المنهج الحق الذي لا مرية فيه

المقال
المنهج الحق الذي لا مرية فيه
2020 زائر
30/07/2011
غير معروف
الشاعر أبو رواحة الموري


المنهج الحق الذي لا مرية فيه
حَيرة
ظهـر التفرُّق بين قومي يعمل * * * والناس أمثال الفراش تولوِل
والتائـه الحيران ينعـي حظَّـه * * * بين الرعيـة واقـفٌ متعطِّل
يمضي رويداً ثم يصغي تـارةً * * * ويكاد من فرطِ المصيبة يُقتل
فالقلب مشطورٌ وعقلٌ غارقٌ * * * في نَهر أشتاتٍ تجيء وتقفُل
أنى بمعرفـة الحقيقـة يلتقي ؟ * * * والكل من نفس المصيبة ينهل
يا سامعاً لطنين صوتَي قفْ معي * * * نمضي وراء الحق نسعى نعمل
كم من طوائفَ أُظهِرتْ في أرضنا * * * وغدت من الأحقاد عِبأً تحمل
جماعة الإخوان المسلمين
فهنـاك طائفةٌ تقول لهم قِفُوا * * * إذ في الرياسـة ما يُعز ويجمُل
إذا في الرياسـة عزُّ كل قبيلةٍ * * * ولحكمهـا نمضي حثيثـاً نأمُل[1]
فإذا أقمنـا للإلـه شريعـةً * * * سنقـود أمتنـا زمانـاً تحفُل
وإذا أقمنـا للإلـه شريعـةً * * * سنفـوز في دار الإقامة نرفُل
فهم النقيض وأمرهم أسطورةٌ * * * إذا لا رياسة دون دِن يعمل
فوسائل ٌ قد حرِّمت جاؤا بِها * * * كيما تبلَّغهـم إلى مـا يكمُل
منها انتخاباتٌ تجاروا خلفَها * * * ليشابِهوا الغرب الذي لا يخجل
حزبيةٌ أرسى قواعد عرشها * * * قوَّادهُم ، فمن الذي يتعقَّل ؟
أين العقيدة أظهرت أبطالها ؟ * * * إن كان فيهم من يضِلُّ ويجهل
إن كان فيهم من يمرِّغ وجهه * * * بتراب قـبرٍ عنـده يتوسَّل[2]
إن كان فيهم من تشبَّهَ جهرةً * * * بلباس أمريكـا فصـار يفضِّل
إن كان فيهم من يدنِّس مجدنا * * * إذ خالف الأسلاف عمداً يفعل
إن كان فيهم من يشاهد مشهداً[3] * * * ويرى الغنـاء محللاً يستقبِل[4]
ذا مبدأ الإخوان لستَ بجاهلٍ * * * عن مبـدأٍ يسعى وليس يدلِّل
جماعة التبليغ
وهناك طائفةٌ تنـادي حُرَّةً * * * ولـها مع الإيمان شرعٌ معضل
وتقول بالإيمـان[5] نحيي أمةً * * * لتصير من قبح الرذيلـة تخجل
فإذا أنخنـا في القلـوب مخافةً * * * مـن ربنـا نلقى جنانـاً تبجُل
سنشد رحلتنا إلى كل الورى * * * ونبلِّغ الدين العظيـم ونرسل
هيهات ذا نَهج عجيبٌ أمره * * * فالعلـم بالإيمـان شرعٌ أكمل
لكنْ عبادَتك الإلـه بغير مـا * * * علـمٍ ضـلال شـره متأصِّل
وتعبُّـدٌ لله ليـس بنافـعٍ * * * حتى يكـون لعلـم ديني يشمل
فالعلم يعلي المرء دوماً صاعداً * * * والجهـل يدني من عَـلا ويسفِّل
فجماعـة التبليغ هذا نَهجها * * * من غير علـمٍ عزمهـا متجوِّل
بل حرَّفت آيات ربك جهرةً * * * عما أريد بِهـا فبئـس المدخل
آي الجهاد تحوَّلت عن أمرها * * * نحو الخروج فذاك أمـرٌ مخجل
كم بدعةٍ جاءوا فماتت سنةٌ * * * والشركَ قد فعلوا وكم قد بدَّلوا
ولسان دعوتِهم نساير قومنـا * * * فلعـلَّ مـن يصغـي لنـا يتقبَّل
هيهات ذا أمرٌ وخيمٌ فعلـه * * * يـردي بصاحبـه وليـس يبجل
جماعة الجهاد
وهنـاك طائفةٌ تخطط خفيةً * * * وتقـول بالكتمـان ذاك الأمثل
وإذا تُخالِف أمرها في لحظة * * * فاعلـم بأن الرأس عنك سيُفصل
وهي التي نادت بصوت واضح * * * أنْ للجهـاد تحرَّكـوا واستعجلوا
هذي أيادي الغرب تعمل بيننا * * * وتسـوم أمتنـا عذابـاً يقتل
لا هدنةً معهم ولا سلميَّةً * * * لكنمـا الإعـداد ذاك الأفضل
وهي التي نادت بصوتٍ خافتٍ * * * كخفوت نارٍ أُضرمت فاستفحلوا
إذ أنَّهم لا أرض تحمي صفهم * * * بل لا مؤونة غير شخصٍ يبذل[6]
فإذا قضى في الناس يوماً نحبة * * * فإذا الأمـور توقَّفـت تتعطَّل
إذ لا شيوخ تحضهم في أمرهم * * * بل لا علوم تقودهم كي يحفلوا
قد شابَهوا نَهج الخوارج جهرةً * * * وأتوا خصالاً مثلهم وتمثَّلوا
خرجوا على أمر الولاة صراحةً * * * بل خالفوا السلف الكرام وعطَّلوا
فحماسهم يقضي على تعليمنا * * * وبلادنـا تَصلى بنـارٍ تشعل
أهل السنة هم الطائفة المنصورة
وهنـاك طائفة تقول تمهلوا * * * واستوقفونـا ههنـا وتـأمَّلوا
فمن الحماقـة أن ترومـوا منهجاً * * * ما ليس في أسلافكم قد يفشَل
إن الخلاف بدربنـا متفاقمٌ * * * لكنمـا نَهج الرسول يُبجَّل
فهناك طائفةٌ مضت منصورة * * * بثبـات منهجـا فليس يبدَّل
ما ضرها من عاش يمضي دهره * * * ليخالِف النهـج القويم فيفَشَل
فالمنبع الصـافي يرينـا شِرعَةً * * * ضاعت مع الأزمان صارت تُجهل
أين التمسك بالكتاب وسنة ؟ * * * يا ويح قومي ما لهم قد أوَّلوا
إذ كان في نَهج الرسول شريعةٌ * * * سارت بِهـا الأقوام دهراً تعمل
فرأيتهـا عاشت بسنة أحمدٍ * * * وبدربِهـا نَهـج الرسـول تُدَلِّل
وطريقها السلف الكرام،فلَيلُها * * * عـزمٌ أكيـدٌ والدُّنـا تستقبِل
ليست مفرِّطةً لحبة خردلٍ * * * من دينهـا ما عـاش فيهم مقبل[7]
يا شيخ دعوتنـا نبث همومنا * * * وأنينـا فاسمـع إلى مـا ينقل
ظن الطغاة بأن درب رسولنا * * * ثـوَرات منقلـبٍ بليـلٍ يقتـل
لا والذي فطر السماء فدربه * * * درب الـرشاد وسنـة تتهـلل
فقلوبنا يا شيخ صارت مضغةً * * * مجـروحةً ودمـاؤهـا تتهمَّـل
وعيون من أمسى مُجارًا عندكم * * * سكبت دموعًا بل أراها تَهمـل
وأرى ضغوطًا قد ترامت نحوما * * * من كل صوبٍ كي يذلَّ المشعل
وأرى صروح العلم عند عدونا * * * شيئا من الإرهاب ليس يبجل
يا أيها الصحب الكرام بلاؤنا * * * فـي الله ليـس لغيـره نتذلَّل
فلنا بما وجَدَ الرسول وصحبه * * * تاجٌ رفيـعٌ مـن تأسٍّ يكمل
قد قيل : إنك يا محمد شاعرٌ * * * أو كاهنٌ أو ساحـرٌ يتقـوَّل
ورموا صحابتك العظام بفريةٍ * * * لكنما نصـر الإله يجلجـل

يا من جعلت الحوت سكنى عابدٍ * * * وإذا بيونـس ذاكـر متبتل
يا من جعلت الجب كوخاً فارهاً * * * وإذا بيوسـف وجهـه متهلل
يا من جعلت النار عيشاً بارداً * * * من بعد أن كانت حريقـاً يقتل
وإذا بإبراهيـم ينجو سالمـاً * * * لتعيش دعوته ويعلـو المشعل
يا من جعلت البحر طُرْقاً نافذاً * * * وإذا بمـوسى عـابرٍ مترسِّل
وجعلت ذاك البحر طبْقاً واحداً * * * ليموت فرعـونٌ وبئـس المقتل
إجعل لمن كان البلاء رديفه * * * نصراً عزيزاً للعـدو يجلجل
ثم الصلاة على الأمين محمـد * * * من عـاش في ذات الإله يبجل

بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
دماج صعدة
19/3/1416 هـ


الحواشي


[1]كان عمر بن الخطاب يقول : تفقهوا قبل أن تسودوا . رواه البخاري تعليقاً ، ووصله ابن أبي شيبة وإسناده صحيح كما في" الفتح " (ج1 ص66) .
وقال ابن حجر :إن تعجلتم الرياسة التي من عادتِها أن تمنع صاحبها من طلب العلم ، فاتركوا تلك العادة وتعلموا العلم لتحصيل لكم الغبطة الحقيقية . انظر "مدارك النظر في السياسة " لعبد المالك بن أحمد بن المبارك الجزائري ص (169) .
[2]لذلك قرر المرشد الثلث لجماعة الإخوان (التلمساني ) في كتابه " عمر بن الخطاب شهيد المحراب " ص(1979) ما يلي : ولا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الظاهرة والدعاء فيها عند الشدائد . انظر"حوار هادئ مع إخواني" لأحمد الشحي ص (21) .
[3] ولهذا يقول التلمساني أيضاً في كتابه "ذكريات لا مذكرات" ص (16) تحت عنوان (صليت في السينما ) : إنني لما كنت أباشر عملي كمحام وأنزل يوم الجمعة لأحضر بعض الأفلام السينمائية وكنت أنتهز فرصة الإستراحة (الإنتراكات ) لأصلي الظهر والعصر مجموعتين مقصورتين في أحد أركان السينما التي أكون فيها .
كما نقله صاحب رسالة "حوار هادئ مع إخواني " ص94) .
قلت : قد علمنا بأن الجمع والقصر من سنن السفر ولم نعلمهما من سنن مشاهدة الأفلام إلا من المرشد العام ؟! } رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا....{ [آل عمران : 8] .
[4]سيأتي - بإذن الله – في النونية الكبرى ذكر من يرى ذلك كالغزالي وغيره .
[5]ومع هذا فهم يدنونون حول إيمان مجمل لا يُغضِبُ يهودياً ولا نصرانياً قاله العلامة ربيع المدخلي حفظه الله .
[6] هو أسامة بن لادن الخارجي التكفيري الدموي ومن يقوم مقامه أو يسلك مسلكه .
[7] بمعنى أن الأمة ليست مفرطة لشيء من دينها ما وجد فيهم العلماء وعلى رأسهم محدث الجزيرة أبو عبد الرحمن الوادعي رحمه الله .

http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=923

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
01-01-1970 12:00 (غير مسجل)

[ 1 ]
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
4 + 9 = أدخل الكود

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

تسجيل الدخول للموقع
البحث في الموقع
البحث في
خدمات الموقع