|
كاتب الموضوع | أبو عبد الرحمن محمد العكرمي | مشاركات | 2 | المشاهدات | 1611 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
((تعليقات و تنبيهات على رسالة الجمعيات))
(تعليقات و تنبيهات على رسالة الجمعيات)
لكاتبها الشيخ : بن حنفية العابدين الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على نبيه و عبده و آله و صحبه , و من اهتدى بهداه و بعد : فهذه تعليقات على مواطن من رسالة "الجمعيات من وسائل الدعوة إلى الله" لكاتبها الشيخ بن حنفية العابدين الجزائري , كتبتها ابتداء تلخيصاً لنفسي و علّقت عليها و نشرتها تخليصا لغيري من هذه الزلاّت , و الله يغفر لي و لكاتبها. أولا: دعواه أنّه لا سبيل لإقامة الدعوة إلى الله إلاّ بإنشاء الجميعات : قال ابن حنفية في رسالته [ الجميعات من وسائل الدعوة إلى الله ] : ص 8 : (..وغير خاف عنك أنّ هذه الجماعة كانت موجودة يوم كانت بيضة الإسلام محمية وأحكامه تسري في حياة الناس في الجملة أما الآن فلا بد من اصطناع هذه الروابط التي فرضها القانون وجعلها شرطا في الإقدام على بعض الأعمال ... )اهـ التعليق : - على هذا الكلام ملحوظة مهمّة فظاهر كلام الشيخ بن حنفية – و ليس لنا كما تعلمون إلاّ الظاهر - أنّ الجماعة التّي كانت قديما على عهد الصحابة منتفية اليوم و غير موجودة فلأجل هذا دعا الشيخ غفر الله له إلى اصطناع – و لا يخفاكم أيضاً مِن أنّ معنى الاصطناع مرادفٌ للإحداث – هذه الجماعة التي ستتولى مهمّة الدعوة إلى الله و في هذا مخالفة منهجية صريحة واضحة لقول المصطفى صلى الله عليه و سلم إذ يقول : (( لا تزال طائفة من أمتّي على الحقّ ظاهرين لا يضرّهم من خالفهم و لا من خذلهم حتى تقوم السّاعة )) [1]. ثمّ يقول - غفر الله لي و له - : (....الّتي لا غنى للمجتمع المسلم عنها ، ولا تقوم الرابطة بين أفراده كما ينبغي إلا بها ،وأنّى للمرء أن يحشر مع تلك الرفقة الطيبة إذا لم يكن على طريقها في الدعوة إلى ما دعت إليه ، وهو غير متمكن من ذلك في معظم الأعمال العامة إلا بهذه الوسيلة قال تعالى : { وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا }النساء: 69. كثير من المطالب الشرعية التي تضمنتها نصوص الكتاب والسنة ومثلها في ذلك الأخبار الواردة في صفات المؤمنين كان الفرد المسلم يقوم بها وحده ، ويدعو إليها غيره ويتعاون مع إخوانه على تحقيقها أما في هذا العصر فإن كل ما يفعله الفرد هو أن يقول بلسانه ويحض بكلامه أو يقدم جهدا بمفرده وقد لا يقدر على القول بله الفعل أما أن ينتقل إلى ما وراء ذلك من الفعل المؤثر الواسع فلا سبيل له إليه إلا في هيئة يعترف بها أولو الأمر ويسمحون لها بالنشاط).اهـ التعليق : قوله : ( كان الفرد المسلم يقوم بها وحده) فيه إقرار و تأكيد على أنّ الدعوة إلى الله قد تتّم بل كانت تحصل بجهد فردي يقوم به المسلم , فما الذي قلب الموازين اليوم وقد قيل قديما : و خير الأمور السالفات على الهدى *** و شرّ الأمور المحدثات البدائع و أمّا قوله : (لا يقدر على القول بله الفعل أمّا أن ينتقل إلى ما وراء ذلك من الفعل المؤثر الواسع فلا سبيل له إليه) - و لا أظن الشيخ بن حنفية الشهير بإتقانه لأصول الفقه و قواعده كما يشيع عنه أتباعه , يجهل أن لا تكليف مع زوال القدرة , قال الله تعال :[ لا يكلف الله نفسا إلاّ وسعها ], بل لا إثم و لا تبعية على العاجز , فلماذا كلّ هذا التكلف في التكليف , فضلاً عن وصف غير الموافق للواقع تماماً , بأنّ المرء لا يقدر على القول فضلاً عن الفعل ,و الله المستعان . و أمّا قوله : (فلا سبيل له إليه إلاّ في هيئة يعترف بها أولو الأمر ويسمحون لها بالنشاط) – فقد حوى نفيا بلا النافية للجنس بعده استثناء يفيد الحصر و القصر كما يعلم الجميع , وحصرك – يا شيخ – السّبل جميعا في ما ذكرته بعيد عن الواقع جداً , بل أنت مطالبٌ بالإثبات من الواقع العمليّ و إلاّ كنت متهوّكا مضخمّا تصوّر الأمر على غير الحقيقة , فتحكم بعد ذلك عليه بناءً على تصورّك أو تصويرك , فيكون الحكم مخالفاً , و كما تعلمون يا شيخ العابدين أنّ الحكم فرع عن تصوّره , كما أنّ القارئ لكلامك إذا أحسن الظنّ بك , يظنّ أنّه ما من داعٍ إلى الله في الجزائر أو متكلم بالحقّ إلا و له جمعية يسمح لها أولو الأمر بالنشاط , هذا إذا كنت ترى أنّ بالجزائر دعاةً إلى الله على بصيرة , أمّا إن كانت الأخرى فهي الباقعة . ثمّ قال بعد أن احتج بفعل العلامة ابن باديس رحمه الله : (لقد دعا ابن باديس إلى أن ينتظم أمر المسلمين في جماعة تشمل كل أقطارهم ولعله كان وهو يدعو إلى ذلك قد قام في ذهنه خبر الطائفة المنصورة التي أخبر عنها النبي صلى الله عليه وسلم كان متشوفا الى جماعة تنتظم فيها أقطار المسلمين قاطبة) التعليق : أوّلا :ما كان أهل العلم قديما و لا حديثا ممن هم على نهج الأولى يحتجون لفعل مجرّد بمجرّد فعل رجل موثوق له مكانته , و لا يقول لنا أحداً إنّ هذا دأب العلماء يسردون أقوال الأئمة و مقدمي الأمّة , فهم الرجال السابقون بالخير و العمل , فإنّ ذلك كان يتّم بعد أن يسرد لنا العالم دليله من كتاب ربّنا و سنّة نبينا صلى الله عليه و سلم ثمّ يعضّد دليله بتطبيق السّلف له , فتنبه يا رعاك الله . ثانيا: لا شكّ أن الواقع المتباين يفرض على العالم فتوى متباينة , و قصة ابن عباس رضي الله عنه المشهورة مع من سألاه عن توبة قاتل المسلم توضح لك بجلاء فقه السّلف , و القاعدة السابقة الشهيرة (الحكم على الشيء فرع عن تصوره) قاضية حاسمة , ذلك أنّ أن واقع ابن باديس رحمه الله كان غير واقعنا , فقد كان في بيئة حكمها المستدمر الكافر وفرّق المسلمين و كبل أيديهم و قرّب المنافقين و أغدق عليهم وفتنهم بأمواله بما يغريهم فكان أن باعوا دينهم بدنياهم , فكان لزاما أن يكون للمسلمين هيئة تتكلم باسم الإسلام و تدعوا له بعد أن انطفئت جذوته و محيت و اندرست آثار الإسلام بفعل الظالم الكافر , و كلّ من كان يحاول أن يبادر بالدعوة تداعى عليه أهل النفاق فنفوه أو قتلوه أو أغروه , و هذا باعتبار الضرورة الزمانية و المكانية لواقع العلامة ابن باديس رحمه الله . و لا أظنّك –يا شيخ – ترى أنّ حالنا اليوم كحال ابن باديس من الحَجْرِ على صوت الحقّ , و منع أهل الحقّ منعا باتاً , فضلا عن أن يكون حكامنا كحكام ابن باديس رحمه الله ,. ثالثا: خبر الطائفة المنصورة حجّة عليك لا لك - يا شيخ – فإنّه قد ورد فيه الأمر بلزوم جماعة المسلمين و إمامهم , فإن لم يكن لنا جماعة و لا إمام فلنعتزل تلك الفرق كلّها , و كما يقرّ السلفيون جميعاً أنّ المسلمين في الجزائر لهم إمام , و رعيته هم جماعة المسلمين فاندرجْ ضمنهم , و لا حاجة لك في جماعة تنشئها و تأطرها بصيغة جديدة , كما أنّ النبي صلى الله عليه و سلم أرشدنا أن نعتزل تلك الفرق كلّها إذا عدمت الجماعة , لا أن ننشئ جماعة أو قل جمعية , و في هذا الحديث الحكم الإلهي الحقّ في حالة كان قد سبق وصفها من طرف الشيخ عابدين في ما نقل عنه عندما يقول: (..وغير خاف عنك أنّ هذه الجماعة كانت موجودة يوم كانت بيضة الإسلام محمية وأحكامه تسري في حياة الناس في الجملة..) فإذا كنت ترى أن لا جماعة للمسلمين اليوم تقوم بمهمة الدعوة و تتصدى لها , فلا أقلّ من أن تستحضر حديث النبي صلى الله عليه و سلم السالف. ثانيا: قوله أنّ فصل الدين عن الدولة ممقوت غير أنّه لا مناص من مراعاته في العمل الدعوي : قال غفر الله له ص 9 : (وهذا الأمر وان كنا نمقته ونعارضه مبدأ -يعني فصل الدين عن الدولة- فإن ذلك لا ينفي أنّه موجود واقع فمراعاته في العمل الدعوي مما لا مناص منه- أي فصل الدين عن الدولة -). التعليق : هذا الكلام –يا شيخ – تطبيق عمليّ صريح للقاعدة الميكيافلية : ( الغاية تبرّر الوسيلة) فكأني بالشيخ يقول أنّه لا بأس بترك الخوض في السياسة و مسائلها و بأس بالقوبل بفصل الدين عن الدولة لا لشيء إلاّ لأنّها قد تعرقل مشروعه الدّعوي , فمتى كان الوصول إلى الله –يا شيخ– من طريق لا يرتضيه الله. و الذي كان ينبغي أن يقوله الشيخ عابدين بعد أن ينقض القاعدة العلمانية الفاجرة (فصل الدّين عن الدولة), أن يؤصل لأصل شرعيّ وثيق , بينه أهل العلم و أثبتوه , من أنّ ترك السياسة الشرعية الصحيحة هي أن يكون عمل الدولة وفق دين الله , و ينبه مع ذلك إلى أنّ العلماء تركوا السياسة لا لأنّها حرام , بل لأنّ الله عز وجلّ لم يأمرنا بذلك , كما أنّ الله تبارك و تعالى فرض علينا البيعة لأولي الأمر و الطاعة في المعروف بما يعني أنّ ولاة الأمور هم المخولون بتنظيم شؤون البلد السياسية والاقتصادية و الاجتماعية , و للعلماء دور بذل النصح لولاة الأمور بتبيين ما وافق شرع الله مما يخالفه. قال العلامة الإمام محمد بن عثيمين رحمه الله: ((حكم طاعة الخليفة طاعة الخليفة وغيره من ولاة الأمور واجبة في غير معصية الله لقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم). ولقوله، صلى الله عليه وسلم: "السمع والطاعة على المسلم فيما أحب وكره، مالم يؤمر بمعصية فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة". متفق عليه. و سواء كان الإمام براً و هو القائم بأمر الله فعلاً و تركاً , أو فاجراً و هو الفاسق لقوله صلى الله عليه و سلم: (ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله و لا ينزعن يداً من طاعة).رواه مسلم)) [2] و في الحديث توجيه نبوي صريح في كيفية معالجة المخالفات الشرعية التي قد تصدر من ولاة الأمور , بأن تكره و تبقى البيعة له و الطاعة في المعروف , لا كما يفعل ممتهنوا السياسة اليوم من الحزبيين الإخوانيين بجميع أصنافهم من إنشاء أحزاب المعارضة – زعموا – فما يلبثوا أن تصير أحزابهم إلى المصارعة و المقارعة , فالزوال و الاضمحلال أو الاندماج و الانحلال , و الله المستعان . ثالثاً : مقارنته بين إنشاء المحاكم الشرعية في بلاد الكفر و إنشاء الجميعات في بلاد المسلمين : قال ص(10) : (لقد تمكن المسلمون حين نظموا أعمالهم في هيآت معتمدة أن يكون لهم محاكم شرعية في دول كافرة ، فهذه مملكة بريطانيا تسمح للمسلمين بإقامة عشرات المحاكم الشرعية في ترابها ، ويتعدى اختصاص تلك المحاكم الأحوال الشخصية إلى غيرها، فيتحاكم إليها من شاء من المسلمين في تلك البلاد ، وليس من شك أن غرض الإنجليز من هذا وغيره ليس خدمة للإسلام ورعاية أحكامه ، وقد خدمت هذه الدولة اقتصادها بإقامة مصارف يقال إنها غير ربوية لتستقطب أموال المسلمين فتتمكن من مراقبة حركتها والتعرف على مصادرها وتدمجها في الاستثمارات وقد ينضم إلى ذلك كسب الأصوات في الانتخابات فلم لا تفعل ذلك كثير من حكومات المسلمين في أرض الإسلام ؟ ولم لا يسعى في تحقيق هذا الأمر مع أنه من الأمور العظيمة الأهمية وقد ذكرت شيئا من هذا في كتابي عن الحزبية "وإني لأتوقع لهذه الجمعيات في أوطان المسلمين خاصة ووطنهم عامة ، متى كان لها ثقل علمي واجتماعي وقادها أهل البصيرة الشرعية والاستقامة والأناة والتدرج أن يؤدي وجودها إن شاء الله الى تحقيق شيئ من هذا فتعود بعض أحكام الشرع للحياة العامة ، وإلا فكيف يعجز المسلمون في ديار الإسلام عن تحقيق ما حققه المسلمون في ديار الكفر ؟") .اهـ التعليق : -لقد بنى الشيخ عابدين كلامه على قياس لا يدري المرء أصله و مستنده فيه إذ جعل إنشاء المحاكم الشرعية في بلاد الكفر و نشاط المسلمين في ذلك , من الحوافز الدّاعية إلى إنشاء الجمعيات في بلاد الإسلام بدعوى أنّ الأولى حققت نتائج مبهرة, و لعمري أأعجب من قياس كهذا أم أعجب بعد الشيخ عابدين عن توجيه هؤلاء المغتربين بتوجيهات الشّرع الحنيف . - كان ينبغي على الشيخ في مثل هذا المقام أن يبين للمغتربين وجوب الهجرة من بلاد الكفر و اتخاذ الأسباب المعجلة بالرحيل عنها , و عن أهلها , لا أن يمدح أعمالهم التي تمكّن لبقائهم و استيطانهم الدّائم بها بإنشائهم لمثل تلك المحاكم و المدارس و الهيئات و غير ذلك من دواعي الاستقرار , فضلاً عن احتجاجه بنتائج تجاربهم المخالفة لشرع الله أصلاً و ذلك في هجرتهم المحرمة , و فرعا في اتخاذهم أسباب الاستقرار هنالك و الله المستعان. -أمّا قوله : (وإني لأتوقع لهذه الجمعيات في أوطان المسلمين خاصة ووطنهم عامة ، متى كان لها ثقل علمي واجتماعي وقادها أهل البصيرة الشرعية والاستقامة والأناة والتدرج أن يؤدي وجودها إن شاء الله الى تحقيق شيئ من هذا فتعود بعض أحكام الشرع للحياة العامة) يقال ها هنا للشيخ – وفقه الله و هداه – أما يوجد في كتاب الله و سنّة رسوله صلى الله عليه و سلم حلّ شرعي لإصلاح المجتمع و إعادة بعض أحكام الشرع للحياة العامة ؟ , لا أظنّ الشيخ يقول غير هذا , فلما الإعراض عن النصوص إلى قول اللصوص . أما كان لنا في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ( إذا رأى أحدكم من أميره ما يكره فلينصح له و لايبده علانية , فإن قبل منه فذاك و إن لم يقبل كان أدّى الذي عليه ), فهذا الحديث ينص على أنّ العلماء يجب عليهم نصح ولاة الأمور إذا قدِروا على ذلك , لا أن يسعوا لإنشاء الجمعيات , و رفع شعار المطالبة بالحقوق و إهمال الواجبات , أمّا ما يتعلق بعامة الناس و بما يصلح المجتمع فالأمر واسع و مجال الدعوة إلى مفتوح و يكفينا قول النبي صلى الله عليه و سلم : ( بلغوا عنّي ولو آية)[3], و قوله صلى الله عليه و سلم : ( فليبلغ الشاهد الغائب) [4] , و لم يقل صلوات ربّي و سلامه عليه فليبلغ الشهود – بالجمع- الغائب و لم يقل صلى الله عليه و سلم لا تبلغوا الغائب حتّى تتجمعوا في هيئة يسمح لها وليّ الأمر بذلك. رابعاً : تلميح و شبه تصريح إلى الهدف من إنشاء الجميعات: قال ص 11 : (وقد علمت أن جمعية تشرف على معهد علمي في بعض بلاد الشام ميزانيته السنوية مليونا دولار، أي ما يعادل 15مليار سنتيم بعملة بلادنا، فأين نحن من هذا؟ وقارن هذا بجمعية وطنية هامة في بلادي ميزانيتها السنوية لا تتعدى ملياري سنتيم !!والمقصود مجرد المقارنة .) التعليق : يا شيخ عابدين اتّق الله في نفسك ثمّ في غيرك من طلبتك و ممن قد يقرأ لك , تقارن و تقحم الأرقام إقحاما , و تشيد بالمبالغ الكبير , ثمّ تقول : (و المقصود مجرد المقارنة) ظنّا منك أنّ هذا اللفظ فيه المخرج , و كان الواجب عليك أن تقول أن المقصود حثّ النّاس على البذل كما يبذل غيرهم , بعد أن توجههم إلى مصارف البذل و جهاته الشرعية التّي أرشد إلى النبي صلى الله عليه و سلم إليها, كما أنّ الكلام يشعر بمدى تأثر بعض من ركب سنام الدعوة إلى الله في مشرق الأرض و الآن في مغربها بما يصرف على الجمعيات و تلهفهم على دخول هذا المعترك , بما يسهّل وصول المال إلى أيديكم فيستكثرون من الدنيا , بينما كان الواجب أن يُزَهَّدَ في الأرقام , و يرغب عنها بما هو أعظم من كلّ مستعظم في النفوس ألا و هي الجنّة , و لست بهذا أعرّض بالشيخ عابدين , حاشا وكلا أن يطعن على نيته بل توكل السّرائر إلى الله , لكنّ في هذا تنبيه إلى حال بعض المشرقيين ممن تلطخوا بأموال الجمعيات فباعوا دينهم بعرضٍ من الدنيا قليل , و يُرْجَى من الشيخ عابدين أن يَحْذَرَ مثل هذه المسالك , و يبعد مريديه عن الانشغال بها و الله المستعان. خامسا: عابدين يريد أن يحلّ محلّ وليّ الأمر و يقوم بالواجب الذي تنزل عنه : قال غفر الله له ص12 , بعد أن تكلم عن فروض الأعيان و فروض الكفايات , و اختلاف الأزمنة بما يقتضي تفضيل أحدهما على الآخر: (..، فكيف يكون الحال بعد أن غاب عن حياة المسلمين الحاكم الذي يقيم شرع الله ، ويصلح الدنيا بالدين ، في هذه الحال يأتي دور جماعة المسلمين كما كان العلماء يسمونها من قبل ، ويعطونها الصلاحية التي للإمام في غيبته ، أما اليوم فيجب أن تنشأ لتمارس بعض تلك الصلاحية مع وجوده لأنه تخلى عنها ، فالسعي في تأسيسها واجب لتقيم من الإصلاح ما تيسر).اهـ التعليق : ليس على هذا الكلام كبير تعليق , غير الدعوة لأنفسنا و للشيخ عابدين بالهداية و التوفيق , كيف لكم يا شيخ أن تنازعوا و ليّ الأمر مهامه , و ترشدوا النّاس و تحثوهم على القيام بما كان يجب على وليّ الأمر القيام به أو توكيل من يقوم به ؟ , و ما أظنّك تجهل الواجب على العالم في وجود المخالفات و لا أظنّك تجهل طريقة الإصلاح الشرعية , حتّى تدعو النّاس إلى ما دعوتهم إليهم , خاصة و أنّك يا شيخ عابدين تقول أنّ العلماء كانوا يعطون هذه الصلاحية للمسلمين في غيبة الإمام لا في أثناء وجوده , فهل ترى أنّ الإمام قد غاب عن مجتمعنا ؟!!!. خامسا :دعواه أنّ جمعية العلماء المسلمين المعاصرة تحارب البدع : قال في رسالته: (س5:كيف يحدد الغرض من إنشاء الجمعيات؟ ج5:يعرف ذلك بالنظر في قانونها الأساس الذي يعده فرد أو مجموعة من الأفراد ويتفق عليه المؤسسون فإن السلطات التي لها حق الموافقة على إنشاء الجمعيات واعتمادها لا توافق على ذلك ما لم تقدم الجمعية هذا القانون من جملة ما تقدمه ، وهذا القانون يمكن إدخال التعديلات عليه متى رغب أعضاء الجمعية في ذلك متبعين التنظيم المرعي في هذه المسألة ، وأضرب مثلا لذلك و ما تضمنه القانون الأساس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين المعاصرة فإن الغرض من إنشاءها أو بعث إنشاءها من جديد هو: - نشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام البعيد عن كل بدعة - محاربة البدع وكل ما هو محرم بصريح الشرع - محاربة الآفات الاجتماعية المختلفة حيثما كانت هذا هو موضع التعاقد والتحالف في هذه الجمعية وما خالفه فهو من تصرفات الناس وآرائهم فلا عبرة به)اهـ. التعليق : -لقد تكلّم الشيخ عابدين غفر الله لنا و له عن أهداف جمعية العلماء المسلمين المعاصرين , و أثنى عليها و كيف لا يثني و هو من أعضائها و أفرادها الخواص , لكنّ على الشيخ أن يكون صادقاً , صريحاً , في بيان حقيقة الجمعية , و ماذا تقصد بالبدعة ؟ خاصة إذا عُلِمَ أن رؤوس الجمعية المؤسسين ما بين أشعري , معتزلي , كلّهم يحارب السنّة,ثمّ –يا شيخ- أليست العبرة بحقيقة الشيء لا بدعاويه , وأنّ الدعوى مجرّدة عن البينة غير معتبرة , فالبينة على المدّعي و اليمين على من أنكر , و السّلفيون ينكرون أن تكون هذه الجمعية على السنّة و السّلفية , وأنا أوّل المقسمين إذ على المنكر عليه اليمين , فوالله و تالله و بالله إنّ الجمعية المذكورة لتحمل شعار المبتدعة مناصرة له , محاربة للحقّ و السّلفية , و هنا أسأل فضيلة الشيخ عابدين ,هل –يا شيخ-نشر أفكار الإخوان و كتبهم و الإشادة بهم من قبل رؤوس الجمعية يعتبر من نشر الفهم الصحيح للإسلام أم من نشر نقيضه ؟ - وهل الطعن على السّلفية و وصفهم بالوهابية و المجسّمة و الحشوية من رؤوس الجمعية , يعتبر من نشر الفهم الصحيح للإسلام أم من نشر الانحراف ؟ -و هل الإشادة بالتصوف من رؤوس الجمعية و تهوينهم من خطر الشّرك بالله , من نشر الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام أم من نشر الضلالة ؟ -وهل إقامة الاحتفالات بالموالد من محاربة البدع أم من إحيائها ؟ -و هل إحياء ذكرى الفاتح من نوفمبر إحياء للسنّة أم للبدعة ؟ -و مثله عيد الاستقلال ؟ -و هل إسناد الفروع الولائية للإخوان المفلسين , من إسناد الأمور إلى أهل السنّة أم من إسناده إلى المبتدعة ؟ -و هل الاحتفال بيوم العلم من إحياء السنّة أم من إماتتها ؟ و غير ذلك من البدع و المحدثات ,و لا تقل يا محبّ الشيخ عابدين أنّ الشيخ لا يقع في هذا أبداً بل و يحاربه , لأنّه لو كان ذلك كذلك لأنكر على أهل البدع ممن هم في صفوف جمعية العلماء المسلمين , و ممن يمسكون بزمامها , و يجب عليه البرآءة من أهل البدع و مخالفي السنّة و أقوال السّلف في مجانبة أهل البدع و البعد عنهم و التحذير منهم أشهر من أن تذكر , فكيف بمن يذهب هو إليهم و ينخرط معهم في جمعيتهم ثمّ يزعم بأنّه لا يأتي محرّما! و لا يقارف محذوراً شرعيّاً, و كفى بتكثير سواد المبتدعة جرماً , و كفى بتغرير العوام , و توهمهم سلفية الجمعية تلبيساً و خداعاً . و لقد وصل ببعض من كان ظاهره السّلفية بإحدى ولايات الغرب الجزائري إلى أن أقام احتفالاً بيوم العلم في 16 أفريل 2009 و ذلك بعد أن صار رئيسا للفرع الولائي لجمعية العلماء المسلمين , و حضر الحفل بعض مشاهير التمييع في الجزائر كأبي سعيد بلعيد و عبد الحليم توميات , و يخشى أن يؤول الأمر بالشيخ عابدين و غيره ممن رأى رأيه إلى هذا المآل و الله المستعان. أخيراً أوجّه أسئلة للشيخ عابدين أرجو أن أجد جوابها لديه : 1-السؤال الأوّل : كيف يتّم اختيار رئيس الجمعية التي أنت منخرط فيها , خاصة و أنّها جمعية وطنية و أعداد منخرطيها كبير ؟ أظّنه يتّم عن طريق الانتخابات , فهل تراك ترضاها طريقة للاختيار ؟. 2-السؤال الثاني : في زعمك إمكانية تسليم القيادة في الجمعية لشخص آخر غير هذا الشخص الذي يحارب السنّة , يَرِدُ عليه أسئلة : أ-ما حكم الدعوة إلى السّلفية تحت وصاية المبتدعة ؟ ب-هل غالب أعضاء جمعيتك سلفيون أم مبتدعة ؟ ج-إذا كان جلّ أعضائها سلفيون فلما لا يتّم تصفية الجمعية من أهل البدع ؟ د-إذا كان جلّ أعضائها من المبتدعة , فهل تراهم يختارون سلفيّا بعد أن تنقضي عهدة الرئيس الحالي ؟ لا أظنّ ذلك و لا أظنّك تظنّ ذلك ؟ 3-السؤال الثالث : إذا كنت حقيقة معتقداً لأقوال بعض العلماء الذين أجازوا إنشاء الجمعيات بضوابط شرعية , فلماذا لم تنشئ جمعية سلفيّة تكون أنت رئيسها مشياً و التزاماً مع فتاوى العلماء الذين تنقل عنهم , و فضلت الإنخراط في جمعية لا يشكّ سلفيّ في ابتداع رؤوسها , انحراف منهجها ؟ هذا آخر ما تمّ تدوينه , و الله نسأل أن يبصرنا بمراشد أمورنا , و أن يرزقنا جميعاً الإخلاص في القول و العمل , و أن يوفقنا للثبات على المنهج السّلفي , إنّه وليّ ذلك والقادر عليه . و كتب أبو عبد الرحمن محمد العكرمي عصر الجمعة 13 ذي الحجة 1431 من الهجرة المصطفى صلوات ربّي و سلامه عليه. ــــــــــــــــــــــــــــــــ 1-السلسلة الصحيحة رقم 403 . 2- شرح لمعة الاعتقاد. 3- جزء من حديث أخرجه البخاري في الصحيح برقم 3274. 4- جزء من حديث الحج الطويل أخرجه البخاري في الصحيح برقم 1652.
الموضوع الأصلي :
((تعليقات و تنبيهات على رسالة الجمعيات))
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أخانا العكرمي ,على هذه التعليقات,وأسأل الله أن ينفع بها ,المردود عليه ,ومن قرأها,
ونحن من أقرب الناس إلى الشيخ عابدين من حيث المسافة ,وكنا قد قلنا له حين التقينا به إن هذه الجمعية لا نستطيع أن نعمل معها لعدة أمور: -1أن الذين يحكمونها يحذرون من السلفية,بل هذارئيسهالما لم يقم المشايخ للعلم قال بالحرف الواحد{ هذا تطرف }. 2-أن كثيرا من فروعها قد استولى عليه الإخوان المفلسون كما يسميهم المجدد:مقبل الوادعي-رحمه الله-. 3-أنني أخبرت أن بعض التكفيريين قد دخلوا فيها. فكيف تكون الدعوة إلى التصفية والتربية مع هذا الخليط.. 4-يكفيك أنها فرقت السلفيين أهل النهج الواحدشذر مذر ,وما أحدثته في مدينة المحمدية خير شاهد على ذلك. 5-أن النشاط تحتها يعد تزكية للأصل الذي يحكمه الإخوان. 6-أن ثلة من مشايخنا السلفيين في العاصمة قد قاموا بواجب الرد على هذه الرسالة ردّا عاما ,وهم نحو من 16شيخا, فعلى الأقل كان على الشيخ عابدين أن يتريث ويباحث إخوانه في المسألة . ومع هذا كله وذاك نسأل الله لنا وللشيخ عابدين الهداية والتوفيق.وجزى الله العكرمي خير الجزاء. |
#3
|
|||
|
|||
رفع الله قدركم شيخنا على المرور و جزاكم الله خيراً
و نسأل الله أن يهدي الشيخ العابدين و لقد حدثني أخٌ البارحة بكلام فاه به الشيخ العابدين في مجلس له عقده من مدة ليست باليسيرة في مدينة يلل إحدى دوائر ولاية غليزان و أخذ يتكلم في شرح العقيدة, ثمّ سرد لهم عشرة قواعد لا بد منها قبل دراسة العقيدة ثمّ قال لهم : هل تعرفون لمن هذه القواعد ؟ فأجابوا بالنفي , فقال : هي للغزالي - يعني أبا حامد - , ثمّ قال : هذا العيب في السّلفيين , أنّهم لا يقرأون كتب أهل البدع . و لله الحمد انتقده بعض الإخوة في المجلس و سرد له مقولة الشيخ الإمام العلامة الألباني رحمه الله عندما قال : لا بد لمن يقرأ كتب أهل البدع أن يكون له غربال يغربل به ,وهل كلنا يملك غربالاً ؟ فذهب يلوك لسانه يمنة و يسرة , و أخذ يقول إنّي كنت أقصد كذا و كذا و الله المستعان . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.