|
كاتب الموضوع | بنت العمدة - أم الشيماء | مشاركات | 5 | المشاهدات | 2268 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
مفسدات القلب الخمسة من درر ابن القيم رحمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الدرر انتقيتها من درر ابن القيم رحمه الله قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: " وأما مفسدات القلب الخمسة فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة والتمني والتعلق بغير الله والشبع والمنام فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب " المفسد الأول : كثرة المخالطة : فأما ما تؤثره كثرة الخلطة فامتلاء القلب من دخان انفاس بني آدم حتى يسود ويوجب له تشتتا وتفرقا وهما وغما وضعفا وحملا لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء وإضاعة مصالحهم والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم فماذا يبقى منه لله وللدار الآخرة؟؟ هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة وأنزلت من محنة وأحلت من رزية واوقعت في بلية وهل آفة الناس إلا الناس؟؟ وهذه الخلطة التي تكونعلى نوع مودة في الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة ويعض عليها المخلط عليها يديه ندما كما قال الله تعالى " ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا * ياويلتى ليتني لم اتخذ فلانا خليلا * لقد أضلني عن الذكر بعدإذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا " وقال تعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " وقال خليله ابراهيم لقومه " إنما اتخذتم من دون الله اوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضا ومأواكم النار وما لكم من ناصرين " والضابط النافع في أمر الخلطة أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات. فإن دعت الحاجة غلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم فالحذر الحذر ان يوافقهم وليصبر على أذاهم فغنهم لابد ان يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له وتعظيم وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلا . وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد ان يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن امكنه. ِ
الموضوع الأصلي :
مفسدات القلب الخمسة من درر ابن القيم رحمه الله
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
بنت العمدة - أم الشيماء
|
#2
|
|||
|
|||
تابع المفاسد المفسد الثاني من مفسدات القلب: ركوبه بحر التمني: وهو بحر لا ساحل له. وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليس. فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية، ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل اعتاضت عنها بالأماني الذهنية. وكل بحسب حاله: من متمن للقدوة والسلطان، وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان، أو للأموال والأثمان، أو للنسوان والمردان، فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها والتذ بالظفر بها، فبينا هو على هذا الحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره. فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خداع وغرور. وقد مدح النبي متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله. المفسد الثالث من مفسدات القلب: التعلق بغير الله تبارك وتعالى: وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق. فليس عليه أضر من ذلك، ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به. وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز وجل بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل، ولا إلى ما أمله ممن تعلق به وصل. قال الله تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزّاً ، كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدّاً } [مريم:82،81]، وقال تعالى: { وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ، لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُندٌ مُّحْضَرُونَ } [يس:75،74]. فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله. فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات. ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت. وبالجملة: فأساس الشرك وقاعدته التي بني عليها: التعلق بغير الله. ولصاحبه الذم والخذلان، كما قال تعالى: { لاَّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَـهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مَّخْذُولاً } [الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك. إذ قد يكون بعض الناس مقهوراً محموداً كالذي قهر بباطل، وقد يكون مذموماً منصوراً كالذي قهر وتسلط بباطل، وقد يكون محموداً منصوراً كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة، لا محمود ولا منصور. المفسد الرابع من مفسدات القلب: الطعام: والمفسد له من ذلك نوعان: أحدهما: ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات. وهي نوعان: محرمات لحق الله: كالميتة والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع والمخلب من الطير. ومحرمات لحق العباد: كالمسروق والمغصوب والمنهوب، وما أخذ بغير رضا صاحبه، إما قهرا وإما حياء وتذمما. والثاني: ما يفسده بقدره وتعدي حده، كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط، فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجري من ابن آدم مجرى الدم. فالصوم يضيق مجاريه ويسد طرقه، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا شرب كثيرا فنام كثيرا فخسر كثيرا. وفي الحديث المشهور: « ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه » [رواه الترمذي وأحمد والحاكم وصححه ا لألبا ني]. المفسد الخامس: كثرة النوم:
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل. ومنه المكروه جدا، ومنه الضار غيرالنافع للبدن. وأنفع النوم: ما كان عند شدة الحاجة إليه. ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره، ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه، وكثر ضرره، ولاسيما نوم العصر. والنوم أول النهار إلا لسهران. ومن المكروه عندهم: النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؟ فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس، فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول ا لأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة. ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه علي حكم تلك الحصة. فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر. بالجملة فأعدل النوم وأنفعه: نوم نصف الليل الأول، وسدسه الأخير، وهو مقدار ثماني ساعات. وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه أثر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه. ومن النوم الذي لا ينفع أيضا: النوم أول الليل، عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء. وكان رسول الله يكرهه. فهو مكروه شرعاً وطبعاً والله المستعان وصلي الله على نبينا محمد واله وصحبه اصلح الله قلوبنا وقلوب المسلمين من كل مفسدة ورزقنا القلب السليم |
#3
|
|||
|
|||
[[والضابط النافع في أمر الخلطة: أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات]]! رحم الله العلاّمة ابن القيّم
وأحسن الله إليكِ أختي أمّ الشّيماء، وإلى من انتقاها. التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السّلف ; 05-09-2011 الساعة 01:00 AM. |
#4
|
|||
|
|||
سلمت يمينكِ اختي الفاضلة : ابنة السّلف
وبارك الله فيكِ أشكر لكِ مروركِ الكريم والذي يسعدني كثيراً .. نسأل الله لنا الثبات لقلوبنا على دينه كما كان يدعو بهذا الدعاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم اللهم آميـــــــن ،،،، إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا و إعمل لأخرتك كأنك تموت غدا لا تضيع الفرصة مادمت في الدنيا ،فغيرك تحت الأرض يتمنى لو يرجع ليقرأ حرفاً من القرآن ويكسب حسنة يرجع بها ميزان حسناته ورحم الله العلاّمة ابن القيّم واسكنه فسيح جناته هذا والله ولي الهداية والتوفيق ... التعديل الأخير تم بواسطة بنت العمدة - أم الشيماء ; 05-12-2011 الساعة 12:49 PM. |
#5
|
|||
|
|||
نحن من يشكرك أختي بنت العمدة أمّ الشيماء؛ لنقلكِ القيم، وإضافتكِ النصائح المفيدة...أحسن الله إليكِ
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السّلف ; 05-12-2011 الساعة 01:09 PM. |
#6
|
|||||||||
|
|||||||||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.