رثــــــــــــــــــــــــــاء

[الأستاذ محمد رحيل]

رثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــاء

الحمد للملك العظيم ذي المنن *****مصرِّف الحادثات مع شظا الفتن

ثم الصلاة على المختار من مُضَرِ***تجري مدى الزمن الطويل ذي المِحَنِ

خطْبٌ عظيم دهى فاهتزت المُهَجُ***فاغْرَوْرَقَ الدمع في سيلٍ من الجَفَـنِ

مات الذي كان بالأولاد يفتخر*****لأنهم سلفٌ مشوا علــــــى السُّــــــنن

خصاله عَدَد ٌمحمرَّةُ الخُـــــدَدِ*****تَذكارها يُذهِبُ الأسى مع الحَزَنِ

هذا وأعظمها التوحيد منهجه *****إذْ كان ينشره في مجلس حسَنِ

على شيوخٍ كبار السِّنِّ يقرأه *****يُمليه من قِيلِ شَيْخٍ عالم فَطِنِ[1]

يدعو إلى ترْكِ وَعْدةٍ و زَرْدَتِها***كما يَعيبُ الذي يأتي بذَا العفَـــنِ

كذا بداء البطون مات في جلدٍ ***يرجى له أجر ذاك الخير في السُنَنِ[2]

في مدَّة قدرها شهر يمَرَّضُ في***فراشه صابرا على رحى الغَبَــنِ

أشار نحو السماء رافعا يَـــــدَهُ***لسانه ذاكر مُسْتَحْضِرَ الثَـمَنِ

فاضت من الجسد الضعيف ذي الوهَنِ***رُوحٌ فما أعظم التوحيد للسنِنِي[3]

فارحمْه يا ربِّ واغفرَنْ خطيئته*****أدخلْهُ مُدْخل صدق عاليَ المٌتُـــنِ


[1]هو مقال للشيخ الفاضل أحمد حمَّاني الجزائري,طبع في رسالة صغيرة باسم:الزردة والوعدة

فيها كلام جيد في تحريم الوعدة والزردة كان الوالد-رحمه الله-يقرأه على كبار السن من أترابه

[2]أعني بذاك حديث النبي صلى الله عليه وسلم :{الشهداء خمس :المطعون و المبطون

والغرق وصاحب الهدم والشهيد في سبيل الله}رواه[ البخاري653ومسلم1914]وغيرهما

[3]السنِن:هو الرجل المتبع للسنة

 

[أبو أحمد ضياء التبسي]

بارك اللهُ فيك يا أخانا الحبيب محمَّد؛

وكُنتُ متوقعاً -بله منتظراً- لهته القصيدة منكم؛
وأسأل اللهَ عزَّ وجلَّ أن يرحم أباكم؛
والحمد لله الذي أماته على التوحيد والسُّنَّة بل والدَّعوة إلى الله ولو بشيءٍ قليل عسى أن يُصيب من قول ربِّنا جلَّ في عُلاه: {ومن أحسن عملا ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين}؛
ومعلومٌ لديكم جميعاً أنَّ ابن آدم إذا مات انقطع عمله إلا من ثلاث؛ منها ولدٌ صالحٌ يدعو له؛
فأنصحك أخي محمَّد بمداومة الدُّعاء لأبيك -رحمه الله تعالى-؛ واحذر من الغفلة وطول الأمل فإنَّها تُنسي الإنسان نفسه التي بين جنبيه

محبك ضياء

[أبو أحمد ضياء التبسي]

ولكن؟ أليس حقُّ هذه المنظومة أن توضع في منبر المراثي الذي يُشرف عليه أستاذنا الأديب وشاعرنا الحبيب: أبو عبد الله بلال يونسي؟

[الشاعر أبو رواحة الموري]

بارك الله فيك أخي أبا العباس على هذه المشاعر الطيبة والتي طوَّعتها إلى أبيات شعرية
ونسأل الله أن يرحم أباك وأن يخلف عليه في أمثالكم بخير

هذا وقد جعلتُ هذه القصيدة في منتدى المحاولات ريثما يتم تعديل بعض أخطائها الوزنية

[الأستاذ محمد رحيل]

بارك الله فيكم أبا أحمد ضياء التبسي وشكر لكم كلماتكم هذه وبارك الله في شيخنا أبي رواحة وكنت أظن أن ليس بها أي كسر فلله الأمر من قبل ومن بعد

[الأستاذ محمد رحيل]

شيخنا أبا رواحة جزاك الله خيرا أظنني راجعت القصيدة فلم أجد بها كسرا وكذلك راسلني بعض شعراء المنتدى فأفادوا أنهم لم يجدوا فيها كسرا.والله أعلم

قديكون بها بعض الثقل ال>ي تعرفونه من سليقتكم التي حباكم الله الكريم بها فقوموه رفع الله قدركم,وأعلى مناركم

[أبو عبد الرحمن محمد العكرمي]

جزاكم الله خيراً شيخنا الحبيب أبا العباس

أسأل الله أن يرحم أباكم و يجعله من ورثة جنة النعيم

و يحشره مع الأنبياء و الصديقين و الشهداء و الصالحين

كما أحب تسجيل إعجابي بأبياتكم الراثية

و لا أحسب - مع جهلي- أن فيها كسوراً

بل فيها من الزحافات ما هو جائز كمثل قول شيخنا الحبيب أبي العباس :

مصرِّف ,و لأنهم , و كما يَعيبُ .... و غيرها .

و هذا كما تعلمون شيخنا الحبيب أبا العباس جائز

قال السيد أحمد الهاشمي في كتابه ميزان الذهب في صناعة شعر العرب ص (56) :

"تنبيه : يجوز في بحر البسيط من أنواع التغيير الخبن في (مستفعلن) و (فاعلن)
و يجوز الطي في (مستفعلن) لكنه مقبول في الشطر الأول فقط "اهـ

قلت :

ذكر السيد الهاشمي تنبيهه بعد أن تعرض لعروض و ضرب البسيط و ما يجوز فيهما و ما لا يجوز ثم ذكر تنبيه بعد أن انتهى من العروض و الضرب , إشارة إلى ما يطرأ الحشو من تغيير.

و الخبن : هو حذف الثاني الساكن فتصير مستفعلن , مُتَفْعلن , و فاعلن , فعلن .
و الطي: حذف الرابع الساكن , فتصير مستفعلن , مسْتَعِلن.

و لا أظن في قصيدة شيخنا من الزحافات غير ذين النوعين مما يجوز في بحر البسيط , و بودي لو يتحفنا شيخنا الحبيب أبو رواحة بما لاحظه من أخطاء , و الله يحفظكم و يرعاكم.

[أبو عبد الله بلال يونسي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأنا أؤيدكما أيها الاديبان الشاعران وأعتذر من شيخي الحبيب أبي رواحة أن كنت في هذه ضده ....( ابتسامة )

ولذلك فأنا أطالب العكرمي برفعها إلى منبري - أي المراثي - و( بلا مزيتو ) هههههه

[الشاعر أبو رواحة الموري]

واغربتاه

والله لا أجد لكم ثالثةً
إما وأن في معرفتكم العروضية شيئا من التفويت !!!
أو أن في ذوقي الشعري شيئا من الخلل وعدم الدقة !!!
وكلا الأمرين وارد في ميزان البشر , حتى ولو كان مع أحدهما ميزان الذهب أو النهر العريض.
"ابتسامة"
غير أني أقول : تبقى الأصالة للباقي على الأصل العتيق , ما دام ميزانه الذوقي السلَقي صحيحا
وعليه فإني أتمثل لأصحاب العروض , من أولئك الذين يخضعون تحت وطأة الأوزان الشعرية
"ابتسامة"
بما قاله أبو الأسود الدؤلي :
ولستُ بنحويٍّ يلوك لسانه * * *ولكن سليقيٌّ أقول فأُعرِبُ

لهذا فقد ظهر لي أن قوله مثلاً
ثم الصلاة على المختار من مُضَرِ ................................

وقوله :
.........................***تجري مدى الزمن الطويل ذي المِحَنِ
ليسا بسواء

والذي أعجب له أنه بلغ بالأخوين الكريمين أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن إلى ان يتابعا أبا العباس متابعة تامة في كل شئ , ويتركاني وحيدا ,ولم يخطِّئاه في كلمة واحدة ولا حتى في قوله :
رُوحٌ فما أعظم التوحيد للسنِنِي
مع أنه لا مكان للياء في قوله : للسنِنِي
وإنما الصحيح أنها بالكسرة فقط

وعلى العموم فهذا ليس موطن النزاع , ,إنما هو في وزن هذه القصيدة ووالله إني لأتمنى أن يكون الحق معكم , وما ضرني ذلك , بل فائدة سيقت إليَّ من دون جهد , ولكن لساني له معاييره الخاصة ,

وإليكم ما ارتضاه لساني ويجري منه مجرى السهولة :

مما هو على بحر الرجز ووزنه : مستفعل فاعلن مستفعلن فعلن

ثم الصلاة على المختار من مُضَرِ ................................
خطْبٌ عظيم دهى فاهتزت المُهَجُ * * فاغْرَوْرَقَ الدمع في سيلٍ من الجَفَـنِ
مات الذي كان بالأولاد يفتخر .......................................
هذا وأعظمها التوحيد منهجه *****إذْ كان ينشره في مجلس حسَنِ
على شيوخٍ كبار السِّنِّ يقرأه *****يُمليه من قِيلِ شَيْخٍ عالم فَطِنِ[1]
.................................كما يَعيبُ الذي يأتي بذَا العفَـــنِ
كذا بداء البطون مات في جلدٍ ***يرجى له أجر ذاك الخير في السُنَنِ[2]
في مدَّة قدرها شهر يمَرَّضُ في***................................
خصاله عَدَد ٌمحمرَّةُ الخُـــــدَدِ**** ................................
أشار نحو السماء رافعا يَـــــدَهُ***لسانه ذاكر مُسْتَحْضِرَ الثَـمَنِ
فارحمْه يا ربِّ واغفرَنْ خطيئته****أدخلْهُ مُدْخل صدق عاليَ المٌتُـــنِ

وأما الذي لم يرتضه لساني ويراه قد أصابته الزحافات وخارجا عن الوزن السابق إلى حدٍّ ما ويجري منه مجرى الثقل مع تباين في ذلك ,
فهو كما يلي :

الحمد للملك العظيم ذي المنن *****مصرِّف الحادثات مع شظا الفتن
.........................***تجري مدى الزمن الطويل ذي المِحَنِ
.........................*****لأنهم سلفٌ مشوا علــــــى السُّــــــنن
...............................**** تَذكارها يُذهِبُ الأسى مع الحَزَنِ
يدعو إلى ترْكِ وَعْدةٍ و زَرْدَتِها***..............................
............................... فراشه صابرا على رحى الغَبَــنِ
فاضت من الجسد الضعيف ذي الوهَنِ***.......................

وقد أفردت ذلك ليتعيَّن موطن النزاع ومحل النقاش , ليحصل الانصاف , ويتحدد موقع اختلاف المفاهيم العروضية .
فإن كان ذلك مما هو متجاوز عنه من الزحافات في علم العروض كما أفاده أخي العكرمي نقلا عن ميزان الذهب للهاشمي , فلا يسعني إلا متابعتكم أيها الأكارم , ولكنني أحببت أن أشاطركم بما وهبني الله من معيار ذوقيٍّ سلَقي
مع اعتذاري لكم عما حصل من حيلولة بينكم وبين هذه المشاعر الأخوية
وأخص بالاعتذار أخي ابا العباس على ما أفاض به من مشاعر رثائية حانية .
سائلاً الله أن يرحم أباه , ويبارك له في زوجه وولده ,
والله المستعان

[أبو أحمد ضياء التبسي]

جزاكم اللهُ خيراً؛

وأود أن أقول لشيخنا أبي رواحة -تأييدا-: [لست وحدك]؛ فبصراحة أنا أيضاً اسثقلت الأبيات وتكلمت لأخينا بلال عليها؛

ولكن لمَّا أن كان الميدان ليس لأمثالي لم أكتب شيئا؛ -غير أني شكرت أخانا محمَّداً على مشاعره الطَّيِّبة؛- وأيضاً لما أن كان في القوم الشيخ أبو رواحة والأستاذان: بلال والعكرمي.

ولي سؤال أوجهه لشيخنا أبي رواحة -زاده الله من فضله-؛
هلي يكفي في القصيدة أن تكون أوزانها غير مكسَّرة لتكون مقبولة؟
أو بمعنى آخر؛ هل يؤثٍّر ثقل وزن القصيدة -ولو كانت موزنة- عليها من ناحية قبولها أو ردها؟؛

وفي الأخير أعتذر من الجميع على تطفلي وعلى رأسهم الأخ محمد رحيل -حفظه الله-.

محبكم ضياء