والمَذْلِ به، فكان أول الحروف تردداً بين شفتيه وكذا حرف الميم، وقد علَّل علماء الصوت ذلك بأن الطفل يرى حركة الشفتين حين يسمع هذه الأصوات من أمه أو أبيه، في حين ذهب الدكتور إبراهيم أنيس إلى أن عضلات النطق بهذه الأصوات هي نفس العضلات التي يستخدمها في الرضاعة [الأصوات اللغوية 216 - 217 وانظر كتاب الألسنية ولغة الطفل العربي لجورج كلاس ص80. وفقه اللغة للدكتور علي عبد الواحد ص131] يستوي في ذلك الطفل العربي مع الأعجمي، والتركي مع البربري، فلا غرو بعد ذلك إن وجدت هذه اللفظة في كثير من اللغات العالمية، ولا ضير على العربية إن اشتركت في استعمال لفظ ما مع غيرها من اللغات. جاء في تكملة المعاجم العربية لدوزي: (وبابا بالبربرية والتركية: الأب (ابن بطوطة 2/416) وكذلك هي في لغة الفولة أو الفولان أو فلان (هجسون) وكذلك في العربية (شيرب لغة العرب 32، ومحيط المحيط)). [معجم دوزي 1/225 - 226]. على أن ما يدور في فلك بحثنا هذا هو التأكيد على أن أسلافنا العرب الفصحاء الذين عنهم أخذت اللغة حاكَوا أطفالهم فيما تردد بين شفاههم كما تؤكد معظم النقول السابقة، وما الغرابة في ذلك؟ ألم يحاكوا ما هو أقلُّ من الطفل منزلةً وفصاحةً، وهي الأنعام والسوائم على اختلاف أنواعها؟ بلى فقد حاكَوا صوتَ الغراب فقالوا: غاقِ، ودعَوا الحمارَ للشرب فقالوا: سَأْ. ومن أمثلتهم: (قفِ الحمار على الردهة ولا تقل له سَأْ) [جمهرة اللغة 3/293. والرواية في مجمع الأمثال 2/94 (قرِّبِ الحمار من الردهة...) يضرب للرجل يعلم ما يصنع]، وزجروا البغل فقالوا: عَدَسْ، وعليه شاهد النحاة المشهور: عَدَسْ، ما لعبَّادٍ عليكِ إمارةٌ أمنتِ وهذا تحملينَ طليقُ [انظر في أسماء الأصوات: شرح المفصل 4/15 وشرح الكافية 2/79 وجامع الدروس العربية 1/192 والنحو الوافي]. بل لقد تعدَّوا ذلك إلى تسميةِ صاحب الصوت باسم صوته المنسوب إليه، فسمَّوا الغرابَ غاقِ، والبغلَ عَدَسْ، وعلى ذلك قول الشاعر: إذا حملتُ بدني على عَدَسْ على الذي بين الحمارِ والفَرَسْ فلا أبالي مَنْ غزا ومَنْ جَلَسْ [جامع الدروس العربية 1/163، وشرح المفصل 4/79]. وزادوا فألحقوا أسماء الأصوات بأشرف الكلمات أي بالأسماء ليكون أدل على دخولها في ظاهر أقسام الكلمات فصرفوها تصريفَ الأسماء [انظر شرح الكافية 2/81]. ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين, كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب. أما أولهم فهو ابن الوردي (691 - 749هـ) عمر بن مظفر, صاحب اللامية المشهورة, حيث يقول: أيا دادا حكت صِدغاكَ واوا * * * فما أحلى ثناياكَ العذابا لقد صدتْكَ أمُّكَ عن رضانا * * * فيا ماما دعي للصلح بابا وأما ثانيهم فهو أحمد تقي الدين (1888 - 1935م) الشاعر القاضي,حيث يقول: هو طفل فوق السرير صغيرٌ * * * ذابل الطرف يسحر الآناما وعليه من الجمال غشاءٌ * * * نسجته بنات موسى اليتامى إنما يقظة الغرام غشته * * * فرمت قلبه صريعا غراما تهموه بالحب وهو يتيمٌ * * * أعجميٌّ يقول بابا وماما وأما آخرهم فهو أميرهم, أحمد شوقي، حيث يقول: هناك ألقت بالصغير للورى * * *واندفعت تبكي بكاءً مفترى تقول بابا أنا دحّا وهو كخّ * * * معناه بابا لي وحدي ما طبخْ فقل لمن يجهل خطب الآنيهْ * * * قد فطر الطفل على الأنانيهْ ـــــــــــــــــــــــــ *هو خطيب الأدباء وأديب الخطباء بدمشق الشام الأستاذ الحُفَظَة هشام عبد الرزاق الحمصي حفظه الله وأمتع به, وأشهد أني لم أرَ أحفظ منه للشعر.) دراسة للدكتور .. محمد حسان الطيان
الموضوع الأصلي :
كلمة ( بابا ) عربية وهنا العجب !!!!!
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
|
#2
|
|||
|
|||
بحث في غاية الروعة بارك الله فيك يا أبا رواحة
|
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا شيخنا أبورواحة وبارك الله لك في علمك ونفعنا الله به
|
#5
|
|||
|
|||
بارك الله فيك وجزاكم الله خيراً
__________________
سُئل الإمام أحمد : متى يجد العبد طعم الراحة ؟ فقال : عند أول قدم يضعها في الجنة. كان الإمام أحمد يئن في مرضه ، فلما أخبروه أن طاووساً يقول : إنّ أنين المريض شكوى ، ما أنّ حتى مات ... رحمة الله عليه من صابر. • قال أبو بكر الصديق : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن .. انظر إلى تواضعهم.. • وهذا الصديق أيضا كان يحلب للضعفاء أغنامهم. |
#6
|
|||
|
|||
بحث في غاية النفاسة جزى الله الباحث والناقل خير الجزاء
التعديل الأخير تم بواسطة الأستاذ محمد رحيل ; 11-24-2010 الساعة 01:26 AM. |
#7
|
|||
|
|||
................
|
#8
|
|||
|
|||
لله درّك ياأبا رواحةالأسد.
|
#9
|
|||
|
|||
شيخ الشعراء ... بارك الله فيك على الفائدة مع لفت انتباهي لوجود مثل هذي الدرر وأنا في غفلة من أمري هائم على وجهي ... فالحمد لله على توفيقي لمنتداكم وصحبة أمثالكم وأسأله سبحانه جل في علاه الثبات على ما نحن فيه مع العزم الأكيد كما نسأله النجاة يوم تكثر الزلات ولات حين مناص ... اللهم و اهدنا إلى سواء الصراط و احفظنا فيما بقي من الأعمار ... آمين آمين آمين وقد شد نبيهتي وقرع حفيظتي بعض الكلمات المخالفة للصواب أثبت منها التالي : قول الكاتب : (ولعل خير ما أختم به الكلام طائفة من الأبيات لشعراء قدامى ومحدثين, كان لكلمة "بابا" في شعرهم نصيب. أما أولهم فهو ابن الوردي (691 - 749هـ) عمر بن مظفر, صاحب اللامية المشهورة, حيث يقول: أيا دادا حكت صِدغاكَ واوا * * * فما أحلى ثناياكَ العذابا لقد صدتْكَ أمُّكَ عن رضانا * * * فيا ماما دعي للصلح باب) ومن له أدنى اطلاع على شواهد العربية يعلم أن المولدين ويطلق عليهم المحدثين يبدء عد زمنهم من انقراض أغلب الإسلاميين إلى يوم الناس هذا أي من انقراض صدر الإسلام أو قل أغلب الصحابة رضوان الله عليهم .. وبالتالي فابن الوردي من المحدثين وجها واحدا فضلا عمن استشهد بشعرهم كشوقي والقاضي الذين جاءا بعده بزمان ؛ ويعلم بهذا ما في كلام الكاتب من إيهام للسامع أن في من ذكر من يستشهد بكلامه ... وقال الكاتب : (فقد عثرت على ضالّتي خلال مطالعة عرضت لي في كتاب عبقرية اللغة العربية للدكتور عمر فروخ، وكانت أبياتاً رقيقة للشاعر العربي الغَزِل العباس بن الأحنف (192هـ) جاء فيها: وكانتْ جارةً للحُو * * * رِ في الفردوس أحقابا فأمسَتْ وهْيَ في الدنـ * * *ـيا وما تألفُ أترابا لهـا لُعَبٌ مصفَّفَة ٌ * * * تُلقبُهُـنَّ ألقـابا تنادي كلّما رِيعت * * * مِن الغِـرّةِ يـا بابا) ولكن هل مجرد إيراده في شعر رجل مات في حدود مطلع القرن الثالث يعد بذلك شاهدا ...؟ وزد على ذلك أن هذا الذي نقل عنه الكاتب في بيئة وزمن كثر فيه الأعاجم بسبب الفتوحات وهل موته إلا حين بلغ مثل المأمون أوج الفتوة في قابل الثلاثين من عمره وقد تولى الخلافة في الثامن والتسعين ومائة من الهجرة النبوية ؛ وكلنا يعلم ما كان في تلك الأزمنة من تعريب لكتب اليونان و اختلاط العرب بالعجم وما غلبت على كثيرين من عجمة الألسن ولكنة الفهم ... وكذلك هل يصح في العربية أن يحتج لكلمة بأنها عربية فصيحة بمجرد أن يرد ذكرها عند مولد في خاتمة القرن الثاني مستشرفا إلى الثالث ؛ هذا الذي لا أظن للعلماء إجماعا فيه وأيضا كيف تخفى كلمة من أشعار الجاهليين والمخضرمين والإسلاميين على وفرتهم وكثرتهم ثم تكون في كلام المولدين في عصر تبع الأتباع عهد الإمام الشافعي ؛ والشافعي كما هو معلوم في الطبقات ولد سنة خمسين ومائة وكذلك يزيد بن هارون المولود في حدود سبعة عشر ومائة وهما معدودان في طبقة صغار أتباع التابعين ؛ وقد عاصرا أرباب فلسفة وكلام اليونان كحفص الفرد و بشر المريسي من تلاميذ جهم بن صفوان وتلاميذ تلاميذه ... فما يدرينا أن هذه الكلمة مما دخل عليه من لكنة وعجمة أهل بغداد ؛ وذلك أن ابن الأحنف من سكان بغداد وشعرائها ؛ قال صاحب العمدة : " وعمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي، وكان يشبه به من المولدين العباس بن الأحنف، فإنه ممن أنف عن المدح تظرفاً، وقال فيه مصعب الزبيري: العباس عمر العراق، يريد أنه لأهل العراق كعمر بن أبي ربيعة لأهل الحجاز، استرسالاً في الكلام، وأنفة عن المدح والهجاء، واشتهر بذلك، فلم يكن يكلفه إياه أحد من الملوك ولا الوزراء، وقد أخذ صلة الرشيد وغيره على حسن التغزل ولطف المقاصد في التشبيب بالنساء" ؛ وقريب من قول ابن رشيق قول ابن قتيبة في الشعر والشعراء .و أضف إلى ما سبق أن شعر المولدين لا يستشهد به على العربية باتفاق علماء الفن بخلاف البديع وغيره ؛ قال البغدادي في خزانته: "(في الكلام الذي يصح الاستشهاد به في اللغة والنحو والصرف) : قال الأندلسي في شرح بديعية رفيقه ابن جابر : علوم الأدب ستة اللغة والصرف والنحو والمعاني والبيان والبديع ؛ والثلاثة الأول لا يستشهد عليها إلا بكلام العرب دون الثلاثة الأخيرة ؛ فإنه يستشهد فيها بكلام غيرهم من المولدين لأنها راجعة إلى المعاني ؛ ولا فرق في ذلك بين العرب وغيرهم إذ هو أمر راجع إلى العقل ولذلك قبل من أهل هذا الفن الاستشهاد بكلام البحتري وأبي تمام وأبي الطيب وهلم جرا ه ... وأقول : الكلام الذي يستشهد به نوعان شعر وغيره فقائل الأول قد قسمه العلماء على طبقات أربع : الطبقة الأولى : الشعراء الجاهليون وهم قبل الإسلام كامرئ القيس والأعشى ... الثانية : المخضرمون وهم الذين أدركوا الجاهلية والإسلام كلبيد وحسان .. الثالثة : المتقدمون ويقال لهم الإسلاميون وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق ... الرابعة : المولدون ويقال لهم المحدثون وهم من بعدهم إلى زماننا كبشار ابن برد وأبي نواس ... فالطبقتان الأوليان : يستشهد بشعرهما إجماعا وأما الثالثة : فالصحيح صحة الاستشهاد بكلامها؛ وقد كان أبو عمرو بن العلاء وعبد الله بن أبي إسحاق والحسن البصري وعبد الله بن شبرمة يلحنون الفرزدق والكميت وذا الرمة وأضرابهم كما سيأتي النقل عنهم في هذا الشرح إن شاء الله في عدة أبيات أخذت عليهم ظاهرا وكانوا يعدونهم من المولدين لأنهم كانوا في عصرهم والمعاصرة حجاب ... قال ابن رشيق في العمدة :كل قديم من الشعراء فهو محدث في زمانه بالإضافة إلى من كان قبله ؛ وكان أبو عمرو يقول لقد أحسن هذا المولد حتى لقد هممت أن آمر صبياننا برواية شعره يعني بذلك شعر جرير والفرزدق فجعله مولدا بالإضافة إلى شعر الجاهلية والمخضرمين وكان لا يعد الشعر إلا ما كان للمتقدمين ؛ قال الأصمعي جلست إلى ثماني حجج فما سمعته يحتج ببيت إسلامي ... وأما الرابعة : فالصحيح أنه لا يستشهد بكلامها مطلقا ؛ وقيل يستشهد بكلام من يوثق به منهم واختاره الزمخشري وتبعه الشارح المحقق فإنه استشهد بشعر أبي تمام في عدة مواضع من هذا الشرح ؛ واستشهد الزمخشري أيضا في تفسير أوائل البقرة من الكشاف ببيت من شعره وقال وهو وإن كان محدثا لا يستشهد بشعره في اللغة فهو من علماء العربية فأجعل ما يقوله بمنزل ما يرويه؛ ألا ترى إلى قول العلماء : الدليل عليه بيت الحماسة ؛ فيقنعون بذلك لوثوقهم بروايته وإتقانه ... واعتُرض عليه بأن قبول الرواية مبني على الضبط والوثوق ؛ واعتبار القول مبني على معرفة أوضاع اللغة العربية والإحاطة بقوانينها ومن البين أن إتقان الرواية لايستلزم إتقان الدراية .. وفي الكشف : أن القول رواية خاصة فهي كنقل الحديث بالمعنى.. وقال المحقق التفتازاني في القول : بأنه بمنزلة نقل الحديث بالمعنى ليس بسديد؛ بل هو بعمل الراوي أشبه وهو لا يوجب السماع إلا ممن كان من علماء العربية الموثوق بهم ؛ فالظاهر أنه لا يخالف مقتضاها فإن استؤنس به ولم يجعل دليلا لم يرد عليه ما ذكر ولا ما قيل من أنه لو فتح هذا الباب لزم الاستدلال بكل ما وقع في كلام علماء المحدثين كالحريري وأضرابه والحجة فيما رووه لا فيما رأوه ... وقد خطأوا المتنبي وأبا تمام والبحتري في أشياء كثيرة كما هو مسطور في شروح تلك الدواوين ... وفي الاقتراح للجلال السيوطي : أجمعوا على أنه لا يحتج بكلام المولدين والمحدثين في اللغة والعربية ... وفي الكشاف ما يقتضي تخصيص ذلك بغير أئمة اللغة ورواتها فإنه استشهد على مسألة بقول أبي تمام الطائي وأول الشعراء المحدثين بشار بن برد وقد احتج سيبويه ببعض شعره تقربا إليه لأنه كان هجاه لتركه الاحتجاج بشعره ذكره المرزباني وغيره .. ونقل ثعلب عن الأصمعي أنه قال : ختم الشعر بإبراهيم بن هرمة وهو آخر الحجج ... وكذا عد ابن رشيق في العمدة طبقات الشعراء أربعا قال هم جاهلي قديم ومخضرم وإسلامي ومحدث ؛ قال : ثم صار المحدثون طبقات أولى وثانية على التدريج هكذا في الهبوط إلى وقتنا هذا ...وجعل الطبقات بعضهم ستا ؛ وقال: الرابعة : المولدون وهم من بعد المتقدمين كمن ذكر والخامسة : المحدثون : وهم من بعدهم كأبي تمام والبحتري والسادسة : المتأخرون : وهم من بعدهم كأبي الطيب المتنبي ؛ والجيد : هو الأول إذ ما بعد المتقدمين لا يجوز الاستدلال بكلامهم فهم طبقة واحدة ولا فائدة في تقسيمهم ..." . فانظر أخي القاريء ؛ فإن كان كل هذا الخلاف والنفار حول الاستشهاد بمثل أبي تمام حبيب بن أوس ؛ فما أدراك بمن عد دونه في شاعريته عند النقاد بل لم يقارنوا به ؛ وكما أنه لا شك ولا خلاف في أن العباس بن الأحنف من زمرة المولدين ؛ قال صاحب العمدة: "وقالت طائفة من المتعقبين: الشعراء ثلاثة: جاهلي وإسلامي ومولد ؛ فالجاهلي امرؤ القيس والإسلامي ذو الرمة والمولد ابن المعتز ؛ وهذا قول من يفضل البديع وبخاصة التشبيه على جميع فنون الشعر... وطائفة أخرى تقول: بل الثلاثة الأعشى والأخطل وأبو نواس ؛ وهذا مذهب أصحاب الخمر وما ناسبها ومن يقول بالتصرف وقلة التكلف ... وقال قوم: بل الثلاثة مهلهل وابن أبي ربيعة وعباس بن الأحنف ؛ وهذا قول من يؤثر الأنفة وسهوله الكلام والقدرة على الصنعة والتجويد في فن واحد؛ ولولا ذلك لكان شيخ الطبع أبو العتاهية مكان عباس ؛ لكن أبا العتاهية تصرف ... وليس في المولدين أشهر اسماً من الحسن أبي نواس ؛ ثم حبيب [ وهو أبو تمام حبيب بن أوس ]؛ والبحتري ؛ ويقال: إنهما أخملا في زمانهما خمسمائة شاعر كلهم مجيد ... ثم يتبعهما في الاشتهار ابن الرومي وابن المعتز، ... ؛ ومن طبقة أبي نواس : العباس بن الأحنف ؛ ومسلم بن الوليد صريع الغواني؛ والفضل الرقاشي؛ وأبان اللاحقي؛ وأبو الشيص؛ والحسين بن الضحاك الخليع؛ ودعبل؛ ونظراء هؤلاء ساقتهم دعبل ليس فيهم نظير أبي نواس.". فانظر يرحمك الله إلى قوله (وليس في المولدين أشهر اسماً من الحسن أبي نواس ؛ ثم حبيب [ وهو أبو تمام حبيب بن أوس ]؛ والبحتري) وإلى قوله (ومن طبقة أبي نواس : العباس بن الأحنف) تعلم أن ابن الأحنف لا يعدل بأبي تمام؛ وأنت تعلم كما سبق الخلاف في شعر حبيب ؛ فكيف بشعر العباس ...؟؟؟ وهذا كله لو اعتبرنا ما نقل الكاتب عنه ثابتا يقينا وأنه غير منحول ( أي أدخل عليه في شعره ) ؛ وقد مر معنا في قصيدة مالك بن الريب التي قيل أنها قريب من ستين بيتا ؛ وما نقله الميمني وغيره أن معمر بن المثنى يقول : (رثى مالك نفسه باثنتي عشرة بيتا وكل ما زاد عليها منحول أدخل عليه) ومثلها في كثير من القصائد العربية ؛ أو ربما محور بأن يقصد (بابا) بالتنوين لا ( بابا) بالإطلاق... أكتفي بالإشارة إلى هذه اللفتات مستغنيا بها عن غيرها ... والحمد لله رب العالمين ... |
#10
|
|||
|
|||
متابعة أقول :
وبهذا يعلم أن ما ساقه الكاتب من دلائل على ما يقول لا ينتهض لجعل الكلمة عربية فصيحة ؛ لها جذر عربي صحيح على وضعها الحالي ؛ وذلك الذي لو سلمناه أن من الأصوات وأسماء الأصوات ؛ فإننا لا نسلم أن العرب استعملوها في مخاطباتهم اليومية ؛ فلم نعلم أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأبيه (بابا) ولم نسمع عن من قبله كامريء القيس وقس بن ساعدة والذبياني أنهم قالوا لآبائهم (بابا) ... و بذلك فلا تزيد هذه الكلمة أن تكون من بأبأة الرضع ولم تتعدى هذا الاستعمال فلا ينبغي لنا أن نقيسها بالأصوات التي تعدى استعمالها عند العرب كالجعجعة والغاق والغرغرة ...وهكذا ...؛ فإن علم العربية مرده ابتداء إلى السماع لا إلى القياس و القياس بعد ذلك مجرد فرع عليه بضوابط معلومة لأهل الفن ... وأضف على ذلك أن علماء اللغة التخصصين ذموا استعمالها واستهجنوها ؛ ولا أدل على ذلك ما نقله صاحب المقال فوق عن جمهرة اللغويين والأدباء في زمانه ؛ وما نعلمه عن جمهرتهم مما سبق سوقه عن جمهرة اللغويين والأدباء عبر العصور الأدبية المتتابعة ؛ ... ومن أمثلة استهجانهم ما سقته من كلام صاحب كتاب (قصد السبيل فيما في العربية من دخيل) من أن من تكلم بها في شعره عد ألكنا غير فصيح ومثل في ذلك بالصفدي ... وزد على ذلك أننا ولو سلمنا بكونها عربية مما اشتركت فيها الجذور وتقاطعت فيها الاشتقاقات بين أصناف اللغات ؛ فإننا نقول : على الرغم من ذلك فإن المسلمين مطالبون بالتميز والنصوص في ذلك كثيرة ؛ ويعجبني منها كلمات شيخنا العلامة الوادعي رحمه الله حين سئل عن التميز فقال :( وهل انتشرت دعوتنا إلا بالتميز) ؛ وكذلك كلمة قالها الإمام ابن سيرين حين قيل له لما تلبس رداءك مع الكعبين و السنة المرغوبة نصف الساق ؛ فأجاب قائلا :( أردت مخالفة الشراة فإنهم يلبسون نصف الساق فتركت الأولى مخالفة لهم ) ؛ فرحمه الله من فقيه ؛ وذلك حتى لا يغتر بهم الناس ويعلموا ميزتهم فيحذرونهم ... ومثل ذلك نهي علمائنا حن تحليق الرأس لغير حاجة وبصفة دورية اجتنابا لمشابهة الخوارج ... ولكل هذا أكرر قولهم :( وهل انتشر الإسلام إلا بالتميز أم انتشر بالتميع ومحاكاة كل أرطن ...) و أكرر فأقول : إخواني ما ازددت إلا يقينا من أن الكلمة غير عربية بوضعها الذي أراد الكاتب تبريره ؛ و العرب لم تشتق منه فهلا وسعنا ما وسعهم ؛ والنصارى القساوسة يقولون ( البابا) لأربابهم وطواغيتهم فهلا تركنا التشبه بهم ؛ وتميزنا عنهم ...؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا غيض من فيض والله أعلم والحمد لله رب العالمين |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.