منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري

منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري (http://www.salafi-poetry.com/vb/index.php)
-   منتدى التراجم والمخطوطات والرسائل العلمية (http://www.salafi-poetry.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   صدر حديثاً "الأجوبة النجمية على أسئلة أبي رواحة العقدية والفقهية" : من جديد رسائل والدي العلمية (http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=2904)

أبو عبد الرحمن لخضر ابن أحمد السبداوي 01-27-2011 07:43 PM

جزاك الله خيرا أخانا رواحة ورفع الله قدر شاعر أهل السنة
ورحم الله العلامة أحمد النجمي وأسكنه الفردوس الأعلى

ويا حبّذا لو يتم رفع الملف الصوتي

رواحة بن أبي رواحة 01-30-2011 07:20 PM

أخي زكريا بارك الله فيك , وأشكر لك مرورك الطيب
أخي أكرم بارك الله فيك وأشكرك على الإفادة والمرور
أخي السبداوي اشكر لك مرورك الكريم


السؤال الخامس:
حديث (سبعة يظلهم الله في ظله) ما المراد بالظل؟
الجواب:
نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى يظلهم في ظله ، والظل معروف في لغة العرب ، ومعلوم أن الشمس تقرب من رؤوس الناس يوم القيامة وأنها تصهرهم بالحرارة وبالعرق حتى إن الإنسان ليصل في عرقه إلى شحمة أذنه، وإلى حلقه ، وإلى إبطه ، وإلى ثدييه، وإلى صدره ، وإلى بطنه ،
وإلى حقويه([1]) ...الخ.
إذاً فهؤلاء الذين أخبر الرسول r أن الله يظلهم في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، يظلهم الله في ظلٍ منه سبحانه وتعالى ، يجعله لهم سبحانه وتعالى.
ولا نقول : كيف هذا الظل ؟ فالظل معروف والله سبحانه يعطيهم ظلاً ، كما أن القبر معروف أنه قبر ما يتسع إلا لجسم الإنسان ، ولكن ثبت في النصوص الشرعية النبوية أن الله
سبحانه وتعالى يوسِّعه على المؤمن سبعين ذراعاً هكذا وهكذا وهكذا([2]).
مُدَاَخَلَةٌ:
ورواية تفسير الظل : " بظل العرش".
الجواب :
يمكن أن يكون في ظل العرش ويمكن أن يكون في غيره بأن يكون في ظل يخلقه الله عز وجل لهم , والله سبحانه وتعالى هو القادر.
مداخلة من الشيخ زيد المدخلي حفظه الله:
الذي أعرف أن هذه الرواية ضعيفة (في ظل العرش)([3]) وأما الرواية التي ذكرتها هي الرواية الصحيحة.
وما هناك شئ مشكل فإن الله تبارك وتعالى يفعل ما يشاء فينشئ لهم ظلاً يظلهم([4]) كما ذكر
الشيخ من حرارة الشمس التي تدنو من الرؤوس ، قدر ميل أو ميلين والظل هذا يظلل الجميع فهو نعمة وإفضال من الله وإحسان لمن يستحقه ولمن أتى بأسبابه.
مُدَاَخَلَةٌ:
هل أفهم من هذا أن المراد بالظل أمران :
الأمر الأول : أنه ظل حقيقي.
الأمر الثاني : أنه ظل مخلوق ينشئه الله ويتفضل به .
فقال الشيخ أحمد حفظه الله:
الحقيقة أن الشمس هي تكون دون العرش ، لا بد أن تكون تحت العرش ، وحرارتها ملامسة لبني آدم والله سبحانه وتعالى يظل الإنسان في أي شيء من عمله ، صدقة تظله قد يكون (إن الله يتقبَّل صدقة العبد إذا كانت من الطيب ، يتقبلها بيمينه وكلتا يدي ربي يمين ، فيربِّيها لأحدكم كما يربي أحدكم فلوَّه ،
حتى تكون اللقمة أعظم من جبل أحد أو قال مثل جبل أحد)([5]).

الحواشي

([1]) إشارة إلى حديث المقداد قال سمعت رسول الله r يقول : ( تُدنى الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل) قال سليم بن عامر الراوي عن المقداد : فوالله ما أدري ما يعني بالميل أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين ؟! فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق ، فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه . ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً) وأشار رسول الله r إلى فيه. أخرجه مسلم برقم (2864)
كتاب : الجنة وصفة نعيمها وأهلها , باب : في صفة يوم القيامة .
قال العلامة النجمي حفظه الله معلقاً على هذا الحديث :يمتنع كونه بمقدار ميل المكحلة لأن الناس يتفاوتون في الطول والقصر , فإذا كان يعتبر بميل المكحلة في أطوالهم فإنه سيكون التفاوت بين الناس في قدر القامات وينتفي أن يكون بالنسبة لكل واحد منهم على هذا القدر وبالله التوفيق .
([2]) إشارة إلى مثل حديث أبي هريرة في عذاب القبر ونعيمه وفيه (ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعاً في سبعين ثم ينور له فيه) أخرجه الترمذي (1071) , قال الألباني في الصحيحة 1391 : إسناده جيد.
([3])أي أن الزيادة المذكورة في حديث السبعة " في ظل العرش" لا تثبت .
قلت : فهذه الزيادة وإن كانت لا تثبت في حديث السبعة إلا أنه قد وردت عدة أحاديث صحيحة في أن المراد بالظل هو ظل العرش منها:حديث أبي قتادة (من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ) أخرجه أحمد (22181) والدارمي (2588) وهو في صحيح الجامع (6576 ) ، وحديث أبي هريرة (من أنظر معسراً أو وضع له أظله الله يوم القيامة تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله) أخرجه أحمد (8647) والترمذي (1303) وهو في صحيح الجامع (6107) وحديث ابن عباس (لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله عز وجل أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة تأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش .. ) الحديث أخرجه أحمد (2392) قلت : وعلى ذلك أقوال أئمة السلف, وقد سمعت شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - يجنح إلى القول بأن المراد بالظل هو ظل العرش لصحة الرواية في ذلك وله في ذلك رسالة نفيسة بعنوان (القول الواضح المبين في المراد بظل الله الذي وعد به المؤمنين العاملين ) حشر فيها الأدلة من النصوص الشرعية وأقوال العلماء المروية المؤكدة في أن المراد بالظل هو ظل العرش والحمد لله .
([4]) قال العلامة العثيمين - رحمه الله - : قوله : "لا ظل إلا ظله" يعني الظل الذي يخلقه وليس كما توهم بعض الناس إنه ظل ذات الرب عز وجل ، فإن هذا باطل لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل ، ففي الدنيا نبني الظل لنا لكن يوم القيامة لا ظل إلا الظل الذي يخلقه سبحانه وتعالى ليستظل من شاء من عباده (شرح الواسطية [2/136])
وقال العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله - موضحاً مقالة العثيمين رحمه الله ودافعاً كيد الخائينين : ونحن نقول : إن هذا الظل لاشك أنه مخلوق لله فالله خالقه وخالق كل شيء ونأخذ عليه أنه لم يضفه إلى العرش كما ورد في الأحاديث الصحيحة ....
إلى أن قال: وابن عثيمين رحمه الله فيما اعتقد أنه لو بلغته أحاديث ظل العرش الصحيحة لسلك مسلك أهل السنة في النصوص القرآنية والنبوية ولصدع بأن هذا الظل هو ظل العرش وحيث لم تبلغه هذه الأحاديث الصحيحة فإنه كما اعتقد فيه أنه اجتهد في ضوء قاعدة السلف في تنزيه الله عن مشابهة المخلوقين في ذواتهم وصفاتهم ، والظلال إنما هي مخلوقة ومن صفات المخلوقين ينزَّه الله عنها ...
إلى أن قال: وموقف الشيخ النجمي يوافق موقف الشيخ ابن عثيمين وينطلق من القاعدة التي انطلق منها ابن عثيمين اهـ من دفع بهت وكيد الخائنين عن العلامة ابن عثيمين رحمه الله 47
([5]) إشارة إلى حديث أبي هريرة مرفوعاً (من تصدَّق بعدْل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل) . خ/1410 كتاب : الزكاة , باب : الصدقة من كسب طيب م/1014كتاب : الزكاة , باب : قبول الصدقة من الكسب الطيب وتربيتها .



رواحة بن أبي رواحة 02-17-2011 06:55 PM


السؤال السادس:
هل يجوز إطلاق الرحمة على كل مما يلي:
أ) من اتهمه أهل العلم بالزندقة ؟ كابن سينا وابن الراوندي وغيرهما ؟.
الجواب:
مثل هؤلاء لا يترحَّم عليهم لأن من مات على الكفر هذا لا ينبغي أن يترحم عليه ولا يُدعى له بالرحمة ، فالله سبحانه وتعالى منعنا من الاستغفار للمشركين فكيف بالملحدين والزنادقة.
ب) من كان كافراً ولا نعلم حاله عند وفاته؟

الجواب:
من كان كافراً ولا نعلم حاله عند وفاته لا يجوز أن نترحَّم عليه إذا علمنا كفره[1].

ج ) من عاش يقارف البدع وربما كان بعضها مكفراً غير أنه في مجتمع جاهلٍ عامي؟

الجواب:
هذا إن كانت بدعته مكفِّرة فلا يجوز أن نترحم عليه ، وفي البدعة المفسقة يجوز الترحُّم عليه ، فصاحب البدعة المفسِّقة حاله كحال أصحاب الكبائر.
د) من اعتقد أو قرر أصولاً تناقض أصول أهل السنة ومات على ذلك؟
الجواب:
هذا قد يكون مبتدعاً بدعة مفسقة ، لأننا ما نقْدر أن نحكم على كل من ابتدع أصولاً تخالف السنة أو أصولَ أهل السنة أننا نحكم عليه بالكفر ، هذا شيء ما ينبغي حتى ننظر في هذه البدعة ، إن رأينا أنها مكفِّرة حكمنا عليه بما كان معروفاً عنه ، وإن رأينا أنها مفسِّقة فيجوز الاستغفار له ، والله سبحانه وتعالى يقول : ) مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ * وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ( ([1]).
مُدَاَخَلَةٌ:
إذاً الأمر ينضبط بعد الحكم على الشخص من حيث النظر إلى ذلك الأصل الذي أصَّله إنْ كان كفراً أو فسقاً ؟
فقال الشيخ حفظه الله : نعم.

يتبع بإذن الله


([1]) سورة التوبة من آية رقم ( 113-114)


[1] قال تعالى :)مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ( . التوبة113

أبو أنس محمد السلفي الليبي 02-18-2011 01:53 AM

بارك الله لكم في جهودكم

وجزاكم الله خيرا

أخانا رواحه

و

شاعرنا أبارواحه


ورحم الله العلامه أحمد بن يحي النجمي وأسكنه الله فسيح جناته

رواحة بن أبي رواحة 03-06-2011 03:10 PM

وأنت بارك الله فيك أخي أبا أنس , وأشكرك على مرورك الكريم

السؤال السابع:
كيف تعرف الملائكة معاصي بني آدم التي هي من عمل القلب مثل الهم بالمعصية والغل والعُجْب وغيرها؟
الجواب:
الله سبحانه وتعالى الذي أوجدهم وأوجدنا وجعلهم معنا ونحن لا نراهم فكما قدر على ذلك فهو قادر على أن يُطلعهم على ما في قلوبنا.
وإذا كان الشيطان يُشمُّ قلب ابن آدم ويعرف رغبته[1] ، وإلى أي شيء يميل، وما هي التي يُمكن أنها تكون سبباً في إضلاله ، إذا كان الشيطان مكَّنه الله من هذا فالملك من باب أولى.
مُدَاَخَلَةٌ:
والذي يفصِّل فيقول : هناك حَفَظةٌ وهناك كَتَبةٌ فهذا الأمر جعله الله عز وجل للكتبة؟
فأجاب الشيخ حفظه الله قائلاً :
الحفظة هم الكتبة {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ}([2]) وصْفاً لهم.
السؤال الثامن:
هل الأنبياء يحتلمون ويتثاءبون وغير ذلك من الأفعال التي تكون من قبل الشيطان؟
الجواب:
الأنبياء لا يحتلمون ، أما كونهم يتثاءبون فما أدري ولا أعرف في هذا شيئاً.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
أقول بأن التثاؤب من الشيطان([3]) وهم معصومون عصمهم الله كما قال النبيr: (كل إنسان معه شيطان قالوا وأنت يا رسول الله قال : وأنا إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير)([4]). يظهر من هذا أنهم لا يتسلطون على الرسل والأنبياء لعصمتهم.
فقال الشيح أحمد حفظه الله :
أقول : التثاؤب يكون أحياناً من الشيطان وأحياناً يكون بسبب التعب والنوم فمن هذه الحيثية لا أدري.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
التوقف طيب التوقف طيب.
مُدَاَخَلَةٌ:
في الخصائص للسيوطي ذكر أن الرسول r لا يتثاءب في حديث أسنده إلى ابن عساكر.[5]
فقال الشيخ أحمد حفظه الله : خيراً إن شاء الله نراجعه.

الحواشي

([1] ) يشير إلى ما أخرجه الحافظ أبو يعلى الموصلي قال : حدثنا محمد بن بحر، حدثنا عدي بن أبي عمَارة، حدثنا زياد النّميري، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشيطان واضع خطمه على قلب ابن آدم، فإن ذكر خَنَس، وإن نسي التقم قلبه، فذلك الوسواس الخناس" .مسند أبي يعلى (7/278،279) وذكره ابن كثير في تفسير سورة الناس وقال : غريب .
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح (8/742): "إسناده ضعيف"؛ وذلك لضعف زياد النميري والكلام في عدي بن أبي عمارة.

([2]) سورة الانفطار آية رقم (10-11)

([3]) إشارة إلى حديث أبي هريرة مرفوعاً (التثاؤب من الشيطان فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال : ها ، ضحك الشيطان). أخرجه البخاري 6223 كتاب : الأدب , باب : ما يستحب من العطاس وما يكره من التثاؤب , ومسلم 2994 كتاب : الزهد والرقائق , باب : تشميت العاطس وكراهية التثاؤب .

([4]) إشارة إلى حديث عبد الله بن مسعود مرفوعاً : ما منكم ممن أحد إلا وقد وكِّل به قرينه من الجن قالوا وإياك يا رسول الله قال : وإياي ، إلا أن الله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير) م/2814 كتاب : صفات المنافقين وأحكامهم , باب : تحريش الشيطان وبعثه سراياه لفتنة الناس وأن مع كل إنسان قريناً .

([5]) لم أقف عليه , ولكن وقفت على ما ذكره الحافظ ابن حجر في آخر كتاب الأدب من فتح الباري حين قال : ومن الخصائص النبوية ما أخرجه ابن أبي شيبة والبخاري في "التاريخ " من مرسل يزيد بن الأصم قال: (ما تثاءب النبى صلى الله عليه وسلم قط ) وأخرج الخطابي من طريق مسلمة بن عبد الملك بن مروان قال : ( ما تثاءب نبي قط ) ومسلمة أدرك بعض الصحابة وهو صدوق .ويؤيد ذلك ما ثبت أن التثاؤب من الشيطان .وقع في "الشفاء لابن سبع " أنه صلى الله عليه وسلم كان لا يتمطى ، لأنه من الشيطان ، والله أعلم .

رواحة بن أبي رواحة 03-29-2011 06:43 PM


السؤال التاسع :
هل شرع من قبلنا شرع لنا؟
الجواب:
الظاهر أن شرع من قبلنا لا يكون شرعاً لنا إلا إذا كان شرعنا يقره ، أما إذا كان شرعنا لا يقره فلا.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
هو كما فصَّلت إن كان شرع من قبلنا يخالف شرعنا فيُطَّرح ويُترك ، وإن كان يوافق شرعنا فيؤخذ به ، وإن كان لا يوافق ولا يخالف فهو ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)([1]).

السؤال العاشر :
هل قول الصحابي أو فعله أو فهمه يكون حجةً يجب العمل به؟
الجواب:
الظاهر هذا ، إذا لم يعارضه قول صحابي آخر ، فإن عارضه قول صحابي آخر أو أكثر من صحابي فهنا ينظر في القولين.
فقال الشيخ زيد حفظه الله :
ينظر في قول الصحابي هل يعارض نصاً من نصوص الكتاب والسنة أو لا يعارضه فإن عارض نصاً قد خفي عليه فهمه فيقدَّم النص على قول الصحابي وهذا قليل نادر ، وإن لم يعارض نصاً فينظر هل يعارضه قول صحابي آخر أو لا يعارضه , فإن كان لا يعارضه قول صحابي آخر فيؤخذ به لأنهم أعلم بالتنزيل وأعلم بمعاني الكتاب والسنة ، وإن عارضه قول صحابي آخر فينظر إلى القولين وأيهما أقرب إلى الدليل فيؤخذ به ويترك الآخر مع الاعتذار لقائله والترضِّي عنه والترحُّم عليه.
السؤال الحادي عشر :
وردت بعض الأدلة في ذكر أسماء لله سبحانه وتعالى مثل : الجميل والوتر والمسعِّر والدهر وغيرها , فما هو الضابط في كون هذا الاسم اسماً لله وعلماً عليه وأنه ينبغي أن يتعبد بالتسمية له به ؟
الجواب:
السلف رحمهم الله قد أخذوا من بعض الأشياء أسماء لله عز وجل وبعضها لم يأخذوا منها أسماء ، والظاهر أن هذا يتوقف على أن ما أشعر بمدح أو كان فيه صفةُ مدْحٍ لله عاليةٌ فهنا يؤخذ منه) وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا([2] ، ولكن ما لم يكن كذلك مثل : (لا شخص أغير من الله)([3]) ومثل شيء )قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ ( [الأنعام : 19] وما أشبه ذلك فيما يظهر أن السلف لم يأخذوا منها أسماء ، كذلك المسعِّر لم يأخذوا منها اسماً لأنها ما تشعر بمدح.
مُدَاَخَلَةٌ:
لكن يا شيخ الأخ قال : الدهر من أسماء الله فهل هو من أسماء الله؟
فأجاب الشيخ أحمد قائلاً:
الدهر ورد في الحديث عن النبي r قال قال الله عز وجل : (يسبُّني ابن آدم يشتمني ابن آدم يسبُّ الدهرَ وأنا الدهرُ أقلِّبُ الدهرَ كيف أشاء)([4]).
فقوله وأنا الدهر : بمعنى أنه هو المتصرِّف فيه وأن الدهر لا يصرِّف نفسه.
فمن سب الدهر فقد سب مصرِّفَه ، إذاً فلا يجوز أن نسب الدهر ، وقوله : أنا الدهر بمعنى أني أنا المتصرِّف فيه.


الحواشي

([1]) إشارة إلى حديث عبد الله بن عمر مرفوعاً : (بلغوا عني ولوا آية وحدثوا عن بني إسرائيل ولاحرج . ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ) خ/3461 كتاب : أحاديث الأنبياء , باب : ما ذكر عن بني إسرائيل .
قال العلامة العثيمين رحمه الله : مسألة هل شرع من قبلنا شرع لنا ؟ والجواب : وذلك أن ما سبق من الشرائع إما أن يوافق شريعتنا فهو حق نتبعه وهذا بالإجماع ، وإما أن يخالف شريعتنا فلا نعمل به بالاتفاق لأنه منسوخ ، وما لم يرد في شرعنا مخالفته ولا موافقته فهذا محل الخلاف ، فمن أهل العلم من قال إنه شرع لنا ، ومنهم قال إنه ليس بشرع لنا ولكل دليل وتفصيل ذلك في أصول الفقه اهـ بتصرف من شرح الأربعين.


([2]) الأعراف 180

([3]) أخرجه مسلم 1499كتاب اللعان من حديث المغيرة بن شعبة في قصة سعد بن عبادة , وأخرجه أحمد (17826)

(4) إشارة إلى حديث أبي هريرة عن النبي r قال قال الله تعالى : ( يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار) خ/4826 باب 45 سورة الجاثية م/2246كتاب : الألفاظ من الأدب وغيرها , باب : النهي عن سب الدهر, وفي رواية : (لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر) م/2246.


أبو عبد الله رشيد المسلم 03-30-2011 06:16 PM


بارك الله فيك أخانا رواحة الجميل وأحسن اليك


أبو عبد الله بلال يونسي 03-31-2011 01:35 AM

اللهم بارك جمع علماؤنا بين دقة الفهم وقوة العلم وصلاح النفس وكبير الورع

وأنت جزاك الله عنا خير الجزاء شيخنا الكريم ولك مثلها أخي رواحة الحبيب على ما تنزله هنا من غرر الدرر

أبو عبد الرحمن أسامة الجزائري 03-31-2011 10:01 AM

اللهم بارك جمع علماؤنا بين دقة الفهم وقوة العلم وصلاح النفس وكبير الورع
آمين... آمين... آمين
وأنت جزاك الله عنا خير الجزاء شيخنا الكريم ولك مثلها أخي رواحة الحبيب على ما تنزله هنا من غرر الدرر

رواحة بن أبي رواحة 04-09-2011 04:15 PM

أساتذتي الكرام
رشيد ويونسي وأسامة
أشكر لكم مروركم الكريم وكلامك الجميل
وبارك الله فيكم


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي

Security byi.s.s.w