|
كاتب الموضوع | رواحة بن أبي رواحة | مشاركات | 26 | المشاهدات | 23003 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
"الأجوبة النجمية على أسئلة أبي رواحة العقدية والفقهية" : من جديد رسائل والدي العلمية
الأجوبة النجمية عن أسئلة أبي رواحة العقدية والفقهية ( المجلس الأول والثاني) أعدَّ الأسئلة وقدَّمها وفرَّع مادتها ودوَّن حاشيتها: أبو رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر آل خمج اليماني أصلح الله ذريته أجاب عليها وراجعها وأذن بنشرها فضيلة الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم إذن العلامة أحمد النجمي بطباعة هذه الرسالة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد: فقد قرأ علي الشيخ عبد الله بن عيسى الموري أبو رواحة هذه الأسئلة وأجوبتها , وطلب مني الإذن له في طبعها ونشرها , فأذنت له في ذلك لتعم فائدتها لمن قرأها وسمعها , والله الموفق والمعين . بسم الله الرحمن الرحيم بين يدي الرسالة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد: فهذه بعض الأسئلة العقدية والفقهية كنت قد جمعتها في فترة سابقة ، فلما سنحت لي الفرصة قمت بإلقائها على صاحب الفضيلة شيخنا العلامة: أحمد بن يحيى النجمي - حفظه الله - مفتي جنوب المملكة وكان ذلك في لقاءين: اللقاء الأول : سجِّل بتاريخ يوم الثلاثاء لأربع خلت من شهر ذي الحجة من عام 1421هـ بالعزيزية – مكة المكرمة. اللقاء الثاني : سجِّل بتاريخ يوم السبت الموافق للتاسع من شهر ربيع الأول من عام 1424هـ بمنزله حفظه الله بقرية النجامية. ولما كان اللقاء الأول قد حضره صاحب الفضيلة الشيخ : زيد بن محمد بن هادي المدخلي حفظه الله . فقد شارك في الإجابة على بعض الأسئلة وأضاف فوائد هامة يراها القارئ الكريم – إن شاء الله – مشاراً إليها في مواضعها. هذا وقد سجَّلت هذين اللقاءين في شريطين ، وكنت ساعتها يراودني أملٌ أن أفرِّغهما يوماً من الدهر في رسالة مستقلة ثم أعلِّق عليها وأوثِّق نصوصها لأقدِّمها للطبع بعد عرضها على أهل العلم لتعم فائدتها. وها هو قد جاء اليوم الذي ترى فيه هذه الرسالة النورَ بعد مرور فترة زمنية طويلة من حين ولادتها فلله الحمد والمنة. وبحمد الله تعالى أن هذا اللقاء هو واحد من جملة اللقاءات التي سجَّلتها مع أهل العلم الأكارم ضمْن رحلتي العلمية إلى بلاد الحرمين حرسها الله وقد قال الشافعي رحمه الله: تغرَّبْ عن الأوطان في طلب العلى * * * وسافر ففي الأسفار خمس فوائد تفرُّج هم واكتسـاب معيشـةٍ * * * وعلـمٌ وآداب وصحبةُ ماجـدِ فالرحلة في طلب العلم مهيع قد سلكه السلف ، وكنز موروث ينبغي أن يحافظ عليه الخلف. وختاماً : فإني قد توَّجت هذه الرسالة بترجمة مختصرة للعلامة أحمد بن يحي النجمي –شفاه الله- والله أسأل جل وعلا أن يتوِّج عملي هذا بالإخلاص والصلاح وأن يكلِّل عاقبته بالفوز والفلاح ، فهو حسبي ونعم الوكيل. وكتبــه: أبو رواحه عبد الله بن عيسى بن أبكر آل خمج الموري اليماني حُرِّر في مساء يوم الخميس الموافق للثامن من شهر الله المحرم عام 1426هـ بمحل إقامته في حي الصفا – جدة– السعودية ترجمة مختصرة للعلامة أحمد بن يحي النجمي حفظه الله * اسمه ونسبه : هو الشيخ العلامة .. والإمام الفهامة، مفتي الجنوب.. وحبيب القلوب، الزاهد الورع.. والشيخ المعمَّر ، نجم النجامية .. وأبو المحاسن المتوالية، ذو الأخلاق الرائعة .. والنصائح الجامعة .. والتآليف النافعة ، صاحب الفضيلة : أحمد بن يحي بن محمد بن شبير النجمي السني السلفي - حفظه الله , ومن كل بلاء عافاه - . * بلد نشأته وتاريخ مولده: كانت ولادته في آخر عام 1346هـ بقرية النجامية – إحدى قرى جازان – إذ بها نشأ وترعرع ، ودرس القرآن في الكتاتيب ثلاث مرات قبل مجيء شيخه عبد الله بن محمد القرعاوي رحمه الله . * تعلمه وتعليمه والمناصب التي أنيط بها كاهله : أ – فحين جاء شيخه القرعاوي كانت قد تأسست المدرسة السلفية بصامطة عام 1359هـ وكان قد تردد إليها غير أنه لم يستمر بها . ب-وفي عام1360هـ وتحديداً في شهر صفر دخل تلك المدرسة السلفية وواصل الدراسة بها . ج- وفي عام 1365هـ عيَِّنه الشيخ القرعاوي مدرساً بقريته ومسقط رأسه النجامية . بمسجده الذي بجانب بيته فكان يدرِّس فيه مع مواصلة الدراسة بالمدرسة السلفية . د- وفي عام 1372هـ عيِّن إماماً ومعلماً بمسجد أبي سبيله جهة العارضة مكث بها قدر سنتين . هـ - وعندما فتح المعهد العلمي بصامطة في مستهل عام 1374هـ عيِّن به مدرساً مع الشيخ حافظ بن أحمد حكمي والشيخ ناصر خلوفة وآخرين . فدرس بذلك المعهد عشر سنوات ثم استقال من التدريس به في 11/3/1384هـ و- وقد كانت نفس الشيخ النجمي تواقة إلى أن يلتحق بالجامعة الإسلامية مدرسا ًرغبة منه حفظه الله في الإتصال بالعلامة محمد ناصر الدين الألباني وسماحة الإمام عبد العزيز بن باز الذي كان رئيساً للجامعة الإسلامية ليأخذ عنهما رحمهما الله غير أنه لم يقدِّر الله له ذلك . ز- فالتحق بالدعوة والإرشاد فعيِّن واعظاً ومرشداً بعدة قرى ( صامطة والموسَّم والمسارحة وأبي عريش) فأخذ يتجول بين تلك المناطق للوعظ والإرشاد قرابة ثلاث سنوات . إلا أنه أرهقته الأسفار خلال هذه المدة فطلب الرجوع إلى المعاهد مرة أخرى . ح- فصدر قرار بإرجاعه إلى المعاهد مدرساً بها مرة أخرى غير أنه في أول السنة لم يتحصَّل على تعيين بصامطة فعيِّن بمعهد جازان فبقي به في العام الدراسي 1387- 1388 هـ ط – وبعد نهاية هذا العام الدراسي نُقل إلى معهد صامطة العلمي فلبث به إلى أن احُيل إلى التقاعد عام 1410هـ . ي- وبعد ذلك لم ينقطع حفظه الله عن التدريس والحمد لله فقد واصل فيه على طريقة الحلقات العلمية المقامة في المساجد ، والله أسأل أن يختم له بخير ما يختم لعباده الصالحين . اهـ بتصرف [1] تآليفه -حفظه الله -وآثاره العلمية : لم تكن جهود العلامة النجمي حفظه الله مقصورةً على التدريس والتعليم والوعظ والإرشاد , بل كانت له جهود مباركه في الكتابة والتأليف فمن ذلك : - المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد والأعمال . - رد الجواب على من طلب مني عدم طبع الكتاب . - الرد الشرعي المعقول على المتصل المجهول . - تأسيس الأحكام على ما صح عن خير الأنام بشرح أحاديث عمدة الأحكام في ثلاثة أجزاء . ولم يكتمل الشرح بعد . - تنزيه الشريعة عن إباحة الأغاني الخليعة . - أوضح الإشارة في الرد على من أباح الممنوع من الزيارة . - الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد الذي ألفه شيخ الإسلام محمد . - الفتاوى الجلية عن أسئلة المناهج الدعوية . - إرشاد الساري في شرح السنة للبربهاري . في حين أن هناك رسائل مطبوعة لم أعرِّج عليها ورسائل أخرى لم تطبع بعد أو لم يكتمل شرحها , وهناك رسائل ومؤلفات لم أطَّلع عليها ولكن فيما ذكرته الكفاية , وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه . [1] من ترجمته المختصرة التي نقلها عنه مباشرة حسن بن محمد بن منصور دغريري كما في مقدمة هدي الساري في شرح السنة للإمام البربهاري ص19 -ص23
الموضوع الأصلي :
صدر حديثاً "الأجوبة النجمية على أسئلة أبي رواحة العقدية والفقهية" : من جديد رسائل والدي العلمية
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
رواحة بن أبي رواحة
التعديل الأخير تم بواسطة رواحة بن أبي رواحة ; 02-13-2012 الساعة 11:31 PM. |
#2
|
|||
|
|||
يتبع بإذن الله وسيتم تنزيله على حلقات ,
وأرجو من إخواني الأعضاء الأفاضل أن يضيفوا كلام العلماء عند كل مسألة يمكن الوقوف عندها من مسائل هذه الرسالة التي سأقوم بإنزالها على مراحل كما ذكرتُ سابقاً حتى تعم الفائدة . والله الموفق التعديل الأخير تم بواسطة الشاعر أبو رواحة الموري ; 01-25-2011 الساعة 11:53 AM. |
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا أخي رواحة.
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخانا رواحة,وجعل ما تنشره أزهارا فواحة.
|
#5
|
|||
|
|||
أساتذتي الكرام أشكر لكم مروركم الطيب
|
#6
|
|||
|
|||
المجلس الأول وكان في يوم الثلاثاء لأربع خلت من شهر ذي الحجة عام 1421هـ بالعزيزة - بمكة المكرمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد: فنحمد الله تعالى على هذا اللقاء المبارك مع شيخنا الفاضل أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله تعالى ، وعندنا بعض الأسئلة ومنها: السؤال الأول : حديث " إن كان الشؤم في شيء ففي الدار والمرأة والفرس "([1]) فهل يؤخذ منه جواز التشاؤم في هذه الأشياء الثلاثة؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالنبي r نهى عن التشاؤم وكان يحب الفأل([2]) صلوات الله وسلامه عليه, فينبغي للإنسان أن لا يتشاءم لأن الشؤم من صفات المشركين والخرافيين. وعلى المسلم أن يكون متوكِّلاً على الله عز وجل)وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (([3]) ، ) وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(([4]). وهذا هو الذي ينبغي للمسلم ، أما الفأل فالنبي r كان يتفاءل وتعجبه الكلمة الطيبة التي تدل على الخير([5]) ، (ولما جاء سهيل بن عمرو يوم الحديبية قال النبيr سهُل أمركم)([6]) فكان الأمر كذلك والحمد لله. السؤال الثاني: هل شرطية العدد بسبعة أشواط في طواف العمرة مستقر أيضاً في طواف النفل؟ الجواب: لا شك أن التطوع في الطواف لا بد أن يكون بسبعة أشواط ، ولا ينبغي أن يتنفل بأقل من ذلك ، بل الذي ينبغي للمسلم أنه إذا أراد أن يتطوع بطواف بالبيت الحرام فعليه أن يطوف سبعة أشواط ويصلي صلاة الطواف ركعتين ، ثم إذا أراد أن يعود مرة أخرى فعل كذلك. مُدَاَخَلَةٌ : فهل له أن يَرْمُل؟ الجواب: لا ، الرَّمَل إنما يكون في طواف القدوم فقط. السؤال الثالث: ما حكم قول الرجل : مالي بعد الله إلا أنت؟ وما الرد على من يقول : إن ذلك يتعارض مع قوله تعالى : ) لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ (([7]). الجواب: قوله : ما لي بعد الله إلا أنت ، كونه يقول : بعد الله هذا نوعاً ما محتمل ، ولكن ينبغي أن يقول : ما لي إلا الله ثم أنت ، ليرتِّب بثم. السؤال الرابع: عبارة (إن الله على ما يشاء قدير). ينتقدها بعض أهل العلم لأنها توحي بعدم قدرة الله على الذي لا يشاؤه ، فإن كان ذلك صحيحاً فكيف يكون توجيه قوله تعالى :) وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ(؟ وقول النبي r في صحيح مسلم: (إني على ما أشاء لقادر) ؟ . الجواب: الله سبحانه وتعالى له القدرة التامة وله المشيئة النافذة ، فهو يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وقد منح عباده شيئاً من القدرة ، وشيئاً من المشيئة ، فهم يستطيعون على ما منحهم ، ويمتنع عليهم ما لم يمنحهم ، والله سبحانه وتعالى قد أخبرنا على لسان رسوله r أن (ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن)([8]).إذاً فالأمر مرتبط بمشيئة الله سبحانه وتعالى وقدرته([9]). مُدَاَخَلَةٌ : هل هناك فرق بين الإرادة والمشيئة؟ الجواب: الإرادة تشمل الإرادة الكونية والإرادة الشرعية ، والمشيئة قريبة منها. فالإرادة الشرعية والمشيئة الشرعية هي التي جاءت على ألسنة الرسل ، وأما الإرادة الكونية والمشيئة الكونية فهي التي كتبها الله في اللوح المحفوظ. يتبع بإذن الله الحواشي ([1]) خ/5772 كتاب الطب باب لا عدوى م/2225كتاب السلام باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم من حديث ابن عمر.
([2]) إشارة إلى مثل حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً (لا عدوى ولا هامة ولا طيرة وأحب الفأل الصالح) م/2223 كتاب السلام باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم . , ([3])آل عمران : 122و إبراهيم 11و التوبة 51 ([4]) المائدة : 23 ([5]) فعن أنس قال قال رسول الله r : (لا عدوى ولا طيرة ويعجبني الفأل قالوا : وما الفأل : قال (الكلمة الطيبة) ). خ/5776كتاب الطب باب لا عدوى م/2224كتاب السلام باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم . ([6]) إشارة إلى قصة يوم الحديبية وفيها قال معمر أخبرني أيوب عن عكرمة أنه لما جاء سهيل بن عمرو قال النبي r : (قد سهل لكم من أمركم ..) خ/2731كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط. ([7]) سورة الروم آية (4) . ([8]) أخرجه أبو داود (5075) من طريق عبد الحميد مولى بني هاشم أن أمه حدثته وكانت تخدم بنات النبي r أن ابنة النبي r حدثتها عن النبي r .. الحديث ، وأم عبد الحميد مجهولة والحديث ضعَّفه الشيخ الألباني في ضعيف أبي داود (1080) وفي التحقيق الثاني للمشكاة 2330 قال الشيخ الألباني عن عبد الحميد وأمه : وهما مجهولان ، كما قال الذهبي أهـ قلت : فإذا لم يصح إسناد هذا الحديث فالأمة على صحة معناه والعمل به . ([9]) كما قال تعالى : ) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ( التكوير آية (29). التعديل الأخير تم بواسطة رواحة بن أبي رواحة ; 01-24-2011 الساعة 03:02 PM. |
#7
|
|||
|
|||
رحم الله الامام النجمي
وبارك الله في الشيخ أبي رواحة |
#8
|
|||
|
|||
اللهم آمين
شكرا لمرورك أخي فتحي |
#9
|
||||
|
||||
ما شاء الله
رسالة ماتعة وفوائد طيبة رحم الله العلامة النجمي رحمة واسعة وجزى الله أبا رواحة خير الجزاء
__________________
.....التوقيع..... دعواتكم الصالحه أخواني
|
#10
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا أخانا رواحة وبارك فيكم على هذا النقل
ورحم الله علامة الجنوب الإمام العلامة أحمد بن يحيى النجمي وغفر له وأسكنه فسيح جنانه وحفظ الله والدكم الشاعر أبا رواحة ووفقه لكل خير. وبناء على رغبتك في إضافة كلام العلماء على هذه المسائل فهذه فتوى لسماحة الإمام محمد بن صالح العثيمين رحمه الله عن السؤال الرابع. اقتباس:
فأجاب بقوله : هذا لا ينبغي لوجوه : الأول: أن الله – تعالى – إذا ذكر وصف نفسه بالقدرة لم يقيد ذلك بالمشيئة في قوله – تعالى-:"ولو شاء الله لذهب بسمعهم وأبصارهم إن الله على كل شئ قدير" وقوله:" ألم تعلم أن الله على كل شئ قدير" وقوله : " ألم تعلم أن الله له ملك السموات والأرض " فعمم في القدرة كما عمم في الملك وقوله :" ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء والله على كل شئ قدير " فعمم في الملك والقدرة ، وخص الخلق بالمشيئة ، أما القدرة فصفة أزلية أبدية شاملة لما شاء وما لم يشأه ، لكن ما شاءه سبحانه وقع وما لم يشأه لم يقع والآيات في ذلك كثيرة . الثاني : أن تقييد القدرة بالمشيئة خلاف ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم،وأتباعه فقد قال الله عنهم : " يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم يقولون ربنا أتمم لنا نورنا واغفر لنا إنك على كل شئ قدير " ولم يقولوا (إنك على ما تشاء قدير ) ، وخير الطريق طريق الأنبياء وأتباعهم فإنهم أهدى علماً وأقوم عملاً . الثالث : أن تقييد القدرة بالمشيئة يوهم اختصاصها بما يشاؤه الله – تعالى – فقط ، لا سيما وأن ذلك التقييد يؤتى به في الغالب سابقاً حيث يقال: (على ما يشاء قدير) وتقديم المعمول يفيد الحصر كما يعلم ذلك في تقرير علماء البلاغة وشواهده من الكتاب والسنة واللغة ، وإذا خصت قدرة الله – تعالى – بما يشاؤه كان ذلك نقصاً في مدلولها وقصراً لها عن عمومها فتكون قدرة الله – تعالى ناقصة حيث انحصرت فيما يشاؤه ، وهو خلاف الواقع فإن قدره الله – تعالى- عامة فيما يشاؤه وما لم يشأه ، لكن ما شأه فلابد من وقوعه ، وما لم يشأه فلا يمكن وقوعه . فإذا تبين أن وصف الله – تعالى – بالقدرة لا يقيد بالمشيئة بل يطلق كما أطلقه الله – تعالى – لنفسه فإن ذلك لا يعارضه قول الله – تعالى - : " وهو على جمعهم إذا يشاء قدير" فإن المقيد هنا بالمشيئة هو الجمع لا القدرة، والجمع فعل لا يقع إلا بالمشيئة ولذلك قيد بها فمعنى الآية أن الله تعالى قادر على جمعهم متى شاء وليس بعاجز عنه كما يدعيه من ينكره ويقيده بالمشيئة رد لقول المشركين الذي قال الله – تعالى – عنهم :" وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم إلا أن قالوا ائتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ، قل الله يحييكم ثم يميتكم ثم يجمعكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه ولكن أكثر الناس لا يعلمون " فلما طلبوا الإتيان بآبائهم تحدياً وإنكاراً لما يجب الإيمان به من البعث ، بين الله – تعالى – أن ذلك الجمع الكائن في يوم القيامة لا يقع إلا بمشيئته ولا يوجب وقوعه تحدي هؤلاء وإنكارهم كما قال الله – تعالى - : " زعم الذي كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا والله بما تعملون خبير يوم يجمعكم ليوم الجمع ذلك يوم التغابن " والحاصل أن قوله – تعالى - : " وهو على جمعهم إذا يشاء قدير" . لا يعارض ما قررناه من قبل لأن القيد بالمشيئة ليس عائداً إلى القدرة وإنما يعود إلى الجمع . وكذلك لا يعارضه ما ثبت في صحيح مسلم في كتاب(الإيمان ) في (باب آخر أهل النار خروجاً ) من حديث ابن مسعود ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر من يدخل رجل ) فذكر الحديث وفيه أن الله – تعالى – قال للرجل : " إني لا استهزئ منك ولكني على ما شاء قادر " وذلك لأن القدرة في هذا الحديث ذكرت لتقدير أمر واقع والأمر الواقع لا يكون إلا بعد المشيئة ، وليس المراد بها ذكر الصفة المطلقة التي هي وصف الله – تعالى – أزلا وأبدلاً ، ولذلك عبر عنها باسم الفاعل ( قادر) دون الصفة المشبهة ( قدير ) . على هذا فإذا وقع أمر عظيم يستغرب أو يستبعد قالوا قادر على ما يشاء ، يجب أن يعرف الفرق بين ذكر القدرة على إنها صفة لله – تعالى – فلا تقيد بالمشيئة ، وبين ذكرها لتقدير أمر واقع فلا مانع من تقييدها بالمشيئة ، لأن الواقع لا يقع إلا بالمشيئة ، والقدرة هنا ذكرت لإثبات ذلك الواقع وتقدير وقوعه ، والله – سبحانه – أعلم . اهـ والفتوى في كتاب المناهي اللفظية. وبنحو هذا قال الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله في شرحه للعقيدة الطحاوية وبارك الله فيكم |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.