|
كاتب الموضوع | أبو عبد الرحمن عبدالله العماد | مشاركات | 5 | المشاهدات | 3006 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
تنبيهات تتعلق بمسألة عصمة نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- للشيخ أبي عمر اسامة العتيبي
هذا مقال قديم احببت نقله لما يحويه من فوائد علمية وفيها الرد على الحدادية والدفاع عن الشيخ الفاضل يحيى بن علي الحجوري حفظه الله كان الموضوع في شبكة الاثري الحدادية بتاريخ 01-11-2004 تنبيهات تتعلق بمسألة عصمة نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- . الحمد لله ، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله أما بعد: فيقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً {45} وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً} وقال تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}. وقال تعالى : { فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} من المعلوم أن من شروط الدخول في الإسلام النطق بالشهادتين "لا إله إلا الله محمد رسول الله" ، مع وجوب اعتقاد ما تضمنته الشهادتان من شروط وواجبات مع الانقياد لدين الإسلام . ولوازم شهادة أن محمداً رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : طاعته فيما أمر ، وتصديقه فيما أخبر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ، وأن لا يعبد الله إلا بما شرع. ومن أركان الإيمان الستة : الإيمان بالرسل ويتضمن الإيمان بالرسل –عليهم الصلاة والسلام- عدة مسائل منها: تعزيرهم وتوقيرهم واحترامهم وحبهم ، وتصديقهم فيما أخبروا ، واتباع دينهم وشريعتهم ، واعتقاد عصمتهم من الشرك والكبائر والصغائر المخلة بالمروءة والقادحة في دعوة الرسل –عليهم الصلاة والسلام-. وأحببت في هذا المقال أن أنبه إلى عدة أمور تتعلق بمسألة عصمة نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وهي كما يلي: ### الأمر الأول أن أهل السنة أجمعوا على عصمة النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في عدة نواحٍ وهي: 1/ العصمة في تبليغ رسالة ربه ، وشريعته ودينه. قال تعالى: {وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}. وقال تعالى: {وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذاً لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً {73} وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً {74} إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيراً} وعن طلحة بن عبيد الله -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إذا حدثتكم عن الله شيئاً فخذوا به ، فإني لن أكذب على الله)). رواه مسلم في صحيحه. 2/ العصمة من الكفر والشرك قبل البعثة وبعدها . قال تعالى: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3} وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ} قال تعالى: {ما ضل صاحبكم وما غوى}. عن أنس بن مالك -رضي اللهُ عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتاه جبريل -صلى الله عليه وسلم- وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني ظئره- فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون، قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره)) رواه مسلم في صحيحه(1/147) . عن زيد بن حارثة -رضي اللهُ عنه- قال: كان صنم من نحاس يقال له: إساف ونائلة ، يتمسح به المشركون إذا طافوا، فطاف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وطفت معه، فلما مررت مسحتُ به، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا تمسه)). قال زيد: فطفنا، فقلت في نفسي لأمسنه حتى أنظر ما يكون. فمسحته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألم تُنْهَ)) قال زيد: فوالذي أكرمه وأنزل عليه الكتاب؛ ما استلم صنماً قط حتى أكرمه الله تعالى بالذي أكرمه وأنزل عليه. رواه الطبراني في المعجم الكبير(5/87رقم4665)، والحاكم في المستدرك(3/216-217) وصححه على شرط مسلم ، وأبو نعيم في دلائل النبوة(ص/145)، والبيهقي في دلائل النبوة(2/34) وغيرهم وسنده حسن كما قال الشيخ الألباني -رحمهُ اللهُ- في صحيح السيرة النبوية(ص/32) . 3/ العصمة من الكبائر كالكذب والخيانة ونحو ذلك ، والعصمة مما يخل بالمروءة ومما هو سبيل لعدم قبول دعوته -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- . قال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم}. قال تعالى: {فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون}. وقال تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى}. وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إني أمزح ولا أقول إلا حقاً)). رواه الإمام أحمد والترمذي والطبراني وغيرهم وهو حديث حسن. وقال أبو سفيان لما سأله هرقل : فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال أبو سفيان -رضي اللهُ عنه- : لا . فقال هرقل: ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله. رواه البخاري في صحيحه. وقال النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((أما إني أخشاكم لله وأتقاكم له)) متفق عليه. إلى غير ذلك من الأدلة على عصمته -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من الكبائر ومن الصغائر المخلة بالمروءة والشرف ومما يكون سبباً لرد دعوته -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- . ================================================== الأمر الثاني أجمع أهل السنة على أن نبينا محمداً -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ليس معصوماً من الوقوع في الخطأ في الأمور الدنيوية ، وليس معصوماً من الصغائر التي لا تخل بالمروءة والشرف وعندهم في ذلك قيود : 1/ أن الله لا يقره على هذا الخطأ الذي وقع منه بل يوجهه الله للحق وقد يحصل له العتاب على ذلك . 2/ أن الخطأ يقع منه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- على سبيل الاجتهاد من غير أن يتعمده ولذلك لا تسمى "مصية" فهذه العبارة تعد إساءة أدب معه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، ولا يجوز إطلاقها لأن الله قد غفر له ، وهو أتقى الناس وأخشاهم لربه فلا يتعمد معصية أبداً . 3/ أن ما وقع منه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- من الخطأ ليس مما يقدح في حقه أو ينقص من منزلته وقدره. وقد سبق بيان الأمور التي عصم منها -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- . 4/ أن التوبة حاصلة منه عن هذا الخطأ ، وهذا مما يرفع من قدره ويعلي منزلته كما أن الله وعده بالمغفرة بقوله تعالى: {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر}. انظر حقوق النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- على أمته(1/155). قال شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- في منهاج السنة(1/471-473) : [وأما قوله: "بل قد يقع منهم الخطأ" فيقال له: هم متفقون على أنهم لا يقرون على خطأ في الدين أصلا ، ولا على فسوق، ولا كذب ففي الجملة كل ما يقدح في نبوتهم وتبليغهم عن الله فهم متفقون على تنزيههم عنه. وعامة الجمهور الذين يجوزون عليهم الصغائر يقولون: إنهم معصومون من الإقرار عليها فلا يصدر عنهم ما يضرهم. كما جاء في الأثر: كان داود بعد التوبة خيرا منه قبل الخطيئة ، والله: {يحب التوابين ويحب المتطهرين}، وإن العبد ليفعل السيئة فيدخل بها الجنة. وأما النسيان والسهو في الصلاة فذلك واقع منهم ، وفي وقوعه حكمة استنان المسلمين بهم ، كما روي في موطأ مالك: ((إنما أنسى أو أنسى لأسن)) وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((إنما أنا بشر أنسى كما تنسون فإذا نسيت فذكروني)) أخرجاه في الصحيحين. ولما صلى بهم خمساً فلما سلم قالوا له: يا رسول الله أزيد في الصلاة؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: صليت خمساً فقال: ... الحديث]. ================================================== ====== الأمر الثالث أن وقوع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الخطأ ثم التوبة والاستغفار من تمام كونهم بشراً وكونهم قدوة في التوبة والإنابة . قال شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- : [والله تعالى قص علينا قصص توبة الأنبياء لنقتدي بهم في الـمَـتَـاب] مجموع الفتاوى(15/180) . وانظر إلى كلام مطول وجميل لشيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- يتعلق بتوبة الأنبياء عليهم السلام واستغفارهم وفائدة ذلك على الأمة (10/309) من قوله : [والأنبياء صلوات الله عليهم وسلامه كانوا لا يؤخرون التوبة، بل يسارعون إليها ويسابقون إليها لا يؤخرون، ولا يصرون على الذنب، بل هم معصومون من ذلك ، ومن أخر ذلك زمناً قليلاً كفَّرَ الله ذلكَ بما يبتليه به كما فعل بذي النون صلى الله عليه وسلم، هذا على المشهور أن إلقاءه كان بعد النبوة...] إلى قوله(10/316): [فصل..] . ================================================== الأمر الرابع أن من يذكر بعض الأمور التي أجمع أهل السنة على عدم عصمة النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- منها على سبيل التنبيه والتعليم مع وافر الاحترام والأدب مع الرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لا يذم ولا يعاب بله أن يضلل بله أن يكفَّر . أما من يذكر ذلك على سبيل الهمز واللمز ، أو يتعمد جمعها لأجل الشين والعيب فقد كفر وارتد عن دين الإسلام . سئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ اللهُ- عن رجل قال إن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام معصومون من الكبائر دون الصغائر فكفره رجل بهذه فهل قائل ذلك مخطئ أو مصيب؟. وهل قال أحد منهم بعصمة الأنبياء مطلقا؟، وما الصواب في ذلك؟؟!. فأجاب شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- : [الحمد لله رب العالمين ليس هو كافرا باتفاق أهل الدين، ولا هذا من مسائل السب المتنازع في استتابة قائله بلا نزاع. كما صرح بذلك القاضي عياض وأمثاله مع مبالغتهم في القول بالعصمة، وفي عقوبة الساب، ومع هذا فهم متفقون على أن القول بمثل ذلك ليس هو من مسائل السب والعقوبة، فضلا أن يكون قائل ذلك كافراً أو فاسقاً. فإن القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر هو قول أكثر علماء الإسلام، وجميع الطوائف، حتى إنه قول أكثر أهل الكلام كما ذكر أبو الحسن الآمدي أن هذا قول أكثر الأشعرية، وهو أيضاً قول أكثر أهل التفسير والحديث والفقهاء بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول، ولم ينقل عنهم ما يوافق القول [هنا بياض بقدر ستة أسطر] وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين. وعامة ما ينقل عن جمهور العلماء أنهم غير معصومين عن الإقرار على الصغائر ولا يقرون عليها ولا يقولون إنها لا تقع بحال. وأول من نقل عنهم من طوائف الأمة القول بالعصمة مطلقا وأعظمهم قولا لذلك الرافضة فإنهم يقولون بالعصمة حتى ما يقع على سبيل النسيان والسهو والتأويل وينقلون ذلك إلى من يعتقدون إمامته وقالوا بعصمة علي والإثنى عشر. ثم الإسماعيلية الذين كانوا ملوك القاهرة وكانوا يزعمون أنهم خلفاء علويون فاطميون وهم عند أهل العلم من ذرية عبيد الله القداح كانوا هم وأتباعهم يقولون بمثل هذه العصمة لائمتهم ونحوهم مع كونهم كما قال فيهم أبو حامد الغزالي في كتابه الذي صنفه في الرد عليهم قال ظاهر مذهبهم الرفض وباطنه الكفر المحض. وقد صنف القاضي أبو يعلى وصف مذاهبهم في كتبه وكذلك غير هؤلاء من علماء المسلمين فهؤلاء وأمثالهم من الغلاة القائلين بالعصمة وقد يكفرون من ينكر القول بها وهؤلاء الغالية هم كفار باتفاق المسلمين. فمن كفر القائلين بتجويز الصغائر عليهم كان مضاهيا لهؤلاء الإسماعيلية والنصيرية والرافضة والإثنى عشرية؛ ليس هو قول أحد من أصحاب أبي حنيفة ولا مالك ولا الشافعي ولا المتكلمين المنتسبين إلى السنة المشهورين كأصحاب أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب وأبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري وأبي عبد الله محمد بن كرام وغير هؤلاء ولا أئمة التفسير ولا الحديث ولا التصوف ليس التكفير بهذه المسألة قول هؤلاء. فالمكفر بمثل ذلك يستتاب فإن تاب وإلا عوقب على ذلك عقوبة تردعه وأمثاله عن مثل هذا إلا أن يظهر منه ما يقتضى كفره وزندقته فيكون حكمه حكم أمثاله. وكذلك المفسق بمثل هذا القول يجب أن يعزر بعد إقامة الحجة عليه فإن هذا تفسيق لجمهور أئمة الإسلام. وأما التصويب والتخطئة في ذلك فهو من كلام العلماء الحافظين من علماء المسلمين المنتسبين إلى السنة والجماعة وتفصيل القول في ذلك يحتاج إلى بسط طويل لا تحتمله هذا الفتوى والله أعلم]. ================================================== === الأمر الخامس أختم مقالي هذا بفتوى للجنة الدائمة وفتوى لشيخ الإسلام ابن باز -رحمهُ اللهُ- تتعلقان بموضوع العصمة . جاء في فتاوى اللجنة الدائمة (3/263-264) : [س10 : بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون أن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل، داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني فأفتى، يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئاً ، يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة: أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا: أخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى زهي: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) ، فهل الأنبياء والرسل حقاً يخطئون؟ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟ ج10 : نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم ، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم، فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال. ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحاً، وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لَمَّا قتل أحدهما الآخر ظلماً وعدواناً بيَّن الله سوء صنيعه بأخيه ، وبيَّن نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أن ((ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)). وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز. نائب رئيس اللجنة: عبد الرزاق عفيفي. عضو: عبد الله بن غديان. عضو: عبد الله بن قعود. وجاء في مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لشيخ الإسلام عبد العزيز بن باز -رحمهُ اللهُ- (6/371-373) : [الأنبياء معصومون فيما يبلغونه س : سمعت من عالم إسلامي يقول إن الرسول يخطئ ، فهل هذا صحيح؟ وقد سمعت أيضا أن الإمام مالك يقول : كل منا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر ، مع بيان حديث الذباب بعد أن تجرأ على تكذيبه بعض الناس ؟ جـ : قد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ولاسيما خاتمهم محمد معصومون من الخطأ فيما يبلغونه عن الله عز وجل من أحكام . كما قال عز وجل : وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى فنبينا محمد معصوم في كل ما يبلغ عن الله من الشرائع قولا وعملا وتقريرا ، هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم ، وقد ذهب جمهور أهل العلم أيضا إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر ، وقد تقع منه الصغيرة لكن لا يقر عليها ، بل ينبه عليها فيتركها ، أما من أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك . كما وقع من النبي لما مر على جماعة يلقحون النخل فقال ما أظنه يضره لو تركتموه فلما تركوه صار شيصا ، فأخبروه فقال عليه الصلاة والسلام : إنما قلت ذلك ظنا مني وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله عز وجل فإني لم أكذب على الله رواه مسلم في الصحيح ، فبين عليه الصلاة والسلام أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون النخل وكيف يغرسون وكيف يبذرون ويحصدون . أما ما يخبر به الأنبياء عن الله سبحانه وتعالى فإنهم معصومون من ذلك . فقول من قال : إن النبي يخطئ فهذا قول باطل ، ولا بد من التفصيل كما ذكرنا ، وقول مالك رحمه الله : ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر- قول صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، ومالك رحمه الله من أفضل علماء المسلمين ، وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني ، وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول ، فكل واحد من أفراد العلماء يرد ويرد عليه ، أما الرسول فهو لا يقول إلا الحق ، فليس يرد عليه ، بل كلامه كله حق فيما يبلغ عن الله تعالى ، وفيما يخبر به جازما به أو يأمر به أو يدعو إليه . أما حديث الذباب فهو حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه ، وقد أخبر به النبي جازما به ، فقال عليه الصلاة والسلام : إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري وحديث أنس بن مالك ، وكلها صحيحة ، وقد تلقتها الأمة بالقبول ومن طعن فيها فهو غالط وجاهل لا يجوز أن يعول عليه في ذلك ، ومن قال إنه من أمور الدنيا وتعلق بحديث أنتم أعلم بشئون دنياكم - فقد غلط ؛ لأن الرسول جزم بهذا ورتب عليه حكما شرعيا ولا قال أظن ، بل جزم وأمر ، وهذا فيه تشريع من الرسول ؛ لأنه قال إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه فهذا أمر من الرسول وتشريع للأمة ، وهو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى . والله ولي التوفيق] والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. كتبه:
أبو عمر أسامة بن عطايا بن عثمان العتيبي – كان الله له-.
الموضوع الأصلي :
تنبيهات تتعلق بمسألة عصمة نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- للشيخ أبي عمر اسامة العتيبي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الرحمن عبدالله العماد
التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن عبدالله العماد ; 06-27-2010 الساعة 04:04 PM. |
#2
|
|||
|
|||
ثم علق الشيخ حفظه الله رادا على بعض الحدادية قال الأخ سعيد بن عفير : 1-[هداك الله ياأباعمر قل لي بالله عليك ماهو الذي أخطأ به سعيد الزعابي!!!؟]. أخطأ الأخ سعيد الزعابي في عدة أمور : الأمر الأول: وضع علامات تعجب على بعض الجمل من كلام الشيخ يحيى الحجوري مستنكراً لها وهي: [أدبه ربه بالوحي أدبه ربه بالوحي ، أدبه ربه !] مع أنها عبارة صحيحة عند أهل العلم فالله -عزَّ وجلَّ- أدب نبيه أي علمه الأدب وهذا يتوافق مع قوله تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم}.. فالله هدى نبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، ووفقه لمكارم الأخلاق وأحسنها ، وعصمه قبل بعثته من الكفر والكبائر والقبائح. [وأنزل قرآن يتلى في بيان تصويب هذا الخطأ (!!). ] وهذا الكلام صحيح المعنى ، وتصويب الخطأ هو هداية الله لنبيه -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وتعليمه له . وهذا مقتضى كلام الشيخ أحمد بن يحيى النجمي أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- اجتهد ، ولكن هذا الاجتهاد بين الله -عزَّ وجلَّ- له وعاتبه على اجتهاده .. قال قتادة -رحمهُ اللهُ- : [قال قتادة وعمرو بن ميمون: ثنتان فعلهما النبي صلى الله عليه وسلم و لم يؤمر بهما، إذنه لطائفة من المنافقين في التخلف عنه ولم يكن له أن يمضي شيئا إلا بوحي ، وأخذه من الأسارى الفدية فعاتبه الله كما تسمعون] تفسير القرطبي(8/154-155) . وكذلك هو كلام اللجنة الدائمة الصريح جداً . ولو عبر الشيخ يحيى بتعبير آخر أفضل لكان أليق وأولى . الأمر الثاني: قال أخي سعيد: [ولاريب أن مثل هذا الكلام الذي قاله الشيخ الحجوري ـ هدانا الله وإيّاه ـ في جناب النبي صلى الله عليه وسلم هو من الشتم الذي يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ويؤذي المؤمنين !]. فجعل كلام الشيخ يحيى الحجوري وهو محتمل من الشتم للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وجعله من الأذى للرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وللمؤمنين.. وهذه شدة ليست في محلها . الأمر الثالث: قال أخي سعيد: [وأما عن تخطئة الحجوري -غفر الله لنا وله- للنبي صلى الله عليه وسلم في قصة عبس وتولى فهذا مردود عليه وهو من القول على الله بلا علم]. فجعل من يقول إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ فيما فعله مع ابن أم مكتوم من القائلين على الله بلا علم ورد قولهم عليهم .. بل قال: [فكيف يجرؤ هذا الحجوري هداه الله على تخطأة النبي صلى الله عليه وسلم وإيذاءه بمثل هذا الكلام !] والمشكلة أن الأخ سعيدَ الزعابي وفقه الله جاء بكلام القاضي عياض وهو إنما يتكلم عن ذنب ومعصية .. والشيخ يحيى ما قال : إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وقع في معصية أو ذنب بل قال أخطأ .. ومعلوم أن الشخص قد يخطيء ويكون مأجوراً لأنه عمل ما في وسعه والدليل على ذلك قوله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- : ((إذا حكم الحاكم فأصاب فله أجران ، وإذا حكم فأخطأ فله أجران)). والذي عليه أهل السنة أن الحاكم المخطيء يقال له مخطيء كما وصفه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بذلك ومع ذلك هو مأجور.. فأين في كلام الشيخ يحيى الحجوري أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى؟! وأين في كلام القاضي عياض أن الذنب والمعصية تساوي الخطأ ؟ وأين في كلامه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لا يقال له أخطأ؟ بل في كلام القاضي إشارة إلى أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ حيث قال : [و أن الصواب و الأولى ـ لو كشف لك حال الرجلين ـ الإقبال على الأعمى..] ومعلوم أن مقابل الصواب : الخطأ .. ## وكذلك نقل كلام الشيخ ابن حجر بوطامي -رحمهُ اللهُ- وفيه: [فما ظهر منه في بعض الأوقات النادرة خلافه ، عاتبه عليه ، وعرفه أن ذلك غير لائق ، فيكون ذلك من باب ترك الأولى].. فهل ما يكون [غير لائق] صواباً أم خطأ ؟ لا نقول ذنباً أو معصية فتنبهوا.. الأمر الرابع: نقل الأخ سعيد كلام الشيخ بوطامي: [فحضره هذا الأعمى ، ولم يعرف كيفية الحال ، فسأل مسأله في خلال مكالمة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل ، فاشتد عليه ذلك ، إذا كان ذلك قطعا للكلام ، وإفسادا لما كان يحاوله من إسلام ذلك الرجل ، فأعرض عنه ، فنهاه الله تعالى عن ذلك ، وأمره بالإقبال على كل من أتاه من شريف ووضيع وغني وفقير..]. وهذا كلام سيء في الصحابي الجليل عبد الله بن أم مكتوم -رضي اللهُ عنه- لا ينبغي أن ينقل أو يقال.. فهل سيأتي متعصب أو صاحب هوى فيقول: يا سعيد أنت رافضي لأنك طعنت في أصحاب النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- ، وهذه أذية لرسول الله -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لأن هذا شتم لأصحابه؟ أعوذ بالله من هذا القول الذي لا يقوله إلا زائغ ضال .. ومع ذلك يجب على الأخ سعيد أن يمحوه ويعتذر عن نقله .. الأمر الخامس: ذكر الأخ سعيد أن الشيخ يحيى الحجوري خطأ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه .. وهذا غير صحيح .. فالشيخ يحيى أبداً ما قال هذا ولا هو سياق كلامه -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- .. فالشيخ يحيى الحجوري يتضح من سياق كلامه أنه يرد على من يقول إن وسائل الدعوة غير توقيفية مبيناً لهم أنها توقيفية لأن هذا موجب الاقتداء بالنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- .. لأن وسائل الدعوة لو وكلت إلى الأشخاص لحرفوا الدعوة عن مسارها ، ولأدخلوا فيها كل بدعة وبلاء كما هو الحاصل الآن فباب الوسائل عند الحزبيين مفتوح على مصراعيه من تمثيل وأناشيد وموسيقى وكذب ونفاق وتعاون مع الفجرة والكفرة وغير ذلك .. وكان من أدلة الشيخ يحيى -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- على خطورة باب وسائل الدعوة (أفراد الوسائل، وليس منهج الدعوة ككل) أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- المعصوم سيد البشر أخشى الناس وأتقاهم لربه قد فعل بعض الوسائل فعاتبه عليها ودله على الصواب فيها وذلك لأنه مؤيد بالوحي ... فهذا حصل للنبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وهو أكمل البشر .. فلو فتح باب وسائل الدعوة فأخطأ فيها المخطيء باجتهاده فمن المصوب لهم حينئذ إذا قيل إنها ليست توقيفية ؟ بل سيفتح باب الصراع والخلاف بين المجتهدين في أمر قد حسم وهو أن وسائل الدعوة توقيفية .. هذا هو خلاصة كلام الشيخ يحيى الحجوري .. فقد قال -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- : [الشاهد أن كثيرا من الناس أتوا من هذا الباب أن مسألة الدعوة للإنسان أن يخوض للإنسان فيها أن يخوض ويصول ويجول وبرأيه وبحكمته فيما يزعم هو ، بحكمته فيما يزعم وبحذلقته وببرمجته إلى آخر ما يقولون ...]. وقد دلل على كلامه بأدلة كان من الأفضل والأحسن أن يعبر بتعبيرات أحسن منها وأدق حتى يقطع السبيل على المخالف .. فكلامه فيما يتعلق بقوله تعالى: {عبس وتولى} ليس فيه أن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أذنب أو عصى .. وكذلك في قوله تعالى: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي..} الآية .. وكذلك قوله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء ..} . فليس في كلام الشيخ يحيى كلمة عصيان أو ذنب أو خطيئة إنما كلمة "أخطأ" و"غلط" والعلماء وقع في كلامهم نحو هذا .. فقد نقلنا كلام اللجنة الدائمة وفيه : [الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم]. وكلام الشيخ يحيى في وسائل الدعوة في بعضها وأمثلة منها وليس في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوته .. فثمة فرق بين من يخطئ النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في منهجه وهذه ردة عن الإسلام ، وبين من يحكم بخطأ بعض الحالات الواقعة تحت المنهج الكلي للدعوة .. فمثلاً : منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في دعوة الناس هو دعوتهم جميعاً فقيرهم وغنيهم رفيعهم ووضيعهم ، وهذا ما سار عليه من أول بعثته إلى أن توفاه الله -عزَّ وجلَّ- .. ولكن في أثناء هذا المنهج الذي سلكه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- وأرشد أمته إليه وقعت حوادث عاتبه الله عليها ودله على الكمال فيها .. فتلك الحوادث ليست قادحة في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- بل لا تخرج عما قرره العلماء في مسألة العصمة لأنبياء الله ورسله .. فليس في كلام الشيخ يحيى الحجوري تخطئة لمنهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أبداً .. قال سعيد بن عفير: [ياأباعمر ماموقفك من الحجوري عندما قال فالح الحربي أنه أوخز الدعوه السلفيه!!!]. الجواب: هذا لا علاقة له في موضوع العصمة ولا ما تكلمت فيه هنا .. وكلامك هذا لم يثبت عندي .. ولو كان صحيحاً فهو باطل مردود على قائله ومعتقده.. فالشيخ فالح -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- من أعلام السلفية ومن أئمتها وليس هو بالمعصوم حاله حال إخوانه من المشايخ السلفيين .. (1) والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. تنبيه: أرجو أن تبرز عن نفسك حتى أعرف مع من أتحدث .... والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. -------- (1) هذا الكلام قديم من الشيخ حفظه الله تعالى في ثناءه على فالح الحربي الحدادي |
#3
|
|||
|
|||
ثم علق الشيخ بعدُ فقال :
الأخ محب الأثري: ما سبق فيه استجابة لبعض كلامك .. وأنا كتبت مقالي عاماً لينتفع به الجميع ليس تأييداً لفلان ولا لفلان بل تأييد للحق ومنهج السلف .. وقولك: [الرجل يتكلم عن ألفاظ الحجوري مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يتكلمون حول عصمة الأنبياء] غريب جدا أن يصدر منك هذا الكلام !! فالأخ سعيد الزعابي نقل كلام القاضي عياض وكلام ابن حجر آل بوطامي وكلامهما يتعلق بالعصمة!! فالقاضي عياض ورد كلامه الذي نقله الأخ سعيد الزعابي تحت [فصل في الرد على من أجاز عليهم الصغائر والكلام على ما احتجوا به في ذلك] فالكلام عن العصمة يا أخي .. فالأخ سعيد تطرق لأمرين: ألفاظ الشيخ يحيى فيما يتعلق بوسائل الدعوة وظن أن هذا طعن في منهج النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- . وهذا له علاقة بالعصمة .. والأمر الآخر : ما يتعلق بالغلط والخطأ وإطلاق ذلك على الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في بعض الحوادث لا على العموم والإطلاق وهذا مبحث العصمة فتنبه.. وقولك: [اللف والدوران حتى في الدين] أسأل الله أن يسامحك على عبارتك هذه فهي باطلة لا وجه لها .. فبيان منهج السلف دون التعرض لفلان أو علان ليس من اللف والدوران بل هو من الحق وما عليه أهل السنة .. فانتبه لهذا رعاك الله .. تنبيه: أرجو أن تبرز عن نفسك حتى أعرف مع من أتحدث .... |
#4
|
|||
|
|||
ثم علق الشيخ حفظه الله فقال : محب الخير : قبل أن أرد عليك أصرح لك بأني مرتاب منك وأخشى أنك مدسوس على السلفيين .. معذرة فهذه خشية أرجو أن ترفعها بتصريحك بهويتك والبيان عن شخصيتك .. فهذه المرة الثانية التي تتهجم فيها على أبي عمر العتيبي وكأنك من المأربيين أو القطبيين .. أسلوب شديد منفر .. عموماً سأدخل في الموضوع : 1/ قال محب الخير: [أولا: الكلام ليس في عصمة الأنبياء حتى تؤصل هذه المسألة!!! بل الكلام في الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم]. الجواب: بل في الأمرين معاً كما سبق بيانه في الجواب على الأخوين محب الأثري وسعيد بن عفير... ================================================== == 2/ وقال: [ثانيا: قلتَ بالإجماع أن الرسول معصوم في تبيلغ الدعوة والرسالة ؟؟؟ ووالقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ في وسائل الدعوة أليست وسائل من تبليغ الرسالة؟؟؟]. الجواب: المنهج العام للرسول -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- في الدعوة معصوم فيه ، ولكن بعض الحوادث يجتهد فيها النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- فيبين له ربه -عزَّ وجلَّ- الصواب ويعاتبه على ما فعل ... فما فعله مع ابن أم مكتوم -رضي اللهُ عنه- ليس مما أوحاه الله إليه فلم يبلغه بل مما اجتهد فيه من تقديم دعوة صناديد قريش لما فيه من عظيم المصلحة بإسلامهم .. فبين الله له الأكمل والأولى.. ================================================== == 3/ وقال: [ثالثا: لقد جعلت المصري شاتما للرسول لأنه قال الصحابة غثائية ، فما قولك في من قال ( أخطأ الرسول في وسائل الدعوة ) أم هذا ثناء عندك؟؟؟]. الجواب من وجوه: الوجه الأول: لم يقل الشيخ يحيى الحجوري إن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أخطأ في وسائل الدعوة فهذا كذب منك عليه .. فلو قال ذلك لكان هذا الكلام أقبح من كلمة "غثائية" .. ولكن الشيخ يحيى قال : [هذا من وسائل الدعوة التي أخطأ فيها] فهو نسب إلى النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أنه وقع منه الخطأ في بعض وسائل الدعوة وهي مما اجتهد فيه النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- .. الوجه الثاني: أن وقوع الأنبياء في الخطأ-دون الشرك والكبائر وما يخدش في المروءة والعدالة- مع عدم تعمده ولا الإصرار عليه مع التوفيق للتوبة منه هو معتقد أهل السنة والجماعة وليس قول الشيخ يحيى الحجوري -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- . وقد نقلت لك كلام اللجنة الدائمة : [الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم ، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم، فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال.]. وذكر ضمن السؤال ما يتعلق بقوله تعالى: {عبس وتولى}. الوجه الثالث: أن الشيخ يحيى -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- لم يقل إن القول بأن النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- قد أخطأ فيما يتعلق بابن أن مكتوم -رضي اللهُ عنه- أن هذا من الثناء والمدح . بل ما ترتب عليه من إكرام النبي -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- لابن أم مكتوم بعدها ، وما بين الله -عزَّ وجلَّ- لنبيه هو المدح والثناء العظيم. أما المأربي -عاملهُ اللهُ بعدله- فهو يجعل عبارة "غثائية" ليست من السب مع أنه يعير بها غيره ، وهي كلمة سب عند جميع أهل اللغة العربية .. فالمأربي عنده مكابرة وهذا الأمر ليس موجوداً هنا فتنبه!! ================================================== == 4/ وقال: [رابعا: ما رأيك أن نقول أخطأ الشيخ ربيع في وسائل الدعوة؟؟؟ ]. الجواب: إذا كانت الوسائل التي يدعو بها شيخنا شيخ الإسلام ربيع المدخلي شرعية ووفقه الله إليها فلا يجوز لي أن أقول: أخطأ .. وإذا اتخذ شيخ الإسلام ربيع المدخلي وسيلة من وسائل الدعوة ليست شرعية فحينئذ يجب أن أقول : أخطأ الشيخ ربيع -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- . والشيخ ربيع -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- ليس معصوماً حتى تدخله في هذا الموضوع .. وكذلك الشيخ يحيى الحجوري -حفظَهُ اللهُ ورعاهُ- لم يقل ما نسبته إليه : [أخطأ الرسول في وسائل الدعوة] فافهم هذا ودعك من التلبيس . ================================================== == 5/ وقال: [خامسا: حكيت إجماعات لم تعزوها إلى القائل من ( أهل السنة )]. الجواب: هذه شبهة فارسية وقد رددت عليها ومن ردي عليه قلت: قال شيخ الإسلام -رحمهُ اللهُ- : [بل هو لم ينقل عن السلف والأئمة والصحابة والتابعين وتابعيهم إلا ما يوافق هذا القول ] ويعني بالقول : [القول بأن الأنبياء معصومون عن الكبائر دون الصغائر]. وقال-يعني شيخ الإسلام- : [وإنما نقل ذلك القول في العصر المتقدم عن الرافضة ثم عن بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين]. فالذين قالوا بعصمة الأنبياء من الصغائر هم الرافضة ثم بعض المعتزلة ثم وافقهم عليه طائفة من المتأخرين .. فما علاقة الرافضة والمعتزلة ومن وافقهم من المتأخرين بما عليه السلف الصالح ؟!! فكلامنا عن إجماع أهل السنة ولا عبرة بمن شذ بعد ذلك من المنتسبين إلى السنة بعد انقضاء القرون المفضلة . ================================================== == 6/ وقال: [سادسا: ما الفرق بينكم وبين أصحاب المصري( عفوا ) فهم ذهبوا يبحثون في بطون الكتب عن الإعتذار لصاحبهم وأنتم مثلهم تماما]. الجواب: هذا يدل على مكرك وعظيم تلبيسك (عفواً)!! فنحن لم نذهب لنعتذر بل كتبنا تأصيلاً مما أجمع عليه السلف الصالح .. والخطأ مردود على صاحبه .. وكلام القاضي عياض خطأ خالف فيه السلف الصالح .. أعني دعواه عصمة الأنبياء من الصغائر –غير المخلة بالمروءة والعدالة-.. فالمأربي تكلم بالباطل الظاهر ثم ذهب وأتى بأخطاء للعلماء ليبرر كلامه .. فهل في نقولي عن العلماء أيها الملبس ما يخالف منهج السلف؟!! ================================================== == 7/ وقال: [سابعا : هل تؤيد أن يُقال الرسول صلى الله عليه وسلم أخطأ]. الجواب: بهذا التعميم باطل .. بل أقول كما قالت اللجنة الدائمة [س10 : بعض الناس يقولون ومنهم الملحدون أن الأنبياء والرسل يكون في حقهم الخطأ يعني يخطئون كباقي الناس قالوا: إن أول خطأ ارتكبه ابن آدم قابيل هو قتل هابيل، داود عندما جاء إليه الملكان سمع كلام الأول ولم يسمع قضية الثاني فأفتى، يونس وقصته لما التقمه الحوت، وقصة الرسول مع زيد بن حارثة قالوا بأنه أخفى في نفسه شيئاً ، يجب عليه أن يقوله ويظهره، قصته مع الصحابة: أنتم أدرى بأمور دنياكم، قالوا: أخطأ في هذا الجانب. قصته مع الأعمى وهي: {عبس وتولى * أن جاءه الأعمى) ، فهل الأنبياء والرسل حقاً يخطئون؟ وبماذا نرد على هؤلاء الآثمين؟ ج10 : نعم، الأنبياء والرسل قد يخطئون ، ولكن الله تعالى لا يقرهم على خطئهم، بل يبين لهم خطأهم ، رحمة بهم وبأممهم، ويعفو عن زلتهم، ويقبل توبتهم، فضلاً منه ورحمة، والله غفور رحيم، كما يظهر ذلك من تتبع الآيات القرآنية التي جاءت فيما ذكر من الموضوعات في هذا السؤال. ولم ينكر الله تعالى على نبيه محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- إخباره أمته بحديث الذباب وما في جناحيه من الداء والدواء بل أقره فكان صحيحاً، وأما أبناء آدم فمع أنهما ليسا من الأنبياء لَمَّا قتل أحدهما الآخر ظلماً وعدواناً بيَّن الله سوء صنيعه بأخيه ، وبيَّن نبينا محمد -صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم- أن ((ما من نفس تقتل ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه أول من سن القتل)). وبالله التوفيق . وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ================================================== == 8/ وقال: [ثامنا:تأكد من الإجماعات التي نقلتها] الجواب: هات ما ينقضها من كلام السلف . ودعك من التشكيكات الفارسية!! ================================================== == 9/ وقال: [تاسعا: المسألة علمية بحتة والزعابي رد بأدب فما الذي أغضبكم]. الجواب: أنا لم أغضب والحمد لله .. والأخ الزعابي أخ فاضل من إخواننا السلفيين ... لكن المشكلة في بعض المندسين!! ================================================== == 10/ وقال: [عاشرا: أنت كتبت هذا المقال بسب مقال الزعابي فأرجو أن لا تقول أردت أن أوصل المسألة ، وبين رأيك بصراحة]. الجواب: وهل هناك تعارض بين تأصيل المسألة وبين أن يكون السبب في ذكري للتأصيل مقال أخي سعيد الزعابي ؟ اتق الله وافهم ما تكتب وما يكتبه غيرك .. وأنصحك بتقوى الله وسلوك منهج السلف الصالح ... وأرجو أن لا تكون من المندسين بين السلفيين للإفساد والتحريش بينهم . ومعذرة إذا أخطأ ظني فيك!! وأرجو أن تبرز هويتك حتى لا تدع للشيطان سبيلاً. والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد. |
#5
|
|||
|
|||
ثم علق الشيخ بعد ذلك حفظه الله تعالى:
مراد: قبل الرد هناك أمور معك لم تزل عالقة : 1- من أنت ؟ أبرز عن هويتك .. 2- قلت سابقاً : لا يوجد في الإمارات مركز سلفي سوى مركز مصعب بن عمير .. أو قلت: لا يوجد سلفيون في الإمارات إلا في مركز مصعب بن عمير .. فهل تبت من هذا الكلام أم لا؟ 3- تكلمت علي بكلام قبيح وطالبت بإثبات عدالتي مع أنك أنت نكرة لا تعرف فهل تراجعت عن كلامك أم لا؟ ثم ما يتعلق بهذا المقال الذي تكلمت فيه بكلام يشبه كلام الفارسي وأضرابه من القطبيين أقول لك : 1- قال مراد : [اما تاصيلكم على حسب زعم العتيبي فانه ليس في محل النزاع] رددت على هذا الكلام سابقاً فلا أعيد.. 2- قال مراد: [ كما وقعتم في محضور اخر وهو ان مثل هذه الامور انما تقال في مجالس علم ومذاكرة نقل شيخ الاسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى عن القاضي عياض قوله: لكن يجب ان يكون الكلام مع اهل العلم وطلبة الدين ممن يفهم مقاصده ويحققون فوائده ويجنب ذلك ممن عساه لا يفقه او يخشى به فتنة. أهـ ، ولا يخفى ان هذا الكلام نشر هنا على شبكة الانترنت التي يطلع عليها السني والبدعي والمسلم والكافر العاصي والمطيع الصغير والكبير الذي يفقه والذي لا يفقه ... فارى انه عليكم قبل ان تاصلوا ان تتاصلوا على ايدي العلماء الربانين]. الجواب: كلام الشيخ يحيى كان في شريط فمن الذي نشره في المنتدى ؟!! ثم هل ذكرت في مقالي شيئا من كيسي أم من كلام العلماء المبثوث المنشور .. ومن مشايخك أنت الذين تأصلت عليهم ؟ نحن تأصلنا على علماء أفذاذ من أئمة السلف كالشيخ ابن عثيمين والشيخ ربيع والشيخ صالح السحيمي وغيرهم .. فهل يصلحون عندك للتأصيل ؟ أصلحك الله وبصرك بعيوب نفسه .. إنك يا مراد بمثل هذا الأسلوب يقع التحريش بين السلفيين وتقع الشقة ... وأفيدك يا صاحب التأصيل أن الشيخ ربيع بن هادي حفظه الله قرأ مقالي وأثنى عليه واتصل بي بعد العشاء بساعة تقريباً يخبرني بذلك مع ملاحظة يسيرة حول نقل واحد من النقول .. ولم يعب التأصيل الذي تعيبه حضرتك وأنت غير معروف .. إن هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم.. فلا مجال للطعن في العلماء وطلبة العلم من مجاهيل .. ولا مجال لأخذ العلم من المجاهيل... ولا مجال للتحريش بين الإخوة السلفيين بسبب المجاهيل ... أرجوك يا مراد رجاء حاراً أن تحاول الإصلاح وأن تبعد عن هذا الأسلوب الوخيم في التحريش بين إخوانك ، وأن تلزم غرز علماء السنة ، وأن تتأدب مع إخوانك . وأن تتوب من بعض عباراتك التي أشرت إليها في بداية ردي عليك. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل |
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وحفظ الله الشيخ أبا عمر العتيبي ووفقه لكل خير وفي هذا رد على ما يعيده بعض المفتونين هذه الأيام من الكلام الموروث من فتنة أبي الحسن المأربي وغيرهم من الحزبيين كأتباع فالح وغيرهم نسأل الله العافية والسلامة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.