|
كاتب الموضوع | الشاعر أبو رواحة الموري | مشاركات | 10 | المشاهدات | 10001 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
مخالفة رسالة عمّان للأصول السلفية (ردّا على الشيخ علي الحلبي) كتبه: عبد الله الخليفي
مخالفة رسالة عمّان للأصول السلفية (ردّا على الشيخ علي الحلبي) كتبه: عبد الله الخليفي إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله تعالى بالهدى ودين الحق فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد : فإن السكوت عن قول الحق في موطن النصرة عاقبته وخيمة وهي اللعنة ! ، قال الله عز وجل : { فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَة يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ } (1) فما هو الميثاق ؟ أقول : هذا هو موطن الشاهد فالميثاق أوضحته آيته الأخرى فقد قال الله عز وجل { وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } (2) ، وعكس البيان التدليس والغش ومن أظهر صوره السكوت فيحتج به جهلة العوام وأشباههم فيقولوا :" لو كان باطلاً لما سكت عنه فلان " وبهذا يهدم الدين ! وقد اجتمعت دلالة الآيتين في قول الله عز وجل :{ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ } (3) فليخش الله الساكتون عن قول الحق الخاذلون لإخوانهم ، وتأمل كيف دلت الآيات إلى أن مآل الخذلان إلى الإنتكاسة فاللعنة هي تحريف الكلم عن مواضعه الذي هو حقيقة الإبتداع . واعلم أخي أن السني إذا انتكس وقع ذلك علينا وقعاً شديداً ، ولكن ما عسانا نصنع إذا سار هو في طريق وكانت السنة في طريق آخر فما لنا خيار سوى أن نعض على السنة بالنواجذ كما أمرنا . والآن مع حكاية تدمي القلب لسني لطالما اشرأبت إليه الأعناق وقرت عيون أهل السنة بكتاباته ، فما لبث إلى أن تنكر للسنة الغراء وقلب لأهلها ظهر المجن عن مولى لأبي مسعود قال :" دخل أبو مسعود على حذيفة فقال اعهد إلي فقال ألم يأتك اليقين فقال بلى وعزة ربي قال فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وأن تنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون فإن دين الله تعالى واحد " (4) عن خالد بن سعد مولى أبي مسعود قال :" دخل أبو مسعود على حذيفة وهو مريض فأسنده اليه فقال له أبو مسعود أوصنا قال ان الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر وتنكر ما كنت تعرف وإياك والتلون في دين الله " (5) وعن أبي مسعود الأنصاري أنه دخل على حذيفة فقال :" أوصنا يا ابا عبد الله فقال حذيفة أما جاءك اليقين قال بلى وربي قال فإن الضلالة حق الضلالة أن تعرف اليوم ما كنت تنكر قبل اليوم وأن تنكر اليوم ما كنت تعرف قبل اليوم وإياك والتلون فإن دين الله واحد " (6) فبدأ به الأمر شيئاً فشيئاً حتى انتهى إلى سقوطٍ مدوٍ وهكذا هي الأشياء الكبيرة إذا سقطت تحدث دوياً !!، فبدأ بتزكية أهل البدع ثم تبرير هذه التركيات بتأصيلات تأتي على علم الجرح والتعديل من القواعد . وكما قال شيخ الإسلام :" فالبدع تكون في أولها شبرا ثم تكثر في الإتباع حتى تصير أذرعا و أميالا و فراسخ "( 7 ) هذا المعني هو الشيخ علي الحلبي - هداه الله - الذي توج مسيرة السقوط بقوله في خطبته:" فالشّكر كلّه موجّه لمليكنا جزاه الله خيرا وزاده فضلا و برّا ، في رعايته و حياطته، و سهره و حدبه ، و حرصه و حراسته ،و ما رسالة عمّان السّبّاقة في شرح رسالة الإسلام الحقّ الوسطيّة الّتي أطلقها حفظه الله و رعاه قبل أكثر من عام ، إلاّ دليلا قويّا و برهانا جليّا ، على عزّته بهذا الدّين و صفائه واعتزازه بجماله و نقائه و حرصه على تقدّمه و بقائه" ... ( 8 ) فما هي رسالة عمان التي تمثل الإسلام الوسطي ؟ فقد جاء فيها ( وهنا التعليق المحاور الثلاث التي ترتكز عليها كما وضحوا ذلك في موقع الرسالة الرسمي على الشبكة ) وهذه المحاور هي : :" (1) إنّ كل من يتّبع أحد المذاهب الأربعة من أهل السنّة والجماعة (الحنفي،والمالكي، والشافعي، والحنبلي) والمذهب الجعفري، والمذهب الزيدي، والمذهب الإباضي،والمذهب الظاهري، فهو مسلم، ولا يجوز تكفيره. ويحرم دمه وعرضه وماله. وأيضاً،ووفقاً لما جاء في فتوى فضيلة شيخ الأزهر، لا يجوز تكفير أصحاب العقيدة الأشعريّة، ومن يمارس التصوّف الحقيقي. وكذلك لا يجوز تكفير أصحاب الفكر السلفي الصحيح. كما لا يجـــوز تكفير أيّ فئة أخــرى مـن المسلمين تؤمــن بالله سبحانه وتعالى وبرسوله r وأركان الإيمان، وتحترم أركان الإسلام، ولا تنكر معلوماً من الدين بالضرورة. (2) إنّ ما يجمع بين المذاهب أكثر بكثير ممّا بينها من الاختلاف. فأصحاب المذاهب الثمانية متفقون على المبادىء الأساسيّة للإسلام. فكلّهم يؤمنون بالله سبحانه وتعالى، واحداً أحداً، وبأنّ القرآن الكريم كلام الله المنزَّل المحفوظ من الله سبحانه والمصون عن التحريف، وبسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نبي نبياً ورسولاً للبشرية كافّة. وكلهم متفقون على أركان الإسلام الخمسة: الشهادتين، والصلاة،والزكاة، وصوم رمضان، وحجّ البيت، وعلى أركان الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته،وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشرّه. واختلاف العلماء من أتباع المذاهبه و اختلاف في الفروع وليس في و بعض الأصول، وهو رحمة. وقديماً قيل: إنّ اختلاف العلماء في الرأي أمرٌ جيّد رحمة ؟. (3) إنّ الاعتراف بالمذاهب في الإسلام يعني الالتزام بمنهجية معينة في الفتاوى: فلا يجوز لأحد أن يتصدّى للإفتاء دون مؤهّلات شخصية علمية معينة يحددها كل مذهب،ولا يجوز الإفتاء دون التقيّد بمنهجية المذاهب، ولا يجوز لأحد أن يدّعي الاجتهاد ويستحدث مذهباً رأياً جديداً أو يقدّم فتاوى مرفوضة تخرج المسلمين عن قواعد الشريعة وثوابتها وما استقرَّ من مذاهبها " أقول : هذا هو عين الغش للمسلمين فإن هذا البيان يحتوي على عدة نقاط مخالفة لأصول أهل السنة والجماعة . الأولى : التسوية بين المذاهب الأربعة والظاهرية المختلفة فيما يسمى بالفروع والرافضة والزيدية والإباضية المخالفون لأهل السنة في العقيدة واعلم أن هذه الفرق الثلاثة المذكورة كلهم خوارج يقولون بقولهم في الخروج على الإمام الجائر ، وهذا معلومٌ عن الإباضية فهم يقولون بتكفير مرتكب الكبيرة كما أوضحه ونافح عنه مفتيهم أحمد بن حمد الخليلي في الحق الدامغ وأما الرافضة فهم أخنع من الخوارج إذ لا يقولون بإمامة أحد إلا المعصوم وأما الزيدية فمن أصولهم الخروج على الإمام الجائر ، فتنطبق عليهم كل الأحاديث الواردة في ذم الخوارج فمنها قوله r في الخوارج :" كلاب أهل النار " (9) وقوله r:" لإن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد " (10) قال شيخ الإسلام :" وقد إستفاض عن النبى الأحاديث بقتال الخوارج وهى متواترة عند أهل العلم بالحديث قال الإمام أحمد صح الحديث فى الخوارج من عشرة أوجه وقد رواها مسلم فى صحيحه وروى البخارى منها ثلاثة أوجه حديث على وأبى سعيد الخدرى وسهل بن حنيف y وفى السنن والمسانيد طرق أخر متعددة وقد قال فى صفتهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فأقتلوهم فإن فى قتلهم أجرا عند الله لمن قتلهم يوم القيامة لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد وهؤلاء قاتلهم أمير المؤمنين على بن أبى طالب t بمن معه من الصحابة y وإتفق على قتالهم سلف الأمة وأئمتها لم يتنازعوا فى قتالهم كما تنازعوا فى القتال يوم الجمل وصفين فإن الصحابةy كانوا فى قتال الفتنة ثلاثة أصناف قوم قاتلوا مع على t وقوم قاتلوا مع من قاتله وقوم قعدوا عن القتال لم يقاتلوا الواحدة من الطائفتين "(11) فهذه هي وسطية الإسلام حقاً ! في معالجة هذه الإنحرافات الخطيرة لا التربيت على أكتاف أهل الضلال والتسوية بينهم وبين أهل السنة وتعديد حقوقهم مما شأنه أن يهون من شأن الخلاف معهم ويعين شياطينهم عليهم والله المستعان . كما أن الفرق المذكورة - أعني الرافضة والزيدية والإباضية - كلهم جهمية يقولون بخلق القرآن وينفون الرؤية وأما الأشاعرة والماتردية فيكفيك من شأنهم تحريفهم لعامة نصوص الصفات وإليك حكم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل فيهم قال أبو بكر النجاد:" ثنا عبد الله بن احمد قال سألت أبي عن قوم يقولون لما كلم الله عز و جل موسى لم يتكلم بصوت قال أبي تكلم تبارك وتعالى بصوت وهذه أحاديث نرويها كما جاءت وقال أبي حديث ابن مسعود اذا تكلم الله عز و جل يسمع له صوت كمر سلسلة على الصفوان قال ابي فهذا الجهمية تنكره وقال ابي وهؤلاء كفار يريدون ان يموهوا على الناس من زعم ان الله لم يتكلم فهو كافر الا أنا نروى هذه الاحاديث كما جاءت " ( 12) أقول : أنظر كيف جعلهم جهمية وكفى بهذا جرحاً أفرأيت لو قلت لفاسق :" أنت لك على المسلمين من الحقوق كذا وكذا " ، أفلا ترى أن في ذلك إعانةً للشيطان عليه ، وأهل السنة لا يذكرون في كتبهم إلا إذلال أهل البدع وهجرانهم والتحذير لا تعديد حقوقهم نصحاً لهم وللمسلمين وهم أعلم الناس بترجيح المصالح وتطويح القبائح قال الآجري :" ينبغي لكل من تمسك بما رسمناه في كتابنا هذا وهوكتاب الشريعة أن يهجر جميع أهل الأهواء من الخوارج والقدرية والمرجئة والجهمية ، وكل من ينسب إلى المعتزلة ،وجميع الروافض،وجميع النواصب ،وكل من نسبه أئمة المسلمين أنه مبتدع بدعة ضلالة ، وصح عنه ذلك ، فلا ينبغي أن يكلم ولا يسلم عليه ، ولا يجالس ولا يصلى خلفه ، ولايزوج ولا يتزوج إليه من عرفه ،ولا يشاركه ولا يعامله ولا يناظره ولايجادله ،بل يذله بالهوان له،وإذا لقيته في طريق أخذت في غيرها إن أمكنك. فإن قال: فلم لا أناظره وأجادله وأردعليه قوله ؟ . قيل له: لا يؤمن عليك أن تناظره وتسمع منه كلاما يفسد عليك قلبك ويخدعك بباطله الذي زين له الشيطان فتهلك أنت ؛ إلا أن يضطرك الأمر إلى مناظرته وإثبات الحجة عليه بحضرة سلطان أو ما أشبهه لإثبات الحجة عليه، فأما لغير ذلك فلا. وهذا الذي ذكرته لك فقول من تقدم من أئمة المسلمين،وموافق لسنة رسول الله r ، فأما الحجة في هجرتهم بالسنة،فقصة هجرة الثلاثة الذين تخلفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخروج معه في غزاته بغير عذر: كعب بن مالك،وهلال بن أمية،ومرارة بن الربيع رحمهم الله تعالى فأمر النبي r بهجرتهم،وأن لا يكلموا،وطردهم حتى نزلت توبتهم من الله عز وجل ، وهكذا قصة حاطب بن أبي بلتعة لما كتب إلى قريش يحذرهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم إليهم؛فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرته وطرده،فلما أنزل الله توبته فعاتبه الله تعالى على فعله فتاب عليه،وقول النبي r : « أفضل العمل الحب في الله والبغض في الله» . وضرب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لصبيغ،وبعث إلى أهل البصرة أن لا يجالسوه ؛قال: فلو جاء إلى حلقة ما هي قاموا وتركوه،وقد روي عن النبي r أنه قال: « من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام» وسنذكر عن التابعين وأئمة المسلمين معنى ما قلناه إن شاء الله تعالى"(13) وقال ابن قدامة " ومن السنة هجران أهل البدع ومباينتهم وترك الجدال والخصومات في الدين وترك النظر في كتب المبتدعة والإصغاء إلى كلامهم وكل محدثة بدعة وكل متسم بغير الإسلام مبتدع كالرافضة والجهمية والخوارج والقدرية والمرجئة والمعتزلة والكرامية والكلابية والسالمة ونظائرهم فهذه فرق الضلال وطوائف البدع أعاذنا الله منها "(14) وقال الإمام أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمـن الصابوني - رحمه الله - حاكياً مذهب السلف أهل الحديث : " واتفقـوا مع ذلك على القول بقهر أهل البدع،وإذلالهم ,وإخزائهم ،وإبعادهم،وإقصائهم،والتبا عد منهم،ومن مصاحبتهم،ومعاشرتهم،والتقر ب إلى الله- عز وجل- بمجانبتهم ومهاجرتهم" (15) فلا عجب من اغتباط أهل البدع بهذه الرسالة وتأييدهم لها روافض وزيدية وإباضية وصوفية الثانية : القول بعصمة دماء هؤلاء ليس على إطلاقه قال شيخ الإسلام ابن تيمية:" وجوز طائفة من أصحاب الشافعي و أحمد وغيرهما : قتل الداعية إلى البدع المخالفة للكتاب والسنة وكذلك كثير من أصحاب مالك وقالوا : إنما جوز مالك وغيره قتل القدرية لأجل الفساد في الأرض لا لأجل الردة" (16) قلت : وهذا القول المخالف ينبغي أن يطوى ولا يروى على مذهب الوسطيين الجدد ! ، علماً بأن تطبيق هذه العقوبة التي فيها مراعاة للمصلحة العامة إنما هو لولاة أمر المسلمين لا لآحاد الناس غير أن في الكلام السابق إطلاقاً يناقض هذا . الثالثة : القول بصيانة عرض المبتدعة فيه نظر . إذا كان المراد بصيانة عرضه المنع من غيبته كما هو معنى العرض في حديث :" مَنْ رَدّ عن عِرْضِ أَخِيهِ رَدّ الله عَنْ وَجْهِهِ النّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " (17 ) وحديث النعمان بن بشيرt المعروف في اتقاء الشبهات :" فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه " ، فهذا باطلٌ بإجماع قال شيخ الإسلام :" ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة او العبادات المخالفة للكتاب والسنة فان بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين حتى قيل لاحمد بن حنبل الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب اليك أو يتكلم فى أهل البدع فقال اذا قام وصلى واعتكف فانما هو لنفسه واذا تكلم فى أهل البدع فانما هو للمسلمين هذا أفضل " (18) الرابعة : قولهم أن ما يتفق عليه أصحاب هذه المذاهب أكثر مما يختلفون فيه . نقول : هؤلاء اختلفوا في معنى ( لا إله إلا الله ) ، وفي أسماء الله وصفاته ، وفي صحابة رسول الله r، بل وخالفنا الروافض في القرآن فادعوا تحريفه وقد قال الإباضية والزيدية والروافض والأشاعرة بأقوال هي كفرٌ أكبر عند السلف ! فقال عامتهم بخلق القرآن وهذا كفرٌ أكبر عند الأئمة الأربعة وروى البيهقي " عن عبد الله بن أحمد بن عبد الرحمن بن عبد الله الدشتكي ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا يوسف القاضي ، يقول : " كلمت أبا حنيفة رحمه الله تعالى سنة جرداء في أن القرآن مخلوق أم لا ؟ فاتفق رأيه ورأيي على أن من قال : القرآن مخلوق ، فهو كافر قال أبو عبد الله رواة هذا كلهم ثقات " (19) وروى اللالكائي " عن أبو محمد يحيى بن خلف المقري قال كنت عند مالك بن أنس سنة ثمان وستين فأتاه رجل فقال يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق قال : كافر زنديق اقتلوه " (20) وروى أيضاً : " عن الربيع بن سليمان قال أخبرني من أثق به وكنت حاضرا في المسجد فقال حفص الفرد القرآن مخلوق ،فقال الشافعي كفرت بالله العظيم (21) وقال أيضا : عن الربيع بن سليمان يقول سمعت الشافعي يقول من قال القرآن مخلوق فهو كافر " (22) وقال أيضا ً : " عن الربيع بن سليمان قال أتيت الشافعي يوما فوافقت حفص الفرد خارجا من عنده فقال كاد والله الشافعي أن يضرب عنقي فدخلت فقال لي إسماعيل رجل ذكره الربيع ناظر الشافعي حفص الفرد فبلغ أن القرآن مخلوق فقال له الشافعي والله كفرت بالله العظيم قال وكان الشافعي لا يقول حفص الفرد وكان يقول حفص المتفرد" (23) قال عبد الله بن أحمد:" سمعت أبي رحمه الله يقول من قال القرآن مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرآن من علم الله عز و جل وفيه أسماء الله عز وجل " (24) قال شيخ الإسلام :" وقال الشيخ الإمام أبو الحسن محمد بن عبد الملك الكرجي في كتابه الذي سماه الفصول في الأصول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار أن القرآن كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبريل عليه السلام مسموعا من الله تعالى، والنبي rسمعه من جبريل والصحابة سمعوه من النبي r وهو الذي نتلوه بألسنتنا وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا مسموعا ومكتوبا ومحفوظا، وكل حرف منه كالباء والتاء كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين " (25) وقال شيخ الإسلام ناقلاً إجماع السلف على هذا :" ولهذا كفروا من يقول إن القرآن مخلوق وان الله لا يرى في الآخرة وان الله ليس على العرش وان الله ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ونحو ذلك من صفاته " (26) قلت : ولنفرض جدلاً أن ما يقولونه صحيح ، فالأمر ليس عد مسائل فالمرء يخرج من الإسلام أو السنة بمسألة واحدةٍ يخالف فيها ، فلا خلاف بيننا وبينهم أن من أنكر معلوماً من الدين بالضرورة فهو كافر ولو وافق المسلمين على بقية شرائع الإسلام . الخامسة : أما قولهم أن الخلاف في الفروع رحمة فليس على إطلاقه قال شيخكم ! الإمام الألباني رحمه الله تعالى في سلسلة الأحاديث الضعيفة المجلد الأول صفحة 141 : حديث " اختلاف أمتي رحمة لاأصل له ". و لقد جهد المحدثون في أن يقفوا له على سند فلم يوفقوا ، حتى قال السيوطي في" الجامع الصغير " : و لعله خرج في بعض كتب الحفاظ التي لم تصل إلينا ! .و هذا بعيد عندي ، إذ يلزم منه أنه ضاع على الأمة بعض أحاديثه r، و هذا مما لا يليق بمسلم اعتقاده . و نقل المناوي عن السبكي أنه قال : " و ليس بمعروف عند المحدثين ، و لم أقف له على سند صحيح و لا ضعيف و لا موضوع " . و أقره الشيخ زكريا الأنصاري (27) ثم إن معنى هذا الحديث مستنكر عند المحققين من العلماء . فقال العلامة ابن حزم : بعد أن أشار إلى أنه ليس بحديث : " و هذا من أفسد قول يكون ، لأنه لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق سخطا ، و هذاما لا يقوله مسلم ، لأنه ليس إلا اتفاق أو اختلاف ، و ليس إلا رحمة أو سخط. (28) و قال في مكان آخر : باطل مكذوب " ، كما سيأتي في كلامه المذكور عند الحديث ( 29).و إن من آثار هذا الحديث السيئة أن كثيرا من المسلمين يقرون بسببه الاختلاف الشديد الواقع بين المذاهب الأربعة ، و لا يحاولون أبدا الرجوع بها إلى الكتاب و السنة الصحيحة ، كما أمرهم بذلك أئمتهم y ، بل إن أولئك ليرون مذاهب هؤلاء الأئمة y إنما هي كشرائع متعددة ! يقولون هذا مع علمهم بما بينها من اختلاف و تعارض لا يمكن التوفيق بينها إلا برد بعضها المخالف للدليل ، و قبول البعض الآخر الموافق له ، و هذا ما لا يفعلون ! و بذلك فقد نسبوا إلى الشريعة التناقض ! و هو وحده دليل على أنه ليس من الله عز وجل لوكانوا يتأملون قوله تعالى في حق القرآن : ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ) (30 )فالآية صريحة في أن الاختلاف ليس من الله ، فكيف يصح إذن جعله شريعة متبعة ، و رحمة منزلة ؟ . و بسبب هذا الحديث و نحوه ظل أكثر المسلمين بعد الأئمة الأربعة إلى اليوم مختلفين في كثير من المسائل الاعتقادية و العملية ، و لو أنهم كانوا يرون أن الخلاف شر كما قال ابن مسعود و غيره y و دلت على ذمه الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الكثيرة ، لسعوا إلى الاتفاق ، و لأمكنهم ذلك في أكثر هذه المسائل بما نصب الله تعالى عليها من الأدلة التي يعرف بها الصواب من الخطأ ، و الحق من الباطل ، ثم عذر بعضهم بعضا فيما قد يختلفون فيه ، و لكن لماذا هذا السعي و هم يرون أن الاختلاف رحمة ، و أن المذاهب على اختلافها كشرائع متعددة ! و إن شئت أن ترى أثر هذا الاختلاف و الإصرار عليه ، فانظر إلى كثير من المساجد ، تجد فيها أربعة محاريب يصلى فيها أربعة من الأئمة !و لكل منهم جماعة ينتظرون الصلاة مع إمامهم كأنهم أصحاب أديان مختلفة ! و كيف لا و عالمهم يقول : إن مذاهبهم كشرائع متعددة ! يفعلون ذلك و هم يعلمون قوله r : " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة " (31) و غيره ، و لكنهم يستجيزون مخالفة هذا الحديث و غيره محافظة منهم على المذهب كأن المذهب معظم عندهم و محفوظ أكثر من أحاديثه r ! و جملة القول أن الاختلاف مذموم في الشريعة ، فالواجب محاولة التخلص منه ما أمكن ، لأنه من أسباب ضعف الأمة كما قال الله عز وجل : ( وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )" (32) ، أما الرضا به و تسميته رحمة فخلاف الآيات الكريمة المصرحة بذمه ، و لا مستند له إلا هذا الحديث الذي لا أصل له عن رسول الله r. و هنا قد يرد سؤال و هو : إن الصحابة قد اختلفوا و هم أفاضل الناس ، أفيلحقهم الذم المذكور ؟ . و قد أجاب عنه ابن حزم رحمه الله تعالى فقال : " كلا ما يلحق أولئك شيء من هذا ، لأن كل امرئ منهم تحرى سبيل الله ، و وجهته الحق ، فالمخطئ منهم مأجور أجرا واحدا لنيته الجميلة في إرادة الخير ، و قد رفع عنهم الإثم فيخطئهم لأنهم لم يتعمدوه و لا قصدوه و لا استهانوا بطلبهم ، و المصيب منهم مأجور أجرين ، و هكذا كل مسلم إلى يوم القيامة فيما خفي عليه من الدين و لم يبلغه ، و إنما الذم المذكور و الوعيد المنصوص ، لمن ترك التعلق بحبل الله تعالى و هو القرآن ، و كلام النبي r بعد بلوغ النص إليه و قيام الحجة به عليه ، و تعلق بفلان و فلان ، مقلدا عامدا للاختلاف ، داعيا إلى عصبية و حمية الجاهلية ، قاصدا للفرقة ، متحريا في دعواه برد القرآن و السنة إليها ، فإن وافقها النص أخذ به ، و إن خالفها تعلق بجاهليته ، و ترك القرآن و كلام النبي r، فهؤلاء هم المختلفون المذمومون .و طبقة أخرى و هم قوم بلغت بهم رقة الدين و قلة التقوى إلى طلب ما وافق أهواءهم في قول كل قائل ، فهم يأخذون ما كان رخصة في قول كل عالم ، مقلدين له غير طالبين ما أوجبه النص عن الله و عن رسوله r "(33) و يشير في آخر كلامه إلى " التلفيق " المعروف عند الفقهاء ، و هو أخذ قول العالم بدون دليل ، و إنما اتباعا للهوى أو الرخص ، و قد اختلفوا في جوازه ، والحق تحريمه لوجوه لا مجال الآن لبيانها ، و تجويزه مستوحى من هذا الحديث و عليه استند من قال : " من قلد عالما لقي الله سالما " ! و كل هذا من آثارالأحاديث الضعيفة ، فكن في حذر منها إن كنت ترجو النجاة ( يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) (34) " أقول : وهذه الأمور كلها معلومة لدى عامة طلبة العلم السلفيين ، ولكن كيف خفي هذا الأمر على المحدث الحافظ البحر علي الحلبي ؟!! فأيد هذا البيان وهو الذي درس السنة للبربهاري والإبانة وعقيدة حرب الكرماني !! والآن مع نقد البيان المطول لهذه الرسالة المسماة ( رسالة عمان ) ونبدأ مع نصه "" بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبّيه المصطفى وعلى آله وأصحابه الغُرّ الميامين، وعلى رُسُل الله وأنبيائه أجمعين قال تعالى: يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم صدق الله العظيم "الحجرات: 13". هذا بيان للناس، لإخوتنا في ديار الإسلام، وفي أرجاءالعالم، تعتز عمّان، عاصمة المملكة الأردنيّة الهاشميّة، بأن يصدر منها في شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، نصارح فيه الأمّة، في هذا المنعطف الصّعب من مسيرتها، بما يحيق بها من أخطار، مدركين ماتتعرّض له من تحدّيات تهدّد هويتها وتفرق كلمتها وتعمل على تشويه دينها والنيل من مقدساتها، ذلك أنّ رسالة الإسلام السمحة تتعرّض اليوم لهجمة شرسة ممن يحاولون أن يصوروها عدواً لهم، بالتشويه والافتراء، ومن بعض الذين يدّعون الانتساب للإسلام ويقومون بأفعال غير مسؤولة باسمه . هذه الرّسالة السمحة التي أوحى بها الباري جلّت قدرته للنبي الأمين محمد صلوات الله وسلامه عليه، وحملها خلفاؤه وآل بيته من بعده عنوان أخوّة إنسانيّة وديناً يستوعب النشاط الإنساني كله، ويصدع بالحق ويأمربالمعروف وينهى عن المنكر، ويكرّم الإنسان، ويقبل الآخر . وقد تبنت المملكة الأردنيّة الهاشميّة نهجا يحرص على إبراز الصورة الحقيقيّة المشرقة للإسلام ووقف التجني عليه ورد الهجمات عنه، بحكم المسؤوليّة الروحيّة والتاريخيّة الموروثة التي تحملها قيادتها الهاشميّة بشرعيّة موصولة بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، صاحب الرّسالة، ويتمثّل هذا النهج في الجهود الحثيثة التي بذلها جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيّب الله ثراه على مدى خمسة عقود، وواصلها، من بعده، بعزم وتصميم جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، منذ أن تسلّم الراية، خدمة للإسلام، وتعزيزاً لتضامن مليار ومائتي مليون مسلم يشكّلون خُمس المجتمع البشري، ودرءاً لتهميشهم أو عزلهم عن حركةالمجتمع الإنساني، وتأكيداً لدورهم في بنــــاء الحضارة الإنسانيّة، والمشاركة في تقدمها في عصرنا الحاضر . والإسلام الذي يقوم على مبادئ أساسها: توحيد الله والإيمان برسالة نبيّه، والارتباط الدائم بالخالق بالصلاة، وتربية النفس وتقويمها بصوم رمضان، والتكافل بالزكاة، ووحدة الأمّة بالحج إلى بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا، وبقواعده الناظمة للسلوك الإنساني بكل أبعاده، صنع عبر التاريخ أمّة قويّة متماسكة، وحضارة عظيمة، وبشر بمبادئ وقيم سامية تحقّق خير الإنسانيّة قوامها وحدة الجنس البشري، وأنّ النّاس متساوون في الحقوق والواجبات، والسلام، والعدل، وتحقيق الأمن الشامل والتكافل الاجتماعي، وحسن الجوار، والحفاظ على الأموال والممتلكات،والوفاء بالعهود، وغيرها وهي مبادئ تؤلف بمجموعها قواسم مشتركة بين أتباع الديانات وفئات البشر؛ ذلك أنّ أصل الديانات الإلهيّة واحد، والمسلم يؤمن بجميع الرسل، ولايفرّق بين أحد منهم، وإنّ إنكار رسالة أي واحد منهم خروج عن الإسلام، مما يؤسس إيجاد قاعدة واسعة للالتقاء مع المؤمنين بالديانات الأخرى على صعيد مشتركة في خدمة المجتمع الإنساني دون مساس بالتميّز العقدي والاستقــلال الفكري، مستندين في هذا كله إلى قوله تعالى آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرّق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير "البقرة: 285".وكـرّم الإسلام الإنسان دون النظر إلى لونه أو جنسه أو دينه ولقد كـرّمنا بني آدم وحملناهم في البّر والبحرورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا "الإسراء:70".وأكّدّ أنّ منهج الدّعوة إلى الله يقوم على الرفق واللين أُدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "النحل: 125"، ويرفض الغلظة والعنف في التوجيه والتعبير فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر "آلعمران:159".وقد بيّن الإسلام أنّ هدف رسالته هو تحقيق الرّحمة والخير للناس أجمعين، قال تعالى وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين "الأنبياء: 107" ، وقال صلى الله عليه وسلم "الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء" (حديث صحيح). وفي الوقت الذي دعا فيه الإسلام إلى معاملة الآخرين بالمثل،حثّ على التسامح والعفو اللذين يعبّران عن سمو النفس وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله "الشورى:40" ، ولا تستوي الحسنة ولا السيئة، إدفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم "فصّلت:34". وقرّر مبدأ العدالة في معاملة الآخرين وصيانةحقوقهم، وعدم بخس الناس أشياءهم ولايجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا، اعدلوا هو أقرب للتقوى " المائدة:8" ،إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذاحكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل "النساء:58" ،فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها " الأعراف: 85". وأوجب الإسلام احترام المواثيق والعهود والالتزام بما نصت عليه، وحّرم الغدر والخيانة وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الأيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلاً "النحل:91". وأعطى للحياة منزلتها السامية فلا قتال لغير المقاتلين، ولااعتداء على المدنيين المسالمين وممتلكاتهم، أطفالاً في أحضان أمهاتهم وتلاميذ على مقاعد الدّراسة وشيوخاً ونساءً؛ فالاعتداء على حياة إنسان بالقتل أو الإيذاء أوالتهديد اعتداء على حقّ الحياة في كل إنسان وهو من أكبر الآثام، لأنّ حياة الإنسان هي أساس العمران البشري من قتل نفساً بغير نفس أوفساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً "المائدة:32". والدين الإسلامي الحنيف قام على التوازن والاعتدال والتوسط والتيسير وكذلك جعلناكم أمة وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيداً "البقرة:143" ، وقال صلى الله عليه وسلم "ويسرّوا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا " (حديث صحيح) ، وقد أسّس للعلم والتدبّر والتفكير ما مكن من إيجاد تلك الحضارة الإسلاميّة الراسخة التي كانت حلقة مهمة انتقل بها الغرب إلى أبواب العلم الحديث، والتي شارك في إنجازاتها غير المسلمين باعتبارها حضارة إنسانيّة شاملة . وهذا الدين ما كان يوماً إلاّ حرباً على نزعات الغلوّ والتطّرف والتشدّد، ذلك أنها حجب العقل عن تقدير سوء العواقب والاندفاع الأعمى خارج الضوابط البشريّة ديناً وفكراً وخلقاً، وهي ليست من طباع المسلم الحقيقي المتسامح المنشرح الصدر، والإسلام يرفضها - مثلما ترفضها الديانات السّماوية السمحة جميعها - باعتبارها حالات ناشزة وضروباً من البغي، كما أنها ليست من خواص أمّة بعينها وإنما هي ظاهرة عرفتها كلّ الأمم والأجناس وأصحاب الأديان إذاتجمعت لهم أسبابها، ونحن نستنكرها وندينها اليوم كما استنكرها وتصدّى لها أجدادنا عبر التاريخ الإسلامي دون هوادة، وهم الذين أكّدوا، مثلما نؤكد نحن، الفهم الراسخ الذي لا يتزعزع بأنّ الإسلام دين أخلاقي الغايات والوسائل، يسعى لخير الناس وسعادتهم في الدّنيا والآخرة، والدفاع عنه لا يكون إلا بوسائل أخلاقية، فالغاية لاتبرر الوسيلة في هذا الدين . والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي السلم ، فلا قتال حيث لا عدوان وإنما المودة والعدل والإحسان لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنالله يحب المقسطين "الممتحنة:8" ،فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين "البقـرة:193". وإننا نستنكر، دينياً وأخلاقياً، المفهوم المعاصر للإرهاب والذي يراد به الممارسات الخاطئة أيّاً كان مصدرها وشكلها، والمتمثلة في التعدّي على الحياة الإنسانيّة بصورة باغية متجاوزة لأحكام الله، تروع الآمنين وتعتدي على المدنيين المسالمين، وتجهز على الجرحى وتقتل الأسرى، وتستخدم الوسائل غيرالأخلاقية، من تهديم العمران واستباحة المدن ولاتقتلوا النفس التي حرّم الله إلاّ بالحق "الأنعام:151"، ونشجب هذه الممارسات ونرى أنّ وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة،وندعو الأمّة للأخذ بأسباب المنعة والقوّة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق، ونعي أنّ التطرّف تسبّبَ عبر التاريخ في تدمير بنى شامخة في مدنيات كبرى، وأنّ شجرة الحضارة تذوي عندما يتمكن الحقد وتنغلق الصدور . والتطرف بكل أشكاله غريب عن الإسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح . ولا يمكن لإنسان أنار الله قلبه أن يكون مغالياً متطرفاً . وفي الوقت نفسه نستهجن حملة التشويه العاتية التي تصوّر الإسلام على أنه دين يشجّع العنف ويؤسّس للإرهاب، وندعو المجتمع الدولي، إلى العمل بكل جدّية على تطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق والقرارات الدوليّة الصادرة عن الأمم المتحدة، وإلزام كافة الأطراف القبول بها ووضعها موضع التنفيذ، دون ازدواجية في المعايير، لضمان عودة الحقّ إلى أصحابه وإنهاء الظلم، لأنّ ذلك من شأنه أن يكون له سهم وافر في القضاء على أسباب العنف والغلوّ والتطرف . إنّ هدي هذا الإسلام العظيم الذي نتشرف بالانتساب إليه يدعونا إلى الانخراط والمشاركة في المجتمع الإنساني المعاصر والإسهام في رقيّه وتقدّمه، متعاونين مع كل قوى الخير والتعقّل ومحبّي العدل عند الشعوب كافةً، إبرازاً أميناً لحقيقتنا وتعبيراً صادقاً عن سلامة إيماننا وعقائدنا المبنية على دعوة الحق سبحانه وتعالى للتآلف والتقوى، وإلى أن نعمل على تجديد مشروعنا الحضاري القائم على هدي الدين، وفق خطط علمية عمليّة محكمة يكون من أولوياتها تطوير مناهج إعداد الدعاة بهدف التأكد من إدراكهم لروح الإسلام ومنهجه في بناء الحياةالإنسانيّة، بالإضافة إلى إطلاعهم على الثقافات المعاصرة، ليكون تعاملهم مع مجتمعاتهم عن وعي وبصيرة،قـل هذه سبيلي أدعوإلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني "يوسف:108" ، والإفادة من ثورة الاتصالات لردّ الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام بطريقة علميّة سليمة دون ضعف أوانفعال وبأسلوب يجذب القارئ والمستمع والمشاهد، وترسيخ البناء التربوي للفرد المسلم القائم على الثوابت المؤسّسة للثقة في الذات، والعاملة على تشكيل الشخصيّة المتكاملة المحصنة ضدّ المفاسد، والاهتمام بالبحث العلمي والتعامل مع العلوم المعاصرة على أساس نظرة الإسلام المتميزة للكون والحياة والإنسان، والاستفادة من إنجازات العصر في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وتبنّي المنهج الإسلامي في تحقيق التنمية الشّاملة الذي يقوم على العناية المتوازنة بالجوانب الروحيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة، والاهتمام بحقوق الإنسان وحريّاته الأساسيّة، وتأكيد حقّه في الحياة والكرامة والأمن، وضمان حاجاته الأساسيّة، وإدارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل والشورى، والاستفادة مما قدّمه المجتمع الإنساني من صيغ وآليات لتطبيق الديمقراطيّة . والأمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابّة، زينة حاضرنا وعدّة مستقبلنا، بحيث تجنبه مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن مهاوي التطرّف والتشنج المدمّرة للروح والجسد؛ كما نتطلع إلى نهوض علمائنا إلى الإسهام في تفعيل مسيرتنا وتحقيق أولوياتنا بأن يكونوا القدوة والمثل في الدين والخلق والسّلوك والخطاب الرّاشد المستنير ، يقدمون للأمّة دينها السمح الميسر وقانونه العملي الذي فيه نهضتها وسعادتها، ويبثون بين أفراد الأمّة وفي أرجاء العالم الخير والسلام والمحبّة ، بدقّة العلم وبصيرة الحكمة ورشد السياسة في الأمور كلها، يجمعون ولا يفرقون، ويؤلفون القلوب ولاينفرونها، ويستشرفون آفاق التلبية لمتطلبات القرن الحادي والعشرين والتصدي لتحدياته . والله نسأل أن يهيئ لأمتنا الإسلاميّة سبل النهضة والرفاه والتقدّم ، ويجنبها شرور الغلوّ والتطرف والانغلاق، ويحفظ حقوقها، ويديم مجدها،ويرسخ عزّتها، إنه نعم المولى ونعم النصير . قال تعالى: وأنّ هذا صراطي مستقيما فاتّبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله، ذلكم وصّاكم به لعلكم تتقون "الأنعام: 153". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين،،عمّان " أ . هــ قلت : النقاط التي تحتاج إلى التعليق في هذا البيان الذي يثني عليه العلامة البحر المحدث كثيرة أكتفي منها بثلاثة نقاط الأولى : قولهم :" وندعو المجتمع الدولي، إلى العمل بكل جدّية على تطبيق القانون الدولي واحترام المواثيق والقرارات الدوليّة الصادرة عن الأمم المتحدة " قلت : بل ينبغي الدعوة إلى تطبيق كتاب الله وسنة نبيه r قال الله تعالى :" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم " الآية(35) الثانية : قولهم :" وضمان حاجاته الأساسيّة، وإدارة شؤون المجتمعات وفق مبادئ العدل والشورى، والاستفادة مما قدّمه المجتمع الإنساني من صيغ وآليات لتطبيق الديمقراطيّة" قلت : الديمقراطية تتنافى مع الشريعة الإسلامية جملةً وتفصيلاً وقال العلامة عبد المحسن العباد - حفظه الله - ( عن قيادة المرأة للسيارة ) : " قيادة المرأة السيارة واختلاطها بالرجال من الديمقراطية الزائفة التي استوردها المسلمون من أعدائهم، وقد قال الله عزوجل ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِع ْأَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ) "(36) وقد أصدرت مجلتكم الغراء الأصالة ! بياناً وقع عليه شيخكم الإمام الألباني في شأن الديمقراطية كان مما جاء فيه :" الديمقراطية وهي عند واضعيها ومعتنقيها ، حكم الشعب نفسه بنفسه ، وأن الشعب مصدر السلطات جميعاً وهي بهذا الإعتبار مناقضة للشريعة الإسلامية والعقيدة " وقال شيخكم المحدث العلامة -كما وصفته في الرد البرهاني - ربيع المدخلي في تعليقه على الشريعة :" يا أخي الآن يكفرون الشعوب لماذا ؟ لأنّهم يعبدون الحكام , تقوللهم : كيف يعبدون الحكام ؟ يقولون لك : يقنّنون لهم قوانين و هم يطيعون هذه القوانين . أنا أقول ( الكلام للشيخ ربيع ) : إنّ الشعوب الإسلامية بريئة من هذه التهمة , هذا كذب , لأنّهم ليسوا راضين عن هذه القوانين , التي فيها ضرائب ومشاكل تصيبهم في دمائهم وأموالهم , وتنهب أموالهم , فهم لا يريدون هذه القوانين ويكرهونها حتى من النّاحية الدنيوية لا يحبونها فضلا عن الناحية الدينية , كثير من الخرافيين يكره هذه القوانين من الناحية الدينية ومن الناحية الدنيوية فهم لا يعبدون الحكام إذن العبادة يشترط فيها أمران : الحب والخضوع , قد يخضعون لسلطانهم لكن لا يحبونهم فليسوا بعابدين , كيف تكفرهم يا أخي بحجة أنهم عبدوا الحكام , وتقول عبدوا الحكام وهم ما يعبدونهم ؟! الحقيقة أنّ كثيرا منهم يعبدون القبور , لماذا لاتحاول القضاء على عبادة القبور قيل عبادة الحكام المزعومة ؟ فهم أخطأوا طريق الأنبياء عليهم الصلاة و السلام . والخطأ هذا من البداية و لا يكون في النهاية إلاّ أفسد و أفسد . ولهذا يقول عليه الصلاةوالسلام : و الله إنّا لا نعطي هذا الأمر أحدا سأله و لا أحدا حرص عليه ,الآن هؤلاءكلهم حريصون على الكراسي , ويسلكون طرق فظيعة جدا للوصول إلى الكراسي بطريقة " ميكيافلي " وغيرها من الطرق السيّئة , فكيف يؤتمن هؤلاء على أموال المسلمين ودمائهم وأعراضهم وهذه هي أهدافهم ؟! وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم سوء نيّة من يبدأ من هذا المنطلق , فيجب أن يحذرهم الناس ويتهموهم , ولايقولوا : و الله لا ندخل في نوايا الناس !! مادام أعماله هكذا واضحة مخالفة لمنهج الرسول صلى الله عليه و سلم , من الحرص الشديد على الكراسي والدعوة إلى الديمقراطية وتعدد الحزبية , و يؤيّد كلّ هذه الضلالات التي جاءت من الغرب الذي يتظاهرون بحربه !! بدع الغرب و ضلالاتهم , من ديمقراطية و غيرها , هم أول الناس ركضا إليها , وأكثرالناس حرصا عليها , وأكثر الناس تشبثا بها , أين حربكم للغرب؟ أُمُّ الكفر هي الديمقراطية! , وهم ما شاء الله , روح الإسلام عندهم . كم من الكفريات تنبثق من الديمقراطية و هم يطبلونلها إرضاء للغرب , و تحقيقا لأهداف الغرب . هم يروّجون الآن بضاعة الغرب في بلاد المسلمين , كيف تحاربون الحكام في السياسة المنحرفة و أنتم تدعون إلى قاعدة الانحراف هذه؟! هؤلاء الحكام المنحرفون الآنعندكم ماانحرفوا إلاّ بالديمقراطية هذه , فكيف تؤيّدونها ؟ كلام فارغ - بارك الله فيكم - " أ.هــ وقد عد تلميذكم ( النهر ) علي أبو هنية الثناء على الديمقراطية من الضلالات التي أتى بها القرضاوي في كتابه البيان الحاوي. الثالثة :قولهم :" والأصل في علاقة المسلمين بغيرهم هي السلم، فلا قتال حيث لا عدوان وإنما المودة والعدل والإحسان ( لاينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين، ولم يخرجوكم من دياركم أن تبرّوهم وتقسطوا إليهم إنالله يحب المقسطين ) "الممتحنة:8، ( فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين ) "البقـرة:193" قلت : إن في نظراً شديداً ، إذ أن فيه تعطيلاً لجهاد الطلب مع توفر شروطه من قدرةٍ ووجود إمام قال تعالى :" اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم " ، وهذه الآية من آخر الآيات نزولاً حتى ذهب جماعة من المفسرين إلى أنها نسخت غيرها ، والحق أن المسألة راجعة للقدرة وإذن الإمام ولكن لا يجوز إطلاق أن الأصل في علاقة المسلم بغيره السلم على أن ذلك يشمل كل حال بل هو خاص بحال الضعف وقال رسول الله r :" أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله" (37) فعلق القتال على الدعوة للتوحيد لا اعتداء الكفار على المسلمين ، والسلم لا يقابله القتال فقط بل حقيقة الجهاد التخيير بين القتال أوالجزية أو الإسلام عن سليمان ابن بريدة، عن أبيه. قال: كان رسول الله r إذا أمر أمير على جيش أو سرية، أوصاه خاصته بتقوى الله ومن معه من المسلمين خيرا. ثم قال " اغزوا باسم الله. وفي سبيل الله. قاتلوا من كفر بالله. اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا وليدا. وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال (أو خلال). فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. فإن أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين. وأخبرهم أنهم، إن فعلوا ذلك، فلهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين. فإن أبوا أن يتحولوا منها، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين. يجري عليهم حكم الله الذي يجري على المؤمنين. ولا يكون لهم في الغنيمة والفيء شيء. إلا أن يجاهدوا مع المسلمين. فإن هم أبوا فسلهم الجزية. فإن هم أجابوك فاقبل منهم وكف عنهم. فإن هم أبوا فاستعن بالله وقاتلهم. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تجعللهم ذمة الله وذمة نبيه. فلا تجعل لهم ذمة الله وذمة نبيه. ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أصحابك. فإنكم، أن تخفروا ذممكم وذمم أصحابكم، أهون من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله. وإذا حاصرت أهل حصن، فأرادوك أن تنزلهم على حكم الله، فلا تنزلهم على حكم الله. ولكن أنزلهم على حكمك. فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا" (38) قال السمرقندي الحنفي عن تفسير الجهاد. : " فهو الدعاء إلى الدين الحق، والقتال، مع من امتنع عن القبول، بالمال والنفس قال الله تعالى: { انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكموأنفسكم } وقال: { إن الله اشترى من المؤمنين } " ( 39) قال الماوردي الشافعي:" فينبغي للإمام أن يستفسر من الجهاد مع المكنة اتباعا لأمر الله تعالى واقتداء برسول الله - {صلى الله عليه وسلم} - وتحقيقا لوعده تعالى وإظهارا على الدين كله ، وأقل ما عليه أن يغزو في كل عام مرة إما بنفسه أو خلفائه : لأن رسول الله - {صلى الله عليه وسلم} - ما تركه في كل عام منذ فرض عليه الجهاد ، وكي لا يمضي عطاء العام هدرا وكي لا يقوى العدو بالمشاركة وكي لا يألف أهل الجهاد الراحة" ( 40) فكيف خفي عليكم كل هذا ، يا فضيلة العلامة المحدث البحرالحافظ ؟ فتوافق على بيان وقع عليه من الروافض السيستاني وفضل الله وأبي القاسم الديباجي وغيرهم كثير.. ومن الإباضية الخليلي والسيابي وغيرهم .. ومن الجهمية خصمكم القديم حسن بن علي السقاف - واليوم اتفقتم على الإسلام الوسطي - ! ومن الإخوان المسلمين عصام العريان ومهدي عاكف وغيرهم.. ومن التائهين عمرو بن خالد وطارق السويدان.. ومن الصوفية القبورية علي الجفري وشيخه عمر بن حفيظ... ومن الإسماعيلية الآغا خان وغيره ... كلهم فرحون مغتبطون بهذه الوسطية التي تكف عنهم ألسنة أهل السنة ، وتدعو إلى التحاكم إلى الديمقراطية والقوانين الدولية وأبيت إلى أن تكون في صفهم يا حضرة الجهبذ الأثري _ إن كنت ما زلت أثرياً ولا أخالك_ ! فهل هذه هي الوسطية التي تدعونا إليها يا شيخ علي ؟ حمل خطبة الحلبي كاملة من هذا الرابط http://www.plunder.com/-mp3-download-18aec9f93d.htm حمل المقال على ملف وورد بتنسيق أفضل http://www.ibnalislam.net/view.php?file=261913e446 < سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك > __________________________________________________
(1) المائدة : 13 (2) آل عمران : 187 (3) البقرة : 159 (4) رواه البغوي في مسند علي بن الجعد رقم 3038 (5) رواه الحارث في مسنده (6) رواه عبد الرزاق في المصنف 20454 (7) مجموع الفتاوى (8/425) (8) خطبة ألقاها – هداه الله – أمام ملك الأردن في مسجد الهاشميين بتاريخ 8 شوال 1426هـ , الموافق 11-11-2005 وسببها التفجيرات التي حصلت في مدينةعمان تستطيع تحميلها من الرابط في نهاية المقال (9) رواه ابن ماجة(176)والحميدي(908)و من طريقه الطبراني في الكبير (8036)من حديث أبي أمامة (10) متفق عليه (11) مجموع الفتاوى (28/512) (12) الرد على من أنكر الحرف والصوت ص31 (13) الشريعة (14) لمعة الإعتقاد (15) عقيدة السلف وأصحاب الحديث ص123 (16) السياسية الشرعية ص151 (17) رواه الترمذي (18)مجموع الفتاوى (28/231) (19) الأسماء والصفات 155 (20) السنة 412 (21) السنة 418 (22) السنة 419 (23) السنة 420 (24) في أول كتاب السنة (25) كما في جامع الرسائل (1/207) (26) في مجموع الفتاوى (12/485) (27) في تعليقه على " تفسير البيضاوي " ( ق 92 / 2 ) . (28) في " الإحكام في أصول الأحكام " ( 5 / 64 ) (29) نفس المصدر السابق (30) النساء : 82 (31) رواه مسلم (32) الأنفال46 (33) ( 5 / 67 - 68 ) (34) (الشعراء : 88 : 89 (35)المائدة:8" (36)رسالة "لماذا لا تقود المرأة السيارة في المملكة العربية السعودية" (ص12) (37)متفق عليه (38)رواه مسلم (39) تحفة الفقهاء (3/293) :" (40) الحاوي (8/ 1138)
الموضوع الأصلي :
مخالفة رسالة عمّان للأصول السلفية (ردّا على الشيخ علي الحلبي) كتبه: عبد الله الخليفي
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
الشاعر أبو رواحة الموري
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك يا شيخ
و بارك الله في الأخ الفاضل عبد الله الخليفي على هذه المقالات النافعة بإذن الله تعالى و لقد افتضح الحلبي و الله نسأل الله السلامة و العافية |
#3
|
|||
|
|||
جزى الله الأخ الفاضل عبد الله الخليفي على مقالاته الماتعة وجزاك الله خيرا يا شاعر السنة على هذا النقل وبارك فيك
ونسأل الله أن يهدي الحلبي وأن يرده إلى الحق والصواب |
#4
|
|||
|
|||
جزاك الله خيراً
ووفق أخينا عبدالله لما يحب ويرضى |
#5
|
|||
|
|||
نسأل الله السلامه والعافيه..
بارك الله فيك أخي الكريم..علي النقل الطيب.. |
#6
|
|||
|
|||
الشيخ المنيع
وأيضاً الشيخ عبدالله المنيع عضو هيئة كبار العلماء اثنى على رسالة عمان
|
#7
|
|||
|
|||
أن كُنت لا تدري فتلك مصيبةٌ وأن كنتَ تدري فالمصيبة أعضم
ما في رســــــــــــــــــــالة عمان وهل ثناء المنيع حجة يوم تقف بين يدي الله عز وجل وتُسأل عن مافيها من البلاء ؟!!! وأظن أن هذه المشاركة الثانية بعد الأولى التى سئلت فيها عن على!! وأظن أنك وجدت الجواب كما بينهُ أخانا أبا جعفر عبدالله الخليفي
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها أختلف)
|
#8
|
|||
|
|||
اخي لم تفهمني
اقصد لماذا لا تنتقدون الشيخ المنيع وتقولون عنه انه يقول بوحدة الاديان |
#9
|
|||
|
|||
الحـــــــــــــــــــــق أقــــــــــــــوى من الرجـــــــال
بارك الله فيك فالزمهُ وتمسك بهِ وعُض عليه بالنواجد ولاسيما في هذا البلاء الواضح
__________________
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الأرواح جنود مجنده ما تعارف منها إئتلف وما تناكر منها أختلف)
|
#10
|
|||
|
|||
انت ما رايك في الشيخ علي الحلبي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.