|
كاتب الموضوع | أبو عبد الرحمن أسامة الجزائري | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1070 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ضُلاّلُ اليومِ أحفادُ مبتدعةِ الأمسِ!! حربٌ خاسرةٌ من قديمٍ... ولا جديد.
بسم الله الرحمن الرحيم ضُلاّلُ اليومِ أحفادُ مبتدعةِ الأمسِ!! حربٌ خاسرةٌ من قديمٍ... ولا جديد الحمدُ لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الرُّسُلِ وأفضلِ النبيِّين -محمد بن عبد الله- وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وإخوانه من العلماء العاملين بشرعه وآثاره. وبعدُ: فالعلماء هم الوريثُ الشرعيُّ لجميع الأنبياء -عليهم من ربّهم أفضلُ الصلاة وأزكى السلام- بتقرير نبيِّنا لهم بحديثه؛ فيا بُشرى لمن كان عالما بالشِّرعَةِ التي جاء بها -صلى الله عليه وسلم-، عاملا بما علم من الحق والهدى؛ مُحقِّقاً العبوديّة في نفسهِ -حقيقة وواقعاً- وأنّهُ لا معبود غير الله، ولا يستحق العبادة إلاّ هو. مُزاوجًا هذا بتجريدهِ الإتّباعَ لنبيِّ المرحمة والملحمة؛ وأنّهُ لا يُعبدُ الله إلاّ بما جاء بهِ -صلى الله عليه وسلم- قولا أو فعلاً أو ما أقرَّهُ... هذا هو الدين، وهُم -أي: العلماء- به عاملون منتصرون، وله متعلمون، ناشرون... وعليه؛ فالدِّينُ هو الحياة؛ فمن عاش له وبهِ كان من الأحياء -وإن مات!-(١). ومن جعلهُ خلفهُ ظِهريًّا فقد أبى الحياة وإن وطئ (المشتري) بقدمٍ و(زُحل) بالأخرى! نعم... (العلماء) كلمة لو وعاها أكثرُنا؛ ما تجرَّأ أحدُنا أن يتلفّظَ بها إلاّ وهو: مُحترمٌ لنفسهِ -عارفا قدرها من تكون!-؛ مُعترِفٌ بعُلُوِّ كعبهم عليه ومن سِواهُم عدا من كان مثلهم أو ساواهم في الدّارين. أولئك آبائي فجئني بهمُ ** إذا جمعتنا بهم يا جرير المَجامِعُ أولئك هم... أولئك. قُلوبُهم وجِلة، صدورُهم تنضحُ بالبياض لِمَا حملت من (الوحيين -قرآناً وسنّةً-) كيف لا؛ وقد تركنا -صلى الله عليه وسلم- على البيضاء؟! وما من سوادٍ فمنكوتة به قلوب أهل الهوى المستحبّين للعمى، قلوبُهم خاشعة لباريها، خاشية عذابهُ لها، ومطمئنّة راضية بقدره عليها... إذا تكلّموا سكتَ الجميع، وإذا وعظوا أبكوا من الخلق الجُموع -وإن كانت قلوبهم كالحجارة في قسوتها-؛ لِما نحسبهم عليه من الخُلق والهدي النبوي، والصّدق لِحُسن القصد، والاجتهاد في بث العلم الشرعي -لا الكلام والسّفسطة- بين أفراد الأمّة بعيدا عن الابتداع والدّعة؛ مُتّخذين في ذلك لهم كل ما هو مشروع من الوسائل عُدّة. ورحم الله الحافظَ ابنَ عبد البر النّمري؛ حيثُ قال في «جامع بيان العلم وفضله»: «أجمع أهل الفقه والآثار من جميع الأمصار أن أهل الكلام أهلبدعٍ وزيغٍ، ولا يُعَدُّون عند الجميع في جميع الأمصار في طبقات العلماء،وإنما العلماء أهل الأثر والفقه، ويتفاضلون فيه بالإتقان والميزوالفهم». فمن ذا الذي يُباريهم؟! هم الزينة لهذه الحياة الدنيا؛ التي مُلِئت جنباتُها بالشَّرِ، ورُشَّت بالمُغريات أرجاؤُها، خيرهم على الناس ظاهر وشرُّ الناس عليهم ضِدًّا؛ ردا لكلامهم في أفواههم، والتعمد في نقضهم وإن كلّفهم التعاون على الإثم والعدوان مع أعدائهم قصد الطعن فيهم والتهوين من قدرهم في أعين الناس، بالتهويل والعويل والنفخ في العثرة والعثرتين، فما أقبح أثر الناس عليهم إلاّ من رحم الله وما هم إلاّ قليل، وإذا كانوا فأين هم؟!! فقد تعدوا واستطالوا واجتروا ** وخاضوا في بحر الهلاك وافتروا(٢)!! ويبقى من قبيل: زعم الفرزدقُ أنْ سيقتلُ مربعا ** أبشرْ بطولِ السلامةِ يا مِربَعُ ولَمَّا لم يتمكنوا في النَّيلِ منهم؛ مكّنوا ألسنتهم الحداد من أعراضهم دون إعذارهم -وهذا إن سلّمنا لهم ما يفترونَه في حقهم- مطلقا، لا يتورعون في وصفهم بأقذع وأفضع وأبشع وأشنع... الصفات، والحط عليهم بكل وسيلة وهمّة وإن بذلوا دون هذا المجهودات كلّها، وأنفقوا فيه كل ما لهم من أموالهم أو جلّها؛ أمّا إن تكلّم أحدهم وأفتى بما لا يروق لهم ولا ينطبق وأهواءهم «... عارضه عشرات، أو مئات من الرؤساء في الدين الذين يزعم العامة أنهم علماء، فردوا يده في فيه، وبالغوا في تضليله والطعن فيه، وأفتوا بوجوب قتله، أو حبسه، أو هجرانه، وشمروا للإضرار به وبأهله وإخوانه»(٣)؛ فتسمع منهم مثلا ينعتون العالِمَ: (الفحل والبطل) بـ: النذل والطّبل!! و(كبار العلماء) بـ: كبار العملاء!! و(القعيدين في العلم) بـ: القَاعِدِين!! و(العلاّمة) بـ: ذي العَمَالة!! و(المحنّك) بـ: المُحنَّط!! وهلُمَّ جرّاً من وضيع الكلم وأقذره؛ يمطرون ساحة علمائنا بكل نقيصة ورخيصة: علماء الحيض والنفاس، مشايخ البترول، فقهاء الدِّينار والدُّولار، علماء بغلة السلطان، علماء السوء، متسولي الفقهاء، المرجئة، ومفتيي المارينز -وربما حتى (الماكدونالدز)!-...! فحسبُنا الله ونعم الوكيل!! قلتُ: ضُلاّلُ اليومِ هُم أحفادُ مبتدعةِ الأمسِ!! حربٌهم خاسرةٌ من قديمٍ... ولا جديد؛ فقد نقل الإمام الشاطبيُّ -رحمه الله- في كتابه الفذّ «الاعتصام»(٤) كلامَ عمرو بن عبيد رأس الاعتزال:«ألا تسمعون! ما كلام الحسن وابن سيرين إلا خِرقةُ حيضةٍ ملقاة!!» ثمعلّق الشاطبيُّ بقولهِ: «ورُوي أن زعيماً من زعماء أهل البدع كان يريد تفضيل الكلام على الفقه، فكان يقول: «إن علمالشافعي وأبي حنيفة جملته لا يخرج من سراويل امرأة»، وعلق عليه بقوله: «هذا كلامُ هؤلاء الزائغين، قاتلهم الله». وعن أبي الحسين محمد بن أحمد الحنظلي ببغداد يقول: سمعت أبا إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي يقول: «كنت أنا وأحمد بن الحسن الترمذي عند أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل؛ فقال له أحمد بن الحسن: يا أبا عبد الله ذكروا لابن أبي قتيلة بمكة أصحاب الحديث فقال: أصحاب الحديث قومُ سوء. فقام أبو عبد الله -وهو ينفض ثوبه- فقال: زنديق، زنديق، زنديق؛ ودخل البيت». ولا عجب؛ فـ «من علامة أهل البِدَع الوقيعة في أهل الأثر»-كما قال أبو زُرعة الرّازيُّ -رحمه الله-. إذن؛ فَلْيُبشِروا بهذه البِشارة من ذلك الإمام العَلَم... وَلْيفرحوا بالضّلال يتضوَّعُ منهم؛ يُزكِمُ أنوفَهم الممرَّغة في تُراب المهانة والنّدامة -لِما جَنَوهُ على أنفسهم ظُلماً، وجورا على غيرهم!- ولا كرامة. أقولُ -كما قال الشاعر-: هاشِمٌ جدُّنا فإن كُنتِ غضبى ** فاملَئي وجهكِ الجميلَ خُدُوشا! ثمَّ فَلْيُقالُ لهم: ومن نهى عمَّا لَهُ قد ارتكب ** فقد أتى مما به يقضي العجب فلو بَدَا بنفسِه فذادَها ** عن غيِّها لَكانَ قد أَفادَها «ونسألُ الله تعالى أن يُثبِّتنا على الإيمان، ويختِم لنا به، ويعصمنا من الأهواء المختلفة والآراء المتفرِّقة، والمذاهب الرّديّة... وغيرهم من الذين خالفوا السنّة والجماعة، وحالفوا الضلالة، ونحن منهم براء، وهم عندنا ضُلاّل وأردِياء، وبالله العصمة والتوفيق»(٥). وصلِّ اللهمّ وسلّم على نبيِّنا محمّد وبارك عليه وآله وصحبه وإخوانه. وكتب عبد الغني بن ميلود الجزائري -غفر الله له ولوالديه- يوم الأحد ١٨ رجب ١٤٣٢ هـ الموافق -بقدر الله- لـ: ١٩ جوان ٢٠١١ م ــــــــــــــــــــــــــــــ _____________ (١)وأحق الناس بهذا هم العلماء؛ حتّى قال قائلُهم: «الناس موتى وأهل العلم أحياء»؛ لبقاء علمهم في كتبهم ينهل منها الجيل بعد الجيل، ولاستمرار ذكر أسمائهم على الألسُن والتّرحُّمِ عليهِم في كل وقت وحين؛ كونهم الوريث الشرعي لما ترك الأنبياء؛ إذن فلهم بعض ما لهم؛ لقصّهم على أثرهم وأخذهم إرثهم. ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم ** على الهدى لمن استهدى أدلاّءُ فَفَُز بعلم تعشحياً به أبداً ** الناسُ موتى وأهل العلم أحياءُ (٢) تصرَّفتُ فيها إلى صيغة المفرد -وهو الأصل- إلى الجمع. (٣) من كلام الشيخ المعلّمي -رحمه الله-. (٤) (٣/٢٤٨) -عن واسطة-؛ فاللهم إنَّا نبرأ إليك من صنيع المبتدعة ومسلكم، ومن جعلهم لنفسه قدوة! فهل -يا تُرى- القوم -اليوم- يرضون أن يكون لهم مثل عمرو بن عبيد سلفاً؟!! ربّما... ولِمَ لاَ! (٥) قالهُ أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله- خِتامَ عقيدته «الطحاوية».
الموضوع الأصلي :
ضُلاّلُ اليومِ أحفادُ مبتدعةِ الأمسِ!! حربٌ خاسرةٌ من قديمٍ... ولا جديد.
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الرحمن أسامة الجزائري
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.