|
كاتب الموضوع | زكريا عبدالله النعمي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1318 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
أيها الإخوة: حببوا الناس فيكم وفي دعوتكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الإخوة الأفاضل من الأمور التي تهم الداعية إلى الله أن يكون محبوباً عند الناس فإن تحقق هذا وثق الناس به ولازموه واستجابوا له وأترككم مع كلمات طيبات تخاطبن القلوب وتنورن العقول كلمات للإمام المتقن ابن حبان البستي في كتابه الماتع (روضة العقلاء): ذكر استحباب التحبب إلى الناس من غير مقارفة المأثم "الواجب على العاقل أن يتحبب إلى الناس بلزوم حسن الخلق, وترك سوء الخلق, لأن الخلق الحسن يذيب الخطايا كما تذيب الشمس الجليد, وإن الخلق السيئ ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل, وقد تكون في الرجل أخلاق كثيرة صالحة كلها وخلق سيء فيفسد الخلق السيئ الأخلاق الصالحة كلها". "حسن الخلق بَذْر اكتساب المحبة كما أن سوء الخلق بَذْر استجلاب البغضة, ومن حَسُنَ خُلُقه صَانَ عِرْضه ومن ساء خُلُقه هَتك عرضه, لأن سوء الخلق يورث الضغائن والضغائن إذا تمكنت في القلوب أورثت العداوة, والعداوة إذا ظهرت من غير صاحب الدين أهوت صاحبها إلى النار إلا أن يتداركه المولى بتفضل منه وعفو". "التحبب إلى الناس أسهل ما يكون وجهاً, وأظهر ما يكون بشْراً, وأخصر ما يكون أمراً, وأرفق ما يكون بهياً, وأحسن ما يكون خلقاً, وألين ما يكون كنفاً, وأوسع ما يكون يداً, وأدفع ما يكون أذىً, وأعظم ما يكون احتمالاً, فإذا كان المرء بهذا النعت لا يحزن من يحبه, ولا يفرح من يحسده لأن من جعل رضاه تبعاً لرضا الناس وعاشرهم من حيث هم استحق الكمال بالسؤدد". "حاجة المرء إلى الناس مع محبتهم إياه خير من غناه عنهم مع بغضهم إياه, والسبب الداعي إلى صد محبتهم له هو التضايق في الأخلاق وسوء الخلق لأن من ضاق خلقه سئمه أهله وجيرانه واستثقله إخوانه فحينئذ تمنوا الخلاص منه ودعوا بالهلاك عليه". " الاستثقال من الناس يكون سببه شيئين: أحدهما: مقارفة المرء ما نهى الله عنه من المآثم لأن من تعدى حرمات الله أبغضه الله ومن أبغضه الله أبغضته الملائكة ثم يوضع له البغض في الأرض, فلا يكاد يراه أحد إلا استثقله وأبغضه. والسبب الآخر: هو استعمال المرء من الخصال ما يكره الناس منه, فإذا كان كذلك استحق الاستثقال منهم. " الواجب على العاقل مجانبة الخصال التي تورثه استثقال الناس إياه وملازمة الخصال التي تؤديه إلى محبتهم إياه, ومن أعظم ما يتوسل به إلى الناس ويستجلب به محبتهم, البذل لهم مما يملك المرء من حطام هذه الدنيا واحتماله عنهم ما يكون منهم من الأذى, فلو أن المرء صحبه طائفتان إحداهما تحبه والأخرى تبغضه, فأحسن إلى التي تبغضه وأساء إلى التي تحبه ثم أصابته نكبة فاحتاج إليهما, لكان أسرعهما إلى خذلانه وأبعدها عن نصرته الطائفة التي كانت تحبه وأسرعهما إلى نصرته وأبعدهما عن خذلانه الطائفة التي كانت تبغضه, لأن الكلب إذا شبع قوى وإذا قوي أمل وإذا أمل تبع المأمول, وإذا جاع ضعف وإذا ضعف أيس وإذا أيس ولى عن المتبوع, فمن عدم المال فليبسط وجهه للناس, فإن ذلك يقوم مقام بذل المعروف, إذ هو أحد طرفيه". انتهى كلامه رحمه الله تعالى هذا والله المستعان يا ربِّ حسّن أخلاقنا واستر عوراتنا واغفر زلاتنا يا ربِّ حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان اللهم اهدنا لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق لايهدي لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيء الأعمال وسيء الأخلاق لايصرف عنا سيئها إلا أنت
الموضوع الأصلي :
أيها الإخوة: حببوا الناس فيكم وفي دعوتكم
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
زكريا عبدالله النعمي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.