فإن الدافع لي للكتابة في هذا الموضوع هو ما رأيته من سوء الأدب من كتبة موقع الأثري الذي ليس له من الأثر لا الحس ولا المعنى بل هو عكس ذلك. فتشاغلوا عن الذب على السنة بالوقيعة في أهل السنة من العلماء وطلبة العلم الذين هم كالشمس للدنيا وكالعافية للناس فوقعوا في أعرض العلماء وأعطوا أنفسهم الأهلية في الرد على العلماء الذين أمرنا الله تبارك وتعالى بسؤالهم والرجوع إليهم .
وخالفوا في ذلك منهج السلف في المعاملة مع أهل العلم , فإن السلف كانوا يعظِّمون أهل العلم ويعرفون أقدارهم ويجعلون من تنقصهم أنه على غير السبيل , وقد قال أبو حاتم الرازي : علامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر , وإن تنقُّص أهل الفضل كان صفةً لأهل بغداد , فقد كانوا يتنقصون الأفاضل
ويذكرني حال المتنقصين حال بشر المريسي .
قال الزعفراني : حج بشر المريسي,فلما قدم قال : رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا يعني الشافعي قال فقدم علينا, فاجتمع إليه الناس وخفوا عن بشر , فجئت إلى بشر فقلت : هذا الشافعي الذي كنت تزعم قد قدم , قال أنه قد تغير عما كان عليه , قال : فما كان بشر إلا مثل اليهود في شأن عبد الله بن سلام .
وقد كان بعض الكتاب في الأثري زعموا يوقرون أهل العلم وعندما توالت الردود على فالح الحربي هداه الله أنكروا على أهل العلم ووصفوهم بأوصاف لا تليق بعامة المسلمين , وليس هذا الفعل بسديد فان احترامك وتعظيمك علماء السنة دليل على صحة منهجك وطعنك في أهل السنة دليل على فساد منهجك .
قال ابن سيرين: جلست إلى عبد الرحمن بن مهدي وأصحابه يعظمونه كأنه أمير
وكان حماد بن زيد : إذا حدث عن شعبة بن الحجاج يقول :
حدثنا الضخم عن الضخام.......... شعبة الخير أبو بسطام
والعاقل ينبغي له أن ينصر السنة وأهلها ويحارب البدعة وأهلها ولا يتخذ الطعن في أهل السنة منهجه فإن لحوم العلماء مسومة .
قال ابن عساكر: أعلم أخي وفقني الله وإياك لمرضاته , وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقه حق تقاته : أن لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة , وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب , أبتلاه الله قبل موته بموت القلب .
وقال عفان بن مسلم الصفار: قدمت أنا وبهز بن حكيم واسط , فدخلنا على علي بن عاصم , فقال ممن أنتما؟ قلنا من أهل البصرة. فقال من بقي ؟ فجعلنا نذكر حماد بن زيد والمشايخ , فلا نذكر له أنسانا
إلا أستصغره , فلما خرجنا قال بهز : ما أرى هذا يفلح .
وهذا حال شبكة الأثري زعموا يتنقصون العلماء وطلبة العلم ويصنفون الكتب في الرد على أهل العلم وحالهم أشبه ما يكون بما ذكره الإمام الحاكم رحمه الله , قال سمعت يحي بن عمرو البستي يقول سمعت أبا العباس الدغولي يقول لأبي الحسن الحجاجي : ( أيش حال أبي علي الحافظ؟ وما الذي يصنفه الآن ؟ قال هو ذا يرد على مسلم بن الحجاج. فأنشأ يقول .
يقض للحطيئة ألف بيت ......... كذاك الحي يغلب كل ميت
كذلك دعبل يرجو سفاها......... وحمقا أن ينال مدى الكميت
فهذه نصيحة) لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ( [ق : 37] وكما قال الشافعي : ما كابرني أحد على الحق ودافع, إلا سقط من عيني , ولا قبله أحد إلا هبته واعتقدت مودته .
وقال هشام بن عمار : قولوا الحق ينزلكم الحق منازل الحق, يوم لا يقضى إلا بالحق .
هذا ونسأل الله الإخلاص في القول والعمل |