قال عبد الله بن مسعود : (( إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا ً فلا تكونوا أعوانا ً للشيطان عليه أنتقولوا اللهم ألعنه ، ولكن سلوا الله له العافية فإنا أصحاب محمد صلى اللهعليه وسلم ، كنا لا نقول فى أحد شيئا ً حتى نعلم على ما يموت فإن ختم لهبخير علمنا أو قال رجونا أن يكون قد أصاب خير ، وإن ختم له بشر خفنا عليهعمله )) .
قال عمر بن الخطاب : (( لا تسأل عما لم يكن حتى يكون ، فإن فيما كان منعة عما لم يكن )) . - قال عمر بن الخطاب : (( من كتم سره كانت الخيرة فى يده )) . قال عمر بن الخطاب : (( ما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه )) . يزيد العمل إذا أًثنى عليه ، وينقص إذا ذم به . قال ابن تيمية : (( إذالم تجد للعمل حلاوة فى قلبك وانشراحا ً فاتهمه ، فإن الرب تعالى شكور ،يعنى أنه لا بد أن يثبت العامل على عمله فى الدنيا ، حلاوة يجدها فى قلبهوقوة انشراح وقرة عين ، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول )) . قال على ابن أبى طالب : (( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهمابنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليومعمل ولا حساب وغدا ً حساب ولا عمل )) . قال عيسى ابن مريم عليه السلام : (( من ذا الذى يبنى على موج البحر ؟ ! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا ً )) . قال بعض العباد : (( لما علمت أن ربى عز وجل يلى محاسبتى ، زال عنى حزنى ، لأن الكريم إذا حاسب عبده تفضل )) . إن مستوى النعيم من هذه الدنيا معروف ، ومستوى النعيم هناك يليق بالخلود ، فأين مجال من مجال ؟ وأين غاية من غاية . قال يحيى بن معاذ : (( الدنيا خراب ، وأخرب منها : قلب من يعمرها ، والآخرة دار عمران ، وأعمر منها : من يطلبها )) . الذنوب تغطى على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، ومن علم ضرر الذنب أستشعر الندم . يقول أحد الصالحين : (( هل راقبنا الله فيما انتشر من الذنوب من : أكل الربا ، والمعاونة عليه ،وأخذ الرشوة وإعطائها ، ومن الولوغ فى أعراض الناس بالغيبة والنميمة ، فىذنوب لا يحصيها محص ولا يعدها عاد ؟ )) . قال ابن سيرين : (( ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم وتكتم خيره )) . الجنة مطلب يستحق المنافسة . يا من قد وهى شبابه ،وامتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت ! أما علمت أنالنار لعصاه خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة حجبعنها ، والدمعة تطفيها . قيل : (( إذا كنت ذاقلبين ، فدونك اجعل أحدهما للدنيا وأحدهما للآخرة ، وإن كنت ذا قلب واحدفاجعله لأولى الدارين بالنعيم والمقام ، والإبقاء والإنعام )) . يقول ابن تيمية : (( من وجد فى نفسه حسدا ً لغيره ، فعليه أن يستعمل معه التقوى ، والصبر ، فيكره ذلك فى نفسه )) . لنرحم هذه القلوب ،ولنحملها على طاعة الله بإكثار قراءة القرآن ومدارسته ، وكثرة النوافلوالعبادات ، وكثرة الصدقة ، وذكر الله عز وجل ، حتى نلقى الله بقلوب سليمة . كانت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه تقول : (( يا ليتنى كنت نسيا ً منسيا ً )) . كم نظرة تحلو فى العاجلة ،مرارتها لا تُطاق فى الآخرة ، يا ابن آدم قلبك قلب ضعيف ، ورأيك فى إطلاقالطرف رأى سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام . قال أحد الحكماء : (( المقابر ملئى بأناس حسبوا أن الدنيا لن تسير بدونهم )) . قال رجل لأبن سماك : (( عظنى . فقال : احذر أن تقدم على جنة عرضها السماوات والأرض وليس لك فيها موضع قدم )) . قال بعض السلف : (( الصلاةكجارية تُهدى إلى ملك من الملوك ، فما الظن بمن يهدى جارية شلاء أو عوراء ،فكيف بصلاة العبد والتى يتقرب بها إلى الله )) . من رضى بالحظ الخسيس من عاجل الدنيا ، بقى عن نفيس الآخرة . قالت أخت عمر بن عبد العزيز : (( البخيل كل البخيل : من بخل على نفسه بالجنة )) . قال حكيم : (( إذا سألتكريما ً حاجة فدعه يفكر ، فإنه لا يفكر إلا فى خير ، وإذا سألت لئيما ًحاجة فعاجله ، لئلا يشير عليه طبعه ألا يفعل )) . قال الخليل بن أحمد : (( الرجال أربعة : فرجل يدرى ويدرى أنه يدرى ، فذلك عالم فاسألوه ، ورجل يدرىولا يدرى أنه يدرى ، فذلك غافل فأيقظوه ، ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى ،فذلك جاهل فعلموه ، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى ، فذلك أحمقفاجتنبوه )) . أين ندمك على ذنوبك ؟ أينحسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذى بالذنب نفسك ، وتضيع يومك تضييعك أمسك ،لا مع الصادقين لك قدم ، ولا مع التائبين لك ندم ، هلا ّ بسط فى الدجى يدا ًسائلة ، وأجريت فى السحر دموعا ً سائلة . تحب أولادك طبعا ً فأحببوالديك شرعا ً ، وارع أصلا ً أثمر فرعا ً ، واذكر لطفهما بك وطيب المرعىأولا ً وأخيرا ً ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، واستغفر لهما واقض عنهماالدّين . انتبه الحسن ليله فبكى ،فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : (( ذكرت ذنبا ً فبكيت ! يامريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء )) . ألك عمل إذا وضع فى الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، واللب يُثقل الكفة لا القشر . يا من عمله بالنفاق مغشوش، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى المنقوش ،فإذا هممت بالمعاصى فاذكر يوم النعوش ، وكيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش . الدنيا فى إدبار ، وأهلها منها فى استكثار ، والزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم . إلى كم أعمالك كلها قباح ،أين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجسادإما فى غدو وإما فى رواح ، وسيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفى هذا شك أمالأمر مزاح . الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينما هم على غواربها ألقتهم فوطئتهم بمناسمها . قالت عائشة رضى الله عنها : (( طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفارا ً كثيرا ً )) . يا طالب الجنة ! بذنبواحد أخرج أبواك منها ، أتطمع فى دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأ ًتنقضى بالجهل ساعاته ، وتذهب بالمعاصى أوقاته ، خليق أن تجرى دائما ً دموعهفى الدجى هجوعه . سمعوا أعرابيا ً وهومتعلق بأستار الكعبة يقول : (( اللهم إن استغفارى مع إصرارى للؤم ، وإن تركى استغفارك مع علمى بسعة عفوك لعجز ، فكم تتحبب إلى ّ بالنعم مع غناك عنى ، وكم أتبغض إليك ، يا من إذا وعد وفـّى ، وإذا أوعد عفا ، أدخل عظيم جرمى فى عظيم عفوك يا أرحم الراحمين )) . قال الحسن : (( إن المؤمن يصبح حزينا ً ويمسى حزينا ً ولا يسعه غير ذلك ، لأنه بين مخافتين : بين ذنب قد مضى لا يدرى ما الله يصنع فيه ، وبين أجل قد بقى لا يدرى ما يصيب فيه من المهالك )) . قال المفضل بن غسان الغلابى : (( كان عمر بن العزيز – رحمه الله – لا يجف دمعه من هذا البيت : ولا خير فى عيش امرىء لم يكن له من الله فى دار القرار نصيب يقول عمر بن الخطاب : (( ليس العاقل من عرف الخير من الشر ، وإنما من عرف خير الشرين )) . قال لقمان لأبنه : (( أى بنى عود لسانك : ( اللهم اغفر لى ) فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا ً )) . قال أبو الدراء : (( إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كأحدهم )) . دواء القلب الرضا بلقضاء . ذل المرء فى الطمع والعزة فى القناعة . هم السعيد آخرته ، وهم الشقى دنياه . لا صواب مع ترك المشورة . عليك بإخوان الصدق ، فعش فى أكنافهم ، فإنهم زين فى الرخاء ، وعدة فى البلاء . يقول على رضى الله عنه : (( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض )) . قال على رضى الله عنه : (( ارفعوا أفواج البلاء بالدعاء )) . قال أنس بن مالك : (( لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لم يهلك مع الدعاء أحد )) . قال يحيى بن معاذ رحمه الله : (( حسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات ، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة السيئات )) . قال الحسن البصري : (( " إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازددت من إحداهما قربا ازددت من الآخرة بعدا، الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن )) |
اثار السلف في اهل الاهواء واهل البدع • قال عبد الله ابن مسعود: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم". • قال عبد الله ابن عباس: " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية". • قال الإمام مالك: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا قد خان الرسالة لان الله تعالى يقولاليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دين" • بلغ عبد الله بن عمر أن معبد الجهني قد ابتدع بدعة القدر فكان يقول"انه لا قدر وان الأمر أنف" فقال ابن عمر: "أخبرهم أني برئ منهم وأنهم براء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر" • قال أبو حنيفة : " عليك بالأثر، وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة". • قال الإمام الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل ، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام . • جاء عن أيوب السختياني انه قال: قال لي سعيد بن جبير: رأيتك مع طلق (وكان مبتدعاً)، قلت: بلى، فما باله؟ قال: لا تجالسه فإنه مرجئ. • قال الحميدي (شيخ البخاري): والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحب إلي من أغزو عدتهم من الأتراك". • وكان طاووس بن كيسان يحذر من معبد الجهني _ القدري _ باسمه ويقول: "احذروا معبد الجهني فانه قدري". • قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي (التطوع) ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل ..! • وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل علي أن أقول فلان كذا وكذا، فقال رحمه الله:"إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم". • وكان إذا ذكر عنده الكرابيسي يقول: لايغرنك تنكيس رأسه، ذلك يقول كذا وكذا.. لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه .. هتكه الله ..الخبيث !!! • وكان شيخ السلام ابن تيميه يقول: " الراد على أهل البدع مجاهد". • وقال يحيى بن يحيى: "الذب عن السنة أفضل من الجهاد". • قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني وهو يصف أهل السنة والجماعة: "ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ......واتفقوا على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم والتقرب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم". • وقال شيخ الإسلام ابن تيميه عن الشيعة الروافض: "ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة ... وانضمت إلى الرافضة الإسماعيلية والنصيرية(العلوية) وأنواعهم من القرامطة والباطنية والدرزية وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق. • وقال عنهم أيضا: "الروافض هم أكذب طوائف أهل الأهواء(البدع) وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد منهم. • قال الإمام الآجري: ".... وبعد هذا نأمر بحفظ السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين مثل مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل ومن كان على طريقة هؤلاء العلماء، ونبذ من سواهم ولا نناظر ولا نجادل ولا نخاصم، وإذا لقي صاحب بدعة في طريق أخذ غيره وإن حضر مجلسا هو فيه قام عنه". • قال الفضيل بن عياض: " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام" . • وقال أيضا: "لا يمكن لصاحب سنة أن يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق". • وقال: "من تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بالإسلام..!". • وقال إبراهيم بن مسرة: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام..!". • قال ابن عون: "من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع". • ولما قدم سفيان الثوري البصرة سأل عن الربيع بن صبيح قال: أي شئ مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة، قال: ما بطانته؟ قالوا: أهل القدر، قال: هو قدري !. • قال الإمام البغوي: "وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته وسنة أصحابه رضي الله عنهم فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا أو يتهاون بشيء من السنة أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حيا وميتا فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ حتى يترك بدعته ويرجع إلى الحق. • قال الإمام الشاطبي: "وأيضا فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إليهم بالقتل فما دونه وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم". • قال الإمام الذهبي: " أكثر السلف على هذا التحذير". • قال الإمام ابن بطة العكبري الخليلي عن أهل البدع: "هم أشد فتنة من الدجال وكلامهم ألصق من الجرب وأحرق للقلوب من اللهب فلا تجالسوهم". • قال الفضيل بن عياض: "من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة..!". • قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فساق أهل السنة خير من عبّاد أهل البدع". • وقال أيضا: "فساد أهل البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء". • وقال في موضع آخر: " وهذه حقيقة قول السلف والأئمة أن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا". • قال الحسن البصري: " أترغبون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه كي يحذره الناس". • وقال أيضا: "ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته". • قال الإمام ابن الجوزاء: " لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أصحاب الأهواء". • وقال يونس بن عبيد: " لأن يصاحب ابني شاطراً(قاطع طريق) أحب إلي من أن يصاحب مبتدعاً". • وقيل له ذات مرة : كيف أصبحت ؟ قال رحمه الله: أصبحت بشر .. وقعت عيني على مبتدع..!!". . وقيل له أيضاً: إن ابنك الصغير يلعب بالطيور، قال: لعل ذلك يشغله عن مصاحبة مبتدع..!!. البربهاري : [ إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا ، وهو على السنة ، فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمشي معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه ] . شرح السنة : 124 رقم 149 .قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : " لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/453]. قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: " من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل" [أخرجه الدارمي 1/68]. قال أبو قلابة : " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436]. قال عمران القصير: " إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت" [أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405]. قال سلام بن أبي مُطيع : " إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/440]. قال أسماء بن عبيد : " دخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث. قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومانِّ عني أو لأقومنَّ. قال: إني خشيت أن يقرآ عليَّ آية فيحرفاها فيقرَّ ذلك في قلبي" [أخرجه الدارمي 1/81]. . قال محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه" [أخرجه اللالكائي 1/153]. وقال عمرو بن قيس الملائي : " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150]. قال يحيى بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/458]. قال أبو قلابة : " إن أهلَ الأهواء أهلُ الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار" [أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/184]. قال الأوزاعي: " عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" [ذكره الذهبي في العلو(المختصر) ص138]. عن ابن طاووس، عن أبيه قال : " إن رجلاً قال لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. قال: فقال ابن عباس: الهوى كله ضلالة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/58]. قال الفضيل بن عياض : " أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. [أخرجه اللالكائي 2/638]. قال أبو الجوزاء: " لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء" [أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476]. قال أبو قلابة: "ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/460]. قال أرطأة بن المنذر: " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149]. قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله - : " صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة" [أخرجه اللالكائي 1/159]. قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: " من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175]. قال سعيد بن عنبسة : " ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152]. كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف" [أخرجه اللالكائي 1/152]. عن ابن عمر- رضي الله عنهما - : " أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام". [أخرجه الدارمي 1/68]. وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...) الآية [الأنعام: 68]: " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" [فتح القدير 2/128]. وقال البغوي - رحمه الله - : " فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا" [شرح السنة 1/224].وقال ـ الإمام أحمد ـ في رسالته إلى مسدد:"ولا تشاور صاحب بدعة في دينك، ولا ترافقه في سفرك".[الآداب الشرعية:3/578]. قال إبراهيم النَخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء، فإنَّ مجالستهم تذهب بنور الإيمان، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغيضة في قلوب المؤمنين"[الإبانة (1/137) رقم (375)]. قال عبد الله بن مسعود"إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله". وقال أيضا: "اعتبروا الناس بأخدانهم, فإنَّ الرجل لا يخادن إلا من يعجبه نحوُه".قال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ). وقال الشيخ حمود التويجري: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ( ص : 230-231 ) .يقول الفضيل :"إذا رأيت مبتدعافي طريق فخذ في طريق آخر،ولا يرفع لصاحب البدعة إلى الله عز وجل عمل ،ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام". ويقول أيضا:"من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها،ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة،وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له سيئاته"من كتاب "تلبيس إبليس"لابن الجوزي" ص21+22 .قال معمر : كان طاوس جالسا وعنده ابنه فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء فأدخل طاوس أصبعيه في أذنيه وقال : يا بني أدخل أصبعك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن هذا القلب ضعيف ثم قال : أي بني أسدد - فما زال يقول أسدد حتى قام الآخرقال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي (التطوع) ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل |
(أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال...) وكان الإمام الحسن البصري - رحمه الله - يقول: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم) وقال الإمام ابن المبارك - رحمة الله -: (.. وإياك أن تجالس صاحب بدعة) وقال أبو قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا في الدين بعض ما لبس عليهم) ولخص الإمام الصابوني مذهب السلف في ذلك فقال: (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم ولايصحبونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت بالقلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت..) وممن نقل الإجماع على ذلك القاضي أبو يعلى - رحمه الله - حيث قال: (أجمع الصحابة، والتابعون على مقاطعة المبتدعة) وممن نقل ذلك الإمام البغوي - رحمه الله - حيث قال: (.. وقد مضت الصحابة والتابعون، وأتباعهم، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع، ومهاجرتهم...) والمقصود من الهجر، زجر المهجور، وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، وإظهار السنة وإماتة البدعة، |
منهج أهل السنة في معاملة كتب أهل البدع
إنّ من المصـائب التي انتشرت في هذا الزمان، وطار شررهاوضررها، تلك الكتب التي امتلأت بالبدع والخرافات، والدعوة إلى مناهج جديدةمحدثة، فهذه الكتب البدعيّة كانت سبيلاً قوياً لكل مبتدع أن يبثّ بدعتهوضلالته بين الناس، ويزوقهاويزينها بأحسن أسلوب، لكي يسهل رواجها، وتنطليعلى جهال المسلمين. ولكنبقي سؤال يحتاج إلى جواب، وهو: ما السبيل إلى النجاة من هذه الكتب، ووقاية أهل السنّة منها؟ فالسبيل هو اتباع طريقة السلفالصالح في معاملتهم لكتبأهل الأهواء والبدع، فطريقتهم هي التحذير من تلك الكتب، وترك النظر فيها،والتحذير منأصحابها، بل أفتوا بوجوب إتلاف تلك الكتب وإحراقها وإزالةأعيانها. وليس ذلك أخي في الله من الظلم، بل هو عين العدل، إذالظلم ترك تلك الكتب المليئة بالبدعوالضلالات من غير تحذير أو تبيين لمافيها من باطل، فيضل بسبب ذلك كثير من الناس وينهجونمناهج بدعيّة مخالفةللكتاب والسنّة. وسأوردلك – أخيفي الله – عدداً من النقول عن السلف تبين لك بوضوح تلكالطريقة،وترد على دعاة الضلالة الذين يحثون الشباب على قراءة كتب ساداتهم، حتىيوقعوهم في شباكهم فلا يستطيعوا الخلاص([1])،وإذا قيل لهـم: تلك الكتب فيها الطعـن في بعضالأنبياء، وتكفير بعضالصحابة، والقول بخلق القرآن، وفيها كذا وكذا، قال - وبكل وقاحة -: خذالحق واترك الباطل. فنقول له: نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لايتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لميقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واتركالباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً،بل وأوجبوا إتلافها، وذلكلأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذمن الكتاب والسنّة،فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدرولا بدعة، إذ هيالمعين الصافي والماء العذب. ومثالذلك: عينا ماءٍ إحداهما صافية نقية، والأخرى عكرة مليئة بالطينوالكدروالوسخ والقذر، فهل يقول عاقل: اذهب إلى العين الثانية وخذ منها الماء، لايقولذلك عاقل. فكيف إذا وُجد من يصد الناس عن العيون العذبة الصافية ويدعوهم إلى أن ينهلوا من العيون الكدرة المليئة بالأقذار والأوساخ. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ((ومن لهنهمة في طلب الأدلة على الحق، ففي كتاب الله، وسنّة رسوله، مايكفي ويشفي؛ وهما سلاح كلموحد ومثبت، لكن كتب أهل السنّة تزيد الراغبوتعينه على الفهم وعندكم من مصنفاتشيخنا - رحمه الله - ما يكفي معالتأمل؛ فيجب عليكم هجر أهل البدع، والإنكار عليهم))([2]) وقد حذّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قراءة كتب أهل الكتاب مع أنها لا تخلو من حق، فعـن جابـر بن عبد الله - t -: أنّ عمر بن الخطاب - t - أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب، وقال: ((أمتهوكونيا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكمبها بيضاء نقيّة،لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذينفسي بيده؛ لو أنّموسى عليه السلام كان حياً ما وسعه إلا أن يتّبعني))([3]). بلقـد نقل بعض الأئمة الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع، ولم يقولوا خذ الحق واترك الباطل. كما قال الإمام ابن خزيمة – رحمهالله – ( ت: 311 ) لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال: ((بدعة ابتدعوها،لم يكن أئمةالمسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان،والأوزاعي، والشافعي، وأحمد،وإسحـاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمدبن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن،وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهونعن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتابوالسنّة، فإياك والخوض فيهوالنظر في كتبهم بحال )) ([4]). وكما في قول الإمام أبي منصور معمر بن أحمد ( ت: 418 ) الذي رواه أبو القاسم الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه ( الحجة في بيانالمحجة([5])فقال: أخبرنـا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمدقال: ((ولما رأيت غربةالسنة، وكثرةالحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائرالمسلمين بوصية من السنة وموعظة منالحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديثوالأثر، وأهل المعرفة والتصوف([6]) منالسلـف المتقدمين والبقية من المتأخرين. فأقول - وبالله التوفيق -: )) فذكر من جملة ذلك: ((ثم من السنة تركالرأي والقياسفي الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدريةوأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذهالسنة التياجتمعت عليها الأئمة وهي مأخوذة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بأمر الله تبارك وتعالى. )) وإليك - أيضاً - بعض أقوال ومواقف أهل العلم من أهل السنّة، حتى يتبين لك بوضوح صدق ما أقول. قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ((سلام بنأبي مطيـع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه بلايا، فجـاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاكالكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قـال أبي: وكـان سلام منأصحاب أيوبوكان رجلاً صالحاً)) ([7]). وعن الفضل بن زياد أن رجلاً سأله عن فعل سلام بن أبيمطيع، فقال لأبي عبد الله: أرجو أن لا يضرّهذاك شيئاً إن شاء الله؟ فقالأبو عبد الله: يضره!! بل يؤجر عليه إن شاء الله ([8]). وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبدالله - يعني أحمد بن حنبل - عن الكرابيسي وماأظهره؟ فكلح وجهه ثم قال : ((إنماجاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب)) )[9]). وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله: استعرت كتاباً فيهأشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟قال: نعم. قال المروذي: قال أبو عبدالله: يضعونالبدع في كتبهم، إنما أحذر منها أشد التحذير ([10]). وقالالإمام أحمد -أيضاً-: إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيراً، عليكم بأصحابالآثار والسنن ([11]). وعن حرب بن إسماعيل قال: سألت إسحاق بن راهوية، قلت: رجلسرقكتاباً من رجل فيه رأي جهم أو رأي القدر؟ قال: يرمي به. قلت: إنّهأخذ قبل أن يحرقه أو يرمي به هل عليه قطع؟ قال: لاقطع عليه، قلت لإسحاق: رجل عنده كتاب فيه رأي الإرجاء أو القدر أو بدعة فاستعرته منهفلما صار فييدي أحرقته أو مزقته؟ قال: ليس عليك شيء([12]). وقال الإمام مالك – رحمه الله -: ((لا تجوزالإجـارات في شيء من كتـب الأهـواء والبدعوالتنجيم))([13]). وقال أبو محمد ابن أبي حاتم: ((وسمعت أبي وأبازرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكرانوضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر فيكتبالمتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً)) ([14]). وقال أيضاً: ((ووجدت في كتب أبي حاتم محمد بنإدريس بن المنذر الحنظلي الرازي - رحمه الله - مما سمع منه يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم([15])والتمسكبمذهب أهل الأثر... وترك رأي الملبّسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين. وتـرك النظـر في كتب الكرابيسي ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه))([16]). وقال نعيم بن حماد : ((أنفقت على كتبه - يعني إبراهيمبن أبي يحيى - خمسة دنانير ثم أخرج إلينا يوماً كتاباً فيهالقدر وكتاباً فيه رأي جهم، فقرأته فعرفت، فقلت: هذا رأيُك؟! قال: نعم. فحرقتُ بعض كتبه فطرحتها )))[17]) وقد عقد الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد السِّجزي في رسالته إلى أهلزبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت فصلاًفي ذلك فقال : ((الفصل الحادي عشر في الحذر منالركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر . اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولىهذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، ومايدخل على الناس بإهماله، وذلك أنأحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز،ومن يبيع دينه بعرضيسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قدانتشر فالواجبعلى كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كلكتاب،ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... . فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكنميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمعويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضهعليهما - واتباعه للسلف . ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... . وليحذر تصانيف من تغير حالهم فإنفيها العقارب وربما تعذّر الترياق )))[18]). وقال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي: ((شهدت أبا زرعةـوقد سئل عن الحارث المحاسـبي وكتبـه ـ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذهكتب بدع وضلالات عليكبالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة. فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليـس له في هذهالكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيانالثوري والأوزاعي والأئمةالمتقدمين صنفوا هذهالكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قومخالفوا أهل العلم … ثم قال: ما أسرعالناس إلى البـدع)) ) [19]) . قال الذهبي معلقاً: ((وأين مثلالحارث؟ فكيف لو رأىأبو زرعة تصانيفالمتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأينمثل القوت ! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسيرللسلميلطار لُبُّه. كيف لو رأى تصانيف أبي حامدالطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!. كيف لورأى الغنية للشيخ عبد القادر ! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!. بلى لما كان الحارث لسان القوم فيذلك العصر كانمعاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبـل وابن راهويه، ولما صارأئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوصوابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين))([20]). وقال شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله ورعاه - بعد نقلهلكلام الذهبي السابق: ((أقول: رحم اللهالإمام الذهبي؛كيف لو رأى مثل ( الطبقات ) للشعراني، وجواهر المعانيوبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التيجاني لعلي ابن حرازم الفاسي؟! كيف لورأى خزينة الأسرار لمحمد حقي النازلي؟! كيفلو رأى نور الأبصارللشلنبجي؟! كيف لو رأىشـواهد الحق في جـواز الاستغاثة بسيد الخلق وجامعالكراماتللنبهاني؟! كيف لو رأى تبليغي نصاب وأمثالهمن مؤلفات أصحابالطرق الصوفية؟! كيف لو رأى مؤلفات غزالي هذا العصر وهي تهاجم السنّةالنبويّة وتسخر من حملتهاوالمتمسكين بها من الشباب السلفي وتقذفهم بأشنعالتهم وأفظع الألقاب؟! كيف لو رأى مؤلفات المودودي وما فيها من انحراف عقديوعقلي وسلوكي؟! كيف لو رأى مؤلفات القرضاوي وهي تدافع عن أهل البدعوتنتصر لها، بل تشـرح أصولها، والذي ينحـى منحى غزالي هذا العصر، بل هوأخطر؟! كيف لو رأى دعاة زماننا وقد أقبلوا على هذه الكتب المنحـرفة، وهميُسيّرونشبابهم وأتباعهم على مناهج الفرق المنحرفة الضالّة، بل وينافحونعنها وعن قادتها المبتدعين؟! كيف لو رأى مصنفات الكوثريوتلاميذه أبي غدّةوإخوانه من كبار متعصبي الصوفيّة والمذهبية؟! كيف لو رأى مصنفات البوطيوأمثاله من خصوم السنّة وخصوم مدرسة التوحيدومدرسة ابن تيميّة؟! كيف لورأى شباب الأمة بل شبابالتوحيد وقد جهلوا منهـج السلـف بل جهلوا الكتابوالسنّة وأقبلوا على هذه الكتبالمهلكة؟! )) ([21]). بـل كيف لو رأى مؤلفات سيد قطب وما فيها من سبّ بعضالأنبياء كآدم وموسى، وما فيها من سبّ الصحابةبل وتكفير بعضهم، وما فيهامن القول بخلق القرآن، ووحدة الوجود، والاشتراكيةالغالية، وتكفيرالمجتمعـات وغير ذلك من البدع الغليظة، والضلالات العظيمة ([22]). وإليكمقولة واحدة من مقولاته في الطعن في الصحابة، ثم زن ذلك بميزان الشرع، ميزان الحق والإنصاف لا ميزان الهوى والعصبيّة. قال سيد قطب في كتابه ( كتب وشخصيات ) ([23]): ((إن معاويةوزميله عمراً لم يغلباعلياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منهبالتصرفالنافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدامكل سلاحوهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركنمعاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعةوالنفاق والرشـوة وشـراء الذمم، لا يملك علي أنيتدلى إلى هذا الدركالأسفل. فلا عجب ينجحـان ويفشل،وإنه لفشل أشرف من كـل نجاح )). وقدسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عن هذه المقولة، فقـال: ((كلام قبيح هذا،كلام قبيح لسبّهمعاوية وسبه عمرو بن العاص، كل هذا كلام قبيح، وكلام منكرومعاوية وعمرو مجتهدون أخطئوا، مجتهدون أخطئوا. والله يعفو عنهم)). فقالسائل له: أحسن الله إليك، ما ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟ فقال: ((ينبغي أن تمزق)) ([24]) وقال ابن قدامة - رحمه الله -: ((ومـن السنةهجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر فيكتب المبتدعة، والإصغاء إلىكلامهم،وكل محدثة في الدين بدعة))([25]). وقال – أيضاً – في أثناء ردّه على ابن عقيل ([26]): ((أما هو وحزبه منأهل الكلام، فماذكرهم إلا ذمّهم والتحـذير منهم، والتنفير من مجالستهم،والأمر بمباينتهموهجرانهم، وترك النظر في كتبهم)). وقال العلامة ابن مفلح في كتابه " الآداب الشرعية" )[27]) : ((وذكرالشيخ موفق الدين – رحمه الله – في المنع من النظرفي كتب المبتدعة، قال: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع، والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم )). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لما ذكر بأن كل ما رغّب في المعصية ونهى عن الطاعة فهومن معصية الله قال: ((ومنهذا الباب سماع كلام أهل البدع، والنظر في كتبهم لمن يضره ذلك ويدعوه إلى سبيلهم وإلى معصية الله))([28]). وقالشيخ الإسلام ابن القيم – رحمه الله – بعد ذكـره لبعض أقوال أهل البدع: " يا منيظن بأننا حفنا عليـ فانظر ترى لكن نرى لك تركها فشباكها والله لم يَعْلَـق بهـا إلا رأيت الطير في قفص الرّدى ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه والذنب ذنب الطير خلّى أطيب الثّـ وأتـى إلى تلك المزابـل يبتغي الـ يا قوم والله العظيم نصيحـة ـهم كتبهم تنبيكعن ذا الشان حذراً عليك مصائد الشيطان من ذي جناحٍ قاصر الطـيران يبكي له نوحٌ على الأغصان فيضيق عنه فرجة العيدان ـمرات في عالٍٍ من الأفنان ـفضلات كالحشرات والديدان من مشفقٍ وأخٍ لكم معوان([29] ( قالالشيخ محمد خليل هراس في شرحه لنونيّة ابن القيم معلقاً على هذه الأبيات ([30]): ((ولا يظنن أحدأننا نتجنى علىالقوم أو نتهمهم بغير الحق، فتلك كتبهم تخبر عنهم كل منينظر فيها وتشهد عليهم شهادة صدق، فليقرأها من شاء ليتأكدمن صحة مانسبناه إليهم، لكنا مع ذلك ننصح كل أحد أن لا يقرأ هذه الكتب حتى لا يقعفي حبائلها ويغرّه ما فيها من تزويق المنطقوتنميق الأفكار، لا سيما إذالم يكن ممن رسخ في علومالكتاب والسنة قدمه ولا تمكن منهما فهمه، فهذا لايلبث أن يقع أسير شباكها، تبكيه نائحة الدوح على غصنها،وهو يجتهد في طلبالخلاص فلا يستطيع، والذنب ذنبه هو، حيث ترك أطيب الثمرات علىأغصانهاالعالية حلوة المجتنى طيبة المأكل، وهبط إلى المزابل وأمكنة القذارة يتقمّمالفضلات كما تفعل الديدان والحشرات. وما أروع تشبيه الشيخ – رحمه الله – حال من وقع أسير هذهالكتب وما فيها من ضلالات مزوقة قد فتنبها لُبُّه وتأثر بها عقله، بحالطير في قفص قد أحكم غلقه فهو يضرب بجناحيهطالباً للخلاص منه فلا يجد فرجةينفذ منها لضيق ما بين العيدان من فرج. وما أجمل – أيضاً – تشبيهه لعقائد الكتاب والسنة بثمراتشهية كريمة المذاق على أغصان عالية،بحيث لا يصل إليها فساد ولا يلحقهاتلوث، وتشبيهه لعقائد هؤلاء الزائغين بفضلات قذرة وأطعمة عفنة ألقيت فيأحدى المزابل، فلا يأوي إليها إلا أصحاب العقول القذرة والفطرة المنتكسة )). وقالالذهبي – رحمه الله – بعد أن ذكر بعض كتب أهل الضلال كرسائل إخوان الصفا وأمثالها: ((فالحذارِالحذارِ من هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل، وإلا وقعتم فيالحيرة، فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية، وليدمن الاستغاثةبالله،وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة،وسادة التابعين، والله الموفق)) ([31]). وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أثناء كلامه على الأشاعرة : ((فصنف المتأخرونمن هؤلاء علىمذهبهم الفاسد مصنفات، كالأرجوزة التي يسمونها: جوهرةالتوحيد؛ وهي إلحاد وتعطيل ، لايجوز النظر إليها ، ولهم مصنفات أخر نفوافيها علو الرب تعالى، وأكثر صفات كمالهنفوها، ونفوا حكمة الرب تعالى)) ([32]). وقال العلامة صديق حسن خان: ((ومن السنة هجرانأهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين والسنة، وكل محدثة فيالدين بدعة، وترك النظـرفي كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم في أصولالدين وفروعه، كالرافضة والخوارج والجهمية والقدرية والمرجئة والكراميّةوالمعتزلة، فهذه فرق الضلالة وطرائق البدع))([33]). أضفإلى ذلكأن السلف قالوا بوجوب إتلاف كتب أهل البدع وإفسادها كما قال شيخ الإسلام ابن القيم: ((وكذلكلا ضمان في تحريق الكتب المضلة وإتلافها. قال المرّوذي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة ترى أني أخرقهأو أحرقه؟ قال: نعم، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم - بيدي عمر كتاباً اكتتبه منالتوراة وأعجبه موافقته للقرآن، فتمعّر وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه . فكيف لورأى النبيصلى الله عليه وسلم ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بعضها ما في القرآن والسنة؟ واللهالمستعان …وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها بل مأذونفي محقها وإتلافها وما على الأمة أضر منها. )) إلىأن قال: ((والمقصود: أنهذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة، يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولىبذلك من إتـلاف آنية الخمر؛ فإنضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمـان فيها،كمـا لاضمان في كسـر أواني الخمر وشقزقاقها)).([34]) وقـال ابن القيم – أيضاً – عند قول كعب بن مالك: ((فتيممتبالصحيفة التنور))-: ((فيه المبادرةإلى إتلاف ما يخشىمنه الفساد والمضرة في الدين، وأن الحازم لا ينتظر بهولا يؤخره، وهذا كالعصير إذا تخمّر، وكالكتاب الذي يخشىمنه الضرروالشـرّ، فالحـزم المبـادرة إلى إتلافه وإعدامه. )) ([35]) ونقل تقي الدين الفاسي في كتـابه ( العقد الثمين فيتاريخ البلد الأمين ) عن الشيخ شرف الدين عيسى الزواوي المالكي ( ت: 743)،ما نصه: ((ويجب على وليالأمر إذا سمع بمثلهذا التصنيف ( أي مؤلفات ابن عربي " كالفصوص والفتوحاتالمكيّة " ) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وأدّب من اتهم بهذاالمذهب أو نسب إليه أو عرف به، على قدر قوّةالتهمة عليه، إذا لم يثبتعليه، حتى يعرفه الناس ويحذروه، والله ولي الهداية بمنّهوفضله)))[36]). ونقل - أيضاً – عن الشيخ أبي يزيد عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون المالكي، مانصه: ((وأما حكم هذهالكتب المتضمنةلتلك العقائد المضلّة، وما يوجد من نُسخها بأيدي الناس،مثل: ( الفصوص )، و( الفتوحات) لابن عربي، و(البُدّ) لابـنسبعين، و ( خلعالنعلين ) لابـن قسي، و (عين اليقين ) لابن بَرَّجان، وما أجدرالكثير منشعر ابن الفارض، والعفيف التلمساني، وأمثالهما، أن تُلـحق بهذه الكتب،وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض،فالحكم في هذهالكتب كلها وأمثالها، إذهاب أعيانها متى وُجدت بالتحريق بالنار والغسلبالماء، حتى ينمحي أثر الكتابة، لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين،بمحو العقائدالمضِلّة. ثم قال: فيتعيّن على ولي الأمر، إحراق هذه الكتب دفعاًللمفسدة العامة، ويتعيّن على من كانتعنده التمكين منها للإحراق، وإلافينـزعها وليّالأمر، ويؤدبه على معارضته على منعها؛لأن ولي الأمر لايعارض في المصالح العامة ))([37]). وقــال السخــاوي - رحـمه الله - في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ((ومن الاتفاقياتالدالة على شدةغضبه لله ولرسوله: أنهم وجدوا في زمن الأشرف برسباي شخصاًمن أتباع الشيخ نسيم الدين التبريزي وشيخ الخروفية المقتول على الزندقة سنةعشرين وثمانمائة ومعه كتاب فيه اعتقادات منكرةٌفأحضروه، فأحرق صاحبالترجمة الكتاب الذي معه، وأراد تأديبه، فحلف أنه لا يعرف مافيه، وأنّهوجده مع شخص، فظنّ أنّ فيه شيئاً من الرقائق، فأُطلق بعد أن تبرّأمما فيالكتاب المذكور، وتشهّد والتزم أحكام الإسلام))([38]). وقـد أحرق علي بن يوسف بن تاشفين كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامدالغزالي، وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده ([39]). وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالته إلى عبد الله بن معيذر([40])، وكان قد بلغ الشيخ أنه يشتغلبكتاب الإحياء للغزالي ويقرأ فيه عند العامة: ((من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلىالأخ عبد الله. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد. فقد بلغني عنك ما يشغل كل من له حميّةإسلامية، وغيرةدينية على الملة الحنيفية، وذلك: أنـك اشتغلـت بالقـراءة في كتاب (الإحياء ) للغزالي،وجمعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بينمسائل الهداية والسعادة،ووسائل الكفر والشقاوة، وأسمعتهم ما في الإحياءمن التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقاشق التي اشتملتعلى الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين. وقد أمر الله تعالى وأوجب على عباده أن يتّبعوا الرسول،وأن يلتزموا سبيل المؤمنين، وحرم اتخاذالولائج من دون الله ورسوله ومندون عبادهالمؤمنين،وهذا الأصل المحكم لا قوام للإسلام إلا به، وقد سلكفي الإحياء طريق الفلاسفة والمتكلمين، في كثير من مباحث الإلهيات وأصولالدين، وكسا الفلسفة لحاءالشريعة، حتى ظنها الأغمار والجهال بالحقائق مندين الله الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، ودخـل به الناسفي الإسلام،وهي في الحقيقة محض فلسفة منتنة يعرفها أولو الأبصار، ويمجّها منسلكسبيل أهل العلم كافة في القرى والأمصار. قد حذّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها، ومطالعةخافيها وباديها،بل أفتى بتحريقها علماء المغرب ممن عُرف بالسنّة،وسماهاكثير منهم: إماتة علوم الدين، وقام ابن عقيل أعظم قيام في الذم والتشنيع،وزيف ما فيه من التمويه والترقيع، وجزم بأنكثيراً من مباحثه زندقة خالصةلا يقبل لصاحبها صرف ولا عدل )). ماأشبه الليلة بالبارحة، فهل جعل هؤلاء الأئمة ما في كتاب إحياء علوم الدينمن الأدبيات والفوائدمسوّغاً لقراءة ذلك الكتاب، كلا ثـم كلا، بل أمروابحرقه والتحذير منه. وكتاب إحياء علوم الدين أفضل من كثير من الكتب التي يدعواإليها دعاة هذه الحزبيات الجديدة، فهذهكتب سيد قطب التي يعظمونها بلويقدسونها، لم تترك بدعةً لا سيما البدع الغليظة إلا وقررتها وتبنتها، ولوكانت هذه الكتب موجودة في عهدالسلف الصالح أو في عهد الخليفة علي ابنيوسف الذي أحرق الإحياء، لأخّر إحراقالإحياء واتجه إلى كتب سيد قطببالحرق والإتلاف، أو لأحرقهما معاً، وإلى الله نشكوا ضعفنا. ومن المواقف تجاه أهل البدع التي تسطر بماء الذهب ما حصلمن الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم -رحمهالله- من تعزيره لعبداللهالخنيزي مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) وأصدر فيه حكماً حازماً، حتى أعلنالخنيزي توبته وكتبها، وإليكنص القرار الذي اتخذه الشيخ ابن إبراهيم : ((من محمد بن إبراهيم إلى المكرممدير شرطة الرياضسلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فبالإشارة إلى المعاملة الواردة منكم برقم 944 وتأريخ 10/11/1381 المتعلقة بمحاكمة عبدالله الخنيزي، فإنه جرى الاطلاع علىالمعاملة الأساسية ووجدنا بها الصك الصادر من القضاة الثلاثة المقتضيإدانته، والمتضمن تقريرهم عليه، يعزر بأمور أربعة: (أولاً) : مصادرة نسخ الكتاب وإحراقها، كما صرّح العلماء بذلك في حكم كتب المبتدعة. (ثانياً) : تعزير جامع الكتاببسجنه سنة كاملة، وضربه كل شهرين عشرين جلدة في السوقمدّة السنة المشار إليها بحضور مندوب من هيئة الأمر بالمعروفمع مندوبالإمارة والمحكمة. (ثالثاً) : استتابته؛ فإذا تاب وأعلن توبته وكتب كتابة ضد ما كتبه في كتابه المذكورونشرت في الصحف وتمت مدّة سجنه خلي سبيله بعد ذلك، ولا يطلق سراحه وإن تمتمدّة سجنهما لم يقم بما ذكرنا في هذه المادة. (رابعاً) : فصله من عمله، وعدم توظيفه في جميع الوظائف الحكومية، لأن هذا من التعزير. هذا ما يتعلق بالتعزير الذيقررته اللجنة، وبعد استكماله يبقى موضوع التوبة يجرى فيه ما يلزم إن شاء الله. والسلام عليكم))([41]). فلله دره ما أشده على أهل البدع والمخالفين للسنن، وهذهكانت سيرته معهم، وهم كانوا على خوف شديدمنه كما أخبرنا بذلك من عاصره،وكم من أهل البدع في عصرنا ممن يحتاجون أن يتخذمعهم مثل هذا القرار،والله المستعان. وإنصافاً لعبدالله الخنيزي فإنه قد تاب مما خطته يداه في كتابه المذكور وأعلن توبته وكتبها، وهي مدونة بعد القرارالمذكور. ومن أقوال أهل العلم -أيضاً- في طريقة معاملة كتب أهل البدع، ما قاله العلامة الشيخ محمد بنصالح العثيمين - رحمه الله - : ((ومن هجران أهل البدع ترك النظرفي كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الدجّال : ((من سمعبه فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات))رواه أبوداود)[42])، وقال الألباني: وإسناده صحيح. لكن إذا كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للردعليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده منالعقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكانقادراً على الردعليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب))([43]). وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ما هو القول الحق فيقراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟ فأجاب: ((لا يجوزقراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم)) ([44]) فهكذاكان أهل السنة يعاملون أهل البدع ومؤلفاتهم، فقف حيث وقفوا فإنه يسعك ما وسعهم. ومن لميسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووسع السلف والأئمة بعده فلا وسّع الله عليه، ومن لم يكتف بما اكتفوا بهويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم؛ فهو من حزب الشيطان و{ إنما يدعوا حزبهليكونوامن أصحاب السعير }. ومنلم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم، ومن سلك غير طريق سلفه أفضتبه إلى تلفه،ومن مال عن السنّة فقد انحرف عن طـريق الجنّة. فاتقـواالله تعـالى وخافوا على أنفسكم، فإن الأمر صعب،وما بعــد الجنّــة إلا النـار وما بعـدالحـق إلا الضلال، ولا بعدالسنّة إلا البدعة)[45](. مع العلم أن السلف كانوا يفرقون بين أهل البدع الدعاة إلىبدعهم وغير الدعاة، فألجأتهمالضرورة للاستفادة من هؤلاء لدينهم وصدقهموأمانتهم وعدم دعوتهم إلى ما وقعوا فيهمن البدع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وسببالفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء–ومع وجود الاختلاف في قول كل منهما -: أنّ العالم قد فعل ما أمر به من حسنالقصد والاجتهاد،وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله، وإن لم يكنمطابقاً، لكناعتقاداً ليس بيقيني، كما يؤمر الحاكم بتصديق الشاهدين ذوي العدل، وإنكانا في الباطن قد أخطآ أو كذبا، وكما يؤمر المفتي بتصديق المخبر العدلالضابط، أو باتباع الظاهر، فيعتقد ما يدل عليه ذلك، وإن لم يكنذلكالاعتقاد مطابقاً. فالاعتقادالمطلوب هو الذي يغلب على الظن مما يؤمر به العباد، وإن كان قد يكون غيرمطابق، وإن لم يكونوامأمورين في الباطن باعتقاد غير مطابق قط. فإذا اعتقد العالم اعتقادين متناقضين في قضية أو قضيتين،مع قصده للحق واتباعه لما أمر باتباعه من الكتاب والحكمة: عذر بمالميعلمه وهو الخطأ المرفوع عنا. بخلاف أصحاب الأهواء، فإنهم إن يتبعونإلا الظن وماتهوى الأنفس، ويجزمون بما يقولونه بالظن والهوى جزماً لا يقبل النقيض،مععدم العلم بجزمه، فيعتقدون ما لم يؤمروا باعتقاده لا باطناً ولا ظاهراً،ويقصدون ما لم يؤمروا بقصده، ويجتهدون اجتهاداً لم يؤمروا به، فلم يصدرعنهم من الاجتهادوالقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين،شبيهاً بالمغضوب عليهم، أوجاهلين، شبيها بالضالين. فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق، وقد سـلكطريقه، وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحقويعاند عنه))([46]). ولذلككان أهل العلم يفرقون حتى في الرواية بين الدعاة إلى البدع وبين غـيرالدعاة فهذه المسألة قداختلف فيها أهل العلم على ثلاثة أقوال: القول الأول: المنع مطلقاً، وهو قول ابن سيرين ومالك وابن عيينة والحميدي ويونس بن أبي إسحاق وعلي بن حرب وغيرهم. ولهؤلاء مأخذان: أحدهما: تكفير أهل الأهواء أو تفسيقهم وفيه خلاف مشهور. والثاني: الإهـانة لهم والهجران والعقوبة بترك الرواية عنهم، وإن لم نحكم بكفرهم أو تفسيقهم. القولالثاني: تجوز الرواية عنهم إذا لم يتهموا بالكذب، وهو قول أبي حنيفة والشافعي ويحيى بن سعيد وعليبن المديني. القـولالثالث: وهو التفريق بين الداعية وغيره فمنعوا الرواية عـن الداعية إلى البدعة دون غيره. وهذا هو الأظهر الأعدل وهو قول الأكثر، كابن المباركوابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ورويعن مالك وهو اختيار شيخالإسلام ابن تيمية والحافظ ابـن حجر. ولكنهمقيدوا قبول غير الداعية بما إذا لم يرو ما يقوي بدعته )[47]). ومن ذلك ظهر بطلان قول من يساوي بين ابن أبي عروبة وقتادة وغيرهما– رحمهما الله -، وبين سيد قطب أو حسن البنا أو الغزاليالمعاصر وغيرهم من أهل البـدع الذين هم على شاكلة هـؤلاء. ذكرت هذا الكلام ليبين الفرق بين دعاة المنهج السلفي الحقوبين فئة انتمت إلى هذا المنهج ظاهراًواتخذت من بعض من وقع في شيء منالبدع كابن حجر والنووي منطلقاً إلى الطعن في أهلالسنّة من مثل ابن أبيالعز الذي طعنوا في كتابه شرح الطحاوية، وتشددهم على الشوكاني وأمثاله ممنرفع رايةالتوحيد والسنّة ووقعوا في بعض الأخطاء . نسـأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتّباعه، ويرينا الباطل باطلاًويرزقنا اجتنابه. والله تعالى أعلم.([1]) وقد عرفناكثيراً من أهل السنّة الذين كانوا على المنهج السلفي لكنهمانهمكوا في قراءة كتب أهل البدع والضلالاتبحجة أنها لا تخلو من الحق ،فضاعوا وضلوا وأصبحـوامن خصوم الدعوة السلفيّة وأهلها والمحذرين منهم ومنكتبهم، نسأل الله السلامةوالعافية والثبات على السنة . ([2]) الدرر السنيّة ( 3/211 ). ([3]) أخرجهالإمـام أحمـد ( 3/387 ) ، والدارمي ( 1/115) ،وهو حديث حسن، انظر الإرواء ( 6/338-340 ). ([4]) الاستقامةلشيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/108 ) . ([5]) (242-231/1) ([6]) كانالصوفية في وقته على طريقة السلف ، وتصوفهم كانالزهد والعبادةوالورع ، وهذا واضح في عقيدته التي أوردها صاحب كتاب الحجة في بيان المحجة، ولو كان على غير هذا لما كان له أي قيمة عند أهل السنّة . ([7]) العلل ومعرفة الرجال ( 1/253-254 ) . ([8]) السنّةللخلال ( 3/511). (9 ( المعرفةوالتاريخ للفسوي ( 3/494) . ([10]) هدايةالأريب الأمجد لسليمان بن حمدان ( ص : 38 ) . ([11]) السير (11/231). ([12]) السنّة ( 3/511 ). ([13]) جامع بيانالعلم ( 2/942 ) . ([14]) شرح أصولاعتقاد أهل السنّة للالكائي ( 1/197-202 ) . ([15]) أي أهلالبدع والأهواء كتمثيله بكتب الكرابيسي. ([16]) شرح أصولاعتقاد أهل السنة للالكائي ( 1/180 ) . ([17]) الميزان ( 1/61 ) . ([18]) (ص : 231-234 ). ([19]) كتابالضعفـاء لأبي زرعـة ،ضمـن كتـاب ( أبو زرعةالرازي وجهوده في السنة النبوية ) ( 2 / 561-562 ) . ([20]) ميزانالاعتدال ( 1/431 ) . ([21]) منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف(ص:135-136) ([22]) وانظر فيبيان ضلالاته وبدعه مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي _حفظهالله، ككتابأضواء إسلامية ، ومطاعن سيد قطب في أصحاب رسولالله،والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم ، والحد الفاصل ،ونظرات في كتابالتصوير الفني، ونظرة سيد قطب إلى أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فجزاه الله تعالى خير الجزاء . ([23]) ( ص : 242 ) . ([24]) من شريطبعنوان ( رياض الصالحين ) . ([25]) لمعةالاعتقاد ( ص : 33 ) . ([26]) تحريمالنظر في كتب الكلام ( ص : 41 ) . ([27]) (232/1). ([28]) الفتاوى ( 15/336 ) . ([29]) نونية ابنالقيم ( ص : 180 ) . ([30]) (361-360/1) . ([31]) سير أعلامالنبلاء ( 19 / 328-329 ) . ([32]) الدرر السنية ( 3/209-210 ). ([33]) قطف الثمرفي عقيدة أهل الأثر ( ص : 157 ) . ([34]) الطرقالحكميّة ( ص : 233-235 ) . ([35]) زادالمعاد ( 3 / 581 ) . ([36]) (176-177/2). ([37]) العقدالثمين ( 2/ 180-181 ) . ([38]) الجواهروالدرر ( 2/637-638 ) . ([39]) انظرالمعيار المعرب (12/185). ([40]) مجموعةالرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 130-131 ) . ([41]) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (12/187-189). ([42]) سيأتي تخريجه . ([43]) مجموعفتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( 5/89 ) . ([44]) الأجوبةالمفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ( ص : 70 ) . ([45]) مأخوذ منكلام سهـل التستري ، انظر تحريم النظر لابن قـدامة ( ص:70-71 ) . ([46]) القواعدالنورانية ( ص : 151-152 ) .([47]) وانظرتفصيل هذه المسألة في ،نزهة النظر لابن حجر (ص:136)،وتدريب الراوي (1/275)،وشرح علل الترمذي (1/53)،ومنهـاج السنة(3/60-62)،وغيرها . |
درر للخلف من أقوال السلف 1-ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كسي من الروح والنور وما يتبعهما منالحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حرمه غيره كما قال الحسن رحمهالله:(إن المؤمن من رزق حلاوة ومهابة) ابن القيم : اجتماع الجيوش ص/10 2.العلم خزائن ومفتاحه السؤال .... لسان الميزان (2/417) ويروى مرفوعاً ولا يصح 3.من جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وان كان قريباً حبيباً ابن مسعود / شرح السنة (1/234) 4.الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل " ....سفيان الثوري. الصارم المنكي ص/390 5."بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها" . ابن تيميه : الصارم ص/390 6."بحسب قلة علم الرجل يضله الشيطان"..... المصدر السابق ص/401 7."حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه أو دنياه" .... الحسن البصري : الحوادث والبدع ص/441 8.هو البحر من أي النواحي أتيته.... هو البدر من أي الضواحي رأيته قالها ابن فضل الله العمري في شيخ الاسلام ابن تيميه / الرد الوفد ص/147 9."ينبغى للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك (أي غلبتعليه العصبيه للمذهب ورد الدليل ) فليبتعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكرالله واتباع السنة وأمره غير مفروط فيه ، بل هو حازم في أمره ، فليتمسكبغرزه"... ابن القيم الوابل الصيب ص/81 10."ردوا الجهالات إلى السنة " قالها عمر بن الخطاب / نقلها شيخ الإسلام في الاستقامة (1/5) 11." طلب العلم شديد،وحفظه اشد من طلبه،والعمل به أشد من حفظه " قالها هلال بن العلاء.نقلاً عن الذهبي في الكبائر ص/76 12.وأشر الكبر من تكبر على العباد بعلمه ، وتعاظم في نفسه بفضيلته، فإن هذالم ينفعه علمه فإن من طلب العلم للآخرة كسر علمه ، وخشع قلبه ،واستكانتنفسه ،وكان على نفسه بالمرصاد0" الذهبي / الكبائر ص/76 13."من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال " ابن رجب اختيار الأولى ص/23 14.بالمعرفه هانت على العاملين العبادة " نقلها ابن رجب عن أحد السلف المصدر السابق ص/24 15. السيادة في الدنيا،والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب "ابن القيم : تحفة المودود ص/146 16.أكمل الراحة ما كان عن كد التعب وأعز العلم ما كان عن ذل الطلب "المناوي : فيض القدير ( 1/52) 17.من أسر سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه " ابن أبيالعز شرح الطحاوية ص/152 وانظر الوابل الصيب ص/62 والنبوات ص/191 وتفسيرابن كثير 2/-فقد ذكره مرفوعاً 18.لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه ، ويخالفه إذا خالف هواه فإذا أنتلا تثاب على ما وافقته من الحق وتعاقب على ما تركته منه " قالها : عمر بنعبدالعزيز نقلها صاحب الطحاوية ص/522 19.فكل من له مسكة عقل ودربة من فهم يعلم أن فساد العلم وخرابه إنما نشأ منتقديم الرأي على الوحي والهوى على النقل ، وما استحكم هذان الاصلانالفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه ولا في أمة الإ وفسد أمرها أتم فساد " السفارينى : لوامع الانوار(1/7) 20. فمذهب السلف حق بين باطلين وهدى بين ضلالين " المصدر السابق (261/24/1) 21.لاتكن ولياً لله في العلانيه وعدوه في السر " بلال بن سعد السير (11/518) 22."فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه " ابن تيمية القاعدة الجليلة ص/221 23. "أصبح من إذا عُرِّف السنة عرفها غريباً وأغرب منه الذي يُعرِّفها " تهذيب الكمال (32/527) يونس بن عبيد سير النبلاء( 6/292) 24. " واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العلم مناتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالفَ الكتاب والسنة فهوصاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب " البربهاري: شرح السنة ص/104 25.: " ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع " الأوزاعي السير(7/125 |
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أقوالأئمة السلف والخلف في الرافضة قال شيخ الاسلام ابن تيميةرحمه الله رحمة واسعة : (( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والاسناد على أنالرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كانأئمة الاسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب )). قال أشهب بن عبدالعزيز : (( سئل مالكرحمه اللهعنالرافضة فقال : لاتكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون. وفال مالك : الذي يشتم أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم أسم، أو قال: نصيب في الاسلام )). وقال أبن كثير عند قوله سبحانه : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء علىالكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فيوجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوارة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرجشطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) (1). وقال : (( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالكرحمة الله عليهفي رواية عنهبتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابةرضوان الله عليهمقال : لأنهميغيظونهم ومن غاظ الصحابةرضي الله عنهمفهو كافر لهذه الآية )). قال القرطبي : (( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدامنهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائعالمسلمين ))(2). وقال أبو حاتم : (( حدثنا حرملة قال : سمعت الشافعيرحمه اللهيقول لم أرَ أحداً أشهد بالزور منالرافضة )). وقال مؤمل بن أهاب : (( سمعت يزيد بن هارون يقول : (يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلاالرافضة فإنهم يكذبون )). وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : (سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل منلقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً )). وشريك هو شريك بنعبدالله، قاضي الكوفة. وقال معاوية : (( سمعت الأعمش يقول : أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين )). يعني أصحاب المغيرة بن سعيد الرافضي الكذاب كما وصفه الذهبي (3). قال شيخ الإسلامرحمه اللهمعلقاً على ما قالهأئمة السلف : (( وأماالرافضة فأصل بدعتهم زندقة وإلحاد وتعمُّد، الكذب كثير فيهم، وهم يقرون بذلك حيثيقولون : ديننا التقية، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هوالكذب والنفاق فهم في ذلك كما قيل : رمتني بدائها وانسلت ))(4). قال عبدالله أحمد بن حنبل : (( سألت أبي عن الرافضة، فقال : الذي يشتمون أويسبون أبا بكر وعمر )). وسئل الامام أحمد عن أبي بكر وعمر فقال : (( ترحمعليهما وتبرأ ممن يبغضهما ))(5). روى الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ((سألت ابا عبدالله عمن يشتم أبابكر وعمر وعائشة، قال ما أره في الاسلام )) (6). وروى الخلال قال : (( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال : ثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبابكر قال:كافر،قال: فيلصى عليه؟ قال:لا ))(7). قال ابن حزمرحمه اللهعنالرافضة عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتبالرافضة للرد عليه : (( إنالرافضة ليسوا مسلمين، وليس قولهم حجة على الدين، وإنما هي فرقة حدث أولها بعدوفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة وكأن مبدئها إجابة ممن خذلهالله لدعوة من كاد الاسلامن وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى فيالتكذيب والكفر ))(8). وقال أبو زرعة الرازي : (( إذا رأيت الرجل ينقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق )). وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية سؤالاً جاء فيه أنالسائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمركز العراقي، وهناكجماعة على مذهب الجعفربة ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل،ونقول : هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسينوسائر سادتهم في الشدة والرخاء؟ فأجابت اللجنة برئاسة سماحة الوالد الشيخعبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالله بن غديان،والشيخ عبدالله بن قعودأثابهم الله جميعاً : الجواب : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد : إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعونعلياً والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الاسلام والعياذ بالله،لايحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها أسم الله (9). وسئل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرينحفظه الله ورعاه من كلسؤسؤالا جاء فيه فضيلة الشيخ يوجد في بلدتنا شخص رافضي يعمل قصابا ويحضرهأهل السنة كي يذبح ذبائحهم، وكذلك هناك بعض المطاعم تتعامل مع هذا الشخصالرافضي وغيره منالرافضة الذي يعملون في نفس المهنة. فما حكم التعامل مع هذا الرافضي وأمثاله؟ وماحكم ذبحه : هل ذبيحته حلال أم حرام؟ أفتونا مأجورين والله ولي التوفيق. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد : فلا يحل ذبح الرافضي ولا أكل ذبيحته، فإنالرافضة غالباً مشركون حيث يدعون علي بن أبي طالبرضي الله عنهدائماً في الشدةوالرخاء حتى في عرفات والطواف والسعي، ويدعون أبناءه وأئمتهم كما سمعناهممرارا، وذا شرك أكبر وردة عن الإسلام يستحقون القتل عليها. كما هم يغلون في وصف عليرضي الله عنهويصفونه بأوصاف لاتصلح إلا لله،كما سمعناهم في عرفات، وهم بذلك مرتدون حيث جعلوه رباً وخالقاً، ومتصرفاًفي الكون، ويعلم الغيب، ويملك الضر والنفع، ونحو ذلك. كما أنهم يطعنون في القرآن الكريم، ويزعمون أن الصحابة حرفوه وحذفوا منهأشياء كثيرة تتعلق بأهل البيت وأعدائهم، فلا يقتدون به ولا يرونه دليلاً. كما أنهم يطعنون في أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة وبقية العشرة، وأمهاتالمؤمنين، ومشاهير الصحابة كأنس وجابر وأبي هريرة ونحوهم، فلا يقبلونأحاديثهم، لأنهم كفار في زعمهم! ولا يعملون بأحاديث الصحيحين إلا ما كان عنأهل البيت، ويتعلقون بأحاديث مكذوبة أو لا دليل فيها على ما يقولون،ولكنهم مع ذلك ينافقون فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويخفون فيأنفسهم ما لايبدون لك، ويقولون : من لا تقية له فلا دين له. فلا تقبلدعواهم في الأخوة ومحبة الشرع..إلخ، فالنفاق عقيدة عندهم، كفى الله شرهم،وصلى الله محمد وآله وصحبه وسلم(10). ......................................... (1) سورة الفتح، الآية : 29 . (2) أصول مذهبالشيعة الإمامية الاثنا عشرية، د. ناصر القفاري (1250/3) (3) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيميةرحمه اللهالمجلد الاول (5960). (4) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيميةرحمه الله (68/1). (5) المسائل والرسائل المروية عن الامام احمد بن حنبل، لبعد الإله بن سليمان الأحمدي (357/2). (6) السنة، للخلال (493/3). وهذا تصريح من الامام احمد في تكفير الرافضة. (7) السنة، للخلال (499/3). (8)الفصل في الملل والنحل لابن حزم (78/2). (9) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، المجلد الثاني، ص 264. (10) هذه الفتوى صدرت من سماحته بعد ان وجه إليه سؤال عن حكم التعامل معالرافضة في عام 1414هـ، وأحب أن أبين حول ما يتردد أن الشيخ عبدالله الجبرين رعاه الله هو الذي تفرد بتكفير الروافض، والصحيح أن الأئمة منالسلف إلى الخلف يكفرون هذه الفرقة وذلك لاقامة الحجة عليهم وانتفاء عذر الجهل عنهم . اللهم اكفنا شرهم وانصرنا عليهم يا رب العالمي |
أقوال أئمة السلف في الرافضة أولاً : الإمام مالك : روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سمعت أبا عبدالله يقول ، قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب فيالإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) . وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداءعلى الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناًسيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيلكزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهمالكفار .. ) قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنهبتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهمومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة منالعلماء رضي الله عنهم على ذلك ) . تفسير ابن كثير ( 4 / 219 ) . قالالقرطبي : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهمأو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين ) .تفسير القرطبي ( 16 / 297 ) . ثانياً : الإمام أحمد : رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : ما أراه على الإسلام . وقال الخلال : أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلىالله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين ) . السنة للخلال ( 2 / 557 - 558 ) . وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلاً منأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما أراه على الإسلام . وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهمويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة منالإسلام في شيء ) . السنة للإمام أحمد ص 82 . قال ابن عبد القوي : ( وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ( أي الصحابة ) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ ( يعظكمالله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين ) . كتاب ما يذهب إليه الإمامأحمد ص 21 ثالثاً : البخاري : قال رحمه الله : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهودوالنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكلذبائحهم ) . خلق أفعال العباد ص 125 . رابعاً : عبد الله بن إدريس : قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) . خامساً : عبد الرحمن بن مهدي : قال البخاري : قال عبد الرحمن بن مهدي : هما ملتان الجهمية والرافضية . خلق أفعال العباد ص 125 . سادساً : الفريابي : روى الخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : حدثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر ، قال : كافر ، قال : فيصلى عليه؟ قال : لا ، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إلهإلا الله ، قال : لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته ) . السنة للخلال ( 2 / 566 ) . سابعاً : أحمد بن يونس : الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً : ( اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام ) . قال : ( لو أن يهودياً ذبح شاة ، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكلذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام ) . الصارم المسلول ص 570 . ثامناً : قول ابن قتيبة الدينوري : قال : بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسولالله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه ، وادعاءهم له شركة النبي صلى اللهعليه وسلم في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمورالسرية قد جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة ) . الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص 47 . تاسعاً : قول عبد القاهر البغدادي : يقول : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإماميةالذين كفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم ، ولا تجوز الصلاة عليهم عندناولا الصلاة خلفهم ) . الفرق بين الفرق ص 357 . وقال : ( وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على اللهالبداء ، وقولهم بأنه يريد شيئاً ثم يبدو له ، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيءثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدا له فيه ... وما رأينا ولا سمعنا بنوع منالكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض ) . الملل والنحل ص 52 - 53 . عاشراً : قول القاضي أبو يعلى : قال : وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر ) . المعتمد ص 267 . والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم . الحادي عشر: قول ابن حزم الظاهري : قال : ( وأما قولهم ( يعني النصارى ) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإنالروافض ليسوا من المسلمين ، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلىالله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارىفي الكذب والكفر ) . الفصل في الملل والنحل ( 2 / 213 ) . وقال وأنه : ( ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهلالسنة ، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآنالمتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلكمشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا ) . الإحكام لابن حزم ( 1 / 96 ) . الثاني عشر : قول الإسفراييني: فقد نقل جملة من عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله : ( وليسوا في الحال على شيءمن الدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين ) . التبصير في الدين ص 24 - 25 . قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره ، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي فيأمره بذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . الرابع عشر : قول القاضي عياض : قال رحمه الله : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل منالأنبياء ) . وقال : وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غيرشيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية ) . الخامس عشر : قول السمعاني : قال رحمه الله : ( واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ، لأنهم يعتقدون تضليلالصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ) . الأنساب ( 6 / 341 ) . السادس عشر : قول ابن تيمية : قال رحمه الله : ( من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ، فلا خلاف في كفرهم . ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضىعنهم والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا ؟ فإن كفره متعين ،فإنمضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التيهي : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الأول ، كان عامتهمكفاراً ، أو فساقاً ، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ) . الصارم المسلول ص 586 - 587 . وقال أيضاً عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) . السابع عشر : قول ابن كثير : ساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة ، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصيةالتي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله : ( ولو كان الأمر كمازعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياتهوبعد وفاته ، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه ، ويؤخروا من قدمهبنصه ، حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجوروالتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه ، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام ، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام ) . البداية والنهاية ( 5 / 252 ) . الثامن عشر : قول أبو حامد محمد المقدسي : قال بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في البابقبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح ، وعناد معجهل قبيح ، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دينالإسلام ) . رسالة في الرد على الرافضة ص 200 . التاسع عشر : قول أبو المحاسن الواسطي وقد ذكر جملة من مكفراتهم فمنها قوله : ( إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسو الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهموتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) وبشهادةالله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى : ( فإن يكفر بها هؤلاء فقدوكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين ) . ) . الورقة 66 من المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي وهو مخطوط . العشرون : قول علي بن سلطان القاري : قال : ( وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذااعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هودأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) . شم العوارض في ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط الثالث عشر : قول أبو حامد الغزالي : قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره ، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي فيأمره بذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . |
أقوال أئمة السـلـف و الـخـلـف فـي الـرافـضــة هذا ما جاء في كتاب ((الصارم المسلول )) لشيخ الأسلام أبن تيميه رحمه الله ص582 الى ص 585 الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ): عن عبد الله بن قيس رضي اللهعنه قال اجتمع عند علي رضي الله عنه جاثليتو النصارى و رأس الجالوت كبيرعلماء اليهود فقال الرأس: تجادلون على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة. فقال علي رضي الله عنه: لتفترقن هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلها فرقة و شرها: الداعية إلينا!! ( أهل البيت ) آية ذلك أنهم يشتمون أبابكر و عمر رضي الله عنهما. رواه ابن بطة في الإبانةالكبرى باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، و على كم تفترق الأمة من حديث أبوعلي بن إسماعيل بن العباس الوراق ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباحالزعفراني ، قال حدثنا شبابة ، قال حدثنا سوادة بن سلمة أن عبدالله بن قيسقال ( فذكر الحديث ). و أبو علي بن العباس الوراق روى عنه الدارقطني و وثقهو قال الذهبي عنه: المحدث الإمام الحجة، و ذكره يوسف بن عمر القواس فيجملة شيوخه الثقات. انظر تاريخ بغداد 6/300 و المنتظم لابن الجوزي 6/278، وسير أعلام النبلاء 15/74 و الحسن بن محمد بن صالح الزعفراني، ثقة. تهذيبالتهذيب 2/318 التقريب 1/170 و روى ابو القاسم البغوي عنعلي رضي الله عنه قال: يخرج في أخر الزمان قوم لهم نبز (أي لقب ) يقال لهمالرافضة يعرفون به، و ينتحلون شيعتنا و ليسوا من شيعتنا، و آية ذلك أنهميشتمون أبا بكر و عمر أينما أدركتموهم فاقتلوهم فأنهم مشركون. و بلغ علي أبن أبي طالب أنعبد الله بن السوداء يبغض أبا بكر وعمر فهم بقتله فهاج الناس و قالو له: أتقتل رجلاً يدعوا الى حبكم أهل البيت؟ فقال: لا يساكني في دار أبدآ. ثمأمر بنفيه إلى المدائن عاصمة الفرس. و روى الحكم بن حجل قال: سمعت عليآيقول: لا يفضلني أحد على أبو بكر و عمر رضي الله عنهما إلا جلدته حدالمفترى. الإمام أبو حنيفة (و هو فارسي): إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد: (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم). الإمام الشافعي (عبد الله بن إدريس): قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) . و قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!) الخطيب في الكفاية و السوطي. الإمام مالك : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) . وقال ابن كثير عند قولهسبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهمتراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم منأثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزرهفاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. ) قال : ( ومن هذه الآية انتزعالإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضونالصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهمفهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك) . تفسير ابن كثير ( 4 / 219 ) . قال القرطبي : ( لقد أحسنمالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايتهفقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين ) .تفسير القرطبي ( 16 / 297 ) . جاء في الصارم المسلول؛ (وقال مالك رضي الله عنه، إنما هؤلاء أقوام أرادو القدح في النبي عليه الصلاةوالسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال؛ رجل سوء، ولو كانرجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين)، وجاء في الصارم المسلول أيضا؛ قال الإمام مالك؛(من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، ومن سب أصحابه أدب)، و قال عبد المالك بن حبيب؛(منغلا من الشيعة في بغض عثمان والبراءة منه أُدب أدبا شديدا، ومن زاد إلىبغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه، ويطال سجنه، حتى يموت)، وجاء في المدارك للقاضيعياض؛( دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلمثم أتى مجلس مالك فقال؛ السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك؛ وعليكالسلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك؛ هل لمن سب أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم في الفيء حق؟، قال؛ لا ولا كرامة، قال؛ من أين قلت ذلك، قال؛قال الله؛(ليغيظ بهم الكفار)، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء،وأحتج مرة أخرى، بقوله تعالى؛(للفقراء المهاجرين)، قال؛ فهم أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، وأنصاره الذين جاؤوا من بعدهيقولون؛(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبناغلا للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم)، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه)، وهذه هي فتوى صريحة صادرة منالإمام مالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، والإمام مالك يلحقالرافضة في هذه الفتوى بالكفار الذين يغتاظون من مناقب أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم، وكل من ذكر الصحابة بالخير فهو عدو لدود لهذه الشرذمة،قبحهم الله أينما حلوا وارتحلوا، و أهم من ذلك هو موقف الإماممالك ممن يسب أمهات المؤمنين. أخرج ابن حزم أن هشام بن عمار سمع الإماممالك يفتي بجلد من يسب أبو بكر و بقتل من يسب أم المؤمنين عائشة فسئله عنسبب قتل ساب عائشة (ر) فقال لأن الله نهانا عن ذلك نهياً شديداً في سورةالنور اللآية 17 و حذرنا ألا نفعل ذلك أبدأ. فالذي ينكر القرأن ويسب الرسول (ص) و أحد من أهل بيته و بخاصة زوجاته هو زنديق مرتد يقتل و لا تقبل توبته. الإمام أحمد بن حنبل: رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : (ما أراه على الإسلام). وقال الخلال : أخبرني عبدالملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفرمثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أنيكون قد مرق عن الدين ) . السنة للخلال ( 2 / 557 - 558 ) . وقال أخبرني عبد الله بن أحمدبن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليهوسلم فقال : ما أراه على الإسلام . وجاء في كتاب السنة للإمامأحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليهوسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقدادوسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء ) . السنة للإمام أحمد ص 82 . قال ابن عبد القوي : ( وكانالإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ( أي الصحابة ) ومن سب عائشة أم المؤمنينورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إنكنت مؤمنين ) . كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21 البخاري : قالرحمه الله : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهودوالنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكلذبائحهم ) . خلق أفعال العباد ص 125 . ابن حزم الظاهري : قالابن حزم رحمه الله عن الرافضة عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضةللرد عليه: ( وأما قولهم ( يعني النصارى ) في دعوى الروافض تبديل القرآنفإن الروافض ليسوا من المسلمين ، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول اللهصلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهودوالنصارى في الكذب والكفر ) . الفصل في الملل والنحل ( 2 / 213 ) . وقال : ( ولا خلاف بين أحد منالفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة ، والمعتزلة والخوارج والمرجئةوالزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن وأنه المتلو عندنا .. وإنما خالف فيذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليسكلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع أهل ملتنا ) . الإحكام لإبن حزم ( 1 / 96 ) . أبو حامد الغزالي : قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، و حكواعن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمرهبذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . القاضي عياض : قال رحمه الله : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء ) . وقال : (وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غير شيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية ) . شيخ الإسلام ابن تيمية : قالشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة : ( وقد اتفق أهل العلمبالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ،ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) . و قال رحمه الله : (( اما من اقترن بسبه دعوى انعليا اله او انه كان هو النبي وانما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك فيكفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره، و كذلك من زعم منهم ان القراننقص منه ايات وكتمت او زعم ان له تأويلات باطنة تسقط الاعمال المشروعة ونحوذلك. وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية و هؤلاء لا خلاف فيكفرهم. واما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم و لا في دينهم مثل وصف بعضهمبالبخل او الجبن او قلة العلم او عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحقالتاديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك. وعلى هذا يحمل كلام من لميكفرهم من العلماء. واما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لترددالامر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد. واما من جاوز ذلك الى ان زعم انهمارتدوا بعد رسول الله الا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا او انهمفسقوا عامتهم فهذا لا ريب ايضا في كفره، فانه مكذب لما نصه القران في غيرموضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفرهمتعين فان مضمون هذه المقالة ان نقلة الكتاب والسنة كفار او فساق وان هذهالامة التي هي: ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الاول، كانعامتهم كفارا او فساقا، ومضمونها ان هذه الامة شر الامم و ان سابقي هذهالامة هم شرارها. وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام. ولهذا تجدعامة من ظهر عنه شيء من هذه الاقوال فانه يتبين انه زنديق. وعامة الزنادقةانما يستترون بمذهبهم. وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بان وجوههمتمسخ خنازير في المحيا والممات. وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيهالحافظ الصالح ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عنسب الاصحاب وما جاء فيه من الاثم والعقاب)) الصارم المسلول ج: 3 ص: 1108 - ص: 1112 وقال أيضاً عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) . ابن كثير : ساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة ، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله : ( ولو كان الأمر كما زعموالما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعدوفاته ، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه ، ويؤخروا من قدمه بنصه ،حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلىالفجور والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمهونصه ، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام ، و كفربإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام ) . البدايةوالنهاية ( 5 / 252 ) . العلامة ابن خلدون: وهذا الرجل معروف باعتداله و انصافه و شدة تحققه من الأخبار. ذكر مذاهبالرافضة بالتفصيل و أظهر بطلانها و صلاتها بالصوفية حتى أنه قال: "لولاالتشيع لما كان هناك تصوف" السمعاني : قالرحمه الله : ( و اجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ، لأنهم يعتقدون تضليلالصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ) . الأنساب ( 6 / 341 ) . الإسفراييني : فقدنقل جملةمن عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله : ( وليسوا في الحال على شيء منالدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين ) . التبصير في الدين ص 24 - 25 . عبد الرحمن بن مهدي : قال البخاري : قال عبد الرحمن بن مهدي : (هما ملتان الجهمية والرافضية). خلق أفعال العباد ص 125 . الفريابي : روىالخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : حدثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر ، قال : كافر ، قال : فيصلى عليه؟ قال : لا ، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إلهإلا الله ، قال : لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته ) . السنة للخلال ( 2 / 566 ) . أحمد بن يونس : الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً : ( اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام ) . قال : ( لو أن يهودياً ذبحشاة ، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتدعن الإسلام ) . الصارم المسلول ص 570 . ابن قتيبة الدينوري : قال : بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلىالله عليه وسلم وصحابته عليه ، وادعاؤهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلمفي نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعتإلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة ) . الاختلاف في اللفظ والرد علىالجهمية والمشبهة ص 47 . عبد القاهر البغدادي : يقول : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذينأكفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم ، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولاالصلاة خلفهم ) . الفرق بين الفرق ص 357 . وقال : ( وتكفير هؤلاء واجبفي إجازتهم على الله البداء ، وقولهم بأنه يريد شيئاً ثم يبدو له ، وقدزعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدى له فيه .. وما رأيناولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض ) . المللوالنحل ص 52 - 53 . القاضي أبو يعلى : قال : وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر ) . المعتمد ص 267 . والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم . أبو حامد محمد المقدسي : قالبعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم منالمسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضةعلى اختلاف أصنافها كفر صريح ، وعناد مع جهل قبيح ، لا يتوقف الواقف عليهمن تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام ) . رسالة في الرد علىالرافضة ص 200 . أبو المحاسن الواسطي : وقد ذكر جملة من مكفراتهم فمنها قوله : ( إنهم يكفرون بتكفيرهملصحابة رسو الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآنبقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لايكفرون بقوله تعالى : ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بهابكافرين ) . ) . الورقة 66 من المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي وهو مخطوط . علي بن سلطان القاري : قال : ( وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقدأنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هو دأبكلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) . شم العوارضفي ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط . القاضي شريك: وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : ( سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً ) . وشريك هو شريك بن عبد الله ، قاضي الكوفة من قبل علي (رضي الله عنه). أحد أعظم و أعدل القضاة في التاريخ الإسلامي. أبو زرعة: وقال أبو زرعة الرازي : ( إذا رأيت الرجل ينقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ). |
أقوال أئمة آل البيت فى شيعتهم السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة حكم الإمام علي كرم الله وجهه على الشيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين خذله الشيعة و لم ينصروه في عده معارك، بعدما بايعوه و حلفوا على طاعته و الولاء له و تستروا وراء اسمه، و لكن كلما دعاهم إلى المناصرة بدأوا يتسللون منها ملتمسين الأعذار و بدون التماسها أحياناً حتى قال مخاطبا إياهم: (( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنَّتُهُ الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ودُيِّثَ بالصغار والقَمَاءة، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان. فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حَماَرَّةُ القيْظ (شدة الحر) أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صَباَرَّةُ القُرِّ أمهلنا ينسلخ عنا البرد كل هذا فراراً من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر(!!) ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً.... قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لاعلم له بالحرب. و لكن لا رأي لمن لايطاع)) نهج البلاغة ص 88 ـ 91 مكتبة الألفين. أيضاً نهج البلاغة ـ ص 70،71 طبعة بيروت. ويقول فى موضع أخر في كتاب ( نهج البلاغة ) و هو عندهم من أصدق الكتب يصف جهاد شيعته: (( أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم! ما عزت دعوة من دعاكم و لا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يُوهي الصُّمَّ الصِّلاب و فعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم و تثاقلتم و قلتم كيت و كيت أعاليل بأضاليل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ (كلمة يقولها الهارب!). لا يمنع الضيم الذليل، و لا يدرك الحق إلا بالجد والصدق، فأي دار بعد داركم تمنعون؟ و مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور و الله من غررتموه! و من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل. أصبحت و الله لا أصدق قولكم و لا أطمع في نصركم و لا أوعد العدو بكم! فرق الله بيني و بينكم، و أعقبني بكم من هو خير لي منكم، و أعقبكم مني من هو شر لكم مني! أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا: ذلاً شاملاً، و سيفاً قاطعاً، و أثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة، فـتـبـكـي لذلك أعينكم و يدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني و هرقتم دماءكم دوني، فلا يبعد الله إلا من ظلم. و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا و إياك كما قال الأعشى: عَلِقتُها عرَضَاً و عَلِقَت رجُلاً غيري و عَلِق أخرى غيرها الرجُلُ و أنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام و علق أهل الشام بمعاوية.)) راجع نهج البلاغة ص (94 ـ 96). ويقول في موضع آخر يصفهم (( أف لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفاً (هؤلاء الذين أتى الله بهم يجاهدون خلفاً لأبي بكر وعمر والصحابة المرتدين! فكيف بالقائم وأصحابه؟!) إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأن قلوبكم مأْلُوسة فأنتم لا تعقلون….. ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخـر، لبئس لعمـر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون وتنتفض أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهـون)) نهج البلاغة ص (104 ـ 105) . يقول في موضع آخر: (( الذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم فقد رُمي بأفق ناصل، وإنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات…..أضرع الله خدودكم(أي أذل الله وجوهكم) وأتعس جُدُودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق )) نهج البلاغة ص (143 ـ 144). و يقول في موضع آخر بعد أن خذلوه في معركة صفين: (( استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.....ثم يقول: لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ))!!!؟ المصدر السابق ص (224). نهج البلاغة. حكم باقي الأئمة على الشيعة شهادة الحسن بن علي رضي الله عنه ضد الشيعة و يدعون حبه و أنه حجه و قال الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟ الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (290). شهادة الحسين بن علي رضي الله عنه ضد شيعته الذين يدعون حبه ويقولون أنه حجه ويتباكون عليه وسميت الحسينيات نسبه لأسمه هذا الحسين رضي الله عنه يوجه كلامه إلى أبطال الشيعة فيقول (( تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً على أعدائكم من غير عدلً أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامـن…)) المصدر السابق جـ2 ص (300).الاحتجاج ـالطبرسي شهادة الباقر ضد شيعته الذين يدعون محبته وهو نفسه لايحبهم هـذا محمـد الباقـر خـامس الأئمـة الاثـني عشر يصف شيعـته بقولـه (( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق )) !! رجال الكشي ص (179). وهذا موسي بن جعفر الذي ينتمي له أي سيد يدعي أنه الموسوي نسبه له يشهد على شيعته وأما بالنسبة للإمام موسىبن جعفر سابع الأئمة فيكشف عن أهل الردة الحقيقيون فيقول (( لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين (!!!!) و لو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد (!؟) و لو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ماكان لي انهم طالما اتكوا علـى الأرائك، فقالوا : نحن شيعة علي. إنما شيعة علي من صدق قوله فعله)) الروضة من الكافي جـ8 ص (191) تحت ( إنما شيعة علي من صدق قوله فعله ) رقم (290). فإذا كانت هذه صفات شيعة علي و أولاده فلست أدري و الله كيف سيكون حال شيعة القائم آخر الأئمة و الذي لم يبلغ الحلم؟ و بعدما يوبخ علي أصحابه كل هذا التوبيخ لا ينسى أن يأتي لهم بنموذج محتذى لكي يتأسوا به فيتعظوا فلا يجد إلا الصحابة (المرتدين بزعم الشيعة) فيقول : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) (هؤلاء الذين يقول عنهم التيجاني والقمي مرتدون) نهج البلاغة ص (225). ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( و لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً و تسليماً و مضينا على اللَّقَم، و صبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، و لقد كان الرجل منا و الآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، و مرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت و أنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه و متبوِّئاً أوطانه و لعمري لو كنا نأتي ما أتيتم (يقصد شيعته)، ما قام للدين عمود و لا اخضرَّ للايمان عود (!!) و أيم الله لتحتلبنها دماً و لتتبعنها ندماً)) نهج البلاغة ص (129 ـ 130). فهؤلاء هم أصحاب علي و أولاده رضي الله عنهم و أولئك هم صحابة النبي صلى الله عليه و سلم في نظر علي أيضاً و من حبر كتبكم ، و لكن يأبى التيجاني و القمي و أشياعهما إلا مخالفة المعقول و الرضى بما تحار منه العقول، فلا أستطيع وصفهم إلا كما وصفهم علي بن أبي طالب رضي اللـه عنه بقوله ((لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل و لا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق))! |
أقوال السلف الصالح وعلماء أهل السنة في آل البيت تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل، على اختلاف أزمانهموبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهموالعناية بهم، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، ونصّوا علىذلك في أصولهم المعتمدة، ولعلّ كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة فيفضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك. وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك: قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه : روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي اللهعنه أنه قال: ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأحبُ إليّ أن أصل من قرابتي). قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : روى ابن سعد في الطبقات 4/22 عن عمر بنالخطاب أنه قال للعباس رضي الله عنهما: ( والله ! لإسلامك يوم أسلمت كانأحب إليّ من إسلام الخطاب -يعني والده - لو أسلم، لأنّ إسلامك كان أحب إلىرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إسلام الخطاب ). قول زيد بن ثابت رضي الله عنه : عن الشعبي قال: ( صلى زيد بن ثابت رضيالله عنه على جنازة، ثم قُرّبت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس رضي اللهعنهما فأخذ بركابه، فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم، فقال: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء. قال ابن عبد البر: ( وزاد بعضهم في هذاالحديث: أنّ زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبّل يده وقال: (هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم )، قال: وهذهالزيادة من أهل العلم من ينكرها. قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البدايةوالنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل عليه في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباًوأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف. وأورد أيضاً أنّ الحسن والحسين رضي اللهعنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: ماأجاز بهما أحدٌ قبلي، فقال الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا. قول ابن عباس رضي الله عنهما : قال رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس رضيالله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين، فقال له ابن عباس: (مرحباًبالحبيب ابن الحبيب). أقوال علماء أهل السنة - قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي: قال رحمه الله في عقيدته المشهورة (العقيدة الطحاوية): ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولانُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونُبغض من يُبغضهم، وبغيرالحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير). وقال أيضاً: ( ومن أحسن القول في أصحابرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياتهالمقدّسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق). - قول الإمام الحسن بن علي البربهاري : قال في (شرح السنة): (واعرف لبني هاشمفضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعرف فضل قريشوالعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم،وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهموكراماتهم). - قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري: قال في كتاب (الشريعة): (واجبٌ على كلمؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته، وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسينوأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده، والعباسوولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبرعليهم والدعاء لهم). - قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني: قال رحمه الله في النونية: (واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف علياً أيما عرفان لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى إلهاً ثاني) - قول الموفق ابن قدامة المقدسي : قال في لمعة الاعتقاد: (ومن السنةالترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنينالمطهرات المبرءات من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصدّيقة بنتالصدّيق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيالدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم). - أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال في العقيدة الواسطية: ( ويحبون أهلبيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: أُذكّركم الله في أهلبيتي، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال: (إنّ اللهاصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً،واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم). وقال رحمه الله : ( ولا ريب أنّ لآلمحمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم،ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أنّقريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل). - قول الحافظ ابن كثير : قال في التفسير: ( ولا ننكر الوصاة بأهلالبيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة منأشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوامتّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباسوبنيه، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين). - قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني : (وقد دلت النصوص الجمة المتواترة علىوجوب محبتهم وموالاتهم، وأن يكون معهم، ففي الصحيح: (لا تدخلوا الجنة حتىتؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)، وفيه (المرء مع من أحب)، ومما يخص أهل بيترسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهبعنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهمواحترامهم والاعتراف بمناقبهم، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير،وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير ). - قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي: قال في كتابه التنبيهات اللطيفة ( فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه، منها: أولاً: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها: لما يتميّزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها: لما حثّ عليه ورغّب فيه). - قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي : قال رحمه الله في (سلم الوصول): (وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان). - قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: قال في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصولأهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهمأبداً). من أقوال عُلماء السُنة في فضل آل البيت-عليهم السلام.. 1-من نونية أبي محمد عبد الله بن محمد السلفي-رحمه الله-: حبُ الصحابة والقرابةِ سُنَّةٌ .... ألقى بها ربي إذا أحياني يقول ناقل هذا البيت السلفي: وهذا بخلاف النواصب-هداهم الله للحق-الذين نصبوا آل البيت عليهم السلام العداء.. أو الرافضة-هداهم الله للحق-الذين نصبوا الصحابة رضوان الله عليهم العداء. أهل السنة يعتقدون كما بُين بأن حب آلالبيت والصحابة فرض،لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم،ورفض من رفضهم منالناصبة والرافضة ومن حام حولهم.. وهذا قول السنة بخلاف إدعاءات الرافضة.. 2- يُعلقُ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله على هذا الكلام بكلام طويل ختمه بقوله في التعليقات على العقيدة الواسطية: "والذين ضلوا في أهل البيت طائفتان: الأولى:الروافض حيث غلو فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم حتى ادعى بعضهم أن علياً إله. الثانية:النواصب وهم الخوارج الذين نصبوا العداوة لآل البيت وآذوهم بالقول والفعل. 3- قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: يا أهل بيت رسول الله حُبكم ..... فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ..... من لم يصل عليكم لا صلاة له 4- يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليمبن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية تحت باب "مكانة أهل بيتالنبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجماعة": "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثقال يوم غدير خم: ((أذكّركُم الله في أهل بيتي)) وقال أيضاً للعباسعمه،وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده لايؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) وقال: ((إن الله اصطفى بني إسماعيلواصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بنيهاشم واصطفاني من بني هاشم)) ". 5- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق: "بين الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليهوسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباسوبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهلبيته كما قال تعالى: {إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت}. فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهمويكرمونهم؛لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن اللهورسوله أمر بذلك،قال تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة فيالقُرْبى}،وجاءت نصوص من السنة بذلك،منها ما ذكر الشيخ. وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمينعلى المِلّة،كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه،وعليٍّ وبنيه.أما من خالفالسنة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهلالبيت..........إلخ" 6- قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي-قدس الله روحه-: "فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه: منها أولاً:لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها لما يتميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها لما حث عليه ورغب فيه. ولما في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم..." 7- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في وسطية أهلي السنة في آل البيت والصحابة بين الرافضة والنواصب: "موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت،وأنه موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء. يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان. ويتولون أهل البيت،ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومنزلتهم،ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم. ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يسبّون الصحابة ويطعنون فيهم،ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت. ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم". 8- قال العلامة السعدي-رحمه الله-: "وأول من سمى الروافض بهذا اللقب زيد بنعلي الذي خرج في أوائل دولة بني العباس وبايعه كثير من الشيعة،ولما ناظروهفي أبي بكر وعمر وطلبوا منه أن يتبرأ منهما فأبى رحمه الله تفرقواعنه،فقال:رفضتموني،فمن يومئذ قيل لهم: "الرافضة" وكانوا فرقاً كثيرة،منهمالغالية ومنهم من هم دون ذلك،وفرقهم معروفة. وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوةوالأذية لأهل بيت النبي صلى لله عليه وسلم وكان لهم وجود في صدر هذه الأمةلأسباب وأمور سياسية معروفة،ومن زمن طويل ليس هم وجود والحمد لله". قلتُ: ولا أعلم هل اختفوا النواصب-وإن كانواقد خفت بريقهم سنين عديده- أم مازال لهم بقايا في عُمان وغيرها،ولو وثق صلةالخوارج بالنواصب لكان هذا أجدى والله أعلم. هذه الكُتب بعض ما وقفت عليه وأذكُرُهُالآن؛وإلى فإن كُتبَ أهلِ السُنةِ في هذا البابِ كثيرة،وأُخبرتُ بأن هُناكرسالة لدرجة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية مخطُوطةٌ سهل الله نشرها كانتعن حق أهل البيت وذكر كثيراً من المصادر لأهل السُنةِ في هذا الموضوعالهام. كما أن كُتبَ العقيدةِ ولابد تطرقت لحقوق أهل البيت. وما يميز أهل السنة في هذا البابوسطيتهم بين الرافضة والناصبة،فالرافضة غلو في حق أهل البيت إلى أن حداببعهم تنزيل بعض صفات الله عز وجل وصرف بعض حقوقه لآل البيت عليهمالسلام... وبين الناصبية أو الناصبة الذين ناصبوا آل البيت العداء وأشهرالناصبة عدو آل البيت وعدو أهل السُنة الذي قتل علماء السنة الحجاج بن يوسفالثقفي عليه من الله ما يستحق. وبعد عرض بعض الكُتب والأبواب سأقف بكأخي الحبيب مع أحدها، وهو هام جداً، لقاضي القطيف شيخنا السيد صالح بن عبدالله الدرويش نفع الله به." قال أحد أعلام السُنة القاضي عياض-رحمه الله-: "سب آل بيته وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام ملعون فاعله". أفرد الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه الكتاب الثاني والستون أبواباً لذكر فضائل ومناقب آل البيت،منها على سبيل المثال. "باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسن رضي الله عنه" "باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه". "باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم". باب منقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم". "باب فضل عائشة رضي الله عنها". هذا غيض من فيض في صحيح الإمام البخاري-رحمه الله-. أما الإمام مسلم-رحمه الله- فقد أفرد في كتابه الصحيح في الجزء الخامس والعشرين منه في كتابه الرابع والأربعين أبواباً منها: "فضائل الحسن والحُسين رضي الله عنهما". "فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم". "فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام". "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه". "فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه". "فضائل عائشة رضي الله عنها" . هذا غيض من فيض في ذِكرِ مناقب آل بيت النبي عليه السلام. ومعلوم أن الكتابين السابقين هُما العُمدة عندنا مع القرآن في عقيدتنا .. أما الإمام البزار-رحمه الله فقد ألف جُزءً مستقلاً سماه "فضائل أهل البيت". وقد أفرد الإمام الترمذي-رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في المناقب،أبواباً عديدة في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام،منها: "باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه،ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن". "باب قول الأنصار:كُنا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب". وغيرها من الأبواب الكثيرة في ذِكرِ فضائل علي عليه السلام. "باب مناقب أبي الفضل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبدالمُطلب رضي الله عنه". "باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه". "باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما". "باب ((إن إبني هذا سيد)) " أي الحسن عليه السلام. وأبواب عديدة في ذِكرِ فضائل سبطي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحُسين عليهما السلام. "باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم". باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها". "باب فضل عائشة رضي الله عنها". "باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم". وغيرها من الأبواب.. عَقَدَ شيخ الإسلام الإمام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية-رحمه الله- في عقيدتِهِ الواسِطيةُ باباً سماهُ: "مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهلِ السُنةِ والجماعة". وألف شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية -رحمه الله- كتاباً مُفرداً سمه: "حقوق آل البيت بين السُنةِ والبدعة" هذا ما أذكُرهُ الآن من أبوابٍ مُستقلة ألفها عُلماء السلف وإلى هي كثيرة جداً،منها ما ذُكر.... أما من عُلمائنا المُعاصرين فقد أُلفالعديد من الكُتب في هذا،ما أُخبرتُ بهِ من مخطوطات لنيلِ الدرجات العاليةفي السلم التعليمي التي يسمونها شهادة الدكتوراه و الماجستير.. وممن وقفت من عُلمائنا المعاصرين في هذاالكثير،منه هذه الكُتب لعالمين جليلين،والكتاب هي: كتابٌ ألفه سماحة العلامة المُدرسُ بالحرمِ المدني الشيخ عبدالمُحسن العباد-نفع الله بعلمه الإسلام والمُسليمن سماه: "آل البيت عند الصحابة" وألف كذلك سماحة العلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد كتاباً سماه: "فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السُنة والجماعة" وألف قاضي القطيف سماحة السيد الشيخ صالح بن عبدالله الدرويش-نفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين- كتاباً سماه: "رُحماء بينهم ....التراحم بين آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقيةُ الصحابة رضي الله عنهم أجمعين". وهذه كذلك من مؤلفات علماء السنة في أهل البيت عليهم السلام وفضلهم وحقوقهم: - لقد عقد الإمام أبي بكر أحمد بنالحُسين بن علي بن موسى البيهقي-رحمه الله-في كتابه "الإعتقاد والهداية إلىسبيل الرشاد" باب (القول في أهل بيت رسول الله لى الله عليه وسلم وآلهوأزواجه). - وألف الإمام البيهقي كذلك كتااً أسمه "الفضائل" عقدَ فصولاً فيه في فضائل أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم. - وعقد العلامة صالح بن فوزانالفوزان-حفظه الله-عضو هيئة كبار العلماء باباً في كتابه"التوحيد" (فضل أهلالبيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو). - وعقد إمام من أئمة أهل الحديث في هذاالعصر العلامة مقبل بن هادي الوادعي السلفي في كتابه"تحفة المجيب على أسئلةالحاضر والغريب" فصلاً تحت مسمى (فضائل آل بيت النبوة). وغيره من الكتب كثير وحسبنا الإشارة إلىاهتمام علماء المسلمين في باب آل البيت والصحابة على ما جاء في كتاب اللهعز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. للسخاوي رسالة قيمة في فضل أهل البيت.. |
درر من أقوال السلف (رضي الله عنهم )عند الإحتضار لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود ، المهبط منها إلى الجنة أو النار. صفة الصفوة (1/694) فكيف حالنا وما مقالنا عند الإحتضار ! أسأل الله أن يلطف بنا ، ويرحمنا ، وأن يصلح أحوالنا ومآلنا قيل لأبي مسعود الأنصاري: ماذا قال حذيفة عند موته؟ قال: لما كان عند السحر، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا - ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا. [سير أعلام النبلاء : 2/368] لمّا نزل بحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة. قال لما احتضر عمر بن عبدالعزيز قال اخرجوا عني فلا يبقى أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه أنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدي الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوى الثبات عند الممات - (ج 1 / ص 150) وإبن تيمية رحمه الله- لما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق حمل إلى القاضي علاء الدين القونوي وجعل تحت يده في المدرسة العادلية وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ثم كملت عليه بعد وفاته وهو مسجى كان كل يوم يقرأ ثلاثة أجزاء يختم في عشرة أيام هكذا أخبرني أخوه زين الدين وكانت مدة مرضه بضعة وعشرين يوما وأكثر الناس ما علموا بمرضه فلم يفجأ الخلق إلا نعيه فاشتد التأسف عليه وكثر البكاء والحزن ودخل إليه أقاربه وأصحابه وازدحم الخلق على باب القلعة والطرقات وامتلأ جامع دمشق وصلوا عليه وحمل على الرؤوس رحمه الله ورضي عنه العقود الدرية - (ج 1 / ص 384) ابوسفيان الانصاري: لما حضرته الوفاة قال : لا تبكوا علي فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت أسد الغابة - (ج 1 / ص 1188) لما احتضر أبو بكر الصديق رضياللهعنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منهتحيد و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولىبالجديد منالميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لايقبلهبالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لايقبلالنافلة حتىتؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلتموازينه في الآخرةبإتباعهم الحقفي الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكونثقيلا , وإنما خفت موازين منخفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفتهعليهم فيالدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا. ولما طعن عمر .. جاء عبداللهبن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلىاللهعليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتشهيدا و لم يختلف عليك اثنان , وتوفيرسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أنلي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال : ضع رأسي على الأرض . فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض . فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل. أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضيالله عنهو أرضاه قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيلعلى لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي . ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوافيه ورقةمكتوبا عليها (هذه وصية عثمان) بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداعبده ورسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لاريب فيهإن اللهلا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله . أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي اللهعنه بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟ قالو : أخذناه قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيهرأيي , وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسولالله صلىالله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباسريعا و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإنكان خيراعجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم . معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حينحضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. : يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ماكنت أحبالدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأالهواجر , ومكابدةالساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلقالعلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ... روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجلمعاذ بنجبل و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناسبأمتيأبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ . بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه .. فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقوليواحزناه , وقولي وا فرحاه ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه . أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ... فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوللنفرأنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة منالمؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذيأموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك ياأمةالله ؟ قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فيثوبين لذلكالفتى و صلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين. الصحابي الجليل أبوالدرداء رضيالله عنه وأرضاه لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله. سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدناكزادالراكب , و حولي هذه الأزواد . و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة ! الإجانة : إناء يجمع فيه الماء الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام المطهرة : إناء يتطهر فيه. الصحابي الجليل عبدالله بن مسعودرضي اللهعنه لما حضر عبداللهبن مسعودالموت دعاإبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل . و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها . الحسن بن علي سبط رسول الله و سيدشبابأهل الجنة رضي الله عنه لما حضر الموت بالحسن بن عليرضي اللهعنهما , قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها ! الصحابي الجليل معاوية بن أبيسفيان رضيالله عنه قال معاوية رضي الله عنه عندموته لمنحوله : أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كانهذا وغض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقلالعثرة واغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثقبأحد سواك ... ثم فاضت رضي الله عنه. الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضياللهعنه حينما حضر عمروبن العاصالموت .. بكىطويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال لهإبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟أمابشرك رسول الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لاإله إلا الله , و أن محمدا رسول الله .. إني كنت على أطباق ثلاث .. لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , ولا أحبإلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحاللكنت منأهلالنار..... فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلمفقلت : إبسطيمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي . فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ماكانقبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فيعينيمنه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيللي صفهلماإستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا عليالتراب سناثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتىأستأنس بكم , و أنظرماذا أراجع به رسل ربي ؟ الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري لما حضرت أبا موسى - رضي اللهعنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ... ففعلوا .. فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إماليوسعنقبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب منأبوابالجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعدالله عز و جل ليفيها منالنعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي فيالجنة مني اليوم إلى أهلي , وليصيبني منروحها و ريحانها حتى أبعث . و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكونأضيق منكذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلىمقعدي وإلى ما أعدالله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال والقرناء , ثم لأنا إلىمقعدي منجهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتىأبعث . سعد بن الربيع رضي الله عنه لما إنتهت غزوة أحد .. قالرسول اللهصلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيضروحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت وأني قدطعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , وإقرأ علىقومي منالسلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلصإلى رسول الله صلىالله عليهو سلم و فيكم عين تطرف ... عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال عبدالله بن عمر قبل أنتفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل , و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و لعله يقصد الحجاج و من معه). عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه لما حضرت عبادة بن الصامتالوفاة ،قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن ثم قال : اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي فجمعوا له .... فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة منالآخرة، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هووالذي نفسعبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج علىأحد منكم في نفسه شيءمن ذلكإلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي . فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا . فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا : نعم . فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنواالوضوء ،ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإنالله عزو جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنهالكبيرة إلا علىالخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لاتتبعوني بنار . الإمام الشافعي رضي الله عنه دخل المزني على الإمامالشافعي فيمرضه الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأسالمنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلىالجنةفأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول : و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه حينما حضرت الحسن البصريالمنية حرك يديه و قال : هذه منزلة صبر و إستسلام ! عبدالله بن المبارك العالم العابد الزاهد المجاهدعبداللهبن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... ثم فاضت روحه. الفضيل بن عياض العالم العابد الفضيل بن عياضالشهيربعابد الحرمين لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال : وا بعد سفراه ... وا قلة زاداه ...! الإمام العالم محمد بن سيرين روي أنه لما حضرت محمد بنسيرينالوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية وما ينجينيمن النار الحامية. الخليفة العادل الزاهد عمر بنعبدالعزيزرضي الله عنه لما حضر الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا : يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهمإلا رأو لكم حقا . يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أوتفتقرواو أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قومواعصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ... قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس .. قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدارالآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا والعاقبةللمتقين ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى ! الخليفة المأمون أمير المؤمنينرحمه الله حينما حضر المأمون الموت قال : أنزلوني من على السرير. فأنزلوه على الأرض ... فوضع خده على التراب و قال : يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... ! أمير المؤمنين عبدالملك من مروانرحمهالله يروى أن عبدالملك بن مروانلما أحسبالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال : يا دنيا ما أطيبك ! إن طويلك لقصير ... و إن كثيرك لحقير ... و إن كنا منك لفي غرور ... ! هشام بن عبدالملك رحمه الله لما أحتضر هشامبن عبدالملك , نظر إلىأهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكمبالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكمما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله . أمير المؤمنين الخليفة المعتصمرحمه الله قال المعتصم عند موته : لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... ! أمير المؤمنين الخليفة الزاهدالمجاهدهارون الرشيد رحمه الله لما مرض هارون الرشيد و يئسالأطباءمن شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال : احفروا لي قبرا ... فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال : ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... ! محمد رسول الله صلى الله عليهوسلم الحمد لله الواحد العلام و على النبي الكريم الصلاة و السلام أما بعد .. فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت .. جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكرحقيقةهذه الدنيا ... و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليهأفضلالصلاة و أزكى السلام ... في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباءمرضه بينأصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلىالله عليه وسلم قدأوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزهالمرض عن الحضور إلىالصلاة . و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هميصلون إلارسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و همفي صفوفالصلاة ،فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلىالله عليه و سلميريد أنيخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوافيصلاتهم ، فرحا برسول الله صلى اللهعليه و سلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكرليكملالصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسولالله إلىحجرته ،و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسولالله صلى الله عليهو سلمقد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ... و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعافاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ،فأخبرها أنهاأول منيتبعه من أهله ، فضحكت ... و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالتفاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كربعلى أبيكبعد اليوم و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراشموته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة وما ملكتأيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ...... و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ،قالتعائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالتعائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ... و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ،فيمسحبالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ... و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركتشفتاهقائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقنيبالرفيق الأعلىاللهم الرفيقالأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روحمنأرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما. عن عبد الواحد بن زيد : أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت ؛ فجعل يقول بالفارسية : أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط ، أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط ، أريد أن أزور سيدي ومولاي وما رأيته قط ، أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط ، أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة ، ثم أوقف بين يدي الله عز وجل فأخاف أن يقوللي : يا حبيب ! هات تسبيحةواحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء ؛ فماذا أقول وليسلي حيلة ؟ ! أقول : يا رب ! هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي . قال عبد الواحد : هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط ؛ فإيش يكون حالنا ؟ ! واغوثاه بالله ! المجالسة وجواهر العلم 4/399 نظر يونس بن عبيد رحمه الله : إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك أبا عبد الله، قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل. حلية الأأولياء (3/19) قال سليمان التيمي -رحمه الله -: دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ماساءني، فقلت له: هذا الجزعُ كُله لماذا؟ وقد كُنت -بحمد الله- على حالةصالحة؟ فقال: ومالي لا أجزع وما أحقُ مني بالجزع؟ والله لو أتتني المغفرةمن الله -عز وجل- لأهمني الحياءُ منه فيما أفضيت به إليه تسلية أهل المصائب (ص88). ولما احتضر نافع بكى: فقيل ما يبكيك؟ قال ذكرت سعدًا وضغطة القبر (أي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها نجا سعد بنمعاذ» السير: (5/ 99). لما احتضر سعيد بن مروان قال: يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك تاريخ الخلفاء: (136). عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما حضرت معاذاً الوفاة فجعل يبكي فقيل له: أتبكي وأنتصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟! فقال: ما أبكي جزعاً منالموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هما القبضتان قبضة فيالنار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا. شعب الإيمان (1/502) لما احتضر عمرو بن قيس الملائي –رحمه الله – بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض؟؟ العيش أيام حياتك فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً من أن أحرم خير الآخرة. شعب الإيمان (1/508) لما حضرت عبد الله بن علي -رحمه الله- الوفاة : بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية ! العاقبة (131). لما حضرت ابن المبارك –رحمه الله- الوفاة قال لنصر مولاه : اجعل رأسي على التراب ، فبكى نصر ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : أذكر ما كنت فيه من النعيم ، وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا . فقال له : اسكت ؛ فإني سألت الله عز وجل أن يحييني حياة الأغنياء ، وأنيميتني ميتة الفقراء . ثم قال له : لقني ولا تعد علي ، إلا أن أتكلم بكلامثان . المجالسة وجواهر العلم (2/253) لما احتضر الأسود بن يزيد -رحمه الله-: بكى فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال مالي لا أجزع ومن أحقبذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مماقد صنعته ، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه ! حلية الأولياء (2/103 ) قال حذيفة بن اليمان –رحمه الله- عند الموت: رب يوم لو أتاني الموت لم أشك ، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها . حلية الأولياء (1/278) قال أحمد بن إبراهيم –رحمه الله-: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك، أبا عبد الله؟ قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل " حلية الأولياء (3/19) قال سعيد بن عامر –رحمه الله-: " مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك أتجزع من الموت، قال: لا ولكن مررت على قدري فسلمت عليه، فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه " حلية الأولياء (3/32) |
الله أكبر ماأحسنه من جمع ,أجزل الله لك المثوبة,ونجاك من العقوبة,ووفقنا وإياك لصالح القصد والقول والعمل.
|
آمين ولك بالمثل |
درر سلفية في حسن الظن بالمسلم
عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال: كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك مايغلبك، ولا تظنّنّ بكلمةخرجت من امريء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسهللتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيتمن عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه... شعب الإيمان، للبيهقي (2/ 103). فال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ومن أعظم التقصير : نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلامالناس)الفتاوى جزء 31 ص 114 وعن عمر أنه وضع للناس ثمانية عشر كلمة حكما كلها منها ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيك منه ما يغنيك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق أبو عمارة لا يتابع عليه 8/479 2 - إن عمر وضع للناس ثمانية عشركلمة حكما كلها ، منها : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يحبك منه ما يغنيك ،ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ، ومن عرضنفسهللتهمفلا يلومن من أساء به الظن ، واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون . وذكر الحديث الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق لا يتابع على روايته الدرر السنية 2/932 قال شيخ الإسلام رحمه الله : وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد). "الفتاوى" (7/36). وقال رحمه الله : ومعلوم أن مُفَسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدم على كنايته، ومتى صدر لفظ صريح في معنى، ولفظ مجمل نقيض ذلك المعنى، أو غير نقيضه؛ لم يُحمل على نقيضه جزماً، حتى يترتب عليه الكفر؛ إلا مِنْ فَرْطِ الجهل والظلم الرد على البكري (2/623). قال جعفر بن محمد رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه . شعب الإيمان، البيهقي ( 6 / 323 ) قال ميمون بن مهران –رحمه الله-: ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه، فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه! «تاريخ الرَّقَّة» (ص 25) قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-: ( احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبوا أن يحملوكم على ما كان فيكم فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك فأنت أولى من يرى ذاك منه فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحبالمعصفرة والشعر السكني ينال من النبيذ أحيانا أوفى للعهد منك وإن كان فيكوفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك وإنكان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صومامنك وإذا رأيت من هو أكبر سنا منك فقل هذا خير مني صام وصلى وعبد اللهقبلي وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل هو خير مني أحدث مني سنا وأقل ذنوباوإذا رأيت من هو أقل منك مالا فقل هذا خير مني زويت عنه الدنيا خياراأوبطرا وأعطيتها لسقائي إلا أن يرحمني ربي وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لكحقا فقل هذا الفضل منهم على وإذا رأيتهم استخفوا بك فقل هذا بخطيئتي وذنبيواتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا أيسرك أن تضربالطفل الصغير أو تظلم الشيخ الكبير ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد وتذابأيام الحياة في التوبة والإستغفار وليسعك ما أنعم الله به عليك عما أنعمالله به على العباد وتذوب أيام الحياة في الشكر ولا تنظروا في ذنوب الناسكالأرباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ولا تعاهدوا لقذاة في عين أخيك وتدعالجذع معترضا في عينك فو الله ما عدلت التوبيخ والتنبيه (ص 53) قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِالشَّيْخُعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُاللَّـهُتَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياضالنَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) : « ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجودشيء من ذلك. وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرتمنهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه . معذورون،والقادح فيهم غير معذور . وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين . فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين . ولا ريب أن هذا من أفضل القربات . ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويلولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبةبهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضررهكبير،وفساده مستطير . أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ » قال ابن القيم رحمه الله : والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظمالباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه،وما يدعو إليه ويناظر عنه [مدارج السالكين3/521] أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال: لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفكعن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتهفأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم،فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بكوخير من السكوت على العي. جامع بيان العلم وفضله (1/474) قال الغزالي-رحمه الله-: وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع. رسالة أيها الولد (ص131) قال القلاعي –رحمه الله-: فقد يوحش اللفظ وكله ود، ويُكره الشيء وليس من فعلهبد، هذه العرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله، ولا يريدونالذم، وويل أمِّه للأمر إذا تم، ومن الدعاء: تربت يمينك، ولذوي الألباب أنينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليًا فهو الولاء وإن خشن، وإن كانعدوًا فهو البلاء وإن حَسُن تنوير الحوالك (1/55) قال حمدون القصار -رحمه الله-: إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله. آداب الصحبة (ص 45) قال عباد بن عباد الخواص الشامي -رحمه الله-: فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكملأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلكبعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم، وأن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم،وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي). تحبون أن تقولوا فَيُحْتَمَلَ لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم. تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم، وتأتون مثل ذلك فلا تحبون أن يؤخذ عليكم. مسند الدارمي (1/ 167) قال الرّبيعِ بنِ صَبِيحٍ -رحمه الله-: قُلتُ للحسنِ: إنَّ -ها هُنا- قوماًيتتَبَّعُونَالسَّقَطَمِن كلامِك؛ لِيجِدُوا إلى الوَقيعةِ فيكَ سَبيلاً! قال: لا يَكبُرُ ذلك عليك! فقد أطْمَعْتُ نَفسي في خُلودِ الجِنان،فطمِعَت.. وأَطْمَعْتُها في جِوارِ الرَّحمنِ، فطَمِعَت.. وأطمَعْتُها فيالسَّلامةِ مِن النَّاسِ، فلَم أجِد إلى ذلك سبيلاً؛ لأنِّي رأيتُ النَّاسَ لا يرضُونَ عن خالِقِهِم، فعلِمْتُ أنَّهُم لا يَرضُونَ عن مَخلوقٍ مِثلِهم حلية الأولياء (6/305) ، تبيين كذب المفتري (ص 422) قال ابن القيّم- رحمه اللّه- : «وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن مايقدرون عليه من الألفاظ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ،ومن رزقه اللّه بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت الألفاظ من الحقّ والباطل،ولا تغترّ باللّفظ كما قيل في هذا المعنى: في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ - - والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ(*) تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ - - وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما - - سحر البيان يُري الظلماء كالنور. مفتاح دار السعادة (1/141) * الأبيات تنسب لابن الرومي ، والبيت الأول أدرجته فلم يورده ابن القيم. قال السبكي -رحمه الله-: فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة،فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله،بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله. قاعدة في الجرح والتعديل (ص93) |
درر سلفية في الإنصاف فعن إمام دار الهجرة أنه قال : (لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَاف) سَأل الإمام أحمد - رحمه الله - بعض تلاميذه : من أين أقبلتم؟ قالوا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه شيخ صالح، فقالوا: إنه يطعن عليك!! قال: فأي شيء حيلتي؟! شيخ صالح قد بلي بي!! «السير» (11/317) قال الإمام الذهبي -رحمه الله -:ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما تسلّم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة «سير أعلام النبلاء» (14/40) قال الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) " سير أعلام النبلاء 20/46 وقيل: ســــامح أخاك إذاخلـط # # # منه الإصابة بالغلــط وتجاف عن تعنيــــــفه # # # إن زاغ يومـا أو قسط واعلم بأنك إن طلبـــــت # # # مبرأ رمـت الشــطط من ذا الــــذي ما ساء قط # # # ومن له الحسنــى فقط قال البخاري رحمه الله: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: منذ أن عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط " التاريخ الكبير 4 / 336 " وقال البخاري رحمه الله: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً قال (الذهبي): صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه... حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع " سير أعلام النبلاء 12 / 439 ". ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي رحمه الله: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة) " سير أعلام النبلاء 12 / 308 ". قال أحمد بن حنبل في اسحاق بن راهويه : لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا. «السير» (11/371) قال ابن عبد البر –رحمه الله-: من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ، ولم يتفهم ! «تفسير القرطبي» ( 1 / 286) إن أبا نعيم الحافظ ذكر له ابن مندة، فقال: كان جبلا من الجبال! قالالذهبي رحمه الله معلقاً: فهذا يقوله أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه السير (17/32) عن طاوس بن كيسان: أن زيد بن ثابت وابن عباس تماريا في صدر الحائض قبلأن يكون آخر عهدها الطواف بالبيت فقال ابن عباس تنفر وقال زيد لا تنفر فدخلزيد على عائشة فسألها فقالت تنفر فخرج زيد وهو يتبسم ويقول ما الكلام إلاما قلت قال أبو عمر (ابن عبد البر)- توفي سنة (463 هـ) -رحمه الله -: هكذا يكون الإنصاف وزيد معلم ابن عباس فما لنا لا نقتدي بهم والله المستعان. «التمهيد» (17/270) قال الشافعي :قال لي محمد: أيهما أعلم، صاحبنا أم صاحبكم؟ -يعني: أبا حنيفة ومالكا-. قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم. قلت: أنشدك بالله، من أعلم بالقرآن؟ قال: صاحبكم. قلت: من أعلم بالسنة؟ قال: صاحبكم. قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين؟ قال: صاحبكم. قلت (الذهبي ): فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول، على أي شيء يقيس؟ قلت: وعلى الإنصاف؟ لو قال قائل: بل هما سواء في علم الكتاب، والأول أعلم بالقياس، والثاني أعلم بالسنة، وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي، وابن مسعود، وطائفة ممن كان بالكوفة منأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرضي الله عن الإمامين،فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف! - نسأل الله السلامة -. [سير أعلام النبلاء : 8/113] وعن عقيل ومعمر والزهري, حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية, فقضى حاجته, ثم خلا به فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة..؟! قال -أي مسور-: دَعْنا من هذا وأحسِن. قال: لا والله!, لتُكلمني بذات نفسك نفسك بالذي تعيب عليَّ. قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينت له. فقال -أي معاوية-: لا أبرأ من الذنب, فهل تَعُدّ لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة; فإن الحسنة بعشر أمثالها, أم تعدّ الذنوب وتترك الحسنات..؟! قال مسور: ما تُذكر إلا الذنوب(*). قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه, فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر..؟ قال مسور: نعم. قال معاوية: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق منّي!, فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي, ولكن والله لا أُخيّر بين أمرين: بين الله وبين غيره, إلا اخترتُ الله على ما سواه, وإنّي لعلى دين يُقبل فيه العمل, ويُجزى فيه بالحسنات, ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها. قال مسورة: فخصمني. قال عروة -راوي الأثر-: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلّى عليه -أي دعا له سير أعلام النبلاء (3/150) سئل على ابن المدينى عن أبيه فقال: اسألوا غيرى فقالوا سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدينأبى ضعيف. (المجروحون 2 / 14). قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُاللَّـهُ تَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) : « ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجودشيء من ذلك.وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه .معذورون،والقادح فيهم غير معذور .وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين ،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين .ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويلولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبةبهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضررهكبير،وفساده مستطير .أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ » قال ابن حزم–رحمه الله-: من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإن يلوح له وجه تعسفه الأخلاق والسير ص (80) سئل عبد الله بن وهب تلميذ الإمام مالك عن عبد الله بن زياد بن سمعان فقال: ثقة. فقلت: إن مالكا يقول فيه: كذاب. فقال: لا يقبل قول بعضهم في بعض جامع بيان العلم وفضله 2/305 قال الإمام الشوكاني رحمه الله :- فإن وطنت نفسك أيها الطالب على الإنصاف وعدم التعصبلمذهب من المذاهب ولا لعالم من العلماء بل جعلت الناس جميعا بمنزلة واحدةفي كونهم منتمين إلى الشريعة محكوما عليهم بما لا يجدوا لأنفسهم عنها مخرجاولا يستطيعون تحولا فضلا عن أن يرتقوا إلى واحد منهم أو يلزمه تقليدهوقبوله قوله فقد فزت بأعظم فوائد العلم وربحت بأنفس فرائده أدب الطلب (ص 89) قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف ويصدرعنها البعد عن الحق وكتم الحجة وعدم ما أوجبه الله من البيان حب الشرفوالمال اللذين هما أعدى على الإنسان من ذئبين ضاريين كما وصف ذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلم فإن هذا هو السبب الذي حرف به أهل الكتاب كتب اللهالمنزلة على رسله وكتموا ما جاءهم فيها من البينات والهدى كماوقع من أحباراليهود وقد أخبرنا الله بذلك في كتابه العزيز وأخبرنا به رسول الله صلىالله عليه وسلم في الثابت عنه في الصحيح وبهذا السبب بقى من بقى على الكفرمن العرب وغيرهم بعد قيام الحجة عليهم وظهور الحق لهم وبه نافق من نافقووقع في الإسلام من أهل العلم بذلك السبب عجائب مودعة بطون كتب التاريخ وكممن عال قد مال إلى هوى ملك من الملوك فوافقه على ما يريد وحسن له ما يخالفالشرع وتظهر له بما ينفق لديه من المذاهب بل قد وضع بعض المحدثين للملوكأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وقع من وهب بن وهب أبو البخترىمع الرشيد ووقع من آخر في حديث لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل فزاد فيالحديث أو جناح موافقة للملك الذي رآه يلعب بالحمام ويسابق بينها ووضعجماعة مناقب لقوم وآخرون مثالب لآخرين لا حامل لهم على ذلك إلا حب الدنياوالطمع في الحطام والتقرب إلى أهل الرئاسة بما ينفق لديهم ويروح عليهم نسألالله الهداية والحماية من الغواية وكم قد سمعنا ورأينا في عصرنا من أهلهفكثيرا ما نرى الرجل يعتقد في نفسه اعتقادا يوافق الحق ويطابق الصواب فإذاتكلم عند من يخالفه في ذلك ويميل إلى شئ من البدعة فضلا عن أن يكون من أهلالرئاسة وممن بيده من الدنيا فضلا عن أن يكون من الملوك وافقه وساعدهوسانده وعاضده وأقل الأحوال أن يكتم ما يعتقده من الحق ويغمط ما قد تبين لهمن الصواب عند من لا يجوز منه ضررا ولا يقدر منه نفعا فكيف ممن عداه وهذافي الحقيقة من تأثير الدنيا على الدين والعاجلة على الآجلة وهو لو أمعننظره وتدبر ما وقع فيه لعلم أن ميله إلى هوى رجل أو رجلين أو ثلاثة أو أكثرممن يجاملهم في ذلك المجلس ويكتم الحق مطابقة لهم واستجلابا لمودتهمواستبقاء لما لديهم وفرارا من نفورهم وهو من التقصير بجانب الحق والتعظيملجانب الباطل فلولا أن هؤلاء النفر لديه أعظم من الرب سبحانه لما مال إلىهواهم وترك ما يعلم أنه مرادالله سبحانه ومطلبه من عباده وكفاك بهذهالفاقرة العظيمة والداهية الجسيمة فإن رجلا يكون عنده فرد من أفراد عبادالله أعظم قدرا من الله سبحانه ليس بعد تجرئه على الله شئ. أدب الطلب (ص 110) أخرج الطبراني في مسند الشاميين ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني :أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا الإيمان ، فقلت :أنا مؤمن . فقال ابن مسعود :أتشهد أنك في الجنة ؟ فقلت :لا أدري مما يحدث الليل والنهار . فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال أبو مسلم :فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟ قال :نعم . قلت :فمن أيهم أنت ؟ قال :أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية . قال أبو مسلم :قلت : وقد أنزل الله عز وجل : هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فمن أي الصنفين أنت ؟ قال :أنا مؤمن . قلت :صلى الله على معاذ . قال :وما له ؟ قلت : كان يقول : اتقوا زلة الحكيم وهذه منك زلة يا ابن مسعود ! فقال :أستغفر الله . قال الشيخ الألباني –رحمه الله - معلقاً على هذا الخبر : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، وأشدتواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى المآل ، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم ، وهذا نظر إلى الحال ، ولهذا وافقه ابنمسعود ، وأما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كانعاما فيما يبدو من ظاهر كلامه . والله أعلم . «السلسلة الضعيفة» (4/193) سمعت عائشة- رضي اللّه عنها- عروة ابن الزّبير يسبّ حسّان بن ثابت، وكان ممّن خاض في حديث الإفك .. فقالت- رضي اللّه عنها-: يا ابن أختي دعه، فإنّه كان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم البخاري 7 (4145) قال أبو داود: جاء رجلٌ إلى أحمد، فقال: أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي؟ فقال: إذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن؟! يقول ذلك مراراً. ثم قال له الرجل: إنه يتكلم فيك! فقال أحمد: رجل صالح ابتُلي بِنا! فما نعمل؟! طبقات الحنابلة (2/45) قال تعالى : إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَالْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلاتَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (النساء/ 105)، يتلخّص سبب النّزول في «أنّ طعمة ابن أبيرق سرقدرعا فيجراب فيه دقيق لقتادة بن النّعمان، وخبّأها عند يهوديّ، فحلف طعمةماليبها علم، فاتّبعوا أثر الدّقيق إلى دار اليهوديّ، فقال اليهوديّ: دفعهاإليّ طعمة» البحر المحيط (3/ 358) يقول أحد العلماء المعاصرين معلّقا على هذه الواقعة: يا للّه! إنّه الإسلام! الإسلام وحده في تاريخالبشريّة كلّه. وغير الإسلام لم يكن ضميره ليتحرك لتبرئة متّهم ينتمي إلىقوم بينه وبينهم كلّ ذلك العداء. ألا إنّها القمّة السّامقة الّتي لا يقيمها ابتداء إلّا الإسلام، ولا يرقاها إلّا المسلمون في كلّ التّاريخ. لقد كانت كلّ الظّروف «مشجّعة» على اتّهام ذلك اليهوديّ وتبرئة ذلك المنافق الّذي ينتمي ولو شكلا إلى الإسلام!. فالعداوة بين المسلمين واليهود قائمة في المدينة، وكيد اليهود للمسلمين قائم واضح للعيان. إلّا أنّ الإسلام ما جاء ليتستّر على انحرافاتالبشريّة أو يتسامح مع شيء منها! وما جاء ليجاري الجاهليّات فيما تقع فيهمن انحراف. وإنّما جاء لينشأ الإنسان الصّالح في الأرض. إنّها ليست حادثا عارضا يمرّ فينسى، إنّها درس هائلفي التّربية على الأفق الأعلى لا يقدّمه إلّا الإسلام، ولا يقدر عليه إلّاالمسلمون. وإنّه لدرس في التّطبيق العمليّ للإنصاف الإلهيّ والعدلالرّبّانيّ الّذي لم تعرفه أمة في التّاريخ، إلّا الأمّة الّتي ربّاهاالقرآن الكريم. تسع آيات كريمة تنزل لكشف ذلك المنافق الّذي انضمّ إلىالمشركين بعد فضحه، ولتبرئة ساحة ذلك اليهوديّ، وما كان الإسلام ليتألّفقلب المنافق لأنّه يحمل اسما مسلما على حساب الإنصاف والعدل الّذي يريدإقامتهما في الأرض نبراسا لكلّ البشريّة .. لقد ذهب ابن أبيرق مع الشّيطان،وبقي ذلك الدّرس الرّبّانيّ الخالد درسا وعاه المسلمون وحفظوه، لتتعلّمهالبشريّة منهم يوم تفيء إلى رشدها وتحبّ أن تعرف الطّريق إلى ما فيه خيرهاوسعادتها نضرة النعيم (3/580) قال الشعبي –رحمه الله-: كان بين عمر بن الخطاب وبين أبى بن كعب رضى الله عنهماتدارى فى شىء وادعى أبى على عمر رضى الله عنهما فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيدبن ثابت فأتياه فى منزله فلما دخلا عليه قال له عمر رضى الله عنه أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتىالحكم فوسع له زيد عن صدر فراشه فقال ها هنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر رضى الله عنه لقد جرت فى الفتيا ولكن أجلس مع خصمى فجلسا بين يديه فادعى أبى وأنكر عمر رضى الله عنهما فقال زيد لأبى أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره فحلف عمر رضى الله عنه ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء. السنن الكبرى (10/136) قال ابن فُضيل: عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر الباقر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر، فقالا لي: يا سالم، تَوَلَّهُمَا ، وَأَبرَأُ من عدوهما، فإنهما كانا إِمَامَيْ هُدى (1) . عَقَّبَ الإمام الذهبي - توفي سنة (748هـ) -رحمه الله -: كان سالم فيه تشيع ظاهر، ومع هذا فَيَبُثُّ هذا القولَ الحقَّ، وإنما يعرفُ الفضلَ لأهل الفضل ذو الفضل، وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي، ثقة، فَعَثَّرَ الله شيعة زماننا، ما أغرقهم في الجهل والكذب! فينالون من الشيخين، وَزِيْرَيِ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التَّقِيَّةِ.(2). ــــــــــــــــــــ (1) تاريخ دمشق (15/355) ، الطبقات الكبرى(5/321) (2) سير أعلام النبلاء (4/403) قالشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق ، وألا نقول عليه إلا بعلم ، أمرنا بالعدل والقسط ،فلا يجوز لناإذا قال يهودي أو نصراني فضلاً عن الرافضي قولاً فيه حقأن نتركه، أو نرده كله ، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق. منهاج السنة النبوية (2/342) قال محمد بن قاسم العثماني -رحمه الله-: وصلت الفسطاط مرة ، فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري ، وحضرت كلامه على الناس ، فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طلق وظاهر وآلى ، فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله في جماعة ، فجلس معنا في الدهليز ، وعرفهم أمري ، فإنه رأى إشارة الغربة ولم يعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه ، فلما انفض عنه أكثرهم قال لي : أراك غريبا ، هل لك من كلام ؟ قلت : نعم .قال لجلسائه : أفرجوا له عن كلامه . فقاموا وبقيت وحدي معه . فقلت له:حضرت المجلس اليوم متبركا بك ، وسمعتك تقول : آلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقت ، وطلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقت .وقلت : وظاهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لم يكن ، ولا يصح أن يكون ؛ لأن الظهار منكر من القول وزور ؛ وذلك لا يجوز أن يقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فضمني إلى نفسه وقبل رأسي ، وقال لي : أنا تائب من ذلك ، جزاك الله عني من معلم خيرا . ثم انقلبت عنه ، وبكرت إلى مجلسه في اليوم الثاني ، فألفيته قد سبقني إلى الجامع ، وجلس على المنبر ، فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته : مرحبا بمعلمي ؛ أفسحوا لمعلمي ، فتطاولت الأعناق إلي ، وحدقت الأبصار نحوي ، وتعرفني : يا أبا بكر - يشير إلى عظيم حيائه ، فإنه كان إذا سلم عليه أحد أو فاجأه خجل رضي الله عنه لعظيم حيائه ، واحْمَرَّ حتى كأن وجهه طُلِيَ بِجُلَّنَارٍ ، قال : وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي ويتدافعوني حتى بلغت المنبر ، وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض ، والجامع غاص بأهله ، وأَسَال الحياء بدني عرقا ، وأقبل الشيخ على الخلق ، فقال لهم : أنا معلمكم ، وهذا معلمي ؛ لما كان بالأمس قلت لكم : آلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلق ، وظاهر ؛ فما كان أحد منكم فقه عني ولا رد علي ، فاتبعني إلى منزلي ، وقال لي كذا وكذا ؛ وأعاد ما جرى بيني وبينه ، وأنا تائب عن قولي بالأمس ، وراجع عنه إلى الحق ؛ فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه .ومن غاب فليبلغه من حضر ؛ فجزاه الله خيرا ؛ وجعل يحفل في الدعاء ، والخلق يؤمنون أحكام القرآن لابن العربي (1/349) . قال العلامة السعدي - رحمه الله-: في تفسير قوله تبارك وتعالى : [ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)] المطففين » دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له يجب أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات ، بل يدخل في عموم هذا : الحجج والمقالات ، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ما له من الحجج ، فيجب عليه أيضاً أن يبين ما لخصمه من الحجة التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو ، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه وتواضعه من كبره وعقله من سفهه. تيسير الكريم الرحمن ، في تفسير كلام المنان (7/586587) . قال محمد بن كعب القرظي -رحمه الله-: سأل رجلٌ عليا رضي الله عنه عن مسألة، فقال فيها , فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ولكن كذا وكذا فقال علي رضي الله عنه:«أَصَبْتَ وَأَخْطَأْتُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» جامع البيان في تأويل القرآن (1/192) |
درر من أقوال السلف في الصدق والإخلاص 1. الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله ، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين . ابن القيم – مدارج السالكين (2/289) (3/186) 2. فلا يكون العبد متحققاً بـ : إياك نعبد إلا بأصلين : أحدهما متابعة الرسول والثاني : الإخلاص للمعبود . ابن القيم تهذيب المدارج : 68 3. والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده ، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . ابن تيمية /النبوات ص / 147 4. وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . ابن تيمية الفتاوى 10/198 5. بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها . ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390 6. ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . ابن رجب كلمة الإخلاص ص/31 7. ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ، ولا زهد إلا بعد التقوى ، والتقوى متابعة الأمر والنهي - ابن تيمية الفتاوى 1/94 8.اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه . ابن رجب كلمة الإخلاص ص54 9. فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. ابن تيمية الفتاوى (1/8) 10. إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر . ابن تيمية الفتاوى (3/277) 11. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد ابن القيم – أعلام الموقعين (1/69) 12. الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. ابن القيم – مدارج السالكين (2/286) 13. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر . ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287 14. فالإخلاص هو سبيل الخلاص والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان. ابن القيم – مفتاح دار السعادة (1/74) 15. فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها . ابن تيمية – الفتاوى (10/602) 16. فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها . ابن القيم – مدارج السالكين (3/422) 17. الصديقية : كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً - ابن تيمية – تهذيب المدارج (399) 18. والصادق مستغرق في شهود الأسماء والصفات قد استولى على قلبه نور الإيمان بها ومعرفتها ودوام ذكرها . ابن القيم – تهذيب المدارج (544) 19. فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك . ابن القيم – تهذيب المدارج (598) 20. فلا شئ أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء وأنه ممن لم يصح له الإسلام بعد ، حتى يدعى الشرف فيه . ابن القيم – تهذيب المدارج (277) 21. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق ومعه نور الإيمان . ابن القيم – مدارج السالكين (2/282) 22. فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده وإرادة وجهه وخشيته وحده ، ورجاءه وحده ، والطلب منه والذل له والافتقار إليه . ابن القيم - مدارج السالكين (202) 23. لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره . ابن القيم : (الفوائد ص 185) 24. والصادق حقيقة : هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه . ابن القيم : تهذيب 401 25. وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه . ابن القيم : تهذيب 642 26. فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ، والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها تكون صد يقيته . ابن القيم : تهذيب 296 27. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد ، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها . ابن القيم : الفوائد ص96 28. ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل . ابن رجب : جامع العلوم 2/316 29. لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين . ابن القيم : الفوائد ص65 30. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . الفتاوى 1/198 31. فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار ، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا اله فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار. ابن تيمية الفتاوى 10/261 32. أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة . ابن القيم : الفوائد ص127 33. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم . الفوائد ص181 34. من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره . ابن القيم : عدة الصابرين ص82 35. فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب . عدة الصابرين ص205 36. إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير . ابن حبان : روضة العقلاء ص28 37. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب .ابن رجب جامع العلوم 2/417 38. فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله . ابن تيمية : مجموع الفتاوى 10/545 39. فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين . ابن تيمية الفتاوى 10/215 40. فتفاضل الأعمال عند الله تعالى ، بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها . ابن القيم : الوابل الصيب ص 22 41. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . ابن تيمية: الفتاوى 10/198 42. لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار . ابن القيم : الفوائد ص267 43. والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك . ابن القيم : الفوائد ص292 44. العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه . ابن القيم : الفوائد ص89 45. أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص . ابن القيم : الفوائد ص89 46. والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام. ابن القيم : مدارج 3/422 47. والصادق تختلف عليه الأحوال ، فتارة يبوح بما أولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه ، لا يطيق إظهاره وتارة يبسط وينشط ، وتارة يجد لسانه قائلاً لا يسكت وتارة لا يقدر ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكاً مسروراً وتارة باكياً حزيناً . ابن القيم : مدارج 3/442 48. فالصدق والإخلاص هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك. ابن القيم : مدارج 3/441) 49. والصديق هو الذي صدق في فعله وقوله وصدق الحق بقوله وفعله فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله ، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله . ابن القيم : مدارج 3/212 50. كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. ابن القيم : الفوائد ص245 51. لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب ، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب ، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان . ( شجرة السمر ) . ابن القيم : الفوائد ص393 52. شجرة الإخلاص أصلها ثابت لا يضرها زعزاع ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عند نسمة من كان يعبد شيئاً فليتبعه . ابن القيم : الفوائد ص395 53رياء المرائين صَيَّرَ مسجد الضرار مزبلة وخربة (لا تقم فيه أبداً )وإخلاص المخلصين رفع قدر التفث (رب أشعث أغبر ) .. قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه ، يصرفه عنك إلى غيرك ، فلا على ثواب المخلصين حصلت ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت وفات الأجر والمدح فلا هذا ولا هذا . ابن القيم : الفوائد ص395 54. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب . ابن القيم : الفوائد ص385 55. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله . ابن القيم : الفوائد ص328 56. فالله يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل . ابن القيم : الفوائد ص327 57. أصل أعمال القلوب كلها: الصدق . ابن القيم : الفوائد ص245 58. فأعلى مراتب الصدق : مرتبه الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول , مع كمال الإخلاص للمرسل . ابن تيمية المدارج ص 396 59. ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى : الحفظ ، الصدق ، صحة الكتاب. مختصر الكامل لابن عدي ص99 60. إخلاص الدين لله أصل العدل ، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم . ابن تيمية : الفتاوى 1/87 61. من ترك المألوفات والعوائد مخلصاً صادقاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو أم كاذب . ابن القيم : الفوائد ص199 62. والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوقفه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب ، قال تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ابن القيم : الفوائد ص245 63. وكلما حقق العبد الإخلاص في قول : لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه ، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي ، كما قال تعالى : ] كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم ] إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ وقال الشيطان : ] فبعزّتك لأغوينهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين [ ابن تيمية: الفتاوى 10/651 64. ما كان لله بقي .الإمام مالك : الرسالة المستطرفة ص9 65. الإخلاص لله يورث الفهم عن الله . الخطيب البغدادي 66. والمخلصين أطيب الناس عيشاً في هذه الدنيا . الجواب الكافي ص 67. ما أسر عبد بسريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه . ابن أبي العز الحنفي : شرح الطحاوية ص152 ، انظر الوابل الصيّب ص / 62 – النبوات ص / 147 68. الصادق مطلوبه رضى ربه وتنفيذ أوامره وتتبع محابه . ابن القيم : تهذيب 400 69. حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم . ابن القيم : تهذيب 381 70. مع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ ابن القيم : مدارج 377 71. فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها ، وقلة زاده في عينه ، فمن عرف الله وعرف نفسه ، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان. ابن القيم : مدارج 2/293 72. فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب . ابن القيم : مدارج 2/487 73. فاعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم ، بالتعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص339 74. والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ ، وخلع الحول والقوة ، وهو الموفق . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص328 75. فإن الله عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين. ابن الجوزي : صيد الخاطر ص387 76.والصادق مضطر أشد الضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول في ظاهره وباطنه ، والإقتداء به والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون مع إخلاص القصد لله عز وجل . ابن القيم : مدارج 3/295 77.فإن العبد إذا صدق مع الله رضي الله بعمله وحاله ويقينه وقصده . ابن القيم : مدارج 2/295 78. ومن علامة الصادق : أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه ، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها ، كما قال عمر بن الخطاب : لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ، ومكابدة الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر . ابن القيم : مدارج 3/213 79. الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل به كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به . الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 80. وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلى بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا .الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 81. إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر . الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 82. فينبغي لطالب العلم أن يخلص في الطلب نيته ، ويجدد للصبر عزيمته ، فإذا فعل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي 2/179 83. ومن علامات الصادقين : التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة ، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام ، والإيثار لأمر الله ، والحياء من نظره ، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول ، وأن يكون نومه غلبه ، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، وإذا تكلم انتفع به من سمعه .ابن القيم : مدارج 2/380 84. وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه ، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته ، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان . ابن القيم : طريق الهجرتين ص/ 34 85. فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه ، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ، و.. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه ، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة . ابن القيم : طريق الهجرتين ص / 58 86. ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات أن تكون خالصة لرب العالمين كما قال تعالى :( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (. ابن تيمية : الفتاوى 1/190 87. فمن عمل خيرا ًمع المخلوقين سواءً كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنياً من الأغنياء ، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلب من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره . ابن تيمية : الفتاوى 1/188 |
قال بعض السلف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ . قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ . وقال يوسف بن الحسين: ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ . وقال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحــل . وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد ، انقطعــت عنه كثرة الوساوس والرياء . وقال نعيم بن حماد :ضرب السياط أهون علينا من النيــة الصالحــة . وقال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل . وقال يوسف بن أسباط: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهــاد . وقال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيــع الحكمة من قلبه ولسانــه . وقال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه . عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينــة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل . وحسان بن أبي سنان تقول عنه زوجته : كان يجيء فيدخل في فراشي ، ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها ، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي . قال أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به ويقول : إن صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل . وقالالشافعي: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم _ يقصد علمه _ على أن لا ينسب إليّ حرف منه ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه إلا مرة واحدة . وكان منصوربنالمعتمر إذا صلى الغداة أظهرالنشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم ،ولعلهإنما بات قائماً علىأطرافــه ، وكل ذلك ليخفي عليهم العمل . وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل عليه الداخل نام على فراشــه . و وأقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائماً ، ما يعلم به أهله . قال ابن الجوزي : كان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل داخل غطاه . وقال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأتـــه لا تعلم به |
50 قصة من قصص إخلاص السلف 1- كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شعر بأحد قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول : هذا لا يفتر من النوم ، غالب وقته على فراشه نائم ، وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم . 2- وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف ، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً ، فقال : لا بأس تُحدد يوما لذلك ، يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل – يقصد بالذل عدم الشهرة - أحب إلي من الشرف ..اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئا " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء ، فقال : " اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم " 3- قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة . 4- للإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات في التفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته لما دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموت و وقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت مني وأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ، فأظهرت كتبه بعد ذلك كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى . 5- وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي. 6- وهذا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي، يقول عنه خادمه أبو عبد الله ، كان محمد يدخل بيتا ويُغلق بابه ، ويدخل معه كوزاً من ماء ، فلم أدر ما يصنع ، حتى سمعتُ ابناً صغيراً له يبكي بكاءه ، فَنهتهَ أمُهُ ، فقلتُ لها : ما هذا البكاء ؟ فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت ، فيقرأ القرآن ويبكي ، فيسمعه الصبي فيحكيه ، فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه ؛ فلا يُرى عليه أثر البكاء . 7- ودخل عبد الله ابن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً ، فقال رجل قد عرفه لصاحب المحل هذا ابن محيريز فأحسن بيعه ، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا ، لسنا نشتري بديننا " 8- وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت . 9- وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام.. 10 - روى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين , فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً, فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح, فلما أصبح الصباح, ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلى السجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..! 11- رأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع قال له : ما هذا ؟ قال : إني لم أصل البارحة ، فقال ابن عمر : أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان 12- يقول الحسن البصري : " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ..وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ..ولقد أدركت أقواماً ما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً " 13- كان شريح القاضي يخلو في بيت له يوم الجمعة لا يدري أحد من الناس ماذا يصنع فيه. قال " قد سمع من الناس وله فضل في نفسه .. صاحب سرائر ما رأيته يظهر تسبيحاً ، ولا شيئاً من الخير ، ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده - يتظاهر أنه ليس من أهل الزهد وإنما يأكل كما يأكل عامة الناس فلا يقوم أولهم - " 14- قيل لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ ممن أخذ الحديث ؟ وممن أخذ العلم ؟ 15- وهذا عبد الله بن المبارك حينما خرج في غزو بلاد الروم فالتقى المسلمون بالعدو ، وخرج عِلجٌ من العدو يطلب المبارزة ويجول بين الصفين ، فخرج له رجل من المسلمين فقتله العلج ، وخرج ثاني فقتله ، وخرج الثالث فقتله ، فبرز له رجل آخر ، فصاوله ثم قَتَلَ العلجَ ، فاجتمع الناس عليه ينظرون من هو ؟ فجعل يغطي وجهه بكمه لئلا يعرفه أحد ، فجاءه رجل يقال له أبو عمر فرفع كمه عن وجهه ، فإذا هو عبد الله بن المبارك ، فقال عبد الله بن المبارك : " وأنت يا أبا عمر ممن يُشنع علينا" – ماهذه الشناعة في نظر ابن المبارك رحمه الله ؟! الشناعة أنه أظهر أن هذا هو البطل الباسل الذي تمكن من قتل هذا العلج الذي قتل عدداً من المسلمين – كان يغطي وجهه بكمه يريد وجه الله تعالى - . فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق " 16- وهذا رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم ، وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار على المسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو ، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحية من الحصن ، فحفر نفقاً ثم دخل منه ، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد ، فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس : سألتكم بالله أن يخرج إلي صاحب النفق ، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ، فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ، فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره وقل له يشترط عليك شرطاً ، وهو ألا تبحث عن بعد ذلك اليوم أبداً ، ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،فقال مسلمه : لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ ، لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بين الجند . 17- كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين . 18- وهذا أيوب السخيتاني .. إمام كبير من أئمة التابعين .. وعابد من عبادهم .. ربما يحدث بالحديث فيرق ، فيلتفت ويتمخط ويقول " ما أشد الزكام " 19- يقول الحسن البصري : " إن الرجل ليجلس في المجلس فتجيؤه عبرته ، فإذا خشي أن تسبقه قام " 20 - وهذا شقيق بن سلمة رحمه الله كان يصلي في بيته ، وينشج نشيجا ً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه ما فعل . 21- ووقف رجل يصلي في المسجد ، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديدا ، فجاء إليه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال " أنت .. أنت .. لو كان هذا في بيتك " 22- كان أيوب السخيتاني رحمه الله يقوم الليل كله ، فيُخفي ذلك ، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة . 23- صحب رجل محمد بن أسلم فقال : لا زمته أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي – حيث أراه – ركعتين من التطوع في مكان يراه الناس إلا يوم الجمعة ، وسمعته كذا وكذا مره يحلف ويقول : " لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء " 24- وهذا داوود بن أبي هند ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان يخرج في مهنته ، ويأخذ معه غداءه ، فيتوهمون أنه مُفطِر ، فيتصدق به في الطريق ، فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم . 25- اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري يوماً ، فجلسوا يتذاكرون شيئاً من الرقائق فَرق كل واحد منهم وبكى ، فقال سفيان الثوري رحمه الله : " أرجوا أن يكون هذا لمجلس علينا رحمة وبركة " فقال الفضيل بن العياض : " ولكني أخاف يا أبا عبد الله ألا يكون أضرُ علينا .. ألست تخلصتَ من أحسن حديثك وتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي .. فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي .. فبكى سفيان الثوري رحمه الله وقال " أحييتني أحياك الله " 26- وهذا عون بن عبد الله يقول " إذا أعطيت المسكين شيئاً فقال : بارك الله فيك ، فقل أنت : بارك الله فيك . حتى تَخلُصَ لك صدقتك " 27- وكان محمد بن يوسف الأصبهاني لا يشتري خبزه من خبّاز واحد ، يقول لعلهم يعرفوني ولكن إذا جئته لأول وهلة لا يعرفُ أني فلان الذي يسمع عنه فتقع لي المحاباة ، فأكون ممن يعيش بدينه . 28 - يقول إبراهيم بن أدهم : " ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة " 29- وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس " 30- وكان مورق العجلي يقول : " ما أحِبُ أن يعرفني بطاعَتِه غَيرهُ " 31- ولم قدم عبد الله بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني : فلم يعرفه أحد : فلما لقيه قال : " من فضلك يا محمد لا تُعرف " – رأى أن ذلك منقبة وأنه مغمور لا يعرفه أهل البلد - . 32- كان سفيان الثوري يقول : " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء – عليهم أكسية غليظة – غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " . 33- كان الإمام أحمد يقول : " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف ، قد بُليتُ بالشهرة ، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً " . 34- يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري : " إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ، فأي خيرٍ مع هذا " 35- ويقول حماد بن زيد " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديد ، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك " 36- وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبع أناس كثير ، فقال : " لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل " 37- قال الشافعي : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء " 38- قال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ". ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل ) 39- وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطّعه بالبكاء والصلاة .. 44- روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر. 45- روي عن مطرف بن عبدالله الشخير أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب اليّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا. 46- روي عن النعمان بن قيس أنه قال: ما رأيت عبيدة رحمه الله متطوعا في مسجد الحي 47- يقول علي بن مكار البصري الزاهد : (( لأن ألقى الشيطان أحب إلي من أن ألقى فلاناً أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله)) 48- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه ، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه 49- يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره : كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم ، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك ، قال: فظن أني قد نمت ، فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه ، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم ، وقال : يا محمد ، فقلتُ: إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه . 50 - قيل لسفيان الثوري : لو دخلت على السلاطين ؟ قال : إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلتُ فيه ، قيل له : تقول وتتحفّظ ، قال : تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي . |
درر سلفية في حفظ السلف لألسنتهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين .. ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول. 1- كان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية : قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس هاهنا كيلا يكون كذباً 2- حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله - تعالى - إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به . 3- روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم . 4- قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه . 5- عن حاتم الأصم قال : لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه ، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه . 6- حدث أبو حيان التميمي عن أبيه قال : رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت : يا أبتاه ، أذهب ألعب ؟ قال : يا بنيتي ، إذهبي قولي خيرا . 7- اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له : اذكر القطن إذا وُضع على عينيك . 8- قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ ،فقال له عمرو : يا هذا ، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا ، والله - تعالى - يحكم بيننا وهو خير الحاكمين 9- قيل للمعافي بن معران : ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله ؟ قال : هو عمرك فأفنه بما شئت !! 10- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا ويكتب عليه حتى أنينه في مرضه ، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاووساً كان يكره أنين المرض ، فتركه . 11- قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عَمَلِهِ ، قل كلامه إلا فيما يعنيه . 12- قال الحسن بن صالح : فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان. 13- كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه : اللهم سلمنا ،وسلم المؤمنين منّا . 14- قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات .. 15- قال الحسن ابن بشار : منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها . 16- قال بشر بن منصور : كنا عند أيوب السختياني فغلطنا وتكلمنا، فقال لنا : كفوا .. لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت . 17- وكان الشعبي إذا طُلب في المنزل وهو يكره خط دائرة وقال للجارية : ضعي الأصبع فيها وقولي ليس هاهنا . وهذا في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا ، لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذباً فهو مكروه على الجملة. 18- قال رجل للفضيل ابن عياض : إن فلاناً يغتابني ، قال : قد جلب لك الخير جلباً. 19- قال عبد الرحمن بن مهدي : لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها. 20- قال رجل لبكر بن محمد : بلغني أنك تقع فيّ ، قال أنت إذاً أكرم عليَّ من نفسي . 21- رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمه قُلتُها ،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي. 22- قال عبد الله بن محمد بن زياد : كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله قد اغتبتك ، فاجعلني في حل ، قال :أنت في حل إن لم تعد ، فقلت له : أتجعله في خل يا أبا عبد الله وقد اغتابك ؟ قال : ألم ترني اشترطت عليه . 23- وجاء ابن سيرين أناسٌ فقالوا : إنا نلنا منك فاجعلنا في حل ، قال : لا أحل لكم شيئاً حرمه الله . فكأنه أشار إليه بالاستغفار ، والتوبة إلى الله مع استحلاله منه . 24- قال طوق بن منبه : دخلت على محمد بن سيرين فقال : كأني أراك شاكيا؟ قلت : أجل ، قال : اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال : اذهب إلى فلان فإنه أطب منه ، ثم قال : أستغفر الله أراني قد اغتبته . 25- روي عن الحسن أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك ، فأردت أك أكافئك عليها ، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام. 26- وذكر عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر. 27- قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟ قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ، مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا . 28- قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها . 29- روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : { إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية { همازٍ مشاءٍ بنميم } وإن شئت عفونا عنك ؟ فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا . 30- قال رجل لعبد الله بن عمر - وكان أميراً - بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء ، قال : قد كان ذلك ، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك ؟ قال : ما أحب أن أشتم نفسي بلساني ، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال ، ولا أقطع عنك الوصال . |
درر من أقوال السلف في الصبر 1- قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ( وجدنا خير عيشنا بالصبر ) وقال أيضاً: ( أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أن الصبر كان من الرجال كان كريماً). 2 - وقال علي رضي الله عنه: ( ألا إن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قطع الرأس بار الجسد ). ثم رفع صوته فقال: ( ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له ) 3 - وقال الحسن: ( الصبر كنز من كنوز الخير، لا يعطيه الله إلا لعبد كريم عنده ). 4 - وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: ( ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه فعوضه مكانها الصبر إلا كان ما عوضه خيراً مما انتزعه). 5 - وقال سليمان بن القاسم رحمه الله: ( كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر ) . 6 - وقال ميمون بن مهران رحمه الله: ( الصبر صبران: فالصبر على المصيبة حسن، وأفضل منه الصبر عن المعصية ) وقال أيضاً: ( ما نال أحد شيئاً من جسم الخير فما دونه إلا بالصبر ). 7- قال الجنيد: ( المسير من الدنيا إلى الآخرة سهل هين على المؤمن، وهجران الخلق في جنب الله شديد، والمسير من النفس إلى الله صعب شديد، والصبر مع الله أشد ). |
درر من أقوال السلف في ذم للمراء وللجدال الذي لا خير فيه 1. قال عمر بن عبد العزيز: احذرِ المراءَ فإنَّه لا تؤمَنُ فتنتُه ولا تفهمُ حكمتُه. (حلية الأولياء 5/320) 2. قال عمر بن عبد العزيز: إذا سمعت المراء فأقصر. (الصمت لابن أبي الدنيا ص101) 3. قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه غرضاً للخصومات أكثر التنقل. (الصمت ص116 و293) 4. قال ميمون بن مِهران: لا تمارينَّ عالماً ولا جاهلاً، فإنكَ إن ماريتَ عالماً خزنَ عنك علمَه، وإنْ ماريتَ جاهلاً خشن صدرك . (حلية الأولياء 4/82) [في الأصل (بصدرك)؛ وفي (مختار الصحاح) (ص74): (وخاشَنَهُ ضد لاينه، وخَشَّنَ صدرَه تخشِيناً: أوغره؛ قلت: معنى أوغره أحماه من الغيظ)] 5. قيل لميمون بن مهران: يا أبا أيوب ما لك لا تفارقُ أخاً لك عن قِلى [أي بغض]؟! قال: إني لا أماريهِ ولا أشاريه. (حلية الأولياء 4/83 والصمت ص108) 6. قال الحكم: قال عبد الرحمن بن أبي ليلى رحمهما الله: لا أماري صاحبي فإما أن أَكْذِبَهُ وإما أن أُغْضِبَه . (الصمت ص99) [أغضبه تصحفت في الأصل إلى (أعصيه) ] . 7. عن الحكم عن محمد بن علي قال: لا تجالسوا أصحاب الخصومات فإنهم يخوضون في آيات الله. (الصمت ص115) 8. عن العوام بن حوشب عن إبراهيم النخعي في قوله تعالى: (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) [المائدة 14] قال: أغرى بينهم في الخصومات والجدال في الدين. (حلية الأولياء 4/223) 9. عن عبد الله بن داود قال: سمعت سفيان عن الحسن بن عمرو عن فضيل قال: قال إبراهيم: ما خاصمت؟ قلت: لا، قال: قط؟ قال: قلت: قط؛ قال ابن داود كذا يعني. (الصمت ص115) 10. قال إبراهيم النخعي: ما خاصمت أحداً قط. (حلية الأولياء 4/222) 11. قال شهر بن حوشب: قال لقمان عليه السلام لابنه: أي بني لا تعلم العلم تباهي به العلماء أو تماري به السفهاء أو ترائي به في المجالس. (الصمت ص106) 12. عن حماد بن زيد عن محمد بن واسع قال: كان مسلم بن يسار يقولُ: إياكم والمراء فإنها ساعةُ جهلِ العالمِ، وبها يبتغي الشيطانُ زلَّته ، قال حماد: فقال لنا محمد: هذا الجدال هذا الجدال. (الصمت ص99-100 والحلية 2/294) 13. قال محمدُ بنُ واسعٍ: رأيت صفوانَ بن محرزٍ في المسجد وقريباً منه ناسٌ يتجادلون فرأيته قام فنفض ثيابَه وقال: إنما أنتم جَرَبٌ، مرتين. (الصمت ص100 والحلية 2/215) 14. جاء رجل إلى الحسن فقال: أنا أناظرك في الدين قال الحسن: أنا قد عرفت ديني فإن كان دينك قد ضل منك فاذهب فاطلبه. (طبقات الحنابلة 2/39 وانظر القدر ص215؟ ) 15. قال الحسن: إنما يخاصم الشاك في دينه. (الصمت ص293) 16. قال معاوية بن قرة: كان يقال: الخصومات في الدين تحبط الأعمال . (الشريعة 2045 والحلية 2/301 وشرح أصول الاعتقاد 221 والحجة للأصبهاني ص249) 17. عن الأوزاعي قال: إذا أراد الله بقوم شراً فتح عليهم الجدل ومنعهم العمل. (اقتضاء العلم العمل ص79) 18. عن معروف بن فيروز الكرخي قال: إذا أراد الله بعبد خيراً فتح له باب العمل وأغلق عنه باب الجدل، وإذا أراد الله بعبد شراً فتح له باب الجدل وأغلق عنه باب العمل. (اقتضاء العلم العمل ص79) . |
درر من أقوال السلف في موقفهم من الكلام في الدين بالرأي
1. قال أبو سلمة بن عبد الرحمن للحسن البصري: أرأيت ما تفتي الناس ، أشيئاً [في الأصل : أشياء] سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: لا، والله ما كل ما نفتي به سمعناه ؛ ولكن رأينا خير لهم من رأيهم لأنفسهم . (طبقات ابن سعد 7/165) 2. عن أبي هاشم الرماني عن إبراهيم قال: لا يستقيم رأي إلا برواية ولا رواية إلا برأي [قلت : المراد هنا الفقه وحسن الفهم] . (الحلية 4/225) 3. قال الأعمش: ما سمعت إبراهيم [النخعي] يقول في شيء برأيه قط. (العلم لأبي خيثمة 13 والحلية 4/222) 4. قال أبو حمزة الأعور: لما كثرت المقالات بالكوفة أتيت إبراهيم النخعي فقلت: يا أبا عمران أما ترى ما ظهر بالكوفة من المقالات؟! فقال: أوه! دققوا [ لعلها مصحفة عن (لفقوا) ] قولاً واخترعوا ديناً من قِبَل أنفسهم، ليس من كتاب الله ولا من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالوا: هذا هو الحق، وما خالفه باطل؛ لقد تركوا دين محمد صلى الله عليه وسلم؛ إياك وإياهم. (الحلية 4/223) 5. قال أبو حمزة: قلت لإبراهيم: انك إمامي وأنا أقتدي بك فدلني على الأهواء، قال: ما جعل الله فيها مثقال حبة من خردل من خير، وما الأمر إلا الأمر الأول. (الحلية 4/222) وفي رواية أخرى عن أبي حمزة عن إبراهيم قال: والله ما رأيت فيما أحدثوا مثقال حبة من خير، يعني أهل الأهواء والرأي والقياس. (الحلية 4/222) 6. قال عاصم الأحول: كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال: يا أبا بكر ما تقول في كذا؟ قال: ما أحفظ فيها شيئاً، فقلنا له: فقل فيها برأيك؟ قال: أقول فيها برأيي ثم أرجع عن ذلك الرأي؟! لا والله. (الحلية 2/268) 7. سئل أيوب عن شيء فقال: لم يبلغني فيه شيء فقيل له: قل فيه برأيك، فقال: لا يبلغه رأيي ---- وقال حماد بن زيد: سمعت أيوب وقيل له: ما لك لا تنظر في هذا؟ يعني الرأي فقال أيوب: قيل للحمار : ألا تجتر؟! فقال: أكره مضغ الباطل. (الحلية 3/8) 8. قال صالح بن مسلم: قال لي عامر الشعبي يوماً وهو آخذ بيدي: إنما هلكْتُم بأنكم تركتم الآثار وأخذتم بالمقاييس. (تاريخ أصبهان 2/182 والحلية 4/320) 9. عن صالح بن مسلم قال: قال عامر [الشعبي]: لقد تركتني هذه الصعافقة ولَلمسجد أبغض إلي من كناسة داري؛ يعني أصحاب القياس. (الصمت لابن أبي الدنيا ص114) 10. قال ابن شهاب الزهري: دعُوا السُنَّة تمضي لا تَعْرِضُوا لها بالرأي. (إحكام الأحكام لابن حزم ص789) |
درر من أقوال السلف في إثبات العلو لله ومباينته لخلقه - عن حميد بن ثور ... أن حميد بن ثور وفد على بعض بني أمية فقيل ما جاء بك فقال :أتاكَ بي الله الذي فوق عرشه ** وخيرٌ ومعروفٌ عليك دليل ( تاريخ الإسلام حوادث ووفيات ) 2- الصحابي الجليل إبن عباس - رضي الله عنهما - حيث روى إنه دخل على عائشة رضي الله عنها وهي تموت فقال لها كنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن يحب إلا طيباً وأنزل براءتك من فوق سبع سماوات .(أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند حسن) 3-وقال أيضا:في قوله تعالى ( ثُمَّ لآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ): لم يستطع أن يقول من فوقهم؛ علم أن الله من فوقهم (رواه اللالكائي بسند حسن) 4-أم المؤمنين زينب بنت جحش رضي الله عنها . عن أنس رضي الله عنه أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فتقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات.(البخاري) 5 - قال الصحابي الجليل ابن مسعود رضي الله عنه العرش فوق الماء والله فوق العرش لا يخفى عليه شيء من أعمالكم .(البيهقي في الأسماء بسند حسن ) . 6- قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : وأيم الله إني لأخشى لو كنت أحب قتله لقتلت - تعني عثمان - ولكن علم الله من فوق عرشه إني لم أحب قتله.(أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح ) . 7-الصحابي الجليل عبد الله بن عمررضي الله عنهما.عن زيد بن أسلم قال : مر ابن عمر براعٍ فقال هل من جزرة فقال : ليس هاهنا ربها فقال ابن عمر : تقول له أكلها الذئب , قال : فرفع رأسه إلى السماء و قال : فأين الله ؟ فقال ابن عمر أنا والله أحق أن أقول اين الله فاشترى الراعي والغنم فأعتقه وأعطاه الغنم . ( أخرجه الذهبي في العلو ) 8- التابعي الجليل مسروق.كان مسروق إذاحدث عن عائشة رضي الله عنها,قال حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرئةمن فوق سبع سماوات(أخرجه الذهبي في العلوواسناده صحيح) 8- قال أيوب السختياني : إنما مدار القوم على أن يقولوا ليس في السماء شيء . ( أخرجه الذهبي في العلو وقال : هذا إسناد كالشمس وضوحاً وكالأسطوانة ثبوتاً عن سيد أهل البصرة وعالمهم ) 9- قال سليمان التيمي رحمه الله : لو سئلت أين الله لقلت في السماء.( العلو لذهبي) . 10- قال عالم خراسان مقاتل بن حيان في قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ) ( المجادلة ) : هو على عرشه وعلمه معه ( أخرجه أبو داود في مسائله بسند حسن ) 11- قال الإمام أبو حنيفة: من قال لا أعرف ربي في السماء أم في الأرض فقد كفر، وكذا من قال إنه على العرش، ولا أدري العرش أفي السماء أم في الأرض. [الفقه الأبسط ، مجموع الفتاوى لابن تيمية ج5 ، اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم ، العلو للذهبي، العلو لابن قدامة ، شرح الطحاوية لابن أبي العز] 12- قال عالم الشام الإمام الأوزاعي: كنا والتابعون متوافرون نقول : ( إن الله عز وجل على عرشه ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته ) . ( أخرجه البيهقي في الأسماء وصححه الذهبي في تذكرة الحفاظ ) . 13- الامام الكبير سفيان الثوري قال معدان : سألت سفيان الثوري عن قوله عز وجل ( وهو معكم أينما كنتم ) قال : علمه ( أخرجه الذهبي في السير وإسناده صحيح ) . 14- قال الإمام مالك: الله في السماء وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ( أخرجه أبو داوود في مسائله بسند صحيح ) 15-قال الإمام حماد بن زيد : إنما يدورون على أن يقولوا ليس في السماء إله - يعني الجهمية -(أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح) 16-شيخ الإسلام عبدالله ابن المبارك قال علي بن حسن بن شقيق : قلت لعبدالله بن المبارك : كيف نعرف ربنا عز وجل ؟ قال : بأنه فوق السماء السابعة على العرش بائن من خلقه . ( أخرجه الدارمي في الرد على الجهمية بسند صحيح) . 17- الامام جرير الضبي محدث الري قال جرير بن عبدالحميد رحمه الله : كلام الجهمية أوله عسل وآخره سم وإنما يحاولون أن يقولوا ليس في السماء إله.( أخرجه الذهبي في العلو بسند جيد) 18- قال الإمام عبدالرحمن بن مهدي : أن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الله كلم موسى , وأن يكون على العرش , أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم.(أخرجه الذهبي في العلو وقال نقله غير واحد بإسناد صحيح) 19-أبو معاذ البلخي قال أبو قدامة السرخسي : سمعت أبا معاذ خالد بن سليمان بفرغانة يقول : ( كان جهم على معبر ترمذ , وكان فصيح اللسان ولم يكن له علم ولا مجالسة لأهل العلم فكلم السمنية فقالوا له صف لنا ربك الذي تعبده فدخل البيت لا يخرج منه , ثم خرج إليهم بعد أيام فقال : هو هذا الهواء مع كل شيء وفي كل شيء ولا يخلو منه شيء فقال أبو معاذ البلخي رحمه الله ,كذب عدو الله بل الله عز وجل على العرش كما وصف نفسه)(أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) . 20- الامام منصور بن عمار. كتب بشر المريسي إلى منصور بن عمار يسأله عن قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) كيف استوى ؟ فكتب إليه ( استواؤه غير محدود والجواب به تكلف , مساءلتك عنه بدعة , والإيمان بجملة ذلك واجب)(تاريخ الإسلام حوادث ووفيات) 21- الإمام الشافعي قال رحمه الله : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت أصحابنا عليها , أهل الحديث الذين رأيتهم فأخذت عنهم مثل : سفيان ومالك وغيرهما : الإقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء .(وصية الإمام الشافعي) 23- قال يزيد بن هارون الواسطي: من زعم أن( الرحمن على العرش استوى) على خلاف ما يقر في قلوب العامة فهو جهمي(أخرجه أبو داوود في المسائل بسند جيد ) 24- ذكر الامام سعيد بن عامر الضبعي الجهمية فقال : هم شر قول من اليهود والنصارى , قد اجتمع اليهود والنصارى وأهل الأديان مع المسلمين , على أن الله عز وجل على العرش وقالوا هم ليس على شيء (كتاب العلو للذهبي ) 25- الامام القعنبي قال بنان بن أحمد كنا عند القعنبي رحمه الله فسمع رجلاً من الجهمية يقول الرحمن على العرش استوى) فقال القعنبي من لا يوقن أن الرحمن على العرش استوى كما يقر في قلوب العامة فهو جهمي(كتاب العلو للذهبي ) 26- الامام عاصم بن علي قال رحمه الله : ناظرت جهماً فتبين من كلامه أنه لا يؤمن أن في السماء رباً .(كتاب العلو) 27- الامام هاشم بن عبيد الله الرازي.قال ابن أبي حاتم :حدثنا علي بن الحسن بن يزيد السلمي سمعت أبي يقول : سمعت هشام بن عبيدالله الرازي - وحبس رجلاً في التجهم فتاب فجىء به إليه ليمتحنه - فقال له : أتشهد أن الله على عرشه بائن من خلقه ؟ فقال لا أدري ما بائن من خلقه , فقال : ردوه فإنه لم يتب بعد.( العلو ) 28- بشر الحافي قال حمزة بن دهقان قلت لبشر بن الحارث أحب أن اخلوا معك , قال : إذا شئت فيكون يوماً فرأيته قد دخل قبةً فصلى فيها أربعة ركعات لا أحسن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده : اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل أحب إلي من الشرف , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى , اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أؤثر على حبك شيئاً , فلما سمعته أخذنا الشهيق والبكاء فقال : اللهم إنك تعلم أني لو أعلم إن هذا هاهنا لم أتكلم . ( السير) 29- قال محمد بن مصعب العابد من زعم انك لا تتكلم ولا ترى في الآخرة فهو كافر بوجهك , أشهد أنك فوق العرش , فوق سبع سماوات,ليس كما تقولوا أعداء الله الزنادقة (أخرجه الذهبي في العلو بسند صحيح ) 30 - قال الامام الحافظ نعيم بن حماد الخزاعي:أخبرنا أبو صفوان الأموي عن يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن كعب قال قال الله في التوراة أنا الله فوق عبادي وعرشي فوق جميع خلقي وأنا على عرشي أدبر أمور عبادي لا يخفى علي شيء من أمر عبادي في سمائي ولا أرضي وإلي مرجع خلقي فأنبئهم بما خفي عليهم من علمي أغفر لمن شئت منهم بمغفرتي وأعاقب من شئت بعقابي) 31 - الامام لغوي زمانه أبو عبدالله ابن الأعرابي . قال داوود بن علي كنا عند ابن الأعرابي فآتاه رجل فقال : يا أبا عبدالله ما معنى قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) , قال : هو على عرشه كما هو , فقال الرجل ليس كذلك ! إنما معناه استولى , فقال : اسكت ما يدريك ما هذا , العرب لا تقول للرجل استولى على شيء حتى يكون له فيه مضاد فأيهما غلب قيل استولى والله تعالى لا مضاد له فهو على عرشه كما أخبر . ثم قال الإستيلاء بعد المغالبة . ( أخرجه الذهبي في العلو وصححه الألباني ) . 32- أبو معمر القطيعي قال رحمه الله : آخر كلام الجهمية انه ليس في السماء إله . (أخرجه الذهبي في العلو ) 33- قال الامام الحافظ إسحاق بن راهويه:قال الله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) إجماع أهل العلم أنه فوق العرش استوى, ويعلم كل شيء في أسفل الأرض السابعة( العلو ص/ 112) 34- قال الامام قتيبة بن سعي(هذ قول الأئمة في الإسلام السنة والجماعة : نرف ربنا في السماء السابعة على عرشه كما قال جل وعلى ( الرحمن على العرش استوى ) 35- قال الإمام أحمد بن حنبل ( في الرد على الجهمية فَقُلْنَا لِهمَ أَنْكَرْتُمْ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ عَلَى الْعَرْشِ, وَقَدْ قَالَ تَعَالَى:لرحمن على العرش استوى .وقال: خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش ) 36 - و قال في موضع اخر : ( و قد اخبرنا انه في السماء فقال (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )( أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا ) وقال: إليه يصعد الكلم الطيب وقال: إني متوفيك ورافعك إلي وقال: بل رفعه الله إليه ) وقال: يخافون ربهم من فوقهم ) وقال: هو القاهر فوق عباده ) وقال: وهو العلي العظيم ) فَهَذَا خَبَرُ اللَّهِ, أَخْبَرَنَا أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ, وَوَجَدْنَا كُلَّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْهُ مَذْمُومًا, يَقُولُ اللَّهُ -جَلَّ ثَنَاؤُهُ - : إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ( الرد على الجهمية و الزنادقة) 37 - و ايضا:قال ابو بكر الأثرم وحدثني محمد بن ابراهيم القيسي قال قلت لأحمد ابن حنبل يحكى عن ابن المبارك انه قيل له كيف نعرف ربنا قال في السماء السابعة على عرشه قال احمد هكذا هو عندنا( اثبات صفة العلو لابن قدامة ) 38-قال الإمام الرباني محمد بن أسلم الطوسي: قال لي عبدالله بن طاهر بلغني أنك ترفع رأسك إلى السماء فقلت ولم ؟ وهل أرجوا الخير إلا ممن هو في السماء .(أخرجه الذهبي في العلو) 39- قال الزاهد الحارث بن أسد المحاسبي: وأما قوله : ( الرحمن على العرش استوى)(وهو القاهر فوق عباده ) و ( أأمنتم من في السماء- و ساق ادلة الفوقية و العلو - ثم قال :وهذه توجب أنه فوق العرش فوق الأشياء كلها متنزه عن الدخول في خلقه لا يخفى عليه منهم خافية لأنه أبان في هذه الآيات أنه أراد به بنفسه فوق عباده لأنه قال ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) يعني فوق العرش والعرش على السماء لأن من كان فوق كل شيء على السماء في السماء ) ( كتاب العقل و فهم القرآن,تحقيق القوتلي ) 40- قال الامام الكبير عبدالوهاب الوراق: من زعم أن الله هاهنا فهو جهمي خبيث , أن الله عز وجل فوق العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ( العلو )عقب الامام الذهبي بقوله : ( كان عبد الوهاب ثقة حافظا كبير القدر حدث عنه أبو داود والنسائي والترمذي قيل للإمام أحمد رضي الله عنه من نسأل بعدك فقال سلوا عبد الوهاب وأثنى عليه ) 41- قال الإمام الحافظ الحجة أبو عاصم خشيش بن أصرم في كتابه الإستقامةوأنكر جهم أن يكون الله في السماء دون الأرض ، وقد دل في كتابه أنه في السماء دون الأرض:بقوله ,إني متوفيك ورافعك إلي ومطهرك من الذين كفروا) وقوله : (وما قتلوه يقيناً) وقوله : (بل رفعه الله إليه) وقال: (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) وقوله : (إليه يصعد الكلم الطيب) وذكر أكثر من 75 دليل من القرآن مثل ((ءأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور () أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا)) ثم قال:لو كان في الأرض كما هو في السماء لم ينزل من السماء إلى الأرض شيء ولكان يصعد من الأرض إلى السماء كما ينزل من الأرض إلى السماء ، وقد جاءت الآثار عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الله في السماء دون الأرض ثم ذكر أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم.)) نقله بنصه الملطي الشافعي مرتضياً له في التنبيه والرد . 42 - الامام البخاري : قال رحمه الله في آخر الجامع الصحيح في كتاب الرد على الجهمية باب قوله تعالى وكان عرشه على الماء :قال أبو العالية استوى إلى السماء إرتفع وقال مجاهد في استوى علا على العرش) 43-و قال ايضا في كتابه خلق أفعال العباد :باب ما ذكر أهل العلم للمعطلة الذين يريدون أن يبدلوا كلام الله - قال حماد بن زيد : "القرآن كلام الله نزل به جبرائيل، ما يجادلون إلا أنه ليس في السماء إله" - قال ابن المبارك : "لا نقول كما قالت الجهمية إنه في الأرض ههنا، بل على العرش استوى" وقيل له : كيف تعرف ربنا ؟ قال : " فوق سماواته على عرشه " - قال سعيد بن عامر : " الجهمية أشر قولا من اليهود والنصارى، قد اجتمعت اليهود والنصارى وأهل الأديان أن الله تبارك وتعالى على العرش، وقالوا هم : ليس على شيء) 44- إمام خراسان الذهلي: قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان وا لله على العرش )( العلو للذهبي) 45- إمام خراسان الامام الذهلي : قال الحاكم قرأت بخط أبي عمرو المستملي سئل محمد بن يحيى عن حديث عبد الله بن معاوية عن النبي ليعلم العبد أن الله معه حيث كان فقال يريد أن الله علمه محيط بكل ما كان والله على العرش( العلو للذهبي) 46 - الامام الكبير أبو زرعة الرازي قال عبدالرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي وأبا زرعة عن مذاهب أهل السنة في أصول الدين , وما أدركا عليه العلماء في جميع الأمصار وما يعتقدان في ذلك فقالا : أدركنا العلماء في جميع الأمصار - حجازاً وعراقاً ويمناً - فكان من مذهبهم وأن الله عز وجل على عرشه بائن من خلقه كما وصف نفسه في كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم بلا كيف , أحاط بكل شيء علماً,(ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).(كتاب شرح أصول إعتقاد أهل السنة للإمام اللالكائي ص 198 ) 47-الامام اللغوي ابن قتيبة الدينوري قال ,والأمم كلها عربيها وعجميها تقول إن الله تعالى في السماء ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم أين الله تعالى فقالت في السماء قال فمن أنا قالت أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال عليه الصلاة والسلام هي مؤمنة(كتاب تأويل مختلف الحديث) 48 - و قال ايضا في موضع اخر,وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله ( الرحمن على العرش استوى) أي استقر كما قال ( فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك ) أي استقررت ومع قوله تعالى ( إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه )وكيف يصعد إليه شيء هو معه أو يرفع إليه عمل وهو عنده وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة وتعرج بمعنى تصعد يقال عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق ) 49 - الحافظ الكبير إمام اهل الجرح و التعديل أبي حاتم محمد بن ادريس الحنظلي الرازي: قال الحافظ أبو القاسم الطبري وجدت في كتاب أبي حاتم محمد بن إدريس بن المنذر الحنظلي مما سمع منه يقول مذهبنا وإختيارنا: إتباع رسول الله وأصحابه والتابعين من بعدهم والتمسك بمذاهب أهل الأثر مثل الشافعي وأحمد وإسحاق وأبي عبيد رحمهم الله تعالى ولزوم الكتاب والسنة ونعتقد أن الله عزوجل على عرشه بائن من خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير)(أخرجه الذهبي في العلو ) 50 - قال الإمام أبو عيسى الترمذي : وهو على العرش كما وصف نفسه في كتابه ( جامع الترمذي ) 51 - قال أبو محمد حرب بن إسماعيل الكرماني في مسائله التي نقلها عن أحمد بن إسحاق وغيرهما : ( وهو سبحانه بائن من خلقه ولا يخلو من علمه مكان , ولله العرش وللعرش حملة يحملونه .- الى ان قال - والله على عرشه عز ذكره وتعالى جده ولا إله غيره ) . ( درء تعارض العقل والنقل). 52 - قال الحافظ عثمان بن سعيد الدارمي : ( قد اتفقت الكلمة من المسلمين أن الله فوق عرشه فوق سماواته ) , ( كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد ) قال الذهبي معلقاً : كان عثمان الدارمي جذعاً في أعين المبتدعة (كتاب السير 13) 53 - ابو العباس ثعلب إمام العربية : قال الحافظ أبو القاسم اللالكائي في كتاب السنة : وجدت بخط أبي الحسن الدارقطني رحمه الله ، عن إسحاق الهادي ، قال : سمعت أبا العباس ثعلبا يقول : استوى : أقبل عليه وإن لم يكن معوجا (ثم استوى إلى السماء ) أقبل ( و استوى على العرش ) : علا واستوى وجهه : اتصل واستوى القمر : امتلأواستوى زيد وعمرو تشابها واستوى فعلاهما وإن لم تتشابه شخوصهما هذا الذي يعرف من كلام العرب ) ( شرح اعتقاد اهل السنة للامام اللالكائي 3\443 ) 54 - الامام الحافظ الكبير مسند العصر أبو مسلم الكجي الحافظ روى قصة ملخصها ما قاله ,خرجت فإذا الحمام قد فتح سحرا فقلت للحمامي أدخل أحد قال لا فدخلت فساعة افتتحت الباب قال لي قائل أبو مسلم أسلم تسلم ثم أنشأ يقول لك الحمد إما على نعمة ... وإما على نقمة تدفع تشاء فتفعل ما شئته ... وتسمع من حيث لا نسمع قال فبادرت وخرجت وأنا جزع فقلت للحمامي أليس زعمت أنه ليس في الحمام أحد قال ذاك جني يتزايا لنا في كل حين وينشدنا فقلت هل عندك من شعره شيء قال نعم وأنشدني : أيها المذنب المفرط مهلا ... كم تمادى وتكسب الذنب جهلا كم وكم تسخط الجليل بفعل ... سمج وهو يحسن الصنع فعلا كيف تهدي جفون من ليس يدري ... أرضي عنه من على العرش أم لا ) ( رواه الذهبي في العلو بسنده و صححه الالباني ) 55 - عمرو بن عثمان المكي صنف كتاباً سماه ( التعرف بأحوال العباد والمتعبدين ) قال باب ما يجيب الشيطان للتائبين فذكر في التوحيد , فقال : من أعظم ما يوسوس في التوحيد بالتشكل أو في صفات الرب بالتمثيل والتشبيه أو بالجحد لها والتعطيل فقال بعد ذكر حديث الوسوسة (فلا تذهب فى أحد الجانبين لا معطلا ولا مشبها وأرض لله بما رضى به لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلما مستسلما مصدقا بلا مباحثة التنفير ولا مناسبة التنقير الى أن قال فهو تبارك وتعالى القائل انا الله لا الشجرة الجائى قبل أن يكون جائيا لا أمره المتجلى لأوليائه فى المعاد فتبيض به وجوههم وتفلج به على الجاحدين حجتهم المستوى على عرشه بعظمة جلاله فوق كل مكان تبارك و تعالى .) 56 - و قال ايضا : (النازل كل ليلة الى سماء الدنيا ليتقرب اليه خلقه بالعبادة وليرغبوا اليه بالوسيلة القريب فى قربه من حبل الوريد البعيد فى علوه من كل مكان بعيد ولا يشبه بالناس . الى أن قال : ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه القائل أأمنتم من فى السماء ان يخسف بكم الأرض فإذا هى تمور أم أمنتم من فى السماء أن يرسل عليكم حاصبا تعالى وتقدس أن يكون فى الأرض كما هو فى السماء جل عن ذلك علوا كبيرا أهـ ( مجموع الفتاوى) 57 - الامام الحافظ ابن أبي شيبة قال في كتابه العرش : فهو فوق السماوات وفوق العرش بذاته متخلصاً من خلقه بائناً منهم علمه في خلقه لا يخرجون من علمه . ( كتاب العرش 51 ) 58 -قال الإمام المحدث زكريا الساجي القول في السنة التي رأيت عليها أهل الحديث الذين لقيتهم أن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء . ( تذكر الحفاظ ) . 59 - قال الإمام الحافظ شيخ المفسرين محمد بن جرير الطبري ( ت 310 هـ ) : في تفسير قوله تعالى ( وهو معكم أينما كنتم ) يقول : وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم ويعلم أعمالكم ومتقلبكم ومثواكم , وهو على عرشه فوق سماواته السبع . ( تفسير الطبري ) 60 - و قال رحمه الله في تفسيره أولى المعاني بقول الله جل ثناؤه :{ ثم ستوى إلى السماء فسواهن } علا عليهن وارتفع فدبرهن بقدرته وخلقهن سبع سموات ) 61 - و قال رحمه الله في تفسيره لسورة الملك ({أم أمنتم من في السماء} وهو الله) 62 - و قال ايضا رحمه الله : (وعني بقوله : { هو رابعهم } بمعنى أنه مشاهدهم بعلمه وهو على عرشه ) 63 - وقال ايضا في تفسير سورة المعارج (يقول تعالى ذكره: تصعد الملائكة والروح، وهو جبريل عليه السلام إليه،يعني إلى الله عز وجل) 64 -قال ابن الأخرم : الله تعالى على العرش وعلمه محيط بالدنيا والآخرة ( تذكر الحفاظ ) 65- قال إمام الأئمة ابن خزيمة:من لم يقر بإن الله تعالى على عرشه قد استوى فوق سماواته فهو كافر بربه , يستتاب فإن تاب وألا ضربت عنقه وألقي على بعض المزابل حيث لا يتأذى المسلمون والمعاهدون بالنتن ريحة جيفته , وكان ماله فيئاً لا يرثه أحد من المسلمين إذ المسلم لا يرث الكافر كما قال صلى الله عليه وسلم .( كتاب التوحيد ) 66- نفطويه شيخ العربية : صنف الإمام أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه كتابا في الرد على الجهمية وذكر فيه أشياء منها قول ابن العربي الذي مضى ثم قال وسمعت داود بن علي يقول كان المريسي لا رحمه الله يقول سبحان ربي الأسفل , قال : وهذا جهل من قائله ورد لنص كتاب الله إذ يقول ( أأمنتم من في السماء) ( العلو للذهبي ) 67 -الامام أبو الحسن الأشعري إمام الفرقة الأشعريةقال في كتابه الإبانة فإن قال قائل ما تقولون في الإستواء ؟ قيل : نقول إن الله مستو على عرشه كما قال (الرحمن على العرش استوى)وقال إليه يصعد الكلم الطيب) وقال: (بل رفعه الله إليه ) , وقال حكاية عن فرعون (وقال فرعون يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى وإني لأظنه كاذبا) كذّب موسى في قوله إن الله فوق السموات,وقال عزوجل أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ) فالسموات فوقها العرش فلما كان العرش فوق السموات وكل ما علا فهو سماء وليس إذا قال( أأمنتم من في السماء ) يعني جميع السموات وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات ألا ترى أنه ذكر السموات فقال وجعل القمر فيهن نورا ولم يرد أنه يملأهن جميعا ) 68 - و قال في موضع اخر: (ورأينا المسلمين جميعا يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء لأن الله مستو على العرش الذي هو فوق السماوات فلولا أن الله على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش وقد قال قائلون من المعتزلة والجهمية والحرورية إن معنى استوى إستولى وملك وقهر وأنه تعالى في كل مكان وجحدوا أن يكون على عرشه كما قال أهل الحق وذهبوا في الإستواء إلى القدرة فلو كان كما قالوا كان لا فرق بين العرش وبين الأرض السابعة لأنه قادر على كل شيء والأرض شيء فالله قادر عليها وعلى الحشوش , وكذا لو كان مستويا على العرش بمعنى الإستيلاء لجاز أن يقال هو مستو على الأشياء كلها ولم يجز عند أحد من المسلمين أن يقول إن الله مستو على الأخلية والحشوش فبطل أن يكون الإستواء الإستيلاء ) ( الإبانة للأشعري و ذكر نحوه عدد من اهل العلم كالذهبي و غيره و ذكر انه شهره الحافظ ابن عساكر,وهذا الكتاب مرجع للاشعرية عند دفاعهم عن امامهم , و ممن نقل هذا الكلام منه من المتأخرين : الامام مرعي الكرمي 69 - و قال في كتابه الذي سماه إختلاف المضلين ومقالات الإسلاميين فذكر فرق الخوارج والروافض والجهمية وغيرهم إلى أن قال : ذكر مقالة أهل السنة وأصحاب الحديث جملة قولهم الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله ..الى ان قال:وإنه على العرش كماقال(الرحمن على العرش استوى ) ولا نتقدم بين يدي الله بالقول بل نقول استوى بلا كيف ) ( قال الذهبي:نقلها ابن فورك بهيئتها في كتابه المقالات و الخلاف بين الاشعري و ابن كلاب ) 70 - شيخ الحنابلة الامام أبو الحسن علي البربهاري قال : (وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان )شرح السنة للبربهاري 71- الوزير علي بن عيسى : قال محمد بن علي بن حبيش : دخل أبو بكر الشبلي رحمه الله دار المرضى ليعالج فدخل عليه الوزير بن عيسى عائدا فقال الشبلي ما فعل ربك ؟ قال : الرب عز وجل في السماء يقضي ويمضي . ( العلو ) 72- العلامة الفقيه أبوبكر الصبغي قال رحمه الله: قد تضع العرب في موضع على قال الله تعالى ( فسيحوا في الأرض ) وقال ( ولأصلبنكم في جذوع النخل )ومعناه على الأرض وعلى النخل فكذلك قوله ( من في السماء ) أي من على العرش كما صحت الأخبار عن رسول الله ( كتاب العلو) 73 - شيخ المالكية العلامة ابو إسحاق محمد بن القاسم ابن شعبان المالكي : قال الذهبي رأيت له تأليفا في تسمية الرواة عن مالك، أوله (أوله: الحمد لله الحميد، ذي الرشد والتسديد، والحمد لله أحق مابدي، وأولى من شكر الواحد الصمد، جل عن المثل فلا شبه له ولا عدل، عال على عرشه، فهو دان بعلمه، وذكر باقي الخطبة، ولم يكن له عمل طائل في الرواية. (السير) 74 - قال الإمام أبوبكر الآجري في كتابه الشريعة : والذي يذهب به أهل العلم أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وعلمه محيط بكل شيء( كتاب الشريعة ) 75 -وفي موضع آخر قال : ( وفي كتاب الله عز وجل آيات تدل على أن الله تبارك وتعالى في السماء على عرشه وعلمه محيط بجميع خلقه ) ثم ذكر آيات دالة على العلو وذكر جملة من الأحاديث إلى أن قال هذه السنن قد اتفقت معانيها , ويصدق بعضها بعضاً وكلها تدل على من قلنا أن الله عز وجل على عرشه فوق سماواته وقد أحاط علمه بكل شيء وانه سميع بصير عليم خبير) و قال ايضا في موضع اخر من كتابه الشريعة : 76 - (وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم أمته أن يقولوا في السجود : [ سبحان ربي الأعلى ثلاثا ] وهذا كله يقوي ما قلنا : أن الله عز وجل العلي الأعلى : على عرشه فوق السموات العلا وعلمه محيط بكل شيء خلاف ما قالته الحلولية نعوذ بالله من سوء مذهبهم ) 77 - الحافظ الامام أبو الشيخ, قال في كتاب العظمة : له ذكر عرش الرب تبارك وتعالى وكرسيه وعظم خلقهما و علو الرب فوق عرشه .ثم ساق جملة من الأحاديث في ذلك.(العظمة) 79 - أبو الحسن بن مهدي تلميذ الأشعري , قال في كتابه مشكل الآيات : في باب قوله ( الرحمن على العرش استوى ) ( أعلم أن الله في السماء فوق كل شيء مستو على عرشه بمعنى أنه عال عليه ومعنى الإستواء الإعتلاء كما تقول العرب إستويت على ظهر الدابة وإستويت على السطح بمعنى علوته وإستوت الشمس على رأسي واستوى الطير على قمة رأسي بمعنى علا في الجو فوجد فوق رأسي ) 80 -و قال ايضا : ( فالله جل جلاله عال على عرشه , يدلك على أنه في السماء عال على عرشه قوله : ( أأمنتم من في السماء ) وقوله : ( يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) وقوله : ( إليه يصعد الكلم الطيب وقوله ثم يعرج إليه )(العلو للذهبي ) 81 - قال الإمام الزاهد أبو عبدالله بن بطة العكبري: أجمع المسلمون من الصحابة والتابعين وجميع أهل العلم من المؤمنين أن الله تبارك وتعالى على عرشه فوق سماواته بائن من خلقه وعلمه محيط بجميع خلقه لا يأبى ذلك ولا ينكره إلا من انتحل مذاهب الحلولية ) و قال الرحمن على العرش استوى ) فهذا خبر الله أخبر به عن نفسه, و أنه على العرش.المختارمن الإبانة 83 - و قال أيضا في موضع آخرو قال ( يخافون ربهم من فوقهم ) فأخبر انه فوق الملائكة , و قد أخبرنا الله تعالى انه في السماء على العرش , أوَ مَا سمع الحلولي قول الله تعالى { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)})(المختارمن الإبانة ) 84 - و قال ايضا : (وَهُوَ عَلَى عَرْشِهِ بَائِنٌ مِنْ خَلْقِهِ) ( متن كتاب الشرح و الإبانة ) قال الحافظ ابن حجر عن الإمام ابن بطة : (كان إماما في السنة ) 85 - الإمام أبو محمد بن أبي زيد القيرواني المالكي, قال في كتابه الجامع (مما اجتمعت الأئمة عليه من أمور الديانة ومن السنن التي خلافها بدعه وضلالة أن الله تبارك وتعالى فوق سماواته على عرشه دون أرضه وإنه في كل مكان بعلمه)ثم قال في آخره : وكل هذا قول مالك ، فمنه منصوص من قوله ومنه معلوم من مذهبه 86 -وقال رحمه الله في أول رسالته المشهور في مذهب الإمام مالك ( وإنه فوق عرشه المجيد بذاته وهو بكل مكان بعلمه).(مقدمة ابن أبي زيد القيرواني لكتابه الرسالة) 87 - الإمام الحافظ محدث الشرق ابن مندة قال في كتابه التوحيد : ذكرُ الآي المتلوة والأخبار المأثورة في أن الله عز وجل على العرش فوق خلقه بائن عنهم وبدء خلق العرش والماء . ثم ذكر ثلاث آيات في استواء الرحمن على العرش . 88 - وقال رحمه الله : ذكر الآيات المتلوة والأخبار المأثورة بنقل الرواة المقبولة التي تدل على أن الله تعالى فوق سماواته وعرشه وخلقه قاهراً لهم عالماً بهم . ثم ذكر آيات دالة على العلو وساق جملة من الأحاديث في ذلك . ( كتاب التوحيد) . 89 - الإمام ابن أبي زمنين قال : ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ما خلق وسبحان من بَعُدَ فلا يُرى وقَرُبَ بعلمه فسمع النجوى . ( أصول السنة ) . 90 - قال القاضي أبوبكر محمد بن الطيب الباقلاني الأشعري في كتاب التمهيد : فإن قالوا فهل تقولون إنه في كل مكان قيل معاذ الله بل هو مستو على عرشه كما أخبر في كتابه فقال تعالى : ( الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى).( التمهيد) 91 - ثم قال في موضع آخر : ولا يجوز أن يكون معنى استواؤه على العرش هو استيلاؤه عليه ؛ لأن الإستيلاء هو القدرة والقهر والله تعالى لم يزل قادراً قاهراً عزيزاً مقتدراً . (التمهيد ) قال الحافظ الذهبي معلقا على كلام الباقلاني ( فهذا النفس نفس هذا الإمام وأين مثله في تبحره وذكائه وبصره بالملل والنحل فلقد امتلأ الوجود بقوم لا يدرون ما السلف ولا يعرفون إلا السلب ونفي الصفات وردها صم بكم غتم عجم يدعون إلى العقل ولا يكونون على النقل فإنا لله وإنا إليه راجعون ) العلو 92 - الشيخ العلامة أبوبكر بن محمد ابن موهب المالكي قال في شرحه لرسالة الإمام محمد بن أبي زيد القيرواني : ( أما قوله إنه فوق عرشه المجيد بذاته , فمعنى فوق وعلى عند جميع العرب واحد وبالكتاب والسنة تصديق ذلك . 93 - وساق حديث الجارية والمعراج إلى سدرة المنتهى إلى أن قال : ( وقد تأتي لفظة في في لغة العرب بمعنى فوق كقوله فأمشوا في مناكبها و في جذوع النخل و أأمنتم من في السماء قال أهل التأويل يريد فوقها وهو قول مالك مما فهمه عمن أدرك من التابعين مما فهموه عن الصحابة مما فهموه عن النبي أن الله في السماء يعني فوقها وعليها فلذلك قال الشيخ أبو محمد إنه فوق عرشه ثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها ) 94 - و قال ايضاثم بين أن علوه فوق عرشه إنما هو بذاته ، لأنه تعالى بائن عن جميع خلقه بلا كيف ، وهو في كل مكان بعلمه لا بذاته ، لا تحويه الأماكن وأنه أعظم منها ، وقد كان ولا مكان .... ) ، نقله عنه الحافظ الذهبي في كتاب العلو 94 - الإمام العارف معمر بن أحمد بن زياد الأصبهاني قال في وصيته لأصحابه:" وإن الله استوى على عرشه بلا كيف ولا تشبيه ولا تأويل والاستواء معقول والكيف فيه مجهول . وأنه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه والخلق منه بائنون ; بلا حلول ولا ممازجة ولا اختلاط ولا ملاصقة ; لأنه الفرد البائن من الخلق الواحد الغني عن الخلق ) ( الفتوى الحموية لابن تيمية ) 95 - الإمام الحافظ أبو القاسم اللالكائي : قال رحمه الله في كتابه النفيس شرح أصول اعتقاد اهل السنة: (سياق ما روي في قوله تعالى ( الرحمن على العرش استوى ) وأن الله على عرشه في السماء وقال عز وجل ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) وقال : ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض )وقال : ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة ) فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عن عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، وسليمان التيمي ، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء : مالك بن أنس ، وسفيان الثوري ، وأحمد بن حنبل )( شرح أصول اعتقاد أهل السنة3 \429-430 ) 96 - السلطان العادل يمين الدولة محمود سبكتكين , قال أبو علي بن البناء: حكى علي بن الحسين العكبري أنه سمع أبا مسعود أحمد بن محمد البجلي قال: دخل ابن فورك على السلطان محمود، فقال: لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لان لازم ذلك وصفه بالتحتية، فمن جاز أن يكون له فوق، جاز أن يكون له تحت. فقال السلطان: ما أنا وصفته حتى يلزمني، بل هو وصف نفسه. فبهت ابن فورك، فلما خرج من عنده مات , فيقال: انشقت مرارته.) ( سير أعلام النبلاء) 97 - المفسر الأصولي يحيي بن عمار , قال رحمه الله : ( كل مسلم من أول العصر الى عصرنا هذا اذا دعا الله سبحانه رفع يديه الى السماء.والمسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى يومنا هذا يقولون في الصلاة ما أمرهم الله به في قوله: (سبح اسم ربك الأعلى) -الى ان قال:و نقول : هو بذاته على العرش,وعلمه محيط بكل شيء ) 98- و قال ايضاولانقول كما قالت الجهمية انه مداخل للأمكنة و ممازج لكل شيء و لا نعلم أين هو ؟ بل نقولُ هو بذاته على العرش و علمه محيط بكل شيء و علمه و سمعه و بصره و قدرته مدركة لكل شيء و ذلك معنى قوله : ( و هو معكم أين ما كنتم ) فهذا الذي قلناه هو ما قاله الله و قاله الرسول. الحجة في بيان المحجة) 99 - الامام الحافظ أبوعمر الطلمنكي المالكي , قال في كتابه الوصول الى معرفة الأصول : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن معنى قوله ( وهو معكم أينما كنتم ) ونحو ذلك من القرآن أنه علمه وأن الله تعالى فوق السموات بذاته مستو على عرشه كيف شاء ) ( العلو للذهبي و اجتماع الجيوش ) 100 - و قال ايضا في نفس الكتاب : (أجمع المسلمون من أهل السنة على أن الله استوى على عرشه بذاته ) ( اجتماع الجيوش ) 101 - وقال في هذا الكتاب أيضا : ( أجمع أهل السنة على أنه تعالى استوى على عرشه على الحقيقة لا على المجاز ) ثم ساق بسنده عن مالك قوله : ( الله في السماء وعلمه في كل مكان ) قال الامام الذهبي : (كان الطلمنكي من كبار الحفاظ وأئمة القراء بالأندلس ) 102 - الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبدالله الأصبهاني الشافعي مصنف حلية الأولياء, قال في كتاب الإعتقاد له : ( طريقتنا طريقة السلف المتبعين للكتاب والسنة وإجماع الأمة ومما اعتقدوه أن الله لم يزل كاملا بجميع صفاته القديمة لا يزول ولا يحول لم يزل عالما بعلم بصيرا ببصر سميعا بسمع متكلما بكلام ثم أحدث الأشياء من غير شيء وأن القرآن كلام الله وكذلك سائر كتبه المنزلة كلامه غير مخلوق وأن القرآن في جميع الجهات مقروءا ومتلوا ومحفوظا ومسموعا ومكتوبا وملفوظا كلام الله حقيقة لا حكاية ولا ترجمة وأنه بألفاظنا كلام الله غير مخلوق وأن الواقفة واللفظية من الجهمية وأن من قصد القرآن بوجه من الوجوه يريد به خلق كلام الله فهو عندهم من الجهمية وأن الجهمي عندهم كافر إلى أن قال وأن الأحاديث التي ثبتت في العرش وإستواء الله عليه يقولون بها ويثبتونها من غير تكييف ولا تمثيل وأن الله بائن من خلقه والخلق بائنون منه لا يحل فيهم ولا يمتزج بهم وهو مستو على عرشه في سمائه من دون أرضه )( العلو للذهبي) 103 - وقال رحمه الله فى كتابه محجة الواثقين ومدرجة الوامقين تأليفه : ( وأجمعوا أن الله فوق سمواته عال على عرشه مستو عليه لا مستول عليه كما تقول الجهمية أنه بكل مكان خلافا لما نزل فى كتابه أأمنتم من فى السماء اليه يصعد الكلم الطيب الرحمن على العرش استوى (مجموع الفتاوى لابن تيمية ) ,,, وأرشد إخوتي الكرام بالرجوع لكتاب الله وتأمل وتدبر كثير من ءايات فيها إثبات العلو لله وأما السنة فهي أكثر مما تحصى وأما الفطرة فما من عبد قال ياالله إلا ويتجه قلبه ووجهه إلى السماء من غير تفكير وهذا لاتستطيع أن تدفعه الشبه والاوهام إلا المكابرة والعياذ بالله |
درر من أقوال السلف في طاعة الولاة
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في معرض كلامه عن ذلك ما يلي ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج عن الأئمة وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، لأن الفساد في(كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة المستفيضة عن النبي القتال والفتنة أعظم من الفساد الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام أدناهما ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد ما هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390]. وقال العلامة ابن رجب الحنبلي رحمه الله في جامعه) عندما شرح حديث ( الدين النصيحة) قال: ( وأما النصيحة لأئمة المسلمين فحب(تميم الداري صلاحهم ورشدهم وعدلهم وحب اجتماع الأمة عليهم وكراهة افتراق الأمة عليهم والتدين بطاعتهم في طاعة الله عز وجل والبغض لمن رأى الخروج عليهم وحب إعزازهم في طاعة الله عز وجل ) إلى أن قال رحمه الله : ( معاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وتذكيرهم به وتنبيههم في رفق ولطف ومجانبة الوثوب عليهم والدعاء لهم بالتوفيق وحث الأغيار على ذلك) [ جامع العلوم والحكم: 1/222]. وقال شيخ الأسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في رسالة ( الأصول الستة): ( الأصل الثالث: إن من تمام الاجتماع السمع والطاعة لمن تأمر علينا ولو كان هذا بياناً شائعاً ذائعاً بكل وجه من أنواع(عبداً حبشياً فبين النبي البيان شرعاً وقدراً، ثم صار هذا الأصل لا يعرف عند أكثر من يدعي العلم ، فكيف العمل به؟!) اهـ. [ من كتاب الجامع الفريد من كتب ورسائل لأئمة الدعوة الإسلامية:281]. قال الإمام البربهاري في كتابه شرح السنة ص (107) : [ وإذا رأيت الرجل يدعوا على السلطان ؛ فاعلم أنَّه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح ؛ فاعلم أنَّه صاحبُ سُنَّة ]. وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله-: ( فالله الله في فهم منهج السلف الصالح في التعامل مع السلطان ، وأن لا يتخذ من أخطاء السلطان سبيلاً لإثارة الناس وإلى تنفير القلوب عن ولاة الأمور ؛ فهذا عين المفسدة ، وأحد الأسس التي تحصل بها الفتنة بين الناس. كما أن ملء القلوب على ولاة الأمر يحدث الشر والفتنة والفوضى ، وكذا ملء القلوب على العلماء يحدث التقليل من شأن العلماء، وبالتالي التقليل من الشريعة التي يحملونها. فإذا حاول أحد أن يقلل من هيبة العلماء وهيبة ولاة الأمر؛ ضاع الشرع والأمن ؛ لأن الناس إن تكلم العلماء؛ لم يثقوا بكلامهم ، وإن تكلم الأمراء؛ تمردوا على كلامهم ، وحصل الشر والفساد. فالواجب أن ننظر ماذا سلك السلف تجاه ذوي السلطان ، وأن يضبط الإنسان نفسه ، وأن يعرف العواقب. وليعلم أن من يثور إنما يخدم أعداء الإسلام؛فليست العبرة بالثورة ولا بالانفعال ، بل العبرة بالحكمة، ولست أريد بالحكمة السكوت عن الخطاء ، بل معالجة الخطأ ؛ لنصلح الأوضاع؛ لا لنغير الأوضاع؛ فالناصح هو الذي يتكلم ليصلح الأوضاع لا ليغيرها). اهـ. [ نقلاً عن رسالة حقوق الراعي والرعية]، مجموع خطب للشيخ ابن عثيمين. هذا وأسأل الله أن يجعلنا ممن نتبع الحق ولا نتبع الهوى وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. نقل ابن حجر رحمه الله الإجماع على عدم جواز الخروج على السلطان الظالم : فقال قال ابن بطال :د((وفى الحديث حجة على ترك الخروج على السلطان ولو جار وقد اجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه وأن طاعته خير من الخروج عليه لما فى ذلك من حقن الدماء وتسكين الدهماء)) فتح البارى 13/7 ونقل الامام النووى -رحمه الله - الإجماع على ذلك فقال في ((واما الخروج عليهم وقتالهم فحرام باجماع المسلمين وإن كانوافسقة ظالمين وقد تظاهرت الاحاديث على ماذكرته واجمع اهل السنه انه لاينعزل السلطان بالفسق....... )) شرح النووى 12/229 وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم ((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )) رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم ) وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم ((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )) رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم ) وقال النبي في الحديث الذي رواه مسلم ((يكون بعدي أئمة لايهتدون بهداي ولايستنون بسنتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس قال ( حذيفة): قلت : كيف أصنع يارسول الله ؟ إن أدركت ذلك ؟؟ قال : (( تسمع وتطيع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك , فاسمع وأطع )) رواه البخاري ( 7084) ومسلم ( 1847) باب ( يصبر على أذاهم وتؤدى حقوقهم ) وقال الحسن -رحمه الله -: (( إعلم -عافاك الله - أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى , ونقم الله لاتلاقى بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب إن نقم الله متى لقيت بالسيف كانت هي أقطع ))من آداب الحسن لابن الجوزي ص119 وسمع الحسن رجلاً يدعو على الحجاج فقال : لاتفعل -رحمك الله -أنكم من انفسكم أتيتم , إنما نخاف إن عزل الحجاج او مات أن تليكم القردة والخنازير ولقد بلغني : أن رجلاً كتب الى بعض الصالحين يشكو إليه جور العمال فكتب إليه : (( ياأخي , وصلني كتابك تذكرما انتم فيه من جور العمال , وإنه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة وماأظن الذي انتم فيه إلا من شؤم الذنوب , والسلام )) آداب الحسن ( ص120) وقال الآجري -رحمه الله -: ((...وإن أمروه بطاعتهم فأمكنه طاعتهم أطاعهم , وإن لم يمكنه اعتذر اليهم وإن أمروه بمعصية لم يطعهم وإن دارت بينهم الفتن لزم بيته وكف لسانه ويده ولم يهو ماهم فيه ولم يعن على فتنه ، فمن كان هذا وصفه كان على الطريق المستقيم إن شاء الله )) الشريعة ( 37) وقال الإمام العلامة الفقيه المجتهد ابن تيمية -رحمه الله وأسكنه جنات النعيم -: (( وأما أهل العلم والدين والفضل فلا يرخصون لأحد فيما نهى الله عنه من معصية ولاة الأمور وغشهم والخروج عليهم بوجه من الوجوه كما قد عرف من عادات اهل السنة والدين قديماً وحديثاً , ومن سيرة غيرهم )) مجموع الفتاوى ( 35/12) رحم الله ابن تيمية ماأفقهه واعلمه بمنهج السلف . وقال أبوعثمان الزاهد : (( فانصح للسلطان ,وأكثر له من الدعاء بالصلاح والرشاد بالقول والعمل والحكم , فإنهم إذا صلحوا صلح العباد بصلاحهم . وإياك أن تدعو عليهم باللعنة ,فيزدادوا شراً ويزداد البلاء على المسلمين , ولكن ادع لهم بالتوبة فيتركوا الشر فيرتفع البلاء عن المؤمنين )) الجامع لشعب الإيمان (13/99) تبين لك مما سبق نقله من كلام اهل العلم من اهل السنة والجماعة أمور منها : 1) وجوب طاعة ولاة الأمور في طاعة الله -عزوجل - . 2) النصيحة لولاة الأمور وترك الغش لهم والدعاء لهم منهج السلف الصالح . 3) الإسرار بالنصح لولاة الأمر من هدي السلف الصالح. 4) عدم طاعتهم في معصية الله تعالى مع عدم شق العصا بل يلتزم بالجماعة . 5)جمع القلوب على السلطان المسلم من هدي علماء السنة والفقه . 6)إجماع الفقهاء على عدم جواز الخروج على الأمير المسلم الفاسق وان الخروج عليهم من فعل الخوارج المارقين الضلال المبتدعة ( كلاب اهل النار ). 7) وجوب الإلتزام بعقيدة السلف ( كلها ) . 8) التحذير من صحبة المبتدعة من الخوارج وغيرهم والبراءة من عقيدتهم الباطلة ووجوب التوبة على من وقع في شىء من ذلك . المراجع المهمة في هذا الموضوع : 1)كل كتب السلف ( السنة للخلال -ابن ابي عاصم -شرح السنة البربهاري -عقيدة السلف للصابوني وغيرها الكثير ...والحمد لله . 2) كتب الشيخ الإمام ابن تيمية وابن القيم -رحمهما الله - . 3) كتب ائمة الدعوة السلفية ( الدرر السنية وغيرها ) 4) كتب الشيخ -ابن باز وابن عثيمين والألباني -رحمهم الله , والشيخ الفوزان وباقي علمائنا . والله أسأل ان يجعل جميع اعمالنا خالصة لوجهه الكريم وان ينفع بما نقل من كلام العلماء . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين , والحمد لله رب العالمين . |
درر من أقوال السلف في انكار الخروج على الحكام
أن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين أنكروا على الحسين و ابن الزبير رضي الله عنهم خروجهم في ذلك الوقت : قال البخاري - رحمه الله - ( 7111 ) : حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن نافع ، قال : لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية جمع ابن عمر حشمه وولده فقال : إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :« ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة » ، وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله ، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجلٌ على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال ، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلا كانت الفيصل بيني وبينه . وقال ابن الأثير - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( أسد الغابة 2/28 ) : « فأتاه كتب أهل الكوفة وهو بمكة ، فتجهز للمسير ، فنهاه جماعة ، منهم : أخوه محمد ابن الحنفية وابن عمر وابن عباس وغيرهم » انتهى . وقال ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) : « وكان أفاضل المسلمين ينهون عن الخروج والقتال في الفتنة ؛ كما كان عبد الله ابن عمر وسعيد بن المسيب وعلي بن الحسين وغيرهم ينهون عام الحرة عن الخروج على يزيد ، وكما كان الحسن البصري ومجاهد وغيرهما ينهون عن الخروج في فتنة ابن الأشعث » انتهى . وقال - رحمه الله - ( المنهاج 4/530 ) : « ولهذا لما أراد الحسين - رضي الله عنه - أن يخرج إلى أهل العراق لما كاتبوه كتباً كثيرة : أشار عليه أفاضل أهل العلم والدين كابن عمر وابن عباس وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أن لا يخرج . . . » انتهى . وقال ابن كثير - رحمه الله - لمّا ذكر قتال أهل المدينة ليزيد ( البداية والنهاية 8/235 حوادث سنة : 64هـ ) : « وقد كان عبد الله بن عمر بن الخطاب وجماعات أهل بيت النبوة ممن لم ينقض العهد ولا بايع أحداً بعينه بعد بيعته ليزيد » انتهى . وقال - رحمه الله - عن خروج الحسين - رضي الله عنه - ( البداية والنهاية 8/161 حوادث سنة : 60هـ ) : « ولما استشعر الناس خروجه : أشفقوا عليه من ذلك ، وحذروه منه ، وأشار عليه ذوو الرأي منهم والمحبة له بعدم الخروج إلى العراق ، وأمروه بالمقام بمكة ، وذكروا ما جرى لأبيه وأخيه معهم » انتهى . وهذها عبارات لبعض الصحابة في إنكار قيام الحسين وابن الزبير رضي الله عنهم أجمعين(19) قال عبد الله بن عبّاس - رضي الله عنهما - : استشارني الحسين بن علي - رضي الله عنه - في الخروج فقلت : لولا أن يزري بي الناس وبك ، لنشبت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب . وجاءه ابن عباس - رضي الله عنهما - وقال : يا ابن عمّ ؛ إنه قد أرجف الناس أنك سائر إلى العراق فبيِّن لي ما أنت صانع ، فقال له : إني قد أجمعت المسير في أحد يوميّ هذين إن شاء الله تعالى ، فقال له ابن عباس - رضي الله عنهما - أخبرني : إن كانوا دعوك بعد ما قتلوا أميرهم ، ونفوا عدوّهم ، وضبطوا بلادهم ، فسر إليهم ، وإن كان أميرهم حي وهو مقيم عليهم قاهر لهم ، وعمّاله تجبي بلادهم ، فإنهم إنما دعوك للفتنة والقتال . وجاءه مرّة فقال : يا ابن عمّ ؛ إنّي أتصبّر ولا أصبر ، إنّي أتخوف عليك في هذا الوجه الهلاك ، وإن أهل العراق قوم غدر فلا تغترّنّ بهم . وبلغ ابنَ عمر - رضي الله عنهما - أن الحسين - رضي الله عنه - توجّه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاثة ليال ، فقال : أين تريد ، قال : العراق ، وهذه كتبهم وبيعتهم ، فقال له ابن عمر : لا تذهب ، فأبى فقال ابن عمر : إنّي محدثك حديثاً : إن جبريل - عليه السلام - أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فخيّره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنّك بضعة من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يليها أحدٌ منكم أبداً ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال : استودعك الله من قتيل .وقال سعيد بن ميناء سمعت عجّل حسين - رضي الله عنه - قدره والله ، ولو أدركته ما تركته يخرج إلاّ أن يغلبني . وجاءه أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - فقال : يا أبا عبد الله ؛ إني لكم ناصح ، وإنّي عليكم مشفق ، وقد بلغني أنه قد كاتبك قوم من شيعتكم بالكوفة يدعونك إلى الخروج فلا تخرج إليهم ، فإنّي سمعت أباك - رضي الله عنه - يقول بالكوفة : والله لقد مللتهم وأبغضتهم وملّوني وأبغضوني . وقال عبد الله بن مطيع العدوي - رضي الله عنه - : إنّي فداك وأبي وأمي ؛ فأمتعنا بنفسك ولا تسر إلى العراق ، فوالله لئن قتلك هؤلاء القوم ليتخذونا عبيداً وخولاً . وقال ابن عمر - رضي الله عنهما - له ولابن الزبير - رضي الله عنهم أجمعين - : أذكركما الله إلاّ رجعتما ولا تفرقا بين جماعة المسلمين . وكان يقول : غلبَنَا الحسين بن علي - رضي الله عنهما - بالخروج ولعمري لقد رأى في أبيه وأخيه عبرة ، فرأى من الفتنة وخذلان الناس لهما ما كان ينبغي له أن يتحرّك ما عاش ، وأن يدخل في صالح ما دخل فيه الناس ، فإن الجماعة خير . وقال له أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - : اتق الله والزم بيتك ولا تخرج على إمامك . وقال أبو واقد الليثي - رضي الله عنه - : بلغني خروج الحسين بن علي - رضي الله عنهما - فأدركته بملل ، فناشدته بالله أن لا يخرج ، فإنه يخرج في غير وجه خروج ، إنما خرج يقتل نفسه ، فقال : لا أرجع . وقال جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - : كلمت حسيناً - رضي الله عنه - فقلت : اتق الله ولا تضرب الناس بعضهم ببعض ، فوالله ما حمدتم ما صنعتم ، فعصاني . وكتب إليه المسور بن مخرمة - رضي الله عنهما - : إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق . الاجماع على عدم جواز الخروج :- . بل قد قال النووي - رحمه الله - بعد الكلام عن خروج الحسين وابن الزبير وبعض التابعين ( شرحه جزء 11 - 12 ص 433 تحت الحديث رقم : 4748 ) : « قال القاضي : وقيل إن هذا الخلاف كان أولاً ؛ ثم حصل الإجماع على منع الخروج عليهم(29) » انتهى . . وقال ابن تيمية - رحمه الله - ( المنهاج 4/529 ) : « ولهذا استقر أمر أهل السنة على ترك القتال في الفتنة للأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاروا يذكرون هذا في عقائدهم ويأمرون بالصبر على جور الأئمة وترك قتالهم وإن كان قد قاتل في الفتنة خلق كثير من أهل العلم والدين » انتهى . . وقال ابن حجر - رحمه الله - ( التهذيب 1/399 ترجمة : الحسن بن صالح بن حي ) : « وقولهم : ( وكان يرى السيف ) يعني أنه كان يرى الخروج بالسيف على أئمة الجور ، وهذا مذهبٌ للسلف قديم . لكن استقرّ الأمر على ترك ذلك لما رأوه قد أفضى إلى أشدّ منه ؛ ففي وقعة الحرّة ووقعة ابن الأشعث وغيرهما عِظةٌ لمن تدبّر(21) » انتهى . و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين و الحمد لله رب العالمين |
درر من أقوال السلف من كتاب جامع بيان العلم وفضله قال الحسن : دخلنا فاغتممنا وخرجنا فلم نزدد إلا غما : اللهم إليك نشكو هذا الغثاء الذي كنا نحدث عنه ، إن أجبناهم لم يفقهوا وإن سكتنا عنهم وكلناهم إلى عي شديد ، والله لولا ما أخذ الله على العلماء في علمهم ما أنبأناهم بشيء أبدا . 1/21 عن أبي هريرة ، أنه كان يقول : لولا آيتان في كتاب الله عز وجل ما حدثتكم شيئا ، إن الله تعالى يقولإن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدىهذه الآية والتي تليها ثم قال : إن الناس يقولون : أكثر أبو هريرة 1/22 قالت الحكماء : من كتم علما فكأنه جاهله . 1/22 عن الحسن بن الربيع، قال: سألت ابن المبارك، قلت: قول النبي, صلى الله عليهوسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"؟ قال: ليس هو الذي يطلبونه، ولكنفريضة على من وقع في شيء من أمر دينه أن يسأل عنه حتى يعلمه. 1/27 قال أبو الدرداء: لولا أن الله يدفع بمن يحضر المساجد عمن لا يحضرها، وبالغزاة عمن لا يغزو، لجاءهم العذاب قبلا 1/32 عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت جعفر بن محمد، يقول: وجدنا علم الناس كله في أربع: أولها: أن تعرف ربك. الثاني: أن تعرف ما صنع بك. والثالث: أن تعرف ما أراد منك. والرابع: أن تعرف ما تخرج به من ذنبك. وقال بعضهم: ما يخرجك من دينك. 1/32 قال أبو الدرداء: العالم والمتعلم شريكان، والمعلم والمستمع شريكان, والدال على الخير وفاعله شريكان 1/40 عن قتادة : في قوله عز وجل: {واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة} [الأحزاب: 34] قال: من القرآن والسنة 1/43 قال الشاعر: العلم ينهض بالخسيس إلى العلى والجهل يقعد بالفتى المنسوب 1/45 قال أبو عمرو : وأهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل، وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام 1/53 قال ابن مسعود : الدراسة صلاة 1/53 عن قتادة، قال: باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول ! 1/57 قال مطرف ابن الشخير-: فضل العلم أفضل من فضل العبادة، وخير دينكم الورع 1/59 قال ابن عباس: تذاكر العلم بعض ليلة أحب إلي من إحيائها 1/59 عن ابن وهب، قال: كنت عند مالك بن أنس فجاءت صلاة الظهر -أو العصر- وأناأقرأ عليه، وأنظر في العلم بين يديه فجمعت كتبي وقمت لأركع، فقال لي مالك: ما هذا؟ قلت: أقوم إلى الصلاة. قال: فقال: إن هذا لعحب، ما الذي قمت إليهبأفضل من الذي كنت فيه، إذا صحت النية فيه. 1/62 قال سفيان الثوري: ما من عمل أفضل من طلب العلم, إذا صحت النية 1/63 قال عبد الله ابن مسعود: اغد عالما أو متعلما، ولا تغد بين ذلك 1/70 لأبي بكر بن دريد: أهلا وسهلا بالذين أحبهم ... وأودهم في الله ذي الآلاء أهلا بقوم صالحين ذوي تقى... غر الوجوه وزين كل ملاء يسعون في طلب الحديث بعفة... وتوقر وسكينة وحياء لهم المهابة والجلالة والنهى... وفضائل جلت عن الإحصاء ومداد ما تجري به أقلامهم... أزكى وأفضل من دم الشهداء يا طالبي علم النبي محمد ...ما أنتم وسواكم بسواء 1/75 قال بعض الحكماء: بنور العلم يكشف كل ريب ...ويبصر وجه مطلبه المريد فأهل العلم في رحب وقرب.... لهم مما اشتهوا أبدا مزيد إذا عملوا بما علموا فكل.... له مما ابتغاه ما يريد فإن سكتوا ففكر في معاد.... وإن نطقوا فقولهم سديد 1/107 قال ميمون بن مهران: العلماء هم ضالتي في كل بلد، وهم بغيتي إذا لم أجدهم، وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء 1/107 لما حضرت معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الوفاة : قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟ قالت: لا، ثم تركها ساعة،ثم قال: انظري، فقالت: نعم. فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثم قال: مرحبا بالموت، مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنك تعلمأني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكن كنتأحب البقاء لمكابدة الليل الطويل، ولظمأ الهواجر في الحر الشديد، ولمزاحمةالعلماء بالركب في حلق الذكر 1/111 عن الحسن : في قوله تعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة} [البقرة: 201] قال: الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة، والحسنة في الآخرة: الجنة 1/112 روي عن عبد الله بن مسعود : أنه كان يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم: مرحبا بينابيع الحكمة ومصابيح الظلم خلقان الثياب جدد القلوب حبس البيوت ريحان كل قبيلة 1/113 عن الحسن قال: العالم خير من الزاهد في الدنيا المجتهد في العبادة. 1/113 خطب زياد ذات يوم على منبر الكوفة، فقال: أيها الناس, إني بت ليلتي هذه مهتما بخلال ثلاث: بذيالعلم, وبذي الشرف، وبذي السن، رأيت أن أتقدم إليكم فيهن بالنصيحة: رأيتإعظام ذوي الشرف، وإجلال ذوي العلم وتوفير ذوي الأسنان، والله لا أوتى برجلرد علي ذي علم ليضع بذلك منه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل رد على ذي شرفليضع بذلك منه شرفه إلا عاقبته، ولا أوتى برجل رد على ذي شيبة ليضعه بذلكإلا عاقبته، إنما الناس بأعلامهم، وعلمائهم، وذوي أسنانهم. 1/114 قال الحسن البصري: الدنيا كلها ظلمة إلا مجالس العلماء 1/114 عن ميمون، قال: إن مثل العالم في البلد كمثل عين عذبة في البلد. 1/114 لبعض الأدباء: رأيت العلم صاحبه شريف ... وإن ولدته آباء لئام وليس يزال يرفعه إلى ... أن يعظم قدره القوم الكرام ويتبعونه في كل أمر ...كراع الضأن تتبعه السوام ويحمل قوله في كل أفق ...ومن يك عالما فهو الإمام فلولا العلم ما سعدت نفوس ... ولا عرف الحلال ولا الحرام فبالعلم النجاة من المخازي ... وبالجهل المذلة والرغام هو الهادي الدليل إلى المعالي ... ومصباح يضيء به الظلام كذاك عن الرسول أتى عليه ... من الله التحية والسلام 1/115 قال سفيان لرجل من العرب: ويحكم اطلبوا العلم، فإني أخاف أن يخرج العلم من عندكم فيصير إلى غيركم فتذلون، اطلبوا العلم فإنه شرف في الدنيا وشرف في الآخرة 1/118 أنشد أبو بكر قاسم بن مروان الوراق لنفسه: ما لي بقيت وأهل العلم قد ذهبوا ... عنا وراحوا إلى الرحمن وانقلبوا أصبحت بعدهم شيخا أخا كبر ... كالسلك تعتادني الأسقام والوصب صحبتهم وزمام الطرف يجمعنا ... دهرا دهيرا فزانوا كل من صحبوا 1/119 قيل لبعض حكماء الأوائل: أي الأشياء ينبغي للعالم أن يقتبسها؟ قال: الأشياء التي إذا غرقت سفينته سبحت معه, يعني: العلم. 1/120 قال إسماعيل بن جعفر : عجبت لمن لم يكتب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة. 1/120 لبعض المحدثين: العلم زين وكنز لا نفاد له ... نعم القرين إذا ما عاقلًا صحبا 1/121 قال بعضالحكماء: من الدليل على فضيلة العلماء أن الناس تحب طاعتهم. 1/123 قال أبوالأسود الدؤلي: الملوك حكام على الناس، والعلماء حكام على الملوك. 1/124 قالالحجاج لخالد بن صفوان: من سيد أهل البصرة؟ فقال له: الحسن. فقال: وكيف ذلك وهو مولى؟ فقال: احتاج الناس إليه فيدينهم واستغنى عنهم في دنياهم، وما رأيت أحدًا من أشراف أهلالبصرة إلاوهو يروم الوصول في حلقته إليه؛ ليستمع قوله ويكتب علمه. فقالالحجاج: هذا والله السؤدد. 1/128 قال سابق البربري : قد ينفع الأدب الأحداث في مهل ...وليس ينفع عند الكبرة الأدب إن الغصون إذا قومتها اعتدلت... ولن تلين إذا قومتها الخشب 1/170 عن يحيى بن أبي كثير، قال: قال سليمان بن داود لابنه: من أراد أن يغيظ عدوه فلا يرفع العصا عن ولده 1/171 قال علي -رضي الله عنه- : قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان 1/182 قال الحسن: من استتر عن طلب العلم بالحياء لبس للجهل سرباله، فاقطعوا سرابيل الجهل عنكم بدفع الحياء في العلم، فإنه من رق وجهه رق علمه 1/182 قال يحيى بن أبي كثير : لا يستطاع العلم براحة الجسم 1/183 قال سعيد: إن كنت لأسير الليالي والأيام في طلب الحديث الواحد2 1/188 قال الشعبي: لو أن رجلًا سافر من أقصى الشام إلى أقصى اليمن ليسمع كلمة حكمة ما رأيت أن سفره ضاع 1/189 قيل لابن المبارك: إلى متى تطلب العلم؟ قال: حتى الممات إن شاء الله. وقيل له مرة أخرى مثل ذلك فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها بعد ذلك 1/192 سئل سفيان بن عيينة: من أحوج الناس إلى طلب العلم؟ قال: أعلمهم؛ لأن الخطأ منه أقبح 1/193 كان مالك يقول: إن هذا الأمر لن ينال حتى يذاق فيه طعم الفقر. 1/194 عن أيوب، قال: إنك لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره 1/197 روى ابن عائشة وغيره أن عليًّا -رضي الله عنه- قال في خطبة خطبها: واعلموا أن الناس أبناء ما يحسنون، وقدر كل امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تتبين أقداركم. 1/198 عن ابن شبيب، أنه قال: لا يكون طبع بلا أدب، ولا علم بلا طلب. 1/200 قال ابن مسعود: تذاكروا الحديث فإنه يهيج بعضه بعضًا 1/202 عن الأعمش : عن إسماعيل بن رجاء، أنه كان يأتي صبيان الكتاب فيعرض عليهم حديثه كي لا ينسى 1/202 قال سعيد بن جبير: لقد كان ابن عباس يحدثني بالحديث لو يأذن لي أن أقوم فأقبل رأسه لفعلت 1/203 قال الرياشي: سمعت الأصمعي وقيل له: كيف حفظت ونسي أصحابك؟ قال: درست وتركوا 4/204 في بعض كتب العجم: سُئل جالينوس بم كنت أعلم قرنائك بالطب؟ قال: لأني أنفقت في زيت المصباح لدرس الكتب مثل ما أنفقوا في شرب الخمر. 1/205 عن يونس بن يزيد، قال: قال لي ابن شهاب: يا يونس لا تكابر العلم؛ فإن العلمأودية، فأيها أخذت فيه قطع بك قبل أن تبلغه، ولكن خذه مع الأيام واللياليولا تأخذ العلم جملة، فإن من رام أخذه جملة ذهب عنه جملة، ولكن الشيء بعدالشيء مع الأيام والليالي 1/206 قال علي رضي الله عنه: أجمعوا هذه القلوب، وابتغوا لها طرائف الحكمة، فإنها تملّ كما تملّ الأبدان 1/208 عن عبد الله بن عباس أنه قال: العلم أكثر من أن يحاط به فخذوا منه أحسنه. 1/209 عن الزهري، قال: إنما يذهب العلم النسيان وترك المذاكرة 1/213 عن كثير بن مرة الحضرمي، أنه قال: إن عليك في علمك حقًّا كما أن عليك في مالك حقًّا: لاتحدث العلم غير أهله فتجهل، ولا تمنع العلم أهله فتأثم، ولا تحدث بالحكمةعند السفهاء فيكذبوك، ولا تحدث بالباطل عند الحكماء فيمقتوك 1/218 عن الأعمش: أن إسماعيل بن رجاء كان يجمع صبيان الكتاب يحدثهم لئلا ينسى حديثه 1/219 قال ابن عباس: ما سألني رجل عن مسألة إلا عرفت أفقيه هو أو غير فقيه 1/227 قال ابن عباس: ذللت طالبًا فعززت مطلوبًا 1/231 قال فضيل بن عياض: أول العلم الإنصات، ثم الاستماع، ثم الحفظ، ثم العمل، ثم النشر. 1/232 عن ابن عباس، قال: مثل علم لا يظهره صاحبه كمثل كنز لا ينفق منه صاحبه 1/240 قالوا: النار لا ينقصها ما أخذ منها ولكن ينقصها ألا تجد حطبًا وكذلك العلم لا ينقصه الاقتباس منه، ولكن فقد الحاملين له سبب عدمه. 1/243 قال ابن وهب: سمعت سفيان بن عيينة، يقول في قول الله, عز وجل: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ} [مريم: 31] قال: معلمًا للخير 1/245 كتب بعض الحكماء إلى أخ له قال: واعلم يا أخي أن إخفاء العلم هلكة وإخفاء العمل نجاة. 1/245 عن عطاء بن يسار، قال: ما أووي شيء إلى شيء أزين من حلم إلى علم 1/248 عن إبراهيم بن أدهم، ومحمد بن عجلان: ما من شيء أشد على الشيطان من عالم حليم, إن تكلم تكلم بعلم، وإن سكت سكت بحلم، يقول الشيطان: انظروا إليه كلامه أشد علي من سكوته. 1/248 قال عبد الله مسعود-رضي الله عنه- لأصحابه: كونوا ينابيع العلم، مصابيح الهدى، أحلاس البيوت، سرج الليل، جدد القلوب، خلقان الثياب، تعرفون في السماء وتخفون على أهل الأرض 1/249 عن أبي جحيفة، قال: كان يقال: جالس الكبراء, وخالل العلماء، وخالط الحكماء. 1/249 قال عيسى ابن مريم : جالسوا من يذكركم بالله ورؤيته، ومن يزيد في علمكم منطقه، ومن يرغبكم في الآخرة عمله. 1/250 قال عيسى بن حماد : كثيرًا ما كنت أسمع الليث بن سعد يقول لأصحاب الحديث: تعلموا الحلم قبل العلم. 1/250 قال ابن وهب : ما تعلمت من أدب مالك أفضل من علمه. 1/250 ذكر محمد بن الحسن الشيباني، عن أبي حنيفة، قال: الحكايات عن العلماء ومجالستهم أحب إلي من كثير من الفقه؛ لأنها آداب القوم وأخلاقهم. 1/251 قال أبو الدرداء : من فقه الرجل ممشاه ومدخله ومخرجه مع أهل العلم 1/251 قال الشافعي : من حفظ القرآن عظمت حرمته، ومن طلب الفقه نبل قدره،ومن عرف الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لميصنه العلم 1/251 قال عمر مولى غفرة: لا يزال العالم عالمًا ما لم يجسر في الأمور برأيه ولم يستحي أن يمشي إلى من هو أعلم منه. 1/251 قال الخليل بن أحمد: إذا أخطأ بحضرتك من تعلم أنه يأنف من إرشادك فلا ترد عليه خطأه؛ لأنك إذا نبهته على خطئه أسرعت إفادته واكتسبت عداوته. 1/251 قال شعبة : كل من سمعت منه حديثًا فأنا له عبد 1/252 عن الحسن، قال: كان طالب العلم يرى ذلك في سمعه وبصره وتخشعه 1/252 قال عقبة بن مسلم : الحديث مع الرجل والرجلين والثلاثة، فإذا عظمت الحلقة فأنصت 1/252 قال وهب بن منبه : إن للعلم طغيانًا كطغيان المال 1/252 قال ميمون بن مهران : لا تمار عالمًا ولا جاهلًا، فإنك إذا ماريت عالمًا خزن عنك علمه، وإن ماريت جاهلًا خشن بصدرك 1/254 عن طاوس ؛ قال: من السنة أن يوقر العالم 1/255 قال أبو عبيد القاسم بن سلام: ما ناظرني رجل قط وكان مفننًا في العلوم إلا غلبته، ولا ناظرني رجل ذو فن واحد إلا غلبني في علمه ذلك 1/257 عن مطر الوراق، قال: مثل الذي يروي عن عالم واحد مثل الذي له امرأة واحدة إذا حاضت بقي 1/257 كان يقال: لا يكون الرجل عالمًا حتى تكون فيه ثلاث خصال: لا يحقر من دونه في العلم ولا يحسد من فوقه في العلم ولا يأخذ على علمه ثمنًا. 1/258 قال بلال بن أبي بردة: لا يمنعكم سوء ما تعلمون منا أن تقبلوا أحسن ما تسمعون منا 1/258 قال أبو عمر: من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم. 1/258 قال بعض العلماء: ليس معي من العلم إلا أني أعلم أني لست أعلم. 1/259 قال محمود الوراق: أتم الناس أعرفهم بنقصه وأقمعهم لشهوته وحرصه 1/259 قال ابن وهب : سمعت مالك بن أنس، يقول: ما في زماننا شيء أقل من الإنصاف. 1/263 قال خالد بن يزيد بن معاوية: عنيت بجمع الكتب فما أنا من العلماء ولا من الجهال. 1/264 قال الخليل بن أحمد: أيامي أربعة: يوم أخرج فألقى فيه من هو أعلم منيفأتعلم منه فذلك يوم فائدتي وغنيمتي, ويوم أخرج فألقى فيه من أنا أعلم منهفذلك يوم أجري, ويوم أخرج فألقى فيه من هو مثلي فأذاكره فذلك يوم درسي،ويوم أخرج فألقى فيه من هو دوني وهو يرى أنه فوقي فلا أكلمه وأجعله يومراحتي. 1/265 كان يقال: إذا علمت عاقلًا علمًا حمدك، وإن علمت الجاهل ذمك ومقتك، وما يعلم مستحٍ ولا متكبر قط 1/265 عن عبد الله بن وهب، قال: سمعت مالكًا يقول: المراء يقسي القلب ويورث الضغن 1/266 قال مالك بن دينار: من طلب العلم لنفسه فقليل العلم يكفيه، ومن طلبه للناس فحوائج الناس كثيرة 1/267 قالت امرأة للشعبي: أيها العالم أفتني. فقال: إنما العالم من خاف الله, عز وجل 1/267 عن ابن مسعود، قال: ما حدثت قومًا حديثًا قط لم تبلغه عقولهم إلا كان فتنة على بعضهم 1/268 قال ابن عباس: حدثوا الناس بما يعرفون أتريدون أن يكذب الله ورسوله 1/268 قال عمر بن الخطاب : تعلموا العلم وعلموه الناس، وتعلموا له الوقاروالسكينة، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه، ولا تكونوا جبابرةالعلماء، فلا يقوم جهلكم بعلمكم. 1/269 يروى عن بعض الأكاسرة : كان إذا سخط على عالم سجنه مع جاهل في بيت واحد. 1/269 قال أبو الدرداء: من يزدد علمًا يزدد وجعًا 1/270 عن الحسن، قال: إن من أخلاق المؤمن قوة في الدين، وحزمًا في لين،وإيمانًا في يقين، وحرصًا على علم، وشفقة في تفقه، وقصد في عبادة، ورحمةللمجهود، وإعطاء للسائل، لا يحيف على من يبغض، ولا يأثم فيمن يحب، فيالزلازل وقور، وفي الرخاء شكور، قانع بالذي له، ينطق ليفهم، ويسكت ليسلم،ويقر بالحق قبل أن يشهد عليه. 1/271 عن يزيد بن أبي حبيب، قال: إن من فتنة العالم أن يكون الكلام أحب إليه من الاستماع. 1/272 قالوا: فضل العقل على المنطق حكمة, وفضل المنطق على العقل هجنة. 1/274 وقالوا: لا يجترئ على الكلام إلا فائق أو مائق. 1/274 ينسب إلى عبد الله بن طاهر، وهو قوله: أقلل كلامك واستعذ من شره... وإن البلاء ببعضه مقرون واحفظ لسانك واحتفظ من عيه ...حتى يكون كأنه مسجون وكل فؤادك باللسان وقل له... إن الفؤاد عليكما موزون فزناه وليك محكمًا في قلة... إن البلاغة في القليل تكون 1/274 قال أبو عمر: الكلام بالخير غنيمة، وهو أفضل من السكوت؛ لأن أرفع مافي السكوت السلامة، والكلام بالخير غنيمة، وقد قالوا: من تكلم بخير غنمومن سكت سلم. والكلام في العلم من أفضل الأعمال، وهو يجري عندهم مجرى الذكروالتلاوة إذا أريد به نفي الجهل ووجه الله -عز وجل- والوقوف على حقيقةالمعاني. 1/275 قال قتادة : مكتوب في الحكمة: طوبى لعالم ناطق أو لباغ مستمع. 1/275 قال أبو الذيال: تعلم الصمت كما تتعلم الكلام فإن يكن الكلام يهديك فإنالصمت يقيك، ولك في الصمت خصلتان: خصلة تأخذ بها من علم من هو أعلم منك،وتدفع بها جهل من هو أجهل منك. 1/276 عن معمر، قال: ما سمعت قتادة يقول لأحد قط: أعد علي. وتكرير الحديث في المجلس يذهب بنوره. 1/278 كان ابن شهاب يقول: تكرير الحديث أشد علي من نقل الحجارة. 1/278 قال علي بن أبي طالب, رضي الله عنه: تعلموا العلم فإذا تعلمتموه فاكظموا عليه، ولا تخلطوه بضحك، ولا يلعب فتمجه القلوب، فإن العالم إذا ضحك ضحكة مج من العلم مجة 1/280 عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنه قال: تعلموا العلم وتزينوا معه بالوقار والحلم، وتواضعوا لمن تتعلمون منه ولمن تعلمون له، ولا تكونوا جبابرة العلماء فيذهب باطلكم حقكم 1/280 عن أيوب السختياني، أنه قال: ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعًا لله. 1/282 قالوا: المتواضع من طلاب العلم أكثر علمًا كما أن المكان المنخفض أكثر البقاع ماءً 1/282 قيل لبزرجمهر: ما النعمة التي لا يحسد عليها صاحبها؟ قال: التواضع. قيل له: فما البلاء الذي لا يرحم عليه صاحبه؟ قال: العجب. 1/282 قال ابن عبدوس: كلما توقر العالم وارتفع كان العجب إليه أسرع إلا من عصمه الله بتوفيقه وطرح حب الرياسة عن نفسه. 1/283 قال عمر: أخوف ما أخاف عليكم أن تهلكوا فيه ثلاث خلال: شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه 1/283 قال إبراهيم بن الأشعث: سألت الفضيل بن عياض عن التواضع؟ فقال: أن تخضع للحق وتنقاد له ممن سمعته، ولو كان أجهل الناس لزمك أن تقبله منه 1/285 عن مسروق، قال: كفى بالمرء علمًا أن يخشى الله، وكفى بالمرء جهلًا أن يعجب بعلمه. 1/285 قال أبو الدرداء: علامة الجهل ثلاث: العجب، وكثرة المنطق فيما لا يعنيه، وأن ينهى عن شيء ويأتيه. 1/286 عن علي بن أبي طالب أنه قال: الإعجاب آفة الألباب. 1/286 قالوا: من أعجب برأيه ضل، ومن استغنى بعقله زل، ومن تكبر على الناس ذل، ومن خالط الأندال حقر، ومن جالس العلماء وقر. 1/286 قال الفضيل بن عياض: ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد، وبغى، وتتبع عيوب الناس، وكره أن يذكر أحد بخير. 1/286 قال سفيان: كنت أتمنى الرياسة وأنا شاب وأرى الرجل عند السارية يفتي فأغبطه، فلما بلغتها عرفتها. 1/288 قال مالك بن دينار : من تعلم العلم للعمل كسره، ومن تعلمه لغير العمل زاده فخرًا. 1/288 قال أيوب بن القرية: أحق الناس بالإجلال ثلاثة: العلماء والإخوان،والسلاطين، فمن استخف بالعلماء أفسد دينه، ومن استخف بالإخوان أفسد مروءتهومن استخف بالسلطان أفسد دنياه، والعاقل لا يستخف بأحد. 1/292 قالوا : لو سكت من لا يعلم سقط الاختلاف. 1/294 أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال: لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفكعن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتهفأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم،فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بكوخير من السكوت على العي. 1/294 عن ابن مسعود، قال: عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله. 1/299 عن الحسن ، قال: موت العالم ثُلمة في الإسلام لا يسدها شيء ما طرد الليل والنهار 1/301 عن ابن سيرين، قال: ذهب العلم فلم يبق إلا غبرات في أوعية سوء. 1/301 عن عطاء بن أبي رباح: في قول الله, عز وجل: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّه} [الرعد: 41] قال: ذهاب فقهائها وخيار أهلها. 1/304 قال أبو عمرو : وأهل العلم بجماعتهم يتساهلون في الفضائل فيروونها عن كل، وإنما يتشددون في أحاديث الأحكام 1/53 قال أبو الدرداء: العالم والمتعلم شريكان، والمعلم والمستمع شريكان, والدال على الخير وفاعله شريكان 1/40 قال ابن مسعود : الدراسة صلاة 1/53 عن قتادة، قال: باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حول ! 1/57 قال مطرف ابن الشخير-: فضل العلم أفضل من فضل العبادة، وخير دينكم الورع 1/59 قال ابن عباس لما مات زيد بن ثابت: من سره أن ينظر كيف ذهاب العلم فهكذا ذهابه 1/305 عن أبي الدرداء، أنه كان يقول: تعلموا العلم قبل أن يقبض، وقبضه أن يذهب بأصحابه،والعالم والمتعلم شريكان في الخير، وسائر الناس لا خير فيهم، إن أغنى الناسرجل عالم افتقر إلى علمه فنفع من افتقر إليه، وإن استغني عن علمه نفع نفسهبالعلم الذي وضع الله -عز وجل- عنده، فما لي أرى علماءكم يموتون، وجهالكملا يتعلمون، ولقد خشيت أن يذهب الأول، ولا يتعلم الآخر. ولو أن العالم طلب العلم لازداد علمًا وما نقص العلمشيئًا، ولو أن الجاهل طلب العلم لوجد العلم قائمًا؟ فما لي أراكم شباعًا منالطعام جياعًا من العلم. 1/305 عن صالح المري، قال: سمعت الحسن، يقول: لا عالم ولا متعلم، طفئت والله. 1/306 عن ابن عباس أنه كان يقول: لا يزال عالم يموت وأثر للحق يدرس حتى يكثر أهل الجهل، وقد ذهب أهل العلم يعملون بالجهل ويدينون بغير الحق ويضلون عن سواء السبيل. 1/306 قال رواد بن الجراح: قدم سفيان الثوري عسقلان، فمكث ثلاثًا لا يسأله أحد في شيء. فقال: أكثر لي اخرج من هذا البلد، هذا بلد يموت فيه العلم. 1/309 قال نعيم: قيل لابن المبارك: من الأصاغر؟قال: الذين يقولون برأيهم، فأما صغير يروي عن كبير فليس بصغير. 1/311 قال عمر بن الخطاب: قد علمت متى صلاح الناس ومتى فسادهم: إذا جاء الفقه منقبل الصغير استعصى عليه الكبير، وإذا جاء الفقه من قبل الكبير تابعهالصغير فاهتديا. 1/313 قال مالك بن أنس : سمعت زيد بن أسلم، يقول في هذه الآية: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاء} [يوسف: 76]قال: بالعلم, يرفع الله -عز وجل- من يشاء في الدنيا 1/316 قال مكحول: تفقه الرعاع فساد الدين، وتفقه السفلة فساد الدنيا. 1/317 قال أبو حازم : إن العلماء كانوا يفرون من السلطان ويطلبهم، وإنهم اليوم يأتون أبواب السلطان والسلطان يفر منهم 1/325 أنشد ابن المبارك: رأيت الذنوب تميت القلوب ... ويورثك الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب... وخير لنفسك عصيانها وهل بدل الدين إلا الملوك ...وأحبار سوء ورهبانها وباعوا النفوس فلم يربحوا ...ولم تغل في البيع أثمانها لقد رتع القوم في جيفة... يبين لذي العقل أنتانها 1/327 عن حذيفة قال: إياكمومواقف الفتن.قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: أبواب الأمراءيدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول له ما ليس فيه 1/329 قال وهب بن منبه: إن جمع المال وغشيان السلطان لا يبقيان من حسنات المرءإلا كما يبقى ذئبان جائعان ضاريان سقطا في حظار فيه غنم فباتا يجوسان حتىأصبحا 1/329 قال سفيان الثوري: كان خيار الناس وأشرافهم والمنظور إليهم في الدين الذينيقومون إلى هؤلاء فيأمرونهم وينهونهم -يعني: الأمراء- وكان آخرون يلزمونبيوتهم ليس عندهم ذلك فكانوا لا ينتفع بهم ولا يذكرون، ثم بقينا حتى صارالذين يأتونهم فيأمرونهم شرار الناس والذين لزموا بيوتهم ولم يأتوهم خيارالناس 1/330 قال الفضيل: لو أن لي دعوة مجابة لجعلتها في الإمام 1/331 قيل للأعمش: يا أبا محمد، قد أحييت العلم بكثرة من يأخذه عنك. فقال: لا تعجبوا فإن ثلثًا منهم يموتون قبل أن يدركوا، وثلثًا يلزمون السلطان فهو شر من الموتى، ومن الثلث الثالث قليل من يفلح 1/332 وقال رحمه الله: شر الأمراء أبعدهم من العلماء، وشر العلماء أقربهم من الأمراء. 1/332 قال محمد بن سحنون: كان لبعض أهل العلم أخ يأتي القاضي والوالي بالليليسلم عليهما فبلغه ذلك فكتب إليه: أما بعد فإن الذي يراك بالليل يراكبالنهار وهذا آخر كتاب أكتب به إليك. قال محمد: فقرأته على سحنون فأعجبه،وقال: ما أسمجه بالعالم أن يؤتى إلى مجلسه فلا يوجد فيه فيسأل عنه فيقال: إنه عند الأمير. 1/332 وقال سحنون: إذا أتى الرجل مجلس القاضي ثلاثة أيام بلا حاجة فينبغي أن لا تقبل شهادته. 1/332 عن أيوب السختياني، قال: قال لي أبو قلابة: إذا أحدث الله لك علمًا فأحدث له عبادة ولا يكن همك أن تحدث به 1/338 قالابن عباس: لو أن حملة العلم أخذوه بحقه وما ينبغي لأحبهم اللهوملائكته والصالحون ولها بهم الناس، ولكن طلبوا به الدنيا فأبغضهم اللهوهانواعلى الناس 1/338 قال حسن بن صالح: إنك لا تفقه حتى لا تبالي في يدي من كانت الدنيا. 1/342 قال سفيان الثوري: إنما يطلب الحديث ليتقى به الله -عز وجل- فلذلك فضل على غيره من العلوم، ولولا ذلك كان كسائرالأشياء 1/343 قال ليث: قال لي طاوس: ما تعلمت فتعلمه لنفسك، فإن الأمانة والصدق قد ذهبا من الناس 1/344 قال سفيان: زين علمك بنفسك ولا تزين نفسك بعلمك 1/345 قال الحسن: عقوبة العالم موت القلب. قيل له: وما موت القلب؟ قال: طلب الدنيا بعمل الآخرة 1/347 قال الحسن: من أفرط في حب الدنيا ذهب خوف الآخر من قلبه، ومن ازدادعلمًا ثم ازداد على الدنيا حرصًا لم يزدد من الله إلا بغضًا، ولم يزدد منالدنيا إلا بعدًا 1/347 قال جعفر بن محمد: إذا رأيتم العالم محبًّا لدنياه فاتهموه على دينكم، فإن كل محب لشيء يحوط ما أحب. 1/348 قال أبو العتاهية: وصفت التقى حتى كأنك ذو تقى ... وريح الخطايا من ثناياك تسطع 1/349 قال عبد الله بن عروة: يا أيها الرجل المعلم غيره... هلا لنفسك كان ذا التعليم وأراك تلقح بالرشاد عقولنا ...نصحًا وأنت من الرشاد عديم 1/351 ويروى للعرزمي: لا تنه عن خلق وتأتي مثله... عار عليك إذا فعلت عظيم وابدأ بنفسك فانهها عن غيها... فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى... بالقول منك ويقبل التعليم 1/352 قال ابن مسعود: إني لأحسب أن الرجل ينسى العلم قد علمه, بالذنب يعمله. 1/353 قال أبو الدرداء: إن أخوف ما أخاف إذا وقفت على الحساب أن يقال لي: قد علمت، فماذا عملت فيما علمت 2/5 لما حضرت شداد بن أوس الوفاة، قال: أخوف ما أخاف على هذه الأمة: الرياء والشهوة الخفية 2/7 عن أبي الدرداء أنه قال: إنما أخاف أن يقال لي يوم القيامة: أعلمت أو جهلت؟فأقول: علمت، فلا تبقى آية من كتاب الله -عز وجل- آمرة أو زاجرة إلا جاءتنيتسألني فريضتها, فتسألني الآمرة: هل ائتمرت، والزاجرة: هل ازدجرت؟ فأعوذبالله من علم لا ينفع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعاء لا يسمع 2/8 قال أبو الدرداء: ويل لمن لا يعلم ولا يعمل مرة، وويل لمن يعلم ولا يعمل سبع مرات2 2/11 قال بعض الحكماء: لولا العقل لم يكن علم، ولولا العلم لم يكن عمل، ولأن أدع الحق جهلا به خير من أن أدعه زهدا فيه 2/11 وقالوا: من حجب الله عنه العلم عذبه على الجهل، وأشد منه عذابا مَن أقبل عليه العلم فأدبر عنه، ومن أهدى الله إليه علما فلم يعمل به. 2/11 قال رجل لإبراهيم بن أدهم: قال الله, عز وجل: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُم} فما لنا ندعو فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم: من أجل خمسة أشياء: قال: وما هي؟ قال: 1- عرفتم الله فلم تؤدوا حقه. 2- وقرأتم القرآن فلم تعملوا بما فيه. 3- وقلتم: نحب الرسول وتركتم سنته. 4- وقلتم: نلعن إبليس وأطعتموه. 5- والخامسة: تركتم عيوبكم وأخذتم في عيوب الناس 2/12 قال عبد الله بن مسعود: إني لأحسب الرجل ينسى العلم بالخطيئة يعملها، وإن العالم مَن يخشى الله وتلا: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. 2/14 قال أنس بن مالك : تعلموا ما شئتم أن تعلموا، فإن الله لا يأجركم على العلم حتى تعملوا به، إن العلماء همتهم الوعاية وإن السفهاء همتهم الرواية 2/15 قال مكحول: كان رجل يسأل أبا الدرداء فقال: كل ما تسأل عنه تعمل؟ قال: لا. قال: فما تصنع بزيادة حجة الله عليك؟! 2/16 قال المأمون: نحن إلى أن نوعظ بالأعمال أحوج منا أن نوعظ بالأقوال 2/17 عن أبي الدرداء، قال: لا تكون تقيا حتى تكون عالما، ولا تكون بالعلم جميلًا حتى تكون به عاملًا 2/17 قال بشر بن الحارث: إنما أنت متلذذ تسمع وتحكي، إنما يراد من العلم العمل،اسمع وتعلم واعلم وعلم واهرب، ألم تر إلى سفيان كيف طلب العلم فعلم وعلموعمل وهرب، وهكذا العلم إنما يدل على الهرب عن الدنيا ليس على طلبها 2/19 قال الحسن: لا ينتفع بالموعظة مَن تمرّ على أذنيه صفحا كما أن المطر إذا وقع في أرض سبخة لم تنبت. 2/20 أنشد ابن عائشة: إذا قسا القلب لم تنفعه موعظة ....كالأرض إن سبخت لم يحيها المطر والقطر تحيا به الأرض التي قحطت... والقلب فيه إذا ما لان مزدجر 2/20 قال مالك بن دينار: ما ضُرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب 2/20 قال مالك بن دينار: إن العالم إذا لم يعمل زلت موعظته عن القلوب كما يزل القطر عن الصفا 2/20 كان سوار يقول: كلام القلب يقرع القلب، وكلام اللسان يمر على القلب صفحا. 2/20 قال زياد بن أبي سفيان: إذا خرج الكلام من القلب وقع في القلب، وإذا خرج من اللسان لم يجاوز الأذان. 2/20 قال أبو عبد الرحمن العطوي: أي شيء تركت يا عارفا بالله للممترين والجهال؟! 2/21 قال الحسن: الذي يفوق الناس في العلم جدير أن يفوقهم في العمل. 2/23 قال بعض الحكماء: ما هذا الاغترار مع ما نرى من الاعتبار؟! 2/23 قال أيوب السختياني: قال لي أبو قلابة: يا أبا أيوب إذا أحدث الله لك علما له فأحدث له عبادة ولن يكون همك أن تحدث به 2/24 قال ابن وهب : قال لي مالك: إن من إزالة العلم أن يكلم العالم كل من يسأله ويجيبه. 2/25 قال سفيان الثوري: العالم طبيب هذه الأمة والمال داؤها فإذا كان الطبيب يجتر الداء إلى نفسه فكيف يعالج غيره. 2/25 قال أبو الدرداء أيضا: صلاح المعيشة من صلاح الدين، وصلاح الدين من صلاح العقل. 2/34 قال الحسن : كنا نطلب العلم للدنيا فجرنا إلى الآخرة. 2/50 قال معمر: كان يقال: إن الرجل ليتعلم العلم لغير الله فيأبى العلم عليه حتى يكون لله. 2/51 قال حبيب بن أبي ثابت: طلبنا هذا الأمر وليس فيه نية, ثم جاءت النية. 2/51 قال عبد الله بن عمر : العلم ثلاثة أشياء: كتاب ناطق، وسنة ماضية، ولا أدري. 2/54 قال مالك: الحكمة والعلم نور يهدي به الله من يشاء وليس بكثرة المسائل 2/57 سُئل سحنون: أيسع العالم أن يقول: لا أدري فيما يدري؟ فقال: أما مافي كتاب قائم أو سنة ثابتة فلا يسعه ذلك، وأما ما كان من هذا الرأي فإنهيسعه ذلك؛ لأنه لا يدري أمصيب هو أم مخطئ. 2/57 قال ابن مسعود: ليس العلم بكثرة الرواية، إنما العلم خشية الله. 2/58 كان ابن سيرين إذا سئل عن شيء قال: ليس عندي فيه إلا رأي أتهمه. فيقال له: قل فيهعلى ذلك برأيك، فيقول: لو أعلم أن رأيي يثبت لقلت فيه، ولكني أخاف أن أرىاليوم رأيا وأرى غدا غيره فأحتاج أن أتبع الناس في دورهم. 2/71 قال ابن المبارك: ليكن الأمر الذي يعتمدون عليه هذا الأثر، وخذوا من الرأي ما يفسر لكم الحديث 2/75 قال محمد بن سيرين : كانوا يرون أنهم على الطريق ما داموا على الأثر 2/76 قال أيوب السختياني : قلت لعثمان البتي: دلني على باب من أبواب الفقه؟ قال: اسمع الاختلاف. 2/77 قال معمر: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة، فأما التشديد فيحسنه كل أحد. 2/77 قال صالح بن عبد القدوس: لن تبلغ الفرع الذي رمته إلا ببحث منك عن أسه 2/78 قال حسان بن عطية : ما ازداد عبد بالله علما إلا ازداد الناس منه قربا 2/98 قال عبد الله بن مسعود: كفى بخشية الله علما، وكفى بالاغترار بالله جهلا 2/100 قال قتادة : مَن لم يعرف الاختلاف لم يشم رائحة الفقه بأنفه 2/102 قال سعيد بن أبي عروبة : مَن لم يسمع الاختلاف فلا تعدّوه عالما. 2/102 قال أيوب السختياني: أجسر الناس على الفتيا لم يكن عالما بالماضي. 2/102 قال الخليل بن أحمد: الرجال أربعة: رجل يدري أنه لا يدري فذلك جاهل فعلموه،ورجل يدري ولا يدري أنه يدري فذلك غافل فنبهوه، ورجل يدري ويدري أنه يدري،فذاك عاقل فاعرفوه، ورجل لا يدري ولا يدري أنه لا يدري فذلك مائق فاحذروه 2/105 قالسعيد بن المسيب: ليس من عالم ولا شريف ولا ذي فضل إلا وفيه عيب، ولكنمَن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، كما أنه من غلب عليه نقصانه ذهبفضله. 2/105 قال أبو بكر الصديق : أي سماء تظلني، وأي أرض تقلني، إذا قلت في كتاب الله بغير علم 2/113 قال عبد الله بن زيد بن هرمز: إني لأحب أن يكون من بقايا العالم بعده: لا أدري، ليأخذ به مَن بعده 2/114 قال أيوب السختياني : تكاثروا على القاسم بن محمد يوما بمنى فجعلوا يسألونهفيقول: لا أدري، ثم قال: إنا والله ما نعلم كل ما يسألونا عنه، ولو علمناما كتمناكم ولا حل لنا أن نكتمكم 2/115 قال ابن عون: كنت عند القاسم بن محمد إذ جاءه رجل فسأله عن شيء، فقال القاسم: لا أحسنه، فجعل الرجل يقول: إني رفعت إليك لا أعرف غيرك. فقال القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي، والله ما أحسنه. فقال شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يابن أخي الزمها، والله ما رأيتك في مجلس أنبل منك اليوم. فقال القاسم: والله لأن يقطع لساني أحبّ إليّ من أن أتكلم بما لا علم لي به. 2/116 قال عبد الرحمن بن مهدي : كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال له: يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حمّلني أهل بلدي مسألة أسألك عنها. قال: فسل. فسأله الرجل عن المسألة، فقال: لا أحسنها. قال: فبهت الرجل كأنه قد جاء إلى مَن يعلم كل شيء. فقال: أي شيء أقول لأهل بلدي إذا رجعت إليهم؟ قال: تقول لهم: قال مالك: لا أحسن 2/117 قال عقبة بن مسلم : صحبت ابن عمر أربعة وثلاثين شهرا فكان كثيرا ما يسألفيقول: لا أدري، ثم يلتفت إليّ: فيقول أتدري ما يريد هؤلاء؟ يريدون أنيجعلوا ظهورنا جسرا إلى جهنم 2/119 قال ابن عباس: إذا ترك العالم: لا أعلم، فقد أصيبت مقاتله. 2/118 قال أبو الدرداء: قول الرجل فيما لا يعلم: لا أعلم: نصف العلم. 2/119 عن أبي الذيال، قال: تعلم: لا أدري، ولا تعلم: أدري؟ فإنك إن قلت: لا أدري، علموك حتى تدري، وإن قلت: أدري، سألوك حتى لا تدري. 2/119 عن أبي الدرداء أنه كان يقول: إياكم وفِراسة العلماء، احذروا أن يشهدوا عليكم بشهادةتكبّكم على وجوهكم في النار، فوالله إنه الحق يقذفه الله في قلوبهم ويجعلهعلى أبصارهم. 2/126 عن عمر : أنه لقي رجلا فقال: ما صنعت؟ فقال: قضى علي وزيد بكذا. فقال: لو كنت أنا لقضيت بكذا. قال: فما يمنعك والأمر إليك. قال: لو كنت أردك إلى كتاب الله أو إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لفعلت، ولكني أردك إلى رأيي والرأي مشترك. 2/128 قيل للحسن: أرأيت ما يفتي به الناس أشيء سمعته أم برأيك؟ فقال الحسن: لا والله ما كل ما يفتي به الناس سمعناه، ولكن رأينا لهم خير من رأيهم لأنفسهم. 2/129 قال محمد بن الحسن: مَن كان عالما بالكتاب والسنة وبقول أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبما استحسن فقهاء المسلمين وسعه أن يجتهد رأيه فيماابتلي به ويقضي به ويمضيه في صلاته وصيامه وحجه وجميع ما أمر به ونهي عنه،فإذا اجتهد ونظر وقاس على ما أشبه ولم يأل وسعه العمل بذلك وإن أخطأ الذيينبغي أن يقول به. 2/130 قال الشافعي: لا يقيس إلا مَن جمع آلات القياس، وهي: العلم بالأحكاممن كتاب الله فرضه وأدبه وناسخه ومنسوخه, وعامه وخاصه، وإرشاده، وندبه،ويستدل على ما احتمل التأويل منه بسنن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وبإجماعالمسلمين فإذا لم يكن سنة ولا إجماع فالقياس على كتاب الله، فإن لم يكنفالقياس على سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فإن لم يكن فالقياس علىقول عامة السلف الذين لا يعلم لهم مخالف، ولا يجوز القول في شيء من العلمإلا من هذه الأوجه، أو من القياس عليها ولا يكون لأحد أن يقيس حتى يكونعالما بما مضى قبله من السنن وأقاويل السلف وإجماع الناس واختلافهم ولسانالعرب، ويكون صحيح العقل حتى يفرق بين المشتبه، ولا يعجل بالقول ولا يمتنعمن الاستماع ممن خالفه؛ لأن له في ذلك تنبيها على غفلة ربما كانت منه أوتنبيها على فضل ما اعتقد من الصواب وعليه بلوغ غاية جهده والإنصاف من نفسهحتى يعرف من أين قال ما يقوله. 2/130 عن ابن عباس، قال: مَن أفتى بفتيا يعمى فيها فإنما إثمها عليه. 134 قال ابن عمر: يريد هؤلاء أن يجعلوا ظهورنا جسرا إلى جهنم 134 قال مسروق: لا أقيس شيئا بشيء. قيل : لِمَ؟ قال: أخشى أن تزل رجلي 154 قال ابن وهب : قال لي مالك: يا عبد الله أد ما سمعت وحسبك، ولا تحمللأحد على ظهرك واعلم إنما هو خطأ وصواب فانظر لنفسك فإنه كان يقال: أخسرالناس من باع آخرته بدنياه وأخسر منه من باع آخرته بدنيا غيره. 2/163 ورد في كتاب عمر إلى أبي موسى الأشعري: لا يمنعنك قضاء قضيته بالأمس راجعت فيه نفسك وهديت فيهلرشدك أن ترجع فيه إلى الحق، فإن الحق قديم والرجوع إلى الحق أولى منالتمادي في الباطل 2/178 قال مطرف بن الشخير: لو كانت الأهواء كلها واحدا لقال القائل: لعل الحق فيه، فلما تشعبت وتفرقت عرف كل ذي عقل أن الحق لا يتفرق. 2/178 قال الحكم بن عتيبة : ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي, صلى الله عليه وسلم 2/183 قال خالد بن الحارث: قال لي سليمان التيمي: لو أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله. 2/185 قال عمر بن عبد العزيز: مَن جعل دينه عرضا للخصومات أكثر التنقل 2/187 قال معاوية بن قرة: إياكم والخصومات في الدين، فإنها تحبط الأعمال 2/188 قال عمر بن عبد العزيز : إذا رأيت قوما يتناجون في دينهم دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة 2/188 قال خالد بن سعد: دخل أبو مسعود على حذيفة، قال: أعهد إليّ. قال: أولم يأتك اليقين. قال: بلى. قال: فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وتنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله؛ فإن دين الله واحد 2/188 قال الهيثم بن جميل: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله الرجل يكون عالما بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا، ولكن يخبر بالسنة، فإن قبلت منه وإلا سكت. 2/190 أنشد شعراً أأقعد بعد ما رجفت عظامي... وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم ...وأجعل دينه غرضا لديني فأترك ما علمت لرأي غيري... وليس الرأي كالعلم اليقين وما أنا والخصومة وهي لبس... تصرف في الشمال وفي اليمين وقد سنت لنا سنن قوام... يلحن بكل فج أو وجين وكان الحق ليس له خفاء... أغر كغرة الفلق المبين وما عوض لنا منهاج جهم... بمنهاج ابن آمنة الأمين فأما ما علمت فقد كفاني... وأما ما جهلت فجنبوني فلست مكفرا أحدا يصلي... وما أحرمكم أن تكفروني وكنا أخوة نرمي جميعا... فنرمي كل مرتاب ظنين فما برح التكلف إن رمينا... بشأن واحد فوق الشئون فأوشك أن يخر عماد بيت... وينقطع القرين عن القرين 2/190 قال يونس بن عبد الأعلى: سمعت الشافعي يوم ناظره حفص الفرد قال لي: يا أبا موسىلأن يلقي الله -عز وجل- العبد بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيءمن الكلام، لقد سمعت من حفص كلاما لا أقدر أن أحكيه 2/192 قال الجارودي : مرض الشافعي -رحمه الله- بمصر مرضة ثقل فيها، فدخل عليهقوم منهم حفص الفرد، فكل منهم يقول له: من أنا؟ حتى قال له حفص الفرد: منأنا يا أبا عبد الله؟ فقال: أنت حفص الفرد لا حفظك الله، ولا كلاك، ولارعاك حتى تتوب مما أنت فيه2 2/193 قال الشافعي : حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ويطاف بهم في العشائر والقبائل، هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأخذ في الكلام 2/193 قال أحمد بن حنبل : إنه لا يفلح صاحب كلام أبدا، ولا تكاد ترى أحدا نظر في الكلام إلا وفي قلبه دَغَل 2/194 |
درر من أقوال السلف في الوقت
درر من أقوال السلف في الوقت قال ابن عقيل رحمه الله : (إني لا يحل ليأن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عنمطالعة، أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر ليما أسطره) وقال أيضا: (أنا أقصر بغايةجهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز، لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه) (ذيل طبقات الحنابلة) (1/ 145) يقول الحسن البصري رحمه الله: [[ أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم ]]. ونقل عن عامر بن قيس من التابعين [[ أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس ]] يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعودبعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها. ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله: [[ إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ]] وكانوايجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر يومٌ لايستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح، وقال ابن مسعود رضي الله عنه: [[ ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي ]] . وقال بعضهم: "من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه،أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومهوظلم نفسه". ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه: [[ إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره ]]. ذكر ابن عساكر في ترجمة الفقيه سُلَيْم بن أيوب الرازي: ((حُدِّثتُ عنه أنه كان يحاسِب نفسَه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ أو يُدَرس أو يقرأ...)) تبيين كذب المفتري قال ابن الجوزي رحمه الله : ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهممن أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظرإلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم منيقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] صيد الخاطر (241) قال ابن الجوزي رحمه الله : ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهممن أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظرإلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم منيقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك. {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35] صيد الخاطر (241) قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسير سورة العصر ( ما ملخصه ومعناه): أقسم الله تعالى بالعصر - الذيهو الزمن - ، لما فيه من الأعاجيب ، لأنه يحصل فيه السراء والضراء ، والصحةوالسقم ، والغني والفقر ، ولأن العمر لا يُقوَّمُ بشيء نفاسةً وغلاءً. فلو ضَيَّعتَ ألف سنة فيما لايعني ، ثم تبت وثبتت لك السعادة في اللمحة الأخيرة من العمر ، بقيت فيالجنة أبد الآباد ، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة ، فكانالزمان من جملة أصول النعم ، فلذلك أقسم الله به ، ونبه سبحانه على أنالليل والنهار فرصة يضيعها الإنسان ! وأن الزمان أشرف من المكان فأقسم به ،لكون الزمان نعمة خالصة لا عيب فيها ، إنما الخاسر المَعِيبُ هو الإنسان) قال ابن الجوزي رحمه الله : فينبغي للعبد المتيقظ أن لا يخلينفسا من أنفاسهعن فعل خير ، فإن كل نفس خزانة ، وليعد لكل عمل جوابا ،فإن السؤالعنه لا بد منه ، وليتأهب للرحلة التي لا يدري متى تقع ،وليراقب منيراه سرا وعلانية ، فإنه إن تكلم سمع ، وإن نظر رأى ، وإن تفكرعلم ،والجنة اليوم في السماء تزخرف ، والنار تحت الأرض توقد ، والقبر عنقليليحفر ، والملكان عن يمين وشمال ، والصحائف تملأ بالخير أو الشر ،فاغتنميا هذا صحتك في هذا الزمن قبل وجود الزمن ، واعمر دار البقاءبإنقاص من دار الفناء ، وإياك أن تغفل عن نفسك ، فإن المؤمن أسير فيالدنيا يسعى في فكاك رقبته ، ولا تذهب لحظة إلا في فعل خير ، وأقلمراتبالأفعال الإباحة ، واستوثق من قفل البصر وغلق اللسان ، فإنه إنفتحهماالهوى نهب ما في القلب من الخير . وزاحم الفضلاء في أعمالهم ،وقد أجمعالحكماء أنه لا تنال راحة براحة ، ومثل لنفسك عاقبة الطاعةومغبة المعصية ،فكأنه ما شبع من شبع ، ولا التذ من عصى ، ولا تألممن صبر ، وأين لذة [ لقمة ] آدم ؟ وأين مشقة صبر يوسف ؟ واحذر منمخالطة أهل هذا الزمان ، فإنالطبع يسرق عادات المعاشرين ، ولتكن مخالطتكللسلف بالاطلاع على أحوالهم . وحادث القرآن بالفكر فيه في الخلوات ،وتصفح جهاز الرحيل قبل أن تفاجأبغتة ، فلا ترى عندك غير الندم تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ص251 قال الشافعي ـ رحمه الله ـ : " صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلاَّ بكلمتين،سمعتهم يقولون : الوقتُ سيفٌ، فإن قطعته وإلاَّ قطعك، ونفسُك إن لم تشغلهابالحقِّ شغلتك بالباطل" . الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي قال محمد بن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي وهو في الموت لا إله إلا الله، فقال: يا بني دعني فإني في وردي السادس أو السابع حلية الأولياء ، صفة الصفوة قال ابن الجوزي رحمه الله : رأيت العادات قد غلبت على الناس في تضييع الزمانفهم يتزاورون فلا ينفكون عن كلام لا ينفع وغيبة ، وأقله ضياع الزمان ، وقدكان القدماء يحذرون من ذلك قال الفضيل : أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة ودخلوا على رجل من السلف فقالوا لعلنا شغلناك فقال : أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم ، وجاء عابد إلى سري السقطي فرأى عنده جماعة فقال صرت مناخ البطالين ، ثممضى ولم يجلس ، لان المزور طمع فيه الزائر فأطال الجلوس فلم يسلم من أذى . الآداب الشرعية أوصى بعض السلف أصحابه فقال : إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه ، ومتى اجتمعتم تحدثتم . الآداب الشرعيةلإبن مفلح المقدسي قال عثمان الباقلاني - رحمه الله -: أبغض الأشياء إلى وقت إفطاري لأني أشتغل بالأكل عن الذكر. تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر لابن الجوزي كان الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - يقول : أثقل الساعات على : ساعة آكل فيها الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87 قال ابن الجوزي رحمه الله : ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلايضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكننيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاءفي الحديث: "نية المؤمن خير من عمله" * وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات، فنقل عن عامر بن عَبْدِ قَيْسٍ:أن رجلًا قال له: كلمني! فقال له: أمسك الشمس! وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني! دعني، فإني في وردي السادس. ودخلوا على بعض السلف عند موته وهو يصلي، فقيل له، فقال: الآن تطوى صحيفتي. فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموتيقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدون له أجره بعد موته: فإن كان له شيء منالدنيا، وقف وقفًا، وغرس غرسًا، وأجرى نهرًا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكرالله بعده، فيكون الأجر له، أو أن يصنف كتابًا في العلم؛ فإن تصنيف العالمولده المخلد، وأن يكون عاملًا بالخير، عالمًا فيه، فينقل من فعله ما يقتديالغير به؛ فذلك الذي لم يمت. ................ قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أحياءُ صيد الخاطر ص34 * ضعيف ، انظر السلسلة الضعيفة (5/244) عن معاذ بن جبل- رضي اللّه عنه- قال: ليس تحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا اللّه- عزّ وجلّ- فيها. الوابل الصيب (59). قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه-: إنّ كلّ مجلس لا يذكر العبد فيه ربّه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة) «الوابل الصيب» (59). قال الفخر الرازي رحمه الله : (والله إنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل ، فإن الوقت والزمان عزيز) «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» (1 / 462) قال سليمان الدارانيرحمه الله : لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على لذة ما فاته من الطاعة فما مضى كان ينبغي له أن يبكيه حتى يموت (حلية الأولياء 9/275) عن الضحاك –رحمه الله- : في قول الله تبارك وتعالى : { إنما نعد لهم عدا } [ مريم : 84 ] ؛ قال : الأنفاس . المجالسة وجواهر العلم (3/445) كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ ،فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِالْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً «المجالسة وجواهر العلم» (1/346) قال ابن القيم -رحمه الله-: إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها الفوائد / ص 44 قصة الشيخ الألباني مع النجَّار وباب المكتبة وأنا أذكر مرةً أنهُ نادى النَجَّار-نَجَارًا منالنَجَّاِرين ناداهُ مرةً- قال لهُ أريدُ أن تقلِبَ بابَ المكتبة, بَدَلْمن أن يَفتح على الجهة اليمين تجعله يفتح على الجهة الشِمال. نظر إليهالنجار - يعني ما السِّر ؟ قال يا شيخ يعني يمين ولاََّ شمال ما المشكلة؟قال-يعني الشيخ الألباني-:تستطيع؟ قال-النجار- طبعا أستطيع لكن قل لي ماالسبب؟ قال-الشيخ الألباني-أنا وضعت مكتبي هنا فإذا كانت الباب يفتح هكذاسأضطر أن أمشي خمسخُطُوَات زَائِدَةلمَّا أصِل إلى المكتب, فأنا أخرج من المكتب خمس صلوات في اليوم والليلة وقد أخرج مشوارًا لأغراض البيت أو لمحاضرة أو كذا فهاذيسبع مراتكل مرة بين ذهاب وإيَّاب هاذي حواليربع ساعةأو ثلث ساعة ضاعت مني في الأسبوعكم سيضيع ؟في الشهر كم سيضيع؟لكن إذا فعلنا هكذا تكون رجلٌ في الباب ورجلٌ على المكتبفلا أُضيع وقتي ,رحمه الله . والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتُ بحفظهِ -- وأُرَاهُ أسْهَلَ مَا عَليَّ يَضِيعُ قيل للحسن البصري - رحمه الله -: لم لا تغسل قميصك ؟ قال : الأمر أسرع من ذلك ! المجالسة وجواهر العلم 2/310 كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي ، يدرسُ جميع أوقاته ، حتّى في الطّريق، و كان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ ! المشوق إلى القراءة وطلب العلم (ص 62 ) قال ابن القيم -رحمه الله-: فكل نَفَس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا حظ لها يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذهالأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه: خسران عظيم لا يسمح بمثلهإلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلا وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن: {يَوْمَتَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْمِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً} [آل عمران: 30]. إغاثة اللهفان (ص89) قيللداود الطائي -رحمه الله-: لو تنحيت من الظل إلى الشمس ، فقال : هذه خطى لا أدري كيف تكتب . عقب ابن رجب رحمه الله : فهؤلاء القوم لما صلحت قلوبهم ، فلم يبق فيها إرادة لغير الله عز وجل ، صلحت جوارحهم ، فلم تتحرك إلا لله عز وجل ، وبما فيه رضاه (جامع العلوم والحكم ص : 86) قال الوليد بن عقبة الشيباني : سمعت رجلا يقول لداود الطائي : ألا تسرح لحيتك ؟ ! قال : إني عنها لمشغول . المجالسة (7/232) قال الوزير بن هبيرة : والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه.... وأراه أسهل ما عليك يضيعُ ذيل طبقات الحنابلة ( 1/281 ) وفي وصية الإمام الموفق ابن غذاء -طيب الله روحه - ما لفظه : فاغتنم رحمك الله حياتكالنفيسة , واحتفظ بأوقاتك العزيزة , واعلم أن مدة حياتك محدودة , وأنفاسكمعدودة , فكل نفس ينقص به جزء منك , والعمر كله قصير , والباقي منه هو اليسير , وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل لها , ولا خلف منها فإن بهذه الحياة اليسيرة خلودالأبد في النعيم , أو العذاب الأليم , وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبدعلمت أن كل نفس يعدل أكثر من ألف ألف ألف عام في نعيم لا خطر له أو خلافذلك , وما كان هكذا فلا قيمة له . فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة بغير عمل , ولا تذهبها بغير عوض , واجتهد أن لا يخلو نفس من أنفاسك إلا في عمل طاعة أو قربة تتقرب بها . فإنك لو كانت معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها فكيف تفرط في ساعاتك وأوقاتك . وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/351) قال عبد الرحمن بن أبي حاتم -رحمه الله-: كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة. قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل،فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناها ، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقتمجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثةأيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا،لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد تذكرة الحفاظ (3/830) قال سيار بن جعفر ،لمالك بن دينار حين ماتت أم يحيى : يا أبا يحيى لو تزوجت ، قال : « لو استطعت لطلقت نفسي ! » « حلية الأولياء » (2/365) قال ابن الجهْم : إذا غشِيَني النعاس في غير وقتِ نوم وبئس الشيءُالنومُ الفاضِلُ عن الحاجة قال : فإذا اعتراني ذلك تناولتُ كتاباً من كتبالحِكَم فأجدُ اهتزازي للفوائِد والأريحيَّة التي تعتريني عند الظفَر ببعضالحاجة والذي يغشَى قلْبي من سرور الاستبانة وعزِّ التبيين أشدَّ إيقاظاًمِن نَهيق الحمير وهَدَّةِ الهدْم . ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان (1/53) أُعجوبة في حفظ الوقت والتوفُّر على المطالعة قال الحافظ السخاوي في ((الضوء اللامع)) في ترجمة أحمد بن سليمان بن نَصْر الله البُلْقاسي ثم القاهري الشافعي المتوفى سنة (852) في ريعان شبابه: ((وكانإمامًا علاَّمة قوي الحافظةِ حسنَ الفاهمة، مُشاركًا في فنونٍ، طلْقَاللسان، محبًّا في العلم والمذاكرة والمباحثة، غير مُنفك عن التحصيل، بحيثإنه كان يُطالع في مشيه، ويُقرىء القراءات في حال أكله خوفًا من ضياع وقتهفي غيره، أُعجوبة في هذا المعنى، لا أعلمُ في وقته من يُوازيه فيه، طارحًاللتكلُّف، كثير التواضع مع الفقراء، سهمًا على غيرهم، سريع القراءة جدًّا)) اهـ. المشوق إلى القراءة وطلب العلم قال أبو الوليد الباجي -رحمه الله-: إذا كنتُ أعلمُ عِلْمًا يقينًا بأنَّ جميعَ حياتي كَساعَهْ فَلِمْ لا أكُون ضَنِنًا بِها وأَجْعَلُها في صلاحٍ وطاعَهْ ترييب المدارك (8/125) قال ابن الجوزي - رحمه الله -: يا من أنفاسه محفوظة، وأعماله ملحوظة أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس ؟! المدهش (ص 553) قال معاوية بن قرة –رحمه الله-: أكثر الناس حساباً يوم القيامة الصحيح الفارغ. اقتضاء العلم العمل (ص103) قال المناوي –رحمه الله-: من أمضى يومه في غير حق قضاه ، أو فرض أداه ، أو مجد أثله ، أو حمد حصله ، أو خير أسسه ، أو علم اقتبسه ، فقد عق يومه وظلم نفسه فيض القدير ( 6/288 ) قال ابن الجوزي - رحمه الله - يصف حاله حين قعوده مع أضيافه : ثم أعددتُ أعمالاً لا تمنع من المحادثة ، لأوقات لقائهم لئلاً يمضي الزمان فارغاً . فجعلت من الاستعداد للقائهم قَطعُ الكاغد وبري الأقلاموحزم الدفاتر ، فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكرة وحضور قلب ،فأرصدتها لأوقات زيارتهم ،لئلا يضيع شيء من وقتي. ! صيد الخاطر ( 206 ) قال الحسن البصري -رحمه الله-: فلعمري لو أن مدفوناً في قبره قيل له هذهالدنيا أولها إلى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقدكنت وليس لك هم غيرهم أحب اليك أم يوم تترك فيه تعمل لنفسك لاختار ذلك وما كان ليجمع مع اليوم شيئا إلا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه يكون لسواه إلا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه لاختار الكلمة الواحدة عليه فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة. حلية الأولياء ( 2/139) قال المناوي –رحمه الله-: إن الإنسان إذا تعطل عن عمل يشغل باطنه بمباح يستعين به على دينه , كان ظاهره فارغا , ولم يبق قلبه فارغا , بل يعشعش الشيطان , ويبيض ويفرخ , فيتوالد فيه نسله توالدا أسرع من توالد كل حيوان , ومن ثم قيل : الفراغ للرجل غفلة , وللنساء غلمة. فيض القدير (2/290) . قيل للربيع بن خيثم -رحمه الله-: لو جالستنا فقال : لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي. حلية الأولياء (2/116) قال أبو مسلم الخولاني –رحمه الله-: لو قيل لي إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي حلية الأولياء (2/124) قال الحسن البصري -رحمه الله-: أدركت أقواماً كل أحدهم أشح على عمره منه على درهمه. شرح السنة ( 14/225 ) قال ابن حجر -رحمه الله-: إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال! الجواهر و الدرر(1/170) قالت امرأة شميط بن عجلان –رحمه الله-: يا أبا همام، إنما نعمل الشيء ونصنعه فنشتهي أن تأكل منه معنا، فلا تجيء حتى يفسد ويبرد، فقال: والله إنَّ أبغضَ ساعاتي إليّ الساعة التي آكل فيها حلية الأولياء (3/128) قال عاصم بن سليمان الأحول -رحمه الله-: قال فضيل الرقاشي وأنا أسائله : يا هذا « لا يشغلنك كثرة الناس عن نفسك ، فإن الأمر يخلص إليك دونهم ، ولا تقل : أذهب ها هنا ، وها هنا ليذهب علي النهار ، فإنه محفوظ عليك ولم نر شيئا قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم » حلية الأولياء (3/102). قال أبو عبيد -رحمه الله-: دخلنا على محمد بن سوقة، قال: ألا أحدثكم بحديث لعله ينفعكم؟ فإنه نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح: يا ابن أخي إنَّ من كان قبلكم كانوا يكرهونفضولالكلام، وكانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يُقرأ،أوأمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بدلكمنها أتنكرون {وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين} [الانفطار: 11] {عناليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 17] أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه " حلية الأولياء (3/314) قَالَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ -رحمه الله-: لَوْ قُلْتُ لَكُم: إِنِّيْ مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ ضَاحِكاً، لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُوْلاً، إِمَّا أَنْ يُحَدِّثَ، أَوْ يَقْرَأَ، أَوْ يُسبِّحَ، أَوْ يُصَلِّيَ، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ. سير أعلام النبلاء (7/448) قال أبو جعفر بن نفيل (توفي 234هـ) -رحمه الله-: قدم علينا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فسألني يحيى(وهو يعانقني !) فقال: يا أبا جعفر :قرأتَ على معقل بن عبيد الله عن عطاء: أدنى وقت الحائض يوم ؟ فقال له: أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل: لو جلست؟! ،فقال: (أكره أن يموت أو يفارق الدنيا قبل أن أسمع!) تاريخ دمشق (32/353) ،الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/182) قال أبو العباس الدينوري –رحمه الله-: ليس في الدنيا والآخرة أعزُّ وألطفُ من (الوقتِ) و(القلبِ)، وأنت مُضيّعٌ للوقتِ والقلب.! الزهد الكبير (ص294) |
درر من أقوال السلف بأنه لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء قال شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله :لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمعفيما عندالناس إلا كما يجتمع الماء والنار والضب والحوت فإذا حدثتك نفسكبطلب الإخلاص فاقبل على الطمع أولا فأذبحه بسكين اليأس وأقبل على المدحوالثناء فازهد فيهما زهد عشاق الدنيا في الآخرة فإذا استقام لك ذبح الطمعوالزهد في الثناء والمدح سهل عليك الإخلاص فأن قلت وما الذي يسهل علي ذبحالطمع والزهد في الثناء والمدح قلت أما ذبح الطمع فيسهله عليك علمك يقيناأنه ليس من شيء يطمع فيه الا وبيد الله وحده خزائنه لا يملكها غيره ولايؤتى العبد منها شيئا سواه وأما ازهد في الثناء والمدح فيسهله عليك علمكأنه ليس أحد ينفع مدحه ويزين ويضر ذمة ويشين الا الله وحده كما قال ذلكالأعرابي للنبي ان مدحي زين وذمي شين فقال ذلك الله عز و جل فازهد في مدحمن لا يزينك مدحه وفي ذم من لا يشنيك ذم وارغب في مدح من كل الزين في مدحهوكل الشين في ذمه ولن يقدر على ذلك الا بالصبر واليقين فمتى فقدت الصبرواليقين كنت كمن أراد السفر في البحر في غير مركب قال تعالىفاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنونوقال تعالىوجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنونالفوائد لابن القيم (ص 149) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: من ضرورة الإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته. صيد الخاطر ص (588) قال ذو النون المصري -رحمه الله- : صفة الحكيم ألا يطلب بحكمته المنزلة والشرف، فإذا أحب الحكيم الرئاسة زال حب الله من قلبه لما غلب عليه من حب ثناء المسلمين له، فصار لا يلفظ بمسموع ينفع للذي غلب على قلبه من حب تبجيل الناس له. شعب الإيمان ((2/292)) قال عون بن عبد اللّه -رحمه الله-: إذا عصتك نفسك فيما كرهت فلا تطعها فيما أحببت، ولا يغرّنّك ثناء من جهل أمرك ! أدب الدنيا والدين ( ص 230) قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: علامة الزهد في الدنيا وفي الناس ، أن لا تحب ثناءالناس عليك ، ولا تبالي بمذمتهم ، وإن قدرت ألا تعرف فافعل ، ولا عليك ألاتعرف ، وما عليك ألا يثنى عليك ، وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إن كنتمحموداً عند الله حلية الأولياء (8/90 ) قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله -: بلغني أن عمر بن عبد العزيز قال لخالد بن صفوان: عظنيوأوجز، فقال خالد: يا أمير المؤمنين إن أقواماً غرَّهم سترُ الله عز وجل،وفتنَهم حسنُ الثناء، فلا يغلبنَّ جهلُ غيرِك بك علمَك بنفسك، أعاذنا اللهوإياك أن نكون بالستر مغرورين، وبثناء الناس مسرورين، وعن ما افترض اللهمتخلفين مقصّرين، وإلى الأهواء مائلين؛ قال: فبكى ثم قال: أعاذنا اللهوإياك من اتباع الهوى. حلية الأولياء (8/18) قال الأصمعي -رحمه الله -: قيل الأعرابي ما أحسن ثناء الناس عليك ؟ قال : بلاء الله عندي أحسن من مدح المادحين و إن أحسنواو ذنوبي أكثر من ذم الذامين و إن أكثروا فيا أسفي فيما فرطت و يا سؤتيفيما قدمت ! شعب الإيمان (4/228) قال إبراهيم بن أدهم -رحمه الله-: ما صدق الله عبد أحب الشهرة . السير (7/393) كان يزيد بن ميسرة –رحمه الله- يقول: إذا زكّاكَ رجلٌ في وجهِكَ فأَنْكِرْ عليهِ واغضبْ ولاتُقِرَّ بذلكَ، وقلْ: اللهمَّ لا تؤاخذْني بما يقولونَ، واغفرْ لي ما لايعلمون. حلية الأولياء (5/240) قال الأوزاعي -رحمه الله- : الزهد في الدنيا ترك المحمدة , تعمل العمل لا تريد أن يحمدك الناس عليه مصنف ابن أبي شيبة ( 7 / 241 ) قال بعضهم :من أحب المدح وكره الذم فهو منافق، وقال عمر رضي اللّه عنه لرجل : من سيّد قومك ؟ قال : أنا ، قال : لو كنت كذلك لم تقل ، وكتب محمد بن كعب فانتسب : فقال القرظي قيل له : قل الأنصاري قال أكره أن أمنّ على اللّه عزّ وجلّ بما لم أفعل ، وقال الثوري رضي اللّه عنه :إذا قيل لك بئس الرجل أنت تغضب فأنت بئس الرجل ، وقال آخر :لا يزال فيك خير ما لم ترَ أن فيك خيراً ، وسئل بعض العلماء :ما علامة النفاق ؟ قال : الذي إذا مدح بما ليس فيه ارتاح لذلك قلبه ، وكان سفيان رضي اللّه عنه يقول :إذارأيت الرجل يحب أن يحبه الناس كلهم ويكره أن يذكره أحد بسوء فاعلم أنهمنافق فهذا داخل في وصف اللّه تعالى المنافقين بقوله تعالى : ( سَتَجِدُونَ آخَرينَ يُريدُونَ أنْ يَأمَنُوكُمْ وَ يَأمَنُوا قَوْمَهُم )النساء : 91 ، فينبغي لمن أمن في أهل السنة أن يخاف في أهل البدع وهذا مما دخل على القرّاء الذي ذمّهم العلماء مداخل الليل في النهار قوت القلوب (1/293) قال مالك بن دينار –رحمه الله-: «إذا طلب العبد العلم ليعمل به كسره!،وإذا طلبه لغير العمل زاده فخرا !» اقتضاء العلم العمل(ص33)، للخطيب البغدادى. قالالذهبي - رحمه الله - : علامة المخلص الذي قد يحب شهرة ، ولا يشعر بها ، أنه إذا عوتب في ذلك ،لا يحرد ولا يبرئ نفسه، بل يعترف ، ويقول : رحم الله من أهدى إلي عيوبي ، ولا يكنمعجبابنفسه ؛ لا يشعر بعيوبها ، بل لا يشعر أنه لا يشعر، فإن هذا داء مزمن «سير أعلام النبلاء» (7/394) قال الحسن -رحمه الله-: كم مستدرج بالإحسان إليه ، وكم مفتون بالثناء عليه ، وكم مغرور بالستر عليه. ! الجامع لأحكام القرآن (18/251) قال الإمام الذهبي -رحمه الله-: ينبغي للعالم أن يتكلم بنية وحسن قصد، فإن أعجبه كلامه، فليصمت، فإن أعجبه الصمت، فلينطق، ولا يفتر عن محاسبة نفسه، فإنها تحب الظهور والثناء.! سير أعلام النبلاء (4/494) قال المناوي -رحمه الله-: (إياكم والتمادح) وفي رواية والمدح (فإنه الذبح)لمافيه من الآفة في دين المادح والممدوح وسماه ذبحا لأنه يميت القلب فيخرج مندينه وفيه ذبح للممدوح فإنه يغره بأحواله ويغريه بالعجب والكبر ويرى نفسهأهلا للمدحة سيما إذا كان من أبناء الدنيا أصحاب النفوس وعبيد الهوى وفيرواية فإنه من الذبح وذلك لأن المذبوح هو الذي يفتر عن العمل والمدح يوجبالفتور أو لأن المدح يورث العجب والكبر وهو مهلك كالذبح فلذلك شبه به. فيض القدير (3/167) قال ابن القيم -رحمه الله - في كلام له في عقوبات الذنوب: فسبحان الله كم من قلب منكوس وصاحبه لا يشعر، وقلبممسوخ وقلب مخسوف به، وكم من مفتون بثناء الناس عليه ومغرور بستر الله عليهومستدرج بنعم الله عليه؛ وكل هذه عقوبات وإهانة ويظن الجاهل أنها كرامة.! الجواب الكافي (ص 140) كان يزيد بن ميسرة –رحمه الله- يقول: إذا زكّاكَ رجلٌ في وجهِكَ فأَنْكِرْ عليهِ واغضبْ ولا تُقِرَّ بذلكَ، وقلْ: اللهمَّ لا تؤاخذْني بما يقولونَ، واغفرْ لي ما لا يعلمون. حلية الأولياء (5/240) قال مطرف بن عبدالله -رحمه الله-: ما مدحني أحد قط إلا تصاغرت عليَّ نفسي. حلية الأولياء (2/198) قال الربيع بن خثيم -رحمه الله- لبعضِ أصحابِه: لا يغرنَّك كثرةُ ثناءِ الناسِ من نفسِكَ فإنه خالصٌ إليك عملُك. حلية الأولياء (2/112) كان ابنُ محيريزٍ -رحمه الله :-إذا مُدحَ قالَ: وما يُدريكَ؟! وما علمك؟! حلية الأولياء (5/140) قال ابن المبارك -رحمه الله-: يا ابن المبارك ! إذا عرفت نفسك ؛ لم يضرك ما قيل فيك . المجالسة وجواهر العلم (7/33) قال يوسف بن أسباط -رحمه الله-: ما عالج المتعبدون شيئا أشد عليهم من اتقاء حب الثناء وهم يريدون بذلك الناس. المجالسة وجواهر العلم (7/20) قال وهب بن منبه -رحمه الله-: من خصالِ المنافقِ أن يحبَّ الحمدَ ويكرهَ الذم. حلية الأولياء (4/41) قال الربيع بن صبيح -رحمه الله-: كان الحسن إذا أثنى عليه أحدٌ في وجهه كره ذلك، وإذا دعا له سرَّه ذلك. الطبقات( 7/177) قال مالكٌ بن دينار -رحمه الله-: منذُ عرفتُ الناسَ لم أفرحْ بمِدْحتِهم ولا أكرهُ مَذَمَّتَهم، قيلَ: ولِمَ ذلك؟ قالَ: لأنَّ مادحَهم مفَرِّطٌ وذامَّهم مفْرِطٌ. حلية الأولياء (2/372) قال ابراهيم بن أبي عبلة -رحمه الله-: كنت جالساً مع أم الدرداء فأتاها آت فقال: يا أمالدرداء إن رجلاً نال منك عند عبد الملك بن مروان فقالت: إن نُؤْبَنْ -نذمونعاب-بما ليس فينا ، فطالما زُكّينا بما ليس فينا. روضة العقلاء (ص178) ، تاريخ دمشق (70/161) قال الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني -رحمه الله-: "... الإخوان أنصحهم، مهما سمعتم ثناءً علىإنسان ما، فرأسًا لازمتتصوروا إنو فيه مبالغة، يعني الخبر مو هيك، إلافيه شيئ من الزيادة. و العكس بالعكس، مهما سمعتم ذمًا على إنسان ما فلازم تتصوروا إنو مو هيك فيه مبالغة فسواءً في المدح أو القدح، قد يكون له أصل لكن ما هو هيك مثل ما عم يبالغواالناس سواءً في المدح أو في القدح. أما قد لا يكون له أصل مطلقًا فهذاأيضًا ممكن، لكن إذا فرضنا أن إنسانًا صالح، فعلاً صالح، فصار الناسيتحدثوا عنه في صلاحه، ما في شك في مبالغة إذا قيل إنسان’’ العالم، و هو فعلاً عالم، فأثنى عليه الناس لا شك في مبالغة، و العكس بالعكس تمامًا لماذا نحن نقول هذا؟ أولاً الواقع، الشاهد، الواقع يشهد أن الناس ما عندهم إعتدال لا مدحًا ولا قدحًا و ثانيًا أن الناس ما أوتوا علمًا، ما أوتوا خلقًا -بضم الخاء- حتى إذاتوفر العلم و الخلق فيمن يتكلم مدحا أو قدحًا، لا يقول إلا حقًا. هذا نادرجدًا و النادر لا حكم له." من الشريط الثالث في سلسلة أخلاق المسلم على موقع طريق الإسلام، من الدقيقة الثالثة و الأربعين الى الخامسة و الأربعين قال عطاء السليمي -رحمه الله-: سمعت جعفر بن زيد العبدي يذكر أن رجلاً مر بمجلس فأُثني عليه خيراً فلما جاوزهم قال: اللهم إن هؤلاء لم يعرفوني وأنت تعرفني. الصمت لابن أبي الدنيا (ص272) قال وهب بن منبه -رحمه الله-: للمنافق ثلاث علامات: يكسل إذا كان وحده، وينشط إذا كان أحد عنده،ويحرص في كل أموره على المحمدة. حلية الأولياء (4/47) |
درر في صبر السلف على طلب العلم ! قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي:سمعت ابن طاهر يقول: بلت الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد، وأخرى بمكة، كنت أمشي حافيا في الحر، فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث، وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحدا، كنت أعيش على مايأتي. سير أعلام النبلاء (19/363) قال عبد الرحمن بن أبي حاتم -رحمه الله-: كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة. قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناها ، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه. ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد تذكرة الحفاظ (3/830) كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي : يدرسُ جميع أوقاته ، حتّى في الطّريق ، و كان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ ! المشوق إلى القراءة وطلب العلم (ص 62 ) وقال ابن عقيل-رحمه الله-: (أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز، لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه) ذيل طبقات الحنابلة (1/ 145) ___ كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ -رحمه الله-: يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً «المجالسة وجواهر العلم» (1/346) قال ابن القيم –رحمه الله-: وسمعت شيخنا أبا العباس ابن تيميه رحمه الله يقول ـ وقد عرض له بعض الألم ـ فقال له الطبيب: أضر ما عليك الكلام في العلم والفكر فيه والتوجه والذكر، فقال: ألستم تزعمون أن النفس إذا قويت وفرحت أوجب فرحها لها قوة تعين بها الطبيعة على دفع العارض؛ فإنه عدوها، فإذا قويت عليه قهرته؟ فقال الطبيب: بلى، فقال إذا اشتغلت نفسي بالتوجيه والذكر والكلام في العلم وظفرت بما يشكل عليها منه فرحت به وقويت فأوجب ذلك دفع العارض. ! مفتاح دار السعادة (2/170). قال أحمدُ بن حنبل -رحمه الله-: أقام شعبة على الحكَم بنِ عُتَيْبةَ ثمانية عشَر شَهْراً-يعني يطلب الحديث-حتى باع جُذُوعَ بيته ! العلل ومعرفة الرجال (2/342) قال ابن عُيينة -رحمه الله-: سمعت شعبة يقول:من طلب الحديث أفلس!، بعتُ طَسْتَ أمي بسبعة دنانير ! سير أعلام النبلاء (7/220). قَالَ ابنُ أبي حَاتم -رحمه الله-: سمعتُ أبي يقولُ: بَقِيتُ بالبصرةِ في سنةِ أربعَ عشرةَ ومائتين ثمانيةَ أشهرٍ، وَكَانَ في نفسِي أنْ أُقيمَ سنةً فانقطعَ نَفَقَتي، فَجَعلتُ أبيعُ ثيابَ بَدَني شيئاً بعدَ شيء حَتى بقيتُ بلا نفقةٍ، ومضيتُ أطوفُ مَعَ صديقٍ لي إلى المشيخةِ وأسمعُ منهمْ إلى المساءِ فانصرفَ رفيقي ورجعتُ إلى بيت خالٍ، فَجَعلتُ أشربُ الماءَ من الجوع. ثمّ أصبحتُ من الغد، وغدا عليّ رفيقي، فجعلتُ أطوفُ مَعَهُ في سماعِ الحديثِ على جوعٍ شديدٍ، فانصرفَ عني وانصرفت جائعاً، فلمّا كَانَ مِنْ الغد غَدَا عليّ فَقَالَ: مُرّ بِنَا إلى المشايخِ، قلتُ: أنا ضعيفٌ، لا يمكنني قَالَ: مَا ضَعْفُكَ؟، قلتُ: لا أكتُمكَ أمري قد مَضَى يومانِ مَا طعمتُ فيهما شيئاً، فَقَالَ: قدْ بقي معي دينار فأنا أواسِيك بنصفهِ، ونجعلُ النصفَ الآخرَ في الكِراء، فخرجنا من البصرةِ وقبضتُ منه النصفَ دِينار تقدمة الجرح والتعديل (ص363). قال جعفر بن درستويه –رحمه الله-: وكنا نأخذ المجلس في مجلس علي بن المديني وقت العصر اليوم لمجلس غد فنقعد طول الليل مخافةمخافة أن يؤخذ مكانه إن قام للبول . أن لا يلحق من الغد موضعا يسمع فيه ورأيت شيخا في المجلس يبول في طيلسانه *ويدرج الطيلسان حتى فرغ مخافة أن يؤخذ مكانه إن قام للبول . الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/138) * الطيلسان : ثوب يحيط بالبدن ينسج ليلبس ، خال من التفصيل والخياطة. قال محمد بن إسماعيل الصائغ -رحمه الله -: كنت في إحدى سفراتي ببغداد ، فمر بنا أحمد بن حنبل وهو يعدو ، ونعلاه في يده ، فأخذ أبي هكذا بمجامع ثوبه ، فقال: يا أبا عبد الله، ألا تستحي؟ إلى متى تعدو مع هؤلاء الصبيان؟ قال: إلى الموت. مناقب الإمام أحمد (ص 32) قال أبو هريرة –رضي الله عنه-: لقد رأيتني أصرع بين منبر رسول الله صلى الله عليه و سلم وبين حجرة عائشة رضي الله تعالى عنها فيقول الناس إنه مجنون وما بي جنون ما بي إلا الجوع. حلية الأولياء (1/379) قال ابن كثير –رحمه الله-: وقد كان البخاريُّ يستيقظُ في الليلةِ الواحدة من نومه ، فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر بخاطره ، ثم يطفئ سراجه ، ثم يقوم مرة أخرى وأخرى ، حتى كان يتعدد منه ذلك قريباً من عشرين مرة البداية والنهاية (11/31) قال أبو أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي : لا ينال هذا العلم إلا من عطّل دُكانه ، وخرّب بستانه ، وهجر إخوانه ، ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/174) قال ابن القاسم -رحمه الله-: أفضى بمالك بن أنس رحمه الله طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه. تاريخ بغداد (2/13). قَالَ يَحْيَى بْنَ سَعِيدٍ الْقَطَّانَ، - وَذَكَرُوا طَلَبَ الْحَدِيثِ - -رحمه الله-: «كُنْتُ أَخْرُجُ مِنَ الْبَيْتِ قَبْلَ الْغَدَاةِ فَلَا أَرْجِعُ إِلَى الْعَتَمَةِ». الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/150) قال ابن شهاب الزهري -رحمه الله-: مكثت خمساً وأربعين سنة أختلف بين الشام والحجاز، فما وجدت حديثا أستطرفه! -أستبعد مكانه-. حلية الأولياء (3/362) قال عبيد بن يعيش توفي سنة (228 هـ)-رحمه الله-: «أقمت ثلاثين سنة ما أكلت بيدي يعني بالليل كانت أختي تلقمني وأنا أكتب» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/178) قال محمد بن حبيب -رحمه الله-: كُنَّا نَحْضُرُ مَجْلِسَ أَبِي إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَلِيٍّ الْهُجَيْمِيِّ لِلْحَدِيثِ وَكَانَ يَجْلِسُ عَلَى سَطْحٍ لَهُ وَيَمْتَلِئُ شَارِعُ الْهُجَيْمِ بِالنَّاسِ الَّذِينَ يَحْضُرُونَ لِلسَّمَاعِ وَيُبَلِّغُ الْمُسْتَمْلُونَ عَنِ الْهُجَيْمِيِّ قَالَ: وَكُنْتُ أَقُومُ فِي السَّحَرِ فَأَجِدُ النَّاسَ قَدْ سَبَقُونِي وَأَخَذُوا مَوَاضِعَهُمْ وَحُسِبَ الْمَوْضِعُ الَّذِي يَجْلِسُ النَّاسُ فِيهِ وَكُسِّرَ فَوُجِدَ مَقْعَدُ ثَلَاثِينَ أَلْفَ رَجُلٍ. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/57) قال أبو جعفر بن نفيل(توفي 234هـ) -رحمه الله-: قدم علينا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فسألني يحيى وهو يعانقني !فقال: يا أبا جعفر قرأتَ على معقل بن عبيد الله عن عطاء: أدنى وقت الحائض يوم ؟ فقال له: أبا عبد الله يعني أحمد بن حنبل: لو جلست ! قال:أكره أن يموت أو يفارق الدنيا قبل أن أسمع! تاريخ دمشق (32/353) ،الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/182) قال علي بن الحسن بن شقيق –رحمه الله-: «كنت مع عبد الله بن المبارك في المسجد في ليلة شتوية باردة فقمنا لنخرج فلما كان عند باب المسجد ذاكرني بحديث أو ذاكرته بحديث، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن فأذن لصلاة الصبح» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/276) |
بارك الله فيك على الجمع الفريد
|
وفيكم بارك |
درر من أقوال السلف في الليل وقيامه لله قوم أخلصوا في حبه .... فأحبهم واختارهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم .... قاموا هنالك سجدا وقياما يتلذذون بذكره في ليلهم .... ونهارهم لا يبرحون صياما - قالسعيد بن المسيب رحمه الله : "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهنورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذاالرجل!!". 2- قيل للحسن البصري رحمه الله : "ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره". 3- صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب – رحمه الله – الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم. 4- كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول :"ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها!!!" (أي لأجل قيام الليل). 5- قال ثابت البناني رحمه الله : "لا يسمى عابد أبداً عابدا، وإن كان فيهكل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة، لأنهما من لحمهودمه!!" 6- قال طاووس بن كيسان رحمه الله : "ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة أو أكثر من ذلك" . 7- قال سليمان بن طرخان رحمه الله: "إن العين إذا عودتها النوم اعتادت، وإذا عودتها السهر اعتادت". 8- قال يزيد بن أبان الرقاشي رحمه الله: "إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني". 9- أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحمه الله، فقال له: "يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب: ((كذب منأدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه؟!! ها أناذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل،.....، غداً أقر عيون أحبائي فيجناتي)). 10- قال ابن الجوزي رحمه: "لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة ((كذب منادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني )) حلفت أجفانهم على جفاء النوم. 11- قال محمد بن المنكدر رحمه الله : "كابدت نفسي أربعين عاماً (أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات) حتى استقامت لي!!" 12- كان ثابت البناني يقول "كابدت نفسي على القيام عشرين سنة!! وتلذذت به عشرين سنة" . 13- كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول: "يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة" . 14- كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشهلينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: "ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته". 15- قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك". 16- قال معمر : "صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرةفسمعته يقرأ في صلاته:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةًسِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فجعل يرددها حتى خف أهل المسجدوانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فلما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمانالتميمي في مكانه كما تركته البارحة!! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}. 17- قالت امرأة مسروق بن الأجدع: والله ما كان مسروق يصبح من ليلة منالليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام!! ....، وكان رحمه الله إذا طالعليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف (أي إلى فراشه) كما يزحف البعير!! 18- قال مخلد بن الحسين: "ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهمرحمه الله يذكر الله ويصلي وإلا أغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية {ذَلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} . 19- قال أبو حازم رحمه الله: "لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة"!! 20- قال أبو سليمان الدارني رحمه الله: "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآيةواحدة، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها!! ولولا أن الله تعالى يمن عليبالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري، لأن لي في كل تدبر علماً جديداً،والقرآن لا تنقضي عجائبه"!! 21- كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاءأول الليل، ثم دافع ثم دافع، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب. 22- قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: "إني لا أقدر على قيام الليل فصفلي دواء؟!! فقال: "لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإنوقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف". 23- قال سفيان الثوري رحمه الله: "حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته". 24- قال رجل للحسن البصري رحمه الله: "يا أبا سعيد: "إني أبيت معافى وأحبقيام الليل، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟!! فقال الحسن: ذنوبــكقيــدتك"!! 25- وقال رجل للحسن البصري: "أعياني قيام الليل؟!! فقال: قيدتك خطاياك". 26- قال ابن عمر رضي الله عنهما: "أول ما ينقص من العبادة: التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة". 27- قال عطاء الخرساني رحمه الله: "إن الرجل إذا قام من الليل متهجداًأًصبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه (أي عنقيام الليل) أصبح حزيناً منكسر القلب، كأنه قد فقد شيئاً، وقد فقد أعظمالأمور له نفعا (أي قيام الليل)". 28- رأى معقل بن حبيب رحمه الله: قوماً يأكلون كثيراً فقال: "ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة". 29- قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل: وجدت الجـوع يطـرده رغيـفوملء الكـف مـن مـاء الفرات وقل الطعم عـون للمصــلــــيوكثر الطعم عـــــــون للسبات 30- كان العبد الصالح علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته فراشه فيلمسهبيده ويقول: "والله إنك لطيب!! والله إنك لبارد!! والله لا علوتك ليلتي (أيلا نمت عليك هذه الليلة) ثم يقوم يصلي إلى الفجر"!! 31- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : "أدركت أقواماً يستحيون من الله فيسواد هذا الليل من طول الهجعة!! إنما هو على الجنب، فإذا تحرك (أي أفاق مننومه) قال: ليس هذا لك!! قومي خذي حظك من الآخرة"!!. 32- قال هشام الدستوائي رحمه الله: "إن لله عباداً يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم". 33- عن جعفر بن زيد رحمه الله قال: "خرجنا غزاة إلى [كابول] وفي الجيش [صلة بين أشيم العدوي] رحمه، قال: "فترك الناس بعد العتمة (أي بعد العشاء) ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهيالشجر الكثيف الملتف على بعضه، فدخلت في أثره، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتحالصلاة، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي!! ففزعت منزئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد!! ولاخاف من زئيره ولا بالى به!! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت: الآنيفترسه!! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء، ثم لما فرغ صلة من صلاتهوسلم، التفت إلى الأسد وقال: أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر!! فولىالأسد وله زئير تتصدع منه الجبال!! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر!! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألكأن تجيرني من النار، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة!!! ثم رجع رحمه الله إلىفراشه (أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً) فأصبح وكأنه بات علىالحشايا (وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاطوالحيوية) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم" . 34- كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيلالله، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه، كان أهل الجيشالذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة، لأن عمرو قد كفاهمذلك بصلاته طوال الليل، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي منالليل والجيش نائم، إذ سمعوا زئير أسد مفزع، فهربوا وبقي عمرو في مكانهيصلي وما قطع صلاته!! ولا التفت فيها!! فلما انصرف الأسد ذاهباً عنهم رجعوالعمرو فقالوا له: أما خفت الأسد وأنت تصلي؟!! فقال: إني لأستحي من الله أنأخاف شيئاً سواه"!! 35- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس". 36- قال أبو جعفر البقال: "دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله، فرأيته يبكيبكاءً كثيراً ما يكاد يتمالك نفسه!! فقلت له: أخبرني ما حالك؟!! فأراد أنيكتمني فلم أدعه، فقال لي: فاتني حزبي البارحة!! ولا أحسب ذلك إلا لأمرأحدثته، فعوقبت بمنع حزبي!! ثم أخذ يبكي!! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهلعليه، فقلت له: ما أعجب أمرك!! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها،حتى قعدت تبكي!! فقال لي: دع عنك هذا يا أبا جعفر!! فما أحسب ذلك إلا منأمر أحدثته!! ثم غلب عليه البكاء!! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته". 37- عن أبي غالب قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة، وكانيتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: "يا أبا غالب: ألا تقوم تصليولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأبثلث القرآن؟!! فقال إن سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلثالقرآن" . 38- كان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول: "يا معشر الشباب جدواواجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلّ مامرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية"!! 39 - كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كلليلة: "يا أهل الدار انتبهوا!! (أي من نومكم) فما هذه (أي الدنيا) دار نوم،عن قريب يأكلكم الدود"!! 40- قال محمد بن يوسف: "كان سفيان الثوري رحمه الله يقيمنا في الليلويقول: قوموا يا شباب!! صلوا ما دمتم شباباً!! إذا لم تصلوا اليوم فمتى"؟!! 41- دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأهبللاً في موضع سجود الأوزاعي، فقالت لزوجة الأوزاعي: "ثكلتك أمك!! أراكغفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ (أي مكان صلاته بالليل) فقالتلها زوجة الأوزاعي: ويحك هذا يُصبح كل ليلة!! من أثر دموع الشيخ في سجوده". 42- قال: "إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد بن حنبل رحمه الله يحيي الليل وهو غلام". 43- قال أبو يزيد المعَّنى: "كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مدَّرجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل"!! 44- كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أوكسل قال لنفسه: "أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه،والله لأزاحمنهم عليه، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً!! ثم يصلي إلىالفجر". 45- رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل: "لمن هذه الخيام؟!! فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن"!! فكان لا ينام الليل!! 46- كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل على فراشه يتقلب عليه بمنزلةالقمحفي المقلاة على النار!! ويقول: "اللهم إن النار قد أذهبت عنيالنوم"!! ثم يقوم يصلي إلى الفجر. 47- كان عامر بن عبد الله بن قيس رحمه الله إذا قام من الليل يصلي يقول: "أبت عيناي أن تذوق طعم النوم مع ذكر النوم". 48- قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: "إني لأستقبل الليل من أولهفيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي" (أي ما شبعت من القرآنوالصلاة) . 49- لما احتضر العبد الصالح أبو الشعثاء رحمه الله بكى فقيل له: "ما يبكيك!! فقال: إني لم أشتفِ من قيام الليل"!! 50- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "كان يقال: من أخلاق الأنبياءوالأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم والإنابة وحظ منقيام الليل". 51- كان ثابت البناني رحمه الله يصلي قائماً حتى يتعب، فإذا تعب صلى وهو جالس. 52- قال السري السقطي رحمه الله: "رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل". 53- كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقوللهم: "لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً، فتخسرواكثيراً"!! 54- قال حسن بن صالح رحمه الله: "إني أستحي من الله تعالى أن أنام تكلفاً (أي اضطجع على الفراش وليس بي نوم) حتى يكون النوم هو الذي يصير عني (أي هوالذي يغلبني)، فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائماً فلا أرقد اللهعيني"!! 55- كان العبد الصالح سليمان التميمي – رحمه الله – هو وابنه يدوران فيالليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة، وفي هذا المسجد مرة، حتىيصبحا!! قال أحمد بنأبي الحواري : سمعت أبا سليمان - يعني الداراني ، يقول : لولا الليل ما أحببتالبقاء في الدنيا ، وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار ، ولا لغرسالأشجار . الزهد والرقائق للخطيب ، صفة الصفوة وقال بعض الصالحين: " لي أربعون سنة ما غمني إلا طلوع الفجر "! عن علقمة بن مرثد قال: لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل له: أتجزع من الموت، وتبكي؟ فقال: وما لي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟! والله ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، رغبة فيها، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء السير(4/19) عن الحكم : أن عبد الرحمن بن الأسود النخعي لما احتضر بكى، فقيل له، فقال: أسفا على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو حتى مات السير (5/12) قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا ؛إلا على ما فاته من لذة طاعة الله عز وجل فيما مضى من عمره ، لكان ينبغيله أن يبكيه ذلك حتى يخرج من الدنيا ، فقلت : يا أبا سليمان ! إنما يبكيعلى لذة ما مضى من وجد الإيمان فقال : صدقت . قال : وسمعته يقول : أهلالطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ، وربما استقبلني الفرح في جوفالليل ، وربما رأيت القلب يضحك ضحكا . المجالسة وجواهر العلم 2/374 قيل للحسن البصري رحمه الله : إن فلانا لا يعظ ويقول أخاف أن أقول ما لا أفعل . فقال الحسن : وأينا يفعل ما يقول ؟ ود الشيطان أنه قد ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر . تفسير الطبري : 1/367 و قال سعيد بن جبير - رحمه الله -: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر" تفسير الطبري : 1/367 وقال ابن حزم - رحمه الله - : ولو لم يَنْهَ عن الشر إلا من ليس فيه شيء منه، ولاأمر بالمعروف إلا من استوعبه - لما نهى أحدٌ عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي - صلى الله عليه وسلم". الأخلاق والسير ص 92 وقد قيل : إذا لم يعظ الناس من هو مذنب ... فمن يعظ العاصين بعد محمد كان أبو الصهباء صلة بن أشيم -رحمه الله-: يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زحفا سير أعلام النبلاء 3/497 قال عاصم بن عصام البيهقي –رحمه الله-: بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله، فقال:سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل. سير أعلام النبلاء (11/298) عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدّنيا: وضعي وجهي للسّجود لخالقي في اختلاف اللّيل والنّهار أقدّمه لحياتي، وظمأ الهواجر، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التّقوى أن يتّقي اللّه العبد حتّى يتّقيه فيمثقال ذرّة، حتّى أن يترك بعض ما يرى أنّه حلال خشية أن يكون حراما، وحتّىيكون حاجزا بينه وبين الحرام، وإنّ اللّه قد بيّن للنّاس الّذي هو يصيّرهمإليه، قال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْيَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الدر المنثور للسيوطي 6/ 648. كان الفضيل -رحمه الله-يقول : أفرح بالليل لمناجاة ربي وأكره النهار للقاء الخلق. الموت ولا فراق من أهواه ... هذي كبدي تذوب من ذكراه ما أشوقني له متى ألقاه ... ما مقصودي من المنى إلا هو المدهش لابن الجوزي مر الفضل بن الحسن –رحمه الله - بقوم في السوق : فقال: أما يقيل هؤلاء؟؟ قالوا: لا، قال:إني لأرى ليلهم ليل سوء.! المقاصد الحسنة (ص 76) يا سوق الأكل أين أرباب الصوم ، يا فرش النوم ، أين رعاة النجوم ، أين حرَّاس الظلام ، دَرَسَت والله المعالم . المدهش لابن الجوزي كان ثابت البناني –رحمه الله -: يقوم الليل ويصوم النهار ، وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.! صفة الصفوة (3/262) قال يحيى بن أبي كثير - رحمه الله-: والله ما رجل تخلى بأهله عروساً أقرَّ ما كانت نفسُه وأسرَّ ما كان بأشد سروراً منهم بمناجاته إذا خلوا به.! التهجد( ص342) قالت أم سعيد بن علقمة - النخعي الناسك -: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير ، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، قالت :( ولربما ترنم في السحر بشيء من القرآن ، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة ). ( الهم والحزن 147 ) ، (الحلية 7 / 356 ) قال حماد بن سلمة: سمعت ثابتاً يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة في قبره فأعطنيها التهجد (ص233) قال ميمون بن مهران -رحمه الله-: شرف المؤمن الصلاة في سواد الليل واليأس مما في أيدي الناس. شعب الإيمان (3/171) كان طلق بن حبيب –رحمه الله-: لا يركع إذا افتتح القراءة حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي حلية الأولياء(3/64) قال أبو بكير البصري –رحمه الله-: قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: " يا بني لولا أني أعرفك صغيراً طيباً،وكبيراً طيباً، لظننت أنك أحدثت ذنباً موبقاً، لما أراك تصنع بنفسك فيالليل والنهار، قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطَّلع علي وأنا في بعض ذنوبيفمقتني، فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن تورد عليَّ أموراً، حتىأنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي " حلية الأولياء (3/214) ، تاريخ دمشق (55/143) ، سير أعلام النبلاء (5/66) قال عمرو بن عبد الله السبيعي -رحمه الله-: قال أبو إسحاق: «ذهبت الصلاة مني، وضعفت، وإني لأصلي وأنا قائم، فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران» حلية الأولياء (4/339) |
درر من أقوال السلف في الليل وقيامه لله قوم أخلصوا في حبه .... فأحبهم واختارهم خداما قوم إذا جن الظلام عليهم .... قاموا هنالك سجدا وقياما يتلذذون بذكره في ليلهم .... ونهارهم لا يبرحون صياما - قالسعيد بن المسيب رحمه الله : "إن الرجل ليصلي بالليل، فيجعل الله في وجهنورا يحبه عليه كل مسلم، فيراه من لم يره قط فيقول: إني لأحبُ هذاالرجل!!". 2- قيل للحسن البصري رحمه الله : "ما بال المتهجدين بالليل من أحسن الناس وجوها ؟ فقال لأنهم خلو بالرحمن فألبسهم من نوره". 3- صلى سيد التابعين سعيد بن المسيب – رحمه الله – الفجر خمسين سنة بوضوء العشاء وكان يسرد الصوم. 4- كان شريح بن هانئ رحمه الله يقول :"ما فقد رجل شيئاً أهون عليه من نعسة تركها!!!" (أي لأجل قيام الليل). 5- قال ثابت البناني رحمه الله : "لا يسمى عابد أبداً عابدا، وإن كان فيهكل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة، لأنهما من لحمهودمه!!" 6- قال طاووس بن كيسان رحمه الله : "ألا رجل يقوم بعشر آيات من الليل، فيصبح وقد كتبت له مائة حسنة أو أكثر من ذلك" . 7- قال سليمان بن طرخان رحمه الله: "إن العين إذا عودتها النوم اعتادت، وإذا عودتها السهر اعتادت". 8- قال يزيد بن أبان الرقاشي رحمه الله: "إذا نمت فاستيقظت ثم عدت في النوم فلا أنام الله عيني". 9- أخذ الفضيل بن عياض رحمه الله بيد الحسين بن زياد رحمه الله، فقال له: "يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا فيقول الرب: ((كذب منأدعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني؟!! أليس كل حبيب يخلو بحبيبه؟!! ها أناذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل،.....، غداً أقر عيون أحبائي فيجناتي)). 10- قال ابن الجوزي رحمه: "لما امتلأت أسماع المتهجدين بمعاتبة ((كذب منادعى محبتي فإذا جنه الليل نام عني )) حلفت أجفانهم على جفاء النوم. 11- قال محمد بن المنكدر رحمه الله : "كابدت نفسي أربعين عاماً (أي جاهدتها وأكرهتها على الطاعات) حتى استقامت لي!!" 12- كان ثابت البناني يقول "كابدت نفسي على القيام عشرين سنة!! وتلذذت به عشرين سنة" . 13- كان أحد الصالحين يصلي حتى تتورم قدماه فيضربها ويقول: "يا أمّارة بالسوء ما خلقتِ إلا للعبادة" . 14- كان العبد الصالح عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه الله يُفرش له فراشهلينام عليه بالليل، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه ثم يقول: "ما ألينك!! ولكن فراش الجنة ألين منك!! ثم يقوم إلى صلاته". 15- قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى : "إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل، كبلتك خطيئتك". 16- قال معمر : "صلى إلى جنبي سليمان التميمي رحمه الله بعد العشاء الآخرةفسمعته يقرأ في صلاته:{تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىكُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} حتى أتى على هذه الآية {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةًسِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا} فجعل يرددها حتى خف أهل المسجدوانصرفوا، ثم خرجت إلى بيتي، فلما رجعت إلى المسجد لأؤذن الفجر فإذا سليمانالتميمي في مكانه كما تركته البارحة!! وهو واقف يردد هذه الآية لم يجاوزها {فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا}. 17- قالت امرأة مسروق بن الأجدع: والله ما كان مسروق يصبح من ليلة منالليالي إلا وساقاه منتفختان من طول القيام!! ....، وكان رحمه الله إذا طالعليه الليل وتعب صلى جالساً ولا يترك الصلاة، وكان إذا فرغ من صلاته يزحف (أي إلى فراشه) كما يزحف البعير!! 18- قال مخلد بن الحسين: "ما انتبهت من الليل إلا أصبت إبراهيم بن أدهمرحمه الله يذكر الله ويصلي وإلا أغتم لذلك، ثم أتعزى بهذه الآية {ذَلِكَفَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء} . 19- قال أبو حازم رحمه الله: "لقد أدركنا أقواماً كانوا في العبادة على حد لا يقبل الزيادة"!! 20- قال أبو سليمان الدارني رحمه الله: "ربما أقوم خمس ليال متوالية بآيةواحدة، أرددها وأطالب نفسي بالعمل بما فيها!! ولولا أن الله تعالى يمن عليبالغفلة لما تعديت تلك الآية طول عمري، لأن لي في كل تدبر علماً جديداً،والقرآن لا تنقضي عجائبه"!! 21- كان السري السقطي رحمه الله إذا جن عليه الليل وقام يصلي دافع البكاءأول الليل، ثم دافع ثم دافع، فإذا غلبه الأمر أخذ في البكاء والنحيب. 22- قال رجل لإبراهيم بن أدهم رحمه الله: "إني لا أقدر على قيام الليل فصفلي دواء؟!! فقال: "لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإنوقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف". 23- قال سفيان الثوري رحمه الله: "حرمت قيام الليل خمسة أشهر بسبب ذنب أذنبته". 24- قال رجل للحسن البصري رحمه الله: "يا أبا سعيد: "إني أبيت معافى وأحبقيام الليل، وأعد طهوري فما بالي لا أقوم؟!! فقال الحسن: ذنوبــكقيــدتك"!! 25- وقال رجل للحسن البصري: "أعياني قيام الليل؟!! فقال: قيدتك خطاياك". 26- قال ابن عمر رضي الله عنهما: "أول ما ينقص من العبادة: التهجد بالليل، ورفع الصوت فيها بالقراءة". 27- قال عطاء الخرساني رحمه الله: "إن الرجل إذا قام من الليل متهجداًأًصبح فرحاً يجد لذلك فرحاً في قلبه، وإذا غلبته عينه فنام عن حزبه (أي عنقيام الليل) أصبح حزيناً منكسر القلب، كأنه قد فقد شيئاً، وقد فقد أعظمالأمور له نفعا (أي قيام الليل)". 28- رأى معقل بن حبيب رحمه الله: قوماً يأكلون كثيراً فقال: "ما نرى أصحابنا يريدون أن يصلوا الليلة". 29- قال مسعر بن كدام رحمه الله حاثاً على عدم الإكثار من الأكل: وجدت الجـوع يطـرده رغيـفوملء الكـف مـن مـاء الفرات وقل الطعم عـون للمصــلــــيوكثر الطعم عـــــــون للسبات 30- كان العبد الصالح علي بن بكار رحمه الله تفرش له جاريته فراشه فيلمسهبيده ويقول: "والله إنك لطيب!! والله إنك لبارد!! والله لا علوتك ليلتي (أيلا نمت عليك هذه الليلة) ثم يقوم يصلي إلى الفجر"!! 31- قال الفضيل بن عياض رحمه الله : "أدركت أقواماً يستحيون من الله فيسواد هذا الليل من طول الهجعة!! إنما هو على الجنب، فإذا تحرك (أي أفاق مننومه) قال: ليس هذا لك!! قومي خذي حظك من الآخرة"!!. 32- قال هشام الدستوائي رحمه الله: "إن لله عباداً يدفعون النوم مخافة أن يموتوا في منامهم". 33- عن جعفر بن زيد رحمه الله قال: "خرجنا غزاة إلى [كابول] وفي الجيش [صلة بين أشيم العدوي] رحمه، قال: "فترك الناس بعد العتمة (أي بعد العشاء) ثم اضطجع فالتمس غفلة الناس، حتى إذا نام الجيش كله وثب صلة فدخل غيضة وهيالشجر الكثيف الملتف على بعضه، فدخلت في أثره، فتوضأ ثم قام يصلي فافتتحالصلاة، وبينما هو يصلي إذا جاء أسد عظيم فدنا منه وهو يصلي!! ففزعت منزئير الأسد فصعدت إلى شجرة قريبة، أما صلة فوالله ما التفت إلى الأسد!! ولاخاف من زئيره ولا بالى به!! ثم سجد صلة فاقترب الأسد منه فقلت: الآنيفترسه!! فأخذ الأسد يدور حوله ولم يصبه بأي سوء، ثم لما فرغ صلة من صلاتهوسلم، التفت إلى الأسد وقال: أيها السبع اطلب رزقك في مكان آخر!! فولىالأسد وله زئير تتصدع منه الجبال!! فما زال صلة يصلي حتى إذا قرب الفجر!! جلس فحمد محامد لم أسمع بمثلها إلا ما شاء الله، ثم قال: اللهم إني أسألكأن تجيرني من النار، أو مثلي يجترئ أن يسألك الجنة!!! ثم رجع رحمه الله إلىفراشه (أي ليوهم الجيش أنه ظل طوال الليل نائماً) فأصبح وكأنه بات علىالحشايا (وهي الفرش الوثيرة الناعمة والمراد هنا أنه كان في غاية النشاطوالحيوية) ورجعت إلى فراشي فأصبحت وبي من الكسل والخمول شيء الله به عليم" . 34- كان العبد الصالح عمرو بن عتبة بن فرقد رحمه الله يخرج للغزو في سبيلالله، فإذا جاء الليل صف قدميه يناجي ربه ويبكي بين يديه، كان أهل الجيشالذين خرج معهم عمرو لا يكلفون أحداً من الجيش بالحراسة، لأن عمرو قد كفاهمذلك بصلاته طوال الليل، وذات ليلة وبينما عمرو بن عتبة رحمه الله يصلي منالليل والجيش نائم، إذ سمعوا زئير أسد مفزع، فهربوا وبقي عمرو في مكانهيصلي وما قطع صلاته!! ولا التفت فيها!! فلما انصرف الأسد ذاهباً عنهم رجعوالعمرو فقالوا له: أما خفت الأسد وأنت تصلي؟!! فقال: إني لأستحي من الله أنأخاف شيئاً سواه"!! 35- قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: "أفضل الأعمال ما أكرهت إليه النفوس". 36- قال أبو جعفر البقال: "دخلت على أحمد بن يحيى رحمه الله، فرأيته يبكيبكاءً كثيراً ما يكاد يتمالك نفسه!! فقلت له: أخبرني ما حالك؟!! فأراد أنيكتمني فلم أدعه، فقال لي: فاتني حزبي البارحة!! ولا أحسب ذلك إلا لأمرأحدثته، فعوقبت بمنع حزبي!! ثم أخذ يبكي!! فأشفقت عليه وأحببت أن أسهلعليه، فقلت له: ما أعجب أمرك!! لم ترض عن الله تعالى في نومة نومك إياها،حتى قعدت تبكي!! فقال لي: دع عنك هذا يا أبا جعفر!! فما أحسب ذلك إلا منأمر أحدثته!! ثم غلب عليه البكاء!! فلما رأيته لا يقبل مني انصرفت وتركته". 37- عن أبي غالب قال: كان ابن عمر رضي الله عنهما ينزل علينا بمكة، وكانيتهجد من الليل، فقال لي ذات ليلة قبل الصبح: "يا أبا غالب: ألا تقوم تصليولو تقرأ بثلث القرآن، فقلت: يا أبا عبد الرحمن قد دنا الصبح فكيف اقرأبثلث القرآن؟!! فقال إن سورة الإخلاص {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} تعدل ثلثالقرآن" . 38- كان أبو إسحاق السبيعي رحمه الله يقول: "يا معشر الشباب جدواواجتهدوا، وبادروا قوتكم، واغتنموا شبيبتكم قبل أن تعجزوا، فإنه قلّ مامرّت عليّ ليلة إلا قرأت فيها بألف آية"!! 39 - كان العبد الصالح عبد الواحد بن يزيد رحمه الله يقول لأهله في كلليلة: "يا أهل الدار انتبهوا!! (أي من نومكم) فما هذه (أي الدنيا) دار نوم،عن قريب يأكلكم الدود"!! 40- قال محمد بن يوسف: "كان سفيان الثوري رحمه الله يقيمنا في الليلويقول: قوموا يا شباب!! صلوا ما دمتم شباباً!! إذا لم تصلوا اليوم فمتى"؟!! 41- دخلت إحدى النساء على زوجة الإمام الأوزاعي رحمه الله فرأت تلك المرأهبللاً في موضع سجود الأوزاعي، فقالت لزوجة الأوزاعي: "ثكلتك أمك!! أراكغفلت عن بعض الصبيان حتى بال في مسجد الشيخ (أي مكان صلاته بالليل) فقالتلها زوجة الأوزاعي: ويحك هذا يُصبح كل ليلة!! من أثر دموع الشيخ في سجوده". 42- قال: "إبراهيم بن شماس كنت أرى أحمد بن حنبل رحمه الله يحيي الليل وهو غلام". 43- قال أبو يزيد المعَّنى: "كان سفيان الثوري رحمه الله إذا أصبح مدَّرجليه إلى الحائط ورأسه إلى الأرض كي يرجع الدم إلى مكانه من قيام الليل"!! 44- كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أوكسل قال لنفسه: "أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه،والله لأزاحمنهم عليه، حتى يعلموا أنهم خلفوا بعدهم رجالاً!! ثم يصلي إلىالفجر". 45- رأى أحد الصالحين في منامه خياماً مضروبة فسأل: "لمن هذه الخيام؟!! فقيل هذه خيام المتهجدين بالقرآن"!! فكان لا ينام الليل!! 46- كان شداد بن أوس رضي الله عنه إذا دخل على فراشه يتقلب عليه بمنزلةالقمحفي المقلاة على النار!! ويقول: "اللهم إن النار قد أذهبت عنيالنوم"!! ثم يقوم يصلي إلى الفجر. 47- كان عامر بن عبد الله بن قيس رحمه الله إذا قام من الليل يصلي يقول: "أبت عيناي أن تذوق طعم النوم مع ذكر النوم". 48- قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: "إني لأستقبل الليل من أولهفيهولني طوله فأفتتح القرآن فأُصبح وما قضيت نهمتي" (أي ما شبعت من القرآنوالصلاة) . 49- لما احتضر العبد الصالح أبو الشعثاء رحمه الله بكى فقيل له: "ما يبكيك!! فقال: إني لم أشتفِ من قيام الليل"!! 50- قال الفضيل بن عياض رحمه الله: "كان يقال: من أخلاق الأنبياءوالأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم، خلائق ثلاثة: الحلم والإنابة وحظ منقيام الليل". 51- كان ثابت البناني رحمه الله يصلي قائماً حتى يتعب، فإذا تعب صلى وهو جالس. 52- قال السري السقطي رحمه الله: "رأيت الفوائد ترد في ظلم الليل". 53- كان بعض الصالحين يقف على بعض الشباب العبّاد إذا وضع طعامهم، ويقوللهم: "لا تأكلوا كثيراً، فتشربوا كثيراً، فتناموا كثيراً، فتخسرواكثيراً"!! 54- قال حسن بن صالح رحمه الله: "إني أستحي من الله تعالى أن أنام تكلفاً (أي اضطجع على الفراش وليس بي نوم) حتى يكون النوم هو الذي يصير عني (أي هوالذي يغلبني)، فإذا أنا نمت ثم استيقظت ثم عدت نائماً فلا أرقد اللهعيني"!! 55- كان العبد الصالح سليمان التميمي – رحمه الله – هو وابنه يدوران فيالليل في المساجد، فيصليان في هذا المسجد مرة، وفي هذا المسجد مرة، حتىيصبحا!! قال أحمد بنأبي الحواري : سمعت أبا سليمان - يعني الداراني ، يقول : لولا الليل ما أحببتالبقاء في الدنيا ، وما أحب البقاء في الدنيا لتشقيق الأنهار ، ولا لغرسالأشجار . الزهد والرقائق للخطيب ، صفة الصفوة وقال بعض الصالحين: " لي أربعون سنة ما غمني إلا طلوع الفجر "! عن علقمة بن مرثد قال: لما احتضر عامر بن عبد قيس بكى، فقيل له: أتجزع من الموت، وتبكي؟ فقال: وما لي لا أبكي، ومن أحق بذلك مني؟! والله ما أبكي جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، رغبة فيها، ولكن أبكي على ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء السير(4/19) عن الحكم : أن عبد الرحمن بن الأسود النخعي لما احتضر بكى، فقيل له، فقال: أسفا على الصلاة والصوم، ولم يزل يتلو حتى مات السير (5/12) قال أبو سليمان الداراني رحمه الله : لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره حتى يخرج من الدنيا ؛إلا على ما فاته من لذة طاعة الله عز وجل فيما مضى من عمره ، لكان ينبغيله أن يبكيه ذلك حتى يخرج من الدنيا ، فقلت : يا أبا سليمان ! إنما يبكيعلى لذة ما مضى من وجد الإيمان فقال : صدقت . قال : وسمعته يقول : أهلالطاعة بليلهم ألذ من أهل اللهو بلهوهم ، وربما استقبلني الفرح في جوفالليل ، وربما رأيت القلب يضحك ضحكا . المجالسة وجواهر العلم 2/374 قيل للحسن البصري رحمه الله : إن فلانا لا يعظ ويقول أخاف أن أقول ما لا أفعل . فقال الحسن : وأينا يفعل ما يقول ؟ ود الشيطان أنه قد ظفر بهذا فلم يأمر أحد بمعروف ولم ينه عن منكر . تفسير الطبري : 1/367 و قال سعيد بن جبير - رحمه الله -: "لو كان المرء لا يأمر بالمعروف، ولا ينهى عن المنكر حتى لا يكون فيه شيء ما أمر أحد بمعروف، ولا نهى عن منكر" تفسير الطبري : 1/367 وقال ابن حزم - رحمه الله - : ولو لم يَنْهَ عن الشر إلا من ليس فيه شيء منه، ولاأمر بالمعروف إلا من استوعبه - لما نهى أحدٌ عن شر، ولا أمر بخير بعد النبي - صلى الله عليه وسلم". الأخلاق والسير ص 92 وقد قيل : إذا لم يعظ الناس من هو مذنب ... فمن يعظ العاصين بعد محمد كان أبو الصهباء صلة بن أشيم -رحمه الله-: يصلي حتى ما يستطيع أن يأتي فراشه إلا زحفا سير أعلام النبلاء 3/497 قال عاصم بن عصام البيهقي –رحمه الله-: بت ليلة عند أحمد بن حنبل، فجاء بماء فوضعه، فلما أصبح نظر إلى الماء بحاله، فقال:سبحان الله! رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل. سير أعلام النبلاء (11/298) عن أبي الدّرداء- رضي اللّه عنه- قال: لولا ثلاث لأحببت أن لا أبقى في الدّنيا: وضعي وجهي للسّجود لخالقي في اختلاف اللّيل والنّهار أقدّمه لحياتي، وظمأ الهواجر، ومقاعدة أقوام ينتقون الكلام كما تنتقى الفاكهة، وتمام التّقوى أن يتّقي اللّه العبد حتّى يتّقيه فيمثقال ذرّة، حتّى أن يترك بعض ما يرى أنّه حلال خشية أن يكون حراما، وحتّىيكون حاجزا بينه وبين الحرام، وإنّ اللّه قد بيّن للنّاس الّذي هو يصيّرهمإليه، قال: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَنْيَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ الدر المنثور للسيوطي 6/ 648. كان الفضيل -رحمه الله-يقول : أفرح بالليل لمناجاة ربي وأكره النهار للقاء الخلق. الموت ولا فراق من أهواه ... هذي كبدي تذوب من ذكراه ما أشوقني له متى ألقاه ... ما مقصودي من المنى إلا هو المدهش لابن الجوزي مر الفضل بن الحسن –رحمه الله - بقوم في السوق : فقال: أما يقيل هؤلاء؟؟ قالوا: لا، قال:إني لأرى ليلهم ليل سوء.! المقاصد الحسنة (ص 76) يا سوق الأكل أين أرباب الصوم ، يا فرش النوم ، أين رعاة النجوم ، أين حرَّاس الظلام ، دَرَسَت والله المعالم . المدهش لابن الجوزي كان ثابت البناني –رحمه الله -: يقوم الليل ويصوم النهار ، وكان يقول: ما شيء أجده في قلبي ألذ عندي من قيام الليل.! صفة الصفوة (3/262) قال يحيى بن أبي كثير - رحمه الله-: والله ما رجل تخلى بأهله عروساً أقرَّ ما كانت نفسُه وأسرَّ ما كان بأشد سروراً منهم بمناجاته إذا خلوا به.! التهجد( ص342) قالت أم سعيد بن علقمة - النخعي الناسك -: كان بيننا وبين داود الطائي جدار قصير ، فكنت أسمع حنينه عامة الليل لا يهدأ، قالت :( ولربما ترنم في السحر بشيء من القرآن ، فأرى أن جميع نعيم الدنيا جمع في ترنمه تلك الساعة ). ( الهم والحزن 147 ) ، (الحلية 7 / 356 ) قال حماد بن سلمة: سمعت ثابتاً يقول: اللهم إن كنت أعطيت أحداً الصلاة في قبره فأعطنيها التهجد (ص233) قال ميمون بن مهران -رحمه الله-: شرف المؤمن الصلاة في سواد الليل واليأس مما في أيدي الناس. شعب الإيمان (3/171) كان طلق بن حبيب –رحمه الله-: لا يركع إذا افتتح القراءة حتى يبلغ العنكبوت، وكان يقول: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي حلية الأولياء(3/64) قال أبو بكير البصري –رحمه الله-: قالت أم محمد بن كعب القرظي لابنها: " يا بني لولا أني أعرفك صغيراً طيباً،وكبيراً طيباً، لظننت أنك أحدثت ذنباً موبقاً، لما أراك تصنع بنفسك فيالليل والنهار، قال: يا أماه وما يؤمنني أن يكون الله قد اطَّلع علي وأنا في بعض ذنوبيفمقتني، فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن تورد عليَّ أموراً، حتىأنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي " حلية الأولياء (3/214) ، تاريخ دمشق (55/143) ، سير أعلام النبلاء (5/66) قال عمرو بن عبد الله السبيعي -رحمه الله-: قال أبو إسحاق: «ذهبت الصلاة مني، وضعفت، وإني لأصلي وأنا قائم، فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران» حلية الأولياء (4/339) |
درر سلفية في الورع قال الإمام ابن القيم رحمهُ اللهُ في " المدارج " : والمقصود أن الورع يطهر دنس القلب ونجاسته ، كما يطهر الماء دنس الثوب ونجاسته ... وعن حذيفة بن اليمان رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضل العلم خير من فضل العبادة ، وخير دينكم الورع " رواه الطبرانى وحسنه المنذرى ، وصححه الألبانى لغيره ومن ذلك ما أخرجه الإمام البخاري من حديث عقبة بن الحارث النوفلي قال: صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - العصر، فلما سلم قام سريعا، دخل على بعض نسائه، ثم خرج ورأى ما في وجوهالقوم من تعجبهم لسرعته، فقال: ذكرت وأنا فـي الصلاة تِبْرا عندنا فكرهت أنيمسى أو يبيت عندنا، فأمرت بقسمتهومن ذلكما أخرجه الإمام البخاري من حديث أبي هريرةقول الرسول صلى الله عليه وسلم (إني لأنقلبُ إلى أهْلي، فأجدُ التمرةَ ساقطةً على فراشِي، فأرفعُهالآكلَها، ثمّ أخشَى أن تكون صدقةً! فأُلقيها) عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ،أَنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ تَحْتَ جَنْبِهِ تَمْرَةًمِنَ اللَّيْلِ، فَأَكَلَهَا، فَلَمْ يَنَمْ تِلْكَ اللَّيْلَةَ،فَقَالَ بَعْضُ نِسَائِهِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، [أَرِقْتَ الْبَارِحَةَ] قَالَ: "إِنِّى وَجَدْتُ تَحْتَ جَنْبِى تَمْرَةً فَأَكَلْتُهَا، وَكَانَ عِنْدَنَا تَمْرٌ مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ، فَخَشِيتُ أَنْ تَكُونَ مِنْهُ.مسند الإمام أحمد عن معاوية بن قرة قال: كان لأبى الدرداء جمل يقال له دمون فكان إذا استعاروهمنه قال لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا فإنه لا يطيق أكثر من ذلك فلما حضرته الوفاة قال يا دمون لا تخاصمنى غدا عند ربى فإنى لم أكن أحمل عليك إلا ماتطيق (ابن عساكر) [كنز العمال 25638] قيل للفضيل رحمه الله: ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟ قال: اجتناب المحارم.قيل: ما العبادة؟ قال:أداء الفرائض. قيل: ما التواضع؟ قال:أن تخضع للحق وقال:أشد الورع في اللسان. عقب الذهبي رحمه الله: هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعا في مأكله وملبسه ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه،فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق فينمق حديثه ليُمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليُعظّم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليُثنى عليه. ودواء ذلك كلها لانقطاع عن الناس إلا من جماعة. السير(8/434). قَالَ حَسَّانُ بْنُ أَبِي سِنَانٍ : مَا وَجَدْت شَيْئًا هُوَ أَهْوَنُ مِنْ الْوَرَعِ. قِيلَ لَهُ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إذَا ارْتَبْتَ بِشَيْءٍ تَرَكْتُهُ . وَالدَّاعِي إلَى هَذِهِ الْحَالِ شَيْئَانِ : الِاسْتِرْسَالُ ، وَحُسْنُ الظَّنِّ . وَالْمَانِعُ مِنْهُمَا شَيْئَانِ : الْحَيَاءُ ، وَالْحَذَرُ . وَرُبَّمَا انْتَفَتْ الرِّيبَةُ بِحُسْنِ الثِّقَةِ وَارْتَفَعَتْ التُّهْمَةُ بِطُولِ الْخِبْرَةِ. أدب الدنيا والدين قال ابن القيم رحمه الله: يا مغرور بالأماني ! لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدةواحدة أمر بها وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها وحجب القاتل بعد أن رآها عيانا بملء كف من آدم وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر وأبان عضوا من أعضائك بثلاثة دراهم (قطع يد السارق إذا سرق ما مقداره ثلاثة دراهم) فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيك!:{ وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} الفوائد (2/85) ط دار الكتب العلمية وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الورع كله في كلمة واحدة فقال:"من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" فهذا يعم الترك لما لا يعني: من الكلام والنظر والاستماع والبطش والمشي والفكر وسائر الحركات الظاهرة والباطنة فهذه الكلمة كافية شافية في الورع مدارج السالكين قال يحيى بن معاذ : "الورع على وجهين ورع فى الظاهر وورع فى الباطن فورع الظاهر: أن لا يتحرك إلا لله وورع الباطن: هو أن لا يدخل قلبك سواه" وقال: "من لم ينظر في الدقيق من الورع لم يصل إلى الجليل من العطاء" مدارج السالكين عَنِ الأَعْمَشِ ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، قَالَ : مَرَّ جَابِرٌ عَلَى عُمَرَ بِلَحْمٍقَدَ اشْتَرَاهُ بِدِرْهَمٍ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا هَذَا ؟قَالَ : اشْتَرَيْتُهُ بِدِرْهَمٍ ، قَالَ : أَكُلَّمَا اشْتَهَيْتَ شَيْئًا اشْتَرَيْتَهُ ؟ لاَ تَكُنْ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ الآيَةِ : {أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمَ الدُّنْيَا}. مُصنف ابن أبي شيبة عن عائشة- رضي اللّه عنها- قالت:كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه، فجاء يوما بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهّنت لإنسان في الجاهليّة، وما أحسن الكهانة إلّا أنّي خدعته، فأعطاني بذلك، فهذا الّذي أكلت منه. فأدخل أبوبكر يده فقاء كلّ شيء في بطنهالبخاري الفتح 7 (3842) عن ثعلبة بن أبي مالك- رضي اللّه عنه- قال:إنّ عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- قسم مروطا بين نساء من نساء أهل المدينة فبقي منها مرط جيّد، فقال له بعض من عنده: ياأمير المؤمنين! أعط هذا بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الّتي عندك- يريدون أمّ كلثوم بنت عليّ- فقال عمر: أمّ سليط أحقّ به (وأمّ سليط من نساءالأنصار ممّن بايع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم). قال عمر: فإنّها كانت تزفر - تحمل- لنا القرب يوم أحدالبخاري الفتح 7 (4071) عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّه قال: قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: «اشترىرجل من رجل عقارا له، فوجد الرّجل الّذي اشترى العقار في عقاره جرّة فيه اذهب. فقال له الّذي اشترى العقار: خذ ذهبك منّي، إنّما اشتريت منك الأرض ولم أبتع منك الذّهب. وقال الّذي له الأرض: إنّما بعتك الأرض وما فيها،فتحاكما إلى رجل، فقال الّذي تحاكما إليه: ألكما ولد؟ قال: أحدهما: لي غلام. وقال الآخر: لي جارية. قال: أنكحوا الغلام الجارية، وأنفقوا على أنفسهما منه، وتصدّقا صحيح مسلم (1721) عن نافع مولى ابن عمر: أنّ ابن عمر سمع صوت زمّارة راع، فوضع أصبعيه في أذنيه، وعدل راحلته عن الطّريق وهو يقول: يا نافع، أتسمع؟ فأقول: نعم، فيمضي، حتّى قلت: لا،فوضع يديه وأعاد راحلتة إلى الطّريق، وقال: رأيت رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم وسمع صوت زمّارة راع فصنع مثل هذا مسند أحمد (2/ 8) عن أبي قتادة - رضي اللّه عنه- أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنابالقاحة فمنا المحرم ومنا غير المحرم إذ بصرت بأصحابي يتراءون شيئا فنظرت فإذا حمار وحش فأسرجت فرسي وأخذت رمحي ثم ركبت فسقط مني سوطي فقلت لأصحابي وكانوا محرمين ناولوني السوط فقالوا والله لا نعينك عليه بشيءفنزلت فتناولته ثم ركبت فأدركت الحمار من خلفه وهو وراء أكمة فطعنته برمحي فعقرته فأتيت به أصحابي فقال بعضهم كلوه وقال بعضهم لا تأكلوه وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمامنا فحركت فرسي فأدركته فقال هو حلال فكلوه صحيح مسلم عن نافع عن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما : كان قد فرض للمهاجرين الأولين أربعة آلاف في أربعة ،وفرض لابن عمر ثلاثة آلاف وخمسمائة فقيل له هو من المهاجرين فلم نقصته من أربعة آلاف؟ قال: إنما هاجر به أبواه لأنه كان صغيراً، ليس هو كمن هاجر بنفسه. [رواه البخاري]. قال الفضيل - رحمه الله -: ما أجد لذة ولا راحة ولا قرة عين إلا حين أخلو في بيتي بربي، فإذا سمعت النداء قلتُ: إنا لله وإنا إليه راجعون! كراهية أن ألقى الناس فيشغلوني عن ربي تبارك وتعالى. زهد البيهقي ص100 روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: أنه أتي بزيت من الشام وكان الزيت في الجفان -يعني في القصاع- وعمر يقسمه بين الناس بالأقداح، وعنده ابن لهشعرات، فكلما أفرعت جفنه مسح بقيتها برأسه، فقال له عمر رضي الله عنه : أرى شعرك شديد الرغبة على زيت المسلمين، ثم أخذ بيده، فانطلق إلى الحجَّام ، فحلق شعره وقال: هذا أهون عليك. [تنبيه الغافلين] (ص 245) روي أن «عمر بن عبد العزيز» - رحمه الله -: كان يوزن بين يديه مسك للمسلمين فأخذ بأنفه حتى لا تصيبه الرائحة ، وقال لما استبعد ذلك منه : «وهل ينتفع منه إلا بريحه»؟ «موعظة المؤمنين من إحياء علوم الدين» (ص121) دخل أبو إسحاق الشيرازي يوماً المسجد ليأكل فيه شيئاً على عادته, فنسي ديناراً فذكر في الطريق, فرجع فوجده. فتركه ولم يمسَّه وقال: ربما وقع من غيري ولا يكون ديناري تزكية النفوس، ص 20 قال أنس - رضي الله عنه -: كان بين كتفي عمر -رضي الله عنه - أربع رقاع وإزاره مرقوع بأدم, وخطب عمر على المنبر وعليه إزار فيه اثنتا عشرة رقعة ! [البداية والنهاية] (7/ 148) قال حماد بن زيد: كنت مع أبي, فأخذت من حائط تَبْنَةً, فقال لي: لم أخذت؟ قلت: إنما هي تبنة!! قال: لو أن الناس أخذوا منه تبنة هل كان يبقى في الحائط تِبْنٌ ؟! الورع لعبد الله بن حنبل (ص 140) قال قتادة: كان معيقيب على بيت مال عمر فكنس بيت المال يوماً فوجد فيه درهماً , فدفعه إلى ابن لعمر, قال معيقيب: ثم انصرفت إلى بيتي, فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني, فجئت فإذا الدرهم في يده فقال لي: ويحك يا معيقيب! أَوَجَدت عليَّ في نفسك شيئاً؟! قال: قلت: ماذا يا أمير المؤمنين؟ قال: أردت أن تخاصمني أمةُ محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الدرهم الورع لابن أبي الدنيا، ص 126. قال طوق بن وهب :-رحمه الله- دخلت على محمد بن سيرين وقد اشتكيت. فقال: كأني أراك شاكياً. قلت: أجل. قال: اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه، ثم قال: اذهب إلى فلان فإنه أطب منه. ثم قال: أستغفر الله أراني قد اغتبته! صفة الصفوة قال عبد الله بن عمر –رضي الله عنه-: لو وضعت أصبعي في خمر ما أحببت أن تتبعني. حلية الأولياء (1/307) روى ابن أبي الدنيا في (كتاب الورع) عن بعض أهل العلم : أن امرأةأتاها نعي زوجها والسراج يتقد ، فأطفأت السراج ، وقالت هذا زيت قد صار لنا فيه شريك كانت تحت معاذ بن جبل –رضي الله عنه- امرأتان: فإذا كان عند إحداهما لم يشرب من بيت الأخرى الماء ! حلية الأولياء (1/234) كتب غلامُ حسان بن أبي سنان إليه من الأهواز : أن قصب السكر أصابته آفة، فاشتر السكر فيما قبلك، قال: فاشتراه من رجل، فلم يأت عليه إلا قليل، فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا، قال: فأتى صاحب السكر فقال: يا هذا، إن غلامي كتب إلي ولم أعلمك، فأقلني فيما اشتريته منك، قال الآخر: قد أعلمتني الآن، وطيبته لك، قال: فرجع ولم يحتمل قلبه. فأتاه وقال: يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه، فأحب أن تسترد هذا البيع، قال: فما زال به حتى رده عليه " حلية الأولياء (3/118) |
درر سلفية قال أبو الدرداء – رضي الله عنه-: تعلموا قبل أن يرفع العلم إن رفع العلم ذهاب العلماء حلية الأولياء (1/213) قال مجاهد-رحمه الله-: لو أنفق إنسان ماله كلّه في الحقّ لم يكن مبذّرا، ولو أنفق مدّا في غير حقّ كان مبذّرا تفسير ابن كثير (3/39) قال مالك بن دينار -رحمه الله-: ما تلذذ المتلذذون بمثل ذكر الله عز وجل. شعب الإيمان (1/456) قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر،فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وماخالفها فهو الباطل» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/79) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: قيل لبعض الزهاد - وعنده خبز يابس - : كيف تشتهي هذا؟ فقال: أتركه حتى أشتهيه. صيد الخاطر (372) قال عبد الله ابن مسعود –رحمه الله-: اغد عالما أو متعلما، ولا تغد بين ذلك جامع بيان العلم وفضله (1/70) قال هانئ مولى عثمان –رحمه الله-: كان عثمان إذا وقف على قبر بكى حتى يبل لحيته حلية الأولياء (1/61) قال ذو النون –رحمه الله-: ثلاثة من علامات التوفيق: الوقوع في أعمال البر بلااستعداد له؛ والسلامة من الذنب مع الميل إليه وقلة الهرب منه؛ واستخراجالدعاء والابتهال؛ وثلاثة من علامات الخذلان: الوقوع في الذنب مع الهربمنه؛ والامتناع من الخير مع الاستعداد له؛ وانغلاق باب الدعاء والتضرع. شعب الإيمان (1/215) قال الخواص –رحمه الله-: ليس العلم بكثرة الرواية وإنما العالم من اتبع العلم واستعمله واقتدى بالسنن وإن كان قليل العلم . اقتضاء العلم العمل (ص30 ) قال بعض البلغاء: مصارمة قبل اختبار، أفضل من مؤاخاة على اغترار أدب الدنيا و الدين (ص167) قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: أنصح الناس وأعلمهم بالله ، أشد الناس حباً وتعظيماً لحرمة أهل لا إله إلا الله حلية الأولياء (1/74) قال ميمون بن مهران –رحمه الله-: العلماء هم ضالتي في كل بلد، وهم بغيتي إذا لم أجدهم ، وجدت صلاح قلبي في مجالسة العلماء جامع بيان العلم وفضله (1/107) قال قتادة –رحمه الله-: الصبر من الإيمان بمنزلة اليدين من الجسد من لم يكنصابرا على البلاء لم يكن شاكرا على النعماء , ولو كان الصبر رجلا لكانكريما جميلا . الصبر (ص 163 ) قال ذو النون المصري-رحمه الله-: من وثق بالمقادير لم يغتم. شعب الإيمان (1/244) قال بعض الحكماء: الملك يبقى على الكفر ولا يبقى على الظلم. أدب الدنيا والدين (ص 227 ) قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر علمكويعظم حلمك وأن تباهى الناس بعبادة ربك فإن أحسنت حمدت الله وإن أسأتاستغفرت الله ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنباً فهو تداركذلك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات. حلية الأولياء (1/75) قال ابن سيرين - رحمه اللّه-: لا تزال على الطريق ما زلت تطلب الأثر . السنة (1/243) قال رجل لمطرف بن عبد الله –رحمه الله-: أفضل من القرآن تريدون؟! قال: لا، ولكن نريد من هو أعلم بالقرآن منا. العلم لأبي خيثمة (ص25) قال الفضيل بن عياض –رحمه الله-: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله ، وزهده في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة. الزهد الكبير (ص74) قال السيوطي -رحمه الله -: إن كتابنا القرآن لهو مفجر العلوم ومنبعها، ودائرةشمسها ومطلعها، أودع فيه سبحانه وتعالى علم كل شيء، وأبان فيه كل هدْيٍوغي. فترى كل ذي فن منه يستمد وعليه يعتمد. الإتقان في علوم القرآن (1/39) قال سعيد بن زيد –رضي الله عنه-: لمشهد شهده رجل مع رسول الله صلى الله عليه و سلم يغبر وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمر عمر نوح حلية الأولياء (1/96) قال سفيان الثوري –رحمه الله-: ليس شئ أقطع لظهر إبليس من قول: لا إله إلا الله. سير أعلام النبلاء (7/260) قال يحيى بن معاذ–رحمه الله-: يا ابن آدم لا تأسف على مفقود لا يرده عليك الفوت ولا تفرح بموجود لا يتركه في يديك الموت. شعب الإيمان (1/229) قال مالك بن دينار –رحمه الله-: لأن يترك الرجل درهما حراما خير له من أن يتصدق بمئة ألف درهم . المجالسة وجواهر العلم (5/125) قال ابن القيم – رحمه الله - : ولو لم يكن في العلم إلا القرب من رب العالمين , والالتحاق بعالم الملائكة , وصُحبة الملإ الأعلى , لكفى به شرفاً وفضلاً , فكيف وعِزُّ الدنيا والآخرة منوط ٌ به , مشروط بحصوله؟! مفتاح دار السعادة (1/108) قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: أشد الأعمال ثلاثة إعطاء الحق من نفسك وذكر الله على كل حال ومواساة الأخ في المال. حلية الأولياء(1/85) قال أبو حازم الأعرج –رحمه الله-: أكتم حسناتك أكثر مما تكتم سيئاتك. مصنف ابن أبي شيبة(7/195) قال ابن الجوزي –رحمه الله-: من لم يكن له مثل تقواهم، لم يعلم ما الذي أبكاهم. المدهش (ص 429) قال شيخ الإسلام ابن تيمة -رحمه الله-: ومتى احتجت إليهم ـ أي إلى الناس ـ ولو في شربة ماء، نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم. الفتاوى (1/39). قال أبو بكر بن دريد –رحمه الله-: أهلا وسهلا بالذين أحبهم ... وأودهم في الله ذي الآلاء أهلا بقوم صالحين ذوي تقى... غر الوجوه وزين كل ملاء يسعون في طلب الحديث بعفة... وتوقر وسكينة وحياء لهم المهابة والجلالة والنهى... وفضائل جلت عن الإحصاء ومداد ما تجري به أقلامهم... أزكى وأفضل من دم الشهداء يا طالبي علم النبي محمد ...ما أنتم وسواكم بسواء جامع بيان العلم وفضله (1/75) قال أبو الدرداء – رضي الله عنه-: يا حبذا نوم الأكياس وإفطارهم كيف يعيبون سهر الحمقىوصيامهم ومثقال ذرة من بر صاحب تقوى ويقين ، أعظم وأفضل وأرجح من أمثالالجبال من عبادة المغترين. حلية الأولياء (1/211) قال أبو سليمان الداراني–رحمه الله-: إنَّ قوماً طلبوا الغنى فحسبوا أنه في جمع المال، ألاوإنما الغنى في القناعة؛ وطلبوا الراحة في الكثرة، وإنما الراحة في القلة؛وطلبوا الكرامة من الخلق، ألا وهي في التقوى؛ وطلبوا النعمة في اللباسالرقيق واللين وفي طعام طيب، والنعمة في الإسلام والستر والعافية. الزهد الكبير (ص81) قال محمد بن نصر –رحمه الله-: أول العلم الاستماع والإنصات ثم حفظه ثم العمل به ثم بثه. سير أعلام النبلاء (8/175) ذهب أبو عبيد القاسم بن سلام –رحمه الله-: إلى أحمد بن حنبل فقال : يا أبا عبد الله، لو كنت آتيكعلى قدر ما تستحق لأتيتك كل يوم، فقال أحمد بن حنبل: لا تقل هذا، إن ليإخوانًا لا ألقاهم إلا كل سنة مرة أنا أوثق بمودتهم ممن ألقى كل يوم مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي (ص151) قال بعض السّلف: جمع اللّه الطّبّ كلّه في نصف آية(وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) تفسير ابن كثير (2/ 210) قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: والله الذي لا إله غيره ما يضر عبدا يصبح على الإسلام ويمسي عليه ما أصابه في الدنيا حلية الأولياء (1/132) قال الشعبي -رحمه الله-: عليك بالصدق حيث تُرى أنه يضرك؛ فإنه ينفعك، واجتنب الكذب في موضع ترى أنه ينفعك؛ فإنه يضرك. (البيان والتبيين 2/199) قال مسروق -رحمه الله-: «كان يقال: مجالسة أهل الدّيانة تجلو عن القلب صدأالذّنوب، ومجالسة ذوي المروءات تدلّ على مكارم الأخلاق، ومجالسة العلماءتذكّي القلوب المروءة الغائبة (60). قال ابن الجوزي –رحمه الله-: يا إخوان ذهبت الأيام، وكتبت الآثام، وإنما ينفع الملام متيقظاً، والسلام. المدهش (ص 160) قال أحد السلف: ما أحب أن يلي حسابنا غير الله عز وجل لأن الكريم يتجاوز. شعب الإيمان (1/246) قال رجل لخالد بن صفوان: علمني كيف أسلم على الإخوان فقال: لا تبلغ بهم النفاق، ولا تتجاوز قدر الاستحقاق. نهض هشام بن عبد الملك عن مجلسه مرة فسقط رداؤه عن منكبه، فتناوله بعض جلسائه ليرده إلى موضعه، فجذبه هشام من يده وقال: مهلاً إنا لا نتخذ جلساءنا خدماً. وكان الصاحب بن عباد يقول لجلسائه ومعاشريه: نحن بالنهار سلطان، وبالليل إخوان. قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة ألا وإن الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلتمقبلة ولكل واحد منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناءالدنيا فإن اليوم عمل ولا حساب وغداً حساب ولا عمل حلية الأولياء (1/76) قال مالك بن دينار –رحمه الله-: يقولون: مالك زاهد! أي زهد عند مالك وله جبة وكساء؟! إنما الزاهد عمر بن عبد العزيز، أتته الدنيا فاغرةً فاها فتركها. الزهد الكبير (ص72) قال ابن جماعة – رحمه الله - : وأجود أماكن الحفظ الغرف , وكل موضع بعيد عن الملهيات , وليس بمحمود الحفظ بحضرة النبات والخضرة والأنهار , وقوارع الطرق , وضجيجالأصوات , لأنها تمنع من خلو القلب غالباً. تذكرة السامع والمتكلم ( ص72) . قال أحمد بن أبي الحواري– رحمه الله - : علامة حب الله حب طاعة الله. شعب الإيمان (1/370) قال ابن الجوزي –رحمه الله-: يا هذا، مثل نفسك في زاوية من زوايا جهنم وأنت تبكي أبداً، وأبوابها مغلقة، وسقوفها مطبقة وهى سوداء مظلمة...." المدهش (ص 185 ) قال أبو الدرداء – رضي الله عنه-: ويل لكل جماع فاغر فاه كأنه مجنون يرى ما عند الناس ولا يرى ما عنده ولو يستطيع لوصل الليل بالنهار ويله من حساب غليظ وعذاب شديد حلية الأولياء (1/217) قال الشعبي –رحمه الله-: إنا لسنا بالفقهاء ولكنا سمعنا الحديث فرويناه ولكن الفقهاء من إذا علم عمل . اقتضاء العلم العمل (ص 79) قالالعتبي -رحمه الله-: كان يقال : السؤدد ؛ الصبر على الذل . المجالسة وجواهر العلم (5/153) قال بكر بن عبد الله المزني -رحمه الله-: يا بن آدم ! ، إذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك ! الشكر لابن أبي الدنيا (ص62) قال عون بن عبد اللّه -رحمه الله-: إذا عصتك نفسك فيما كرهت فلا تطعها فيما أحببت، ولا يغرّنّك ثناء من جهل أمرك ! أدب الدنيا والدين ( ص 230) قال معاذ بن جبل –رضي الله عنه-: ثلاث من فعلهن فقد تعرض للمقت : الضحك من غير عجب ، والنوم من غير سهر ، والأكل من غير جوع. حلية الأولياء (1/237) قال بشر بن الحارث–رحمه الله-: لو لم يكن لصاحب القنوع إلا التمتع بالعز لكفاه. الزهد الكبير (ص82) قال بلال بن سعد –رحمه الله-: لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر من عصيت. شعب الإيمان (1/268) قال الغزالي –رحمه الله-: وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع. رسالة أيها الولد (ص131) قال ابن الجوزي –رحمه الله-: يا هذا، دبّر دينك. كما دبّرت دنياك. المدهش (ص158 ) قال عبد الوهاب المكي –رحمه الله-: كان فتى بمكة لا ينام الليل كله ، فقيل له : ما لك لا تنام ؟ قال : أذهب بنومي عجائب القرآن . المجالسة وجواهر العلم (5/127) قال أبو عمران الجوني –رحمه الله-: هبك تنجو، بعد كم تنجو؟!. شعب الايمان (1/295) قال مخلد بن حسين -رحمه الله-: كان يقال: الشكر ترك المعاصي. الشكر لابن ابي الدنيا (ص11) قال ابن القيم – رحمه الله - : " ولو لم يكن من الامتلاء من الطعام إلا أنه يدعو إلىالغفلة عن ذكر الله – عز وجل - , وإذا غفل الإنسان عن الذكر ساعة واحدة , جثم عليه الشيطان , ووعده ومناه وشهاه , وهام به في كل واد . فإن النفس إذا شبعت تحركت وجالت وطافت على أبواب الشهوات , وإذا جاعت سكنت, وخشعت وذلت " بدائع الفوائد " (2/273) . قال بعض الحكماء: بنور العلم يكشف كل ريب ...ويبصر وجه مطلبه المريد فأهل العلم في رحب وقرب.... لهم مما اشتهوا أبدا مزيد إذا عملوا بما علموا فكل.... له مما ابتغاه ما يريد فإن سكتوا ففكر في معاد.... وإن نطقوا فقولهم سديد جامع بيان العلم 1/107 قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: كونوا ينابيع العلم مصابيح الليل خُلْقَ الثِّيَابِ، جُدُدَ الْقُلُوبِ تُعرفوا به في السماء وتُذكروا به في الأرض. حلية الأولياء (1/77) سئل الحسن –رحمه الله-: عن التوبة النصوح فقال: ندم بالقلب واستغفار باللسان وترك بالجوارح وإضمار أن لا يعود. زاد المسير (8/314) قال الأوزاعي –رحمه الله-: لا تُمكنوا صاحب بدعة من جدال فيورث قلوبكم فتنة وارتيابا. البدع لابن وضاح (1/151) قال أبو عاصم الضحاك بن مخلد -رحمه الله-: «من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا، فيجب أن يكون خير الناس». الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/78) قالت الحكماء: اعرف الرجل من فعله لا من كلامه، واعرف محبته من عينه لا من لسانه. أدب الدنيا والدين (ص 267 ) قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: طوبى لكل عبد نؤمة عرف الناس ولم يعرفه الناس عرفه الله برضوان أولئك مصابيح الهدى يكشف الله عنهم كل فتنة مظلمة سيدخلهم الله في رحمة منه ليس أولئك بالمذاييع البذر* ولا الجفاة المرائين حلية الأولياء (1/76) * جمع بذور وهو الذي يفشي الأسرار قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: والذي لا إله غيره ما أعطيَ عبدٌ مؤمنٌ شيئاً خيراًمن حسن الظن بالله؛والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله الظن إلا أعطاهظنه ذلك بأن الخير فييده. حسن الظن بالله (ص96) قال الحسن –رحمه الله- : في قوله تعالى: {ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة} [البقرة: 201] قال: الحسنة في الدنيا: العلم والعبادة، والحسنة في الآخرة: الجنة جامع بيان العلم وفضله (1/112) قال أحمد بن حنبل –رحمه الله-: سبحانك ما أغفل هذا الخلق عما أمامهم! الخائف منهم مقصر والراجي منهم متوان. شعب الايمان (1/351) قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : ما جزيت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه " الفتاوى (1/ 245) قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: ما علم الله عبداً علماً إلا كلفه الله يوم القيامة ضماره؟؟ من العمل . اقتضاء العلم العمل (ص 36) قال الحسن البصري –رحمه الله-: لأن يتعلم الرجل باباً من العلم فيعبد به ربه فهو خير له من أن لو كانت الدنيا من أولها إلى آخرها له فوضعها في الآخرة (روضة العقلاء ابن حبان) (ص40) سُئل عمر بن عبد العزيز –رحمه الله-: عن قتلى صفين ، فقال : تلك دماء طهر الله يدي منها ؛ فما لي أخضب لساني فيها ؟ ! المجالسة وجواهر العلم (5/148) قال سفيان بن عيينة –رحمه الله-: والله لا تبلغوا ذروة هذا الأمر حتى لا يكون شيء أحب إليكم من الله عز وجل؛ ومن أحب القرآن فقد أحب الله عز وجل. شعب الايمان (1/365) قال الشّاعر: إذا ما خلوت الدّهر يوما فلا تقل ... خلوت ولكن قل عليّ رقيب ولا تحسبنّ اللّه يغفل ساعة ... ولا أنّ ما تخفيه عنه يغيب ألم تر أنّ اليوم أسرع ذاهب ... وأنّ غدا للنّاظرين قريب الإحياء (4/ 395) قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه-: كانوا يقولون: المداراة نصف العقل، وأنا أقول هي العقل كلّه الاداب الشرعية (3/ 468). قال إبراهيم بن أدهم - رحمه اللّه-: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيموالسرور لجالدونا بالسيوف أيام الحياة على ما نحن فيه من لذيذ العيش وقلةالتعب. الزهد الكبير (ص81) قال أحمد بن العباس النسائي -رحمه الله-: سألت أحمد بن حنبل عن الرجل يكون معه مائة ألفحديث، يقال: إنه صاحب حديث؟ قال: لا، قلت له: عنده مائتا ألف حديث، يقال: إنه صاحب حديث؟ قال: لا، قلت: له: ثلاثمائة ألف حديث؟ فقال بيده كذا، يروحيمنة ويسرة، وأومأ غسان بيده كذا وكذا، يقلبها الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/77) قال ابن القيم -رحمه الله-: والقلب المعلق بالشهوات لا يصح له زهد ولا ورع. الفوائد ص( 118) قال بعضهم: ازهد بما عند النّاس يحبّك النّاس، وارغب فيما عند اللّه يحبّك اللّه القناعة لابن السني (41). قال ابو الحسن النعيمي : إذا أظمأتك أكف اللئامكفتك القناعة شبعا وريا فكن رجلاً رجله في الثرىوهامة همته في الثريا فإن إراقة ماء الحياةدون إراقة ماء المحيا تاريخ بغداد 11 / 331 لما حضرت معاذ بن جبل -رضي الله عنه- الوفاة : قال لجاريته: ويحك هل أصبحنا؟ قالت: لا، ثم تركهاساعة، ثم قال: انظري، فقالت: نعم. فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثمقال: مرحبا بالموت، مرحبا بزائر جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، اللهم إنكتعلم أني لم أكن أحب البقاء في الدنيا لجري الأنهار ولا لغرس الأشجار، ولكنكنت أحب البقاء لمكابدة الليل الطويل، ولظمأ الهواجر في الحر الشديد،ولمزاحمة العلماء بالركب في حلق الذكر جامع بيان العلم وفضله (1/111) قال سفيان الثوري –رحمه الله-: ما أحب أن حسابي جعل إلى والدي، ربي خير لي من والدي. شعب الايمان (1/246) قال بشر بن الحارث –رحمه الله-: مساكين أهل الدنيا، هم والله موضوع رحمة. الزهد الكبير ص82 قال عمرو بن الحارث -رحمه الله-: ما رأيت علما أشرف ولا أهلا أسخف من أصحاب الحديث الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/78) قال حمدون القصار -رحمه الله-: من نظر في سير السلف عرف تقصيره وتخلفه عن درجات الرجال. (طبقات الصوفية) (ص127) قال علي بن أبي طالب –رضي الله عنه-: ألا إن الفقيه كل الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمةالله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآنرغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها حلية الأولياء (1/77) قال العتبي –رحمه الله-: سمعت عامر بن ضبارة يخطب ، فقال في خطبته : أيها الناس ! الصبر على طاعة الله أهون من الصبر على عذاب الله . المجالسة وجواهر العلم (5/151) قال بنان الحمال –رحمه الله-: الحر عبد ما طمع، والعبد حر ما قنع. الزهد الكبير (ص86) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: من تفكر في عواقب الدنيا، أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق، تأهب للسفر. صيد الخاطر (40) قال المناوي -رحمه الله-: (ومن ثَمَّ سئل بعض العارفين: متى يجد العبد طعم الراحة؟ فقال: عند أول قدم يضعها في الجنة) فيض القدير (2/563) عن عبد الله بن رواحة –رضي الله عنه-: أنه بكى وبكت امرأته لبكائه وقال: إني أعلم أني وارد النار ولا أدري أناج منها أم لا. شعب الايمان (1/335) سئل الحسن البصريّ- رحمه اللّه-: ما برّ الوالدين؟ قال: «أن تبذل لهما ما ملكت، وأن تطيعهما فيما أمراك به إلّا أن يكون معصية الدر المنثور للسيوطي (5/ 259). قال الفضيل بن عياض- رحمه اللّه-: سمعت الثوريّ يقول: لو رميت رجلا بسهم كان أحبّ إليّ من أن أرميه بلساني، لأنّ رمي اللّسان لا يكاد يخطىء المنتقى من مكارم الأخلاق للخرائطي (137/ 141). قال ذو النون- رحمه اللّه-: من وثق بالمقادير لم يغتم؛ وقال: من عرف الله رضي بالله وسُرَّ بما قضى الله. الزهد الكبير (ص85) قال بعض السلف: ومن تمام هذا الأمر أن ترى الفضل لإخوانك عليك لا لنفسك عليهم، فتنزِل نفسك معهم منزلة الخادم مختصر منهاج القاصدين (ص 100) قال المسور بن مخرمة –رضي الله عنه-: لما طعن عمر قال والله لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله من قبل أن أراه. حلية الأولياء (1/52) قال الحسن –رحمه الله-: همة العلماء الرعاية وهمة السفهاء الرواية . اقتضاء العلم العمل (ص 35) حُكي عن ثعلب -رحمه الله-: أنه كان لا يفارقه كتاب يدرسه ، فإذا دعاه رجل إلى دعوة شرط عليه أن يوسع له مقدار مسورة ، يضع فيها كتابا ويقرأ . الحث على طلب العلم (ص 76) قال أبو بكر بن أبي شيبة -رحمه الله-: من لم يكتب عشرين ألف حديث إملاء، لم يعد صاحب حديث الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/177) قال إبراهيم بن أدهم-رحمه الله-: قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الغم والجزع. الزهد الكبير (ص85) قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: إنما هذه القلوب أوعية فاشغلوها بالقرآن ولا تشغلوها بغيره حلية الأولياء(1/131) قال الحسن البصري –رحمه الله-: ما ضربت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضتعلى قدمي حتى أنظر على طاعة أو على معصية، فإن كانت طاعة تقدمت، وإن كانتمعصية تأخرت. الورع لابن أبي الدنيا ص (116) قالالفضيل بن عياض –رحمه الله-: قال حكيم من الحكماء: إني لاستحي من ربي أن أعبدهرجاء للجنة فقط فأكون مثل أجير السوء إن أعطي عمل وإن لم يعط لم يعمل، ولكنحبه يستخرج منى ما لا يستخرجه غيره. شعب الإيمان (1/372) قال الشيخ أبو هلال –رحمه الله-: ولفضل العلم ذلت في التماسه الأعزاء ، وتواضع الكبراء، وخضع لأهله ذوو الأحلام الراجحة ، والنفوس الأبية ، والعقول السليمة ،واحتملوا فيه الأذى ، وصبروا على المكروه . ومن طلب النفيس خاطر بالنفيس ،وصبر على الخسيس الحث على طلب العلم ص (58) قال هشام بن الحسن –رحمه الله-: كان عمر يمر بالآية في ورده فتخنقه فيبكي حتى يسقط ثم يلزم بيته حتى يعاد يحسبونه مريضاً. حلية الأولياء (1/51) قال أبو حفص –رحمه الله-: من لم يزن أفعاله وأحواله في كلّ وقت بالكتاب والسّنّة ، ولم يتّهم خواطره، فلا يُعدُّ في ديوان الرّجال. مدارج السالكين (2/ 464) قال ابن سيرين -رحمه الله-: كانوا يتعلمون الهَدْيَ كما يتعلمون العلم الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/79) قال ابن حزم –رحمه الله-: الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال لأن الباخلبالمال أشفق من فناء ما بيده والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقةولا يفارقه مع البذل الأخلاق والسير (ص22) قال بعض الحكماء: الجود حارس الأعراض. أدب الدنيا والدين (ص 297 ) عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: أنه كان يقول إذا رأى الشباب يطلبون العلم: مرحبا بينابيع الحكمة ومصابيح الظلم خلقان الثياب جدد القلوب حبس البيوت ريحان كل قبيلة. جامع بيان العلم وفضله (1/113) قال الحسن البصري –رحمه الله-: أدركت أقواما كان أحدهم أشح على عمره منه على دراهمه ودنانيره. الزهد والرقائق (ص 4) قال جعفر بن محمد –رحمه الله-: صلة الرحم تهون على المرء الحساب يوم القيامة ، ثم تلا : ( والذين يصلون مآ أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب( 21 ) ) [ الرعد : 21 ] . المجالسة وجواهر العلم (5/184) قال إبراهيم بن علي المريدي –رحمه الله-: من المحال أن تعرفه ثم لا تحبه ومن المحال أن تحبه ثملا تذكره ومن المحال أن تذكره ثم لا يوجدك طعم ذكره ومن المحال أن يوجدكطعم ذكره ثم لا يشغلك به عما سواه. شعب الإيمان (1/370) قال ابن القيم -رحمه الله-: الدنيا من أولها إلى آخرها لا تساوي غم ساعة, فكيف بغم العمر الفوائد ص(31 ) |
قال سفيان بن عيينة -رحمه الله-: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الميزان الأكبر،فعليه تعرض الأشياء، على خلقه وسيرته وهديه، فما وافقها فهو الحق، وماخالفها فهو الباطل» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/79) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: قيل لبعض الزهاد - وعنده خبز يابس - : كيف تشتهي هذا؟ فقال: أتركه حتى أشتهيه. صيد الخاطر (372) قال معاذ بن جبل –رضي الله عنه-لابنه: يا بني إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع لا تظن أنك تعود إليها أبدا واعلم يا بني أن المؤمن يموت بين حسنتين حسنة قدمها وحسنة أخرها حلية الأولياء (1/234) قال الحسن البصري –رحمه الله-: كان الرجل يتعبد عشرين سنة لا يشعر به جاره وأحدهميصلي ليلة أو بعض ليلة فيصبح وقد استطال على جاره؛ وإن كان القوم ليجتمعونفيتذاكرون فتجيء الرجل عبرته فيردها ما استطاع، فإن غُلب قام عنهم. البداية والنهاية (9/268) قال أبو بكر بن عياش –رحمه الله-: سمعت أبا إسحاق السبيعى يقول: ذهبت الصلاة مني وضعفت ورق عظمي إني اليوم أقوم في الصلاة فما أقرأ إلا البقرة وآل عمران. صفة الصفوة (3/104) قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: والغلط مع حسن القصد وسلامته وصلاح الرجل وفضله ودينهوزهده وورعه وكراماته كثير جدا فليس من شرط ولي الله ان يكون معصوما منالخطأ والغلط بل ولا من الذنوب الاستقامة (2/93) قال ابن المقفع –رحمه الله-: لا يوقعنك بلاءٌ خلصتَ منهُ في آخر لعلك لا تخلصُ منهُ. الأدب الصغير (ص 76) كان عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: إذا قعد يقول إنكم في ممر الليل والنهار في آجالمنقوصة وأعمال محفوظة والموت يأتي بغتة فمن يزرع خيرا يوشك أن يحصد رغبةومن يزرع شرا يوشك أن يحصد ندامة ولكل زارع مثل ما زرع لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يقدر له فمن أعطى خيرا فاللهتعالى أعطاه ومن وقي شرا فالله تعالى وقاه المتقون سادة والفقهاء قادةومجالستهم زيادة. حلية الأولياء (1/133) قال أبو الدرداء –رضي الله عنه-: لا تكون عالماً حتى تكون متعلماً ، ولا تكون بالعلم عالماً حتى تكون به عاملاً اقتضاء العلم العمل (ص26 ) قال أبو بكر الوراق –رحمه الله-: لو قيل للطمع: من أبوك؟ قال: الشك في المقدور! ولو قيل: ما حرفتك؟ قال: اكتساب الذل! ولو قيل: ما غايتك؟ قال: الحرمان. الزهد الكبير ص(91) قالإبراهيم بن أحمد الخواص –رحمه الله-: لا تطمع في لين القلب مع فضول الكلام، ولا تطمع في حب الله مع حب المال والشرف، ولا تطمع في الأنس بالله مع الأنس بالمخلوقين. شعب الإيمان (1/377) قال الإمام النووي –رحمه الله-: ينبغي لمن أراد أن ينطق أن يتدبّر ما يقول قبل أن ينطق، فإن ظهرت فيه مصلحة تكلّم وإلّا أمسك فتح الباري (11/ 317) قال عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه-: ما منكم إلا ضيف وماله عارية والضيف مرتحل والعارية مؤداة إلى أهلها حلية الأولياء (1/134) قال رجل لابراهيم النخعي -رحمه الله-: إني أختم القرآن كل ثلاث، فقال: ليتك تختمه كل ثلاثين وتدري أيَّ شيءٍ تقرأ. العقد الفريد (6/59) قال يحيى بن معاذ الرازي -رحمه الله-: كيف ينجيني عملي وأنا بين حسنة وسيئة، فسيئاتي لاحسنات فيها وحسناتي مخلوطة بالسيئات وأنت لا تقبل إلا الإخلاص من العمل فمابقي بعد هذا إلا جودك. شعب الإيمان (1/504) قال ابن الجوزي -رحمه الله-: من ضرورة الإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته. صيد الخاطر ص (588) قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : إذا حسُنت السرائر أصلح الله الظواهر مجموع الفتاوى (3/227) عن علي بن الأرقم عن أبيه -رضي الله عنهما-: رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتريمني هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكرب عن وجه رسول الله صلىالله عليه و سلم ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته حلية الأولياء (1/183) قال إسحاق بن خلف -رحمه الله-: ليس شيء أقطع لظهر إبليس من قول ابن آدم: ليت شعري بما يختم لي! قال: عندها ييأس منه ويقول: متى يعجب هذا بعمله؟! شعب الإيمان (1/508) قيل لمحمد بن المنكدر -رحمه الله-: ما بقي من لذتك؟ قال: التقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم البداية والنهاية (7/297)،حلية الأولياء (3/149). قال سعيد بن المسيّب- رحمه اللّه تعالى-: لا تملأوا أعينكم من أعوان الظّلمة إلّا بإنكار من قلوبكم لئلّا تحبط أعمالكم الصّالحة الكبائر (112). سئل إبراهيم الخوّاص- رحمه اللّه- عن العافية فقال: العافية أربعة أشياء: دين بلا بدعة، وعمل بلا آفة، وقلب بلا شغل، ونفس بلا شهوة الاعتصام(1/ 97) قال ابن الجوزي –رحمه الله-: وقف الحسن على قبر، فقال: إن أمراً هذا أوله لحقيق أن يخاف آخره، وإن أمراً هذه آخره لحقيق أن يزهد في أوله. المدهش (ص 190 ) كتب بعض الحكماء إلى أخ له: أما بعد يا أخي فقد أصبح بنا من نعم الله ما لا نحصيه مع كثرة ما نعصيه، فما ندري أيها نشكر، أجميل ما أظهر أم قبيح ما ستر؟ الشكر لابن أبي الدنيا ص66 يقولابن القيّم - رحمه الله -: "والمكروه الوارد على القلب إن كان من أمرٍ ماضٍ أحدثَ الحزن وإن كان من مستقبلٍ أحدثَ الهمّ وإن كان من حاضرٍ أحدثَ الغمّ ...ولأنّ الحزن والهمّ والغمّ يضادّ حياة القلب واستنارته جاء في الحديث أن نسأل الله ذهابها بالقرآن ؛ فإنّها أحرى ألّا تعود .." الفوائد لابن القيّم قال رجل لأبي بن كعب –رضي الله عنه-: أوصني قال اتخذ كتاب الله إماما وارض به قاضيا وحكمافإنه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر منقبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم حلية الأولياء (1/153) قال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد-رحمه الله-: قال لي أبي: «يا بني، إيت الفقهاء والعلماء، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإن ذاك أحب إلي لك من كثير من الحديث» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/80) ذكر عباس بن عبد الدائم المعري الكناني – رحمه الله – عن شيخ ضرير أنه أوصاهم فقال: " أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه ؛ فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ " . قال : " فرأيت ذلك وجربته كثيرا , فكنت إذا قرأت كثيرا تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير , وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي ذيل طبقات الحنابلة (2/98) . قال ابن الجوزي –رحمه الله-: ما يحصل برد العيش إلا بحرّ التعب، ما العز إلا تحت ثوب الكد و على قدر الاجتهاد، تعلو الرتب. المدهش (ص174 ) قال ابن القيّم- رحمه اللّه-: لا يسيء الظّنّ بنفسه إلّا من عرفها. ومن أحسن الظّنّ بنفسه فهو من أجهل النّاس بنفسه مدارج السالكين (1/ 191). قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -: يا حملة العلم، اعملوا به، فإنما العالم من عمل بماعلم، ووافق عمله علمه، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيهم، تخالفسريرتهم علانيتهم، ويخالف عملهم علمهم، يجلسون حلقا، فيباهي بعضهم بعضا،حتى أن أحدهم ليغضب على جليسه حين يجلس إلى غيره ويدعه، أولئك لا تصعدأعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله عز وجل» الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/90) قال الحسن البصريّ- رحمه اللّه -: الكنود هو الّذي يعدّ المصائب وينسى نعم اللّه عليه تفسير ابن كثير (4/ 542). قال عبدالله بن مسعود –رضي الله عنه-: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف ليله إذا الناس نائمونوبنهاره إذا الناس يفطرون وبحزنه إذا الناس يفرحون وببكائه إذا الناسيضحكون وبصمته إذا الناس يخلطون وبخشوعه إذا الناس يختالون وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حكيما حليماعليما سكيتا وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون جافيا ولا غافلا ولا صخابا ولاصياحا ولا حديدا حلية الأولياء (1/130) قال مخلد بن حسين –رحمه الله-كان يقال: الشكر ترك المعصية. الشكر لابن أبي الدنيا (ص19) قال عمر بن الحارث –رحمه الله-: أن رجلاً كتب إلى أخ له: اعلم أن الحلم لباس العلم فلا تعرض عنه. شعب الإيمان (2/300) قال ابن الجوزي –رحمه الله-: أيها المشغول باللذات الفانيات متى تستعد لملمات الممات، أتطمع مع حب الوسادات في لحوق السادات. المدهش (ص207 ) قال ابن القيّم –رحمه الله-: «يكمل غنى القلب بغنى آخر، هو غنى النّفس. وآيته: سلامتها من الحظوظ وبراءتها من المراءاة تهذيب مدارج السالكين (474). |
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك أخي أبا الكاس وأهلا بك من بعد غياب ؛ فكم افتقدناك أخي الفاضل وهات من دررك ولا تحرمناها |
وفيكم بارك أخي أبو عبد الله |
قال بعض السلف: "ادَّخر راحتك لقبرك، وقِّلل من لهوك ونومك، فإنَّ من ورائك نومةً صبحها يوم القيامة". قال الحسن البصري -رحمه الله-: "استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة". قال بعض السلف: "إذا قصر العبد في العمل ابتلاه الله بالهموم". قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "إن أحببت أن يدوم الله لك على ما تحبُّ فدم له على ما ُيحبُّ". قيل للإمام أحمد -رحمه الله-: "كم بيننا وبين عرش الرحمن؟ قال: دعوة صادقة من قلب صادق". سئل الإمام أحمد -رحمه الله-: "متى الراحة؟ قال: عند أول قدم أضعها في الجنة". قال مطرف بن عبد الله -رضي الله عنه-: "صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية". قال عمر بن عبد العزيز -رحمه الله-: "لا مُستراح للعبد إلا تحت شجرة طوبى". جاء رجل إلى الحسن البصري -رحمه الله-: فقال: "يا أبا سعيد أشكو إليك قسوة قلبي. قال: أدِّبه بالذكر". قال العلاَّمة السعدي -رحمه الله-: في تفسير قوله تعالى:{وهو اللطيف الخبير} من معاني اللطيف: "أنه الذي يلطُف بعبده ووليِّه فيسوق إليه البرَّ والإحسان من حيث لا يشعر، ويعصمه من الشر من حيث لا يحتسب، ويرقيه إلى أعلى المراتب بأسباب لا تكون من العبد على بال". قال بعض السلف: "القلوب مشاكي الأنوار، ومن خلط زيته اضطرب نوره، فعُمِّيت عليه السَّبيل". قال بعض السلف: "الَّتقيُّ وقتُ الراحة له طاعة، ووقت الطاعة له راحة". قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "نحن قوم مساكين نأكل أرزاقنا وننتظر آجالنا". قال بعض السلف: "من كان لله كما يريد، كان الله له فوق ما يريد، ومن أقبل عليه تلقاه من بعيد". الإمام الشافعي -رحمه الله-: "ليس سرور يعدل صُحبةَ الأخوان ولا غمّ يعدل فراقهم". قال عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما أعطي عبدٌ بعد الإسلام خيراً من أخٍ صالح". قال بعض السلف: "إنَّ الدنيا إذا كست أوكست، وإذا حلت أوحلت، وإذا غلت أوغلت، فإياك إياك". * قال ابن القيم -رحمه الله-: "والحق منصور وممتحنٌ! فلا تعجب فهذي سنة الرحمن". قال ابن عبد البر –رحمه الله-: كتب عمر إلى معاوية: أن ألزم الحقَّ، ينزلك الحقُّ في منازل أهل الحقّ، يوم لا يُقضى إلا بالحقّ، والسلام. نقل عنالامام النوويُّ والخطيب الشّربينيُّ عن الجويني إمام الحرمين اتفاق المسلمين على منع النساء من الخروج سافرات الوجوه. [روضة الطالين: 21/7]. قال عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-: إذا أصاب أحدُكم ودّاً من أخيه فليتمسَّك به، فقلما يصيب ذلك. قال العلاَّمة السعدي –رحمه الله-: عنوان سعادة العبد: إخلاصه للمعبود، وسعيه في نفع الخلق. [1/30]. قال بعض السلف: صانع المعروف لا يقع، وإن وقع وجد متكئا قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-: ما لا يكون بالله لا يكون، وما لا يكون لله لا ينفع ولا يدوم. قال الحسن البصري –رحمه الله-: لرجل: تعشَّ العشاء مع أمك تقرُّ به عينُها أحبُّ إليّ من حجة تطوُّعاً. قال بعض السلف: ما أنعم الله على عبد نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكانها الصبر، إلا كان ما عوَّضه خيراً ممّا انتزعه. قال بعض السلف: تذكَّر أنَّ "كلَّ نعمة دون الجنة فانيةٌ" "وكلَّ بلاء دون النار عافية". قال بعض السلف: إنَّ العبد ليهمُّ بالأمر في التجارة والإمارة حتى يُيسَّر له، فينظر الله إليه فيقول للملائكة: اصرفوه عنه فإنه إن يسَّر له أدخلتُه النار فيصرف الله عنه، فظلَّ يتطير بقوله: سبّني فلان وأهانني فلان، وما هو إلا فضل الله. قال بعض السلف: ما بين مصراعي باب الجنة مسيرةُ أربعين، وليأتينَّ عليه يومٌ وهو كظيظ من الزحام. قال عمر الفاروق –رضي الله عنه-: لا خير في قوم ليسوا بناصحين، ولاخير في قوم لا يحبون النُّصح. قال الإمام الذهبيّ –رحمه الله- "فالقادة الأعلام يوم من أيام أحدهم أكبر من عمر آحاد الناس". قال الإمام الشوكاني – رحمه الله- "فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أهم القواعد الإسلامية وأجل الفرائض الشرعية، ولهذا فإن تاركه شريكاً لفاعل المعصية ومستحقاً لغضب الله وانتقامه". فتح القدير – سورة المائدة الآية 78-79. قال الحسن –رحمه الله- "تفقدوا الحلاوة في الصلاة وفي القرآن وفي الذكر، فإن وجدتموها فابشروا وأملوا، وإن لم تجدوها فاعلموا أن الباب مغلق" قال بن رجب –رحمه الله- في رسائله: "العِلْم وسيلة إلى كل فضيلة". "العاقل من تزيده نيران الأزمات لمعاناً". "التفكر عبادة لا تقبل النيابة". "الصاعقة لا تضرب إلا لاقمم". قال ابن رجب –رحمه الله- في لطائفه: "يمر السحاب في بلدة بماءٍ معين من المعصرات يريد النزول؛ فلا يستطيع لما حل بها من المنكرات". قال سفيان الثوري – رحمه الله- "ليس للشيطان سلاح للإنسان مثل خوف الفقر، فإذا وقع في قلب الإنسان: منَعَ الحق وتكلم بالهوى وظن بربه ظن السوء". قال الله تعالى: (نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ ) الأنعام: من الآية83. قال شيخ الإسلام –رحمه الله-: "رفع الدرجات و الأقدار على قدر معاملة القلوب بالعلم والإيمان". قال بن عقيل – رحمه الله- "لولا أن القلوب تُوقن باجتماع ثانٍ لتفطرت المرائر لفراق المُحبين". قال عمر لأبي بكر –رضي الله عنهما- لما جاء بكل ماله (لا أسابقك أبداً). يقول الامام مالك رحمه الله: إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء ولو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين. وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله: انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت(عائشة)،واختار لموضعه من الصلاة الأب(أبو بكر)،فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:11 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي