|
كاتب الموضوع | فتحي العلي | مشاركات | 0 | المشاهدات | 1432 | | | | انشر الموضوع |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
البلاغ المبين والنصح الأمين في براءة السلفيين من الخوارج التكفيريين
بسم الله الرحمن الرحيم تناقلت وسائل الإعلام المحلية والعالمية المرئية والمسموعة والمقروءة خبر أحداث مدينة الزرقاء الأردنية بعد صلاة يوم الجمعة (11/ جمادى الأولى/1432هـ = 15/ نيسان/ 2011م)، ونسبتها جهارا ًنهاراً للسلفيين، وأداءً للأمانة الشرعية، وإقامة للحجة الرسالية؛ فلا بد من البلاغ المبين والنصح الأمين في بيان حال هذه (الفئة الباغية) التي قامت بهذه الأحداث، وتبيين حقيقتها: ﴿لِّيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ﴾ [الأنفال: 42].البلاغ المبين والنصح الأمين في براءة السلفيين من الخوارج التكفيريين ومما نسب إليهم من أحداث مدينة الزرقاء الأردنية 1- إن الدعوة السلفية المباركة في الأردن -حرسها الله من كل سوء- منذ أن نشرها شيخنا الإمام محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في نهاية الستينات، وكلمتها سواء في المظاهرات وأخواتها، والعنف ومشتقاته، وأن ذلك مخالف للكتاب والسنة وإجماع أئمة أهل السنة والجماعة؛ لأنها فروع على الخروج على ولي الأمر، ومنازعة الأمر أهله. 2- إن الدعوة السلفية عبر مسيرتها الهادية الراشدة، وخلال رسالتها السامية الهادفة في الأردن -رد الله كيد الأعداء عنه- لم تشارك ولن تشارك في شيء من هذه الفعاليات؛ من مسيرات، أو اعتصامات، أو إضرابات، فضلاً عما هو فوقها مما حدث في مدينة الزرقاء من شغب واعتداء وتخويف للآمنين من عامة المسلمين، ومضاربات بالسلاح الأبيض مع رجال الأمن. لأن الدعوة السلفية تسعى للإصلاح عبر القنوات الشرعية التي تصون دماء المسلمين، وتحفظ أمن المواطنين، وتحقق المصالح الكبرى للأمة، والمقاصد العظمى للوطن في ضوء الشرع المبين. 3- إن القائمين على تلك الأحداث يعرفهم القاصي والداني في الأردن بأسمائهم وسيماهم، فهم حرب على الدعوة السلفية وعلى ثوابتها المنهجية، وعلى علمائها ودعاتها منذ سنين طويلة، بل هم يتبرؤون من التسمية بـ(السلفية)؛ لأنهم يعدونها بدعة محدثة، فبأي دين أو عقل أو قانون أو عرف أو مصلحة ينسبون للسلفيين، وتُعَصَّبُ جنايتهم بالدعوة السلفية؟ 4- إن هذه الحركات التكفيرية التي قامت بتلك الأحداث أنبأت عن نفسها بنفسها، وأخبرت عن هويتها بأعلى صوتها، وطرحت برنامجها دون لبس، وأعلنت أسماء قادتها بوضوح: (أسامة بن لادن، أبو مصعب الزرقاوي، أبو محمد المقدسي... إلخ)، وهؤلاء عرفوا بأنهم تكفيريون جلد، وخوارج جدد؛ باتفاق علماء الدعوة السلفية على امتداد العالم الإسلامي، الذين حذروا من فكرهم التكفيري وفتنتهم الكبرى، فَلِمَ يلصقون بالسلفيين وتنسب أعمالهم لدعوتهم؟! 5- إن استغلال بعض قادة هذه التيارات التكفيرية لمصطلح السلفية هو تكتيك مرحلي لتمرير أفكارهم المنحرفة، وأفعالهم الشنيعة؛ لأن السلفية لها رونقها الجميل الخلاب، ومذاقها الحلو الجذاب؛ فقد حازت على ثقة المسلمين، لأن أبجدياتها تقوم على منهج الإيمان والأمن والأمان: - الإيمان العقدي، والمنهجي، والسلوكي، والتربوي. - الأمن السياسي، والاقتصادي، والاجتماعي، والنفسي. - الأمان المحلي، والإقليمي، والعالمي. كل ذلك بضوابطه من الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح من الصحابة الأبرار ومن تبعهم بإحسان. ولذلك؛ فإن ما تقوم به وسائل الإعلام على اختلاف مواطنها، وتباين جنسياتها، وتنوع توجهاتها؛ يساهم في نشر منهج العنف الذي تدعي أنها ضده، وأنها تسعى لتجفيف منابعه، وتحاول تقليم أظفاره! وكذلك تجعل شباب الأمة صيداً سهلاً لهذه التيارات التكفيرية؛ تحت ستار دعاوى: أنهم سلفيون! 6- الدعوة السلفية دعوة واحدة بمنهجها وثوابتها، لا تقبل القسمة والتعدديات، التي تنسبها إليها وسائل الصحافة والإعلام، أو ما يطلقه عليها بعض السياسيين: «سلفية تقليدية»، أو «سلفية جهادية»، أو «سلفية تجديدية» أو «سلفية إصلاحية»، أو «سلفية تكفيرية». فالدعوة السلفية تستمد وجودها واستمرارها وانتشارها من وضوح منهجها، ورسوخ ثوابتها، وتوجيهات علمائها الأكابر، في وقت يرفع أدعياء السلفية –المنسوبون إليها زوراً، المنتسبون إليها تلبيساً وتدليساً- عقيرتهم بتضليل العلماء وتسفيه فتاواهم، والتشكيك في ولائهم؛ لذلك فإن هذا تقسيم مبتدع مغاير للواقع، مناقض للحق، مخالف لبدهيات الدعوة السلفية الحقة. وبالجملة، فالسلفيون بوضوح منهجهم، وعلانية دعوتهم، ينفون العنف، ويدفعون الشغب، ويأبون الفوضى -ولو كانت خلَّاقَة-، ويتبرؤون من الغلو في التكفير، الذي تمارسه هذه (الفئة الضالة) التي أساءت لنفسها وللسلفية وللإسلام. 7- لأجل ذلك كله ينبغي على الساسة الصادقين والإعلاميين المنصفين: أن يحرصوا على السلفية، بفطرية دعوتها، وسلامة منهجها، ونقاء مقصدها حرصهم على أنفسهم؛ فهي: دعوة الإيمان، والأمن، والأمان. دعوة الرجوع للدين الحق المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وورثه أصحابه الكرام، وسار عليه التابعون وتابعوهم الأعلام. دعوة جامعة، أبت أن تكون حزباً يتحزب حوله الناس، فيتفرقون عن أمتهم الواحدة، وينقلبون على أوطانهم في طرفة عين. دعوة تريد للأمة والأوطان الخير والحق والعدل والإصلاح، ولا تريد منهم ذكراً، ولا تبغي عليهم فخراً، ولا بينهم جاهاً ولا منصباً. عوة تعطي كل ذي حق حقه، وتعرف لأهل الفضل فضلهم وسبقهم. نعم لأجل ذلك كله: ينبغي على الساسة: أن يُسَخِرِوا إعلامهم لنصرة السلفية وعدم خذلانها أو التثبيط عنها، فضلاً عن ظلمها، وإلصاق ما ليس منها بها، أو نسبة ما تتبرأ منه إليها. ويجب على الإعلاميين المنصفين: أن يُسَخِرِوا أقلامهم لقول الحق ونصرته، وتحرِّي العدل في القول، والسداد في العمل. وقبل ذلك وبعده؛ فإن لم يقم السلفيون الخُلَّص بحق دعوتهم عليهم فهماً وتطبيقاً ودعوة للتي هي أحسن بالتي هي أقوم؛ فإن غيرهم لن يقوم بل لن يدخر وسعاً في تشويه دعوتهم وإلصاق التهم بهم. ﴿فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد﴾ [غافر: 44] ﴿إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيب﴾ [هود: 88] كتبه فضيلة الشيخ الدكتور سليم بن عيد الهلالي المشرف العام على مركز السلف الصالح للدراسات الاستراتيجية ومجلة الصحيفة الصادقة عمان في (14/ جمادى الأولى/1432هـ = 18/ نيسان/ 2011م)
الموضوع الأصلي :
البلاغ المبين والنصح الأمين في براءة السلفيين من الخوارج التكفيريين
-||-
المصدر :
منتديات الشعر السلفي
-||-
الكاتب :
فتحي العلي
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
.: عدد زوار المنتدى:.