|
كاتب الموضوع | ابنة السّلف | مشاركات | 1 | المشاهدات | 3905 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
قالوا في السفر والغربة
بسم الله الرّحمن الرّحيم من معين كتاب "بهجة المجالس وأنس المجالس"؛ لابن عبد البرّ ـ رحمه الله ـ اخترتُ هذه الأبيات الّتي بثّ فيها أصحابها أنفاس مشاعرهم حول السفر والغربة؛ كلّ حسب رؤيته، وفي كلّ عبرة وعظة؛ ربّما لا يدركها إلا من عانى ما عانوا.... فهيّا إليها. قال زهير بن أبي سلمى: ومن يغترب يحسب عدوًّا صديقَهُ ...... ومن لا يكرِّمْ نفسَهُ لا يكرَّم وقال الأعشى: ومن يغترب عن قومه لا يزل يرى ...... مصارع مظلومٍ مجرًّا ومسحبا وتدفن منه الصَّالحات وإن يسئ ..... يكن ما أساء النَّار في رأس كبكبا وقال آخر: إنَّ الغريب بأرضٍ لا عشير بها ......كبائع الرِّيح لا يعطى به ثمنا وقال آخر: لا ألفينَّك ثاويًا في غربةٍ ...... إنَّ الغريب بكلِّ سهمٍ يرشق وقال آخر: فلم أرَ عزَّ المرء إلاَّ عشيرةً ...... ولم أر ذلاً مثل نأيٍ عن الأهل وقال آخر: إنِّي الغريب فما ألام على البكا ...... إنَّ البكا حسنٌ بكلِّ غريب وقال آخر: يجازى بالَّذي تجد القلوب ... ويأنس بابن بلدته الغريب وصادفني غريبٌ فالتقينا ... وكلُّ مساعدٍ فهو القريب وقال آخر: تغرَّبت عن أهلي أؤمِّل ثروةً ... فلم أعط آمالي وطال التَّغرُّب فما للفتى المحتال في الرِّزق حيلةٌ ..... ولا لجدودٍ جدَّها الله مذهب وقال كعب بن زهير: فقرِّي في بلادك إنَّ قومًا ...... متى يدَعُوا بلادهم يهُونُوا وقال آخر: ليس ارتحالك تزداد الغنى سفرًا ...... بل المقام على خسفٍ هو السَّفر وقال آخر: لقربُ الدَّار في الإقتار خيرٌ ...... من العيش الموسَّع في اغتراب وأنشدوا: إنَّ الغريب له استكانة مذنبٍ ...... وخضوع مديانٍ وذلٌ مريب وقال آخر: إنّ الغريب وإن أقام ببلدةٍ ..... يهدى إليه خراجها لغريب وقال آخر: غريبٌ يقاسي الهمَّ في أرض غربةٍ ..... فيا ربِّ قرِّب دار كلِّ غريب وقال آخر: سل الله الإياب من المغيب ..... فكم قد ردَّ مثلك من غريب سلِّ الهمَّ عنك بحسن ظنٍ ....... ولا تيأس من الفرج القريب قال بعض العقلاء: أعرف بيتًا قد بيّت أكثر من مائة ألف رجل في المساجد، وفي غير أوطانهم، وهو: فسر في بلاد الله والتمس الغنى ..... تمش ذا يسارٍ أو تموت فتعذرا قال امرؤ القيس: وقد طوَّفت في الآفاق حتَّى ...... رضيت من الغنيمة بالإياب وقال آخر: إذا نحن أبنا سالمين بأنفسٍ ....... كرامٍ رجت أمرًا فخاب رجاؤها فأنفسنا خير الغنيمة إنَّها ....... تؤوب وفيها ماؤها وحياؤها وقال آخر: رجعنا سالمين كما بدأنا ...... وما خابت غنيمة سالمينا وما تدرين أيُّ الأمر خيرٌ ...... أما تهوين أم ما تكرهينا قالت بنت الأعشى: أرانا إذا أضمرتك البلا ........ دُ نجفى وتقطع منَّا الرّحمْ إذا غبت عنَّا وخلَّفتنا ...... فإنَّا سواءٌ ومن قد يتمْ وقال آخر: وقالت وعيناها تفيضان عبرةً ..... أيا أملي خبِّر متى أنت راجع فقلت لها تالله يدري مسافرٌ ..... إذا أضمرته الأرض ما الله صانع؟! وقال آخر:
حتَّى متى أنا في حلٍّ وترحال ...... وطول سعىٍ وإدبارٍ وإقبال؟! ونازح الدَّار لا أنفكُّ مغتربًا ...... عن الأحبَّة لا يدرون ما حالي بمشرق الأرض طورًا ثمَّ مغربها ... لا يخطر الموت من حرصي على بالي! ولو قنعت أتاني الرِّزق في دعةٍ ...... إنَّ القنوع الغنى؛ لا كثرة المال
الموضوع الأصلي :
قالوا في السفر والغربة
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
ابنة السّلف
|
#2
|
|||
|
|||
وأفرد هذه المشاركة؛ لطول السابقة؛ ولبلاغة أبياتها الّتي قال فيها الأصمعي: لمَّا رأت بنتي بأنِّي مزمعٌ ...... بترحُّلٍ من أرضها فمودِّع ورأت ركابي قرِّبت لرحالها ...... قالت وغرب العين منها يدمع أبتا أتتركنا وتذهب تائهاً ...... في الأرض تخفضك البلاد وترفع فيضيع صبيتك الّذين تركتهم ...... بمضيمةٍ في المصر لم يترعرعوا فيهم صغيرٌ ليس ينفع نفسه ..... وصغيرةٌ تبكي وطفلٌ يرضع إنَّا سنرضى ما أقمت بعيشنا ...... ماكان من شيءٍ نجوع ونشبع والله يرزقنا فنرضى رزقه ...... وكفى بحسن معيشة من يقنع إنَّا إذا ما غبت عنَّا لم نجد ...... ممَّا تخلَّف عندنا ما ينفع تجفو موالينا ويعرض جارنا ...... وقريبنا الأدنى يعزُّ ويقطع ونخاف أن تلقاك وشك منيّةٍ ...... فيصيبنا الأمر الجليل المفظع فنصير بعدك ليس يرفع بيتنا ...... ويذلُّنا أعداؤنا ونضيَّع هذا الرَّحيل وأمرنا ما قد ترى ...... فمتى تؤوب إلى الصِّغار وترجع فخنقتُ من قول الصِّغار بعبرةٍ ....... كاد الفؤاد لقولهم يتصدَّع وأجبتها: صبرًا بنيَّة واعلمي ...... أن ليس يعدو يومه من يجزع انتهى.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.