|
كاتب الموضوع | رائد علي أبو الكاس | مشاركات | 93 | المشاهدات | 56940 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#41
|
|||
|
|||
قال عبد الله بن مسعود : (( إذا رأيتم أخاكم قارف ذنبا ً فلا تكونوا أعوانا ً للشيطان عليه أنتقولوا اللهم ألعنه ، ولكن سلوا الله له العافية فإنا أصحاب محمد صلى اللهعليه وسلم ، كنا لا نقول فى أحد شيئا ً حتى نعلم على ما يموت فإن ختم لهبخير علمنا أو قال رجونا أن يكون قد أصاب خير ، وإن ختم له بشر خفنا عليهعمله )) .
قال عمر بن الخطاب : (( لا تسأل عما لم يكن حتى يكون ، فإن فيما كان منعة عما لم يكن )) . - قال عمر بن الخطاب : (( من كتم سره كانت الخيرة فى يده )) . قال عمر بن الخطاب : (( ما كافأت من عصى الله فيك بمثل أن تطيع الله فيه )) . يزيد العمل إذا أًثنى عليه ، وينقص إذا ذم به . قال ابن تيمية : (( إذالم تجد للعمل حلاوة فى قلبك وانشراحا ً فاتهمه ، فإن الرب تعالى شكور ،يعنى أنه لا بد أن يثبت العامل على عمله فى الدنيا ، حلاوة يجدها فى قلبهوقوة انشراح وقرة عين ، فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول )) . قال على ابن أبى طالب : (( إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة ، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة ، ولكل منهمابنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليومعمل ولا حساب وغدا ً حساب ولا عمل )) . قال عيسى ابن مريم عليه السلام : (( من ذا الذى يبنى على موج البحر ؟ ! تلكم الدنيا فلا تتخذوها قرارا ً )) . قال بعض العباد : (( لما علمت أن ربى عز وجل يلى محاسبتى ، زال عنى حزنى ، لأن الكريم إذا حاسب عبده تفضل )) . إن مستوى النعيم من هذه الدنيا معروف ، ومستوى النعيم هناك يليق بالخلود ، فأين مجال من مجال ؟ وأين غاية من غاية . قال يحيى بن معاذ : (( الدنيا خراب ، وأخرب منها : قلب من يعمرها ، والآخرة دار عمران ، وأعمر منها : من يطلبها )) . الذنوب تغطى على القلوب ، فإذا أظلمت مرآة القلب لم يبن فيها وجه الهدى ، ومن علم ضرر الذنب أستشعر الندم . يقول أحد الصالحين : (( هل راقبنا الله فيما انتشر من الذنوب من : أكل الربا ، والمعاونة عليه ،وأخذ الرشوة وإعطائها ، ومن الولوغ فى أعراض الناس بالغيبة والنميمة ، فىذنوب لا يحصيها محص ولا يعدها عاد ؟ )) . قال ابن سيرين : (( ظلم لأخيك أن تذكر منه أسوأ ما تعلم وتكتم خيره )) . الجنة مطلب يستحق المنافسة . يا من قد وهى شبابه ،وامتلأ بالزلل كتابه ، أما بلغك أن الجلود إذا استشهدت نطقت ! أما علمت أنالنار لعصاه خلقت ! إنها لتحرق كل ما يُلقى فيها ، فتذكر أن التوبة حجبعنها ، والدمعة تطفيها . قيل : (( إذا كنت ذاقلبين ، فدونك اجعل أحدهما للدنيا وأحدهما للآخرة ، وإن كنت ذا قلب واحدفاجعله لأولى الدارين بالنعيم والمقام ، والإبقاء والإنعام )) . يقول ابن تيمية : (( من وجد فى نفسه حسدا ً لغيره ، فعليه أن يستعمل معه التقوى ، والصبر ، فيكره ذلك فى نفسه )) . لنرحم هذه القلوب ،ولنحملها على طاعة الله بإكثار قراءة القرآن ومدارسته ، وكثرة النوافلوالعبادات ، وكثرة الصدقة ، وذكر الله عز وجل ، حتى نلقى الله بقلوب سليمة . كانت أم المؤمنين عائشة رضى الله عنه تقول : (( يا ليتنى كنت نسيا ً منسيا ً )) . كم نظرة تحلو فى العاجلة ،مرارتها لا تُطاق فى الآخرة ، يا ابن آدم قلبك قلب ضعيف ، ورأيك فى إطلاقالطرف رأى سخيف ، فكم نظرة محتقرة زلت بها الأقدام . قال أحد الحكماء : (( المقابر ملئى بأناس حسبوا أن الدنيا لن تسير بدونهم )) . قال رجل لأبن سماك : (( عظنى . فقال : احذر أن تقدم على جنة عرضها السماوات والأرض وليس لك فيها موضع قدم )) . قال بعض السلف : (( الصلاةكجارية تُهدى إلى ملك من الملوك ، فما الظن بمن يهدى جارية شلاء أو عوراء ،فكيف بصلاة العبد والتى يتقرب بها إلى الله )) . من رضى بالحظ الخسيس من عاجل الدنيا ، بقى عن نفيس الآخرة . قالت أخت عمر بن عبد العزيز : (( البخيل كل البخيل : من بخل على نفسه بالجنة )) . قال حكيم : (( إذا سألتكريما ً حاجة فدعه يفكر ، فإنه لا يفكر إلا فى خير ، وإذا سألت لئيما ًحاجة فعاجله ، لئلا يشير عليه طبعه ألا يفعل )) . قال الخليل بن أحمد : (( الرجال أربعة : فرجل يدرى ويدرى أنه يدرى ، فذلك عالم فاسألوه ، ورجل يدرىولا يدرى أنه يدرى ، فذلك غافل فأيقظوه ، ورجل لا يدرى ويدرى أنه لا يدرى ،فذلك جاهل فعلموه ، ورجل لا يدرى ولا يدرى أنه لا يدرى ، فذلك أحمقفاجتنبوه )) . أين ندمك على ذنوبك ؟ أينحسرتك على عيوبك ؟ إلى متى تؤذى بالذنب نفسك ، وتضيع يومك تضييعك أمسك ،لا مع الصادقين لك قدم ، ولا مع التائبين لك ندم ، هلا ّ بسط فى الدجى يدا ًسائلة ، وأجريت فى السحر دموعا ً سائلة . تحب أولادك طبعا ً فأحببوالديك شرعا ً ، وارع أصلا ً أثمر فرعا ً ، واذكر لطفهما بك وطيب المرعىأولا ً وأخيرا ً ، فتصدق عنهما إن كانا ميتين ، واستغفر لهما واقض عنهماالدّين . انتبه الحسن ليله فبكى ،فضج أهل الدار بالبكاء ، فسألوه عن حاله فقال : (( ذكرت ذنبا ً فبكيت ! يامريض الذنوب ما لك دواء كالبكاء )) . ألك عمل إذا وضع فى الميزان زان ؟ عملك قشر لا لب ، واللب يُثقل الكفة لا القشر . يا من عمله بالنفاق مغشوش، تتزين للناس كما يُزين المنقوش ، إنما يُنظر إلى الباطن لا إلى المنقوش ،فإذا هممت بالمعاصى فاذكر يوم النعوش ، وكيف تُحمل إلى قبر بالجندل مفروش . الدنيا فى إدبار ، وأهلها منها فى استكثار ، والزارع فيها غير التقى لا يحصد إلا الندم . إلى كم أعمالك كلها قباح ،أين الجد إلى كم مزاح ، كثر الفساد فأين الصلاح ، ستفارق الأرواح الأجسادإما فى غدو وإما فى رواح ، وسيخلو البلى بالوجوه الصباح ، أفى هذا شك أمالأمر مزاح . الأيام مطايا بيدها أزمة ركبانها ، تنزل بهم حيث شاءت ، فبينما هم على غواربها ألقتهم فوطئتهم بمناسمها . قالت عائشة رضى الله عنها : (( طوبى لمن وجد فى صحيفته استغفارا ً كثيرا ً )) . يا طالب الجنة ! بذنبواحد أخرج أبواك منها ، أتطمع فى دخولها بذنوب لم تتب عنها ! إن امرأ ًتنقضى بالجهل ساعاته ، وتذهب بالمعاصى أوقاته ، خليق أن تجرى دائما ً دموعهفى الدجى هجوعه . سمعوا أعرابيا ً وهومتعلق بأستار الكعبة يقول : (( اللهم إن استغفارى مع إصرارى للؤم ، وإن تركى استغفارك مع علمى بسعة عفوك لعجز ، فكم تتحبب إلى ّ بالنعم مع غناك عنى ، وكم أتبغض إليك ، يا من إذا وعد وفـّى ، وإذا أوعد عفا ، أدخل عظيم جرمى فى عظيم عفوك يا أرحم الراحمين )) . قال الحسن : (( إن المؤمن يصبح حزينا ً ويمسى حزينا ً ولا يسعه غير ذلك ، لأنه بين مخافتين : بين ذنب قد مضى لا يدرى ما الله يصنع فيه ، وبين أجل قد بقى لا يدرى ما يصيب فيه من المهالك )) . قال المفضل بن غسان الغلابى : (( كان عمر بن العزيز – رحمه الله – لا يجف دمعه من هذا البيت : ولا خير فى عيش امرىء لم يكن له من الله فى دار القرار نصيب يقول عمر بن الخطاب : (( ليس العاقل من عرف الخير من الشر ، وإنما من عرف خير الشرين )) . قال لقمان لأبنه : (( أى بنى عود لسانك : ( اللهم اغفر لى ) فإن لله ساعات لا يرد فيهن سائلا ً )) . قال أبو الدراء : (( إذا ذكرت الموتى فعد نفسك كأحدهم )) . دواء القلب الرضا بلقضاء . ذل المرء فى الطمع والعزة فى القناعة . هم السعيد آخرته ، وهم الشقى دنياه . لا صواب مع ترك المشورة . عليك بإخوان الصدق ، فعش فى أكنافهم ، فإنهم زين فى الرخاء ، وعدة فى البلاء . يقول على رضى الله عنه : (( العشق مرض ليس فيه أجر ولا عوض )) . قال على رضى الله عنه : (( ارفعوا أفواج البلاء بالدعاء )) . قال أنس بن مالك : (( لا تعجزوا عن الدعاء فإنه لم يهلك مع الدعاء أحد )) . قال يحيى بن معاذ رحمه الله : (( حسن الخلق حسنة لا تضر معها كثرة السيئات ، وسوء الخلق سيئة لا تنفع معها كثرة السيئات )) . قال الحسن البصري : (( " إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازددت من إحداهما قربا ازددت من الآخرة بعدا، الدنيا دار أولها عناء وآخرها فناء، وفي حلالها حساب وفي حرامها عقاب، من استغنى فيها فتن ومن افتقر فيها حزن )) |
#42
|
|||
|
|||
درر من أدب السلف في النصيحة قال إمام الجرح والتعديل في عصره :" يحيى بن معين رحمه الله تعالى ". " ما رأيتُ على رجلٍ خطأً إلا سترته ، وأحببتُ أن أزين أمره ، وما استقبلتُ رجلاً في وجهه بأمر يكرهه،ولكن أبين له خطأه فيما بيني وبينه، فإن قبل ذلك وإلاَّ تركته ". انظر سير أعلام النبلاء :(11/83). قال المزني سمعت الشافعي يقول: من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه (حلية الأولياء (ج9 ص 140) وقيل لمسعر: " أتحب من يخبرك بعيوبك؟ فقال: إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم، وإن قرعني بين الملأ فلا " وهذا حق؛ فإن النصح في السر حب وشفقة، والنصح في العلن انتقاص وفضيحة. وهذا هو قول الشافعي رحمه الله: " من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه ".(الإحياء 2 / 182) قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى ( تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ في انْفِرَادِي ** وجنِّبني النصيحةَ في الجماعهْ ) ( فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَ النَّاسِ نَوْعٌ ** من التوبيخِ لا أرضى استماعه ) ( وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَ قَوْلِي ** فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْ تُعْطَ طَاعَه ) ديوان الإمام الشافعي قال رجل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أمام الناس : يا أمير المؤمنين : إنك أخطأت في كذا وكذا ، وأنصحك بكذا وبكذا ، فقال له علي رضي الله عنه :" إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك ، فإني لا آمن عليكم ولا على نفسي حين تنصحني علناً بين الناس " قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: (( وكان السلف إذا أرادوا نصيحة أحد، وعظوه سراً، )) حتى قال بعضهم: (( من وعظ أخاه فيما بينه وبينه، فهي نصيحة، ومن وعظه على رؤوس الناس فإنما وبخه )) . قال الفضيل بن عياض رحمه الله "ما ادرك عندنا من ادرك بكثرة الصلاة والصيام وانما ادرك عندنا بسخ بسخاءالانفس وسلامة الصدور والنصح للامه" وقال الفضيل بن عياض رحمه الله: (( المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير)) (جامع العلوم: (ص:77). ويعقب الحافظ ابن رجب على كلمة الفضيل هذه بقوله: (( فهذا الذي ذكره الفضيل من علامات النصح، وهو أن النصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن به الإعلان)) الفرق بين النصيحة و التعيير: (ص36) ويقول الإمام أبو حاتم بن حبان البستي رحمه الله تعالى: (( النصيحة تجب على الناس كافة على ماذكرنا قبل، ولكن ابداءها لا يجب إلا سراً، لأن من وعظ أخاه علانية فقدشانه، ومن وعظه سراً فقد زانه، فإبلاغ المجهود للمسلم فيما يزين أخاه أحرى من القصد فيما يشينه)) روضة العقلاء: (ص196) وقال أبو حاتم بن حبان "خير الاخوان اشدهم مبالغه في النصيحه كما ان خير الاعمال احمدها عاقبه واحسنها اخلاصا ويقول الإمام أبو محمد ابن حزم الظاهري رحمه الله: (( وإذا نصحت فانصح سراً لا جهراً، وبتعريض لاتصريح، إلا أن لا يفهم المنصوح تعريضك، فلابد من التصريح)) ( الأخلاق والسير: (ص44) ويقول عبد العزيز بن أبي داود رحمه الله: (( كان من كان قبلكم إذا رأى الرجل من أخيه شيئاً يأمره في رفق، فيؤجر في أمره ونهيه، وإن أحد هؤلاء يخرق بصاحبه، فيستغضب أخاه، ويهتك ستره)) جامع العلوم: (ص77) ويقول الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله تعالى: (( ولا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه، فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة وملك، لا مؤدي حق أمانة وأخوة، وليس هذا حكم العقل، ولا حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبده)) الأخلاق والسير: (ص44) ويقول أيضاً: (( فإن خشنت كلامك في النصيحة فذلك إغراء وتنفير، وقد قال الله تعالى: { فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً } (طه: من الآية44). وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا )( متفق عليه ) ويقول ابن رجب: (( فهذا الذي ذكره الفضيل، (مقولتنا التي نقلناها في موضع النصح في السر) من علامات النصح، فالنصح يقترن به الستر، والتعيير يقترن بها الإعلان)) الفرق بين النصيحة والتعيير: (ص36) ويقول الإمام بن حزم رحمه الله تعالى: (( وحد النصيحة أن يسوء المرء ما ضر الآخر، ساء ذلك الآخر أم لم يسؤه، وأن يسره ما نفعه، سر الآخر أو ساءه، فهذا شرط في النصيحة زائد على شروط الصداقة )) الأخلاق والسير: (41) ويقول الخليفة عمر بن عبد العزيز: (( من وصل أخاه بنصيحه له في دينه، ونظرله في صلاح دنياه، فقد أحسن صلته، وأدى واجب حقه...)) ( تاريخ الطبري: (6/572)) . قال الإمام ابن القيم رحمه الله في الفرق بين النصيحة والتأنيب أنَّ النصيحة إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه، فهو إحسانٌ محض يصدر عن رحمة ورقة، ومراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه، فيتلطَّف في بذلها غاية التلطف، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق والمريض المشبع مرضًا، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكلِّ ممكن، فهذا هو شأن الناصح. وأما المؤنِّب فهو رجل قصده التعيير والإهانة وذم من أنبه وشتمه في صورة النصح، فهو يقول له: يا فاعل كذا وكذا، يا مستحقًا للذمِّ والإهانة في صورة ناصح مشفق. وعلامة هذا أنَّه لو رأى من يحبه، ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شرٍّ منه؛ لم يعرض له، ولم يقل له شيئًا، ويطلب له وجوه المعاذير، فإن غلب؛ قال: وأنا ضمنت له العصمة، والإنسان معرض للخطأ ومحاسنه أكثر من مساوئه، والله غفور رحيم، ونحو ذلك. فيا عجبًا كيف كان هذا لمن يحبه دون من يبغضه، وكيف كان حظُّ ذلك منك التأنيب في صورة النصح، وحظُّ هذا منك رجاء العفو والمغفرة، وطلب وجوه المعاذير!! ومن الفرق بين الناصح والمؤنِّب: أنَّ الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، وقال قد وقع أجري على الله قبلت أو لو لم تقبل، ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس والمؤنِّب في ضد ذلك. موسوعة الأعمال الكاملة للإمام ابن قيِّم الجوزية (جامع الآداب) اعدها رائد أبو الكاس |
#43
|
|||
|
|||
اثار السلف في اهل الاهواء واهل البدع • قال عبد الله ابن مسعود: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم". • قال عبد الله ابن عباس: " البدعة أحب إلى إبليس من المعصية". • قال الإمام مالك: "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمدا قد خان الرسالة لان الله تعالى يقولاليوم أكملت لكم دينكم) فما لم يكن يومئذ دين فلا يكون اليوم دين" • بلغ عبد الله بن عمر أن معبد الجهني قد ابتدع بدعة القدر فكان يقول"انه لا قدر وان الأمر أنف" فقال ابن عمر: "أخبرهم أني برئ منهم وأنهم براء مني، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أن لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبل منه حتى يؤمن بالقدر" • قال أبو حنيفة : " عليك بالأثر، وطريقة السلف، وإياك وكل محدثة فإنها بدعة". • قال الإمام الشافعي: حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد والنعال، ويطاف بهم في القبائل ، ويقال: هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام . • جاء عن أيوب السختياني انه قال: قال لي سعيد بن جبير: رأيتك مع طلق (وكان مبتدعاً)، قلت: بلى، فما باله؟ قال: لا تجالسه فإنه مرجئ. • قال الحميدي (شيخ البخاري): والله! لأن أغزو هؤلاء الذين يردون حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أحب إلي من أغزو عدتهم من الأتراك". • وكان طاووس بن كيسان يحذر من معبد الجهني _ القدري _ باسمه ويقول: "احذروا معبد الجهني فانه قدري". • قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي (التطوع) ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل ..! • وقال بعضهم لأحمد بن حنبل انه يثقل علي أن أقول فلان كذا وكذا، فقال رحمه الله:"إذا سكت أنت وسكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم". • وكان إذا ذكر عنده الكرابيسي يقول: لايغرنك تنكيس رأسه، ذلك يقول كذا وكذا.. لا تكلمه ولا تكلم من يكلمه .. هتكه الله ..الخبيث !!! • وكان شيخ السلام ابن تيميه يقول: " الراد على أهل البدع مجاهد". • وقال يحيى بن يحيى: "الذب عن السنة أفضل من الجهاد". • قال الإمام أبو إسماعيل الصابوني وهو يصف أهل السنة والجماعة: "ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس فيه ولا يحبونهم ولا يصحبونهم، ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ......واتفقوا على القول بقهر أهل البدع وإذلالهم وإخزائهم وإبعادهم وإقصائهم والتباعد منهم ومن مصاحبتهم والتقرب إلى الله بمجانبتهم ومهاجرتهم". • وقال شيخ الإسلام ابن تيميه عن الشيعة الروافض: "ولهذا كان الرفض أعظم أبواب النفاق والزندقة ... وانضمت إلى الرافضة الإسماعيلية والنصيرية(العلوية) وأنواعهم من القرامطة والباطنية والدرزية وأمثالهم من طوائف الزندقة والنفاق. • وقال عنهم أيضا: "الروافض هم أكذب طوائف أهل الأهواء(البدع) وأعظمهم شركا فلا يوجد في أهل الأهواء أكذب منهم ولا أبعد عن التوحيد منهم. • قال الإمام الآجري: ".... وبعد هذا نأمر بحفظ السنن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وقول أئمة المسلمين مثل مالك بن أنس والأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الله بن المبارك والشافعي وأحمد بن حنبل ومن كان على طريقة هؤلاء العلماء، ونبذ من سواهم ولا نناظر ولا نجادل ولا نخاصم، وإذا لقي صاحب بدعة في طريق أخذ غيره وإن حضر مجلسا هو فيه قام عنه". • قال الفضيل بن عياض: " من أتاه رجل فشاوره فدله على مبتدع فقد غش الإسلام" . • وقال أيضا: "لا يمكن لصاحب سنة أن يمالئ صاحب بدعة إلا من النفاق". • وقال: "من تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بالإسلام..!". • وقال إبراهيم بن مسرة: " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام..!". • قال ابن عون: "من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع". • ولما قدم سفيان الثوري البصرة سأل عن الربيع بن صبيح قال: أي شئ مذهبه ؟ قالوا: ما مذهبه إلا السنة، قال: ما بطانته؟ قالوا: أهل القدر، قال: هو قدري !. • قال الإمام البغوي: "وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن افتراق الأمة وظهور الأهواء والبدع فيهم، وحكم بالنجاة لمن اتبع سنته وسنة أصحابه رضي الله عنهم فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا أو يتهاون بشيء من السنة أن يهجره ويتبرأ منه ويتركه حيا وميتا فلا يسلم عليه إذا لقيه، ولا يجيبه إذا ابتدأ حتى يترك بدعته ويرجع إلى الحق. • قال الإمام الشاطبي: "وأيضا فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إليهم بالقتل فما دونه وقد حذر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم". • قال الإمام الذهبي: " أكثر السلف على هذا التحذير". • قال الإمام ابن بطة العكبري الخليلي عن أهل البدع: "هم أشد فتنة من الدجال وكلامهم ألصق من الجرب وأحرق للقلوب من اللهب فلا تجالسوهم". • قال الفضيل بن عياض: "من جلس مع صاحب بدعة فاحذره ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة..!". • قال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فساق أهل السنة خير من عبّاد أهل البدع". • وقال أيضا: "فساد أهل البدع أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها إلا تبعًا، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء". • وقال في موضع آخر: " وهذه حقيقة قول السلف والأئمة أن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم ولا يصلى خلفهم ولا يؤخذ عنهم العلم ولا يناكحون فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا". • قال الحسن البصري: " أترغبون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه كي يحذره الناس". • وقال أيضا: "ثلاثة ليس لهم حرمة في الغيبة أحدهم صاحب بدعة الغالي ببدعته". • قال الإمام ابن الجوزاء: " لأن يجاورني قردة وخنازير أحب إلي من أن يجاورني أصحاب الأهواء". • وقال يونس بن عبيد: " لأن يصاحب ابني شاطراً(قاطع طريق) أحب إلي من أن يصاحب مبتدعاً". • وقيل له ذات مرة : كيف أصبحت ؟ قال رحمه الله: أصبحت بشر .. وقعت عيني على مبتدع..!!". . وقيل له أيضاً: إن ابنك الصغير يلعب بالطيور، قال: لعل ذلك يشغله عن مصاحبة مبتدع..!!. البربهاري : [ إذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ، فاسقا فاجرا ، صاحب معاص ، ضالا ، وهو على السنة ، فاصحبه ، واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته . وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة ، متقشفا ، محترقا بالعبادة ، صاحب هوى ، فلا تجالسه ، ولا تقعد معه ، ولا تسمع كلامه ، ولا تمشي معه في طريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته فتهلك معه ] . شرح السنة : 124 رقم 149 .قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : " لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/453]. قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -: " من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل" [أخرجه الدارمي 1/68]. قال أبو قلابة : " لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436]. قال عمران القصير: " إياكم والمنازعة والخصومة، وإياكم وهؤلاء الذين يقولون: أرأيت أرأيت" [أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405]. قال سلام بن أبي مُطيع : " إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/440]. قال أسماء بن عبيد : " دخل رجلان من أهل الأهواء على ابن سيرين، فقالا: يا أبا بكر، نحدثك بحديث. قال: لا، قالا: فنقرأ عليك آية من كتاب الله عز وجل، قال: لا، لتقومانِّ عني أو لأقومنَّ. قال: إني خشيت أن يقرآ عليَّ آية فيحرفاها فيقرَّ ذلك في قلبي" [أخرجه الدارمي 1/81]. . قال محمد بن النضر الحارثي: " من أصغى سمعه إلى صاحب وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه" [أخرجه اللالكائي 1/153]. وقال عمرو بن قيس الملائي : " إذا رأيت الشاب أول ما ينشأ مع أهل السنة فارجه، وإذا رأيته مع أهل البدع فايئس منه، فإن الشاب على أول نشوئه" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص150]. قال يحيى بن أبي كثير: " إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/458]. قال أبو قلابة : " إن أهلَ الأهواء أهلُ الضلالة، ولا أرى مصيرهم إلا إلى النار" [أخرجه ابن سعد في الطبقات 7/184]. قال الأوزاعي: " عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" [ذكره الذهبي في العلو(المختصر) ص138]. عن ابن طاووس، عن أبيه قال : " إن رجلاً قال لابن عباس: الحمد لله الذي جعل هوانا على هواكم. قال: فقال ابن عباس: الهوى كله ضلالة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/58]. قال الفضيل بن عياض : " أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. [أخرجه اللالكائي 2/638]. قال أبو الجوزاء: " لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء" [أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476]. قال أبو قلابة: "ما ابتدع الرجل بدعة إلا استحل السيف" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/460]. قال أرطأة بن المنذر: " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149]. قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله - : " صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة" [أخرجه اللالكائي 1/159]. قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -: " من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175]. قال سعيد بن عنبسة : " ما ابتدع رجل بدعة إلا غل صدره على المسلمين، واختلجت منه الأمانة" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص152]. كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف" [أخرجه اللالكائي 1/152]. عن ابن عمر- رضي الله عنهما - : " أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام". [أخرجه الدارمي 1/68]. وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...) الآية [الأنعام: 68]: " وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" [فتح القدير 2/128]. وقال البغوي - رحمه الله - : " فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا" [شرح السنة 1/224].وقال ـ الإمام أحمد ـ في رسالته إلى مسدد:"ولا تشاور صاحب بدعة في دينك، ولا ترافقه في سفرك".[الآداب الشرعية:3/578]. قال إبراهيم النَخعي: "لا تجالسوا أهل الأهواء، فإنَّ مجالستهم تذهب بنور الإيمان، وتسلب محاسن الوجوه، وتورث البغيضة في قلوب المؤمنين"[الإبانة (1/137) رقم (375)]. قال عبد الله بن مسعود"إنما يماشي الرجل ويصاحب من يحبه ومن هو مثله". وقال أيضا: "اعتبروا الناس بأخدانهم, فإنَّ الرجل لا يخادن إلا من يعجبه نحوُه".قال الشيخ حمود التويجري - رحمه الله - معلقا على ما قاله أبو داود السجستاني – رحمه الله -: " قلت لأبي عبد الله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهـل البيت مع رجل من أهل البدع، أترك كلامه؟ قال: لا، أو تُعْلِمه أن الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه وإلا فألحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه" طبقات الحنابلة ( 1/160 ) ، ومناقب أحمد لابن الجوزي ( ص : 250 ). وقال الشيخ حمود التويجري: " وهذه الرواية عن الإمام أحمد ينبغي تطبيقها على الذين يمدحون التبليغيين ويجادلون عنهم بالباطل، فمن كان منهم عالماً بأن التبليغيين من أهل البدع والضلالات والجهالات، وهو مع هذا يمدحهم ويجادل عنهم؛ فإنّه يلحق بهم، ويعامل بما يعاملون به، من البغض والهجر والتجنُّب، ومن كان جاهلاً بهم، فإنه ينبغي إعلامه بأنهم من أهل البدع والضلالات والجهالات، فإن لم يترك مدحهم والمجادلة عنهم بعد العلم بهم، فإنه يُلحق بهم ويُعامل بما يُعاملون به." القول البليغ ( ص : 230-231 ) .يقول الفضيل :"إذا رأيت مبتدعافي طريق فخذ في طريق آخر،ولا يرفع لصاحب البدعة إلى الله عز وجل عمل ،ومن أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام". ويقول أيضا:"من زوج كريمته من مبتدع فقد قطع رحمها،ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة،وإذا علم الله عز وجل من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له سيئاته"من كتاب "تلبيس إبليس"لابن الجوزي" ص21+22 .قال معمر : كان طاوس جالسا وعنده ابنه فجاء رجل من المعتزلة فتكلم في شيء فأدخل طاوس أصبعيه في أذنيه وقال : يا بني أدخل أصبعك في أذنيك حتى لا تسمع من قوله شيئا فإن هذا القلب ضعيف ثم قال : أي بني أسدد - فما زال يقول أسدد حتى قام الآخرقال شيخ الإسلام ابن تيميه: "فإن بيان حال أهل البدع والتحذير منهم واجب باتفاق المسلمين فقد قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلي (التطوع) ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع قال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل |
#44
|
|||
|
|||
(أصول السنة عندنا: التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم، وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة، وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء وترك المراء والجدال...) وكان الإمام الحسن البصري - رحمه الله - يقول: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ولا تسمعوا منهم) وقال الإمام ابن المبارك - رحمة الله -: (.. وإياك أن تجالس صاحب بدعة) وقال أبو قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة أو يلبسوا في الدين بعض ما لبس عليهم) ولخص الإمام الصابوني مذهب السلف في ذلك فقال: (ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ولا يحبونهم ولا يسمعون كلامهم، ولا يجالسونهم ولا يجادلونهم ولايصحبونهم في الدين، ولا يناظرونهم، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت بالقلوب ضرت وجرت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت..) وممن نقل الإجماع على ذلك القاضي أبو يعلى - رحمه الله - حيث قال: (أجمع الصحابة، والتابعون على مقاطعة المبتدعة) وممن نقل ذلك الإمام البغوي - رحمه الله - حيث قال: (.. وقد مضت الصحابة والتابعون، وأتباعهم، وعلماء السنة على هذا مجمعين متفقين على معاداة أهل البدع، ومهاجرتهم...) والمقصود من الهجر، زجر المهجور، وتأديبه، ورجوع العامة عن مثل حاله، وإظهار السنة وإماتة البدعة، |
#45
|
|||
|
|||
منهج أهل السنة في معاملة كتب أهل البدع
إنّ من المصـائب التي انتشرت في هذا الزمان، وطار شررهاوضررها، تلك الكتب التي امتلأت بالبدع والخرافات، والدعوة إلى مناهج جديدةمحدثة، فهذه الكتب البدعيّة كانت سبيلاً قوياً لكل مبتدع أن يبثّ بدعتهوضلالته بين الناس، ويزوقهاويزينها بأحسن أسلوب، لكي يسهل رواجها، وتنطليعلى جهال المسلمين. ولكنبقي سؤال يحتاج إلى جواب، وهو: ما السبيل إلى النجاة من هذه الكتب، ووقاية أهل السنّة منها؟ فالسبيل هو اتباع طريقة السلفالصالح في معاملتهم لكتبأهل الأهواء والبدع، فطريقتهم هي التحذير من تلك الكتب، وترك النظر فيها،والتحذير منأصحابها، بل أفتوا بوجوب إتلاف تلك الكتب وإحراقها وإزالةأعيانها. وليس ذلك أخي في الله من الظلم، بل هو عين العدل، إذالظلم ترك تلك الكتب المليئة بالبدعوالضلالات من غير تحذير أو تبيين لمافيها من باطل، فيضل بسبب ذلك كثير من الناس وينهجونمناهج بدعيّة مخالفةللكتاب والسنّة. وسأوردلك – أخيفي الله – عدداً من النقول عن السلف تبين لك بوضوح تلكالطريقة،وترد على دعاة الضلالة الذين يحثون الشباب على قراءة كتب ساداتهم، حتىيوقعوهم في شباكهم فلا يستطيعوا الخلاص([1])،وإذا قيل لهـم: تلك الكتب فيها الطعـن في بعضالأنبياء، وتكفير بعضالصحابة، والقول بخلق القرآن، وفيها كذا وكذا، قال - وبكل وقاحة -: خذالحق واترك الباطل. فنقول له: نعم الحق يؤخذ من كل من قاله، والسلف الصالح لايتوقفون عن قبول الحق، مع ذلك لميقولوا خذ الحق من كتب أهل البدع واتركالباطل، بل نادوا بأعلى أصواتهم بتركها كلياً،بل وأوجبوا إتلافها، وذلكلأنّ الحق الموجود في كتب أهل البدع إنما هو مأخـوذمن الكتاب والسنّة،فوجب أن نأخذ الحق من مصادره الأصلية، التي لا يشوبها كدرولا بدعة، إذ هيالمعين الصافي والماء العذب. ومثالذلك: عينا ماءٍ إحداهما صافية نقية، والأخرى عكرة مليئة بالطينوالكدروالوسخ والقذر، فهل يقول عاقل: اذهب إلى العين الثانية وخذ منها الماء، لايقولذلك عاقل. فكيف إذا وُجد من يصد الناس عن العيون العذبة الصافية ويدعوهم إلى أن ينهلوا من العيون الكدرة المليئة بالأقذار والأوساخ. قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن - رحمه الله - : ((ومن لهنهمة في طلب الأدلة على الحق، ففي كتاب الله، وسنّة رسوله، مايكفي ويشفي؛ وهما سلاح كلموحد ومثبت، لكن كتب أهل السنّة تزيد الراغبوتعينه على الفهم وعندكم من مصنفاتشيخنا - رحمه الله - ما يكفي معالتأمل؛ فيجب عليكم هجر أهل البدع، والإنكار عليهم))([2]) وقد حذّر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قراءة كتب أهل الكتاب مع أنها لا تخلو من حق، فعـن جابـر بن عبد الله - t -: أنّ عمر بن الخطاب - t - أتى النبي -صلى الله عليه وسلم - بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب، فغضب، وقال: ((أمتهوكونيا ابن الخطاب؟! والذي نفسي بيده؛ لقد جئتكمبها بيضاء نقيّة،لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذينفسي بيده؛ لو أنّموسى عليه السلام كان حياً ما وسعه إلا أن يتّبعني))([3]). بلقـد نقل بعض الأئمة الإجماع على ترك النظر في كتب أهل البدع، ولم يقولوا خذ الحق واترك الباطل. كما قال الإمام ابن خزيمة – رحمهالله – ( ت: 311 ) لما سئل عن الكلام في الأسماء والصفات فقال: ((بدعة ابتدعوها،لم يكن أئمةالمسلمين وأرباب المذاهب وأئمة الدين، مثل مالك، وسفيان،والأوزاعي، والشافعي، وأحمد،وإسحـاق، ويحيى بن يحيى، وابن المبارك، ومحمدبن يحيى، وأبي حنيفة، ومحمد بن الحسن،وأبي يوسف: يتكلمون في ذلك، وينهونعن الخوض فيه، ويدلّون أصحابهم على الكتابوالسنّة، فإياك والخوض فيهوالنظر في كتبهم بحال )) ([4]). وكما في قول الإمام أبي منصور معمر بن أحمد ( ت: 418 ) الذي رواه أبو القاسم الأصفهاني – رحمه الله – في كتابه ( الحجة في بيانالمحجة([5])فقال: أخبرنـا أحمد بن عبد الغفار بن أشتة، أنا أبو منصور معمر بن أحمدقال: ((ولما رأيت غربةالسنة، وكثرةالحوادث، واتباع الأهواء، أحببت أن أوصي أصحابي وسائرالمسلمين بوصية من السنة وموعظة منالحكمة وأجمع ما كان عليه أهل الحديثوالأثر، وأهل المعرفة والتصوف([6]) منالسلـف المتقدمين والبقية من المتأخرين. فأقول - وبالله التوفيق -: )) فذكر من جملة ذلك: ((ثم من السنة تركالرأي والقياسفي الدين وترك الجدال والخصومات وترك مفاتحة القدريةوأصحاب الكلام، وترك النظر في كتب الكلام وكتب النجوم، فهذهالسنة التياجتمعت عليها الأئمة وهي مأخوذة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم - بأمر الله تبارك وتعالى. )) وإليك - أيضاً - بعض أقوال ومواقف أهل العلم من أهل السنّة، حتى يتبين لك بوضوح صدق ما أقول. قال الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبي يقول: ((سلام بنأبي مطيـع من الثقات، حدثنا عنه ابن مهدي، ثم قال أبي: كان أبو عوانة وضع كتاباً فيه معايب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيه بلايا، فجـاء سلام بن أبي مطيع فقال: يا أبا عوانة، أعطني ذاكالكتاب فأعطاه، فأخذه سلام فأحرقه. قـال أبي: وكـان سلام منأصحاب أيوبوكان رجلاً صالحاً)) ([7]). وعن الفضل بن زياد أن رجلاً سأله عن فعل سلام بن أبيمطيع، فقال لأبي عبد الله: أرجو أن لا يضرّهذاك شيئاً إن شاء الله؟ فقالأبو عبد الله: يضره!! بل يؤجر عليه إن شاء الله ([8]). وقال الفضل بن زياد: سألت أبا عبدالله - يعني أحمد بن حنبل - عن الكرابيسي وماأظهره؟ فكلح وجهه ثم قال : ((إنماجاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها تركوا آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، وأقبلوا على هذه الكتب)) )[9]). وقال المروذي : قلت لأبي عبد الله: استعرت كتاباً فيهأشياء رديئة، ترى أن أخرقه أو أحرقه؟قال: نعم. قال المروذي: قال أبو عبدالله: يضعونالبدع في كتبهم، إنما أحذر منها أشد التحذير ([10]). وقالالإمام أحمد -أيضاً-: إياكم أن تكتبوا عن أحد من أصحاب الأهواء قليلاً ولا كثيراً، عليكم بأصحابالآثار والسنن ([11]). وعن حرب بن إسماعيل قال: سألت إسحاق بن راهوية، قلت: رجلسرقكتاباً من رجل فيه رأي جهم أو رأي القدر؟ قال: يرمي به. قلت: إنّهأخذ قبل أن يحرقه أو يرمي به هل عليه قطع؟ قال: لاقطع عليه، قلت لإسحاق: رجل عنده كتاب فيه رأي الإرجاء أو القدر أو بدعة فاستعرته منهفلما صار فييدي أحرقته أو مزقته؟ قال: ليس عليك شيء([12]). وقال الإمام مالك – رحمه الله -: ((لا تجوزالإجـارات في شيء من كتـب الأهـواء والبدعوالتنجيم))([13]). وقال أبو محمد ابن أبي حاتم: ((وسمعت أبي وأبازرعة: يأمران بهجران أهل الزيغ والبدع، يغلظان في ذلك أشد التغليظ، وينكرانوضع الكتب برأي في غير آثـار، وينهيان عن مجالسة أهل الكلام والنظر فيكتبالمتكلمين، ويقولان لا يفلح صاحب كلام أبداً)) ([14]). وقال أيضاً: ((ووجدت في كتب أبي حاتم محمد بنإدريس بن المنذر الحنظلي الرازي - رحمه الله - مما سمع منه يقول: مذهبنا واختيارنا اتباع رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ومن بعدهم بإحسان، وترك النظر في موضع بدعهم([15])والتمسكبمذهب أهل الأثر... وترك رأي الملبّسين المموهين المزخرفين الممخرقين الكذابين. وتـرك النظـر في كتب الكرابيسي ومجانبة من يناضل عنه من أصحابه))([16]). وقال نعيم بن حماد : ((أنفقت على كتبه - يعني إبراهيمبن أبي يحيى - خمسة دنانير ثم أخرج إلينا يوماً كتاباً فيهالقدر وكتاباً فيه رأي جهم، فقرأته فعرفت، فقلت: هذا رأيُك؟! قال: نعم. فحرقتُ بعض كتبه فطرحتها )))[17]) وقد عقد الإمام أبو نصر عبيد الله بن سعيد السِّجزي في رسالته إلى أهلزبيد في الرد على من أنكر الحرف والصوت فصلاًفي ذلك فقال : ((الفصل الحادي عشر في الحذر منالركون إلى كل أحد، والأخذ من كل كتاب؛ لأن التلبيس قد كثر والكذب على المذاهب قد انتشر . اعلموا رحمنا وإياكم الله سبحانه، أن هذا الفصل من أولىهذه الفصول بالضبط لعموم البلاء، ومايدخل على الناس بإهماله، وذلك أنأحوال أهل الزمان قد اضطربت، والمعتمد فيهم قد عز،ومن يبيع دينه بعرضيسير، أو تحبباً إلى من يراه قد كثر، والكذب على المذاهب قدانتشر فالواجبعلى كل مسلم يحب الخلاص أن لا يركن إلى كل أحد ولا يعتمد على كلكتاب،ولا يسلّم عنانه إلى من أظهر له الموافقة ... . فمن رام النجاة من هؤلاء، والسلامة من الأهواء فليكنميزانه الكتاب، والأثر - في كل ما يسمعويرى؛ فإن كان عالماً بهما عرضهعليهما - واتباعه للسلف . ولا يقبل من أحد قولاً إلا طالبه على صحته بآية محكمة، أو سنة ثابتة، أو قول صحابي من طريق صحيح ... . وليحذر تصانيف من تغير حالهم فإنفيها العقارب وربما تعذّر الترياق )))[18]). وقال الحافظ أبو عثمان سعيد بن عمرو البردعي: ((شهدت أبا زرعةـوقد سئل عن الحارث المحاسـبي وكتبـه ـ فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذهكتب بدع وضلالات عليكبالأثر فإنك تجد فيه ما يغنيك عن هذه الكتب. قيل له: في هذه الكتب عبرة. فقال: من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليـس له في هذهالكتب عبرة، بلغكم أن مالك بن أنس وسفيانالثوري والأوزاعي والأئمةالمتقدمين صنفوا هذهالكتب في الخطرات والوساوس وهذه الأشياء؟! هؤلاء قومخالفوا أهل العلم … ثم قال: ما أسرعالناس إلى البـدع)) ) [19]) . قال الذهبي معلقاً: ((وأين مثلالحارث؟ فكيف لو رأىأبو زرعة تصانيفالمتأخرين كالقوت لأبي طالب، وأينمثل القوت ! كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسيرللسلميلطار لُبُّه. كيف لو رأى تصانيف أبي حامدالطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات؟!. كيف لورأى الغنية للشيخ عبد القادر ! كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية؟!. بلى لما كان الحارث لسان القوم فيذلك العصر كانمعاصره ألف إمام في الحديث، فيهم مثل أحمد بن حنبـل وابن راهويه، ولما صارأئمة الحديث مثل ابن الدخميس، وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوصوابن سفيان. نسأل الله العفو والمسامحة آمين))([20]). وقال شيخنا الفاضل ربيع بن هادي المدخلي – حفظه الله ورعاه - بعد نقلهلكلام الذهبي السابق: ((أقول: رحم اللهالإمام الذهبي؛كيف لو رأى مثل ( الطبقات ) للشعراني، وجواهر المعانيوبلوغ الأماني في فيض أبي العباس التيجاني لعلي ابن حرازم الفاسي؟! كيف لورأى خزينة الأسرار لمحمد حقي النازلي؟! كيفلو رأى نور الأبصارللشلنبجي؟! كيف لو رأىشـواهد الحق في جـواز الاستغاثة بسيد الخلق وجامعالكراماتللنبهاني؟! كيف لو رأى تبليغي نصاب وأمثالهمن مؤلفات أصحابالطرق الصوفية؟! كيف لو رأى مؤلفات غزالي هذا العصر وهي تهاجم السنّةالنبويّة وتسخر من حملتهاوالمتمسكين بها من الشباب السلفي وتقذفهم بأشنعالتهم وأفظع الألقاب؟! كيف لو رأى مؤلفات المودودي وما فيها من انحراف عقديوعقلي وسلوكي؟! كيف لو رأى مؤلفات القرضاوي وهي تدافع عن أهل البدعوتنتصر لها، بل تشـرح أصولها، والذي ينحـى منحى غزالي هذا العصر، بل هوأخطر؟! كيف لو رأى دعاة زماننا وقد أقبلوا على هذه الكتب المنحـرفة، وهميُسيّرونشبابهم وأتباعهم على مناهج الفرق المنحرفة الضالّة، بل وينافحونعنها وعن قادتها المبتدعين؟! كيف لو رأى مصنفات الكوثريوتلاميذه أبي غدّةوإخوانه من كبار متعصبي الصوفيّة والمذهبية؟! كيف لو رأى مصنفات البوطيوأمثاله من خصوم السنّة وخصوم مدرسة التوحيدومدرسة ابن تيميّة؟! كيف لورأى شباب الأمة بل شبابالتوحيد وقد جهلوا منهـج السلـف بل جهلوا الكتابوالسنّة وأقبلوا على هذه الكتبالمهلكة؟! )) ([21]). بـل كيف لو رأى مؤلفات سيد قطب وما فيها من سبّ بعضالأنبياء كآدم وموسى، وما فيها من سبّ الصحابةبل وتكفير بعضهم، وما فيهامن القول بخلق القرآن، ووحدة الوجود، والاشتراكيةالغالية، وتكفيرالمجتمعـات وغير ذلك من البدع الغليظة، والضلالات العظيمة ([22]). وإليكمقولة واحدة من مقولاته في الطعن في الصحابة، ثم زن ذلك بميزان الشرع، ميزان الحق والإنصاف لا ميزان الهوى والعصبيّة. قال سيد قطب في كتابه ( كتب وشخصيات ) ([23]): ((إن معاويةوزميله عمراً لم يغلباعلياً لأنهما أعرف منه بدخائل النفوس، وأخبر منهبالتصرفالنافع في الظرف المناسب، ولكن لأنهما طليقان في استخدامكل سلاحوهو مقيد بأخلاقه في اختيار وسائل الصراع. وحين يركنمعاوية وزميله إلى الكذب والغش والخديعةوالنفاق والرشـوة وشـراء الذمم، لا يملك علي أنيتدلى إلى هذا الدركالأسفل. فلا عجب ينجحـان ويفشل،وإنه لفشل أشرف من كـل نجاح )). وقدسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - عن هذه المقولة، فقـال: ((كلام قبيح هذا،كلام قبيح لسبّهمعاوية وسبه عمرو بن العاص، كل هذا كلام قبيح، وكلام منكرومعاوية وعمرو مجتهدون أخطئوا، مجتهدون أخطئوا. والله يعفو عنهم)). فقالسائل له: أحسن الله إليك، ما ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام؟ فقال: ((ينبغي أن تمزق)) ([24]) وقال ابن قدامة - رحمه الله -: ((ومـن السنةهجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين، وترك النظر فيكتب المبتدعة، والإصغاء إلىكلامهم،وكل محدثة في الدين بدعة))([25]). وقال – أيضاً – في أثناء ردّه على ابن عقيل ([26]): ((أما هو وحزبه منأهل الكلام، فماذكرهم إلا ذمّهم والتحـذير منهم، والتنفير من مجالستهم،والأمر بمباينتهموهجرانهم، وترك النظر في كتبهم)). وقال العلامة ابن مفلح في كتابه " الآداب الشرعية" )[27]) : ((وذكرالشيخ موفق الدين – رحمه الله – في المنع من النظرفي كتب المبتدعة، قال: كان السلف ينهون عن مجالسة أهل البدع، والنظر في كتبهم والاستماع لكلامهم )). وقال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لما ذكر بأن كل ما رغّب في المعصية ونهى عن الطاعة فهومن معصية الله قال: ((ومنهذا الباب سماع كلام أهل البدع، والنظر في كتبهم لمن يضره ذلك ويدعوه إلى سبيلهم وإلى معصية الله))([28]). وقالشيخ الإسلام ابن القيم – رحمه الله – بعد ذكـره لبعض أقوال أهل البدع: " يا منيظن بأننا حفنا عليـ فانظر ترى لكن نرى لك تركها فشباكها والله لم يَعْلَـق بهـا إلا رأيت الطير في قفص الرّدى ويظلّ يخبط طالباً لخلاصه والذنب ذنب الطير خلّى أطيب الثّـ وأتـى إلى تلك المزابـل يبتغي الـ يا قوم والله العظيم نصيحـة ـهم كتبهم تنبيكعن ذا الشان حذراً عليك مصائد الشيطان من ذي جناحٍ قاصر الطـيران يبكي له نوحٌ على الأغصان فيضيق عنه فرجة العيدان ـمرات في عالٍٍ من الأفنان ـفضلات كالحشرات والديدان من مشفقٍ وأخٍ لكم معوان([29] ( قالالشيخ محمد خليل هراس في شرحه لنونيّة ابن القيم معلقاً على هذه الأبيات ([30]): ((ولا يظنن أحدأننا نتجنى علىالقوم أو نتهمهم بغير الحق، فتلك كتبهم تخبر عنهم كل منينظر فيها وتشهد عليهم شهادة صدق، فليقرأها من شاء ليتأكدمن صحة مانسبناه إليهم، لكنا مع ذلك ننصح كل أحد أن لا يقرأ هذه الكتب حتى لا يقعفي حبائلها ويغرّه ما فيها من تزويق المنطقوتنميق الأفكار، لا سيما إذالم يكن ممن رسخ في علومالكتاب والسنة قدمه ولا تمكن منهما فهمه، فهذا لايلبث أن يقع أسير شباكها، تبكيه نائحة الدوح على غصنها،وهو يجتهد في طلبالخلاص فلا يستطيع، والذنب ذنبه هو، حيث ترك أطيب الثمرات علىأغصانهاالعالية حلوة المجتنى طيبة المأكل، وهبط إلى المزابل وأمكنة القذارة يتقمّمالفضلات كما تفعل الديدان والحشرات. وما أروع تشبيه الشيخ – رحمه الله – حال من وقع أسير هذهالكتب وما فيها من ضلالات مزوقة قد فتنبها لُبُّه وتأثر بها عقله، بحالطير في قفص قد أحكم غلقه فهو يضرب بجناحيهطالباً للخلاص منه فلا يجد فرجةينفذ منها لضيق ما بين العيدان من فرج. وما أجمل – أيضاً – تشبيهه لعقائد الكتاب والسنة بثمراتشهية كريمة المذاق على أغصان عالية،بحيث لا يصل إليها فساد ولا يلحقهاتلوث، وتشبيهه لعقائد هؤلاء الزائغين بفضلات قذرة وأطعمة عفنة ألقيت فيأحدى المزابل، فلا يأوي إليها إلا أصحاب العقول القذرة والفطرة المنتكسة )). وقالالذهبي – رحمه الله – بعد أن ذكر بعض كتب أهل الضلال كرسائل إخوان الصفا وأمثالها: ((فالحذارِالحذارِ من هذه الكتب، واهربوا بدينكم من شُبَه الأوائل، وإلا وقعتم فيالحيرة، فمن رام النجاة والفوز فليلزم العبودية، وليدمن الاستغاثةبالله،وليبتهل إلى مولاه في الثبات على الإسلام وأن يتوفى على إيمان الصحابة،وسادة التابعين، والله الموفق)) ([31]). وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في أثناء كلامه على الأشاعرة : ((فصنف المتأخرونمن هؤلاء علىمذهبهم الفاسد مصنفات، كالأرجوزة التي يسمونها: جوهرةالتوحيد؛ وهي إلحاد وتعطيل ، لايجوز النظر إليها ، ولهم مصنفات أخر نفوافيها علو الرب تعالى، وأكثر صفات كمالهنفوها، ونفوا حكمة الرب تعالى)) ([32]). وقال العلامة صديق حسن خان: ((ومن السنة هجرانأهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين والسنة، وكل محدثة فيالدين بدعة، وترك النظـرفي كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم في أصولالدين وفروعه، كالرافضة والخوارج والجهمية والقدرية والمرجئة والكراميّةوالمعتزلة، فهذه فرق الضلالة وطرائق البدع))([33]). أضفإلى ذلكأن السلف قالوا بوجوب إتلاف كتب أهل البدع وإفسادها كما قال شيخ الإسلام ابن القيم: ((وكذلكلا ضمان في تحريق الكتب المضلة وإتلافها. قال المرّوذي: قلت لأحمد: استعرت كتاباً فيه أشياء رديئة ترى أني أخرقهأو أحرقه؟ قال: نعم، وقد رأى النبي -صلى الله عليه وسلم - بيدي عمر كتاباً اكتتبه منالتوراة وأعجبه موافقته للقرآن، فتمعّر وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ذهب به عمر إلى التنور فألقاه فيه . فكيف لورأى النبيصلى الله عليه وسلم ما صنف بعده من الكتب التي يعارض بعضها ما في القرآن والسنة؟ واللهالمستعان …وكل هذه الكتب المتضمنة لمخالفة السنة غير مأذون فيها بل مأذونفي محقها وإتلافها وما على الأمة أضر منها. )) إلىأن قال: ((والمقصود: أنهذه الكتب المشتملة على الكذب والبدعة، يجب إتلافها وإعدامها، وهي أولىبذلك من إتـلاف آنية الخمر؛ فإنضررها أعظم من ضرر هذه، ولا ضمـان فيها،كمـا لاضمان في كسـر أواني الخمر وشقزقاقها)).([34]) وقـال ابن القيم – أيضاً – عند قول كعب بن مالك: ((فتيممتبالصحيفة التنور))-: ((فيه المبادرةإلى إتلاف ما يخشىمنه الفساد والمضرة في الدين، وأن الحازم لا ينتظر بهولا يؤخره، وهذا كالعصير إذا تخمّر، وكالكتاب الذي يخشىمنه الضرروالشـرّ، فالحـزم المبـادرة إلى إتلافه وإعدامه. )) ([35]) ونقل تقي الدين الفاسي في كتـابه ( العقد الثمين فيتاريخ البلد الأمين ) عن الشيخ شرف الدين عيسى الزواوي المالكي ( ت: 743)،ما نصه: ((ويجب على وليالأمر إذا سمع بمثلهذا التصنيف ( أي مؤلفات ابن عربي " كالفصوص والفتوحاتالمكيّة " ) البحث عنه وجمع نسخه حيث وجدها وإحراقها، وأدّب من اتهم بهذاالمذهب أو نسب إليه أو عرف به، على قدر قوّةالتهمة عليه، إذا لم يثبتعليه، حتى يعرفه الناس ويحذروه، والله ولي الهداية بمنّهوفضله)))[36]). ونقل - أيضاً – عن الشيخ أبي يزيد عبد الرحمن بن محمد المعروف بابن خلدون المالكي، مانصه: ((وأما حكم هذهالكتب المتضمنةلتلك العقائد المضلّة، وما يوجد من نُسخها بأيدي الناس،مثل: ( الفصوص )، و( الفتوحات) لابن عربي، و(البُدّ) لابـنسبعين، و ( خلعالنعلين ) لابـن قسي، و (عين اليقين ) لابن بَرَّجان، وما أجدرالكثير منشعر ابن الفارض، والعفيف التلمساني، وأمثالهما، أن تُلـحق بهذه الكتب،وكذا شرح ابن الفرغاني للقصيدة التائية من نظم ابن الفارض،فالحكم في هذهالكتب كلها وأمثالها، إذهاب أعيانها متى وُجدت بالتحريق بالنار والغسلبالماء، حتى ينمحي أثر الكتابة، لما في ذلك من المصلحة العامة في الدين،بمحو العقائدالمضِلّة. ثم قال: فيتعيّن على ولي الأمر، إحراق هذه الكتب دفعاًللمفسدة العامة، ويتعيّن على من كانتعنده التمكين منها للإحراق، وإلافينـزعها وليّالأمر، ويؤدبه على معارضته على منعها؛لأن ولي الأمر لايعارض في المصالح العامة ))([37]). وقــال السخــاوي - رحـمه الله - في ترجمة شيخه الحافظ ابن حجر - رحمه الله - : ((ومن الاتفاقياتالدالة على شدةغضبه لله ولرسوله: أنهم وجدوا في زمن الأشرف برسباي شخصاًمن أتباع الشيخ نسيم الدين التبريزي وشيخ الخروفية المقتول على الزندقة سنةعشرين وثمانمائة ومعه كتاب فيه اعتقادات منكرةٌفأحضروه، فأحرق صاحبالترجمة الكتاب الذي معه، وأراد تأديبه، فحلف أنه لا يعرف مافيه، وأنّهوجده مع شخص، فظنّ أنّ فيه شيئاً من الرقائق، فأُطلق بعد أن تبرّأمما فيالكتاب المذكور، وتشهّد والتزم أحكام الإسلام))([38]). وقـد أحرق علي بن يوسف بن تاشفين كتاب إحياء علوم الدين لأبي حامدالغزالي، وكان ذلك بإجماع الفقهاء الذين كانوا عنده ([39]). وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن في رسالته إلى عبد الله بن معيذر([40])، وكان قد بلغ الشيخ أنه يشتغلبكتاب الإحياء للغزالي ويقرأ فيه عند العامة: ((من عبد اللطيف بن عبد الرحمن إلىالأخ عبد الله. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد. فقد بلغني عنك ما يشغل كل من له حميّةإسلامية، وغيرةدينية على الملة الحنيفية، وذلك: أنـك اشتغلـت بالقـراءة في كتاب (الإحياء ) للغزالي،وجمعت عليه من لديك من الضعفاء والعامة الذين لا تمييز لهم بينمسائل الهداية والسعادة،ووسائل الكفر والشقاوة، وأسمعتهم ما في الإحياءمن التحريفات الجائرة، والتأويلات الضالة الخاسرة، والشقاشق التي اشتملتعلى الداء الدفين، والفلسفة في أصل الدين. وقد أمر الله تعالى وأوجب على عباده أن يتّبعوا الرسول،وأن يلتزموا سبيل المؤمنين، وحرم اتخاذالولائج من دون الله ورسوله ومندون عبادهالمؤمنين،وهذا الأصل المحكم لا قوام للإسلام إلا به، وقد سلكفي الإحياء طريق الفلاسفة والمتكلمين، في كثير من مباحث الإلهيات وأصولالدين، وكسا الفلسفة لحاءالشريعة، حتى ظنها الأغمار والجهال بالحقائق مندين الله الذي جاءت به الرسل، ونزلت به الكتب، ودخـل به الناسفي الإسلام،وهي في الحقيقة محض فلسفة منتنة يعرفها أولو الأبصار، ويمجّها منسلكسبيل أهل العلم كافة في القرى والأمصار. قد حذّر أهل العلم والبصيرة عن النظر فيها، ومطالعةخافيها وباديها،بل أفتى بتحريقها علماء المغرب ممن عُرف بالسنّة،وسماهاكثير منهم: إماتة علوم الدين، وقام ابن عقيل أعظم قيام في الذم والتشنيع،وزيف ما فيه من التمويه والترقيع، وجزم بأنكثيراً من مباحثه زندقة خالصةلا يقبل لصاحبها صرف ولا عدل )). ماأشبه الليلة بالبارحة، فهل جعل هؤلاء الأئمة ما في كتاب إحياء علوم الدينمن الأدبيات والفوائدمسوّغاً لقراءة ذلك الكتاب، كلا ثـم كلا، بل أمروابحرقه والتحذير منه. وكتاب إحياء علوم الدين أفضل من كثير من الكتب التي يدعواإليها دعاة هذه الحزبيات الجديدة، فهذهكتب سيد قطب التي يعظمونها بلويقدسونها، لم تترك بدعةً لا سيما البدع الغليظة إلا وقررتها وتبنتها، ولوكانت هذه الكتب موجودة في عهدالسلف الصالح أو في عهد الخليفة علي ابنيوسف الذي أحرق الإحياء، لأخّر إحراقالإحياء واتجه إلى كتب سيد قطببالحرق والإتلاف، أو لأحرقهما معاً، وإلى الله نشكوا ضعفنا. ومن المواقف تجاه أهل البدع التي تسطر بماء الذهب ما حصلمن الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم -رحمهالله- من تعزيره لعبداللهالخنيزي مؤلف كتاب (أبو طالب مؤمن قريش) وأصدر فيه حكماً حازماً، حتى أعلنالخنيزي توبته وكتبها، وإليكنص القرار الذي اتخذه الشيخ ابن إبراهيم : ((من محمد بن إبراهيم إلى المكرممدير شرطة الرياضسلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فبالإشارة إلى المعاملة الواردة منكم برقم 944 وتأريخ 10/11/1381 المتعلقة بمحاكمة عبدالله الخنيزي، فإنه جرى الاطلاع علىالمعاملة الأساسية ووجدنا بها الصك الصادر من القضاة الثلاثة المقتضيإدانته، والمتضمن تقريرهم عليه، يعزر بأمور أربعة: (أولاً) : مصادرة نسخ الكتاب وإحراقها، كما صرّح العلماء بذلك في حكم كتب المبتدعة. (ثانياً) : تعزير جامع الكتاببسجنه سنة كاملة، وضربه كل شهرين عشرين جلدة في السوقمدّة السنة المشار إليها بحضور مندوب من هيئة الأمر بالمعروفمع مندوبالإمارة والمحكمة. (ثالثاً) : استتابته؛ فإذا تاب وأعلن توبته وكتب كتابة ضد ما كتبه في كتابه المذكورونشرت في الصحف وتمت مدّة سجنه خلي سبيله بعد ذلك، ولا يطلق سراحه وإن تمتمدّة سجنهما لم يقم بما ذكرنا في هذه المادة. (رابعاً) : فصله من عمله، وعدم توظيفه في جميع الوظائف الحكومية، لأن هذا من التعزير. هذا ما يتعلق بالتعزير الذيقررته اللجنة، وبعد استكماله يبقى موضوع التوبة يجرى فيه ما يلزم إن شاء الله. والسلام عليكم))([41]). فلله دره ما أشده على أهل البدع والمخالفين للسنن، وهذهكانت سيرته معهم، وهم كانوا على خوف شديدمنه كما أخبرنا بذلك من عاصره،وكم من أهل البدع في عصرنا ممن يحتاجون أن يتخذمعهم مثل هذا القرار،والله المستعان. وإنصافاً لعبدالله الخنيزي فإنه قد تاب مما خطته يداه في كتابه المذكور وأعلن توبته وكتبها، وهي مدونة بعد القرارالمذكور. ومن أقوال أهل العلم -أيضاً- في طريقة معاملة كتب أهل البدع، ما قاله العلامة الشيخ محمد بنصالح العثيمين - رحمه الله - : ((ومن هجران أهل البدع ترك النظرفي كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس، فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الدجّال : ((من سمعبه فلينأ عنه، فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنّه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات))رواه أبوداود)[42])، وقال الألباني: وإسناده صحيح. لكن إذا كان الغرض من النظر في كتبهم معرفة بدعتهم للردعليها فلا بأس بذلك لمن كان عنده منالعقيدة الصحيحة ما يتحصن به، وكانقادراً على الردعليهم، بل ربما كان واجباً؛ لأن رد البدعة واجب، وما لايتم الواجب إلا به فهو واجب))([43]). وسئل الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -: ما هو القول الحق فيقراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟ فأجاب: ((لا يجوزقراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد عليهم ويبين ضلالهم)) ([44]) فهكذاكان أهل السنة يعاملون أهل البدع ومؤلفاتهم، فقف حيث وقفوا فإنه يسعك ما وسعهم. ومن لميسعه ما وسع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ووسع السلف والأئمة بعده فلا وسّع الله عليه، ومن لم يكتف بما اكتفوا بهويرضى بما رضوا به ويسلك سبيلهم؛ فهو من حزب الشيطان و{ إنما يدعوا حزبهليكونوامن أصحاب السعير }. ومنلم يرض الصراط المستقيم سلك إلى صراط الجحيم، ومن سلك غير طريق سلفه أفضتبه إلى تلفه،ومن مال عن السنّة فقد انحرف عن طـريق الجنّة. فاتقـواالله تعـالى وخافوا على أنفسكم، فإن الأمر صعب،وما بعــد الجنّــة إلا النـار وما بعـدالحـق إلا الضلال، ولا بعدالسنّة إلا البدعة)[45](. مع العلم أن السلف كانوا يفرقون بين أهل البدع الدعاة إلىبدعهم وغير الدعاة، فألجأتهمالضرورة للاستفادة من هؤلاء لدينهم وصدقهموأمانتهم وعدم دعوتهم إلى ما وقعوا فيهمن البدع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((وسببالفرق بين أهل العلم وأهل الأهواء–ومع وجود الاختلاف في قول كل منهما -: أنّ العالم قد فعل ما أمر به من حسنالقصد والاجتهاد،وهو مأمور في الظاهر باعتقاد ما قام عنده دليله، وإن لم يكنمطابقاً، لكناعتقاداً ليس بيقيني، كما يؤمر الحاكم بتصديق الشاهدين ذوي العدل، وإنكانا في الباطن قد أخطآ أو كذبا، وكما يؤمر المفتي بتصديق المخبر العدلالضابط، أو باتباع الظاهر، فيعتقد ما يدل عليه ذلك، وإن لم يكنذلكالاعتقاد مطابقاً. فالاعتقادالمطلوب هو الذي يغلب على الظن مما يؤمر به العباد، وإن كان قد يكون غيرمطابق، وإن لم يكونوامأمورين في الباطن باعتقاد غير مطابق قط. فإذا اعتقد العالم اعتقادين متناقضين في قضية أو قضيتين،مع قصده للحق واتباعه لما أمر باتباعه من الكتاب والحكمة: عذر بمالميعلمه وهو الخطأ المرفوع عنا. بخلاف أصحاب الأهواء، فإنهم إن يتبعونإلا الظن وماتهوى الأنفس، ويجزمون بما يقولونه بالظن والهوى جزماً لا يقبل النقيض،مععدم العلم بجزمه، فيعتقدون ما لم يؤمروا باعتقاده لا باطناً ولا ظاهراً،ويقصدون ما لم يؤمروا بقصده، ويجتهدون اجتهاداً لم يؤمروا به، فلم يصدرعنهم من الاجتهادوالقصد ما يقتضي مغفرة ما لم يعلموه، فكانوا ظالمين،شبيهاً بالمغضوب عليهم، أوجاهلين، شبيها بالضالين. فالمجتهد الاجتهاد العلمي المحض ليس له غرض سوى الحق، وقد سـلكطريقه، وأما متبع الهوى المحض فهو من يعلم الحقويعاند عنه))([46]). ولذلككان أهل العلم يفرقون حتى في الرواية بين الدعاة إلى البدع وبين غـيرالدعاة فهذه المسألة قداختلف فيها أهل العلم على ثلاثة أقوال: القول الأول: المنع مطلقاً، وهو قول ابن سيرين ومالك وابن عيينة والحميدي ويونس بن أبي إسحاق وعلي بن حرب وغيرهم. ولهؤلاء مأخذان: أحدهما: تكفير أهل الأهواء أو تفسيقهم وفيه خلاف مشهور. والثاني: الإهـانة لهم والهجران والعقوبة بترك الرواية عنهم، وإن لم نحكم بكفرهم أو تفسيقهم. القولالثاني: تجوز الرواية عنهم إذا لم يتهموا بالكذب، وهو قول أبي حنيفة والشافعي ويحيى بن سعيد وعليبن المديني. القـولالثالث: وهو التفريق بين الداعية وغيره فمنعوا الرواية عـن الداعية إلى البدعة دون غيره. وهذا هو الأظهر الأعدل وهو قول الأكثر، كابن المباركوابن مهدي وأحمد بن حنبل ويحيى بن معين ورويعن مالك وهو اختيار شيخالإسلام ابن تيمية والحافظ ابـن حجر. ولكنهمقيدوا قبول غير الداعية بما إذا لم يرو ما يقوي بدعته )[47]). ومن ذلك ظهر بطلان قول من يساوي بين ابن أبي عروبة وقتادة وغيرهما– رحمهما الله -، وبين سيد قطب أو حسن البنا أو الغزاليالمعاصر وغيرهم من أهل البـدع الذين هم على شاكلة هـؤلاء. ذكرت هذا الكلام ليبين الفرق بين دعاة المنهج السلفي الحقوبين فئة انتمت إلى هذا المنهج ظاهراًواتخذت من بعض من وقع في شيء منالبدع كابن حجر والنووي منطلقاً إلى الطعن في أهلالسنّة من مثل ابن أبيالعز الذي طعنوا في كتابه شرح الطحاوية، وتشددهم على الشوكاني وأمثاله ممنرفع رايةالتوحيد والسنّة ووقعوا في بعض الأخطاء . نسـأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتّباعه، ويرينا الباطل باطلاًويرزقنا اجتنابه. والله تعالى أعلم.([1]) وقد عرفناكثيراً من أهل السنّة الذين كانوا على المنهج السلفي لكنهمانهمكوا في قراءة كتب أهل البدع والضلالاتبحجة أنها لا تخلو من الحق ،فضاعوا وضلوا وأصبحـوامن خصوم الدعوة السلفيّة وأهلها والمحذرين منهم ومنكتبهم، نسأل الله السلامةوالعافية والثبات على السنة . ([2]) الدرر السنيّة ( 3/211 ). ([3]) أخرجهالإمـام أحمـد ( 3/387 ) ، والدارمي ( 1/115) ،وهو حديث حسن، انظر الإرواء ( 6/338-340 ). ([4]) الاستقامةلشيخ الإسلام ابن تيمية ( 1/108 ) . ([5]) (242-231/1) ([6]) كانالصوفية في وقته على طريقة السلف ، وتصوفهم كانالزهد والعبادةوالورع ، وهذا واضح في عقيدته التي أوردها صاحب كتاب الحجة في بيان المحجة، ولو كان على غير هذا لما كان له أي قيمة عند أهل السنّة . ([7]) العلل ومعرفة الرجال ( 1/253-254 ) . ([8]) السنّةللخلال ( 3/511). (9 ( المعرفةوالتاريخ للفسوي ( 3/494) . ([10]) هدايةالأريب الأمجد لسليمان بن حمدان ( ص : 38 ) . ([11]) السير (11/231). ([12]) السنّة ( 3/511 ). ([13]) جامع بيانالعلم ( 2/942 ) . ([14]) شرح أصولاعتقاد أهل السنّة للالكائي ( 1/197-202 ) . ([15]) أي أهلالبدع والأهواء كتمثيله بكتب الكرابيسي. ([16]) شرح أصولاعتقاد أهل السنة للالكائي ( 1/180 ) . ([17]) الميزان ( 1/61 ) . ([18]) (ص : 231-234 ). ([19]) كتابالضعفـاء لأبي زرعـة ،ضمـن كتـاب ( أبو زرعةالرازي وجهوده في السنة النبوية ) ( 2 / 561-562 ) . ([20]) ميزانالاعتدال ( 1/431 ) . ([21]) منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف(ص:135-136) ([22]) وانظر فيبيان ضلالاته وبدعه مؤلفات الشيخ ربيع بن هادي المدخلي _حفظهالله، ككتابأضواء إسلامية ، ومطاعن سيد قطب في أصحاب رسولالله،والعواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم ، والحد الفاصل ،ونظرات في كتابالتصوير الفني، ونظرة سيد قطب إلى أصحاب رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فجزاه الله تعالى خير الجزاء . ([23]) ( ص : 242 ) . ([24]) من شريطبعنوان ( رياض الصالحين ) . ([25]) لمعةالاعتقاد ( ص : 33 ) . ([26]) تحريمالنظر في كتب الكلام ( ص : 41 ) . ([27]) (232/1). ([28]) الفتاوى ( 15/336 ) . ([29]) نونية ابنالقيم ( ص : 180 ) . ([30]) (361-360/1) . ([31]) سير أعلامالنبلاء ( 19 / 328-329 ) . ([32]) الدرر السنية ( 3/209-210 ). ([33]) قطف الثمرفي عقيدة أهل الأثر ( ص : 157 ) . ([34]) الطرقالحكميّة ( ص : 233-235 ) . ([35]) زادالمعاد ( 3 / 581 ) . ([36]) (176-177/2). ([37]) العقدالثمين ( 2/ 180-181 ) . ([38]) الجواهروالدرر ( 2/637-638 ) . ([39]) انظرالمعيار المعرب (12/185). ([40]) مجموعةالرسائل والمسائل النجدية ( 3 / 130-131 ) . ([41]) فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم (12/187-189). ([42]) سيأتي تخريجه . ([43]) مجموعفتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ( 5/89 ) . ([44]) الأجوبةالمفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ( ص : 70 ) . ([45]) مأخوذ منكلام سهـل التستري ، انظر تحريم النظر لابن قـدامة ( ص:70-71 ) . ([46]) القواعدالنورانية ( ص : 151-152 ) .([47]) وانظرتفصيل هذه المسألة في ،نزهة النظر لابن حجر (ص:136)،وتدريب الراوي (1/275)،وشرح علل الترمذي (1/53)،ومنهـاج السنة(3/60-62)،وغيرها . |
#46
|
|||
|
|||
درر للخلف من أقوال السلف 1-ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كسي من الروح والنور وما يتبعهما منالحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حرمه غيره كما قال الحسن رحمهالله:(إن المؤمن من رزق حلاوة ومهابة) ابن القيم : اجتماع الجيوش ص/10 2.العلم خزائن ومفتاحه السؤال .... لسان الميزان (2/417) ويروى مرفوعاً ولا يصح 3.من جاءك بالحق فاقبل منه وان كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وان كان قريباً حبيباً ابن مسعود / شرح السنة (1/234) 4.الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل " ....سفيان الثوري. الصارم المنكي ص/390 5."بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها" . ابن تيميه : الصارم ص/390 6."بحسب قلة علم الرجل يضله الشيطان"..... المصدر السابق ص/401 7."حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه أو دنياه" .... الحسن البصري : الحوادث والبدع ص/441 8.هو البحر من أي النواحي أتيته.... هو البدر من أي الضواحي رأيته قالها ابن فضل الله العمري في شيخ الاسلام ابن تيميه / الرد الوفد ص/147 9."ينبغى للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك (أي غلبتعليه العصبيه للمذهب ورد الدليل ) فليبتعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكرالله واتباع السنة وأمره غير مفروط فيه ، بل هو حازم في أمره ، فليتمسكبغرزه"... ابن القيم الوابل الصيب ص/81 10."ردوا الجهالات إلى السنة " قالها عمر بن الخطاب / نقلها شيخ الإسلام في الاستقامة (1/5) 11." طلب العلم شديد،وحفظه اشد من طلبه،والعمل به أشد من حفظه " قالها هلال بن العلاء.نقلاً عن الذهبي في الكبائر ص/76 12.وأشر الكبر من تكبر على العباد بعلمه ، وتعاظم في نفسه بفضيلته، فإن هذالم ينفعه علمه فإن من طلب العلم للآخرة كسر علمه ، وخشع قلبه ،واستكانتنفسه ،وكان على نفسه بالمرصاد0" الذهبي / الكبائر ص/76 13."من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال " ابن رجب اختيار الأولى ص/23 14.بالمعرفه هانت على العاملين العبادة " نقلها ابن رجب عن أحد السلف المصدر السابق ص/24 15. السيادة في الدنيا،والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب "ابن القيم : تحفة المودود ص/146 16.أكمل الراحة ما كان عن كد التعب وأعز العلم ما كان عن ذل الطلب "المناوي : فيض القدير ( 1/52) 17.من أسر سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه " ابن أبيالعز شرح الطحاوية ص/152 وانظر الوابل الصيب ص/62 والنبوات ص/191 وتفسيرابن كثير 2/-فقد ذكره مرفوعاً 18.لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه ، ويخالفه إذا خالف هواه فإذا أنتلا تثاب على ما وافقته من الحق وتعاقب على ما تركته منه " قالها : عمر بنعبدالعزيز نقلها صاحب الطحاوية ص/522 19.فكل من له مسكة عقل ودربة من فهم يعلم أن فساد العلم وخرابه إنما نشأ منتقديم الرأي على الوحي والهوى على النقل ، وما استحكم هذان الاصلانالفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه ولا في أمة الإ وفسد أمرها أتم فساد " السفارينى : لوامع الانوار(1/7) 20. فمذهب السلف حق بين باطلين وهدى بين ضلالين " المصدر السابق (261/24/1) 21.لاتكن ولياً لله في العلانيه وعدوه في السر " بلال بن سعد السير (11/518) 22."فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه " ابن تيمية القاعدة الجليلة ص/221 23. "أصبح من إذا عُرِّف السنة عرفها غريباً وأغرب منه الذي يُعرِّفها " تهذيب الكمال (32/527) يونس بن عبيد سير النبلاء( 6/292) 24. " واعلم رحمك الله أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب إنما العلم مناتبع العلم والسنن وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالفَ الكتاب والسنة فهوصاحب بدعة وإن كان كثير العلم والكتب " البربهاري: شرح السنة ص/104 25.: " ما ابتدع رجل بدعة إلا سلب الورع " الأوزاعي السير(7/125 |
#47
|
|||
|
|||
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً أقوالأئمة السلف والخلف في الرافضة قال شيخ الاسلام ابن تيميةرحمه الله رحمة واسعة : (( وقد اتفق أهل العلم بالنقل والرواية والاسناد على أنالرافضة أكذب الطوائف، والكذب فيهم قديم، ولهذا كانأئمة الاسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب )). قال أشهب بن عبدالعزيز : (( سئل مالكرحمه اللهعنالرافضة فقال : لاتكلمهم ولا تروي عنهم فإنهم يكذبون. وفال مالك : الذي يشتم أصحابرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لهم أسم، أو قال: نصيب في الاسلام )). وقال أبن كثير عند قوله سبحانه : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء علىالكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فيوجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوارة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرجشطئه فئازره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) (1). وقال : (( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالكرحمة الله عليهفي رواية عنهبتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابةرضوان الله عليهمقال : لأنهميغيظونهم ومن غاظ الصحابةرضي الله عنهمفهو كافر لهذه الآية )). قال القرطبي : (( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمن نقص واحدامنهم أو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائعالمسلمين ))(2). وقال أبو حاتم : (( حدثنا حرملة قال : سمعت الشافعيرحمه اللهيقول لم أرَ أحداً أشهد بالزور منالرافضة )). وقال مؤمل بن أهاب : (( سمعت يزيد بن هارون يقول : (يكتب عن كل صاحب بدعة إذا لم يكن داعية إلاالرافضة فإنهم يكذبون )). وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : (سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل منلقيت إلا الرافضة، فإنهم يضعون الحديث ويتخذونه ديناً )). وشريك هو شريك بنعبدالله، قاضي الكوفة. وقال معاوية : (( سمعت الأعمش يقول : أدركت الناس وما يسمونهم إلا الكذابين )). يعني أصحاب المغيرة بن سعيد الرافضي الكذاب كما وصفه الذهبي (3). قال شيخ الإسلامرحمه اللهمعلقاً على ما قالهأئمة السلف : (( وأماالرافضة فأصل بدعتهم زندقة وإلحاد وتعمُّد، الكذب كثير فيهم، وهم يقرون بذلك حيثيقولون : ديننا التقية، وهو أن يقول أحدهم بلسانه خلاف ما في قلبه وهذا هوالكذب والنفاق فهم في ذلك كما قيل : رمتني بدائها وانسلت ))(4). قال عبدالله أحمد بن حنبل : (( سألت أبي عن الرافضة، فقال : الذي يشتمون أويسبون أبا بكر وعمر )). وسئل الامام أحمد عن أبي بكر وعمر فقال : (( ترحمعليهما وتبرأ ممن يبغضهما ))(5). روى الخلال عن أبي بكر المروزي قال : ((سألت ابا عبدالله عمن يشتم أبابكر وعمر وعائشة، قال ما أره في الاسلام )) (6). وروى الخلال قال : (( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال : ثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبابكر قال:كافر،قال: فيلصى عليه؟ قال:لا ))(7). قال ابن حزمرحمه اللهعنالرافضة عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتبالرافضة للرد عليه : (( إنالرافضة ليسوا مسلمين، وليس قولهم حجة على الدين، وإنما هي فرقة حدث أولها بعدوفاة النبي صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة وكأن مبدئها إجابة ممن خذلهالله لدعوة من كاد الاسلامن وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى فيالتكذيب والكفر ))(8). وقال أبو زرعة الرازي : (( إذا رأيت الرجل ينقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق )). وسئلت اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية سؤالاً جاء فيه أنالسائل وجماعة معه في الحدود الشمالية مجاورون للمركز العراقي، وهناكجماعة على مذهب الجعفربة ومنهم من امتنع عن أكل ذبائحهم ومنهم من أكل،ونقول : هل يحل لنا أن نأكل منها علماً بأنهم يدعون عليا والحسن والحسينوسائر سادتهم في الشدة والرخاء؟ فأجابت اللجنة برئاسة سماحة الوالد الشيخعبدالعزيز بن باز، والشيخ عبدالرزاق عفيفي، والشيخ عبدالله بن غديان،والشيخ عبدالله بن قعودأثابهم الله جميعاً : الجواب : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه، وبعد : إذا كان الأمر كما ذكر السائل من أن الجماعة الذين لديه من الجعفرية يدعونعلياً والحسن والحسين وسادتهم فهم مشركون مرتدون عن الاسلام والعياذ بالله،لايحل الأكل من ذبائحهم لأنها ميتة ولو ذكروا عليها أسم الله (9). وسئل العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرينحفظه الله ورعاه من كلسؤسؤالا جاء فيه فضيلة الشيخ يوجد في بلدتنا شخص رافضي يعمل قصابا ويحضرهأهل السنة كي يذبح ذبائحهم، وكذلك هناك بعض المطاعم تتعامل مع هذا الشخصالرافضي وغيره منالرافضة الذي يعملون في نفس المهنة. فما حكم التعامل مع هذا الرافضي وأمثاله؟ وماحكم ذبحه : هل ذبيحته حلال أم حرام؟ أفتونا مأجورين والله ولي التوفيق. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد : فلا يحل ذبح الرافضي ولا أكل ذبيحته، فإنالرافضة غالباً مشركون حيث يدعون علي بن أبي طالبرضي الله عنهدائماً في الشدةوالرخاء حتى في عرفات والطواف والسعي، ويدعون أبناءه وأئمتهم كما سمعناهممرارا، وذا شرك أكبر وردة عن الإسلام يستحقون القتل عليها. كما هم يغلون في وصف عليرضي الله عنهويصفونه بأوصاف لاتصلح إلا لله،كما سمعناهم في عرفات، وهم بذلك مرتدون حيث جعلوه رباً وخالقاً، ومتصرفاًفي الكون، ويعلم الغيب، ويملك الضر والنفع، ونحو ذلك. كما أنهم يطعنون في القرآن الكريم، ويزعمون أن الصحابة حرفوه وحذفوا منهأشياء كثيرة تتعلق بأهل البيت وأعدائهم، فلا يقتدون به ولا يرونه دليلاً. كما أنهم يطعنون في أكابر الصحابة كالخلفاء الثلاثة وبقية العشرة، وأمهاتالمؤمنين، ومشاهير الصحابة كأنس وجابر وأبي هريرة ونحوهم، فلا يقبلونأحاديثهم، لأنهم كفار في زعمهم! ولا يعملون بأحاديث الصحيحين إلا ما كان عنأهل البيت، ويتعلقون بأحاديث مكذوبة أو لا دليل فيها على ما يقولون،ولكنهم مع ذلك ينافقون فيقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، ويخفون فيأنفسهم ما لايبدون لك، ويقولون : من لا تقية له فلا دين له. فلا تقبلدعواهم في الأخوة ومحبة الشرع..إلخ، فالنفاق عقيدة عندهم، كفى الله شرهم،وصلى الله محمد وآله وصحبه وسلم(10). ......................................... (1) سورة الفتح، الآية : 29 . (2) أصول مذهبالشيعة الإمامية الاثنا عشرية، د. ناصر القفاري (1250/3) (3) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيميةرحمه اللهالمجلد الاول (5960). (4) منهاج السنة لشيخ الاسلام ابن تيميةرحمه الله (68/1). (5) المسائل والرسائل المروية عن الامام احمد بن حنبل، لبعد الإله بن سليمان الأحمدي (357/2). (6) السنة، للخلال (493/3). وهذا تصريح من الامام احمد في تكفير الرافضة. (7) السنة، للخلال (499/3). (8)الفصل في الملل والنحل لابن حزم (78/2). (9) فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء، المجلد الثاني، ص 264. (10) هذه الفتوى صدرت من سماحته بعد ان وجه إليه سؤال عن حكم التعامل معالرافضة في عام 1414هـ، وأحب أن أبين حول ما يتردد أن الشيخ عبدالله الجبرين رعاه الله هو الذي تفرد بتكفير الروافض، والصحيح أن الأئمة منالسلف إلى الخلف يكفرون هذه الفرقة وذلك لاقامة الحجة عليهم وانتفاء عذر الجهل عنهم . اللهم اكفنا شرهم وانصرنا عليهم يا رب العالمي |
#48
|
|||
|
|||
أقوال أئمة السلف في الرافضة أولاً : الإمام مالك : روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سمعت أبا عبدالله يقول ، قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب فيالإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) . وقال ابن كثير عند قوله سبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداءعلى الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله ورضواناًسيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيلكزرع أخرج شطئه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهمالكفار .. ) قال : ( ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنهبتكفير الروافض الذين يبغضون الصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهمومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة منالعلماء رضي الله عنهم على ذلك ) . تفسير ابن كثير ( 4 / 219 ) . قالالقرطبي : ( لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهمأو طعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين ) .تفسير القرطبي ( 16 / 297 ) . ثانياً : الإمام أحمد : رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : ما أراه على الإسلام . وقال الخلال : أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلىالله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين ) . السنة للخلال ( 2 / 557 - 558 ) . وقال أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلاً منأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ما أراه على الإسلام . وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم وينتقصونهمويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقداد وسلمان وليست الرافضة منالإسلام في شيء ) . السنة للإمام أحمد ص 82 . قال ابن عبد القوي : ( وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ( أي الصحابة ) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ ( يعظكمالله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنت مؤمنين ) . كتاب ما يذهب إليه الإمامأحمد ص 21 ثالثاً : البخاري : قال رحمه الله : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهودوالنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكلذبائحهم ) . خلق أفعال العباد ص 125 . رابعاً : عبد الله بن إدريس : قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) . خامساً : عبد الرحمن بن مهدي : قال البخاري : قال عبد الرحمن بن مهدي : هما ملتان الجهمية والرافضية . خلق أفعال العباد ص 125 . سادساً : الفريابي : روى الخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : حدثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر ، قال : كافر ، قال : فيصلى عليه؟ قال : لا ، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إلهإلا الله ، قال : لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته ) . السنة للخلال ( 2 / 566 ) . سابعاً : أحمد بن يونس : الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً : ( اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام ) . قال : ( لو أن يهودياً ذبح شاة ، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكلذبيحة الرافضي لأنه مرتد عن الإسلام ) . الصارم المسلول ص 570 . ثامناً : قول ابن قتيبة الدينوري : قال : بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسولالله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه ، وادعاءهم له شركة النبي صلى اللهعليه وسلم في نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمورالسرية قد جمعت إلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة ) . الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص 47 . تاسعاً : قول عبد القاهر البغدادي : يقول : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإماميةالذين كفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم ، ولا تجوز الصلاة عليهم عندناولا الصلاة خلفهم ) . الفرق بين الفرق ص 357 . وقال : ( وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على اللهالبداء ، وقولهم بأنه يريد شيئاً ثم يبدو له ، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيءثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدا له فيه ... وما رأينا ولا سمعنا بنوع منالكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض ) . الملل والنحل ص 52 - 53 . عاشراً : قول القاضي أبو يعلى : قال : وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر ) . المعتمد ص 267 . والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم . الحادي عشر: قول ابن حزم الظاهري : قال : ( وأما قولهم ( يعني النصارى ) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإنالروافض ليسوا من المسلمين ، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلىالله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارىفي الكذب والكفر ) . الفصل في الملل والنحل ( 2 / 213 ) . وقال وأنه : ( ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهلالسنة ، والمعتزلة والخوارج والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآنالمتلو عندنا أهل .. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلكمشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع ملتنا ) . الإحكام لابن حزم ( 1 / 96 ) . الثاني عشر : قول الإسفراييني: فقد نقل جملة من عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله : ( وليسوا في الحال على شيءمن الدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين ) . التبصير في الدين ص 24 - 25 . قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره ، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي فيأمره بذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . الرابع عشر : قول القاضي عياض : قال رحمه الله : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل منالأنبياء ) . وقال : وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غيرشيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية ) . الخامس عشر : قول السمعاني : قال رحمه الله : ( واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ، لأنهم يعتقدون تضليلالصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ) . الأنساب ( 6 / 341 ) . السادس عشر : قول ابن تيمية : قال رحمه الله : ( من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت ، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة ، فلا خلاف في كفرهم . ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً أو أنهم فسقوا عامتهم ، فهذا لا ريب أيضاً في كفره لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضىعنهم والثناء عليهم . بل من يشك في كفر مثل هذا ؟ فإن كفره متعين ،فإنمضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق وأن هذه الآية التيهي : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الأول ، كان عامتهمكفاراً ، أو فساقاً ، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم ، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها، وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام ) . الصارم المسلول ص 586 - 587 . وقال أيضاً عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) . السابع عشر : قول ابن كثير : ساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة ، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصيةالتي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله : ( ولو كان الأمر كمازعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياتهوبعد وفاته ، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه ، ويؤخروا من قدمهبنصه ، حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجوروالتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمه ونصه ، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام ، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام ) . البداية والنهاية ( 5 / 252 ) . الثامن عشر : قول أبو حامد محمد المقدسي : قال بعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في البابقبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح ، وعناد معجهل قبيح ، لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دينالإسلام ) . رسالة في الرد على الرافضة ص 200 . التاسع عشر : قول أبو المحاسن الواسطي وقد ذكر جملة من مكفراتهم فمنها قوله : ( إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة رسو الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهموتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) وبشهادةالله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى : ( فإن يكفر بها هؤلاء فقدوكلنا بها قوماً ليسوا بها بكافرين ) . ) . الورقة 66 من المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي وهو مخطوط . العشرون : قول علي بن سلطان القاري : قال : ( وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذااعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هودأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) . شم العوارض في ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط الثالث عشر : قول أبو حامد الغزالي : قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره ، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي فيأمره بذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . |
#49
|
|||
|
|||
أقوال أئمة السـلـف و الـخـلـف فـي الـرافـضــة هذا ما جاء في كتاب ((الصارم المسلول )) لشيخ الأسلام أبن تيميه رحمه الله ص582 الى ص 585 الإمام علي بن أبي طالب ( رضي الله عنه ): عن عبد الله بن قيس رضي اللهعنه قال اجتمع عند علي رضي الله عنه جاثليتو النصارى و رأس الجالوت كبيرعلماء اليهود فقال الرأس: تجادلون على كم افترقت اليهود؟ قال: على إحدى وسبعين فرقة. فقال علي رضي الله عنه: لتفترقن هذه الأمة على مثل ذلك، وأضلها فرقة و شرها: الداعية إلينا!! ( أهل البيت ) آية ذلك أنهم يشتمون أبابكر و عمر رضي الله عنهما. رواه ابن بطة في الإبانةالكبرى باب ذكر افتراق الأمم في دينهم، و على كم تفترق الأمة من حديث أبوعلي بن إسماعيل بن العباس الوراق ، قال حدثنا الحسن بن محمد بن الصباحالزعفراني ، قال حدثنا شبابة ، قال حدثنا سوادة بن سلمة أن عبدالله بن قيسقال ( فذكر الحديث ). و أبو علي بن العباس الوراق روى عنه الدارقطني و وثقهو قال الذهبي عنه: المحدث الإمام الحجة، و ذكره يوسف بن عمر القواس فيجملة شيوخه الثقات. انظر تاريخ بغداد 6/300 و المنتظم لابن الجوزي 6/278، وسير أعلام النبلاء 15/74 و الحسن بن محمد بن صالح الزعفراني، ثقة. تهذيبالتهذيب 2/318 التقريب 1/170 و روى ابو القاسم البغوي عنعلي رضي الله عنه قال: يخرج في أخر الزمان قوم لهم نبز (أي لقب ) يقال لهمالرافضة يعرفون به، و ينتحلون شيعتنا و ليسوا من شيعتنا، و آية ذلك أنهميشتمون أبا بكر و عمر أينما أدركتموهم فاقتلوهم فأنهم مشركون. و بلغ علي أبن أبي طالب أنعبد الله بن السوداء يبغض أبا بكر وعمر فهم بقتله فهاج الناس و قالو له: أتقتل رجلاً يدعوا الى حبكم أهل البيت؟ فقال: لا يساكني في دار أبدآ. ثمأمر بنفيه إلى المدائن عاصمة الفرس. و روى الحكم بن حجل قال: سمعت عليآيقول: لا يفضلني أحد على أبو بكر و عمر رضي الله عنهما إلا جلدته حدالمفترى. الإمام أبو حنيفة (و هو فارسي): إذا ذكر الشيعة عنده كان دائماً يردد: (مـن شــك فـي كـفـر هـؤلاء، فـهـو كـافـر مـثـلـهـم). الإمام الشافعي (عبد الله بن إدريس): قال : ( ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم ) . و قال الشافعي: (لم أر أحداً من أهل الأهواء أشهد بالزور من الرافضة!) الخطيب في الكفاية و السوطي. الإمام مالك : قال مالك : الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم أو قال : نصيب في الإسلام . السنة للخلال ( 2 / 557 ) . وقال ابن كثير عند قولهسبحانه وتعالى : ( محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهمتراهم ركعاً سجداً يبتغون فضلاً من الله و رضواناً سيماهم في وجوههم منأثر السجود ذلك مثلهم في التوراة و مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطئه فآزرهفاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار .. ) قال : ( ومن هذه الآية انتزعالإمام مالك رحمة الله عليه في رواية عنه بتكفير الروافض الذين يبغضونالصحابة رضي الله عنهم قال : لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهمفهو كافر لهذه الآية ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك) . تفسير ابن كثير ( 4 / 219 ) . قال القرطبي : ( لقد أحسنمالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحداً منهم أو طعن عليه في روايتهفقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين ) .تفسير القرطبي ( 16 / 297 ) . جاء في الصارم المسلول؛ (وقال مالك رضي الله عنه، إنما هؤلاء أقوام أرادو القدح في النبي عليه الصلاةوالسلام، فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في الصحابة حتى يقال؛ رجل سوء، ولو كانرجلا صالحاً لكان أصحابه صالحين)، وجاء في الصارم المسلول أيضا؛ قال الإمام مالك؛(من شتم النبي صلى الله عليه وسلم قُتل، ومن سب أصحابه أدب)، و قال عبد المالك بن حبيب؛(منغلا من الشيعة في بغض عثمان والبراءة منه أُدب أدبا شديدا، ومن زاد إلىبغض أبي بكر وعمر فالعقوبة عليه أشد، ويكرر ضربه، ويطال سجنه، حتى يموت)، وجاء في المدارك للقاضيعياض؛( دخل هارون الرشيد المسجد، فركع ثم أتى قبر النبي صلى الله عليه وسلمثم أتى مجلس مالك فقال؛ السلام عليك ورحمة الله وبركاته، فقال مالك؛ وعليكالسلام ورحمة الله وبركاته، ثم قال لمالك؛ هل لمن سب أصحاب النبي صلى اللهعليه وسلم في الفيء حق؟، قال؛ لا ولا كرامة، قال؛ من أين قلت ذلك، قال؛قال الله؛(ليغيظ بهم الكفار)، فمن عابهم فهو كافر، ولا حق للكافر في الفيء،وأحتج مرة أخرى، بقوله تعالى؛(للفقراء المهاجرين)، قال؛ فهم أصحاب رسولالله صلى الله عليه وسلم الذين هاجروا معه، وأنصاره الذين جاؤوا من بعدهيقولون؛(ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبناغلا للذين أمنوا ربنا أنك رؤوف رحيم)، فما عدا هؤلاء فلا حق لهم فيه)، وهذه هي فتوى صريحة صادرة منالإمام مالك، والمستفتي هو أمير المؤمنين في وقته، والإمام مالك يلحقالرافضة في هذه الفتوى بالكفار الذين يغتاظون من مناقب أصحاب رسول الله صلىالله عليه وسلم، وكل من ذكر الصحابة بالخير فهو عدو لدود لهذه الشرذمة،قبحهم الله أينما حلوا وارتحلوا، و أهم من ذلك هو موقف الإماممالك ممن يسب أمهات المؤمنين. أخرج ابن حزم أن هشام بن عمار سمع الإماممالك يفتي بجلد من يسب أبو بكر و بقتل من يسب أم المؤمنين عائشة فسئله عنسبب قتل ساب عائشة (ر) فقال لأن الله نهانا عن ذلك نهياً شديداً في سورةالنور اللآية 17 و حذرنا ألا نفعل ذلك أبدأ. فالذي ينكر القرأن ويسب الرسول (ص) و أحد من أهل بيته و بخاصة زوجاته هو زنديق مرتد يقتل و لا تقبل توبته. الإمام أحمد بن حنبل: رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم .. روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال : سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال : (ما أراه على الإسلام). وقال الخلال : أخبرني عبدالملك بن عبد الحميد قال : سمعت أبا عبد الله قال : من شتم أخاف عليه الكفرمثل الروافض ، ثم قال : من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أنيكون قد مرق عن الدين ) . السنة للخلال ( 2 / 557 - 558 ) . وقال أخبرني عبد الله بن أحمدبن حنبل قال : سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليهوسلم فقال : ما أراه على الإسلام . وجاء في كتاب السنة للإمامأحمد قوله عن الرافضة : ( هم الذين يتبرأون من أصحاب محمد صلى الله عليهوسلم ويسبونهم وينتقصونهم ويكفرون الأئمة إلا أربعة : علي وعمار والمقدادوسلمان وليست الرافضة من الإسلام في شيء ) . السنة للإمام أحمد ص 82 . قال ابن عبد القوي : ( وكانالإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم ( أي الصحابة ) ومن سب عائشة أم المؤمنينورماها مما برأها الله منه وكان يقرأ ( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إنكنت مؤمنين ) . كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد ص 21 البخاري : قالرحمه الله : ( ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي ، أم صليت خلف اليهودوالنصارى ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكلذبائحهم ) . خلق أفعال العباد ص 125 . ابن حزم الظاهري : قالابن حزم رحمه الله عن الرافضة عندما ناظر النصارى وأحضروا له كتب الرافضةللرد عليه: ( وأما قولهم ( يعني النصارى ) في دعوى الروافض تبديل القرآنفإن الروافض ليسوا من المسلمين ، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول اللهصلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة .. وهي طائفة تجري مجرى اليهودوالنصارى في الكذب والكفر ) . الفصل في الملل والنحل ( 2 / 213 ) . وقال : ( ولا خلاف بين أحد منالفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة ، والمعتزلة والخوارج والمرجئةوالزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن وأنه المتلو عندنا .. وإنما خالف فيذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليسكلامنا مع هؤلاء وإنما كلامنا مع أهل ملتنا ) . الإحكام لإبن حزم ( 1 / 96 ) . أبو حامد الغزالي : قال : ( ولأجل قصور فهم الروافض عنه ارتكبوا البداء ونقلوا عن علي رضي اللهعنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره، و حكواعن جعفر بن محمد أنه قال : ما بدا لله شيء كما بدا له إسماعيل أي في أمرهبذبحه .. وهذا هو الكفر الصريح ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغيير ) . المستصفى للغزالي ( 1 / 110 ) . القاضي عياض : قال رحمه الله : ( نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء ) . وقال : (وكذلك نكفر من أنكر القرآن أو حرفاً منه أو غير شيئاً منه أو زاد فيه كفعل الباطنية والإسماعيلية ) . شيخ الإسلام ابن تيمية : قالشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة : ( وقد اتفق أهل العلمبالنقل والرواية والإسناد على أن الرافضة أكذب الطوائف ، والكذب فيهم قديم ،ولهذا كان أئمة الإسلام يعلمون امتيازهم بكثرة الكذب ) . و قال رحمه الله : (( اما من اقترن بسبه دعوى انعليا اله او انه كان هو النبي وانما غلط جبريل في الرسالة فهذا لاشك فيكفره. بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره، و كذلك من زعم منهم ان القراننقص منه ايات وكتمت او زعم ان له تأويلات باطنة تسقط الاعمال المشروعة ونحوذلك. وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية و هؤلاء لا خلاف فيكفرهم. واما من سبهم سبا لا يقدح في عدالتهم و لا في دينهم مثل وصف بعضهمبالبخل او الجبن او قلة العلم او عدم الزهد ونحو ذلك، فهذا هو الذي يستحقالتاديب والتعزير ولا يحكم بكفره بمجرد ذلك. وعلى هذا يحمل كلام من لميكفرهم من العلماء. واما من لعن وقبح مطلقا فهذا محل الخلاف فيهم لترددالامر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد. واما من جاوز ذلك الى ان زعم انهمارتدوا بعد رسول الله الا نفرا قليلا لا يبلغون بضعة عشر نفسا او انهمفسقوا عامتهم فهذا لا ريب ايضا في كفره، فانه مكذب لما نصه القران في غيرموضع من الرضى عنهم والثناء عليهم. بل من يشك في كفر مثل هذا فان كفرهمتعين فان مضمون هذه المقالة ان نقلة الكتاب والسنة كفار او فساق وان هذهالامة التي هي: ( كنتم خير امة اخرجت للناس ) وخيرها هو القرن الاول، كانعامتهم كفارا او فساقا، ومضمونها ان هذه الامة شر الامم و ان سابقي هذهالامة هم شرارها. وكفر هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الاسلام. ولهذا تجدعامة من ظهر عنه شيء من هذه الاقوال فانه يتبين انه زنديق. وعامة الزنادقةانما يستترون بمذهبهم. وقد ظهرت لله فيهم مثلات وتواتر النقل بان وجوههمتمسخ خنازير في المحيا والممات. وجمع العلماء ما بلغهم في ذلك وممن صنف فيهالحافظ الصالح ابو عبد الله محمد بن عبد الواحد المقدسي كتابه في النهي عنسب الاصحاب وما جاء فيه من الاثم والعقاب)) الصارم المسلول ج: 3 ص: 1108 - ص: 1112 وقال أيضاً عن الرافضة : ( أنهم شر من عامة أهل الأهواء ، وأحق بالقتال من الخوارج ) . مجموع الفتاوى ( 28 / 482 ) . ابن كثير : ساق ابن كثير الأحاديث الثابتة في السنة ، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي ثم عقب عليها بقوله : ( ولو كان الأمر كما زعموالما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعدوفاته ، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه ، ويؤخروا من قدمه بنصه ،حاشا وكلا ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلىالفجور والتواطيء على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم ومضادته في حكمهونصه ، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام ، و كفربإجماع الأئمة الأعلام وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام ) . البدايةوالنهاية ( 5 / 252 ) . العلامة ابن خلدون: وهذا الرجل معروف باعتداله و انصافه و شدة تحققه من الأخبار. ذكر مذاهبالرافضة بالتفصيل و أظهر بطلانها و صلاتها بالصوفية حتى أنه قال: "لولاالتشيع لما كان هناك تصوف" السمعاني : قالرحمه الله : ( و اجتمعت الأمة على تكفير الإمامية ، لأنهم يعتقدون تضليلالصحابة وينكرون إجماعهم وينسبونهم إلى ما لا يليق بهم ) . الأنساب ( 6 / 341 ) . الإسفراييني : فقدنقل جملةمن عقائدهم ثم حكم عليهم بقوله : ( وليسوا في الحال على شيء منالدين ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين ) . التبصير في الدين ص 24 - 25 . عبد الرحمن بن مهدي : قال البخاري : قال عبد الرحمن بن مهدي : (هما ملتان الجهمية والرافضية). خلق أفعال العباد ص 125 . الفريابي : روىالخلال قال : ( أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني ، قال : حدثنا موسى بنهارون بن زياد قال : سمعت الفريابي ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر ، قال : كافر ، قال : فيصلى عليه؟ قال : لا ، وسألته كيف يصنع به وهو يقول لا إلهإلا الله ، قال : لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته ) . السنة للخلال ( 2 / 566 ) . أحمد بن يونس : الذي قال فيه أحمد بن حنبل وهو يخاطب رجلاً : ( اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام ) . قال : ( لو أن يهودياً ذبحشاة ، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي ، ولم آكل ذبيحة الرافضي لأنه مرتدعن الإسلام ) . الصارم المسلول ص 570 . ابن قتيبة الدينوري : قال : بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلىالله عليه وسلم وصحابته عليه ، وادعاؤهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلمفي نبوته وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعتإلى الكذب والكفر أفراط الجهل والغباوة ) . الاختلاف في اللفظ والرد علىالجهمية والمشبهة ص 47 . عبد القاهر البغدادي : يقول : ( وأما أهل الأهواء من الجارودية والهشامية والجهمية والإمامية الذينأكفروا خيار الصحابة .. فإنا نكفرهم ، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولاالصلاة خلفهم ) . الفرق بين الفرق ص 357 . وقال : ( وتكفير هؤلاء واجبفي إجازتهم على الله البداء ، وقولهم بأنه يريد شيئاً ثم يبدو له ، وقدزعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه فإنما نسخه لأنه بدى له فيه .. وما رأيناولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الروافض ) . المللوالنحل ص 52 - 53 . القاضي أبو يعلى : قال : وأما الرافضة فالحكم فيهم .. إن كفر الصحابة أو فسقهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر ) . المعتمد ص 267 . والرافضة يكفرون أكثر الصحابة كما هو معلوم . أبو حامد محمد المقدسي : قالبعد حديثه عن فرق الرافضة وعقائدهم : ( لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم منالمسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضةعلى اختلاف أصنافها كفر صريح ، وعناد مع جهل قبيح ، لا يتوقف الواقف عليهمن تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام ) . رسالة في الرد علىالرافضة ص 200 . أبو المحاسن الواسطي : وقد ذكر جملة من مكفراتهم فمنها قوله : ( إنهم يكفرون بتكفيرهملصحابة رسو الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآنبقوله تعالى : ( لتكونوا شهداء على الناس ) وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لايكفرون بقوله تعالى : ( فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوماً ليسوا بهابكافرين ) . ) . الورقة 66 من المناظرة بين أهل السنة والرافضة للواسطي وهو مخطوط . علي بن سلطان القاري : قال : ( وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقدأنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم أو يترتب عليه ثواب كما هو دأبكلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع ) . شم العوارضفي ذم الروافض الورقة 6أ مخطوط . القاضي شريك: وقال محمد بن سعيد الأصبهاني : ( سمعت شريكاً يقول : احمل العلم عن كل من لقيت إلا الرافضة ، فإنهم يضعون الحديث وتخذونه ديناً ) . وشريك هو شريك بن عبد الله ، قاضي الكوفة من قبل علي (رضي الله عنه). أحد أعظم و أعدل القضاة في التاريخ الإسلامي. أبو زرعة: وقال أبو زرعة الرازي : ( إذا رأيت الرجل ينقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق ). |
#50
|
|||
|
|||
أقوال أئمة آل البيت فى شيعتهم السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة حكم الإمام علي كرم الله وجهه على الشيعة علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين خذله الشيعة و لم ينصروه في عده معارك، بعدما بايعوه و حلفوا على طاعته و الولاء له و تستروا وراء اسمه، و لكن كلما دعاهم إلى المناصرة بدأوا يتسللون منها ملتمسين الأعذار و بدون التماسها أحياناً حتى قال مخاطبا إياهم: (( أما بعد، فإن الجهاد باب من أبواب الجنة فتحه الله لخاصة أوليائه وهو لباس التقوى ودرع الله الحصينة وجُنَّتُهُ الوثيقة فمن تركه رغبة عنه ألبسه الله ثوب الذل وشمله البلاء ودُيِّثَ بالصغار والقَمَاءة، وضرب على قلبه بالأسداد وأديل الحق منه بتضييع الجهاد وسيم الخسف، ومنع النصف. ألا وإني قد دعوتكم لقتال هؤلاء القوم ليلاً ونهاراً، وسراً وإعلاناً وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم فوالله ما غزي قوم قط في عقر دارهم إلا ذلوا، فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت عليكم الغارات وملكت عليكم الأوطان. فيا عجباً! عجباً والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحاً لكم وترحاً حين صرتم غرضاً يُرمى يُغار عليكم ولا تغيرون وتُغْزَوْن ولا تَغْزون، ويُعصى الله وترضون، فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حَماَرَّةُ القيْظ (شدة الحر) أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صَباَرَّةُ القُرِّ أمهلنا ينسلخ عنا البرد كل هذا فراراً من الحر والقر تفرون فأنتم والله من السيف أفر(!!) ياأشباه الرجال ولا رجال (!!) حلوم الأطفال عقول ربات الحجال، لوددت أني لم أركم و لم أعرفكم معرفة، و الله جرت ندماً و أعقبت سدماً.... قاتلكم الله. لقد ملأتم قلبي قيْحاً، وشحنتم صدري غيظاً وجرعتموني نُغب التَّهام أنفاساً، وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش: إن ابن أبي طالب رجل شجاع و لكن لاعلم له بالحرب. و لكن لا رأي لمن لايطاع)) نهج البلاغة ص 88 ـ 91 مكتبة الألفين. أيضاً نهج البلاغة ـ ص 70،71 طبعة بيروت. ويقول فى موضع أخر في كتاب ( نهج البلاغة ) و هو عندهم من أصدق الكتب يصف جهاد شيعته: (( أيها الناس المجتمعة أبدانهم المتفرقة أهواؤهم! ما عزت دعوة من دعاكم و لا استراح قلب من قاساكم، كلامكم يُوهي الصُّمَّ الصِّلاب و فعلكم يطمع فيكم عدوكم، فإذا دعوتكم إلى المسير أبطأتم و تثاقلتم و قلتم كيت و كيت أعاليل بأضاليل. سألتموني التأخير دفاع ذي الدين المطول، فإذا جاء القتال قلتم حِيْدِي حَيَادِ (كلمة يقولها الهارب!). لا يمنع الضيم الذليل، و لا يدرك الحق إلا بالجد والصدق، فأي دار بعد داركم تمنعون؟ و مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ المغرور و الله من غررتموه! و من فاز بكم فاز بالسهم الأخيب، ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل. أصبحت و الله لا أصدق قولكم و لا أطمع في نصركم و لا أوعد العدو بكم! فرق الله بيني و بينكم، و أعقبني بكم من هو خير لي منكم، و أعقبكم مني من هو شر لكم مني! أما إنكم ستلقون بعدي ثلاثا: ذلاً شاملاً، و سيفاً قاطعاً، و أثرة قبيحة يتخذها فيكم الظالمون سنة، فـتـبـكـي لذلك أعينكم و يدخل الفقر بيوتكم، و ستذكرون عند تلك المواطن فتودون أنكم رأيتموني و هرقتم دماءكم دوني، فلا يبعد الله إلا من ظلم. و الله! لوددت لو أني أقدر أن أصرفكم صرف الدينار بالدراهم عشرة منكم برجل من أهل الشام! فقام إليه رجل فقال يا أمير المؤمنين! أنا و إياك كما قال الأعشى: عَلِقتُها عرَضَاً و عَلِقَت رجُلاً غيري و عَلِق أخرى غيرها الرجُلُ و أنت أيها الرجل علقنا بحبك و علقت أنت بأهل الشام و علق أهل الشام بمعاوية.)) راجع نهج البلاغة ص (94 ـ 96). ويقول في موضع آخر يصفهم (( أف لكم! لقد سئمت عتابكم، أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضاً؟ وبالذل من العز خلفاً (هؤلاء الذين أتى الله بهم يجاهدون خلفاً لأبي بكر وعمر والصحابة المرتدين! فكيف بالقائم وأصحابه؟!) إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة، ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون، فكأن قلوبكم مأْلُوسة فأنتم لا تعقلون….. ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخـر، لبئس لعمـر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون وتنتفض أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهـون)) نهج البلاغة ص (104 ـ 105) . يقول في موضع آخر: (( الذليل والله من نصرتموه، ومن رمى بكم فقد رُمي بأفق ناصل، وإنكم والله لكثير في الباحات، قليل تحت الرايات…..أضرع الله خدودكم(أي أذل الله وجوهكم) وأتعس جُدُودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل، ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق )) نهج البلاغة ص (143 ـ 144). و يقول في موضع آخر بعد أن خذلوه في معركة صفين: (( استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.....ثم يقول: لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم ))!!!؟ المصدر السابق ص (224). نهج البلاغة. حكم باقي الأئمة على الشيعة شهادة الحسن بن علي رضي الله عنه ضد الشيعة و يدعون حبه و أنه حجه و قال الحسن بن علي رضي الله عنه واصفاً شيعته الأفذاذ! بعد أن طعنوه (( أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي واومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي))!؟ الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص (290). شهادة الحسين بن علي رضي الله عنه ضد شيعته الذين يدعون حبه ويقولون أنه حجه ويتباكون عليه وسميت الحسينيات نسبه لأسمه هذا الحسين رضي الله عنه يوجه كلامه إلى أبطال الشيعة فيقول (( تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً وبؤساً لكم حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً على أعدائكم من غير عدلً أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم، فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامـن…)) المصدر السابق جـ2 ص (300).الاحتجاج ـالطبرسي شهادة الباقر ضد شيعته الذين يدعون محبته وهو نفسه لايحبهم هـذا محمـد الباقـر خـامس الأئمـة الاثـني عشر يصف شيعـته بقولـه (( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً والربع الآخر أحمق )) !! رجال الكشي ص (179). وهذا موسي بن جعفر الذي ينتمي له أي سيد يدعي أنه الموسوي نسبه له يشهد على شيعته وأما بالنسبة للإمام موسىبن جعفر سابع الأئمة فيكشف عن أهل الردة الحقيقيون فيقول (( لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين (!!!!) و لو تمحصتهم لما خلص من الألف واحد (!؟) و لو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ماكان لي انهم طالما اتكوا علـى الأرائك، فقالوا : نحن شيعة علي. إنما شيعة علي من صدق قوله فعله)) الروضة من الكافي جـ8 ص (191) تحت ( إنما شيعة علي من صدق قوله فعله ) رقم (290). فإذا كانت هذه صفات شيعة علي و أولاده فلست أدري و الله كيف سيكون حال شيعة القائم آخر الأئمة و الذي لم يبلغ الحلم؟ و بعدما يوبخ علي أصحابه كل هذا التوبيخ لا ينسى أن يأتي لهم بنموذج محتذى لكي يتأسوا به فيتعظوا فلا يجد إلا الصحابة (المرتدين بزعم الشيعة) فيقول : (( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فما أرى أحداً يشبههم منكم (!!) لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً و قد باتوا سجداً و قياماً، يراوحون بين جباههم و خدودهم، و يقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزي من طول سجودهم، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم، و مادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفاً من العقاب و رجاءً للثواب)) (هؤلاء الذين يقول عنهم التيجاني والقمي مرتدون) نهج البلاغة ص (225). ثم يصف قتاله مع الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (( و لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نقتل آباءنا و أبناءنا و إخواننا و أعمامنا، ما يزدنا ذلك إلا إيماناً و تسليماً و مضينا على اللَّقَم، و صبراً على مضض الألم وجِدّاً في جهاد العدِّو، و لقد كان الرجل منا و الآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون فمرة لنا من عدونا، و مرة لعدونا منا فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت و أنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقيا جرانه و متبوِّئاً أوطانه و لعمري لو كنا نأتي ما أتيتم (يقصد شيعته)، ما قام للدين عمود و لا اخضرَّ للايمان عود (!!) و أيم الله لتحتلبنها دماً و لتتبعنها ندماً)) نهج البلاغة ص (129 ـ 130). فهؤلاء هم أصحاب علي و أولاده رضي الله عنهم و أولئك هم صحابة النبي صلى الله عليه و سلم في نظر علي أيضاً و من حبر كتبكم ، و لكن يأبى التيجاني و القمي و أشياعهما إلا مخالفة المعقول و الرضى بما تحار منه العقول، فلا أستطيع وصفهم إلا كما وصفهم علي بن أبي طالب رضي اللـه عنه بقوله ((لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل و لا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق))! |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.