|
كاتب الموضوع | أبو عبد الله يوسف الزاكوري | مشاركات | 7 | المشاهدات | 1708 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنة و الجماعة
عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنة و الجماعة تأليف : العلامة محمد المكي بن عزوز التونسي رحمه الله انظر ترجمته هنا http://www.akssa.org/vb/showthread.php?t=6386 بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم عقيدة التوحيد الكبرى نفعنا الله بمؤلفها آمين لا إله إلا الله ، محمد رسول الله < اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ> لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، قديم لا أول لوجوده ، باق لا نهاية لبقائه ، جل أن يلحقع تصور ، أو يشخصه فكر ، فكل ما يخطر ببالك فربنا مخالف لذلك < لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ> و هو العزيز الحكيم ، العفو الغفور ، الرحيم شديد العقاب . كان العالَم – و هو جميع ما سوى الله – في العدم ، و الله هو الذي أوجده بمشيئته من غير احتياج إليه ، و لا تفكر في إيجاده ، فكله ملكه يتصرف فيه وحده كما يشاء ، فلا ينسب إليه جور فيما أوجد أو أعدم ، أو منع أو أعطى ، إن أنعم فبفضله ، و إن منع فبعدله < لا يسأل عما يفعل > ، < كل يوم هو في شأن > غني عن كل ما سواه ، و جميع ما عداه مفتقر إليه يهدي من يشاء و يضل من يشاء ، أفعاله و أحكامه كلها لحكمة ، لم يخلق شيئا عبثا ، أحاط بكل شيء علما ، و أحصى كل شيء عددا . لا يتجدد له علم بتجدد الأشياء ، هو الذي ينشئها على وفق ما في علمه . فعال لما يريد ، لا معقب لحكمه ، و لا راد لقضائه ، مقلب القلوب ، يحول بين المرء و قلبه . هو رازق من أراد ، متى أراد ، أين أراد ، بما أراد من المال و الجاه و العلوم و الأخلاق أو غيرها . قال تعالى : < وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ> خلق العرش ، و العرش محيط بالعالم ، و في جوفه الكرسي ، و في جوف الكرسي السموات و الأرض ، و خلق اللوح و القلم ، و خلق الملائكة و الجن ، و الإنس و سائر الحيوانات ، هو مغذيها برا و بحرا ، ليلا و نهارا < وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ> . س : - هل يقال : الله كائن في كل مكان ؟ ج : - لا يقال ، لأنه صورة القول بالحلول و الاتحاد و هو كفر ، فالله مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، قريب لهم بعلمه و ملائكته . واستواؤه تعالى على العرش يجب الإيمان به دون تعرض لكيفيته كالسمع و البصر ، و سائر صفاته تعالى الثابتة بلسان الشرع . هذا الذي اتفق عليه الأئمة الأربعة و غيرهم من أساطين السنة و هو المعقول . و لا يجوز التفكر في ذات الله تعالى . س : - هل يفسر استوى باستولى في آية :< الرحمن على العرش استوى > ؟ ج : - لا يفسر ، و هو تفسير المعطلة كالمعتزلة ، و لا يستقيم . س : - من هم الملائكة و ما وظيفتهم ؟ ج : - عباد الله مطيعون عابدون معصومون ، و هم أجرام من نور ، لا إناث و لا ذكور ، و قد يتشكلون بشكل الآدمي عند الحاجة . منهم الأربعة : جبريل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل . و منهم ملائكة موكلون بكل إنسان يعاقبون ، ليليين و نهاريين ، يكتبون كل ما يقول أو يفعل من الحسنات و السيئات إلى أن يموت . و منهم : الملكان اللذان يسألان الميت في قبره عن دينه . و منهم : خزنة الجنة و خزنة النار . و منهم : غير ذلك :< و ما يعلم جنود ربك إلا هو > . س : - من هم الجن ؟ ج : - هم جنس يروننا و لا نراهم ، مكلفون بتوحيد الله و عبادته مثل الإنس ، منهم الصالحون و منهم دون ذلك . و منهم إبليس اللعين و ذريته الخبثاء المضلون . ثم جميع الجن داخلون تحت المسئولية بالرسالة المحمدية ، و قد بلغهم النبي صلى الله عليه و سلم فآمن منهم من سبقت له السعادة . س : - ما القول في مذهب داروين و من تبعه في أن أصل البشر النشوء و الارتقاء إنكارا لوجود آدم و حواء ؟ ج : - اعتقاد ذلك مجاهرة بتكذيب كلام الله و رسله كلهم ، فآدم خلقه الله من طين ثم نفخ فيه الروح ، و خلق حواء من جسد آدم و منهما تناسل البشر . س : - لأي شيء خلق الجن و الإنس ؟ ج : - قال تعالى : < و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون > خلقهم فأرسل إليهم أنبياء اختارهم من خلقه ، و أوحى إليهم بالشرائع . جعل الملائكة سفراء بينه و بينهم ، و ألزم جميع الأمم التوحيد و تصديق الرسل . و سخر لعباده العوالم السفلية و العلوية ليتمتعوا و يشكروه ، قال تعالى : <وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ> . و من لطفه جل جلاله أنه شرع من العبادات و أحكام المعاملات لكل قوم ما يليق بهم زمانا و إقليما ، و إذ جعل هذه الشريعة المحمدية سمحاء ثابتة الأصل ، لا تتزعزع ، باسقة الأغصان ، صالحة لكل قوم ، و كل زمان و كل مكان ، ختم بها الشرائع ، وأدخل في حدودها كل مكلف إلى يوم القيامة ، فلا يعبد إلا بها ، و شرط في قبول عبادته الإيمان . س: - الإيمان بماذا ؟ ج : - الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر كله . س : - ما معنى :و بالقدر كله ؟ ج : - هو أن تعتقد أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله و قدرته و إرادته ، و قد أمر الله القلم فكتب ما سيكون إلى يوم القيامة . س :- ما اللوح و القلم و الكتابة ؟ ج : - هي من الغيبيات التي ثبت وجودها بلسان الشرع ، فيجب الإيمان بها ، و لا يضر عدم عرفان كيفياتها . يتبع على حلقات حتى يتم بحول الله نسخه لكم من الطبعة المغربية أبو عبد الله يوسف الزاكوري غفر الله له __________________
الموضوع الأصلي :
عقيدة التوحيد الكبرى في عقائد أهل السنة و الجماعة
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
أبو عبد الله يوسف الزاكوري
|
#2
|
|||
|
|||
ليتنبه إلى انني لم أعقب على شيء من كلام المؤلف رحمه الله ، و إلا ففي بعض كلامه ما يحتاج إلى تعقيب كتسميته لملك الموت بعزرائيل و لم يثبت في ذلك شيء .
|
#3
|
|||
|
|||
س :- ما وظيفة العقل في هذا العلم ؟
ج : - العقل مخلوق ، و المخلوق لا يعرف من صفات خالقه إلا ما عرفه خالقه ، فلا يعتقد و لا يتكلم أحد في أمور خالقه إلا ما أذن له فيه ، فالعقل لا سبيل له إلى الحكم في المباحث الإلهية نفيا أو إثباتا إلا بتلقي علمها من إفادة النبوة . و كذلك الأمور الأخروية و ما أخبر به الشرع مما غاب عن العيان ، فليس للعقل فيه وظيفة إلا التعقل و التفهم للمراد من التبليغات النبوية بالقرآن و الحديث الصحيح ، و كلها مطابقة للعقل ، عرف من عرف و جهل من جهل ، و فوق كل ذي علم عليم . حافظوا على هذا الأساس الكلي فهو الحاجز بين الكفر و الإيمان و بين الخطأ و الصواب في هذا الباب . و كل حكم خرج عن هذه القاعدة فهو مظنون أو موهوم من قائله الأول ، بناء على قياسات لم تطرد ، فلا يقين فيه ، و لا يجوز اعتقاده ، و نتائج الأفكار لا تقاوم وحي الجبار . و سبب الخطأ القصور في الإحاطة بأصل المسألة أو تعريفها ، فلو استكملت لأهل الفن لقر قرارهم على الإذعان إلى ما قاله الله و رسوله . نعم ؛ ما كان غير مصرح به في النص الديني فهو ليس من هذا الباب . فهذه المسألة و هي عرفان وظيفة العقل في هذا العلم و توقيفه عند حده هي إحدى النقطتين اللتين هما منبع السعادة و الشقاوة . و النقطة الثانية : اعتقاد قدرة الله تعالى و إرادته : من آمن بأن الله على كل شيء قدير ، و فعال لما يريد زال عن فكره أكثر الإشكالات المضلة ؛ لأنه بقدرة الله تنخرق الطبيعة ، فكما أن جريانها في سبيلها المعتاد هو بفعل الله و حكمته ، فلا إشكال في تغييره ، و مجراها الحكمة أيضا ، فالله لم يلتزم عدم تغيير المعتاد من مجاري الطبيعة ، بل صرح بتغييرها و تبديلها و تحويلها متى شاء . و من الخطأ الفاحش تفسير قوله تعالى : < فلن تجد لسنة الله تبديلا > بأنه القانون الطبيعي في حوادث الكون . و الصواب أن سنته هنا نصرةٌ لأنبيائه على من كذبهم و عاداهم كما يدل عليه صدر الآية و هو : < فهل ينظرون إلا سنة الأولين > فهي السنة التي لا تتبدل و العاقبة للمتقين فحافظوا على هاتين النقطتين تفلحوا ، فهما جناحا المسلم اللذان يتخلص بهما من الفتن ، و إلا فهو من أهلك الهالكين . س : - كم السموات ؟ ج : - السموات سبع ، و هي طباقٌ بعضها فوق بعض ، سقفا محفوظا . و جميعها فوق عالم الكواكب ، و من نفى وجود السموات المفسَّر بلسان الشرع فقد جاهر بتكذيب النبوة . س: - في كم خلقت السموات و الأرض ؟ ج : - في ستة أيام ؛ خلق الأرض في يومين ، ثم السموات في يومين . ثم دحا الأرض ، و خلق ما عليها من جبال و ماء و أقوات و غير ذلك في يومين . س: - ما مقدار تلك الأيام ؟ ج : - مقدار أيام الدنيا المعروفة ، و لا يعجز عنه ، و لو شاء لخلقها في لحظة . س : - هل الأرض كرة أم مسطحة ؟ ج : - كرة و مسطحة ، فالأرض جرم كبير ، لا ينافي تسطيحُها كرويتَها لتباعد أكناف بعضها مع بعض . س: - متى تكتب الملائكة قسمة الإنسان السابقة في علم الله القديم ؟ ج : - قبل نفخ الروح فيه في بطن أمه ، يكتب الملك بأمر الله أجله و رزقه ، و شقي أو سعيد ، و ما هو لاقيه في مستقبله . س: - هل للإنسان مدخل في أفعاله ؟ ج : - نعم ؛ فالإنسان له اختيار ، للفرق الضروري بين حركة الارتعاش و حركة البطش . و على فعله بقصده و تعمده يثاب و يعاقب < لا يكلف الله نفسا إلا وسعها > ، < فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين > . و التفريط اعتمادا على القدر جهل ، فالذي على العبد أن يسعى في الصالحات ، و لا يتجاوز خطته إلى التكلف فيما أخفاه الله عنه من أنه المقدور أو غير المقدور . ثم الرجوع إلى القدر يكون عند الطاعات من غير كسل ، و بعد المصائب لا عند الذنوب ، فهو سوء أدب ، و من غرور الشيطان . س : - ما الاعتقاد في حق الأنبياء ؟ ج : - الأنبياء صادقون أمناء معصومون أهل فطنة لا يكتمون شيئا مما أمرهم الله بتبليغه ، مؤيدون من الله بالمعجزات الخارقات للعادة ، علامة على صدقهم . و من كذّب نبيا و لو في كلمة فقد كفر . س : - ما الذي يجوز في حقهم ؟ ج : - يجوز عليهم الأحوال البشرية التي لا نقيصة فيها ، كالجوع و التعب و النكاح و المرض الذي لا تنفر منه النفوس . س: - ما خصائص نبينا محمد عليه و عليهم الصلاة و السلام ؟ ج : - هو خاتم الأنبياء ، رسولا إلى جميع الإنس و الجن ، جاء من الله بالقرآن بشيرا و نذيرا وهو أمي لا يكتب و لا يقرأ ، و لم يتعلم قط ، و ذلك من أكمل الكمال له ، لأن أكبر معجزاته القرآن الذي أدهش مَصَاقِعَ خطباء العرب ؛ ليتحقق أن فتحه قدسي ، و كتابه منزل عليه من الله ، فلا يرتاب أحد من نبوته و إبلاغه رسالة ربه . س :- هل القرآن كلام الله نفسه ؟ ج : - القرآن كلام الله نفسه ، و هو المكتوب في المصاحف المحفوظ في الصدور المقروء على الألسنة نزل به جبريل على محمد صلى الله عليه و سلم معجزا كل من يعارضه أو يريد الإتيان بمثله . قال تعالى :{قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} وقد تكفل الله بصيانته من التبديل و التغيير و من سعى في تحريفه لفظا أو معنى يفتضح ، و عجزه يتضح . س : - ما القول في الكتب السماوية غير القرآن ؟ ج : - التوراة و الإنجيل و الزبور و غيرها من الصحف الإلهية كلها كلام الله مثل القرآن ، إلا الكلمات التي حرفوها . و حيث كان حصرها مجهولا فنقول في تلك الكتب إجمالا : آمنا بما جاء من عند الله .و الشرع المحمدي مصدق للشرائع قبله ، و رافع لحكمها بأمر الله ، فلا شريعة بعد بعثته إلا شريعته ، و هي أجمع الشرائع و أيسرها ، و لا يلزم أن نعرف حكمة جميع الأحكام الشرعية ، و إن كان أكثرها واضح الحكمة . س: - هل للحديث النبوي حكم القرآن في الطاعة و الإيمان ؟ ج : - نعم لا فرق بينهما في ذلك ، و الحديث الصحيح محفوظ عند أهله بالحرف و الشِّكلة ، إذ لا يزاد فيه و لا ينقص . س: - هل يجوز تفسير القرآن بمقتضى القواعد التي انتهى إليها تفنن أهل العصر و لو خالفت النص الصحيح ؟ ج : - تفسيره بما يخالف الثابت من علم الكتاب و السنة حرام ، و ربما يجر إلى الكفر ، فحكم القرآن و حكمته و تعريفه للحقائق بالمعنى العربي و المنهاج المحمدي مستمر إلى يوم القيامة ، و من زعم اختصاص تلك المعاني و التعريفات بإقليم أو زمان دون غيره فهو ضال مضل ، حيث نسب للنبي صلى الله عليه و سلم ما هو منزه عنه من تصوير غير الواقع ، إما قصدا أو جهلا بالحقائق ، و حاشاه صلى الله عليه و سلم من الأمرين ، و قد صدقه الله في جميع مقالاته ، أيخفى على الله شيء ؟ < أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ > و قال له ربه :< لتبين للناس ما نزل إليهم > و قد تقدم أن كل من خالف الدين من كلام المتفلسفة مظنونٌ لهم ، و ذلك باعترافهم ، و إنما تمسكوا به لعدم المعارض عندهم ؛ و أدنى من درجة الظنيات ، أفنقتدي بهم و بيننا الفارق الأكبر ؟ ثم المشاهد ازدياد التوسع في التفننات الطبيعية ، و انتقال الأفكار من حيز إلى حيز بلا قرار ، أفيتبدل تفسير كلام الله بتبدل صبغة الأفكار على ممر الأعصار فيبقى القرآن لعبة بيد الناس ؟ حاشاه و يأبى ذلك . س: - هل يخلق الله شيئا بلا سبب طبيعي ؟ ج : - نعم ؛ يخلق بسبب طبيعي ، و بلا سبب طبيعي على حسب ما شاء ، و بهذا تعرف الله إلى خلقه كما ذكره في القرآن كثيرا . و خلقُه بعض الأشياء بلا سبب طبيعي هو الذي يدل دلالة واضحة على قدرته تعالى و تفرده بالتصرف إذا أراد شيئا أن يقول له : كن فيكون . فمن ذلك معجزات الأنبياء التي من كذب بها كفر ؛ كطوفان نوح و حياته البالغة ألف سنة ، و هلاك عاد بريح صرصر عاتية ، و ثمود بالصيحة ، و قلب مدائن قوم لوط ، و آية نار إبراهيم ، و عجائب عصا موسى ، و تسخير الريح و الشياطين و جميع الحيوانات لسليمان ، و خلق عيسى بلا أب ، و إبراؤه الأكمه و الأبرص ، و إحياؤه الموتى بإذن الله ، و رفعُه إلى السماء ، و قصة أصحاب الكهف ، و خلق آدم بلا أبوين ، و الإسراء المحمدي ، و معراجه إلى السموات بجسده يقظة و رجوعه في ليلة واحدة . و كانشقاق القمر له ، و غير ذلك مما بعضُه لا تقتضيه الطبيعة أصلا ، و بعضه يقع مثله في الطبيعة نادرا و لا يبلغ إلى درجة ما يقع معجزة . فصل لا نجهل و لا ننكر طبيعة البشر و ذوي الأرواح الأرضية إذا ارتفعت خارقة لكرة الهواء لها حد محدود لا تتعيش فوقه عادة ، لكن مشيئة الله و قدرته تنقض حكم الطبيعة في ذلك الأمر < و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون > . و هذا أصل عام من ضروريات الإيمان و اليقين . س : - ما القول فيمن قال : إن تلك المعجزات وقعت بوجه طبيعي لا بخرق العادة ؟ ج : - جريان الطبيعة بذلك كيف يتفق دائما مع غضب الله على المهلكين مثلا و رضاه عن الناجين ، فإذا كان مجرى العادة مستمرا في سبيله بلا تخلف فأي حاجة بغضبه تعالى و رضاه ؟ ! إذ لا تأثير له على زعمهم . و معنى هذا القول هو نسبة العجز للقدرة الإلهية ، و عزل الخالق عن التصرف في مخلوقاته ، و هو انسلاخ من الدين بلا شك .فقدرته تعالى لا يوجبها سبب ، و لا يرفعها سبب، ما شاء الله كان ، و ما لم يشأ لم يكن . فصل و لو شاء الله أن يجعل الزمان كله نهارا مضيئا أو كله ليلا مظلما لفعل ، و لذلك شرع عند كسوف الشمس الفزع إلى الصلاة و الاستغفار خوفا من غضب الجبار جل جلاله فيخرق حساب انجلائها المعروف، فيستمر الظلام عقوبة إن لم يرحم عباده ، و لا يعجز عن ذلك ، ففي الآية الكريمة "< قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (72) وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (73) > فلو فُرض أن قائلا قال في مقابلة الآية : يأتينا بالضياء و الليل القانونُ الطبيعي الذي لا يتخلف ، يعني اختلاف الحركة في التقابل بين الأرض و الشمس ، فكأنه قال : لنا إله يأتينا به ، و ليس وراء ذلك دين . فصل و بقدرته تعالى قال للسموات و الأرض : < ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين > فالمخلوقات كلها مذعنة لسطوة الألوهية إلا من أبى و استكبر من الجن و الإنس . قال تعالى :< و النجم و الشجر يسجدان > ،<و يسبح الرعد بحمده و الملائكة من خيفته > ، < و إن من شيء إلا يسبح بحمده و لكن لا تفقهون تسبيحهم > ،< وإن منها > - أي من الحجارة - < لما يهبط من خشية الله > ، < و الشمس و القمر و النجوم مسخرات بأمره > ، و الطير في الجو ما يمسكهن إلا الله كما يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه < هو الذي يسيركم في البر و البحر > هو الذي يرسل الرياح لواقح فتثير سحابا ، هو الذي يخلق المطر و ينزله ، و ينبت النبات ، و لو لم يشأ لم تنزل قطرة ، و ينزل الماء و لا ينبت نبات ، هو الذي يخلق الزلزلة و الصاعقة بسبب أو بلا سبب ، و يسلطها على من يشاء و يصرفها عمن يشاء بسبب أو بلا سبب . فهو خالق الأسباب و المسبِّبات ، و لو شاء أن لا يؤثر سبب في مسبِّب ما أثَّر . فصل و هو تعالى الشافي للمريض ، و لو شاء أن لا يبرأ لا يقع البرء ، و لو انتظم له علاج لا يتخلف نفعه عادة بتدبير ألف حكيم . و لا يقال حيث لم يشأ الله برء المريض يقع الخطأ في العلاج أو في استعماله ، فإن هذا إيجاب للأسباب ، و فك الحكم من يد الله إلى يد الأسباب ، و هو الذي نذب المسلمين عن السقوط في اعتقاده تقريرا للتوحيد . س: - ما بدعة العقيدة في هذا العلم ؟ ج : - كل عقيدة حدثت بعد الصحابة فهي مبتدَعَة ، و معتقدها بِدْعِيٌّ فيها و إن كان من أهل السنة في غيرها . س: هل يجوز أن يوصف الله تعالى بما لم يثبت في الشرع إذا كان وصف كمال ؟ ج:- صفاته و أسماؤه تعالى توقيفية ، فلا يجوز أن يوصف إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله . س: ما الحكم فيمن قال كلمة تحقير في الأنبياء أو الملائكة أو الكتب الإلهية ؟ ج: يكفر س: ما حكم نصب الخليفة في الإسلام ؟ ج : حكمه الوجوب على الأمة ، و لا يجوز خلعه و الخروج عن بيعته ما دام مؤمنا يصلي . س: ما القول في الكرامات ؟ ج: كرامات الأولياء حق ، يخرق الله لهم العادة إكراما ، و لا إشكال فيها لأنها فرع المعجزات ، نالوها باتباع الأنبياء و سِرِّ الاقتداء ، و مع ذلك لا تتعلق بها همة الولي . وشرط الكرامة أن لا تخرق حكما شرعيا . س: ما هذا الاختلاف بين أئمة المذاهب و شريعتهم واحدة ؟ ج: - اختلافهم لا يقدح في الشريعة و لا فيهم ، و لا إشكال فيه لمن تبصر ، و ذلك أن النص النبوي الذي بلغ جميعهم لا يختلفون فيه إذ كلهم يتحرى السنة ، و ما لا نص فيه يجتهدون في حكمه ، فتارة يختلفون ، و الحق لا يتعدد ، فيفوز به أحدهم ، فمن أصاب فله أجران ، و من أخطأ فله أجر . و حيث لا نص فكل على اجتهاده لخفاء المحق من المخطئ ، فإن ثبت نص معاضد لأحدهم فالحق يتعين له . و لا يجوز لمسلم التعصب لقول أحد تبين خطؤه في ذلك القول ، و لكن يُحمل قائله الأول على عدم بلاغ الخبر له تنزيها لمقامهم عن تعمد المخالفة ، و هذا هو العدل الذي أمر به الله و رسوله و سائر الأئمة في هذه المسألة . فصل الموت بالأجل المحدود و لو مقتولا . و عزرائيل هو ملك الموت قابضُ الأرواح بإذن الله ، و له ملائكة أعوان . س: - ماذا يُفعل بالميت بعد دفنه ؟ ج : - إما في نعيم و إما في عذاب . و سؤال الملكين حقٌّ بعد أن ترجع له حياةٌ يفهم بها الخطاب ، و يرد الجواب . و يقعدانه في قبره و يسألانه عن دينه ، فأما المؤمن فيجيب باعتقاده فينعَّم و يقال له : نم نومة عروس ، فيكون في أحلى نومة نامها أحدٌ حتى يبعث . و أما غير المؤمن فيقول : لا أدري فيعذب ، فذلك قوله تعالى : ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة و يضل الله الظالمين ) . لابد من ذلك ولو تفرق جسده في أماكن متباعدة فالله قادر أن يذيقه ذلك كيفما كان . وقول الملاحدة : نفتح القبر فلا نجد ما يدل على ذلك ، جهالة ؛ لأن الله يسترها ، ولو برزت أمور الآخرة للأحياء لبطلت حكمة الباري تعالى في سعادة من يؤمن بالغيب ، و شقاوة من يكفر به . س : ما البرزخ ؟ ج : هو عالم بين الدنيا و الآخرة موجود الآن ، و فيه مستقر الأرواح و ما شاء الله . فصل و الساعة حق ، و لا يعلم وقتها إلا الله . و الحشر و تفاصيله التي ذكرها الشرع العزيز حق . س: هل الحشر بالجسم أم بالروح دون الجسم ؟ ج : تحشر الأجسام بأعيانها التي كانت في الدنيا ، و هي التي تحاسب . يتبع |
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيك يا أبا عبد الله و جزاك خيرا
و رحم الله العلامة محمد المكي بن عزوز التونسي و غفر له تابع وفقك الله |
#5
|
|||
|
|||
ماشاء الله..
بارك الله فيكم أخي الحبيب يوسف.. واصل وصلك الله بطاعته.. |
#6
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
|
#7
|
|||
|
|||
|
#8
|
|||
|
|||
حفظك الله يا أبا عبد الله و جزاك خيرا
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.