|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1618 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مرثيـة أبي الحسن التُّهامي في ابنه
مرثيـة أبي الحسن التُّهامي في ابنه هو علي بن محمد بن فهد ، أبو الحسن التهامي الشاعر , وهو من الشعراء المحسنين المجيدين ، وهذه القصيدة قالها في رثاء ابنه وقد عُدَّتْ من عيون قصائد الرثاء والحكمة :حُكْـم المنيَّـة فـي البريَّـة جـارِ * * * مـا هـذه الـدنيـا بـدار قـرارِ بيـنا يُـرى الإنسانُ فيهـا مخْبِـراً * * * حتى يُـرى خبَـراً مـن الأخبـارِ طُبِعتْ على كـدَرٍ وأنـت تريدُهـا * * * صفْـواً مـن الأقْـذاء والأكْـدار ومكلِّـفُ الأيَّـام ضِـدَّ طِباعهـا * * * متطلِّـبٌ فـي المـاء جـذوةَ نـار وإذا رجـوتَ المستحيـلَ فـإنمـا * * * تبنـي الـرَّجاءَ على شفيـرٍ هـارِ فـالعيـشُ نـومٌ والمنيـةُ يقظـةٌ * * * والمــرءُ بينهمـا خيـالٌ سـارِ والنفـسُ إنْ رضيتْ بذلك أو أبتْ * * * منقــادةٌ بـأزمَّــة المقْــدار فاقْضـوا مآربَكـم عُجـالاً إنمـا * * * أعمـارُكـم سفَـرٌ مـن الأسفـارِ وتراكضـوا خيلَ الشباب وبادِروا * * * أنْ تُستـرَدَّ فـإنَّـهـن عَــوار فالدهـرُ يـخدعُ بالمنى ويغـصُّ إنْ * * * هٌنّـا ويهـدِمُ مـا بنـى ببـوارِ ليس الـزمانُ وإنْ حـرصتَ مسالماً * * * خُلُـقُ الـزمـانِ عـداوةُ الأحـرارِ إني ُوتِـرْتُ بصـارم ذي رونَـقٍ * * * أعـددتُـه لطـلابـة الأوتــار زَرَداً فأحكمَ كـلَّ مـوصِـل حلقةٍ * * * بحبـابـةٍ فـي مـوضـع المسمـار ودَحَوا فُـويقَ الأرض أرضاً مـن دَمٍ * * * ثـم انثنـوا فبنَـوا سمـاءَ غُبـار قـومٌ إذا لبسـوا الـدُّروع حسبتَها * * * سُحُـباً مــزرَّرة علـى أقمــار وتـرى سيـوف الـدارعـين كأنهـا * * * خلُـجٌ تَمُـدُّ بهـا أكُـفَّ بحـار لـو أشـرعـوا أيمانَهم فـي طـولها * * * طعنـوا بها عِـرْضَ القنـا الخطّـار جنَبـوا الجيادَ إلـى المطيِّ وراوحوا * * * بيـن السُّـروج هنـاك والأكْـوار فكأنَّمـا ملـؤوا عيـاب دروعهـم * * * وغمـود أنْصُلهـم سـراب قفـار وكأنمـا صَنَـعُ السـوابـغِ عَـزّه * * * مـاءُ الحـديـد فصـاغ ماء قـرار فتـدرَّعـوا بمتـون مـاءٍ جامـدٍ * * * وتقنعــوا بحبـاب مـاءٍ جـار ِ أُسْـدٌ ولكـن يـؤثِرون بـزادهـم * * * والأسْـد ليـس تَـديـن بالإيثـار يتـزيَّن النادي بحسـن وجـوههـم * * * كتـزيُّـن الهـالات بـالأقمـار يتعطَّفـون علـى المجـاور فيهـم * * * بـالمنْفِسـاتِ تعطُّـفَ الآظـار مـن كـل مـن جعـل الظُبى أنصاره * * * وكَـرُمْـنَ واستغنـى عـن الأنصار والليـث إن ثـاورته لـم يعتمـد * * * إلا علـى الأنيـاب والأظفـار وإذا هـو اعتقـل القنـاة حسبتهـا * * * صِـلاً تـأبطـه هـزبـر ضـار زَرَدُ الدلاص من الطعـان بـرمحـه * * * مثـل الأسـاور في يـد الإسـوار ويجـر حين يجـر صعــدة رمحـه * * * فـي الجحفـل المتضـايـق الجـرَّار مـا بيـن ُترْب بالـدماء مُلبـَّدٍ * * * زَلِـقٍ ونقـعٍ بـالطِّــراد مثـار والهـون فـي ظل الهوينـا كامـنٌ * * * وجـلالة الأخطـار فـي الأخطـارِ تنـدى أسـرَّةُ وجهـه ويمينـه * * * فـي حالـة الإعصـار والإيسـارِ ويمـدُّ نحـو المكرمـات أنامـلاً * * * لـلـرزق في أثنـائـهـن مـجـارِ يحـوي المعالـي غالبـاً أو خالبـاً * * * أبـداً يُـداني دونهـا ويــداري قـد لاح في ليل الشباب كواكـبٌ * * * إنْ أُمهِلـتْ آلـتْ إلـى الأسفـارِ يا كـوكباً ما كان أقصـرَ عمْـرَه * * * وكذا تكـون كواكـبِ الأسحـارِ أثْنـي عليـه بأثْـره ولـو انـه * * * لـم يغتبِـطْ أثنيـتُ بـالآثـارِ وهلالُ أيامٍ مضـى لـم يسْتـدِرْ * * * بـدْراً ولم يُمْهَـلْ لـوقْـت سِـرار عجِلَ الخسـوفُ عليه قبل أوانـه * * * فمحـاه قبـل مظنـة الإبـْـدارِ واستُـلَّ مـن أتْرابـه ولِـداتـه * * * كـالمقْلـة استُلَّـتْ مـن الأشفـار فكـأنَّ قلبـي قبـرُه وكـأنَّـه * * * فـي طيِّـه سِـرٌّ مـن الأسـرار إن يُحتقَر صِغَـراً فـرُبَّ مفخَّـم * * * يبـدو ضئيـلَ الشخـص للنظـار إن الكـواكب فـي علُـوِّ محلهـا * * * لتُـرى صِغاراً وهـي غيـرُ صغـارِ ولـدُ المعـزَّى بعضه فـإذا انقضى * * * بعضُ الفتـى فالكـل فـي الآثـار أبكيه ثـم أقـولُ معتـذراً لـه * * * وفِّقـتَ حيـن تركـتَ أَلأَمَ دار جاورتُ أعـدائـي وجـاور ربـَّه * * * شتـانَ بيـن جِـواره وجِـواري أشكو بعـادَك لـي وأنت بموضع * * * لـولا الـردى لسمعتَ فيه سِراري والشرْقُ نحـو الغـرْب أقربُ شقة * * * مـن بعـد تلك الخمسـة الأشبار هيهات قـد علقتْك أشراكُ الـرَّدى * * * واعتاق عمْـرَك عـائـقُ الأعمار ولقـد جـريتَ كما جـريتُ لغايةٍ * * * فبلغتَهـا وأبـوك فـي المضمـار فإذا نطقـتُ فأنـت أولُ منطقـي * * * وإذا سكـتُّ فأنت فـي إضمـاري أُخفي من البـُرَحاء ناراً مثْـلَ ما * * * يخفـي مـن النار الـزِّناد الـواري وأُخفّضُ الـزفـرات وهي صواعدٌ * * * وأكفكـف العبـَرات وهي جـوار وشهـاب زند الحـزن إنْ طاوعتُـه * * * أورى وإن عـاصيتُـه متـواري وأكـفُّ نيـرانَ الأسـى ولربـَّمـا * * * غلـبَ التصبُّـرُ فـارتَـمتْ بشَـرَارِ ثوبُ الـرياء يشِفُّ عمـا تحتـه * * * وإذا التحفْـتَ بـه فـإنَّـك عـارِ قصـرتْ جفـوني أم تباعد بينهـا * * * أم صُـوِّرت عينـي بـلا أشفـارِ جلت الكَـرى حتى كـأنَّ غـرارها * * * عند اغتماض العيـن حـد غـرارِ ولو استـزارتْ رقـدةً لرمى بهـا * * * مـا بيـن أجفـانـي إلى التيَّـارِ أُحيـي الليالـي التمَّ وهي تميتنـي * * * ويـميتُـهــن تبـلَّـجُ الأنـوارِ حتى رأيتُ الصـبحَ تهتـك كفُّـه * * * بالضـوء رفـرَفَ خيمـةٍ كالقـارِ والصبحُ قد غمـر النجـومَ كأنَّـه * * * سيـل طغـى فطَمـا على الـنُّـوَّارِ وتلهُّـبُ الأحشاء شيَّـبَ مفْرقـي * * * هـذا الضياء شُـواظ تلـك النـارِ شاب القـذال وكل غصن صائـر * * * فينـانُـه أحْـوى إلـى الإزهـارِ والشِّبْه منجـذبٌ فلِمْ بيضُ الدمى * * * عـن بيض مفـرْقـةٍ ذوات نَفـارِ وتود لـو جعلتْ سـوادَ قلوبهـا * * * وسـوادَ أعينهـا خضـابَ عـذارِ لاتنفـر الظبْياتُ عنـه فقـد رأتْ * * * كيف اختـلاف النَّبتِ فـي الأطـوارِ شيئـان ينقشِعـان أولَ وهْلـةٍ * * * شرْخُ الشباب , وخلَّـةُ الأشـرارِ لا حبذا الشيـب الوفـي وحبـذا * * * ظـلُّ الشبـاب الخائـن الغـدارِ وطَـري من الدنيا الشبابُ وروقُه * * * فإذا انقضـى فقـد انقضتْ أوطاري قصُـرتْ مسافتُه ومـا حسناتُـه * * * عـنـدي ولا آلاؤه بـقِـصـارِ نـزداد هماً كلما ازددنـا غنـىً * * * والفقـرُ كلُّ الفقـر فـي الإكثـارِ مـا زاد فـوق الزاد خُلِّف ضائعـاً * * * فـي حـادثٍ أو وارثٍ أو عـارِ إنـي لأرحمُ حاسِـديَّ لحـرِّ مـا * * * ضمَّـتْ صـدورُهم مـن الأوغـارِ نظـروا صنيعَ اللهِ بـي فعيـونُهـم * * * فـي جنَّـة وقلـوبُهـم فـي نـارِ لا ذنبَ لـي كم رُمتُ كتْمَ فضائـلي * * * فكـأنمـا مـرقــاةُ وجْــهٍ آرِ وستـرتُها بتـواضعـي فتطلَّعـتْ * * * أعنـاقُهـا تعلـو علـى الأستـارِ ومـن الرجـال معالِـمٌ ومجاهـلٌ * * * ومن النجـوم غـوامـضٌ ودراري والناس مشتبهـون فـي إيرادهـم * * * وتبـاين الأقـوام فـي الإصـدارِ عَمْـري لقـد أوطأتهم طرُقَ العـلا * * * فعمَـوا ولم يقِفـوا علـى آثـاري لو أبصـروا بقلـوبهم لاستبصروا * * * وعمى البصائـرِ مِـن عمَـى الأبصارِ هلا سعَوا سعْيَ الكرام فأدْركـوا * * * أو سلَّمـوا لمـواقــع الأقْــدارِ ذهبَ التكرُّم والوفـاءُ من الورى * * * وتصـرَّمـا إلا مـن الأشـعــار وفشـتْ خياناتُ الثقات وغيـرِهم * * * حتـى اتّهمنـا رؤيـةَ الأَبصـار ولـربما اعتَضَـدَ الحليـمُ بجاهـلٍ * * * لا خيـرَ فـي يُمنـى بغيـر يسـارِ
الموضوع الأصلي :
مرثيـة أبي الحسن التُّهامي في ابنه
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 06-08-2009 الساعة 09:44 PM. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.