كلمة حق ... ودفاع عن القرآن الكريم بسبب مانُشر في صحيفة الوحدة اليمنية من تحريف واستهزاء بالقرآن الكريم

[أبو عبد الله حسين الكُحلاني]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي ّله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وإن شر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

من أبي فريحان جمال بن فريحان الحارثي إلى كل من يطلع عليها من المسلمين هداني الله وإياهم إلى سواء السبيل ، قد عُرض عليّ سؤال من أحد الإخوة بارك الله فيه ولأهمية الأمر أحببت نشره زهقا للباطل وذبا عن كتاب الله القويم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه قال تعالى: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ }، ولا تطوله يد المستهزئين والعابثين بحفظ الله سبحانه له بقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }.

وهذا نص السؤال مع جوابه وفقني الله وإياكم لهداه:

قرأت في احد المواقع وصحيفة يمنية تستهزئ بكلام الله وتحرف سورة الفيل كما فعل مسيلمة الكذاب لعنه الله وأخزاه
ماحكم تحريف القرآن الكريم ؟؟
وهـل أجاز الشرع الاقتباس من القرآن الكريم والحديث الشريف في الشعر سواء كان مقفى أو نثر أو حر . ويقلد سورة قرآنية كمثل هذه الصحيفة
نص الاستهزاء بالقرآن الكريم كتالي:
( ياهذا يا صاحب الجنوب العربي ، هذا المشروع الهلامي الغمامي.. الم ترى كيف فعل ربك بأصحاب البيض..الم يجعل كيدهم في تقويض.. و أرسل عليهم صقور التوحيد .. وفه وداً سمراً صناديد..فجعلهم في كل منفى أشتاتاً رعاديد).





أرجــوا ... الإجابة على هذا السؤال علماً أن هذه الصحيفة رسمية في اليمن واستهزأت استهزاء علني على مراء ومسمع ورب مجتهد إذا كانت الدنمرك دوله أخرى فستقوم المظاهرات والاستنكارات ولكن أن تكون عربي ومن عربي مسلم فعنده تكمم الأفواه ..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الغلو فقال صلى الله عليه وسلم:
(إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ في الدِّينِ فَإِنَّمَا هَلَكَ من كان قَبْلَكُمْ بِالْغُلُوِّ في الدِّينِ).
أخرجه: أحمد، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان في صحيحيهما، والبيهقي.
والغلو: تجاوز الحد.
وقال تعالى ناهيً عن الغلو:
(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ).
وقد نهى صلى الله عليه وسلم من الإطراء في حقه وجعله في منزلة غير المنزلة التي
أنزله الله تعالى فيها؛ وهي مقام العبودية والرسالة، فقال صلى الله عليه وسلم:
(لَا تُطْرُونِي كما أَطْرَتْ النَّصَارَى بن مَرْيَمَ فَإِنَّمَا أنا عَبْدُهُ فَقُولُوا عبد اللَّهِ وَرَسُولُهُ).
أخرجه البخاري.
والذي يظهر لنا من كتابة الكاتب لتلك الجمل؛ أنه ما حمله على ذلك من اقتباسه
لكلام الله تعالى؛ إلا من الغلو في حزبه، والإطراء له والتفاخر به وبقوته وكثرة
جيشه، هذا مع إحساننا به الظن كونه مسلم سني.
ومع هذا فاقتباسه لكلام الله تعالى هو من قبيل التحريف لكلام الله تعالى، وهو جُرأة
منه على أمر عظيم، وفتح باب شر مستطير إن سكت عنه أهل العلم الناصحين.
ولا شك أن هذا كفر.
وإن كان الذي أقدم عليه الكاتب؛ هو من باب قصد
الاستهزاء بكلام الله تعالى والسخرية منه، أو اعتقد تقليده، فهو كافر.
قال الله تعالى:
(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ
تَسْتَهْزِئُونَ).
فهؤلاء كانوا يلعبون ويهزؤون بآيات كتاب الله عز وجل، فقال الله تعالى:
(لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ)
فحكم الله تعالى على اللاعبين المستهزئين بآيات كتابه؛ بالكفر.
فلعل الله تعالى يمن على الكاتب بتوبة نصوح، ويبادر الكاتب بالاستغفار أولاً والتوبة
إلى الله تعالى والندم على ما صدر منه، والاعتذار للمسلمين، وذلك في صحيفته، وفي
غيرها حتى ينتشر ذلك عنه، كما انتشر قول الكفر عنه.
هذا والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين،،،

كتبه
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي
بعد فجر الثلاثاء 11/2/1431هـ.





تنبيه:

الصحيفة اسمها " الوحدة" تصدر عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر ـ أسبوعية ـ من الجمهورية اليمنية.

وتاريخ النشر لهذا الموضوع: الأربعاء 5/ صفر / 1431هـ الموافق 20 / يناير / 2010 م. العدد ( 961 ).

منقول من منتديات نور اليقين لنفس الكاتب وفقه الله.

 

[أبو عبد الله حسين الكُحلاني]

قلتُ أبو عبد الله الكُحلاني:
نشكر الشيخ جمال الحارثي وفقه الله تعالى على نُصحه وغيرته على كتاب الله جل وعلا ..
وهذا العمل المُشين قد أثار حفيظة الكثير من الغيورين على دين الله وعلى كتاب الله في اليمن وخارجه , وقد نصح من نصح , وراسل بعضهم الصحيفة مستنكرين مثل هذا الفعل , وطالبوا بمحاسبة الكاتب , ومعاقبة إدارة الصحيفة على سماحهم لنشر مثل هذا الكلام الذي قد يصل بصاحبه إلى الكفر والعياذ بالله إن تعمد تحريف القرآن والإستهزاء به..
هذا وقد نشرت الصحيفة نفسها ,و بعض الصحف والمواقع الإخبارية اعتذرًا رسميًا من الصحيفة ومن رئيس تحريرها , وهذا مانشر في الصفحة الأخيرة من نفس الصحيفة " الوحدة":

وننشر نموذجاُ واحدًا لما نشرته أحد المواقع وهو موقع ردفان برس:

" اعتذرت صحيفة الوحدة الرسمية الصادرة عن مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر عن اساءاتها البالغة للقرآن الكريم ، حيث نشرت مقال استقت بعض كلماته من صورة الفيل ونشر في عدد الاسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة في اعتذار نشرته على صفحتها الاخيرة في عدد اليوم" وقد وردت- في سياق المقال- نصوص مستقاة من بعض آيات القرآن الكريم، قُصِدَ بها التوظيف المعنوي، ولم تُقصد البتة أية إساءة إلى كتاب الله المجيد.. غير أن ورود هذه النصوص أثار إستياء الكثيرين الذين نُقدر مشاعرهم أرقى تقدير، لما تكتنفه من غيرة صادقة على الإسلام..
وتأسيساً على ذلك، تتقدم أسرة تحرير صحيفة ((الوحدة)) باعتذارها الشديد على ما أثاره نشر تلك النصوص في نفوس .. منوهةً- في الوقت نفسه- أن كلام الله في محكم كتابة هو أسمى من أن تطال قدسيته أية أقوال أو أفعال من صنيع البشر.. ونطلب من العلي القدير رحمته وغفرانه..
وكانت صحيفة الثورة قالت ان رئيس مجلس ادارة مؤسسة الثورة علي ناجي الرعوي قد وجه بالتحقيق في ما نشر في الصفحة الأخيرة من صحيفة الوحدة في عددها رقم "961" الصادر يوم الأربعاء الماضي الخامس من صفر 1431هـ الموافق 20يناير 2010م والذي ذيل باسم الصحيفة وذلك لما من شأنه الوقوف على خلفيات ذلك الطرح المسيء والاجتهاد الخاطئ والذي لا يمكن القبول به بأي حال من الأحوال ولا يعبر البتة عن المؤسسة وإنما عن كاتبة
وعبر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة التي تصدر عنها صحيفة الوحدة عن استهجان واستنكار المؤسسة لذلك الطرح الذي يمس بقداسة القران الكريم مؤكدا ان ذلك العمل مرفوض ولا يمكن القبول به ، وستتخذ الإجراءات الحازمة بحق من سطره ووجه بنشرة من هيئة تحرير صحيفة الوحدة التي تتمتع باستقلالية تامة في مسالة النشر وإجازة ما ينشر
وقدم رئيس مجلس الإدارة اعتذار المؤسسة عما حدث شاكرا كل من تفاعلوا واتصلوا بقيادة المؤسسة ونبهوا إلى ذلك الخطأ غير المقصود
داعيا الله العلي القدير ان يهدي الجميع إلى الصواب وهدي القران الكريم وان يجعله ذكرا نابضا في قلوب امة الإسلام إلى يوم الدين"

ونحن من هذا المنطلق , اذ نتقدم بالشكر الجزيل لرئيس تحرير صحيفة الثورة , رئيس تحرير صحيفة الوحدة أيضاً , على إهتمامه بالموضوع واستجابته للنصيحة , والنداء الذي وجهه الكثير في اليمن وخارجها , بضرورة الإعتذار الرسمي , ومحاسبة ومعاقبة المتسبيين في ذلك , آملين ألا يتكرر مثل هذا الفعل المُشين ,لافي صحيفة الوحدة ولا في غيرها , ونحمل في هذا وزير الإعلام بالدرجة الأساس , وأن يقوم باتخاذ الاجراءات الصارمة ضد من تسول له نفسه المساس بثوابت ديننا الحنيف وكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , سواء في وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية, فهو محاسب أمام الله في كل مايُنشر في هذه الوسائل الإعلامية..
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.