|
كاتب الموضوع | عبد الحق آل أحمد | مشاركات | 14 | المشاهدات | 12015 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
طلب : أرجو أن تسعفني أبا عبد الله بالكتاب الذي قدم له الشيخ مبارك الميلي
الأخ الفاضل: بلال؛ ربّ ناقل خير من مؤصل! والدال على الخير مثل فاعله، وليتك تسعفني بكتاب :الذي قدم له الشيخ مبارك الميلي رحمه الله، وجزاكم الله خيرا..
الموضوع الأصلي :
طلب : أرجو أن تسعفني أبا عبد الله بالكتاب الذي قدم له الشيخ مبارك الميلي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
عبد الحق آل أحمد
|
#2
|
|||
|
|||
اقتباس:
أحسن الله إليك أخي عبد الحق ... لقد بحثت كثيرا عسى أظفر لك على رابط قد يفيدك وكللت جهودي بالفشل ؛ وأما أنا فلي نسختي الخاصة والتي سبق لي أن صورتها من مكتبة الأمير عبد القادر بقسنطينة منذ مدة بعد أن كنت أطالعه ( أي الكتاب) هناك ؛ .... وأعدك إن تيسر لي تصويره أو الظفر بنسخة منه سأزفه إليك كأحسن عروس إن شاء الله .... وحتى لا يكون مروري دون فائدة هاك ترجمتين وقفت عليهما لأديبنا نويوات أنقلهما عن بعض المتصفحات مع تغيير طفيف لمحتواهما على ما يوافق منهجنا السلفي : في 17 فبراير 1999 أفضى الشيخ موسى الأحمدي نويوات إلى جوار ربه بعد عمر حافل بالعطاء، معلما للعربية وناشرا لكنوزها في بلد تكالبت عليه المحن أيام الإستعمار البغيض من 1830 إلى 1962 وأيام الاستقلال المنقوص يوم هبت شرذمة من بني جلدتنا محسوبة علينا لسانها ألكن وعقلها معتوه وضميرها آسن تحط من قدر العربية وتنظر إليها بعين الريبة وتعتبرها آية التخلف وسمة الرجعية. أما معرفتي بالشيخ فترجع إلى أيام الدراسة الجامعية وكنت حينها طالبا بكلية الآداب سعيت إليه رفقة والدي في منزله وكان ذلك عام 1986 كان الشيخ وقد ناهز حينها الثمانين بشوشا ودودا مرحا على الرغم من مرضه وسأل والدي عني وعن دراستي فعرف أني طالب بكلية الآداب وناقشني في مسائل أدبية وانتهزت الفرصة فسألته عن شعر التفعيلة هذا الشعر الذي يكتبه نزار قباني وأحمد عبد المعطي حجازي والملائكة وغيرهم فأبدى الشيخ نفوره منه وعرفت أنه من المحافظين يؤمن بالشعر العمودي الكلاسيكي كما أبدعه أصحاب المعلقات والمتنبي والمعري وشوقي وحافظ وهكذا نظمه هو. ومن ذلك اليوم توثقت الصلة بيني وبين الشيخ أسعى إليه بدون موعد وأزوره في الأعياد أناقشه ويناقشني ويسمح لي بالإطلاع على مكتبته الضخمة وفيها من أمهات كتب الأدب القديم الكثير كالأمالي وأدب الكاتب وصبح الأعشى والأغاني وشرح مقامات الهمذاني وغيرها. وازدادت العلاقة بيننا توطدا حتى صار الشيخ يهتف إلي طالبا حضوري لتصحيح كتاب صدر حديثا له كثرت فيه الأخطاء المطبعية وكان والدي وهو أستاذ اللغة العربية وشاعر مطبوع- يزوره معي ونقرأ سويا بعض نصوص الكتاب ونصحح الخطأ الذي وقع فيه الناشر في جو حميم وعلى الرغم مما شاع عن حرص الشيخ فلربما كان كسهل بن هارون مع الغير ولكنه معنا كان كمعن بن زائدة يدعونا إلى ارتشاف فناجين القهوة أو إلى العشاء ونادرا ما يفعل ذلك مع غيرنا. فالشيخ موسى الأحمدي نويوات أديب متمكن من اللغة العربية مهره السهاد فأسلمت له القياد وعالم متمكن في الفرائض وله في هذا العلم كتاب وهو من رجال الجزائر الأفذاذ كعبد الحميد بن باديس والطيب العقبي والعربي التبسي ومحمد البشير الإبراهيمي هذا الجيل الذي أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للدفاع عن عروبة الجزائر وإسلامها وكان شعارها قول ابن باديس: ” الجزائر وطننا والعربية لغتنا والإسلام ديننا ” وعلى ضوء هذا الشعار وهديه عملت الجمعية فعلمت العربية الصافية المشارب للناشئة وحفظتهم القرآن الكريم لأنه ثقاف ألسنتهم وفتحت الكتاتيب والمدارس وكونت معلمي اللغة العربية ليضطلعوا بمهمة التدريس لناشئه الغد ميلاده: ولد الشيخ موسى بن محمد الملياني المعروف بموسى الأحمدي نويوات حوالي عام 1320 هجرية الموافق لـ 1903 ميلادية بناحية المسيلة (ولاية تقع شرق الجزائر) قرأ القرآن الكريم بجامع عقبة بن نافع وأتم حفظه، ثم انتقل إلى قسنطينة وانخرط في سلك الإمام عبد الحميد بن باديس ودرس بالجامع الأخضر حيث كان يدرس ابن باديس عامين 1926 و 1927 ثم التحق بجامعة الزيتونة ومكث بها أربع سنوات حيث تبحر في علوم اللغة نحوها وصرفها عروضها وبلاغتها وتذوق الشعر القديم كما نظمه أساطينه ، واستجاد النثر الفني في عصره الزاهر، كما تبحر في علوم الدين من فقه وأصول فقه وتوحيد وتفسير وعلم الفرائض . وقد وصفه صديقه الصديق سعدي بأنه “كان حرا غير مقيد يتخير أستاذه الذي يراه كفؤا والمؤلف الذي يقع من قلبه موقع القبول” وهي لعمري سمة من سمات أهل النباهة والفطنة ولقد تخرج الشيخ من الزيتونة عام 1930 وفي هذه الجامعة كان شاعرنا الأثير وبلبل العربية الصداح وصرخة الحرية وآهة الألم الشاعر المفلق أبو القاسم الشابي يدرس وتخرج في نفس العشرية لولا أن عصفت به ريح المنون في ميعة العمر ونضارة الشباب لأمتعنا بشعر مستل من أعماق الروح متسربل بسربال الوجدان الحي الشاعر على الرغم من ديوانه “أغاني الحياة”. والشيخ موسى الأحمدي نويوات يرى أن لوطنه عليه حقا فلم يهاجر كشرذمة ممن فضلوا الخلاص الفردي على الخلاص الجمعي يكدحون في الأرض طلبا للقوت متناسين قضية وطنهم الواقع في براثن الإستعمار المتخبط في دياجير الجهالة والعماء ، ولكنه آب إلى الوطن معلما وهاديا ومكافحا إلى جانب قادة الإصلاح والنهضة فعلم في السنوات الأولى بقلعة بني حماد (ناحية المسيلة) وعلى يده تخرج قتيلا الاستدمار الشاعر عبد الكريم العقون والأديب عيسى معتوقي. ثم أمره رائد النهضة الجزائرية وزعيم الإصلاح في الجزائر بالتوجه إلى برج بوعريريج (شرق الجزائر) للتدريس بمدرسة التهذيب دفاعا عن العربية ومحاربة لسياسة الفرنسة. وأشار عليه بعدها الشيخ محمد البشير الإبراهيمي بالتوجه إلى قلعة بني عباس– بين بجاية وبرج بوعريريج – وكانت من أعظم قلاع النهضة والإصلاح تعلم العربية الصافية المشارب وتدرس الدين القويم . وأخيرا حط الشيخ عصا الترحال بمدينة برج بوعريريج مدرسا بمدرسة التهذيب ومديرا لها إلى أن أحيل على المعاش . عمله بالصحافة : عمل الشيخ موسى الأحمدي بالصحافة يوم كانت فرنسا تحضر العربية وتغرم من يعلمها وتسجنه وتحضر الصحف العربية، فنشر إنتاجه الشعري- الفصيح والعامي- ومقالاته في مجلة “الشهاب ” التي أسستها جمعية العلماء المسلمين، ثم في مجلة ” البصائر” التي أسسها فقيد العروبة والإسلام محمد البشير الإبراهيمي، ثم في جريدة ” الشعلة” بقسنطينة وكانت حربا على الفساد والإستكانة والكسل والخمول وصرخة في وجه الظلم والطغيان الفرنسي، وفي هذه الجريدة كان يكتب الأديب الشهيد أحمد رضا حوحو أول قصصي جزائري بالعربية ومن مجموعاته القصصية ” غادة أم القرى” و” صاحبة الوحي “. قال في الشيخ موسى الأحمدي نويوات الشيخ الراحل أحمد حماني رئيس المجلس الإسلامي الأعلى : “موسى الأحمدي من ألمع شخصياتنا الأدبية وأوسعهم اطلاعا وأمتنهم ثقافة وأكثرهم نشاطا وأوفرهم تحصيلا وأجرئهم على الإنتاج”. كما قال فيه مبارك الميلي- طيب الله ثراه – ” موسى الأحمدي ممن جمع بين المواهب الفطرية والمعارف الكسبية له وثبات في ميدان صالح الأعمال ولم يضعف إيمانه أمام العراقيل وكان مثالا صالحا وقدوة حسنة وحجة ناهضة للمتفائلين”. ولقد تنبهت الدولة الجزائرية لقدر هذا الشيخ الجليل تلميذ ابن باديس وزميل الإبراهيمي رائد الإصلاح ومعلم العربية الصافية المناهل في بلد عاث فيه المستعمر كما عاث فيه أذنابه فسادا ولله در الجواهري حين يقول: ولقد رأى المستعمرون منا فرائسا وألفــوا كلــب صيـد ســائبـــــــــــــا فتعهدوه فــــراح طــــوع بـنـانـهـم يبرون أنيابالــه ومــخــالبـــــــــــــا مستأجريــن يـخـربـون ديــارهــــم ويكافأون على الخراب رواتبا ! فكرمه الرئيس الشاذلي بن جديد رئيس الجمهورية عام 1987 بوسام وشهادة عرفانا بجهوده وفضله في إلحاق الجزائر بركاب لغة القرآن بإصلاح لسانها والعودة بها إلى لغة عدنان وإلى آداب لغة عدنان. مؤلفاته: لم يكن الشيخ موسى الأحمدي كثير التأليف ولعل شغله بإعداد الرجال شغله عن إعداد الكتب. نظم الشعر الفصيح على النسق العمودي كما نظم الشعر العامي وهو فيه شاعر مفلق وأصدر كتابا في علم الفرائض ومعجما للأفعال المتعدية بحرف (طبعة دار العلم للملايين). أما كتابه الموسوم ” المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي ” فهو درة في هذا الباب ومرجع للطلاب في المشرق والمغرب نسقه أحسن تنسيق وبسط فيه علم العروض أحسن تبسيط وأخرجه آية في الكمال والإتقان فاستفاد منه ومازال يستفيد الأساتذة والطلاب في المشرق والمغرب ولا تخلو جامعة عربية من الرباط إلى المنامة من هذا الكتاب الذي بذ به الأقران وشهد له بذلك الحدثان. من شعره : حينما رزقني الله بمولودة عام 1997 سميتها نور الهدى نظم فيها شاعرنا قصيدة منها هذه الأبيات : نور الهدى يافتــــاتـــي ياشدن ظبــي الفــــلاة يا أجمـــــل الفــتـيـــات عشت وعاش أبـــــوك فأنت أبــهـــــى فتــــاة بنت الحماة الكمــــــــاة جمعت عز الصفـــات ذات القـوام البـــديــــع يامن كرمت نجـــــارا أشعلت في القلب نارا منها أخو العلم صـارا لا ينظـرن لســــــواك نور الهدى أنـت ورد في الروض فاح شذاه وهي قصيدة طويلة ذيلها بإهداء وكتبها بيده الكريمة ووضعها في إطار بهي فجزاه الله أحسن الجزاء . |
#3
|
|||
|
|||
طلب
وكما أنبه أن النسخة التي بحوزتي من الكتاب طبعت إبان الاستقلال الجزائري ؛ فهي طبعة قديمة عليها تقريض العلامة المبارك الميلي ....
وهذه ترجمة أخرى للعلامة نويوات عليه رحمة الله : موسى الأحمدي نويوات ، من العلماء الأفذاذ للجزائر ، شهرته بلغت الأزهر الشريف ، و كتابه الموسوم " المتوسط الكافي في علمي العروض و القوافي " قد صرّح بتدريسه هناك ، فبلإضافة إلى اشتغاله بالعروض كان أديبا و مصلحا شاعرا ، و هو من منطقة لا تخلو من الأدباء و الشعراء ، منطقة الحضنة أو المسيلة ، فمن أجداده الكبار " المقــرّي " صاحب الكتاب المشهور " نفح الطيب " ، و كذلك " ابن رشيق القيرواني " صاحب كتاب " العمدة " ، أما الآن فإليكم تفصيلا لحياته ، و تعدادا لمناقبه و بعض كتبه ، فجزاه الله عنّا خير الجزاء ، و نسأل الله له المغفرة نسبه، ولادته : هو موسى بن محمد بن الملياني بن النوي بن عبد الله بن عمر بن أحمد الأحمدي بن محمد بن سعيد بن حمادة بن ابراهيم بن عيسى بن يحي بن لخضر .ولد في 15 يناير من سنة 1900م وذلك بمنطقة أولاد عدي لقبالة بضواحي المسيلة، ويذكر الشيخ : أنه ولد بعد ست سنوات من يوم أن قطعت والدته الولادة، وقبل ولادته حدثت لأمه قصة يرويها فيقول : "إن امرأتين من أولاد سيدي حملة تجولان الأحياء ولما جاءتا إلى منزل الوالدة قالتا لها : قدِّمي للحمارتين التبن و الشعير رزقك الله بولد، فضحكت الوالدة، فقالتا لها: ممَّ تضحكين ؟ فقالت: يا ضيفتي العزيزتين إني عجوز توقفت عن الولادة منذ ست سنوات. فقالت لها المرأتان: نسأل الله الوهاب الرزاق أن يرزقك ولدا ويجيئك عالما أو ظالما. فكنت أنا المرزوق..! ". فهو أصغر إخوته الأحد عشر، ولدوا كلهم في القرن التاسع عشر . 2 - نشأته وتعليمه : لم تُرِد الأقدار أن ينشأ هذا الطفل كإخوته راعي إبل أو شاة، أو فالحا لقطعة أرض قليل عطاؤها ..بل شاءت الأقدار أن تنتقل الأسرة التي كانت تسكن الخيام وتتتبع مواقع الغيث ومنابت الكلأ إلى موضع يسمى ( السعدة ) بالقرب من "مدينة عقبة"، وهناك يتعلم الطفل القراءة و الكتابة، ويتابع حفظ القرآن بجامع عقبة بن نافع ـ رضي الله عنه. وبعد وقت ليس بكثير غادرت أسرته سيدي عقبة، وتُرك الطفل الذي نذره والده للعلم عند رجل محسن يسمى بـ "العلمي" تكفَّل بإيوائه، والقيام بتعليمه على نفقته . وما أن أصبح الصبي يفرق بين الحروف، ويصوغ الجُمل طاوعته نفسه أن يكتب إلى أهله رسالة خربش حروفها، ورصف كلماتها كيفما اتفق ..وأرسلها إلى أهله. يقول الشيخ :"ولما وصلت إلى والدي ركب فرسا وراح يجوب القرية يبحث عمن يقرأ له تلك الرسالة، فلم يفهم أي قارئ ما كتبت فيها ..وعاد والدي إلى المنزل مسرورا وقال لوالدتي: إن ابننا صار طالبا ممتازا، لقد عجز " الطُلْبَة " أن يفهموا ما كتب لأنهم دونه في الفهم!!". وهذه الحادثة تركت في نفس الطفل أثرا بالغا شجعه على مواصلة الكتابة التي بقي مواضبا عليها إلى آخر أيام من حياته . مكث التلميذ في سيدي عقبة سنتين ثم عاد إلى الحضنة فمكث بها مدة ثم ذهب إلى برج الغدير " ليتم حفظ القرآن، ويتابع دراسة الفقه و التوحيد و النحو على يد الشيخ محمد أرزقي بزاوية الحاج السعيد بن الأطرش. إنقطع الأحمدي عن الدراسة ونُقل قسرًا كما نُقل آلاف الجزائريين إلى جبهات القتال مع الجيش الفرنسي على أرض الألزاس و اللورين في ألمانيا، ومن جبال الألزاس و اللورين عاد الأحمدي إلى بلده ليعاوده شوقه إلى طلب العلم، وحنينه إلى القلم والكتاب . فانتقل إلى مدينة قسنطينة وكانت يومئذ منارة للعلم ومهجرًا لطلابه، ليتربع في درس رائد النهضة الجزائرية الإمام عبد الحميد بن باديس ـ رحمه الله ـ فتابع دروسه بالجامع الأخضر، وسيدي قموش .مدة سنتين (1345هــ1347هـ،1926م ـ 1928م ) في ظروف قاسية، وشظف من العيش، ويروي بعض ما حدث له فيها فيقول:" نفذ مرة ما عندي من الدراهم فبدا لي أن أعود إلى المنزل، فاستشرت الشيخ بن باديس في ذلك، فقال لي لماذا ؟ قلت : نفد ما لدي من المصروف، فاستدعى طالبا من ناحية باتنة يسمى"الشريف " وكان مكلَّفا بالإشراف على الطلبة وقال له : الخبزة الباقية من (24)خبزة أعطها لهذا الطالب، وقال ! لي المشرف كُلْها مختفيا وحذار أن يسمع طالب من الطلبة أننا أعطيناك خبزة، وكان عدد الطلبة الفقراء الذين حظوا بهذه الخبزة (23) طالبا وأنا تمام الأربعة و العشرين، وكنا نذهب إلى المخبزة وكان لا يعرف منا الواحد الآخر، وأطلعت زميلي أحمد بن مخلوف على ما حظيت به، وكنت أشركه معي في جزء من الخبزة، وبدأت حالتي الصحية تتحسن، وظهرت النضارة على وجهي، وراح بعض الطلبة يسأل عن سبب هذا التبدل المفاجئ ولم يهتدوا إلى ما أخفيته عنهم !". 3 - رحلته إلى الزيتونة : لما رأى الشيخ عبد الحميد بن باديس من ألمعية الطالب الأحمدي وذكائه الوقاد وبديهته الحاضرة، وذاكرته المُسْعِفة ما يجعله قمينا بمواصلة الدّرس، ومتابعة التحصيل وجَّهه إلى تونس للدراسة في جامع الزيتونة، وزوَّده بكتاب إلى صديقه الشيخ "معاوية التميمي" فلقيه بالبِشر و الحفاوة، ورعاه في دراسته ،وأشرف عليه إشرافا علميا وأدبيا . قضى الأحمدي في الزيتونة أربع سنوات ..وكان معه حينذاك من الطلبة الجزائريين: الصديق سعدي، وصالح بن عتيق، ورمضان حمود، وفرحات بن الدرَّاجي، ومصطفى بن حلوش، وبلقاسم الزغداني، ومحمد الطاهر الجيجلي، وأحمد بن مخلوف البركاتي ،ومحمد الحاج السحمدي، والطاهر بن زقوط وغيرهم كثير . ولكن طالبنا الأحمدي وجد في تونس كل يوم رغيفا كان يقتسمه مع رفيق له فقنع بما قسم الله له، وشكره على نعمائه. 4 - شيوخه: تحلّق الأحمدي على أشهر مشايخ الزيتونة العامر أمثال :الشيخ الحاج أحمد العياري، والشيخ الزغواني، و الشيخ المختار بن محمود، و الشيخ محمد اللقاني الجائري، والشيخ عثمان بن الخوجة، و الشيخ الطيب سيالة، و الشيخ عثمان الكعاك، و الشيخ عثمان بن المكي التوزري 5 - العودة إلى الجزائر : عاد الأحمدي من تونس سنة 1348هـ، 1930م بعدما تخرَّج بشهادة " التطويع العالمية " وهي نهاية المطاف للدراسة في جامع الزيتونة، وكان حاملوا هذه الشهادة في ذلك الوقت المبكر آحادا، يستقبلون في أوبتهم إلى الجزائر استقبال الفاتحين، فالجزائر لم تكن تتوسم مخرجا من مأساتها إلا في ملامح العائدين من ديار العلم يتأبطون من الأسلحة الفكرية ما لا قدرة للجزائر على صنعه، ويفتحون في وجه آمالها العريضة آفاقا أرحب . عاد خريج الزيتونة وقد حصل من العلوم الشرعية من أصول وفقه وتوحيد وتفسير، كما درس النحو ومبادئ المنطق وعلوم البلاغة و السيرة النبيوية .. وقد أجيز الأحمدي من شيخه عثمان بن المكي التوزري جريا على عادة ذاك الزمن في إعطاء إجازات التأهل و التحصيل . ولكن عودة الأحمدي إلى وطنه كانت عودة اضطرار، فقد شاءت الأقدار أن يتوفى والده وهو أحوج ما يكون إليه، فانقطعت عنه كل إعانة مادية، ولقي من العنت الشديد ما جعله يرجع قافلا إلى بلده، وكله حسرة على عدم مواصلته الدرس والتحصيل في الزيتونة . ومن المنطقة التي انطلق منها لأول مرة كانت البداية، وفي أذنه وصية الشيخ عبد الحميد بن باديس:" حَصِّل ما استطعت من العلم، وتعمق فيه فإنه تراث الإنسانية، ولا تغرنَّك الشهادات والدرجات فتلك من اهتمامات الوظيفة، ولا مطمع لك فيها، أما ربك وشعبك فإنهما ينظران إلى أعمالك وإنتاجك"، وتلا عليه قوله تعالى :{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} أما العمل فكان ميدانه مثلث :(البرج ـ المسيلة ـ سطيف ) ،6 - في ميدان التربية والتعليم : راح الأحمدي بين عامي ( 1348هـ ـ 1930م، 1355هـ، 1937م ) يلقي خطب الوعظ والإرشاد في المساجد بالقرى المجاورة لقلعة بني حماد، ولبرج الغدير، وسرت أنباؤه مسرى النور في الظلام ..فانهال عليه طلاب العلم من كل حدب وصوب، من السهول والجبال و القرى والمداشر يرتوون من نبعه الثَّر، ويعبون من معينه الذي لا ينضب . فدرَّس للطلاب الناشئة: الفقه و الحساب و الفرائض و النحو ..وكان الناس في ذلك العهد لا يقبلون تدريس الفقه إلا بمختصر خليل و بشراحه المعروفين بالمغرب العربي، وفي سنة 1937م طلب الشيخ عبدالحميد بن باديس من الأحمدي أن ينتقل إلى مدينة برج بوعريرج ليعلم بمدرسة التهذيب، ولهذا الطلب مغزاه لأن المدرسة لم تكن تحت إشراف جمعية العلماء، فغادر الأحمدي الريف وحياة العزلة العلمية لينتقل إلى المدينة حيث جمهور المستمعين أوسع، ووسائل المعرفة أكثر، ووسائل الإتصال أوفر . وهكذا سمح هذا التنقل لأديبنا الأحمدي أن تتنوع اهتماماته وتتغير عنده مناهج التدريس وطرقه وأدواته ،فاشتغل بمدرسة التهذيب إلى سنة 1361هـ ـ 1941م بتدريس مبادئ اللغة العربية تعليما عصريا أو شبه عصري، وكوَّن بها مكتبة تربو على الخمسة آلاف مجلد في مختلف الفنون، وكان لأمهات الكتب الحظ الأوفر منها، ولما تقاعد نقلت هذه المكتبة الثمينة إلى مدرسة المعلمين بمدينة سطيف 10 ـ خاتمة المطاف : سارت الأيام مسرعة بالشيخ الأحمدي فإذا حياته منتهية كما كانت منذ بدأت، حياة نضال وكفاح، وعلم وتعليم.. بقي إلى آخر يوم من عمره يُدرِّس للطلاب في حلقة علمية ببيته :علم الفرائض، والنحو، و العروض..كما كان يعنى بالأندية و الملتقيات العلمية التي يُدعى إليها .. لم يُنصَف الشيخ الأحمدي في عمله الرسمي على الرغم من دأبه وعطائه، ولكن على إثر إحالته على التقاعد كرّمه في حياته تلاميذه وأصدقاؤه ومحبوه في مناسبات عديدة، وكان آخرها تكريمه في الملتقى الوطني لاتحاد الكتاب الجزائريين بمدينة (سطيف ). ظلّ الأحمدي طيلة العقدين الأخيرين من حياته ملازما بيته الجميل بحي 12هكتار بمدينة البرج، يقضي يومه كله مطالعًا لكتاب، أو ناظما لقصيدة، أو كاتبا لرسالة، أو مجيبا عن فتوى، بوصفه رئيسا للمجلس العلمي لنظارة الشؤون الدينية بالولاية. ومتصلا عبر الهاتف متابعا لطبع كتاب، فقد قعدت به موارده المالية عن طبع كتبه على نفقته الخاصة .فلم يكن للشيخ الأحمدي غير راتب وظيفته موردًا يسترزق منه، ويكفل به مطالب العيش الرتيب. . وظلَّ على هذه الحال إلى أن أصيب بمرض أقعده الفراش مدة شهر ونصف نقل على إثره إلى المستشفى المركزي لمدينة البرج، وبه فاضت روحه إلى بارئها عشية يوم الأربعاء 17فيفري 1999م،وله من العمر قرن وسبعة عشر يوما . وفقد الأدب بفقده أديبا من ألمع أدباء الطليعة في هذا البلد، له جهاده الطويل، وأسلوبه الجميل، وشعره الرقيق، وأثره الباقي. فرحم الله الأحمدي، وجزاه على ما قدّم أحسن الجزاء، وعزَّى عنه أهل الأدب والدين خير العزاء . 2- آثاره: 1 ـ كتاب (المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي) : وترجم الأحمدي في " المتوسط الكافي " لـ ( 214) شاعرا زيادة على ما اشتمل عليه الكتاب من طرائف وملح، وفيه تمارين يطلب من الطالب الإجابة عنها، وفيه ثلاثة فهارس للمحتوى، وفهرس للمصادر، وفهرس للأعلام . ولأهمية الكتاب ومعرفة نفعه قررت وزارة التربية تدريسه للثانويات المعربة في أفريل سنة 1968م، ووضع كمقرر أيضا بمعاهد الأزهر الشريف، والمعاهد الدينية في بلاد الشام. 2 ـ كتاب (المحادثة العربية للمدارس الجزائرية) : 3 ـ كتاب ( شرح الأسئلة الرمضانية ) 4 ـ معجم الأفعال المتعدية بحرف 5 ـ كتاب (كشف النقاب عن تمارين اللباب ) 6 ـ كتاب ( طرائف وملح) 7 ـ كتاب الألغاز (مخطوط) 8 ـ الشعر عند الأحمدي : نظم الأديب الأحمدي أغلب شعره في ديوانيه المخطوطين:ديوان " وطنيات" وديوان "الشعر الملحون". ( انتهى النقل ) فاللهم ارحم هذا العالم العامل آمين آمين آمين انظر أخي كيف جاهد هؤلاء الأفذاذ فالجوع والعري والاضطهاد في سبيل العلم لنصرة الدين ... |
#4
|
|||
|
|||
لا يسعني إلا أن أشكرك على ما تفضلت به من نقل وترجمة وإفادة، وأسأل الله تعالى أن يجعلك مباركا أينما كنت...آمين..
ولي استفسار وهو: هل مكتبة جامعة الأمير عبد القادر يقسنطينة يمكن لغير المنخرطين فيها أن يستعيروا الكتب ويصورها أم هي خاصة بطلابها فقط؟ وحبذا لو ترفقون فهرس لما تحويه مكتبتها من كتب نادرة وقيمة ومراجع مهمة..وبارك الله فيكم وسدد خطاكم.. |
#5
|
|||
|
|||
اقتباس:
على دعائك أقول :
آمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــين لنا ولكل الإخوة المحبين في الله وحده وأما طلبك فأقول: سأعمل إن شاء الله على تحصيل نسخة لك من فهرسة مكتبة الأمير عبد القادر .... دمت موفقا أخي الكريم وزادك الله علما وحرصا ... |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم ونفع بكم وغفر ذنوبكم...
حبذا أخي الكريم الإفادة حول الاستفسار...وجزاكم الله خيرا. |
#7
|
|||
|
|||
أخي عبد الحق ؛ هم لا يسمحون لغير المنتسبين إلى الجامعة استعارة الكتب ؛ ولكن توجد بطاقة الزائر ؛ وفيها بعض العراقيل ....
أخي آل أحمد تعال إلى الأمير فقط وسأحاول التوسط لك للدخول إليها وتصوير بعض كتبها ... ولكن فقط أرسل إلي رقم هاتفك على الخاص ؛ .... |
#8
|
|||
|
|||
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا!!
ابتداء لا يسعني إلا أن أشكرك أخي الكريم على كرمك ونبل أخلاقك فيما تسديه لإخوانك من خير.. وأقسم بالله غير حانث أنني وجدت اليوم الإثنين بتاريخ:7/2/2011 إفرنجي! -بالذات- بإحدى المكتبات البلدية أثناء رحلة!، أقول: وجدت في مكتبة بلدية على صغر حجمها وفقرها العلمي! عثرت على مجموعة الشيخ النويوات الذي ذكرت ، ولطالما مر معي هذا الإسم في جرائد الشهاب والبصائر للجمعية لكن لم يلفت انتباهي لمكانته بينهم سوى أنت أخي الكريم، وخاصة ما قلت أن كتابه في العروض قد قدمه الشيخ مبارك الميلي، وقد طبعت دار البصائر الجزائرية بحسين داي مجموعة من آثاره بحلة فاخرة اسرد لك منها: -(الألغاز والمعميَّات). -(شرح الأسئلة الرمضانية) وهو كتاب مفيد طريف في اسئلته منوع، تصفحته فأعجبني وسأقرأ فيه إن شاء الله تعالى. -(معجم الأفعال المتعدية بحرف) وقد استغربت من هذا التأليف أن صاحبه جزائري؟! ومن لم يعرف الرجل ظنه لأحد المشارقة؟! -(المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي) وهو كتابنا الذي ذكرت أخي الفاضل، يقع في مجلد ضخم عدد صفحاته 428 دون الفهارس، وهي طبعة خاصة بدعم وزارة الثقافة الجزائرية! قرظه الشيخ العلامة مبارك الميلي رحمه الله والشيخ أحمد سحنون رحمه الله وغيره، ولعلي سأنقل لك المقدمة كاملة للشيخ مبارك الميلي رحمه الله ففيها تحفيز لبني جلدتي وغيرهم على تعلم هذا العلم والاحتفاء بمثل هؤلاء ممن لا يعلمهم الكثير من الإخوة وطلبة العلم بالمشرق بله المغرب!، كيف وقد غاب معرفته عن جزائري لولا أن يسر الله أخي " بلالا" حفظه الله، وهي فوائد كنتَ سببا فيها بارك الله فيك، لعلي أرد لك بعضها بذكر مقدمة الشيخ مبارك للكتاب، ثم فيما يستقبل من الزمن إن سنحت الفرصة ووفق الله تعالى أنقل للإخوة الفضلاء شيئا من الفوائد بداء بتعريف حول هذا الرجل الأديب الأريب الأستاذ موسى الأحمدي نويوات الملياني رحمه الله سأنقلها من كتاب (الأديب موسى الأحمدي نويوات: حياته وآثاره) تأليف/ نجيب بن خيرة-أستاذ قسم التاريخ--كلية الآداب-جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة.الجزائر. أسأل الله الإعانة وبارك الله فيكم أخي الكريم.. |
#9
|
|||
|
|||
أخي عبد الحق لو تتكرم فتصور الكتاب
أو تعطيه لمن يحسن تصويره رفع الله قدرك أعني بالكتاب كتاب : (المتوسط الكافي في علمي العروض والقوافي) |
#10
|
|||
|
|||
اقتباس:
أخي الكريم الفاضل/ " العكرمي" ؛ الكتاب كبير الحجم أكثر من400 صفحة ؛ وتصويره لا يسمح الوقت بذلك ، والظروف الآنية تعيقني عن مثل هذا العمل وإعطاؤه لأخ ليصوره؛ لكن لو يسر الله تعالى لي جهاز المصور الضوئي فسأصوره بنفسي إن شاء الله مع غيره من الكتب وأنزلها أنزلها هنا وفي غيرها من المواقع، والنية منعقدة في تصوير مجموعة من الكتب والمقالات الهامة ، وبخاصة المتعلقة بتراث الجزائر حفظها الله وسائر بلاد المسلمين؛ لكن القضية قضية وقت! أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع ويسدد خطاهم.. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.