|
كاتب الموضوع | أبومالك عمر الطروق | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1385 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||||||||
|
|||||||||
النصح والتبيين للإخوة الليبيين
بسم الله الرحمن الرحيم النصح والتبيين للأخوة الليبيين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة من تزكى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الشرفاء والتابعين لهم ومن اقتفى. أما بعد: فمن أبي محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزعكري إلى إخواني في الله في كل مكان ولا سيما بلاد ليبيا عمرها الله بالتوحيد والسنة، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو إليكم ونحن في خير وعافية من ربنا عز وجل ديننا ظاهر والحق لعدونا قاهر، والله عز وجل لنا ناصر فلله الحمد أولا وآخرا وله الشكر باطنا وظاهرا، نتقلب ليل نهار في العلم والتعليم والدعوة إلى الله عز وجل فله الحمد والمنة وبه التوفيق والعصمة إخواني في الله نتواصى بتقوى الله عز وجل وطاعته، هذه الشعيرة العظيمة التي وصى الله عز وجل بها الأولين والآخرين. قال تعالى: (((ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب قبلكم وإياكم أن اتقوا الله)))، فتقوى الله سبب لكل صلاح وخير ودفع لكل شر وضير وهي خير لباس قال الله تعالى: (((ولباس التقوى ذلك خير)))، وهي خير زاد، قال تعالى : (((وتزودوا فإن خير الزاد التقوى))) فهي سبب للمخارج العظيمة من البلايا الجسيمة، قال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له مخرجا)))، وقال تعالى: (((ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا))) وقال تعالى: (((ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا))). وتقوى الله عز وجل سبب للنصر العظيم والنفع العميم والفرقان المبين، قال الله تعالى: (((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)))[الأنفال : 29]. والفرقان : هو العز والنصر والنجاة والنور الذي يفرق بين الحق والباطلوقال تعالى ((( وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ))) وقال ((( بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين))) وقال إخبارا عن يوسف عليه السلام أنه نصر بتقواه وصبره فقال : (((أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين))) والتقوى تزداد بالعلم النافع، فتفقهوا في دين الله عز وجل على ما ييسر الله تعالى لكم، قال صلى الله عليه وسلم "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين" أخرجه الشيخان عن معاوية رضي الله عنه. ولأهمية العلم قال الله جل وعلا لنبيه:"وقل رب زدني علما"، ودعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما فقال:"اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل"، وبوب البخاري "باب العلم قبل القول والعمل"، واستدل بقوله تعالى: (((فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات))) ولما كان النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الخلق بربه وأتقاهم له قال عن نفسه:"أنا أعلمكم بالله وأعلمكم بما أتقي." ومعلوم أن الله عز وجل (((أرسل رسوله بالهدى )))وهو العلم النافع علم الكتاب والسّنة ((( ودين الحق ))) وهو العمل الصالح الموافق للكتاب والسنة ((( ليظهره على الدين كله ))) فإذا أردتم الظهور في الدنيا والآخرة فعليكم بالجمع بين الشعيرتين العلم والعمل. قال ابن القيم في «مفتاح دار السعادة« وكفى بهذا شرفًا للعلم أن أمر نبيه أن يسأله المزيد منه.اهـ وقال رحمه الله في الفوائد (235): أفضل ما أكتسبته النفوس وحصلته القلوب ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة هو العلم والإيمان، ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْأِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ [الروم:56]، وقوله: ﴿يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾[المجادلة:11]، وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه، والمؤهلون للمراتب العالية، ولكن أكثر الناس غالطون فى حقيقة مسمى العلم والإيمان اللذين بهما السعادة والرفعة.اهـ إخواني في الله إن التمكين يبحث عنه الصالحون والأصفياء والأتقياء والمجرمون والأغبياء ومع ذلك المكنة الحقيقية هي مكنة الدين قال الله تعالى مبينا أسباب الوصول إليه ((( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))) فال بن كثير رحمه الله تعالى:" هذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم . بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض، أي: أئمةَ الناس والولاةَ عليهم، وبهم تصلح البلاد، وتخضع لهم العباد، ولَيُبدلَنّ بعد خوفهم من الناس أمنا وحكما فيهم، وقد فعل تبارك وتعالى ذلك. وله الحمد والمنة، فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين، وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها. وأخذ الجزية من مَجُوس هَجَر، ومن بعض أطراف الشام، وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر والإسكندرية -وهو المقوقس -وملوك عمان والنجاشي ملك الحبشة، الذي تَملَّك بعد أصْحَمة، رحمه الله وأكرمه. ثم لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم واختار الله له ما عنده من الكرامة، قام بالأمر بعده خليفته أبو بكر الصديق، فَلَمّ شَعَث ما وَهَى عند موته، عليه الصلاة والسلام وأطَّدَ جزيرة العرب ومهدها، وبعث الجيوش الإسلامية إلى بلاد فارس صحبة خالد بن الوليد، رضي الله عنه، ففتحوا طرفا منها، وقتلوا خلقا من أهلها. وجيشا آخر صحبة أبي عبيدة، رضي الله عنه، ومن معه من الأمراء إلى أرض الشام، وثالثًا صحبة عمرو بن العاص، رضي الله عنه، إلى بلاد مصر، ففتح الله للجيش الشامي في أيامه بُصرى ودمشق ومَخَاليفهما من بلاد حَوران وما والاها، وتوفاه الله عز وجل، واختار له ما عنده من الكرامة. ومَنّ على الإسلام وأهله بأن ألهم الصديق أن استخلف عمر الفاروق، فقام في الأمر بعده قياما تاما، لم يَدُر الفلك بعد الأنبياء [عليهم السلام] على مثله، في قوة سيرته وكمال عدله. وتم في أيامه فتح البلاد الشامية بكمالها، وديار مصر إلى آخرها، وأكثر إقليم فارس، وكَسَّر كسرى وأهانه غاية الهوان، وتقهقر إلى أقصى مملكته، وقَصَّر قيصر، وانتزع يده عن بلاد الشام فانحاز إلى قسطنطينة، وأنفق أموالهما في سبيل الله، كما أخبر. بذلك ووعد به رسول الله، عليه من ربه أتم سلام وأزكى صلاة. ثم لما كانت الدولة العثمانية، امتدت المماليك الإسلامية إلى أقصى مشارق الأرض ومغاربها، ففتحت بلاد المغرب إلى أقصى ما هنالك: الأندلس، وقبرص، وبلاد القيروان، وبلاد سَبْتَةَ مما يلي البحر المحيط، ومن ناحية المشرق إلى أقصى بلاد الصين، وقتل كسرى، وباد ملكه بالكلية. وفتحت مدائن العراق، وخراسان، والأهواز، وقتل المسلمون من الترك مقتلة عظيمة جدا، وخذل الله ملكهم الأعظم خاقان، وجُبي الخراج من المشارق والمغارب إلى حضرة أمير المؤمنين عثمان بن عفان، رضي الله عنه. وذلك ببركة تلاوته ودراسته وجمعه الأمة على حفظ القرآن؛ ولهذا ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله زَوَى لي الأرض، فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زُوي لي منها" فها نحن نتقلب فيما وعدنا الله ورسوله، وصدق الله ورسوله، فنسأل الله الإيمان به، وبرسوله، والقيام بشكره على الوجه الذي يرضيه عنا. قال الإمام مسلم بن الحجاج: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن جابر بن سَمُرَة قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا" . ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت عني فسألت أبي: ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كلهم من قريش". وهذا الحديث فيه دلالة على أنه لا بد من وجود اثني عشر خليفة عادلا وليسوا هم بأئمة الشيعة الاثني عشر فإن كثيرًا من أولئك لم يكن إليهم من الأمر شيء، فأما هؤلاء فإنهم يكونون من قريش، يَلُون فيعدلون. وقد وقعت البشارة بهم في الكتب المتقدمة، ثم لا يشترط أن يكون متتابعين، بل يكون وجودهم في الأمة متتابعا ومتفرقا، وقد وُجِد منهم أربعة على الولاء، وهم أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي، رضي الله عنهم. ثم كانت بعدهم فترة، ثم وُجِد منهم ما شاء الله، ثم قد يُوجَد منهم مَن بقي في وقت يعلمه الله. ومنهم المهدي الذي يطابق اسمه اسم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته كنيته، يملأ الأرض عدلا وقسطا، كما ملئت جورًا وظلما. وقد روى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، من حديث سعيد بن جُمْهان، عن سَفِينة -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم يكون ملكا عَضُوضا". ... وقال بعض السلف: خلافة أبي بكر وعمر، رضي الله عنهما، حق في كتابه، ثم تلا هذه الآية. وقال البراء بن عازب: نزلت هذه الآية، ونحن في خوف شديد. وهذه الآية الكريمة كقوله تعالى: { وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [الأنفال: 26]. وقوله: { كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ } كما قال تعالى عن موسى، عليه السلام، أنه قال لقومه: { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الأرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ } [الأعراف: 129]، وقال تعالى: { وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ } [القصص: 5 ، 6]. وقوله: { وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا } ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعديّ بن حاتم، حين وفد عليه: "أتعرف الحيرة؟" قال: لم أعرفها، ولكن قد سمعت بها. قال: "فوالذي نفسي بيده، ليُتمنّ الله هذا الأمر حتى تخرج الظعينة من الحِيرَة حتى تطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولتفتحن كنوز كسرى بن هرمز". قلت: كسرى بن هرمز؟ قال: "نعم، كسرى بن هرمز، وليُبذَلَنّ المالُ حتى لا يقبله أحد" . قال عدي بن حاتم: فهذه الظعينة تخرج من الحيرة فتطوف بالبيت في غير جوار أحد، ولقد كنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز، والذي نفسي بيده، لتكونن الثالثة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قالها . وقال الإمام أحمد: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن أبي سلمة، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بشر هذه الأمة بالسَّناء والرفعة، والدين والنصر والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة نصيب" .اهـ فإذا أردنا السيادة والريادة والتوفيق والتسديد فما علينا إلا أن نطيع ربنا ونمتثل سنة نبينا صلى الله عليه وسلم. "نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله". إخواني في الله إن الطريق الذي نسلكه أغلى طريق وأحسنه إلا أنه محاط بالمكاره كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه:" حفت الجنة بالمكاره " فهذا الطريق هي السبيل الوحيد الموصل إلي الجنة فعلينا أن نصبر أنفسنا لله ومن أجل الله عز وجل مع استعانتنا بالله عز وجل. وعلينا أيضا الإكثار من الوسائل التي يسر الله عز وجل العون بسببها قال تعالي: (((واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين))) الآية قال بن كثير رحمه الله تعالى: يقول تعالى : آمرًا عبيده، فيما يؤمّلون من خير الدنيا والآخرة، بالاستعانة بالصبر والصلاة، كما قال مقاتل بن حَيَّان في تفسير هذه الآية: استعينوا على طلب الآخرة بالصبر على الفرائض، والصلاة. فأما الصبر فقيل: إنه الصيام، نص عليه مجاهد. ..وقيل: المراد بالصبر الكف عن المعاصي؛ ولهذا قرنه بأداء العبادات وأعلاها: فعل الصلاة. ...وقال أبو العالية في قوله: { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ } على مرضاة الله، واعلموا أنها من طاعة الله. وأما قوله: { وَالصَّلاةِ } فإن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر، كما قال تعالى: { اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ } الآية [العنكبوت: 45].اهـ وكذلك موسي عليه السلام يقول لقومه("استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يرثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقيين". إخواني في الله إن لله عز وجل قضى وقدر بالابتلاء على عباده فقال سبحانه وتعالى: (((أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب))). وقال تعالى: (((ألم، أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين))). "ولا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقي الله عز وجل وليس عليه خطيئة". وقال تعالى: (((ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم))). وقال تعالى: (((أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة))). فقد أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أجل هذا الطريق ووضع على ظهره السلى "عن ابن مسعود قال بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلى عند البيت وأبو جهل وأصحاب له جلوس وقد نحرت جزور بالأمس فقال أبو جهل أيكم يقوم إلى سلا جزور بنى فلان فيأخذه فيضعه فى كتفى محمد إذا سجد فانبعث أشقى القوم فأخذه فلما سجد النبى -صلى الله عليه وسلم- وضعه بين كتفيه قال فاستضحكوا وجعل بعضهم يميل على بعض وأنا قائم أنظر. لو كانت لى منعة طرحته عن ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والنبي -صلى الله عليه وسلم- ساجد ما يرفع رأسه حتى انطلق إنسان فأخبر فاطمة فجاءت وهى جويرية فطرحته عنه. ثم أقبلت عليهم تشتمهم فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- صلاته رفع صوته ثم دعا عليهم وكان إذا دعا دعا ثلاثا. وإذا سأل سأل ثلاثا ثم قال « اللهم عليك بقريش ». ثلاث مرات فلما سمعوا صوته ذهب عنهم الضحك وخافوا دعوته ثم قال « اللهم عليك بأبى جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة والوليد بن عقبة وأمية بن خلف وعقبة بن أبى معيط ». وذكر السابع ولم أحفظه فوالذى بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بالحق لقد رأيت الذين سمى صرعى يوم بدر ثم سحبوا إلى القليب قليب بدر. قال أبو إسحاق الوليد بن عقبة غلط فى هذا الحديث. أخرجه مسلم. وقد شجت رباعيته وكسر المغفر على رأسه ومثل بحمزة وشرد الصحابة من بلد إلى بلد حتى كان مستقرهم بعد ذلك المدينة. عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ قال ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) أخرجه البخاري ". إخواني في الله عاقبة الصبر الظفر فعن صهيب أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال « كان ملك فيمن كان قبلكم وكان له ساحر فلما كبر قال للملك إنى قد كبرت فابعث إلى غلاما أعلمه السحر. فبعث إليه غلاما يعلمه فكان فى طريقه إذا سلك راهب فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه فشكا ذلك إلى الراهب فقال إذا خشيت الساحر فقل حبسنى أهلى. وإذا خشيت أهلك فقل حبسنى الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس فقال اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل فأخذ حجرا فقال اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضى الناس. فرماها فقتلها ومضى الناس فأتى الراهب فأخبره فقال له الراهب أى بنى أنت اليوم أفضل منى. قد بلغ من أمرك ما أرى وإنك ستبتلى فإن ابتليت فلا تدل على . وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوى الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك كان قد عمى فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ها هنا لك أجمع إن أنت شفيتنى فقال إنى لا أشفى أحدا إنما يشفى الله فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك. فآمن بالله فشفاه الله فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك من رد عليك بصرك قال ربى. قال ولك رب غيرى قال ربى وربك الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام فجىء بالغلام فقال له الملك أى بنى قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل . فقال إنى لا أشفى أحدا إنما يشفى الله. فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجىء بالراهب فقيل له ارجع عن دينك. فأبى فدعا بالمئشار فوضع المئشار فى مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه ثم جىء بجليس الملك فقيل له ارجع عن دينك. فأبى فوضع المئشار فى مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه ثم جىء بالغلام فقيل له ارجع عن دينك. فأبى فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم اكفنيهم بما شئت. فرجف بهم الجبل فسقطوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله. فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال اذهبوا به فاحملوه فى قرقور فتوسطوا به البحر فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه. فذهبوا به فقال اللهم اكفنيهم بما شئت. فانكفأت بهم السفينة فغرقوا وجاء يمشى إلى الملك فقال له الملك ما فعل أصحابك قال كفانيهم الله. فقال للملك إنك لست بقاتلى حتى تفعل ما آمرك به. قال وما هو قال تجمع الناس فى صعيد واحد وتصلبنى على جذع ثم خذ سهما من كنانتى ثم ضع السهم فى كبد القوس ثم قل باسم الله رب الغلام. ثم ارمنى فإنك إذا فعلت ذلك قتلتنى. فجمع الناس فى صعيد واحد وصلبه على جذع ثم أخذ سهما من كنانته ثم وضع السهم فى كبد القوس ثم قال باسم الله رب الغلام. ثم رماه فوقع السهم فى صدغه فوضع يده فى صدغه فى موضع السهم فمات فقال الناس آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام آمنا برب الغلام. فأتى الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حذرك قد آمن الناس. فأمر بالأخدود فى أفواه السكك فخدت وأضرم النيران وقال من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها. أو قيل له اقتحم. ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبى لها فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام يا أمه اصبرى فإنك على الحق ».أخرجه مسلم. وعن عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : لما أسري بي مرت بي رائحة طيبة فقلت : ما هذه الرائحة ؟ فقالوا : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون و أولادها كانت تمشطها فوقع المشط من يدها فقالت : بسم الله فقالت ابنته أبي فقالت : لا بل ربي و ربك و رب أبيك فقالت : أخبر بذلك أبي قالت : نعم فأخبرته فدعا بها و بولدها فقالت لي : إليك حاجة ؟ فقال : ما هي ؟ قالت تجمع عظامي و عظام ولدي فتدفنه جميعا فقال : ذلك لك علينا من الحق فأتى بأولادها فألقي واحدا واحدا حتى إذا كان آخر ولدها و كان صبيا مرضعا فقال : اصبري يا أماه فإنك على الحق ثم ألقيت مع ولدها قال رسول الله صلى الله عليه و سلم تكلم أربعة و هم صغار : هذا و شاهد يوسف و صاحب جريح و عيسى ابن مريم عليه السلام،أخرجه الحاكم وقال هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه. ومع ذلك اعلم أن الله عز وجل يقول:"إن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا". فاصبروا وفقكم الله واستعينوا بالله عز وجل وأكثروا من الدعاء فالله يقول:"أدعوني أستجب لكم". ويقول:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان". فحافظوا على دينكم ولا تتضعضعوا ولا تسأموا فالأجر بقدر البلاء "إذا أحب الله قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا". عسى فرج يأتي به إنه = له كل يوم في خليقته أمر جاء عند البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال ( خرج ثلاثة يمشون فأصابهم المطر فدخلوا في غار في جبل فانحطت عليهم صخرة قال فقال بعضهم لبعض ادعوا الله بأفضل عمل عملتموه، فقال أحدهم اللهم إني كان لي أبوان شيخان كبيران فكنت أخرج فأرعى ثم أجيء فأحلب فأجيء بالحلاب فآتي أبواي فيشربان ثم أسقي الصبية وأهلي وامرأتي فاحتبست ليلة فجئت فإذا هما نائمان قال فكرهت أن أوقظهما والصبية يتضاغون عند رجلي فلم يزل ذلك دأبي ودأبهما حتى طلع الفجر اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة نرى منها السماء قال ففرج عنهم. وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني أحب امرأة من بنات عمي كأشد ما يحب الرجل النساء فقالت لا تنال ذلك منها حتى تعطيها مائة دينار فسعيت حتى جمعتها فلما قعدت بين رجليها قالت اتق الله ولا تفض الخاتم إلا بحقه فقمت وتركتها فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فرجة قال ففرج عنهم الثلثين. وقال الآخر اللهم إن كنت تعلم أني استأجرت أجيرا بفرق من ذرة فأعطيته وأبى ذلك أن يأخذ فعمدت إلى ذلك الفرق فزرعته حتى اشتريت منه بقرا وراعيها ثم جاء فقال يا عبد الله أعطيني حقي فقلت انطلق إلى تلك البقر وراعيها فإنها لك فقال أتستهزئ بي ؟ قال فقلت ما أستهزئ بك ولكنها لك اللهم إن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فأفرج عنا فكشف عنهم ) وأعلموا يا وفقكم الله أن الله عز وجل لما قدر الابتلاء أمر بالصبر عليه فإن لا : وعظم البلاء وأكره المرء على فعل المحظور فالله تعالى يقول : { مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107) أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (108) لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (109) } يتبع إن شاء الله تعالى __________________
الموضوع الأصلي :
النصح والتبيين للإخوة الليبيين
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبومالك عمر الطروق
__________________
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.