|
كاتب الموضوع | رائد علي أبو الكاس | مشاركات | 93 | المشاهدات | 58439 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#51
|
|||
|
|||
أقوال السلف الصالح وعلماء أهل السنة في آل البيت تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل، على اختلاف أزمانهموبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإكرامهموالعناية بهم، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيهم، ونصّوا علىذلك في أصولهم المعتمدة، ولعلّ كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة فيفضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك. وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك: قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه : روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي اللهعنه أنه قال: ( والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلمأحبُ إليّ أن أصل من قرابتي). قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه : روى ابن سعد في الطبقات 4/22 عن عمر بنالخطاب أنه قال للعباس رضي الله عنهما: ( والله ! لإسلامك يوم أسلمت كانأحب إليّ من إسلام الخطاب -يعني والده - لو أسلم، لأنّ إسلامك كان أحب إلىرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من إسلام الخطاب ). قول زيد بن ثابت رضي الله عنه : عن الشعبي قال: ( صلى زيد بن ثابت رضيالله عنه على جنازة، ثم قُرّبت له بغلته ليركبها، فجاء ابن عباس رضي اللهعنهما فأخذ بركابه، فقال زيد: خل عنه يا ابن عم رسول الله صلى الله عليهوآله وسلم، فقال: هكذا نفعل بالعلماء والكبراء. قال ابن عبد البر: ( وزاد بعضهم في هذاالحديث: أنّ زيد بن ثابت كافأ ابن عباس على أخذه بركابه أن قبّل يده وقال: (هكذا أُمرنا أن نفعل بأهل بيت نبينا صلى الله عليه وسلم )، قال: وهذهالزيادة من أهل العلم من ينكرها. قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : أورد الحافظ ابن كثير في كتابه البدايةوالنهاية: أنّ الحسن بن علي دخل عليه في مجلسه، فقال له معاوية: مرحباًوأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأمر له بثلاثمائة ألف. وأورد أيضاً أنّ الحسن والحسين رضي اللهعنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه فأجازهما بمائتي ألف، وقال لهما: ماأجاز بهما أحدٌ قبلي، فقال الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا. قول ابن عباس رضي الله عنهما : قال رزين بن عبيد: كنت عند ابن عباس رضيالله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين، فقال له ابن عباس: (مرحباًبالحبيب ابن الحبيب). أقوال علماء أهل السنة - قول أبي جعفر أحمد بن محمد الطحاوي: قال رحمه الله في عقيدته المشهورة (العقيدة الطحاوية): ( ونحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولانُفرط في حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونُبغض من يُبغضهم، وبغيرالحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير). وقال أيضاً: ( ومن أحسن القول في أصحابرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه الطاهرات من كل دنس، وذرياتهالمقدّسين من كل رجس، فقد برئ من النفاق). - قول الإمام الحسن بن علي البربهاري : قال في (شرح السنة): (واعرف لبني هاشمفضلهم، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وتعرف فضل قريشوالعرب، وجميع الأفخاذ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام، ومولى القوم منهم،وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول اللهصلى الله عليه وآله وسلم فيهم، وآل الرسول فلا تنساهم، واعرف فضلهموكراماتهم). - قول أبي بكر محمد بن الحسين الآجري: قال في كتاب (الشريعة): (واجبٌ على كلمؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بنو هاشم: علي بن أبي طالب وولده وذريته، وفاطمة وولدها وذريتها، والحسن والحسينوأولادهما وذريتهما، وجعفر الطيار وولده وذريته، وحمزة وولده، والعباسوولده وذريته رضي الله عنهم، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآلهوسلم، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم والصبرعليهم والدعاء لهم). - قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني: قال رحمه الله في النونية: (واحفظ لأهل البيت واجب حقهم واعرف علياً أيما عرفان لا تنتقصه ولا تزد في قدره فعليه تصلى النار طائفتان إحداهما لا ترتضيه خليفة وتنصه الأخرى إلهاً ثاني) - قول الموفق ابن قدامة المقدسي : قال في لمعة الاعتقاد: (ومن السنةالترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمهات المؤمنينالمطهرات المبرءات من كل سوء، أفضلهم خديجة بنت خويلد، وعائشة الصدّيقة بنتالصدّيق التي برأها الله في كتابه، زوج النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيالدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم). - أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية : قال في العقيدة الواسطية: ( ويحبون أهلبيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويتولونهم، ويحفظون فيهم وصية رسولالله صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال يوم غدير خم: أُذكّركم الله في أهلبيتي، وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أنّ بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: (والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي) وقال: (إنّ اللهاصطفى بني إسماعيل، واصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً،واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم). وقال رحمه الله : ( ولا ريب أنّ لآلمحمد صلى الله عليه وآله وسلم حقاً على الأمة لا يشركهم فيه غيرهم،ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه سائر بطون قريش، كما أنّقريشاً يستحقون المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل). - قول الحافظ ابن كثير : قال في التفسير: ( ولا ننكر الوصاة بأهلالبيت، والأمر بالإحسان إليهم واحترامهم وإكرامهم، فإنهم من ذرية طاهرة منأشرف بيت وُجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً، ولا سيما إذا كانوامتّبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية، كما كان عليه سلفهم كالعباسوبنيه، وعلي وأهل ذريته رضي الله عنهم أجمعين). - قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني : (وقد دلت النصوص الجمة المتواترة علىوجوب محبتهم وموالاتهم، وأن يكون معهم، ففي الصحيح: (لا تدخلوا الجنة حتىتؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)، وفيه (المرء مع من أحب)، ومما يخص أهل بيترسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قول الله تعالى {إنما يريد الله ليذهبعنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً}، فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهمواحترامهم والاعتراف بمناقبهم، فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير،وأهل المناقب الجمّة والفضل الشهير ). - قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي: قال في كتابه التنبيهات اللطيفة ( فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم واجبة من وجوه، منها: أولاً: لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها: لما يتميّزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها: لما حثّ عليه ورغّب فيه). - قول الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي : قال رحمه الله في (سلم الوصول): (وأهل بيت المصطفى الأطهار وتابعيه السادة الأخيار فكلهم في مُحكم القرآن أثنى عليهم خالق الأكوان). - قول الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله: قال في شرح العقيدة الواسطية: (ومن أصولأهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم،يحبونهم للإيمان، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يكرهونهمأبداً). من أقوال عُلماء السُنة في فضل آل البيت-عليهم السلام.. 1-من نونية أبي محمد عبد الله بن محمد السلفي-رحمه الله-: حبُ الصحابة والقرابةِ سُنَّةٌ .... ألقى بها ربي إذا أحياني يقول ناقل هذا البيت السلفي: وهذا بخلاف النواصب-هداهم الله للحق-الذين نصبوا آل البيت عليهم السلام العداء.. أو الرافضة-هداهم الله للحق-الذين نصبوا الصحابة رضوان الله عليهم العداء. أهل السنة يعتقدون كما بُين بأن حب آلالبيت والصحابة فرض،لا يستقيم إسلام أحد إلا بحبهم،ورفض من رفضهم منالناصبة والرافضة ومن حام حولهم.. وهذا قول السنة بخلاف إدعاءات الرافضة.. 2- يُعلقُ العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين-رحمه الله على هذا الكلام بكلام طويل ختمه بقوله في التعليقات على العقيدة الواسطية: "والذين ضلوا في أهل البيت طائفتان: الأولى:الروافض حيث غلو فيهم وأنزلوهم فوق منزلتهم حتى ادعى بعضهم أن علياً إله. الثانية:النواصب وهم الخوارج الذين نصبوا العداوة لآل البيت وآذوهم بالقول والفعل. 3- قال الإمام الشافعي-رحمه الله-: يا أهل بيت رسول الله حُبكم ..... فرضٌ من الله في القرآنِ أنزله يكفيكم من عظيم الفخر أنكم ..... من لم يصل عليكم لا صلاة له 4- يقول شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليمبن تيمية رحمه الله تعالى في عقيدته الواسطية تحت باب "مكانة أهل بيتالنبي صلى الله عليه وسلم عند أهل السنة والجماعة": "ويحبون أهل بيت رسول الله صلى اللهعليه وسلم ويتولَّونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيثقال يوم غدير خم: ((أذكّركُم الله في أهل بيتي)) وقال أيضاً للعباسعمه،وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم فقال: ((والذي نفسي بيده لايؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي)) وقال: ((إن الله اصطفى بني إسماعيلواصطفى من بني إسماعيل كنانة واصطفى من كنانة قريشاً واصطفى من قريش بنيهاشم واصطفاني من بني هاشم)) ". 5- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في شرحه لكلام شيخ الإسلام السابق: "بين الشيخ رحمه الله في هذا مكانة أهل البيت عند أهل السنة والجماعة وأنهم يُحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأهل البيت هم آل النبي صلى الله عليهوسلم الذين حُرِّمتْ عليهم الصدقة وهم آل علي وآل جعفر وآل عقيل وآل العباسوبنو الحارث بن عبدالمطلب وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته من أهلبيته كما قال تعالى: {إنما يُريد الله ليُذهِبَ عنكم الرِّجسَ أهلَ البيت}. فأهل السنة يحبونهم ويحترمونهمويكرمونهم؛لأن ذلك من احترام النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامه ولأن اللهورسوله أمر بذلك،قال تعالى: {قل لا أسألُكم عليه أجراً إلا المودَّة فيالقُرْبى}،وجاءت نصوص من السنة بذلك،منها ما ذكر الشيخ. وذلك إذا كانوا متبعين للسنة مستقيمينعلى المِلّة،كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه،وعليٍّ وبنيه.أما من خالفالسنة ولم يَستقِم على الدين فإنه لا تجوز محبته ولو كان من أهلالبيت..........إلخ" 6- قال العلامة الفقيه عبدالرحمن بن ناصر السعدي-قدس الله روحه-: "فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة من وجوه: منها أولاً:لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم. ومنها لما يتميزوا به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه. ومنها لما حث عليه ورغب فيه. ولما في ذلك من علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم..." 7- يقول الشيخ صالح الفوزان-حفظه الله- في وسطية أهلي السنة في آل البيت والصحابة بين الرافضة والنواصب: "موقف أهل السنة والجماعة من الصحابة وأهل البيت،وأنه موقف الاعتدال والوسط بين الإفراط والتفريط والغلو والجفاء. يتولون جميع المؤمنين لا سيما السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار،والذين اتبعوهم بإحسان. ويتولون أهل البيت،ويعرفون قدر الصحابة وفضلهم ومنزلتهم،ويرعون حقوق أهل البيت التي شرعها الله لهم. ويتبرءون من طريقة الروافض الذين يسبّون الصحابة ويطعنون فيهم،ويغلون في حق علي بن أبي طالب وأهل البيت. ومن طريقة النواصب الذين ينصبون العداوة لأهل البيت ويكفرونهم ويطعنون فيهم". 8- قال العلامة السعدي-رحمه الله-: "وأول من سمى الروافض بهذا اللقب زيد بنعلي الذي خرج في أوائل دولة بني العباس وبايعه كثير من الشيعة،ولما ناظروهفي أبي بكر وعمر وطلبوا منه أن يتبرأ منهما فأبى رحمه الله تفرقواعنه،فقال:رفضتموني،فمن يومئذ قيل لهم: "الرافضة" وكانوا فرقاً كثيرة،منهمالغالية ومنهم من هم دون ذلك،وفرقهم معروفة. وأما النواصب فهم الذين نصبوا العداوةوالأذية لأهل بيت النبي صلى لله عليه وسلم وكان لهم وجود في صدر هذه الأمةلأسباب وأمور سياسية معروفة،ومن زمن طويل ليس هم وجود والحمد لله". قلتُ: ولا أعلم هل اختفوا النواصب-وإن كانواقد خفت بريقهم سنين عديده- أم مازال لهم بقايا في عُمان وغيرها،ولو وثق صلةالخوارج بالنواصب لكان هذا أجدى والله أعلم. هذه الكُتب بعض ما وقفت عليه وأذكُرُهُالآن؛وإلى فإن كُتبَ أهلِ السُنةِ في هذا البابِ كثيرة،وأُخبرتُ بأن هُناكرسالة لدرجة الدكتوراه في الجامعة الإسلامية مخطُوطةٌ سهل الله نشرها كانتعن حق أهل البيت وذكر كثيراً من المصادر لأهل السُنةِ في هذا الموضوعالهام. كما أن كُتبَ العقيدةِ ولابد تطرقت لحقوق أهل البيت. وما يميز أهل السنة في هذا البابوسطيتهم بين الرافضة والناصبة،فالرافضة غلو في حق أهل البيت إلى أن حداببعهم تنزيل بعض صفات الله عز وجل وصرف بعض حقوقه لآل البيت عليهمالسلام... وبين الناصبية أو الناصبة الذين ناصبوا آل البيت العداء وأشهرالناصبة عدو آل البيت وعدو أهل السُنة الذي قتل علماء السنة الحجاج بن يوسفالثقفي عليه من الله ما يستحق. وبعد عرض بعض الكُتب والأبواب سأقف بكأخي الحبيب مع أحدها، وهو هام جداً، لقاضي القطيف شيخنا السيد صالح بن عبدالله الدرويش نفع الله به." قال أحد أعلام السُنة القاضي عياض-رحمه الله-: "سب آل بيته وأزواجه وأصحابه وتنقصهم حرام ملعون فاعله". أفرد الإمام البخاري-رحمه الله-في صحيحه الكتاب الثاني والستون أبواباً لذكر فضائل ومناقب آل البيت،منها على سبيل المثال. "باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبا الحسن رضي الله عنه" "باب مناقب جعفر بن أبي طالب الهاشمي رضي الله عنه". "باب مناقب قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم". باب منقبة فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه وسلم". "باب فضل عائشة رضي الله عنها". هذا غيض من فيض في صحيح الإمام البخاري-رحمه الله-. أما الإمام مسلم-رحمه الله- فقد أفرد في كتابه الصحيح في الجزء الخامس والعشرين منه في كتابه الرابع والأربعين أبواباً منها: "فضائل الحسن والحُسين رضي الله عنهما". "فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم". "فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام". "من فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه". "فضائل عبد الله بن جعفر رضي الله عنه". "فضائل عائشة رضي الله عنها" . هذا غيض من فيض في ذِكرِ مناقب آل بيت النبي عليه السلام. ومعلوم أن الكتابين السابقين هُما العُمدة عندنا مع القرآن في عقيدتنا .. أما الإمام البزار-رحمه الله فقد ألف جُزءً مستقلاً سماه "فضائل أهل البيت". وقد أفرد الإمام الترمذي-رحمه الله أبواباً في جامعِهِ في المناقب،أبواباً عديدة في ذِكرِ فضائل آل البيت عليهم السلام،منها: "باب مناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه،ولهُ كُنيَتان أبو تراب وأبو الحسن". "باب قول الأنصار:كُنا نعرف المُنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب". وغيرها من الأبواب الكثيرة في ذِكرِ فضائل علي عليه السلام. "باب مناقب أبي الفضل عُمُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو العباس بن عبدالمُطلب رضي الله عنه". "باب مناقب جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه". "باب مناقب أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب والحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما". "باب ((إن إبني هذا سيد)) " أي الحسن عليه السلام. وأبواب عديدة في ذِكرِ فضائل سبطي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحُسين عليهما السلام. "باب فضائل أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم". باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها". "باب فضل عائشة رضي الله عنها". "باب فضل أزواج النبي صلى الله عليه وسلم". وغيرها من الأبواب.. عَقَدَ شيخ الإسلام الإمام أحمد بن عبدالحليم بن تيمية-رحمه الله- في عقيدتِهِ الواسِطيةُ باباً سماهُ: "مكانة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عند أهلِ السُنةِ والجماعة". وألف شيخ الإسلام الإمام أحمد بن تيمية -رحمه الله- كتاباً مُفرداً سمه: "حقوق آل البيت بين السُنةِ والبدعة" هذا ما أذكُرهُ الآن من أبوابٍ مُستقلة ألفها عُلماء السلف وإلى هي كثيرة جداً،منها ما ذُكر.... أما من عُلمائنا المُعاصرين فقد أُلفالعديد من الكُتب في هذا،ما أُخبرتُ بهِ من مخطوطات لنيلِ الدرجات العاليةفي السلم التعليمي التي يسمونها شهادة الدكتوراه و الماجستير.. وممن وقفت من عُلمائنا المعاصرين في هذاالكثير،منه هذه الكُتب لعالمين جليلين،والكتاب هي: كتابٌ ألفه سماحة العلامة المُدرسُ بالحرمِ المدني الشيخ عبدالمُحسن العباد-نفع الله بعلمه الإسلام والمُسليمن سماه: "آل البيت عند الصحابة" وألف كذلك سماحة العلامة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد كتاباً سماه: "فضل أهل البيت وعلو مكانتهم عند أهل السُنة والجماعة" وألف قاضي القطيف سماحة السيد الشيخ صالح بن عبدالله الدرويش-نفع الله بعلمه الإسلام والمسلمين- كتاباً سماه: "رُحماء بينهم ....التراحم بين آل بيت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وبقيةُ الصحابة رضي الله عنهم أجمعين". وهذه كذلك من مؤلفات علماء السنة في أهل البيت عليهم السلام وفضلهم وحقوقهم: - لقد عقد الإمام أبي بكر أحمد بنالحُسين بن علي بن موسى البيهقي-رحمه الله-في كتابه "الإعتقاد والهداية إلىسبيل الرشاد" باب (القول في أهل بيت رسول الله لى الله عليه وسلم وآلهوأزواجه). - وألف الإمام البيهقي كذلك كتااً أسمه "الفضائل" عقدَ فصولاً فيه في فضائل أهل البيت والصحابة رضي الله عنهم. - وعقد العلامة صالح بن فوزانالفوزان-حفظه الله-عضو هيئة كبار العلماء باباً في كتابه"التوحيد" (فضل أهلالبيت وما يجب لهم من غير جفاء ولا غلو). - وعقد إمام من أئمة أهل الحديث في هذاالعصر العلامة مقبل بن هادي الوادعي السلفي في كتابه"تحفة المجيب على أسئلةالحاضر والغريب" فصلاً تحت مسمى (فضائل آل بيت النبوة). وغيره من الكتب كثير وحسبنا الإشارة إلىاهتمام علماء المسلمين في باب آل البيت والصحابة على ما جاء في كتاب اللهعز وجل وسنة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم. للسخاوي رسالة قيمة في فضل أهل البيت.. |
#52
|
|||
|
|||
درر من أقوال السلف (رضي الله عنهم )عند الإحتضار لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى فقيل له ما يبكيك؟ فقال بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود ، المهبط منها إلى الجنة أو النار. صفة الصفوة (1/694) فكيف حالنا وما مقالنا عند الإحتضار ! أسأل الله أن يلطف بنا ، ويرحمنا ، وأن يصلح أحوالنا ومآلنا قيل لأبي مسعود الأنصاري: ماذا قال حذيفة عند موته؟ قال: لما كان عند السحر، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار - ثلاثا - ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا. [سير أعلام النبلاء : 2/368] لمّا نزل بحذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة. قال لما احتضر عمر بن عبدالعزيز قال اخرجوا عني فلا يبقى أحد فخرجوا فقعدوا على الباب فسمعوه يقول مرحبا بهذه الوجوه ليست بوجوه أنس ولا جان ثم قال تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ثم هدي الصوت فقال مسلمة لفاطمة قد قبض صاحبك فوجدوه قد قبض وغمض وسوى الثبات عند الممات - (ج 1 / ص 150) وإبن تيمية رحمه الله- لما أخرج ما عنده من الكتب والأوراق حمل إلى القاضي علاء الدين القونوي وجعل تحت يده في المدرسة العادلية وأقبل الشيخ بعد إخراجها على العبادة والتلاوة والتذكر والتهجد حتى أتاه اليقين وختم القرآن مدة إقامته بالقلعة ثمانين أو إحدى وثمانين ختمة انتهى في آخر ختمة إلى آخر اقتربت الساعة إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ثم كملت عليه بعد وفاته وهو مسجى كان كل يوم يقرأ ثلاثة أجزاء يختم في عشرة أيام هكذا أخبرني أخوه زين الدين وكانت مدة مرضه بضعة وعشرين يوما وأكثر الناس ما علموا بمرضه فلم يفجأ الخلق إلا نعيه فاشتد التأسف عليه وكثر البكاء والحزن ودخل إليه أقاربه وأصحابه وازدحم الخلق على باب القلعة والطرقات وامتلأ جامع دمشق وصلوا عليه وحمل على الرؤوس رحمه الله ورضي عنه العقود الدرية - (ج 1 / ص 384) ابوسفيان الانصاري: لما حضرته الوفاة قال : لا تبكوا علي فإني لم أتنظف بخطيئة منذ أسلمت أسد الغابة - (ج 1 / ص 1188) لما احتضر أبو بكر الصديق رضياللهعنه وأرضاه حين وفاته قال : و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منهتحيد و قال لعائشة : انظروا ثوبي هذين , فإغسلوهما و كفنوني فيهما , فإن الحي أولىبالجديد منالميت . و لما حضرته الوفاة أوصى عمر رضي الله عنه قائلا : إني أوصيك بوصية , إن أنت قبلت عني : إن لله عز و جل حقا بالليل لايقبلهبالنهار , و إن لله حقا بالنهار لا يقبله بالليل , و إنه لايقبلالنافلة حتىتؤدى الفريضة , و إنما ثقلت موازين من ثقلتموازينه في الآخرةبإتباعهم الحقفي الدنيا , و ثقلت ذلك عليهم , وحق لميزان يوضع فيه الحق أن يكونثقيلا , وإنما خفت موازين منخفت موازينه في الآخرة باتباعهم الباطل , و خفتهعليهم فيالدنيا وحق لميزان أن يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفا. ولما طعن عمر .. جاء عبداللهبن عباس , فقال .. : يا أمير المؤمنين , أسلمت حين كفر الناس , وجاهدت مع رسول الله صلىاللهعليه و سلم حين خذله الناس , و قتلتشهيدا و لم يختلف عليك اثنان , وتوفيرسول الله صلى الله عليه وسلم و هو عنك راض . فقال له : أعد مقالتك فأعاد عليه , فقال : المغرور من غررتموه , والله لو أنلي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع . و قال عبدالله بن عمر : كان رأس عمر على فخذي في مرضه الذي مات فيه . فقال : ضع رأسي على الأرض . فقلت : ما عليك كان على الأرض أو كان على فخذي ؟! فقال : لا أم لك , ضعه على الأرض . فقال عبدالله : فوضعته على الأرض . فقال : ويلي وويل أمي إن لم يرحمني ربي عز و جل. أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضيالله عنهو أرضاه قال حين طعنه الغادرون والدماء تسيلعلى لحيته : لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . اللهم إني أستعديك و أستعينك على جميع أموري و أسألك الصبر على بليتي . ولما إستشهد فتشوا خزائنه فوجدوا فيها صندوقا مقفلا . ففتحوه فوجدوافيه ورقةمكتوبا عليها (هذه وصية عثمان) بسم الله الرحمن الرحيم . عثمان بن عفان يشهد أن لا إله إلا الله و حده لا شريك له و أن محمداعبده ورسوله و أن الجنة حق . و أن الله يبعث من في القبور ليوم لاريب فيهإن اللهلا يخلف الميعاد . عليها يحيا و عليها يموت وعليها يبعث إن شاء الله . أمير المؤمنين علي بن أبي طالبرضي اللهعنه بعد أن طعن علي رضي الله عنه قال : ما فعل بضاربي ؟ قالو : أخذناه قال : أطعموه من طعامي , و اسقوه من شرابي , فإن أنا عشت رأيت فيهرأيي , وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن أن يغسله و قال : لا تغالي في الكفن فإني سمعت رسولالله صلىالله عليه و سلم يقول : لاتغالوا في الكفن فإنه يسلب سلباسريعا و أوصى : إمشوا بي بين المشيتين لا تسرعوا بي , و لا تبطئوا , فإنكان خيراعجلتموني إليه , و إن كان شرا ألقيتموني عن أكتافكم . معاذ بن جبل رضي الله عنه و أرضاه الصحابي الجليل معاذ بن جبل .. حينحضرته الوفاة .. و جاءت ساعة الإحتضار .. نادى ربه ... قائلا .. : يا رب إنني كنت أخافك , و أنا اليوم أرجوك .. اللهم إنك تعلم أنني ماكنت أحبالدنيا لجري الأنهار , و لا لغرس الأشجار .. و إنما لظمأالهواجر , ومكابدةالساعات , و مزاحمة العلماء بالركب عند حلقالعلم . ثم فاضت روحه بعد أن قال :لا إله إلا الله ... روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال .. : نعم الرجلمعاذ بنجبل و روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : أرحم الناسبأمتيأبوبكر .... إلى أن قال ... و أعلمهم بالحلال و الحرام معاذ . بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه حينما أتى بلالا الموت .. قالت زوجته : وا حزناه .. فكشف الغطاء عن وجهه و هو في سكرات الموت .. و قال : لا تقوليواحزناه , وقولي وا فرحاه ثم قال : غدا نلقى الأحبة ..محمدا و صحبه . أبو ذر الغفاري رضي الله عنه وأرضاه لما حضرت أبا ذر الوفاة .. بكت زوجته .. فقال : ما يبكيك ؟ قالت : و كيف لا أبكي و أنت تموت بأرض فلاة و ليس معنا ثوب يسعك كفنا ... فقال لها : لا تبكي و أبشري فقد سمعت النبي صلى الله عليه و سلم يقوللنفرأنا منهم :ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض يشهده عصابة منالمؤمنين و ليس من أولئك النفر أحد إلا و مات في قرية و جماعة , و أنا الذيأموت بفلاة , و الله ما كذبت و لا كذبت فانظري الطريق قالت :أنى و قد ذهب الحاج و تقطعت الطريق فقال انظري فإذا أنا برجال فألحت ثوبي فأسرعوا إلي فقالوا : ما لك ياأمةالله ؟ قالت : امرؤ من المسلمين تكفونه .. فقالوا : من هو ؟ قالت : أبو ذر قالوا : صاحب رسول الله ففدوه بأبائهم و أمهاتهم و دخلوا عليه فبشرهم و ذكر لهم الحديث و قال : أنشدكم بالله , لا يكفنني أحد كان أمير أو عريفا أو بريدا فكل القوم كانوا نالوا من ذلك شيئا غير فتى من الأنصار فكفنه فيثوبين لذلكالفتى و صلى عليه عبدالله بن مسعود فكان في ذلك القوم رضي الله عنهم أجمعين. الصحابي الجليل أبوالدرداء رضيالله عنه وأرضاه لما جاء أبا الدرداء الموت ... قال : ألا رجل يعمل لمثل مصرعي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل يومي هذا ؟ ألا رجل يعمل لمثل ساعتي هذه ؟ ثم قبض رحمه الله. سلمان الفارسي رضي الله عنه وأرضاه بكى سلمان الفارسي عند موته , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يكون زاد أحدناكزادالراكب , و حولي هذه الأزواد . و قيل : إنما كان حوله إجانة و جفنة و مطهرة ! الإجانة : إناء يجمع فيه الماء الجفنة : القصعة يوضع فيها الماء و الطعام المطهرة : إناء يتطهر فيه. الصحابي الجليل عبدالله بن مسعودرضي اللهعنه لما حضر عبداللهبن مسعودالموت دعاإبنه فقال : يا عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود , إني أوصيك بخمس خصال , فإحفظهن عني : أظهر اليأس للناس , فإن ذلك غنى فاضل . و دع مطلب الحاجات إلى الناس , فإن ذلك فقر حاضر . و دع ما تعتذر منه من الأمور , و لا تعمل به . و إن إستطعت ألا يأتي عليك يوم إلا و أنت خير منك بالأمس , فافعل . و إذا صليت صلاة فصل صلاة مودع , كأنك لا تصلي بعدها . الحسن بن علي سبط رسول الله و سيدشبابأهل الجنة رضي الله عنه لما حضر الموت بالحسن بن عليرضي اللهعنهما , قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار , فأخرج فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك , فإني لم أصب بمثلها ! الصحابي الجليل معاوية بن أبيسفيان رضيالله عنه قال معاوية رضي الله عنه عندموته لمنحوله : أجلسوني .. فأجلسوه .. فجلس يذكر الله .. , ثم بكى .. و قال : الآن يا معاوية .. جئت تذكر ربك بعد الانحطام و الانهدام .., أما كانهذا وغض الشباب نضير ريان ؟! ثم بكى و قال : يا رب , يا رب , ارحم الشيخ العاصي ذا القلب القاسي .. اللهم أقلالعثرة واغفر الزلة .. و جد بحلمك على من لم يرج غيرك و لا وثقبأحد سواك ... ثم فاضت رضي الله عنه. الصحابي الجليل عمرو بن العاص رضياللهعنه حينما حضر عمروبن العاصالموت .. بكىطويلا .. و حول وجهه إلى الجدار , فقال لهإبنه :ما يبكيك يا أبتاه ؟أمابشرك رسول الله .... فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه و قال : إن أفضل ما نعد ... شهادة أن لاإله إلا الله , و أن محمدا رسول الله .. إني كنت على أطباق ثلاث .. لقد رأيتني و ما أحد أشد بغضا لرسول الله صلى الله عليه و سلم مني , ولا أحبإلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته , فلو مت على تلك الحاللكنت منأهلالنار..... فلما جعل الله الإسلام في قلبي , أتيت النبي صلى الله عليه و سلمفقلت : إبسطيمينك فلأبايعنك , فبسط يمينه , قال : فقضبت يدي .. فقال : ما لك يا عمرو ؟ قلت : أردت أن أشترط فقال : تشترط ماذا ؟ قلت : أن يغفر لي . فقال : أما علمت أن الإسلام يهدم ما كان قبله , و أن الهجرة تهدم ماكانقبلها , و أن الحج يهدم ما كان قبله ؟ و ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا أحلى فيعينيمنه , و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له , و لو قيللي صفهلماإستطعت أن أصفه , لأني لم أكن أملأ عيني منه , و لو مت على تلك الحال لرجوت أن أكون من أهل الجنة , ثم ولينا أشياء , ما أدري ما حالي فيها ؟ فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة و لا نار , فإذا دفنتموني فسنوا عليالتراب سناثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور و يقسم لحمها , حتىأستأنس بكم , و أنظرماذا أراجع به رسل ربي ؟ الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري لما حضرت أبا موسى - رضي اللهعنه - الوفاة , دعا فتيانه , و قال لهم : إذهبوا فاحفروا لي و أعمقوا ... ففعلوا .. فقال : اجلسوا بي , فو الذي نفسي بيده إنها لإحدى المنزلتين , إماليوسعنقبري حتى تكون كل زاوية أربعين ذراعا , و ليفتحن لي باب منأبوابالجنة , فلأنظرن إلى منزلي فيها و إلى أزواجي , و إلى ما أعدالله عز و جل ليفيها منالنعيم , ثم لأنا أهدى إلى منزلي فيالجنة مني اليوم إلى أهلي , وليصيبني منروحها و ريحانها حتى أبعث . و إن كانت الأخرى ليضيقن علي قبري حتى تختلف منه أضلاعي , حتى يكونأضيق منكذا و كذا , و ليفتحن لي باب من أبواب جهنم , فلأنظرن إلىمقعدي وإلى ما أعدالله عز و جل فيها من السلاسل و الأغلال والقرناء , ثم لأنا إلىمقعدي منجهنم لأهدى مني اليوم إلى منزلي , ثم ليصيبني من سمومها و حميمها حتىأبعث . سعد بن الربيع رضي الله عنه لما إنتهت غزوة أحد .. قالرسول اللهصلى الله عليه و سلم : من يذهب فينظر ماذا فعل سعد بن الربيع ؟ فدار رجل من الصحابة بين القتلى .. فأبصره سعد بن الربيع قبل أن تفيضروحه .. فناداه .. : ماذا تفعل ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثني لأنظر ماذا فعلت ؟ فقال سعد : إقرأ على رسول الله صلى الله عليه و سلم مني السلام و أخبره أني ميت وأني قدطعنت إثنتي عشرة طعنة و أنفذت في , فأنا هالك لا محالة , وإقرأ علىقومي منالسلام و قل لهم .. يا قوم .. لا عذر لكم إن خلصإلى رسول الله صلىالله عليهو سلم و فيكم عين تطرف ... عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال عبدالله بن عمر قبل أنتفيض روحه : ما آسى من الدنيا على شيء إلا على ثلاثة : ظمأ ا لهواجر ومكابدةالليل و مراوحة الأقدام بالقيام لله عز و جل , و أني لم أقاتل الفئة الباغية التي نزلت (و لعله يقصد الحجاج و من معه). عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه لما حضرت عبادة بن الصامتالوفاة ،قال : أخرجوا فراشي إلى الصحن ثم قال : اجمعوا لي موالي و خدمي و جيراني و من كان يدخل علي فجمعوا له .... فقال : إن يومي هذا لا أراه إلا آخر يوم يأتي علي من الدنيا ، و أول ليلة منالآخرة، و إنه لا أدري لعله قد فرط مني إليكم بيدي أو بلساني شيء، و هووالذي نفسعبادة بيده ، القصاص يوم القيامة ، و أحرج علىأحد منكم في نفسه شيءمن ذلكإلا اقتص مني قبل أن تخرج نفسي . فقالوا : بل كنت والدا و كنت مؤدبا . فقال : أغفرتم لي ما كان من ذلك ؟ قالوا : نعم . فقال : اللهم اشهد ... أما الآن فاحفظوا وصيتي ... أحرج على كل إنسان منكم أن يبكي ، فإذا خرجت نفسي فتوضئوا فأحسنواالوضوء ،ثم ليدخل كل إنسان منكم مسجدا فيصلي ثم يستغفر لعبادة ولنفسه ، فإنالله عزو جل قال : و استعينوا بالصبر و الصلاة و إنهالكبيرة إلا علىالخاشعين ... ثم أسرعوا بي إلى حفرتي ، و لاتتبعوني بنار . الإمام الشافعي رضي الله عنه دخل المزني على الإمامالشافعي فيمرضه الذي توفي فيه فقال له :كيف أصبحت يا أبا عبدالله ؟! فقال الشافعي : أصبحت من الدنيا راحلا, و للإخوان مفارقا , و لسوء عملي ملاقيا , ولكأسالمنية شاربا , و على الله واردا , و لا أدري أروحي تصير إلىالجنةفأهنيها , أم إلى النار فأعزيها , ثم أنشأ يقول : و لما قسـا قلبي و ضاقـت مذاهبي جـعـلت رجـائي نحـو عفـوك سلـما تعاظـمــني ذنبــي فلـما قرنتـه بعـفــوك ربـي كـان عفوك أعظـما فما زلت ذا عفو عن الذنب لم تزل تجـود و تعـفـو منــة و تكـرمـا الحسن البصري رضي الله عنه وأرضاه حينما حضرت الحسن البصريالمنية حرك يديه و قال : هذه منزلة صبر و إستسلام ! عبدالله بن المبارك العالم العابد الزاهد المجاهدعبداللهبن المبارك , حينما جاءته الوفاة إشتدت عليه سكرات الموت ثم أفاق .. و رفع الغطاء عن وجهه و ابتسم قائلا : لمثل هذا فليعمل العاملون .... لا إله إلا الله .... ثم فاضت روحه. الفضيل بن عياض العالم العابد الفضيل بن عياضالشهيربعابد الحرمين لما حضرته الوفاة , غشي عليه , ثم أفاق و قال : وا بعد سفراه ... وا قلة زاداه ...! الإمام العالم محمد بن سيرين روي أنه لما حضرت محمد بنسيرينالوفاة , بكى , فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لتفريطي في الأيام الخالية و قلة عملي للجنة العالية وما ينجينيمن النار الحامية. الخليفة العادل الزاهد عمر بنعبدالعزيزرضي الله عنه لما حضر الخليفة العادل عمربن عبدالعزيز الموت قال لبنيه و كان مسلمة بن عبدالملك حاضرا : يا بني , إني قد تركت لكم خيرا كثيرا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمتهمإلا رأو لكم حقا . يا بني , إني قد خيرت بين أمرين , إما أن تستغنوا و أدخل النار , أوتفتقرواو أدخل الجنة , فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحب إلي , قومواعصمكم الله ... قوموا رزقكم الله ... قوموا عني , فإني أرى خلقا ما يزدادون إلا كثرة , ما هم بجن و لا إنس .. قال مسلمة : فقمنا و تركناه , و تنحينا عنه , و سمعنا قائلا يقول : تلك الدارالآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا والعاقبةللمتقين ثم خفت الصوت , فقمنا فدخلنا , فإذا هو ميت مغمض مسجى ! الخليفة المأمون أمير المؤمنينرحمه الله حينما حضر المأمون الموت قال : أنزلوني من على السرير. فأنزلوه على الأرض ... فوضع خده على التراب و قال : يا من لا يزول ملكه ... إرحم من قد زال ملكه ... ! أمير المؤمنين عبدالملك من مروانرحمهالله يروى أن عبدالملك بن مروانلما أحسبالموت قال : ارفعوني على شرف , ففعل ذلك , فتنسم الروح , ثم قال : يا دنيا ما أطيبك ! إن طويلك لقصير ... و إن كثيرك لحقير ... و إن كنا منك لفي غرور ... ! هشام بن عبدالملك رحمه الله لما أحتضر هشامبن عبدالملك , نظر إلىأهله يبكون حوله فقال : جاء هشام إليكمبالدنيا و جئتم له بالبكاء , ترك لكمما جمع و تركتم له ما حمل , ما أعظم مصيبة هشام إن لم يرحمه الله . أمير المؤمنين الخليفة المعتصمرحمه الله قال المعتصم عند موته : لو علمت أن عمري قصير هكذا ما فعلت ... ! أمير المؤمنين الخليفة الزاهدالمجاهدهارون الرشيد رحمه الله لما مرض هارون الرشيد و يئسالأطباءمن شفائه ... و أحس بدنو أجله .. قال : أحضروا لي أكفانا فأحضروا له ..فقال : احفروا لي قبرا ... فحفروا له ... فنظر إلى القبر و قال : ما أغنى عني مالية ... هلك عني سلطانية ... ! محمد رسول الله صلى الله عليهوسلم الحمد لله الواحد العلام و على النبي الكريم الصلاة و السلام أما بعد .. فهذا ما تيسر جمعه من على فراش الموت .. جمعتها تذكرة لنفسي أولا و لإخواني .. لنأخذ منها العظة .. و لنتذكرحقيقةهذه الدنيا ... و خير ختام لهذه الحلقات .. اللحظات الأخيرة على فراش موت النبي عليهأفضلالصلاة و أزكى السلام ... في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأول للسنة الحادية عشرة للهجرة كان المرض قد أشتد برسول الله صلى الله عليه و سلم ، و سرت أنباءمرضه بينأصحابه ، و بلغ منهم القلق مبلغه ، و كان رسول الله صلىالله عليه وسلم قدأوصى أن يكون أبو بكر إماما لهم ، حين أعجزهالمرض عن الحضور إلىالصلاة . و في فجر ذلك اليوم و أبو بكر يصلي بالمسلمين ، لم يفاجئهم و هميصلون إلارسول الله و هو يكشف ستر حجرة عائشة ، و نظر إليهم و همفي صفوفالصلاة ،فتبسم مما رآه منهم فظن أبو بكر أن رسول الله صلىالله عليه و سلميريد أنيخرج للصلاة ، فأراد أن يعود ليصل الصفوف، و هم المسلمون أن يفتتنوافيصلاتهم ، فرحا برسول الله صلى اللهعليه و سلم فأشار إليهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و أومأ إلى أبي بكرليكملالصلاة ، فجلس عن جانبه و صلى عن يساره ....... و عاد رسولالله إلىحجرته ،و فرح الناس بذلك أشد الفرح ، و ظن الناس أن رسولالله صلى الله عليهو سلمقد أفاق من وجعه ، و إستبشروا بذلك خيرا ... و جاء الضحى .. و عاد الوجع لرسول الله صلى الله عليه و سلم ، فدعافاطمة .. فقال لها سرا أنه سيقبض في وجعه هذا .. فبكت لذلك .. ،فأخبرها أنهاأول منيتبعه من أهله ، فضحكت ... و إشتد الكرب برسول الله صلى الله عليه و سلم .. و بلغ منه مبلغه ... فقالتفاطمة : واكرباه ... فرد عليها رسول الله قائلا : لا كربعلى أبيكبعد اليوم و أوصى رسول الله صلى الله عليه و سلم وصيته للمسلمين و هو على فراشموته : الصلاة الصلاة .. و ما ملكت أيمانكم ...... الصلاة الصلاة وما ملكتأيمانكم .... و كرر ذلك مرارا ...... و دخل عبد الرحمن بن أبي بكر و بيده السواك ، فنظر إليه رسول الله ،قالتعائشة : آخذه لك .. ؟ ، فأشار برأسه أن نعم ... فإشتد عليه ... فقالتعائشة : ألينه لك ... فأشار برأسه أن نعم ... فلينته له ... و جعل رسول الله صلى الله عليه و سلم يدخل يديه في ركوة فيها ماء ،فيمسحبالماء وجهه و هو يقول : لا إله إلا الله ... إن للموت لسكرات ... و في النهاية ... شخص بصر رسول الله صلى الله عليه و سلم ... و تحركتشفتاهقائلا : .... مع الذين أنعمت عليهم من النبيين و الصديقين والشهداء والصالحين ، اللهم إغفر لي و إرحمني ... و ألحقنيبالرفيق الأعلىاللهم الرفيقالأعلى اللهم الرفيق الأعلى اللهم الرفيق الأعلى و فاضت روح خير خلق الله .. فاضت أطهر روح خلقت إلى ربها .. فاضت روحمنأرسله الله رحمة للعالمين و صلى اللهم عليه و سلم تسليما. عن عبد الواحد بن زيد : أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت ؛ فجعل يقول بالفارسية : أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط ، أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط ، أريد أن أزور سيدي ومولاي وما رأيته قط ، أريد أن أشرف على أهوال ما شاهدت مثلها قط ، أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى تحته إلى يوم القيامة ، ثم أوقف بين يدي الله عز وجل فأخاف أن يقوللي : يا حبيب ! هات تسبيحةواحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر منك الشيطان فيها بشيء ؛ فماذا أقول وليسلي حيلة ؟ ! أقول : يا رب ! هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي . قال عبد الواحد : هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ، ولم يشتغل من الدنيا بشيء قط ؛ فإيش يكون حالنا ؟ ! واغوثاه بالله ! المجالسة وجواهر العلم 4/399 نظر يونس بن عبيد رحمه الله : إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك أبا عبد الله، قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل. حلية الأأولياء (3/19) قال سليمان التيمي -رحمه الله -: دخلت على بعض أصحابنا وهو في النزع، فرأيت من جزعه ماساءني، فقلت له: هذا الجزعُ كُله لماذا؟ وقد كُنت -بحمد الله- على حالةصالحة؟ فقال: ومالي لا أجزع وما أحقُ مني بالجزع؟ والله لو أتتني المغفرةمن الله -عز وجل- لأهمني الحياءُ منه فيما أفضيت به إليه تسلية أهل المصائب (ص88). ولما احتضر نافع بكى: فقيل ما يبكيك؟ قال ذكرت سعدًا وضغطة القبر (أي حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلىالله عليه وسلم قال: «إن للقبر ضغطة لو كان أحد ناجيًا منها نجا سعد بنمعاذ» السير: (5/ 99). لما احتضر سعيد بن مروان قال: يا ليتني لم أكن شيئًا، يا ليتني كهذا الماء الجاري، ثم قال: هاتوا كفني.. أُفٍ لك، ما أقصر طويلك وأقل كثيرك تاريخ الخلفاء: (136). عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما حضرت معاذاً الوفاة فجعل يبكي فقيل له: أتبكي وأنتصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت وأنت؟! فقال: ما أبكي جزعاً منالموت أن حل بي ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هما القبضتان قبضة فيالنار وقبضة في الجنة فلا أدري في أي القبضتين أنا. شعب الإيمان (1/502) لما احتضر عمرو بن قيس الملائي –رحمه الله – بكى فقال له أصحابه: على ما تبكي من الدنيا فوالله لقد كنت غضيض؟؟ العيش أيام حياتك فقال: والله ما أبكي على الدنيا وإنما أبكي خوفاً من أن أحرم خير الآخرة. شعب الإيمان (1/508) لما حضرت عبد الله بن علي -رحمه الله- الوفاة : بكى، فقيل له: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لتفريطي في الأيام الخالية وقلة عملي للجنة العالية، وما ينجيني من النار الحامية ! العاقبة (131). لما حضرت ابن المبارك –رحمه الله- الوفاة قال لنصر مولاه : اجعل رأسي على التراب ، فبكى نصر ، فقال له : ما يبكيك ؟ قال : أذكر ما كنت فيه من النعيم ، وأنت هو ذا تموت فقيرا غريبا . فقال له : اسكت ؛ فإني سألت الله عز وجل أن يحييني حياة الأغنياء ، وأنيميتني ميتة الفقراء . ثم قال له : لقني ولا تعد علي ، إلا أن أتكلم بكلامثان . المجالسة وجواهر العلم (2/253) لما احتضر الأسود بن يزيد -رحمه الله-: بكى فقيل له : ما هذا الجزع ؟ قال مالي لا أجزع ومن أحقبذلك مني ، والله لو أتيت بالمغفرة من الله عز و جل لهمني الحياء منه مماقد صنعته ، إن الرجل ليكون بينه وبين الرجل الذنب الصغير فيعفو عنه فلا يزال مستحيا منه ! حلية الأولياء (2/103 ) قال حذيفة بن اليمان –رحمه الله- عند الموت: رب يوم لو أتاني الموت لم أشك ، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها . حلية الأولياء (1/278) قال أحمد بن إبراهيم –رحمه الله-: نظر يونس بن عبيد إلى قدميه عند موته فبكى، فقيل له: ما يبكيك، أبا عبد الله؟ قال: قدماي لم تغبرا في سبيل الله عز وجل " حلية الأولياء (3/19) قال سعيد بن عامر –رحمه الله-: " مرض سليمان التيمي فبكى في مرضه بكاء شديدا، فقيل له: ما يبكيك أتجزع من الموت، قال: لا ولكن مررت على قدري فسلمت عليه، فأخاف أن يحاسبني ربي عز وجل عليه " حلية الأولياء (3/32) |
#53
|
|||
|
|||
الله أكبر ماأحسنه من جمع ,أجزل الله لك المثوبة,ونجاك من العقوبة,ووفقنا وإياك لصالح القصد والقول والعمل.
|
#54
|
|||
|
|||
آمين ولك بالمثل
|
#55
|
|||
|
|||
درر سلفية في حسن الظن بالمسلم
عن سعيد بن المسيّب - رحمه اللّه - قال: كتب إلىّ بعض إخواني من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّهعليه وسلّم أن ضع أمر أخيك على أحسنه ما لم يأتك مايغلبك، ولا تظنّنّ بكلمةخرجت من امريء مسلم شرّا وأنت تجد لها في الخير محملا، ومن عرّض نفسهللتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده، وما كافيتمن عصى اللّه تعالى فيك بمثل أن تطيع اللّه تعالى فيه... شعب الإيمان، للبيهقي (2/ 103). فال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( ومن أعظم التقصير : نسبة الغلط إلى متكلم مع إمكان تصحيح كلامه ، وجريانه على أحسن أساليب كلامالناس)الفتاوى جزء 31 ص 114 وعن عمر أنه وضع للناس ثمانية عشر كلمة حكما كلها منها ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيك منه ما يغنيك ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ومن عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون الراوي: سعيد بن المسيب المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق أبو عمارة لا يتابع عليه 8/479 2 - إن عمر وضع للناس ثمانية عشركلمة حكما كلها ، منها : ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يحبك منه ما يغنيك ،ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شرا وأنت تجد لها في الخير موضعا ، ومن عرضنفسهللتهمفلا يلومن من أساء به الظن ، واستشر في أمرك الذين يخشون ربهم بالغيب وهم من الساعة مشفقون . وذكر الحديث الراوي: عمر بن الخطاب المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: خلاصة الدرجة: [فيه] يعقوب بن إسحاق لا يتابع على روايته الدرر السنية 2/932 قال شيخ الإسلام رحمه الله : وليس لأحد أن يحمل كلام أحد من الناس إلا على ما عُرف أنه أراده، لا على ما يحتمله ذلك اللفظ في كلام كل أحد). "الفتاوى" (7/36). وقال رحمه الله : ومعلوم أن مُفَسَّر كلام المتكلم يقضي على مجمله، وصريحه يُقدم على كنايته، ومتى صدر لفظ صريح في معنى، ولفظ مجمل نقيض ذلك المعنى، أو غير نقيضه؛ لم يُحمل على نقيضه جزماً، حتى يترتب عليه الكفر؛ إلا مِنْ فَرْطِ الجهل والظلم الرد على البكري (2/623). قال جعفر بن محمد رحمه الله : إذا بلغك عن أخيك الشيء تنكره فالتمس له عذرا واحدا إلى سبعين عذرا، فإن أصبته، وإلا، قل لعل له عذرا لا أعرفه . شعب الإيمان، البيهقي ( 6 / 323 ) قال ميمون بن مهران –رحمه الله-: ما بلغني عن أخٍ لي مكروهٌ - قطُّ - إلا كان إسقاطُ المكروه عنه أحبَّ إلي من تحقيقه عليه، فإن قال : « لم أقل » ؛ كان قوله: « لم أقل » أحبَّ إلي من ثمانية يشهدون عليه! «تاريخ الرَّقَّة» (ص 25) قال بكر بن عبد الله المزني –رحمه الله-: ( احملوا إخوانكم على ما كان فيهم كما تحبوا أن يحملوكم على ما كان فيكم فليس كل من رأيت منه سقطة أو زلة وقع من عينيك فأنت أولى من يرى ذاك منه فإن كان فيك صلاة فلا تعجبن بها فلعل صاحبالمعصفرة والشعر السكني ينال من النبيذ أحيانا أوفى للعهد منك وإن كان فيكوفاء للعهد فلا تعجبن به فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أوصل للرحم منك وإنكان فيك صلة للرحم فلا تعجبن بها فلعل الذي تمقته في بعض حالاته أكثر صومامنك وإذا رأيت من هو أكبر سنا منك فقل هذا خير مني صام وصلى وعبد اللهقبلي وإذا رأيت من هو أصغر منك فقل هو خير مني أحدث مني سنا وأقل ذنوباوإذا رأيت من هو أقل منك مالا فقل هذا خير مني زويت عنه الدنيا خياراأوبطرا وأعطيتها لسقائي إلا أن يرحمني ربي وإذا رأيت الناس أكرموك ورأوا لكحقا فقل هذا الفضل منهم على وإذا رأيتهم استخفوا بك فقل هذا بخطيئتي وذنبيواتخذ أكبر المسلمين لك أبا وأوسطهم لك أخا وأصغرهم لك ابنا أيسرك أن تضربالطفل الصغير أو تظلم الشيخ الكبير ولتشغلك ذنوبك عن ذنوب العباد وتذابأيام الحياة في التوبة والإستغفار وليسعك ما أنعم الله به عليك عما أنعمالله به على العباد وتذوب أيام الحياة في الشكر ولا تنظروا في ذنوب الناسكالأرباب وانظروا في ذنوبكم كالعبيد ولا تعاهدوا لقذاة في عين أخيك وتدعالجذع معترضا في عينك فو الله ما عدلت التوبيخ والتنبيه (ص 53) قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِالشَّيْخُعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُاللَّـهُتَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياضالنَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) : « ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجودشيء من ذلك. وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرتمنهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه . معذورون،والقادح فيهم غير معذور . وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين . فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين . ولا ريب أن هذا من أفضل القربات . ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويلولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبةبهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضررهكبير،وفساده مستطير . أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ » قال ابن القيم رحمه الله : والكلمة الواحدة يقولها اثنان يريد بها أحدهما أعظمالباطل، ويريد بها الآخر محض الحق، والاعتبار بطريقة القائل وسيرته ومذهبه،وما يدعو إليه ويناظر عنه [مدارج السالكين3/521] أوصى يحيى بن خالد ابنه جعفرًا فقال: لا ترد على أحد جوابًا حتى تفهم كلامه، فإن ذلك يصرفكعن جواب كلامه إلى غيره ويؤكد الجهل عليك، ولكن افهم عنه، فإذا فهمتهفأجبه، ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ولا تستحي أن تستفهم إذا لم تفهم،فإن الجواب قبل الفهم حمق، وإذا جهلت فاسأل فيبدو لك واستفهامك أجمل بكوخير من السكوت على العي. جامع بيان العلم وفضله (1/474) قال الغزالي-رحمه الله-: وحسن الخلق مع الناس: ألا تحمل الناس على مراد نفسك، بل تحمل نفسك على مرادهم ما لم يخالفوا الشرع. رسالة أيها الولد (ص131) قال القلاعي –رحمه الله-: فقد يوحش اللفظ وكله ود، ويُكره الشيء وليس من فعلهبد، هذه العرب تقول: لا أبا لك في الأمر إذا همّ، وقاتله الله، ولا يريدونالذم، وويل أمِّه للأمر إذا تم، ومن الدعاء: تربت يمينك، ولذوي الألباب أنينظروا في القول إلى قائله، فإن كان وليًا فهو الولاء وإن خشن، وإن كانعدوًا فهو البلاء وإن حَسُن تنوير الحوالك (1/55) قال حمدون القصار -رحمه الله-: إذا زل أخ من إخوانكم فاطلبوا له سبعين عذرا ، فإن لم تقبله قلوبكم فاعلموا أن المعيب أنفسكم ؛ حيث ظهر لمسلم سبعين عذرا فلم تقبله. آداب الصحبة (ص 45) قال عباد بن عباد الخواص الشامي -رحمه الله-: فليكن أمركم فيما تنكرون على إخوانكم نظرا منكملأنفسكم، ونصيحة منكم لربكم، وشفقة منكم على إخوانكم، وأن تكونوا مع ذلكبعيوب أنفسكم أعنى منكم بعيوب غيركم، وأن يستطعم بعضكم بعضا النصيحة، وأن يحظى عندكم من بذلها لكم وقبلها منكم،وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي). تحبون أن تقولوا فَيُحْتَمَلَ لكم، وإن قيل لكم مثل الذي قلتم غضبتم. تجدون على الناس فيما تنكرون من أمورهم، وتأتون مثل ذلك فلا تحبون أن يؤخذ عليكم. مسند الدارمي (1/ 167) قال الرّبيعِ بنِ صَبِيحٍ -رحمه الله-: قُلتُ للحسنِ: إنَّ -ها هُنا- قوماًيتتَبَّعُونَالسَّقَطَمِن كلامِك؛ لِيجِدُوا إلى الوَقيعةِ فيكَ سَبيلاً! قال: لا يَكبُرُ ذلك عليك! فقد أطْمَعْتُ نَفسي في خُلودِ الجِنان،فطمِعَت.. وأَطْمَعْتُها في جِوارِ الرَّحمنِ، فطَمِعَت.. وأطمَعْتُها فيالسَّلامةِ مِن النَّاسِ، فلَم أجِد إلى ذلك سبيلاً؛ لأنِّي رأيتُ النَّاسَ لا يرضُونَ عن خالِقِهِم، فعلِمْتُ أنَّهُم لا يَرضُونَ عن مَخلوقٍ مِثلِهم حلية الأولياء (6/305) ، تبيين كذب المفتري (ص 422) قال ابن القيّم- رحمه اللّه- : «وكلّ أهل نحلة ومقالة يكسون نحلتهم ومقالتهم أحسن مايقدرون عليه من الألفاظ، ومقالة مخالفيهم أقبح ما يقدرون عليه من الألفاظ،ومن رزقه اللّه بصيرة فهو يكشف بها حقيقة ما تحت الألفاظ من الحقّ والباطل،ولا تغترّ باللّفظ كما قيل في هذا المعنى: في زخرفِ القول ترجيحٌ لقائلهِ - - والحقُّ قد يعتريه بعضُ تغييرِ(*) تقول هذا مُجاجُ النحلِ تمدحُهُ - - وإن تعِبْ قلت ذا قَيْء الزنابير مدحاً وذماً وما جاوزت وصفهما - - سحر البيان يُري الظلماء كالنور. مفتاح دار السعادة (1/141) * الأبيات تنسب لابن الرومي ، والبيت الأول أدرجته فلم يورده ابن القيم. قال السبكي -رحمه الله-: فإذا كان الرجل ثقة مشهوداً له بالإيمان والاستقامة،فلا ينبغي أن يحمل كلامه وألفاظ كتابته على غير ما تُعود منه ومن أمثاله،بل ينبغي التأويل الصالح، وحسن الظن به وبأمثاله. قاعدة في الجرح والتعديل (ص93) |
#56
|
|||
|
|||
درر سلفية في الإنصاف فعن إمام دار الهجرة أنه قال : (لَيْسَ فِي النَّاسِ شَيْءٌ أَقَلُّ مِنَ اْلإِنْصَاف) سَأل الإمام أحمد - رحمه الله - بعض تلاميذه : من أين أقبلتم؟ قالوا: من مجلس أبي كريب، فقال: اكتبوا عنه؛ فإنه شيخ صالح، فقالوا: إنه يطعن عليك!! قال: فأي شيء حيلتي؟! شيخ صالح قد بلي بي!! «السير» (11/317) قال الإمام الذهبي -رحمه الله -:ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له، قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما تسلّم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة «سير أعلام النبلاء» (14/40) قال الحافظ الذهبي: (ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الاتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن) " سير أعلام النبلاء 20/46 وقيل: ســــامح أخاك إذاخلـط # # # منه الإصابة بالغلــط وتجاف عن تعنيــــــفه # # # إن زاغ يومـا أو قسط واعلم بأنك إن طلبـــــت # # # مبرأ رمـت الشــطط من ذا الــــذي ما ساء قط # # # ومن له الحسنــى فقط قال البخاري رحمه الله: سمعت أبا عاصم النبيل يقول: منذ أن عقلت أن الغيبة حرام ما اغتبت أحدا قط " التاريخ الكبير 4 / 336 " وقال البخاري رحمه الله: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحداً قال (الذهبي): صدق رحمه الله، ومن ينظر في كلامه في الجرح والتعديل، علم ورعه في الكلام في الناس، وإنصافه فيمن يضعفه... حتى إنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر، فهو متهم واه، وهذا معنى قوله: لا يحاسبني الله أني اغتبت أحداً، وهذا والله غاية الورع " سير أعلام النبلاء 12 / 439 ". ولشيخ الإسلام ابن تيمية كلمة لطيفة: ولكن كثير من الناس من يرى المثالب، ويعمى عن المناقب، وفي ذلك يقول الشعبي رحمه الله: (والله لو أصبت تسعاً وتسعين مرة، وأخطأت مرة، لأعدوا على تلك الواحدة) " سير أعلام النبلاء 12 / 308 ". قال أحمد بن حنبل في اسحاق بن راهويه : لم يعبر الجسر إلى خراسان مثل إسحاق، وإن كان يخالفنا في أشياء، فإن الناس لم يزل يخالف بعضهم بعضا. «السير» (11/371) قال ابن عبد البر –رحمه الله-: من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه ، ومن لم ينصف لم يفهم ، ولم يتفهم ! «تفسير القرطبي» ( 1 / 286) إن أبا نعيم الحافظ ذكر له ابن مندة، فقال: كان جبلا من الجبال! قالالذهبي رحمه الله معلقاً: فهذا يقوله أبو نعيم مع الوحشة الشديدة التي بينه وبينه السير (17/32) عن طاوس بن كيسان: أن زيد بن ثابت وابن عباس تماريا في صدر الحائض قبلأن يكون آخر عهدها الطواف بالبيت فقال ابن عباس تنفر وقال زيد لا تنفر فدخلزيد على عائشة فسألها فقالت تنفر فخرج زيد وهو يتبسم ويقول ما الكلام إلاما قلت قال أبو عمر (ابن عبد البر)- توفي سنة (463 هـ) -رحمه الله -: هكذا يكون الإنصاف وزيد معلم ابن عباس فما لنا لا نقتدي بهم والله المستعان. «التمهيد» (17/270) قال الشافعي :قال لي محمد: أيهما أعلم، صاحبنا أم صاحبكم؟ -يعني: أبا حنيفة ومالكا-. قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم. قلت: أنشدك بالله، من أعلم بالقرآن؟ قال: صاحبكم. قلت: من أعلم بالسنة؟ قال: صاحبكم. قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين؟ قال: صاحبكم. قلت (الذهبي ): فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول، على أي شيء يقيس؟ قلت: وعلى الإنصاف؟ لو قال قائل: بل هما سواء في علم الكتاب، والأول أعلم بالقياس، والثاني أعلم بالسنة، وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي، وابن مسعود، وطائفة ممن كان بالكوفة منأصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرضي الله عن الإمامين،فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف! - نسأل الله السلامة -. [سير أعلام النبلاء : 8/113] وعن عقيل ومعمر والزهري, حدثني عروة أن المسور بن مخرمة أخبره أنه وفد على معاوية, فقضى حاجته, ثم خلا به فقال: يا مسور! ما فعل طعنك على الأئمة..؟! قال -أي مسور-: دَعْنا من هذا وأحسِن. قال: لا والله!, لتُكلمني بذات نفسك نفسك بالذي تعيب عليَّ. قال مسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينت له. فقال -أي معاوية-: لا أبرأ من الذنب, فهل تَعُدّ لنا يا مسور ما نلي من الإصلاح في أمر العامة; فإن الحسنة بعشر أمثالها, أم تعدّ الذنوب وتترك الحسنات..؟! قال مسور: ما تُذكر إلا الذنوب(*). قال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنبناه, فهل لك يا مسور ذنوبٌ في خاصتك تخشى أن تُهلكك إن لم تُغفر..؟ قال مسور: نعم. قال معاوية: فما يجعلك الله برجاء المغفرة أحق منّي!, فوالله ما ألي من الإصلاح أكثر مما تلي, ولكن والله لا أُخيّر بين أمرين: بين الله وبين غيره, إلا اخترتُ الله على ما سواه, وإنّي لعلى دين يُقبل فيه العمل, ويُجزى فيه بالحسنات, ويُجزى فيه بالذنوب إلا أن يعفو الله عنها. قال مسورة: فخصمني. قال عروة -راوي الأثر-: فلم أسمع المسور ذكر معاوية إلا صلّى عليه -أي دعا له سير أعلام النبلاء (3/150) سئل على ابن المدينى عن أبيه فقال: اسألوا غيرى فقالوا سألناك. فأطرق ثم رفع رأسه وقال: هذا هو الدينأبى ضعيف. (المجروحون 2 / 14). قَالَ عَلَّامَةُ القَصِيْمِ الشَّيْخُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ نَاصِرٍ بْنِ سِّعْدِيِّ ـ رَحِمَهُاللَّـهُ تَعَالَى ـ في كِتَابِهِ النَّفِيسِ ( الرِّياض النَّاضِرة والحدائق النيرة الزَّهرة في العقائد والفنون المتنوّعة ) ( ص 105 ـ 106 ) : « ومن أعظم المحرمات وأشنع المفاسد ،إشاعـة عثراتهم،والقدح فيهم (و) في غلطاتهم.وأقبح من هذا وأقبح : إهدار محاسنهم عند وجودشيء من ذلك.وربما يكون ـ وهو الواقع كثيرًا ـ أن الغلطات التي صدرت منهم لهم فيها تأويل سائغ ،ولهم اجتهادهم فيه .معذورون،والقادح فيهم غير معذور .وبهذا وأشباهه يظهر لك الفرق بين أهل العلم النَّاصحين ،والمنتسبين للعلم من أهل البغي والحسد والمعتدين .فإن أهل العلم الحقيقي قصدهم التّعاون على البروالتّقوى ؛ والسّعي في إعانة بعضهم بعضًا في كل ما عاد إلى هذا الأمر ،وسترعورات المسلمين،وعدم إشاعة غلطاتهم ،والحرص على تنبيههم ،بكل ما يمكن منالوسائل النَّافعة ،والذّب عن أعراض أهل العلم والدِّين .ولا ريب أن هذا من أفضل القربات .ثم لو فرض أن ما أخطأوا فيه أو عثروا ليس لهم فيه تأويلولا عذر،لم يكن من الحق والإنصاف أن تهدر المحسان،وتمحي حقوقهم الواجبةبهذا الشيء اليسير ،كما هو دأب أهل البغي والعدوان ، فإن هذا ضررهكبير،وفساده مستطير .أي عالم لم يخطئ ؟ وأي حكيم لم يعثر ؟ » قال ابن حزم–رحمه الله-: من أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه فإن يلوح له وجه تعسفه الأخلاق والسير ص (80) سئل عبد الله بن وهب تلميذ الإمام مالك عن عبد الله بن زياد بن سمعان فقال: ثقة. فقلت: إن مالكا يقول فيه: كذاب. فقال: لا يقبل قول بعضهم في بعض جامع بيان العلم وفضله 2/305 قال الإمام الشوكاني رحمه الله :- فإن وطنت نفسك أيها الطالب على الإنصاف وعدم التعصبلمذهب من المذاهب ولا لعالم من العلماء بل جعلت الناس جميعا بمنزلة واحدةفي كونهم منتمين إلى الشريعة محكوما عليهم بما لا يجدوا لأنفسهم عنها مخرجاولا يستطيعون تحولا فضلا عن أن يرتقوا إلى واحد منهم أو يلزمه تقليدهوقبوله قوله فقد فزت بأعظم فوائد العلم وربحت بأنفس فرائده أدب الطلب (ص 89) قال الإمام الشوكاني - رحمه الله - ومن جملة الأسباب التي يتسبب عنها ترك الإنصاف ويصدرعنها البعد عن الحق وكتم الحجة وعدم ما أوجبه الله من البيان حب الشرفوالمال اللذين هما أعدى على الإنسان من ذئبين ضاريين كما وصف ذلك رسول اللهصلى الله عليه وسلم فإن هذا هو السبب الذي حرف به أهل الكتاب كتب اللهالمنزلة على رسله وكتموا ما جاءهم فيها من البينات والهدى كماوقع من أحباراليهود وقد أخبرنا الله بذلك في كتابه العزيز وأخبرنا به رسول الله صلىالله عليه وسلم في الثابت عنه في الصحيح وبهذا السبب بقى من بقى على الكفرمن العرب وغيرهم بعد قيام الحجة عليهم وظهور الحق لهم وبه نافق من نافقووقع في الإسلام من أهل العلم بذلك السبب عجائب مودعة بطون كتب التاريخ وكممن عال قد مال إلى هوى ملك من الملوك فوافقه على ما يريد وحسن له ما يخالفالشرع وتظهر له بما ينفق لديه من المذاهب بل قد وضع بعض المحدثين للملوكأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وقع من وهب بن وهب أبو البخترىمع الرشيد ووقع من آخر في حديث لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل فزاد فيالحديث أو جناح موافقة للملك الذي رآه يلعب بالحمام ويسابق بينها ووضعجماعة مناقب لقوم وآخرون مثالب لآخرين لا حامل لهم على ذلك إلا حب الدنياوالطمع في الحطام والتقرب إلى أهل الرئاسة بما ينفق لديهم ويروح عليهم نسألالله الهداية والحماية من الغواية وكم قد سمعنا ورأينا في عصرنا من أهلهفكثيرا ما نرى الرجل يعتقد في نفسه اعتقادا يوافق الحق ويطابق الصواب فإذاتكلم عند من يخالفه في ذلك ويميل إلى شئ من البدعة فضلا عن أن يكون من أهلالرئاسة وممن بيده من الدنيا فضلا عن أن يكون من الملوك وافقه وساعدهوسانده وعاضده وأقل الأحوال أن يكتم ما يعتقده من الحق ويغمط ما قد تبين لهمن الصواب عند من لا يجوز منه ضررا ولا يقدر منه نفعا فكيف ممن عداه وهذافي الحقيقة من تأثير الدنيا على الدين والعاجلة على الآجلة وهو لو أمعننظره وتدبر ما وقع فيه لعلم أن ميله إلى هوى رجل أو رجلين أو ثلاثة أو أكثرممن يجاملهم في ذلك المجلس ويكتم الحق مطابقة لهم واستجلابا لمودتهمواستبقاء لما لديهم وفرارا من نفورهم وهو من التقصير بجانب الحق والتعظيملجانب الباطل فلولا أن هؤلاء النفر لديه أعظم من الرب سبحانه لما مال إلىهواهم وترك ما يعلم أنه مرادالله سبحانه ومطلبه من عباده وكفاك بهذهالفاقرة العظيمة والداهية الجسيمة فإن رجلا يكون عنده فرد من أفراد عبادالله أعظم قدرا من الله سبحانه ليس بعد تجرئه على الله شئ. أدب الطلب (ص 110) أخرج الطبراني في مسند الشاميين ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني :أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا الإيمان ، فقلت :أنا مؤمن . فقال ابن مسعود :أتشهد أنك في الجنة ؟ فقلت :لا أدري مما يحدث الليل والنهار . فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال أبو مسلم :فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟ قال :نعم . قلت :فمن أيهم أنت ؟ قال :أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية . قال أبو مسلم :قلت : وقد أنزل الله عز وجل : هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن فمن أي الصنفين أنت ؟ قال :أنا مؤمن . قلت :صلى الله على معاذ . قال :وما له ؟ قلت : كان يقول : اتقوا زلة الحكيم وهذه منك زلة يا ابن مسعود ! فقال :أستغفر الله . قال الشيخ الألباني –رحمه الله - معلقاً على هذا الخبر : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، وأشدتواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى المآل ، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم ، وهذا نظر إلى الحال ، ولهذا وافقه ابنمسعود ، وأما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كانعاما فيما يبدو من ظاهر كلامه . والله أعلم . «السلسلة الضعيفة» (4/193) سمعت عائشة- رضي اللّه عنها- عروة ابن الزّبير يسبّ حسّان بن ثابت، وكان ممّن خاض في حديث الإفك .. فقالت- رضي اللّه عنها-: يا ابن أختي دعه، فإنّه كان ينافح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم البخاري 7 (4145) قال أبو داود: جاء رجلٌ إلى أحمد، فقال: أنكتب عن محمد بن منصور الطوسي؟ فقال: إذا لم تكتب عن محمد بن منصور فعمن؟! يقول ذلك مراراً. ثم قال له الرجل: إنه يتكلم فيك! فقال أحمد: رجل صالح ابتُلي بِنا! فما نعمل؟! طبقات الحنابلة (2/45) قال تعالى : إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَيْكَالْكِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِما أَراكَ اللَّهُ وَلاتَكُنْ لِلْخائِنِينَ خَصِيماً (النساء/ 105)، يتلخّص سبب النّزول في «أنّ طعمة ابن أبيرق سرقدرعا فيجراب فيه دقيق لقتادة بن النّعمان، وخبّأها عند يهوديّ، فحلف طعمةماليبها علم، فاتّبعوا أثر الدّقيق إلى دار اليهوديّ، فقال اليهوديّ: دفعهاإليّ طعمة» البحر المحيط (3/ 358) يقول أحد العلماء المعاصرين معلّقا على هذه الواقعة: يا للّه! إنّه الإسلام! الإسلام وحده في تاريخالبشريّة كلّه. وغير الإسلام لم يكن ضميره ليتحرك لتبرئة متّهم ينتمي إلىقوم بينه وبينهم كلّ ذلك العداء. ألا إنّها القمّة السّامقة الّتي لا يقيمها ابتداء إلّا الإسلام، ولا يرقاها إلّا المسلمون في كلّ التّاريخ. لقد كانت كلّ الظّروف «مشجّعة» على اتّهام ذلك اليهوديّ وتبرئة ذلك المنافق الّذي ينتمي ولو شكلا إلى الإسلام!. فالعداوة بين المسلمين واليهود قائمة في المدينة، وكيد اليهود للمسلمين قائم واضح للعيان. إلّا أنّ الإسلام ما جاء ليتستّر على انحرافاتالبشريّة أو يتسامح مع شيء منها! وما جاء ليجاري الجاهليّات فيما تقع فيهمن انحراف. وإنّما جاء لينشأ الإنسان الصّالح في الأرض. إنّها ليست حادثا عارضا يمرّ فينسى، إنّها درس هائلفي التّربية على الأفق الأعلى لا يقدّمه إلّا الإسلام، ولا يقدر عليه إلّاالمسلمون. وإنّه لدرس في التّطبيق العمليّ للإنصاف الإلهيّ والعدلالرّبّانيّ الّذي لم تعرفه أمة في التّاريخ، إلّا الأمّة الّتي ربّاهاالقرآن الكريم. تسع آيات كريمة تنزل لكشف ذلك المنافق الّذي انضمّ إلىالمشركين بعد فضحه، ولتبرئة ساحة ذلك اليهوديّ، وما كان الإسلام ليتألّفقلب المنافق لأنّه يحمل اسما مسلما على حساب الإنصاف والعدل الّذي يريدإقامتهما في الأرض نبراسا لكلّ البشريّة .. لقد ذهب ابن أبيرق مع الشّيطان،وبقي ذلك الدّرس الرّبّانيّ الخالد درسا وعاه المسلمون وحفظوه، لتتعلّمهالبشريّة منهم يوم تفيء إلى رشدها وتحبّ أن تعرف الطّريق إلى ما فيه خيرهاوسعادتها نضرة النعيم (3/580) قال الشعبي –رحمه الله-: كان بين عمر بن الخطاب وبين أبى بن كعب رضى الله عنهماتدارى فى شىء وادعى أبى على عمر رضى الله عنهما فأنكر ذلك فجعلا بينهما زيدبن ثابت فأتياه فى منزله فلما دخلا عليه قال له عمر رضى الله عنه أتيناك لتحكم بيننا وفى بيته يؤتىالحكم فوسع له زيد عن صدر فراشه فقال ها هنا يا أمير المؤمنين فقال له عمر رضى الله عنه لقد جرت فى الفتيا ولكن أجلس مع خصمى فجلسا بين يديه فادعى أبى وأنكر عمر رضى الله عنهما فقال زيد لأبى أعف أمير المؤمنين من اليمين وما كنت لأسألها لأحد غيره فحلف عمر رضى الله عنه ثم أقسم لا يدرك زيد بن ثابت القضاء حتى يكون عمر ورجل من عرض المسلمين عنده سواء. السنن الكبرى (10/136) قال ابن فُضيل: عن سالم بن أبي حفصة: سألت أبا جعفر الباقر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر، فقالا لي: يا سالم، تَوَلَّهُمَا ، وَأَبرَأُ من عدوهما، فإنهما كانا إِمَامَيْ هُدى (1) . عَقَّبَ الإمام الذهبي - توفي سنة (748هـ) -رحمه الله -: كان سالم فيه تشيع ظاهر، ومع هذا فَيَبُثُّ هذا القولَ الحقَّ، وإنما يعرفُ الفضلَ لأهل الفضل ذو الفضل، وكذلك ناقلها ابن فضيل شيعي، ثقة، فَعَثَّرَ الله شيعة زماننا، ما أغرقهم في الجهل والكذب! فينالون من الشيخين، وَزِيْرَيِ المصطفى -صلى الله عليه وسلم- ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على التَّقِيَّةِ.(2). ــــــــــــــــــــ (1) تاريخ دمشق (15/355) ، الطبقات الكبرى(5/321) (2) سير أعلام النبلاء (4/403) قالشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: واللهُ قد أمرنا ألا نقول عليه إلا الحق ، وألا نقول عليه إلا بعلم ، أمرنا بالعدل والقسط ،فلا يجوز لناإذا قال يهودي أو نصراني فضلاً عن الرافضي قولاً فيه حقأن نتركه، أو نرده كله ، بل لا نرد إلا ما فيه من الباطل دون ما فيه من الحق. منهاج السنة النبوية (2/342) قال محمد بن قاسم العثماني -رحمه الله-: وصلت الفسطاط مرة ، فجئت مجلس الشيخ أبي الفضل الجوهري ، وحضرت كلامه على الناس ، فكان مما قال في أول مجلس جلست إليه : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم طلق وظاهر وآلى ، فلما خرج تبعته حتى بلغت معه إلى منزله في جماعة ، فجلس معنا في الدهليز ، وعرفهم أمري ، فإنه رأى إشارة الغربة ولم يعرف الشخص قبل ذلك في الواردين عليه ، فلما انفض عنه أكثرهم قال لي : أراك غريبا ، هل لك من كلام ؟ قلت : نعم .قال لجلسائه : أفرجوا له عن كلامه . فقاموا وبقيت وحدي معه . فقلت له:حضرت المجلس اليوم متبركا بك ، وسمعتك تقول : آلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقت ، وطلق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصدقت .وقلت : وظاهر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهذا لم يكن ، ولا يصح أن يكون ؛ لأن الظهار منكر من القول وزور ؛ وذلك لا يجوز أن يقع من النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فضمني إلى نفسه وقبل رأسي ، وقال لي : أنا تائب من ذلك ، جزاك الله عني من معلم خيرا . ثم انقلبت عنه ، وبكرت إلى مجلسه في اليوم الثاني ، فألفيته قد سبقني إلى الجامع ، وجلس على المنبر ، فلما دخلت من باب الجامع ورآني نادى بأعلى صوته : مرحبا بمعلمي ؛ أفسحوا لمعلمي ، فتطاولت الأعناق إلي ، وحدقت الأبصار نحوي ، وتعرفني : يا أبا بكر - يشير إلى عظيم حيائه ، فإنه كان إذا سلم عليه أحد أو فاجأه خجل رضي الله عنه لعظيم حيائه ، واحْمَرَّ حتى كأن وجهه طُلِيَ بِجُلَّنَارٍ ، قال : وتبادر الناس إلي يرفعونني على الأيدي ويتدافعوني حتى بلغت المنبر ، وأنا لعظم الحياء لا أعرف في أي بقعة أنا من الأرض ، والجامع غاص بأهله ، وأَسَال الحياء بدني عرقا ، وأقبل الشيخ على الخلق ، فقال لهم : أنا معلمكم ، وهذا معلمي ؛ لما كان بالأمس قلت لكم : آلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وطلق ، وظاهر ؛ فما كان أحد منكم فقه عني ولا رد علي ، فاتبعني إلى منزلي ، وقال لي كذا وكذا ؛ وأعاد ما جرى بيني وبينه ، وأنا تائب عن قولي بالأمس ، وراجع عنه إلى الحق ؛ فمن سمعه ممن حضر فلا يعول عليه .ومن غاب فليبلغه من حضر ؛ فجزاه الله خيرا ؛ وجعل يحفل في الدعاء ، والخلق يؤمنون أحكام القرآن لابن العربي (1/349) . قال العلامة السعدي - رحمه الله-: في تفسير قوله تبارك وتعالى : [ الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)] المطففين » دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له يجب أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات ، بل يدخل في عموم هذا : الحجج والمقالات ، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد منهما يحرص على ما له من الحجج ، فيجب عليه أيضاً أن يبين ما لخصمه من الحجة التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر في أدلته هو ، وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه واعتسافه وتواضعه من كبره وعقله من سفهه. تيسير الكريم الرحمن ، في تفسير كلام المنان (7/586587) . قال محمد بن كعب القرظي -رحمه الله-: سأل رجلٌ عليا رضي الله عنه عن مسألة، فقال فيها , فقال الرجل: ليس كذلك يا أمير المؤمنين ولكن كذا وكذا فقال علي رضي الله عنه:«أَصَبْتَ وَأَخْطَأْتُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ» جامع البيان في تأويل القرآن (1/192) |
#57
|
|||
|
|||
درر من أقوال السلف في الصدق والإخلاص 1. الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه , ولا يحب إطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله ولا يكره أن يطلع الناس على السئ من عمله ، فإن كراهته لذلك دليل على أنه يحب الزيادة عندهم وليس هذا من علامات الصادقين . ابن القيم – مدارج السالكين (2/289) (3/186) 2. فلا يكون العبد متحققاً بـ : إياك نعبد إلا بأصلين : أحدهما متابعة الرسول والثاني : الإخلاص للمعبود . ابن القيم تهذيب المدارج : 68 3. والإخلاص لله أن يكون الله هو مقصود المرء ومراده ، فحينئذ تتفجر ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه . ابن تيمية /النبوات ص / 147 4. وكلما قوي إخلاص العبد كملت عبوديته . ابن تيمية الفتاوى 10/198 5. بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها . ابن تيمية – الصارم المنكي ص/390 6. ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق . ابن رجب كلمة الإخلاص ص/31 7. ولا يحصل الإخلاص إلا بعد الزهد ، ولا زهد إلا بعد التقوى ، والتقوى متابعة الأمر والنهي - ابن تيمية الفتاوى 1/94 8.اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد ، فإنه لا يوصل إلى الله سواه ، واحرصوا على القيام بحقوقه ، فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه . ابن رجب كلمة الإخلاص ص54 9. فمن كان مخلصاً في أعمال الدين يعملها لله كان من أولياء الله المتقين. ابن تيمية الفتاوى (1/8) 10. إذا حسنت السرائر أصلح الله الظواهر . ابن تيمية الفتاوى (3/277) 11. وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد يمده تقوى الرب وحسن القصد ابن القيم – أعلام الموقعين (1/69) 12. الصادق مطلوبه رضى ربه ، وتنفيذ أوامره وتتبع محابه فهو متقلب فيها يسير معها أينما توجهت ركائبها ، ويستقل معها أينما استقلت مضاربها فبينا هو في صلاة إذ رأيته في ذكر ثم في غزو ثم في حج ثم في إحسان للخلق بالتعليم وغيره من أنواع المنافع. ابن القيم – مدارج السالكين (2/286) 13. فمن أصلح سريرته فاح عبير فضله ، وعبقت القلوب بنشر طيبه فالله الله في إصلاح السرائر فإنه ما ينفع مع فسادها صلاح الظاهر . ابن الجوزي – صيد الخاطر ص 287 14. فالإخلاص هو سبيل الخلاص والإسلام هو مركب السلامة والإيمان خاتم الأمان. ابن القيم – مفتاح دار السعادة (1/74) 15. فإن قوة إخلاص يوسف عليه السلام كان أقوى من جمال امرأة العزيز وحسنها وحبه لها . ابن تيمية – الفتاوى (10/602) 16. فلا إله إلا الله كم في النفوس من علل وأغراض وحظوظ تمنع الأعمال أن تكون خالصة لله وأن تصل إليه ، وإن العبد ليعمل العمل حيث لا يراه بشر ألبته وهو غير خالص ، ويعمل العمل والعيون قد استدارت عليه نطاقا ًوهو خالص لله ، ولا يميز هذا إلا أهل البصائر وأطباء القلوب العالمون بأدوائها وعللها . ابن القيم – مدارج السالكين (3/422) 17. الصديقية : كمال الإخلاص والانقياد والمتابعة للخبر والأمر ظاهراً وباطناً - ابن تيمية – تهذيب المدارج (399) 18. والصادق مستغرق في شهود الأسماء والصفات قد استولى على قلبه نور الإيمان بها ومعرفتها ودوام ذكرها . ابن القيم – تهذيب المدارج (544) 19. فإياك ثم إياك أن تطلع من باسطته على سرك مع الله ، ولكن اجذبه وشوقه واحفظ وديعة الله عندك . ابن القيم – تهذيب المدارج (598) 20. فلا شئ أنفع للصادق من التحقق بالمسكنة والفاقة والذل وأنه لا شيء وأنه ممن لم يصح له الإسلام بعد ، حتى يدعى الشرف فيه . ابن القيم – تهذيب المدارج (277) 21. وقلب الصادق ممتلئ بنور الصدق ومعه نور الإيمان . ابن القيم – مدارج السالكين (2/282) 22. فالمخلص يصونه الله بعبادته وحده وإرادة وجهه وخشيته وحده ، ورجاءه وحده ، والطلب منه والذل له والافتقار إليه . ابن القيم - مدارج السالكين (202) 23. لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره . ابن القيم : (الفوائد ص 185) 24. والصادق حقيقة : هو الذي قد أنجذبت قوى روحه كلها إلى إرادة الله وطلبه والسير إليه والاستعداد للقاءه ومن تكون هذه حاله لا يحتمل سبباً يدعوه إلى نقض عهده مع الله بوجه . ابن القيم : تهذيب 401 25. وكمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلاً ، بل يبقى العبد موالياً لربه في كل شيء يحب من أحب وما أحب ، ويبغض من أبغض وما أبغض ، ويوالي من يوالي ، ويعادي من يعادي ويأمر بما يأمر به ، وينهى عما نهى عنه . ابن القيم : تهذيب 642 26. فالصدق في الأقوال: استواء اللسان على الأقوال والصدق في الأعمال استواء الأفعال على الأمر والمتابعة كاستواء الرأس على الجسد ، والصدق في الأحوال استواء أعمال القلب والجوارح على الإخلاص ، واستفراغ الوسع وبذل الطاقة ، فبذلك يكون العبد من الذين جاؤا بالصدق ، وبحسب كمال هذه الأمور فيه وقيامه بها تكون صد يقيته . ابن القيم : تهذيب 296 27. فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء المكروب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد ، فلا يلقي في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها . ابن القيم : الفوائد ص96 28. ومضاعفة الأجر بحسب كمال الإسلام وبكمال قوة الإخلاص في ذلك العمل . ابن رجب : جامع العلوم 2/316 29. لو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم الله المنافقين . ابن القيم : الفوائد ص65 30. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . الفتاوى 1/198 31. فإن الإخلاص ينفي أسباب دخول النار ، فمن دخل النار من القائلين لا إله إلا اله فإن ذلك دليل على أنه لم يحقق إخلاصها المحرم له على النار. ابن تيمية الفتاوى 10/261 32. أصدق في الطلب وقد جاءتك المعونة . ابن القيم : الفوائد ص127 33. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته يكون توفيق الله له وإعانته ، فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم . الفوائد ص181 34. من عود نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره . ابن القيم : عدة الصابرين ص82 35. فمن تشبه بأهل الصدق والإخلاص وهو مراءٍ كمن تشبه بالأنبياء وهو كاذب . عدة الصابرين ص205 36. إن الرجل ليتكلم بالكلام ينوي فيه الخير فيلقي الله في قلوب العباد حتى يقولوا ما أراد بكلامه إلا الخير . ابن حبان : روضة العقلاء ص28 37. فإن كمل توحيد العبد وإخلاصه لله وقام بشروطه كلها بقلبه ولسانه وجوارحه أوجب ذلك مغفرة ما سلف من الذنوب .ابن رجب جامع العلوم 2/417 38. فلا تزول الفتنة عن القلب إلا إذا كان دين العبد كله لله . ابن تيمية : مجموع الفتاوى 10/545 39. فإن المخلص ذاق من حلاوة عبوديته لله ما يمنعه من عبوديته لغيره إذ ليس عند القلب أحلى ولا أنعم من حلاوة الإيمان بالله رب العالمين . ابن تيمية الفتاوى 10/215 40. فتفاضل الأعمال عند الله تعالى ، بتفاضل ما في القلوب من الإيمان والإخلاص والمحبة وتوابعها . ابن القيم : الوابل الصيب ص 22 41. ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ولا يحب إلا له ولا يبغض إلا له . ابن تيمية: الفتاوى 10/198 42. لا يجتمع الإخلاص في القلب ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس إلا كما يجتمع الماء والنار . ابن القيم : الفوائد ص267 43. والإخلاص والتوحيد شجرة في القلب فروعها الأعمال وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة ، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك . ابن القيم : الفوائد ص292 44. العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه . ابن القيم : الفوائد ص89 45. أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالإخلاص . ابن القيم : الفوائد ص89 46. والمقصود أن العبد يقوى إخلاصه لله وصدق معاملته ، حتى لا يحب أن يطلع أحد من الخلق على حاله مع الله ومقامه معه فهو يخفي أحواله غيرة عليها من أن تشوبها شائبة الأغيار ويخفي أنفاسه خوفاً عليها من الداخلة ، وكان بعضهم إذا غلبه البكاء وعجز عن دفعه يقول : لا إله إلا الله ما أمر الزكام. ابن القيم : مدارج 3/422 47. والصادق تختلف عليه الأحوال ، فتارة يبوح بما أولاه ربه ومن به عليه لا يطيق كتمان ذلك وتارة يخفيه ويكتمه ، لا يطيق إظهاره وتارة يبسط وينشط ، وتارة يجد لسانه قائلاً لا يسكت وتارة لا يقدر ينطق بكلمة وتارة تجده ضاحكاً مسروراً وتارة باكياً حزيناً . ابن القيم : مدارج 3/442 48. فالصدق والإخلاص هو أن تبذل كلك لمحبوبك وحده ثم تحتقر ما بذلت في جنب ما يستحقه ، ثم لا تنظر إلى بذلك. ابن القيم : مدارج 3/441) 49. والصديق هو الذي صدق في فعله وقوله وصدق الحق بقوله وفعله فقد انجذبت قواه كلها للانقياد لله ولرسوله ، عكس المنافق الذي ظاهره خلاف باطنه وقوله خلاف عمله . ابن القيم : مدارج 3/212 50. كل عمل صالح ظاهر أو باطن فمنشؤه الصدق وكل عمل فاسد ظاهر أو باطن فمنشؤه الكذب. ابن القيم : الفوائد ص245 51. لو أبصرت طلائع الصديقين في أوائل الركب ، أو سمعت استغاثة المحبين في وسط الركب ، أو شاهدت ساقة المستغفرين في آخر الركب لعلمت أنك قد انقطعت تحت شجر أم غيلان . ( شجرة السمر ) . ابن القيم : الفوائد ص393 52. شجرة الإخلاص أصلها ثابت لا يضرها زعزاع ( أين شركائي الذين كنتم تزعمون ) وأما شجرة الرياء فإنها تجتث عند نسمة من كان يعبد شيئاً فليتبعه . ابن القيم : الفوائد ص395 53رياء المرائين صَيَّرَ مسجد الضرار مزبلة وخربة (لا تقم فيه أبداً )وإخلاص المخلصين رفع قدر التفث (رب أشعث أغبر ) .. قلب من ترائيه بيد من أعرضت عنه ، يصرفه عنك إلى غيرك ، فلا على ثواب المخلصين حصلت ولا إلى ما قصدته بالرياء وصلت وفات الأجر والمدح فلا هذا ولا هذا . ابن القيم : الفوائد ص395 54. لو صدق عزمك قذفتك ديار الكسل إلى بيداء الطلب . ابن القيم : الفوائد ص385 55. ومن صدق الله في جميع أموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره ، وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الإخلاص وصدق التوكل ، فأصدق الناس من صح إخلاصه وتوكله . ابن القيم : الفوائد ص328 56. فالله يحب من عبده أن يجمل لسانه بالصدق ، وقلبه بالإخلاص والمحبة والإنابة والتوكل . ابن القيم : الفوائد ص327 57. أصل أعمال القلوب كلها: الصدق . ابن القيم : الفوائد ص245 58. فأعلى مراتب الصدق : مرتبه الصديقية وهي كمال الانقياد للرسول , مع كمال الإخلاص للمرسل . ابن تيمية المدارج ص 396 59. ثلاثة ليس لصاحب الحديث عنها غنى : الحفظ ، الصدق ، صحة الكتاب. مختصر الكامل لابن عدي ص99 60. إخلاص الدين لله أصل العدل ، كما أن الشرك بالله ظلم عظيم . ابن تيمية : الفتاوى 1/87 61. من ترك المألوفات والعوائد مخلصاً صادقاً من قلبه لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو أم كاذب . ابن القيم : الفوائد ص199 62. والله تعالى يعاقب الكذاب بأن يقعده ويثبطه عن مصالحه ومنافعه ، ويثيب الصادق بأن يوقفه للقيام بمصالح دنياه وآخرته ، فما استجلبت مصالح الدنيا والآخرة بمثل الصدق ولا مفاسدهما ومضارهما بمثل الكذب ، قال تعالى : ) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) ابن القيم : الفوائد ص245 63. وكلما حقق العبد الإخلاص في قول : لا إله إلا الله خرج من قلبه تأله ما يهواه ، وتصرف عنه الذنوب والمعاصي ، كما قال تعالى : ] كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ فعلل صرف السوء والفحشاء بأنه من عباد الله المخلصين وهؤلاء هم الذين قال الله فيهم ] إن عبادي ليس لك عليهم سلطان [ وقال الشيطان : ] فبعزّتك لأغوينهم أجمعين .. إلا عبادك منهم المخلصين [ ابن تيمية: الفتاوى 10/651 64. ما كان لله بقي .الإمام مالك : الرسالة المستطرفة ص9 65. الإخلاص لله يورث الفهم عن الله . الخطيب البغدادي 66. والمخلصين أطيب الناس عيشاً في هذه الدنيا . الجواب الكافي ص 67. ما أسر عبد بسريره إلا أظهرها الله على فلتات لسانه . ابن أبي العز الحنفي : شرح الطحاوية ص152 ، انظر الوابل الصيّب ص / 62 – النبوات ص / 147 68. الصادق مطلوبه رضى ربه وتنفيذ أوامره وتتبع محابه . ابن القيم : تهذيب 400 69. حمل الصدق كحمل الجبال الرواسي لا يطيقه إلا أصحاب العزائم . ابن القيم : تهذيب 381 70. مع كمال الإخلاص والذكر والإقبال على الله سبحانه وتعالى ، يستحيل صدور الذنب من العبد كما قال تعالى : (كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين [ ابن القيم : مدارج 377 71. فإن العبد الصادق لا يرى نفسه إلا مقصراً والموجب له لهذه الرؤية : استعظام مطلوبه واستصغار نفسه ومعرفته بعيوبها ، وقلة زاده في عينه ، فمن عرف الله وعرف نفسه ، لم يرَ نفسه إلا بعين النقصان. ابن القيم : مدارج 2/293 72. فمن صحب الكتاب والسنة وتغرب عن نفسه وعن الخلق وهاجر بقلبه إلى الله فهو الصادق المصيب . ابن القيم : مدارج 2/487 73. فاعلم أن ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم ، بالتعمل وإخلاص القصد وستر الحال هو الذي رفع من رفع . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص339 74. والله عز وجل معك على قدر صدق الطلب وقوة اللجأ ، وخلع الحول والقوة ، وهو الموفق . ابن الجوزي : صيد الخاطر ص328 75. فإن الله عز وجل لا يميل بالقلوب إلا إلى المخلصين. ابن الجوزي : صيد الخاطر ص387 76.والصادق مضطر أشد الضرورة إلى متابعة الأمر والتسليم للرسول في ظاهره وباطنه ، والإقتداء به والتعبد بطاعته في كل حركة وسكون مع إخلاص القصد لله عز وجل . ابن القيم : مدارج 3/295 77.فإن العبد إذا صدق مع الله رضي الله بعمله وحاله ويقينه وقصده . ابن القيم : مدارج 2/295 78. ومن علامة الصادق : أنه لا يحب أن يعيش إلا ليشبع من رضا محبوبه ويستكثر من الأسباب التي تقربه إليه وتدنيه منه ، لا لعلة من علل الدنيا ولا لشهوة من شهواتها ، كما قال عمر بن الخطاب : لولا ثلاث لما أحببت البقاء في الدنيا لولا أن أحمل على جياد الخيل في سبيل الله ، ومكابدة الليل ، ومجالسة أقوام ينتقون أطايب الكلام كما يُنتقى أطايب الثمر . ابن القيم : مدارج 3/213 79. الدنيا جهل وموات إلا العلم والعلم كله حجة إلا العمل به ، والعمل به كله هباء إلا الإخلاص والإخلاص على خطر عظيم حتى يختم به . الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 80. وهل أدرك من أدرك من السلف الماضين الدرجات العلى إلى بإخلاص المعتقد والعمل الصالح والزهد الغالب في كل ما راق من الدنيا .الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 81. إن العالم إذا لم يرد بموعظته وجه الله زلت موعظته عن القلوب كما يزل الماء عن الحجر . الخطيب البغدادي : اقتضاء العلم العمل ص 82. فينبغي لطالب العلم أن يخلص في الطلب نيته ، ويجدد للصبر عزيمته ، فإذا فعل ذلك كان جديراً أن ينال منه بغيته . الخطيب البغدادي : الجامع لأخلاق الراوي 2/179 83. ومن علامات الصادقين : التحبب إلى الله بالنوافل والإخلاص في نصيحة الأمة ، والأنس بالخلوة والصبر على مقاساة الأحكام ، والإيثار لأمر الله ، والحياء من نظره ، والتعرض لكل سبب يوصل إليه والقناعة بالخمول ، وأن يكون نومه غلبه ، وأكله فاقه وكلامه ضرورة، وإذا سمع شيئاً من علوم القوم فعمل به : صار حكمة في قلبه إلى آخر عمره ينتفع به ، وإذا تكلم انتفع به من سمعه .ابن القيم : مدارج 2/380 84. وفي القلب فاقه عظيمة وضرورة تامة وحاجة شديدة لا يسدها إلا فوزه بحصول الغنى بحب الله الذي إن حصل للعبد حصل له كل شئ وإن فاته فاته كل شيء فكما أنه سبحانه الغني على الحقيقة ولا غنى سواه ، فالغنى به وبحبه هو الغنى في الحقيقة ولا غنى بغيره ألبته ، فمن لم يستغن به عما سواه تقطعت نفسه حسرات ومن استغنى به زالت عنه كل حسرة وحضره كل سرور وفرح والله المستعان . ابن القيم : طريق الهجرتين ص/ 34 85. فإن حقيقة العبد روحه وقلبه ولا صلاح لها إلا بإلاهها الذي لا إله إلا هو فلا تطمئن في الدنيا إلا بذكره ، ولا صلاح لها إلا بمحبته سبحانه ، ولو حصل للعبد من اللذات والسرور بغير الله ما حصل لم يدم له ذلك بل ينتقل من نوع إلى نوع ومن شخص إلى شخص ، و.. والمقصود أن إله العبد الذي لا بد له منه في كل حالة وكل دقيقة وكل طرفة عين هو الإله الحق وهو الله الذي كل ما سواه باطل والذي أينما كان فهو معه ، وضرورته وحاجته إليه لا تشبهها ضرورة ولا حاجة بل هي فوق كل ضرورة وأعظم من كل حاجة . ابن القيم : طريق الهجرتين ص / 58 86. ولا بد في جميع الواجبات والمستحبات أن تكون خالصة لرب العالمين كما قال تعالى :( وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (. ابن تيمية : الفتاوى 1/190 87. فمن عمل خيرا ًمع المخلوقين سواءً كان المخلوق نبياً أو رجلاً صالحاً أو ملكاً من الملوك أو غنياً من الأغنياء ، فهذا العامل للخير مأمور بأن يفعل ذلك خالصاً يبتغي به وجه الله تعالى لا يطلب من المخلوق جزاءً ولا دعاءً ولا غيره . ابن تيمية : الفتاوى 1/188 |
#58
|
|||
|
|||
قال بعض السلف : ” المخلص من يكتم حسناته كما يكتم سيئاته “ . قال سهل بن عبد الله : ” ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب “ . وقال يوسف بن الحسين: ” أعز شيء في الدنيا الإخلاص وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر “ . وقال الربيع بن خثيم : كل ما لا يراد به وجه الله يضمحــل . وقال أبو سليمان الداراني : إذا أخلص العبد ، انقطعــت عنه كثرة الوساوس والرياء . وقال نعيم بن حماد :ضرب السياط أهون علينا من النيــة الصالحــة . وقال يحيي بن أبي كثير : تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل . وقال يوسف بن أسباط: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهــاد . وقال مكحول : ما أخلص عبد قط أربعين يوماً إلا ظهرت ينابيــع الحكمة من قلبه ولسانــه . وقال ابن القيم : العمل بغير إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعــه . عن محمد بن إسحاق : كان ناس من أهل المدينــة يعيشون ، لا يدرون من أين كان معاشهم ، فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كانوا يؤتون به في الليل . وحسان بن أبي سنان تقول عنه زوجته : كان يجيء فيدخل في فراشي ، ثم يخادعني كما تخادع المرأة صبيها ، فإذا علم أني نمت سل نفسه فخرج ، ثم يقوم فيصلي . قال أبو حمزة الثمالي : كان علي بن الحسين يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل ، فيتصدق به ويقول : إن صدقة السر تطفىء غضب الرب عز وجل . وقالالشافعي: وددت أن الخلق تعلموا هذا العلم _ يقصد علمه _ على أن لا ينسب إليّ حرف منه ما رئي الربيع متطوعاً في مسجد قومه إلا مرة واحدة . وكان منصوربنالمعتمر إذا صلى الغداة أظهرالنشاط لأصحابه فيحدثهم ويكثر إليهم ،ولعلهإنما بات قائماً علىأطرافــه ، وكل ذلك ليخفي عليهم العمل . وكان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي فإذا دخل عليه الداخل نام على فراشــه . و وأقام عمرو بن قيس عشرين سنة صائماً ، ما يعلم به أهله . قال ابن الجوزي : كان إبراهيم النخعي إذا قرأ في المصحف فدخل داخل غطاه . وقال محمد بن واسع : إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأتـــه لا تعلم به |
#59
|
|||
|
|||
50 قصة من قصص إخلاص السلف
1- كان عبد الرحمن بن أبي ليلى يصلي في بيته فإذا شعر بأحد قطع صلاة النافلة ونام على فراشه – كأنه نائم – فيدخل عليه الداخل ويقول : هذا لا يفتر من النوم ، غالب وقته على فراشه نائم ، وما علموا أنه يصلي ويخفي ذلك عليهم . 2- وجاء رجل يقال له حمزة بن دهقان لبشر الحافي العابد الزاهد المعروف ، فقال أحب أن أخلوا معك يوماً ، فقال : لا بأس تُحدد يوما لذلك ، يقول فدخلت عليه يوماً دون أن يشعر فرأيته قد دخل قبة فصلى فيها أربع ركعات لا أحسن أن أصلي مثلها فسمعته يقول في سجوده " اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الذل – يقصد بالذل عدم الشهرة - أحب إلي من الشرف ..اللهم إنك تعلم فوق عرشك أن الفقر أحب إلي من الغنى .. اللهم إنك تعلم فوق عرشك أني لا أُوثر على حبك شيئا " يقول فلما سمعته أخذني الشهيق والبكاء ، فقال : " اللهم إنك تعلم أني لو أعلم أن هذا هنا لم أتكلم " 3- قال الأعمش : كنت عند إبراهيم النخعي وهو يقـرأ في المصحف ، فاستأذن عليه رجل فغطّى المصحف ، وقال : لا يراني هذا أني أقرأ فيه كل ساعة . 4- للإمام الماوردي قصة في الإخلاص في تصنيف الكتب، فقد ألف المؤلفات في التفسير والفقه وغير ذلك ولم يظهر شيء في حياته لما دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي وإنما إذا عاينت الموت و وقعت في النزع فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها فاعلم أنه لم يقبل مني شيء فاعمد إليها وألقها في دجلة بالليل وإذا بسطت يدي فاعلم أنها قبلت مني وأني ظفرت بما أرجوه من النية الخالصة، فلما حضرته الوفاة بسط يده ، فأظهرت كتبه بعد ذلك كانت بينهم وبين الله أسرار لو أقسم منهم على الله أحد لأبرَّه لإخلاصهم وصدقهم مع الله تبارك وتعالى . 5- وهذا عبد الواحد بن زيد يخبرنا بحديث عجيب حصل لأيوب وقد عاهده ألاَّ يخبر إلا أن يموت أيوب ـ إذ لا رياء يومئذ ـ ، قال عبدالواحد : كنت مع أيوب فعطشنا عطشاً شديداً حتى كدنا نهلك ، فقال أيوب : تستر علي ، قلت : نعم إلا أن تموت، قال : عبد الواحد فغمز أيوب برجله على حِراءٍ فتفجَّر منه الماء فشربت حتى رويت وحملت معي. 6- وهذا أبو الحسن محمد بن أسلم الطوسي، يقول عنه خادمه أبو عبد الله ، كان محمد يدخل بيتا ويُغلق بابه ، ويدخل معه كوزاً من ماء ، فلم أدر ما يصنع ، حتى سمعتُ ابناً صغيراً له يبكي بكاءه ، فَنهتهَ أمُهُ ، فقلتُ لها : ما هذا البكاء ؟ فقالت إن أبا الحسن يدخل هذا البيت ، فيقرأ القرآن ويبكي ، فيسمعه الصبي فيحكيه ، فإذا أراد أن يخرج غسل وجهه ؛ فلا يُرى عليه أثر البكاء . 7- ودخل عبد الله ابن محيريز دكاناً يريد أن يشتري ثوباً ، فقال رجل قد عرفه لصاحب المحل هذا ابن محيريز فأحسن بيعه ، فغضب ابن محيريز وطرح الثوب وقال " إنما نشتري بأموالنا ، لسنا نشتري بديننا " 8- وقال ابن عيينة : كان من دعاء المطرِّف بن عبد الله : اللهم إني أستغفرك مما زعمت أني أريد به وجهك ، فخالط قلبي منه ما قد علمت . 9- وكان رحمه الله إذا حدَّث بحديث النبي صلى الله عليه وسلم يشتدُّ عليه البكاء وهو في حلقته ، فكان يشدُّ العمامة على عينه ويقول : ما أشدَّ الزكام.. ما أشدَّ الزكام.. 10 - روى صاحب طبقات الحنابلة: أن عبد الغني المقدسي المحدث الشهير, كان مسجوناً في بيت المقدس في فلسطين , فقام من الليل صادقاً مع الله مخلصاً, فأخذ يصلي, ومعه في السجن قوم من اليهود والنصارى, فأخذ يبكي حتى الصباح, فلما أصبح الصباح, ورأى أولئك النفر هذا الصادق العابد المخلص, ذهبوا إلى السجان, وقالوا: أطلقنا فإنا قد أسلمنا, ودخلنا في دين هذا الرجل, قال: ولِمَ؟ أدعاكم للإسلام؟ قالوا: ما دعانا للإسلام, ولكن بتنا معه في ليلة ذكرنا بيوم القيامة..! 11- رأى ابن عمر رجلاً يُصلي ويُتابع قال له : ما هذا ؟ قال : إني لم أصل البارحة ، فقال ابن عمر : أتريد أن تخبرني الآن ! إنما هما ركعتان 12- يقول الحسن البصري : " إن كان الرجل جمع القرآن وما يشعر به الناس .. وإن كان الرجل قد فقه الفقه الكثير وما يشعر به الناس ..وإن كان الرجل ليصلي الصلاة الطويلة في بيته وعنده الزوار وما يشعرون به ..ولقد أدركت أقواماً ما كانوا على عمل يقدرون أن يعملوه في السر فيكون علانية أبداً " 13- كان شريح القاضي يخلو في بيت له يوم الجمعة لا يدري أحد من الناس ماذا يصنع فيه. قال " قد سمع من الناس وله فضل في نفسه .. صاحب سرائر ما رأيته يظهر تسبيحاً ، ولا شيئاً من الخير ، ولا أكل مع قوم قط إلا كان آخر من يرفع يده - يتظاهر أنه ليس من أهل الزهد وإنما يأكل كما يأكل عامة الناس فلا يقوم أولهم - " 14- قيل لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع ؟ ممن أخذ الحديث ؟ وممن أخذ العلم ؟ 15- وهذا عبد الله بن المبارك حينما خرج في غزو بلاد الروم فالتقى المسلمون بالعدو ، وخرج عِلجٌ من العدو يطلب المبارزة ويجول بين الصفين ، فخرج له رجل من المسلمين فقتله العلج ، وخرج ثاني فقتله ، وخرج الثالث فقتله ، فبرز له رجل آخر ، فصاوله ثم قَتَلَ العلجَ ، فاجتمع الناس عليه ينظرون من هو ؟ فجعل يغطي وجهه بكمه لئلا يعرفه أحد ، فجاءه رجل يقال له أبو عمر فرفع كمه عن وجهه ، فإذا هو عبد الله بن المبارك ، فقال عبد الله بن المبارك : " وأنت يا أبا عمر ممن يُشنع علينا" – ماهذه الشناعة في نظر ابن المبارك رحمه الله ؟! الشناعة أنه أظهر أن هذا هو البطل الباسل الذي تمكن من قتل هذا العلج الذي قتل عدداً من المسلمين – كان يغطي وجهه بكمه يريد وجه الله تعالى - . فكان مسلمة بعد ذلك يقول : " اللهم احشرني مع صاحب النفق " 16- وهذا رجل مسلم وقع في حصار حاصره المسلمون للروم ، وطال هذا الحصار ، واشتد الإنتصار على المسلمين ، وأحرقتهم سهام العدو ، فعمد رجلٌ من المسلمين سراً إلى ناحية من الحصن ، فحفر نفقاً ثم دخل منه ، فهجم على الباب من الداخل وجعل يضرب في الأعداء حتى فتح الباب ودخل المسلمون ، واختفى ذلك الرجل فلم يعرفه أحد ، فصار قائد المسلمين – مَسلمَة – يقول ويستحلف الناس : سألتكم بالله أن يخرج إلي صاحب النفق ، فلما كان الليل جاء رجل فاستأذن على حارس مسلمة ، فقال الحارس من هذا ؟ قال : رجل يدلكم على صاحب النفق ، فاذهب إلى صاحبك – يعني مسلمة – وأخبره وقل له يشترط عليك شرطاً ، وهو ألا تبحث عن بعد ذلك اليوم أبداً ، ولا تطلب رؤيته بعده ولا الكلام معه أبدا ،فقال مسلمه : لهُ شَرطُه فأخبروني عنه من هو ؟ فدخل الرجل – نفسه – وقال أنا هو.. وليَ ما اشترطتُ ، لا تسألني .. لا تبحث عني .. لا تدعني إلا مجلسك .. فاختفى بين الجند . 17- كان علي بن الحسين زين العابدين يحمل الصدقات والطعام ليلاً على ظهره ، ويوصل ذلك إلى بيوت الأرامل والفقراء في المدينة ، ولا يعلمون من وضعها ، وكان لا يستعين بخادم ولا عبد أو غيره .. لئلا يطلع عليه أحد .. وبقي كذلك سنوات طويلة ، وما كان الفقراء والأرامل يعلمون كيف جاءهم هذا الطعام .. فلما مات وجدوا على ظهره آثاراً من السواد ، فعلموا أن ذلك بسبب ما كان يحمله على ظهره ، فما انقطعت صدقة السر في المدينة حتى مات زين العابدين . 18- وهذا أيوب السخيتاني .. إمام كبير من أئمة التابعين .. وعابد من عبادهم .. ربما يحدث بالحديث فيرق ، فيلتفت ويتمخط ويقول " ما أشد الزكام " 19- يقول الحسن البصري : " إن الرجل ليجلس في المجلس فتجيؤه عبرته ، فإذا خشي أن تسبقه قام " 20 - وهذا شقيق بن سلمة رحمه الله كان يصلي في بيته ، وينشج نشيجا ً لو جعلت له الدنيا على أن يفعله وأحدٌ يراه ما فعل . 21- ووقف رجل يصلي في المسجد ، فسجد وجعل يبكي بكاءً شديدا ، فجاء إليه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه فقال " أنت .. أنت .. لو كان هذا في بيتك " 22- كان أيوب السخيتاني رحمه الله يقوم الليل كله ، فيُخفي ذلك ، فإذا كان الصبح رفع صوته كأنما قام تلك الساعة . 23- صحب رجل محمد بن أسلم فقال : لا زمته أكثر من عشرين سنة لم أره يصلي – حيث أراه – ركعتين من التطوع في مكان يراه الناس إلا يوم الجمعة ، وسمعته كذا وكذا مره يحلف ويقول : " لو قدرت أن أتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت خوفاً من الرياء " 24- وهذا داوود بن أبي هند ذُكر في ترجمته أنه صام أربعين سنة لا يعلم به أهله ، كان يخرج في مهنته ، ويأخذ معه غداءه ، فيتوهمون أنه مُفطِر ، فيتصدق به في الطريق ، فيرجع آخر النهار إلى أهله فيأكل معهم . 25- اجتمع الفضيل بن عياض وسفيان الثوري يوماً ، فجلسوا يتذاكرون شيئاً من الرقائق فَرق كل واحد منهم وبكى ، فقال سفيان الثوري رحمه الله : " أرجوا أن يكون هذا لمجلس علينا رحمة وبركة " فقال الفضيل بن العياض : " ولكني أخاف يا أبا عبد الله ألا يكون أضرُ علينا .. ألست تخلصتَ من أحسن حديثك وتخلصتُ أنا إلى أحسن حديثي .. فتزينتُ لك .. وتزينتَ لي .. فبكى سفيان الثوري رحمه الله وقال " أحييتني أحياك الله " 26- وهذا عون بن عبد الله يقول " إذا أعطيت المسكين شيئاً فقال : بارك الله فيك ، فقل أنت : بارك الله فيك . حتى تَخلُصَ لك صدقتك " 27- وكان محمد بن يوسف الأصبهاني لا يشتري خبزه من خبّاز واحد ، يقول لعلهم يعرفوني ولكن إذا جئته لأول وهلة لا يعرفُ أني فلان الذي يسمع عنه فتقع لي المحاباة ، فأكون ممن يعيش بدينه . 28 - يقول إبراهيم بن أدهم : " ما صدق الله عبدٌ أحبَّ الشهرة " 29- وقل بشر بن الحارث : " لا يجد حلاوة الآخرة رجل يُحبُ أن يَعرفهُ الناس " 30- وكان مورق العجلي يقول : " ما أحِبُ أن يعرفني بطاعَتِه غَيرهُ " 31- ولم قدم عبد الله بن المبارك المصيصة سأل عن محمد بن يوسف الأصبهاني : فلم يعرفه أحد : فلما لقيه قال : " من فضلك يا محمد لا تُعرف " – رأى أن ذلك منقبة وأنه مغمور لا يعرفه أهل البلد - . 32- كان سفيان الثوري يقول : " وجدت قلبي يصلح بمكة والمدينة مع قوم غرباء أصحاب بتوت وعناء – عليهم أكسية غليظة – غرباء لا يعرفونني فأعيش في وسطهم لا أُعرف كأنني رجل من فقراء المسلمين وعامتهم " . 33- كان الإمام أحمد يقول : " أحب أن أكون بشعبٍ في مكة حتى لا أُعرف ، قد بُليتُ بالشهرة ، إنني أتمنى الموت صباحاً ومساءً " . 34- يقول أيوب السخيتاني لأبس مسعود الجريري : " إني أخاف ألا تكون الشهرة قد أبقت لي عند الله حسنة .. إني لأمر بالمجلس .. فأسلم عليهم .. وما أرى أن فيهم أحداً يعرفني ، فيردون علي السلام بقوة ، ويسألونني مسألة كأن كلهم قد عرفني ، فأي خيرٍ مع هذا " 35- ويقول حماد بن زيد " كنا إذا ممرنا بالمجلس ومعنا أيوب فسلّم؛ ردّوا رداً شديد ، فكان يرى ذلك نقمة ويكتئب لذلك " 36- وخرج أيوب السخيتاني مرة في سفر فتبع أناس كثير ، فقال : " لولا أني أعلم أن الله يعلم من قلبي أني لهذا كاره لخشيت المقت من الله عز وجل " 37- قال الشافعي : " وددت أن الناس تعلموا هذا العلم على ألا ينسب إليَّ منهُ شيء " 38- قال سهل بن عبدالله التستري : " ليس على النفس شيءٌ أشقُّ من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب ". ومن خير الناس ( بسَّام بالنهار بكَّاءٌ في الليل ) 39- وقد كان محمد بن سيرين رحمه الله يضحك في النهار حتى تدمع عينه ، فإذا جاء الليل قطّعه بالبكاء والصلاة .. 44- روي عن ابن الجوزي عن الحسن أنه قال: كنت مع ابن المبارك فأتينا على سقاية والناس يشربون منها، فدنا منها ليشرب ولم يعرفه الناس، فزحموه ودفعوه، فلما خرج قال لي: ما العيش إلا هكذا، يعني حيث لم نعرف ولم نوقر. 45- روي عن مطرف بن عبدالله الشخير أنه قال: لأن أبيت نائما وأصبح نادما أحب اليّ من أن أبيت قائما فأصبح معجبا. 46- روي عن النعمان بن قيس أنه قال: ما رأيت عبيدة رحمه الله متطوعا في مسجد الحي 47- يقول علي بن مكار البصري الزاهد : (( لأن ألقى الشيطان أحب إلي من أن ألقى فلاناً أخاف أن أتصنع له فأسقط من عين الله)) 48- قال عبد الله بن أحمد بن حنبل : كان أبي إذا خرج في يوم الجمعة لا يدع أحداً يتبعه ، وربما وقف حتى ينصرف الذي يتبعه 49- يقول محمد بن أعين وكان صاحب ابن المبارك في أسفاره : كنا ذات ليلة ونحن في غزو الروم ، فذهب عبد الله بن المبارك ليضع رأسه ليريني أنه ينام ، يقول فوضعت رأسي على الرمح لأريه أني أنام كذلك ، قال: فظن أني قد نمت ، فقام فأخذ في صلاته ، فلم يزل كذلك حتى طلع الفجر وأنا أرمُقُه ، فلما طلع الفجر أيقظني وظن أني نائم ، وقال : يا محمد ، فقلتُ: إني لم أنم ، فلما سمعها مني ما رأيته بعد ذلك يُكلمني ولا ينبسط إليّ في شيء من غزاته كلها ، كأنه لم يعجبه ذلك مني لما فطنت له من العمل ، فلم أزل أعرفها فيه حتى مات ، ولم أر رجلاً أسرَّ بالخير منه . 50 - قيل لسفيان الثوري : لو دخلت على السلاطين ؟ قال : إني أخشى أن يسألني الله عن مقامي ما قلتُ فيه ، قيل له : تقول وتتحفّظ ، قال : تأمروني أن أسبح في البحر ولا تبتل ثيابي . |
#60
|
|||
|
|||
درر سلفية في حفظ السلف لألسنتهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية موضحاً حال الكثيرين .. ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ من أكل الحرام والظلم والسرقة وشرب الخمر ، ومن النظر المحرم وغير ذلك ، ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه ، حتى ترى ذلك الرجل يشار إليه بالدين والزهد والعبادة ، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقي لها بالاً ، ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب ، وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم ولسانه يفري في أعراض الأحياء والأموات ، ولا يبالي ما يقول. 1- كان إبراهيم النخعي إذا طلبه من يكره أن يخرج إليه وهو في الدار قال للجارية : قولي له اطلبه في المسجد ولا تقولي له ليس هاهنا كيلا يكون كذباً 2- حُكي عن بعض الحكماء رأى رجلاً يُكثر الكلام ويُقل السكوت ، فقال : إن الله - تعالى - إنما خلق لك أذنين ولسانا واحداً ، ليكون ما تسمعه ضعف ما تتكلم به . 3- روى الربيع بن صبيح أن رجلاً قال للحسن : يا أبا سعيد إني أرى أمراً أكرهه ، قال : وما ذاك يا ابن أخي ، قال : أرى أقواماً يحضرون مجلسك يحفظون عليك سقط كلامك ثم يحكونك ويعيبونك ، فقال : يا ابن أخي : لا يكبرن هذا عليك ، أخبرك بما هو أعجب ، قال : وما ذاك يا عم ؟ قال : أطعت نفسي في جوار الرحمن وملوك الجنان والنجاة من النيران ، ومرافقة الأنبياء ولم أطع نفسي في السمعة من الناس ، إنه لو سلم من الناس أحد لسلم منهم خالقهم الذي خلقهم ، فإذا لم يسلم من خلقهم فالمخلوق أجدر ألا يسلم . 4- قال جبير بن عبد الله : شهدت وهب ابن منبه وجاءه رجل فقال : إن فلاناً يقع منك ، فقال وهب : أما وجد الشيطان أحداً يستخف به غيرك ؟ فما كان بأسرع من أن جاء الرجل ، فرفع مجلسه وأكرمه . 5- عن حاتم الأصم قال : لو أن صاحب خير جلس إليك لكنت تتحرز منه ، وكلامك يُعرض على الله فلا تتحرز منه . 6- حدث أبو حيان التميمي عن أبيه قال : رأيت ابنة الربيع بن خثيم أتته فقالت : يا أبتاه ، أذهب ألعب ؟ قال : يا بنيتي ، إذهبي قولي خيرا . 7- اغتاب رجل عند معروف الكرخي فقال له : اذكر القطن إذا وُضع على عينيك . 8- قال رجل لعمرو بن عبيد : إن الأسواري مازال يذكُرك في قصصه بشرٍ ،فقال له عمرو : يا هذا ، ما رعيت حق مجالسة الرجل حيث نقلت إلينا حديثه ، ولا أديت حقي حين أعلمتني عن أخي ما أكره ، ولكن أعلمه أن الموت يعُمنا والقبر يضمنا والقيامة تجمعنا ، والله - تعالى - يحكم بيننا وهو خير الحاكمين 9- قيل للمعافي بن معران : ما ترى في الرجل يُقرض الشعر ويقوله ؟ قال : هو عمرك فأفنه بما شئت !! 10- عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا ويكتب عليه حتى أنينه في مرضه ، فلما مرض الإمام أحمد فقيل له: إن طاووساً كان يكره أنين المرض ، فتركه . 11- قال عمر بن عبد العزيز : من علم أن كلامه من عَمَلِهِ ، قل كلامه إلا فيما يعنيه . 12- قال الحسن بن صالح : فتشنا الورع فلم نجده في شيء أقل منه في اللسان. 13- كان عبد الله الخيار يقول في مجلسه : اللهم سلمنا ،وسلم المؤمنين منّا . 14- قال بعض السلف .. يُعرض على ابن آدم ساعات عمره ، فكل ساعة لم يذكر الله فيها تتقطع نفسه عليها حسرات .. 15- قال الحسن ابن بشار : منذ ثلاثين سنة ما تكلمت بكلمة أحتاج أن أعتذر منها . 16- قال بشر بن منصور : كنا عند أيوب السختياني فغلطنا وتكلمنا، فقال لنا : كفوا .. لو أردت أن أخبركم بكل شيء تكلمت به اليوم لفعلت . 17- وكان الشعبي إذا طُلب في المنزل وهو يكره خط دائرة وقال للجارية : ضعي الأصبع فيها وقولي ليس هاهنا . وهذا في موضع الحاجة فأما في غير موضع الحاجة فلا ، لأن هذا تفهيم الكذب وإن لم يكن اللفظ كذباً فهو مكروه على الجملة. 18- قال رجل للفضيل ابن عياض : إن فلاناً يغتابني ، قال : قد جلب لك الخير جلباً. 19- قال عبد الرحمن بن مهدي : لولا أني أكره أن يُعصى الله تمنيت ألا يبقى في هذا العصر أحدٌ إلا وقع فيّ واغتابني فأي شيء أهنأ من حسنة يجدها الرجل في صحيفته يوم القيامة لم يعملها ولم يعلم بها. 20- قال رجل لبكر بن محمد : بلغني أنك تقع فيّ ، قال أنت إذاً أكرم عليَّ من نفسي . 21- رُؤي بعض الأكابر من أهل العلم في النوم فسُئل عن حاله ، فقال : أنا موقوف على كلمه قُلتُها ،قُلتُ: ما أحوج الناس إلى غيث ، فقيل لي : وما يدريك ؟ أنا أعلم بمصلحة عبادي. 22- قال عبد الله بن محمد بن زياد : كنت عند أحمد بن حنبل فقال له رجل : يا أبا عبد الله قد اغتبتك ، فاجعلني في حل ، قال :أنت في حل إن لم تعد ، فقلت له : أتجعله في خل يا أبا عبد الله وقد اغتابك ؟ قال : ألم ترني اشترطت عليه . 23- وجاء ابن سيرين أناسٌ فقالوا : إنا نلنا منك فاجعلنا في حل ، قال : لا أحل لكم شيئاً حرمه الله . فكأنه أشار إليه بالاستغفار ، والتوبة إلى الله مع استحلاله منه . 24- قال طوق بن منبه : دخلت على محمد بن سيرين فقال : كأني أراك شاكيا؟ قلت : أجل ، قال : اذهب إلى فلان الطبيب فاستوصفه ثم قال : اذهب إلى فلان فإنه أطب منه ، ثم قال : أستغفر الله أراني قد اغتبته . 25- روي عن الحسن أن رجلاً قال : إن فلاناً قد اغتابك ، فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت إليّ حسناتك ، فأردت أك أكافئك عليها ، فاعذرني، فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام. 26- وذكر عن أبي أمامة الباهلي - رضي الله عنه - أنه قال : إن العبد ليُعطى كتابه يوم القيامة فيرى فيه حسنات لم يكن قد عملها ، فيقول يا رب: من أين لي هذا؟ فيقول : هذا بما اغتابك الناس وانت لا تشعر. 27- قيل لبعض الحكماء: ما الحكمة في أن ريح الغيبة ونتنها كانت تتبين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تتبين في يومنا هذا ؟ قال: لأن الغيبة قد كثرت في يومنا، فامتلأت الأنوف منها، فلم تتبين الرائحة وهي النتن ، ويكون مثال هذا ، مثال رجل دخل الدباغين ، لا يقدر على القرار فيها من شدة الرائحة ، وأهل تلك الدار يأكلون فيها الطعام ويشربون الشراب ولا تتبين لهم الرائحة ، لأنهم قد امتلأت أنوفهم منها ، كذلك أمر الغيبة في يومنا هذا . 28- قال عبد الله بن المبارك : قلت لسفيان الثوري : يا أبا عبد الله ما أبعد أبا حنيفة عن الغيبة ، ما سمعته يغتاب عدواً له قط ، فقال : هو أعقل من أن يسلط على حسناته ما يُذهبها . 29- روي عن عمر بن عبد العزيز أنه دخل عليه رجل فذكر له عن رجل شيئا ،فقال له عمر : إن شئت نظرنا في أمرك ، فإن كنت كاذبا فأنت من أهل هذه الآية : { إن جاءكم فاسقٌ بنبأ فتبينوا} وإن كنت صادقاً فأنت من أهل هذه الآية { همازٍ مشاءٍ بنميم } وإن شئت عفونا عنك ؟ فقال : العفو يا أمير المؤمنين ، لا أعود إليه أبدا . 30- قال رجل لعبد الله بن عمر - وكان أميراً - بلغني أن فلاناً أعلم الأمير أني ذكرته بسوء ، قال : قد كان ذلك ، قال فأخبرني بما قال حتى أظهر كذبه عندك ؟ قال : ما أحب أن أشتم نفسي بلساني ، وحسبي أني لم أصدقه فيما قال ، ولا أقطع عنك الوصال . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.