العودة   منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري > مرحباً بكم في منتديات الشعر السلفي > منتديات اللغــة العـــربيــة والشعــر السلــفــي > مـنـــتــــــدى الـلــغــــــــة الــعـــــربيـــــة

كاتب الموضوع أبو عبد الرحمن محمد العكرمي مشاركات 11 المشاهدات 7909  مشاهدة صفحة طباعة الموضوع | أرسل هذا الموضوع إلى صديق | الاشتراك انشر الموضوع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
  #11  
قديم 03-23-2011, 06:28 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
وفقه الله ورزقه العلم النافع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
أبو عبد الله بلال يونسي is an unknown quantity at this point
7asri

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وتحقيقا لطلب أخينا الفاضل العكرمي واستعجاله لي في إنزال تتمة النقل الذي تم إملاؤه منذ مدة ؛ وقد وعدت بإنزال التتمة ؛ والتي فيها بيان أن كلام المولدين ليس حجة في النحو ......

وذلك تحقيقا لما ينفي ما فهمه عني أخي الحبيب العكرمي الضرغام - زاده من فضله - :

وهاهي : ( تتمة الكلام حول مراتب الاستشهاد النحوية )

(( المرتبة الثالثة: الأشعار
و أما المرتبة الثالثة من مراتب الاستشهاد فتمثلت في الشعر العربي و كذلك النثر العربي، هذا الأخير لا يذكر غالبا عند ذكر شواهد النحو لغلبة الشعر عليه في روايات العرب و حفظها لكلامها، و ذلك ليسر حفظه و عُلوقه في الدهن دون تكلف أو مجاهدة، و إن كان النثر لا يستهان بالكم الذي وصلَنا منه من أشعار الجاهليين و من بعده ممن يستشهد بكلامهم كخطب قس بن ساعدة و صحابة رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم الكبار كأبي بكر وعمر عثمان و علي رضي الله عنهم و الحسن البصري و غيرهم من بلغاء العرب، و لكن إذا ما قايسنا ما وصلَنا من نثر مع ما وصلَنا من شعر، كان كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود، و بعرض الشعر على النثر يُعلم ناذر الكلام و مشهوره و ما وافق القياس و المسموع من كلام العرب وما خالفه لضرورة الشعر و لوازمه، و ذلك أن الشعر يجوز فيه ما لا يجوز في النثر و هو من كلام العرب المنقول إلينا، فبذلك يجوز لنا ما جاز لهم في شعرهم و ما جاز لهم في نثرهم.
و لنتحدث الآن عن المرتبة الثالثة من مراتب الاستشهاد و هو كلام العرب من غير كلام المعصوم، و نركز على ذكر أقسام الشعر و النثر داخل فيها ضمنا لِما أسلفنا من مسألة التغليب.
و أول أقسام الشعر: الشعر الجاهلي، و هو حجة باتفاق أهل الفن و لا التفات لمن طعن في عمومه لأنه معصوم باجتماعه و لا ننفي اللحن عن بعض أفراده و الذي قد يكون وجه في لغة العرب و بطونها، و هذا الذي نجد العلماء قد بحثوه و وجهوه و لله الحمد و المنة، فلم يتركوا شاردة و لا واردة إلا أوضحوها، فقطعوا السبيل على المشوشين المتهوكين المتتبعين لشواذ العبارات و التراكيب و ما نذر من الألفاظ و الأساليب و بنوْ في زعمهم بناء حكم عام يشمل جميع مناحي كلام العرب دون استقراء صحيح أو تتبع واضح صريح.
و قد انقسم الناس في شأن الشعر الجاهلي و سلامته من اللحن أصنافا ثلاثة:
- الصنف الأول: و هم أهل السنة و الجماعة (السلفيون)، ومذهبهم في الشعر الجاهلي هو ما أسلفنا ذكره.
- الصنف الثاني: و يمثله المعتزلة (الضلال) و كل من أخذ بقولهم من غفلة المسلمين و مردة الشياطين من المستشرقين و أذنابهم، فادعوْ أن البلاغة في كلام العرب خاضرة و لا فرق بين الجاهلي منها و غيره، و أن القرآن لم يستمد قوته و بلاغته إلا لمّا صرف الله وجوه العرب و ألسنتهم عن محاكاة نظْمه و أساليبه حين كان ينزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، فبذلك فبانقطاع زمن الوحي بوفاة الرسول و عصر التحدي قد يوجد من يحاكي في نظْمه و أسلوبه القرآن الكريم لغياب السبب المانع من حصول ذلك أفوله مع تحقيق المراد.
و هذا الكلام، النظر اليسير فيه يبين بطلانه، كيف و قد قال الله تعالى: { أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } [سورة النساء: الآية 82].
- الصنف الثالث: و هم الأشاعرة و من سار على ركبهم ممن اغتر ببهرجتهم(1) من بني الإسلام و من تبوأ مقعدها و تولوْ كِبرها من المستشرقين المحرفين و أذنابهم المخرفين من بني جلدتنا ممن يزعمون أنهم ينافحون عن الإسلام و هم معاول هدم لا بناء، استنفرهم شيطان الغرب من أعداء الإسلام لحرب الإسلام و أهله و الكيد لهم في لغة دينهم و كتابهم و سنة نبيهم صلى الله عليه و على آله و سلم، ومذهبهم (زعموا) جاء ردا على مسألة الصِرْفَة عند المعتزلة و كانت زلة الفاضل الباقِلاّني في تقويضه لادعاءات القاضي و أصحابه من أساطين المعتزلة حول مسألة الصِرْفَة، فعقد فصلا فكك فيه قصيدة من أبلغ قصائد العرب، هي قصيدة امرؤ القيس، إحدى المعلقات السبع الشهيرات و التي مطلعها (قفا نبكي لذكرى حبيب و موئل)، فبين بزعمه عوَّارها و أوقف على أوهام الشاعر في معانيه و الركاكة في بناء ألفاظه و سجامة(2) الترابط بين عباراته و أساليبه، ثم جعل ذلك منطلقا للطعن في كل كلام العرب و أن الضعف ملازم له فوقع بذلك في شبيه ما حصل مع المعتزلة و ذلك أن كلامه فتح مدخلا للطعن في عصمة كلام العرب بمجموعه، فيكون في رتبة لا تخوِّله أن يرتقي إلى مصّاف التحدي.

-----------------------------------------------------------

(1): قيل: البهرجة أن تعدل بالشيء عن الجادة القاصدة إلى غيرها.

----------------------------------------------------------------------------------
---------------------------------------------------------------------------------
و كما هو معلوم أن الضعيف لا عبرة بعجزه عن مجابهة من هو أقوى منه، و معنى ذلك أن الأقوى ليست له مَزية على من هو أضعف منه إلا كعرض ضعيف على أضعف، فكان هذا الكلام مدخلا لشر وبيل و هو أن القرآن ليس له قوة مستمدة من داخله، بل هي قوة مستمدة من الخارج و التي يعبر عنها بالقوة النسبية و التي تخالف الكمال المطلق و القوة المطلقة، و هذا الذي ترده أصول الإسلام و نصوص الوحيين المحكمة كقوله تعالى: { لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ } [فصلت:42].
و بهذا تبين لنا و تجلى بوضوح أصل عظيم وهو أن أهل السنة لا يغترون بردود أهل الباطل على بعضهم البعض، و ذلك لقلة السلامة في أساليب الاحتجاج لديهم لاعتمادهم الغالب أو الكلي على العقل الخالص (كما يزعمون)، و الحقيقة أن اعتمادهم هو على كلام الفلاسفة الملاحدة أصول المَناطِقة الزنادقة من سفهوا أنفسهم و انتكبوا عن طريق الهدى و سبل الوحي إلى مدلهمّات(1) الشعب، اذ العقل الصريح الخالص من أدران الشك و الجهل الملازمة للشبهة و الشهوة ليس له إلا موافقة النصوص الصحيحة كما هو معلوم مشاهد.
و مما سبق نعلم وسطية أهل السنة في تقرير مسائل الدين من معتقد و أحكام و أخلاق، فهم لا يعتقدون العصمة لأفراد العرب المستشهد بكلامهم بل يعتقدون العصمة لعمومهم في الجملة، فقد يهمون في صياغة بعض التراكيب في الدلالة على بعض المعاني، و من أذناب الأشاعرة في هذه المسألة: مرجليوث المستشرق النصراني و طه حسين المتهوِّك و سفلة من اغتر بفهمه و أشاد باختلاقه و تمويهه، و قد جعل عصارة نتنه و زبالة فكره في كتاب سمّاه (محاضرات في الشعر الجاهلي)، و قد صدى لتخريفه و بان عن جهله و فادح تخرسه أئمة أفداد و على رأسهم الإمام العلامة محمد الخضر حسين في كتابه العَلََم (نقضُ كتابٍ في الشعر الجاهلي).
القسم الثاني: شعر المخضرمين و نثرهم، و نقول فيه ما قلنا في الشعر الجاهلي.
القسم الثالث: شعر الاسلامين، و الراجح فيه الاستشهاد بغالبه مع عدم الاستشهاد ببعضه و الذي نبه العلماء على عُجمة قائله أو تلبُّسِه باللحن بسبب الاختلاط بالأعاجم و ما شاب اللسان العربي آنذاك من طنطنة(2) الفرنجة(3) الطماطم(4).

--------------------------------------------------------------------------------------------------

(1): يقال ليلة مدلهمة مظلمة وفلاة مدلهمة لا أعلام فيها
(2): كثرة الكلام
(3): الكفار من أهل الكتاب والمشركين
(4): رجلٌ طِمْطِمٌ بالكسر، أي في لسانه عُجمة لا يفصح. ومنه قول الشاعر: حَزِقٌ يمانيةٌ لأعْجَمَ طِمْطِمِ

-----------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------------------
القسم الرابع: شعر المولَّدين، و الراجح الصحيح في شأنه أن غالبه ليس بحجة إلا نذر منه و الناذر لا حكم له، فالشاذ يحفظ و لا يقاس عليه، فلا يعمم و لا يؤخذ مطية للاستشهاد بغيره من شعر المولدين.
و الذي نخلص إليه أن ما سبق تفصيله أغلبه يرجع إلى أمور نسبية، و لا أدل على ذلك أن نجد بعد انقراض عصر الاستشهاد أو قريبا من انقراض آخر الأقسام (قسم المولدين) أمثال الشافعي المطَّلبي الهاشمي القرشي، و الذي عُدَّ كلامه في كتبه حجة في لسان العرب و أنه مما يستشهد به في تقرير قواعد اللغة العربية بما يقرب من الاتفاق بين أهل الشأن على هذا الأمر، و مثله الإمام الطبري(1) و الذي اتفق العلماء على أن تفسيره خِلْوٌ عن اللحن في اللغة العربية، وكما هو معلوم أن الطبري متوفى في مطلع القرن الرابع الهجري، ونفس الحال مع غيرهما من بلغاء العرب.
و تحديد الحقبة التي يمتد فيها شعر المولدين هو إلى أيام الناس هذه و إلى أن يشاء الله من وجود البلغاء ممن لم تفسد فطرهم محافظين على سليقتهم العربية، و إن كان تقرير القواعد قد انتهى مع مطلع القرن الرابع فيكون بذلك ما نذر من كلام البلغاء في القرن الثالث و ما بعده مما يؤنس به و تحرر به القواعد و توجه على ضوئه بعض الشواهد دون أن يرتقي إلى رتبة الاستشهاد به و جعله حاكما على غيره.
و فوق كل هذا كلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و على آله و سلم خير شاهد و أعدل حكم، و قد أسلفنا بيان هذا الأصل العظيم فليُراجع. ))

ولعل هذا يكون مجليا لبعض ما عتبه علينا أخونا الفاضل العكرمي وموضحا له ..........

يتبع إن شاء الله...
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 03-23-2011, 06:49 PM
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي أبو عبد الرحمن محمد العكرمي غير متواجد حالياً
وفقه الله ورزقه العلم النافع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: ولايــة غليزان / الجــــزائر
العمر: 40
المشاركات: 238
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي is an unknown quantity at this point
افتراضي

بورك فيك و رحم الله والديك أخي بلال
و الحمد لله أننا متفقان لا مختلفان
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
الانتقال السريع

.: عدد زوار المنتدى:.




جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 12:03 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي

Security byi.s.s.w

 

منتديات الشعر السلفي