|
كاتب الموضوع | بنت العمدة - أم الشيماء | مشاركات | 1 | المشاهدات | 2644 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
إبراهيم - عليه السلام - لما جاءته الملائكة ضيوفًا ماذا صنع ؟
يقول العلامة ابن عثيمين -رحمه الله- :
انظر إلى إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ لما جاءته الملائكة ضيوفاً ماذا صنع ؟ قالوا : سلاماً . قال : سلام . قال العلماء : وقول إبراهيم سلامٌ أبلغ من قول الملائكة سلاماً ، لأن قول الملائكة سلاماً يعني نسلم سلاماً ، وهو جملة فعلية تدل على التجدد والحدوث . وقول إبراهيم : سلامٌ جملة اسمية تدل على الثبوت والاستمرار فهو أبلغ . وماذا صنع عليه الصلاة والسلام ؟ راغ إلى أهله فجاء بعجل سمين . (فراغ ) : قال العلماء : معناه انصرف مسرعاً بخفية ، وهذا من حسن الضيافة ، ذهب مسرعاً لئلا يمنعوه ، أو يقولوا : انتظر ما نريد شيئاً ( فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ) (الذاريات:26) ، وفي الآية الأخرى : ( بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ) (هود:69) . حنيذ يعني مشوياً ، ومعلوم أن اللحم المشوي أطعم من اللحم المطبوخ ، لأن طعمه يكون باقياً فيه (فَجَاءَ بِعِجْلٍ ) والعلماء يقولون : إن العجل من أفضل أنواع اللحم ، لأن للحمه ليناً وطعماً . ثم قال تعالى: ( فَقَرَّبَهُ إِلَيْهِمْ ) ما وضعه في مكان بعيد وقال لهم اذهبوا إلى مكان الطعام وإنما قربه إليهم . ثم قال : ( أَلا تَأْكُلُونَ) ولم يقل لهم : كلوا . و( ألا ) أداة عرض يعني عرض عليهم الأكل ولم يأمرهم . ولكن الملائكة لم يأكلوا ، فهم لا يأكلون ، ليس لهم أجواف ، بل خلقهم الله من نور جسراً واحداً : ( يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ) (الأنبياء:20) ، دائماً يقولون : سبحان الله ، سبحان الله ، فلم يأكلوا لهذا السبب . ( فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ) لأنهم لم يأكلوا ، يقولون : أنه من عادة العرب أن الضيف إذا لم يأكل فقد تأبط شراً ، ولهذا فمن عادتنا إلى الآن أنه إذا جاء الضيف ولم يأكل قالوا : مالح ، يعني ذق من طعامنا ، فإذا لم يمالح قالوا إن هذا الرجل قد نوى بنا شراً . فنكرهم إبراهيم ـ عليه الصلاة والسلام ـ وأوجس منهم خيفة ( قَالُوا لا تَخَفْ )ثم بينوا له الأمر ( قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ) وكان قد كبر، وكانت امرأته قد كبرت. (فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ ) لما سمعت البشرى ( فِي صَرَّةٍ ) أي في صيحة ( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا ) عجباً ، ( وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ) ، يعني أألد وأنا عجوز عقيم ؟ قالت الملائكة : ( كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ ) الرب عز وجل يفعل ما يشاء إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون . ثم قال تعالى : ( إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيم ُ) ، وهنا قدم الحكيم على العليم ، وفي آيات كثيرة يقدم العليم على الحكيم ، والسبب أن هذه المسألة ، أي كونها تلد وهي عجوز خرجت عن نظائرها ، ما لها نظير إلا نادراً ، فبدأ بالحكيم الدال على الحكمة ، يعني أن الله حكيم أن تلدي وأنت عجوز . المهم أن إبراهيم ـ عليه الصلاة السلام ـ قد ضرب المثل في حسن الضيافة ، وحسن الضيافة من المعروف ، وكل معروف صدقة ، فاصنع للناس خيراً ومعروفاً ، واعلم أن هذه صدقة تثاب عليها ثواب الصدقة . والله الموفق . **** من: شرح رياض الصالحين لابن عثيمين رحمه الله المجلد الأول باب بيان كثرة طرق الخير
الموضوع الأصلي :
إبراهيم - عليه السلام - لما جاءته الملائكة ضيوفًا ماذا صنع ؟
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
بنت العمدة - أم الشيماء
|
#2
|
|||
|
|||
بـــــــــارك الله فيكِ أختي أم الشيماء
على هذه الفوائد الطيبة ورحم الله العلامة العثيمين
__________________
الفتن وإن عظمت و ساءتنا فأنها تعد غربلة وتمييز للخبيث من الطيب ..فاللهم إنا نعوذ بك من النفاق والشقاق ..آمين قال الإمام الوادعي رحمه الله ( لن تستقيم الدعوة السلفية إلا بالجرح والتعديل) وقال خليفته الناصح الأمين حفظه الله ( من تحزب خرب وضاع وماع ) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.