|
كاتب الموضوع | إبراهيم بن رجا الشمري | مشاركات | 0 | المشاهدات | 3200 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نصيحة إلى الرياشي هداه الله
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والصلاة والسلام على رسولنا الأمين وآله وصحبه أجمعين . أما بعد فهذه تنبيهات سريعة كتبتها على عجالة –لضيق الوقت وكثرة المشاغل- أحببت أن أبين فيها بعض الأغلاط التي وقع فيها الرياشي في تحقيقاته والتي تبين جهله بعقيدة السلف وختمتها بنصيحة له لعل الله ينفعه بها ، وشروعاً في المقصود أقول : قال الرياشي في تحقيقه لكتاب الرد على الجهمية للدارمي ص164 : وذهب الأشاعرة إلى إثبات صفة العلم لله عزوجل موافقين للسلفيين في ذلك ، لا لأن صفة العلم ثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة لكن لأن العقل عندهم قد دل على عليها ... ا.هــ المراد وهذا الكلام لا يصدر الإ من جاهل بعقيدة أهل السنة أو جاهل بعقيدة الأشاعرة ، فإن الأشاعرة لم يوافقوا السلف في إثبات هذه الصفة ، وبيان ذلك في التعريف بعقيدة أهل السنة وعقيدة الأشاعرة في هذه الصفة ، صفة العلم لله تعالى . أما عقيدة الأشاعرة : فقد قال الصاوي في شرحه للجوهرة :صفة أزلية قائمة بذاته تعالى تتعلق بالواجبات والجائزات والمستحيلات تعلق احاطة وانكشاف. وقال الباجوري في شرحه للجوهرة : صفة أزلية متعلقة بجميع الواجبات و الجائزات والمستحيلات على وجه الاحاطة على ما هي به من غير سبق خفاء . وقال السعد التفتازاني في شرح العقائد النسفية : العلم وهي صفة أزلية تنكشف المعلومات عند تعلقها بها. فالعلم الذي يثبته الأشاعرة علم قديم أزلي ولا يثبتون معه علماً متجدداً له تعلق بالموجودات والذي عليه يُوجَبُ الثواب والعقاب (!) بينما أهل السنة يقولون أن علم الله نوعان : علم أزلي وعلم متجدد متعلق بالمعلومات ووجودها حسب أزمان حصولها " فهو جل وعلا علم الأشياء في الأزل قبل أن تحدث وإذا حدث الشيء علمه جل وعلا فيوافق علمه السابق . ولهذا قال جل وعلا في آيات في القرآن في مثل قوله سبحانه {سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} إلى قوله {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} ونحو ذلك من الآيات التي فيها أن الله جل وعلا جَعَلَ الأشياء وقَدَّرها لكي يعلم . فهذا فيه دليل على أن العلم يكون بعد وقوع الشيء . وهذا لا ينافي العلم السابق . فالعلم السابق فيه أدلته والله جل وعلا يعلم الأشياء جملة وتفصيلا الكليات والجزئيات بالعلم الأزلي السابق وكذلك إذا حدث الشيء عَلِمَهُ ." (1) فـــ " العلم على منزلتين علم بالشيء قبل وجوده وعلم به بعد وجوده والحكم للعلم به بعد وجوده لأنه يوجب الثواب والعقاب " (8) " والله تعالى قد أخبر في كتابه بعلمه بما سيكون كالأمور التي أخبر بها قبل كونها فعلم أنه يعلم الأشياء قبل وجودها وأخبر أنه إذا وجدت علمها أيضاً كقوله { وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه } وفي القرآن من هذا بضعة عشر موضعا وقد روي عن ابن عباس وغيره [ إلا لنرى ] وقال طائفة من المفسرين إلا لنعلمه موجودا " (2) وبيان هذا بأن يقال أن " الله جل وعلا يعلم الأشياء قبل وقوعها ولكن علمه بالأشياء قبل وقوعها لا يحاسب عليه العباد ولا يذم العباد به وإنما يحاسب العباد فيجزيهم على أعمالهم فيثيب المحسن ويعاقب المسيء إذا عملوا ذلك ظاهرا وصار علمه ظاهرا " (3) " فَهَذَا هُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِالْمَعْلُومِ بَعْدَ وُجُودِهِ، وَهُوَ الْعِلْمُ الَّذِي يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ الْمَدْحُ وَالذَّمُّ وَالثَّوَابُ وَالْعِقَابُ وَالْأَوَّلُ هُوَ الْعِلْمُ بِأَنَّهُ سَيَكُونُ وَمُجَرَّدُ ذَلِكَ الْعِلْمِ لَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهِ مَدْحٌ وَلَا ذَمٌّ وَلَا ثَوَابٌ وَلَا عِقَابٌ فَإِنَّ هَذَا إنَّمَا يَكُونُ بَعْدَ وُجُودِ الْأَفْعَالِ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا: [ لِنَرَى ]. وَكَذَلِكَ الْمُفَسِّرُونَ قَالُوا: لِنَعْلَمَهُ مَوْجُودًا بَعْدَ أَنْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَكُونُ وَهَذَا الْمُتَجَدِّدُ ... "(4) وقد ثبت " في الكتاب والسنة والإجماع أن الله بكل شيء عليم، وأن علمه محيط بالعالم العلوي والسفلي، والظواهر والبواطن والجليات والخفيات والماضي والمستقبل، وقد علم ما العباد عاملون قبل أن يعملوا الأعمال. وقد ورد عدة آيات يخبر بها أنه شرع وقدر كذا؛ ليعلم كذا. فوجه هذا : أن هذا العلم الذي يترتب عليه الجزاء . وأما علمه بأعمال العباد وما هم عاملون قبل أن يعملوا، فذلك علم لا يترتب عليه الجزاء، لأنه إنما يجازي على ما وجد من الأعمال، وعلى هذا الأصل نزل ما يرد عليك من الآيات : كقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْب} وقوله: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} وقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ} وقوله: {وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ} وقوله: {ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَداً} " (5) والخلاصة أن القول بأن الأشاعرة وافقوا السلفيين في إثبات هذه الصفة قول باطل . التنبيه الثاني : قد تحذلق الرياشي على الإمام الدارمي بإيراده لقول شيخ الإسلام " لَمْ يُفَرِّقْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالْأَئِمَّةِ بَيْنَ أُصُولٍ وَفُرُوعٍ. بَلْ جَعْلُ الدِّينِ " قِسْمَيْنِ " أُصُولًا وَفُرُوعًا لَمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا فِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ السَّلَفِ وَالصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ إنَّ الْمُجْتَهِدَ الَّذِي اسْتَفْرَغَ وُسْعَهُ فِي طَلَبِ الْحَقِّ يَأْثَمُ لَا فِي الْأُصُولِ وَلَا فِي الْفُرُوعِ وَلَكِنَّ هَذَا التَّفْرِيقَ ظَهَرَ مِنْ جِهَةِ الْمُعْتَزِلَةِ ... " استدراكاً على الإمام الدارمي عند قوله في ص123 : وقد علمتم يقينا أنا لم نخترع هذه الروايات ولم نفتعلها بل رويناها عن الأئمة الهادية الذين نقلوا أصول الدين وفروعه . كما أعاد التحشية بكلام شيخ الإسلام السابق في ص249 عند قول الإمام الدارمي : وأهل البصر بأصول الدين وفروعه . ا.هــ وهذا -فيما يظهر- لظنه أن بين تعبير الإمام الدارمي بأصول الدين وفروعه وبين النقل الذي سبق عن شيخ الإسلام ابن تيمية اختلافاً وهذا من جهله فإن التفريق بين الأصول والفروع –في بعض الحيثيات- ثابت عند أهل السنة بإجماعهم ، والتعبير بالأصول والفروع موجود في كلام شيخ الإسلام نفسه . فــ " يقول الإمام أبومحمد عبدالله بن أبي زيد القيرواني (386) في كتابه " الجامع " : (ومن قول أهل السنة : أنه لا يعذر من وداه اجتهاده إلى بدعة لأن الخوارج اجتهدوا في التأويل فلم يعذروا ؛ إذ خرجوا بتأويلهم عن الصحابة فسماهم عليه السلام مارقين ، وجعل المجتهد في الأحكام مأجوراً وإن أخطأ ) فهذا الإمام ينسب هذا التفريق بين الأصول والأحكام -أي الفروع- إلى أهل السنة كما ترى ففرقوا بين الاجتهادين بناءاً على أن ذم الخوارج كان بسبب انحرافهم في أصل من الأصول لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذمهم ولم يعذرهم . ولم يذم رسول الله صلى الله عليه وسلم المجتهدين المخطئين في الأحكام –الفروع- بل أثبت للمصيب أجرين وللمخطئ أجراً واحداً فقال صلى الله عليه وسلم : ((إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ)) . وعمل السلف يؤيد ما نقله هذا الإمام فتراهم يضللون ويبدعون وقد يكفرون المخالفين في الأصول ولو في أصل واحد كالقول بخلق القرآن وإنكار علو الله واستوائه على عرشه وإنكار عذاب القبر والصراط والميزان يوم القيامة بخلاف الأحكام ... " فإن قيل ما مراد شيخ الإسلام ابن تيمية إذاً بكلامه السابق ؟ والجواب " يقصد شيخ الإسلام بذم هذا التفريق هو تفريقهم في التضليل والتكفير بمسائل الأصول دون الفروع . وقد بين رحمه الله أن من مسائل الفروع ما يكفر به ومن مسائل الأصول ما لا يكفر به . وذلك –والله أعلم- راجع في الموضعين إلى الظهور والخفاء في المسائل . فيكفر بإنكار الأمور الواضحة من الأصول والفروع . ويعذر المخطئ في الأمور الخفية من الأصول والفروع . أما التفريق بين مسائل الأصول والفروع من حيث إن هذه المسائل إذا كانت من مسائل الاعتقاد فهي عنده من الأصول العلمية وإن كانت هذه المسائل من مسائل الفروع كالوضوء والصلاة والحج وغيرها من المسائل العملية فشيخ الإسلام يرى هذا التفريق وذلك كثير جداً في مؤلفاته وعلماء المذاهب على هذا التفريق . ولهذا يسمون المسائل الفقهية العملية بالفروع ولهم فيها مؤلفات تسمى بكتب الفروع ويطلقون على مسائل العقائد والمؤلفات فيها بمسائل الأصول وكتب الأصول " (6) التنبيه الثالث : قال الرياشي في تحقيقه لكتاب التوحيد ص80 : عد بعض أهل العلم {النور} من أسماء الله تعالى .... ثم ذكر أسماء بعض العلماء الأجلاء ووجه التنبيه على هذا القول أن الصواب انعقاد إجماع السلف على إثبات هذا الاسم لله سبحانه قال العلامة ابن القيم –كما في مختصر الصواعق- ص 419 : النُّورَ جَاءَ فِي أَسْمَائِهِ تَعَالَى، وَهَذَا الِاسْمُ مِمَّا تَلَقَّتْهُ الْأُمَّةُ بِالْقَبُولِوَأَثْبَتُوهُ فِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَهُوَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالَّذِي رَوَاهُ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَمِنْ طَرِيقِهِ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَلَمْ يُنْكِرْهُ أَحَدٌ مِنَ السَّلَفِ وَلَا أَحَدٌ مِنْ أَئِمَّةِ أَهْلِ السُّنَّةِ ... ا. هـ المراد وقال أيضاً : مُثْبِتِي الصِّفَاتِ كَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ كُلَّابٍ وَأَبِي الْحَسَنِ الْأَشْعَرِيِّ وَأَئِمَّةِ أَتْبَاعِهِمَا لَمْ يَذْكُرُوا الْخِلَافَ فِي ذَلِكَ إِلَّا عَنِ الْمُعْتَزِلَةِ،فَإِنْكَارُ كَوْنِهِ نُورًا هُوَ قَوْلُ الْمُبْتَدِعَةِ... ا.هــ المراد والعجيب أن الجهمية الأوائل لم يكونوا ينكرون هذا الاسم (!) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية : كونه نوراً أو تسميته نوراً مما لم يكن ينازع فيه قدماء الجهمية وأئمتهم الذين ينكرون الصفات (!) بل كانوا يقولون إنه نور (!) قال الإمام أحمد في الرد على الجهمية : وقلنا للجهمية حين زعموا أن الله بكل مكان لايخلو منه مكان (!) فقلنا لهم : أخبرونا عن قول الله جل ثناؤه {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا } لِمَ تجلى للجبل إذا كان فيه بزعمكم ؟!! فلو كان فيه كما تزعمون لَمْ يكن متجلياً لشيء هو فيه لكن الله تبارك وتعالى على العرش وتجلى لشيء لم يكن فيه ورأى الجبل شيئاً لم يكن رآه قط قبل ذلك وقلنا للجهمية : الله نور ؟ فقالوا : هو نور كله (!) فقلنا قال الله {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} فقد أخبر جل ثناؤه أن له نوراً وقلنا لهم : أخبرونا حين زعمتم أن الله في كل مكان وهو نور فلِمَ لايضيء البيت مظلم من النور الذي هو فيه ؟!! إذ زعمتم أن الله في كل مكان (!) وما بال السراج إذا دخل البيت المظلم يضيء ؟!! فعند ذلك تبين كذبهم على الله . وقال الخلال : حدثنا يحيى ن أبي طالب قال كنا عند عمر بن يحيى الواسطي بن أخي علي بن عاصم فتذاكرنا من قال القرآن مخلوق فقال حدثني يحيى بن عاصم قال كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي فقلت له : يا أبت مثل هذا يدخل عليك ؟ قال يا بني ما له ؟ قلت : إنه يقول القرآن مخلوق وإن الله معه في الأرض وإن الشفاعة باطلة وإن الصراط باطل وإن الميزان باطل وإن منكراً باطل مع كلامٍ كثير ! قال : ويحك أدخِله علىَّ قال : فأدخلته فجعل يقول : ويلك يا بشر اُدْنُه فما زال يدنيه حتى قرب منه ثم قال : ويلك يا بشر ما هذا الكلام الذي بلغني عنك قال : وما هو يا أبا الحسن ؟ قال : بلغني أنك تقول القرآن مخلوق وأن الله في الأرض معك مع كلام كثير فقال : ويلك من تعبد وأين ربك ؟ قال : يا أبا الحسن لم أجئ لهذا إنما جئت لتقرأ عليَّ كتاب خالد قال فقال : لا ولا نعمة عين ولا عزازة حتى أعلم ما أنت عليه أين ربك ويلك قال فقال : أما إذ أبيت عليَّ يا أبا الحسن فربي نور في نور قال : فجعل يزحف إليه من ضعف ويقول ويحكم اقتلوه فإنه والله زنديق وقد كلمت هذا الصنف بخراسان قال فأخرجناه . ا.هــ المراد التنبيه الرابع : قال الرياشي في تحقيقه على النقض للإمام الدارمي ص197 : اختلف أهل العلم في معاني الحروف المقطعة في أوائل السور على أقوال قال السيوطي رحمه الله : والمختار فيها أنها من الأسرار التي لا يعلمها الإ الله تعالى . ا.هـــ ووجه التنبيه أنه قد جاء في تفسير الأحرف المقطعة آثار ثابتة عن السلف وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم فالإعراض عن ذكرهم وترجيح أضعف الأقوال بل ترجيح ما قد قيل فيه باطل صنيع غير حسن " جاء في المجموع من أقوال العلامة حماد الأنصاري :" 245 - وسمعته يقول: المتأخرون من المفسرين أكثرهم لم يطلع على أقوال السلف حول الحروف التي تبدأ في بعض أوائل السور نحو آلم. وقول بعض المفسرين من المتأخرين إن {الم} الله أعلم بمراده، هذه العبارة حق أريد بها باطل، فلا شك أن الله تعالى أعلم بمراد كتابه كله . إن كتب السلف في التفسير تُرِكَت في الخزائن ونُشِر بدلاً منها تفاسير الرأي ونحوها" وليعلم بعد هذا أنه لا يجوز وصف القول بتأويل الحروف المقطعة بأنه ( ترهات ) أو ( لا فائدة تحته ) أو أن تترك أقوال هؤلاء ويؤخذ بقول السيوطي ويعلق به على كتب العقيدة ، وإنما نقف حيث وقف القوم ، وما ذكره بعض العلماء من حكمة في إنزال الحروف المقطعة غير المتقدم عن السلف فلا يناقض قول السلف بحال بل يمكن الجمع بينهما " (7) فترك أقاويل السلف في تفسير هذه الآيات ونقل كلام السيوطي " المخلط الأشعري الخرافي الموغل في الخرافة " كما يقول العلامة محمد بن هادي دليل على سفه هذا الرجل . فلا يرغب عن ذكر أقوال السلف ويختار نقل أقوال الأشاعرة والخرافية الا من سفه نفسه ، وبإذن الله سوف أنشر مقالاً مستقلاً في ذكر أقوال السلف في الأحرف المقطعة كنت قد كتبت أصله قديماً ، والله الموفق . وأخيراً : أوقول لك يا رياشي ارفق بنفسك فلا توردها المهالك واعلم أن [ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ، حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كاذباً ] وأن [ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ ] وتقول أمنا عائشة رضي الله عنها [مَا كَانَ خُلُقٌ أَبْغَضَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْكَذِبِ، وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُحَدِّثُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالْكِذْبَةِ فَمَا يَزَالُ فِي نَفْسِهِ حَتَّى يَعْلَمَ أَنَّهُ قَدْ أَحْدَثَ مِنْهَا تَوْبَةً ] . خرجه الترمذي وقال : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصديق رضي الله عنه : [ إيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّهُ مُجَانِبُ الإِيمَانَ ] . خرجه ابن أبي شيبة وقَالَ ابن مسعود رضي الله عنه : [إنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى مَا يَكُونُ لِلصِّدْقِ فِي قَلْبِهِ مَوْضِعُ إبْرَةٍ يَسْتَقِرُّ فِيهِ ] . خرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح واعلم –هداك الله- أن المسألة جنة ونار وقبل ذلك نعيم قبر أو عذاب وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم الرجل يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنَاهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرَاهُ إِلَى قَفَاهُ، فلما سأل عنه قيل له : [إنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ، فَيَكْذِبُ الْكَذِبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ ] . يا رياشي –والله- لن ينفعك الفجرة –الذين صفقوا لك- يوم الحساب فلا {تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا } يقول تعالى { إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ } قال ابن عباس : [ الأسباب المودة] خرجه الحاكم في مستدركه وصححه . وقال مجاهد : [الأوصال الَّتِي كَانَت بَينهم فِي الدُّنْيَا والمودة] خرجه سعيد بن منصور في تفسيره بسند صحيح . هؤلاء يا رياشي قوم بهت اليوم رفعوك لأنك تخدمهم وغداً يهينوك إن خالفت أهوائهم ونطقت بالحق الذي يرضي ربك . يا رياشي الأمر أقرب وأسرع مما تظن فبادر إلى التوبة وإصلاح ما أفسدت واعلم أن [ للتائب فخر لا يعادله فخر في جميع أفخاره فرح الله بتوبته ] كما قال بعض السلف ، فالرب سبحانه [ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ] فإن أبيت –يا رياشي- الا والفتنة والحرب التي ملئها الكذب والفجور ، فاعلم أن أهل السنة سوف يكونون لك بالمرصاد ولن تضر الإ نفسك بإذن الله . أسأل الله أن يختم لي بالحسنى ويقيني -وأهل السنة- كيد الفجار وبهت الكذبة وأن يقصم ظهر كل من أراد الوقيعة في أهل السنة بالظلم والزور والبهتان ، ولا حول ولا قوة الا بالله العظيم . ________________ (1) شرح الواسطية لصالح آل شيخ (2-94) (2) الدرء لشيخ الإسلام (5-291) (3) شرح الواسطية لصالح آل شيخ (1-284) (4) مجموع الفتاوى (8-496) (5) القواعد الحسان للشيخ السعدي ص123 (6) انظر رد الإمام الربيع على الرحيلي (7) مستفاد من مقال لأحد الإخوة (8) انظر الرد على المنطقيين (6-240)
الموضوع الأصلي :
نصيحة إلى الرياشي هداه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
إبراهيم بن رجا الشمري
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.