من قصائد الشاعر أبي رواحة في الرد على أهل التحزب والبدعة

[رواحة بن أبي رواحة]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، ولي المتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد سيد الأولين والآخرين، وقائد الغر المحجلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اقتفى أثرهم إلى يوم الدين، أما بعد:
فمعلوم أن أغراض الشعر خمسة وهي : الفخر والهجاء والمديح والرثاء والغزل , ومن فضل الله على والدي حفظه الله أن له إسهاماً في كل هذه الفنون , إلا أن دوره في هجاء أهل البدع وذمهم هو الدور البارز في شعره , فكأن الله هيَّأه للرد على محاربي التوحيد ومخالفي السنة , فلا تكاد ترى في ديوانه " النهر العريض " إلا الرد على أهل الأهواء , لما في ذلك من أجر كبير في الشريعة حتى قال يحي بن يحي : الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله .
وقال ابن تيمية رحمه الله : ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة، أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة، فإنبيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين ، حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع ؟
فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل . الفتاوى 28/231-232
وأقول :
وإذا كان الرد على المخالفين بالحجج والبراهين النثرية موجوداً عند السلف , كالرد على الجهمية والرد على بشر المريسي والرد على البكري , فكذلك الرد عليهم وعلى أشباههم بالحجج والبراهين الشعرية كان موجوداً أيضاً , وما نونية ابن القيم المسماة بالكافية الشافية , ونونية القحطاني الأندلسي , وقصيدة ابن حزم في الرد على الأرميني وغيرها من قصائد السلف والخلف , - والتي احتوت على التنكيل بأهل الأهواء والزندقة والكشف لأحوالهم – إلا مثالا حيا للدور الفعال الذي يقوم به الشعر في مقارعة أهل البدع وبيان حالهم .
وعليه فالوالد حفظه الله لم يكن بدَعاً في هذا المضمار بل هو يسلك مسلك السلف في التحذير من أهل الزيغ والضلال وأن ذلك ليس من الغيبة في شئ فقد ذَكَرَ ابنُ المبارك رجلاً قال : يكذب ، فقال له رجل : يا أبا عبد الرحمن تغتاب ؟ فقال : اسكت . إذا لم نبيِّن فكيف يُعرف الحق منالباطل؟! اﻫ كما في الكفاية للخطيب
بل كان الإمام شعبة يقول : تعال بنا نغتب في الله ساعة , يريد ذكْر الجرح والتعديل اهـ كما في شرح علل الترمذي لابن رجب
لهذا فقد قال الإمام الوادعي رحمه الله مقرِّرا هذا المسألة , فالجرح والتعديل أجمع عليه من يُعتدُّ به من المسلمين , أما أصحاب الأهواء فإنه يؤلمهم أن تقول : للمبتدع مبتدع وللفاسق فاسق ، فهو يؤلمهم هذا ولكنه الدين اهـ من قمع المعاند صـ72

ولقد كان الإمام الوادعي رحمه الله من أعظم المشجعين لوالدي على بيان حال المبطلين والتحذير منهم , ولا أدلَّ على ذلك من قوله عنه في مقدمته لديوانه :
والأخ أبو رواحة طالب علم مستفيد ، من أجل هذا لا تجد في ديوانه مدح السلاطين والظلمة ,ولا تجد فيه قذف المحصنات كشأن الفرزدق ، ولا وصف الخدود والقدود الفاتنة ، بل التحذير من البدع والمبتدعين ، بل جدَع أنوفهم وزلزل عروشهم ، مع الإشادة بالسنة وأهلها اهـ

وأقول : عسى أن أكون قد وفِّقتُ في هذا العرض المجمل لجهود والدي في هذا المضمار برَّاً به وبياناً لشئ من مآثره , وذلك أن للوالد حفظه الله مجموعةً طيبة مباركة من قصائد الردود على المخالفين , أشير إلى مواطنها من هذا المنتدى دلالة مني على الخير , وهي كما يلي :

الواجهة السوداء

قل موتوا بغيظكم

القول الأمين في صفات الحزبيين

الصواريخ المورية لتفجير القنبلة الذرية

تهافت في لظى الحزبية

الحقائق السلفية

الردود الجلية لكشف زيف المعلقة المدخلية

رشاش البيان على من خالف السنة والقرآن

تحذير القاصي والداني من انحرافات أبي الحسن السليماني

المنهج الحق الذي لا مرية فيه

وفيكم سماعون لهم

المعارضة العلمية اللطيفة لقصيدة الأعرابي (تزوجت اثنتين)الظريفة

المعارضة العلمية الظريفة لقصيدة الأعرابي (تزوجت...أربعا)الطريفة

 

[زكريا عبدالله النعمي]

بارك الله في جهود شاعرنا وجزاك الله خيراً بما تقوم به في هذا المنتدى
وأحسنت يا أبا عبدالله رواحة بن أبي رواحة على هذا الجمع الطيب

[رواحة بن أبي رواحة]

وأنت جزاك الله خيرا أخي أبا يحي
وأشكرك على مرورك الطيب