شامةٌ في جبين التـاريخ

المقال
شامةٌ في جبين التـاريخ
1962 زائر
03/08/2011
غير معروف
الشاعر أبو رواحة الموري

شامةٌ في جبين التـاريخ

شـمـس الـعـلـوم علـى البسيطة تسطع *** تَــهــدي الأنــام ولـلـجـهـالة تقـمـع

كــنا نــعـيـش بـِهـا وفـي أكـنـافــها *** حــتــي أتـى خــطـــْبٌ عظـيم مـفــزع

أن ابـن هــادي قــد تــفــاقــم داؤه *** بل سار لـيلاً نـحــو صــنــعا يــسـرع

فـإذا بـشـمـس الـعـلم يخفـت نور ها *** فـي أرض دمــاجٍ فــخــاف الـــركَّــع

وهــنـاك خـيَّـم فـي ربـا هـا حز نـنا *** واشـتـد كـربـي حـيـن يـدنـو المضجـع

فمـضــيـت أسـأل أيـن شـيـخ بـلا دنـا *** أيـن الــذي يـدعـو الـقلوب فـتخـشـع؟

أيــن الـذي كـانــت مــجـالـس درسـه *** عــطـراً يــفــوح ومــســكه يـتـضوَّع؟

أيـن الــذي كــانــت بـه أنــفــاســنـا *** تــزكــو إذا غــاب الـربـيـع الُـمـمـْرِع؟

ذاك أيـن هــادي إن تــحــدَّث مـــرة *** فـــنـــودُّ أن حــديـثــه لايــُقــطــع

وهنا أجابـونـي وفـي كـلـمـاِتــهــم *** أمـر عـجـــيـب والــحـقــيقـة أوسـع

أن ابـن هـادي صـار يــدعـو جـهـرة ***فـي أرض صــنـعـا حـيـن طـاب المـشْرع

ويـــصــيِّـرنْ دور الــعــلاج لِــضــرُهِّ*** دوراً لذا التـعلـيـم فـــيـهـا يـنـفــع

أر حـلـتَ مـن أجـل الـدواء لـضـركـم *** أم كي تـقـود لـنـا الـقــلـوب وتـجـمـع ؟

حتـى مضت تلـك الـجـمـوع غـفــيـرة ً *** كـيــمـا تــشــاهــد شـخـصـكم وتجمعوا

من كـل فــج أقــبــلـوا فــعـقــولـهـم*** مــشــدوهـةٌ وقــلــوبُـهــم تـتــقــطَّــع

فــإذا رأوك تــبــددت حــســـراتُـهـم *** وتــلـذذوا بـلــقــائــكــم واســتـمـتعـوا

وهــنـا أقـلِّـب لـلـقــصــيـد دفــاتـري *** مــتـرسٍِّــلاً وشــتـاتَ فــكــري أجـمــع

وأقـول:إنـك يـا ابـن هــادي شــامــةٌ *** فـي غــرة الــتــاريــخ أنــت المــرجـــع

وأنا أقــلِّب فـي الــورى صــفــحـاتــه *** فـإذا لـصــفــحـتـكــم بــيـاض يـنــصــع

مـن ذلـك الـرجـل الـعـظــيــم فـقَـدرُه *** فــوق الـولاة ولــيــس فــيـهــم يـطــمع

لـو كـان يـبـغـي فـي الـولاية مــنـزلاً *** مـــافـــات ذاك إذا تَـــحــرََّك أصـــبـــع

لـكـنــه يــرجــو بـــجــنــة ربـه *** داراً عـــظـــيـــمـــاً إن ذلـــك أرفـــع

حـتـي أتـى أهـل الزعـامــات التـي *** خَـشَـعــتْ لـه أربـاُبـهــا وتـخشََّـعـوا

وهـتـاك يـلـقـي بـالـنـصيحة شامـخًا *** في رفعة والقِـمْـش يــصـغــي يــســمــع

ويجـبيء مـن أهـل الـعـمـائــم زمـرةٌ *** مـمن لـهـم فـي ذا الــتــحــزب مــرتــع

فـهـنـاك مـن يـرجـو شفـاكـم رافـعًـا *** كــفَّـــيــه يـــدعـــو ربــه يــتـضـرع

وهناك من عرف الحـقـيـقـة حـســبـه *** فـي الاعـتــراف بـأن عــيـنـاً تـدمـع

لكنهم منعتـهـمــو الــدنــيــا فــمــن *** سـلــك الــتــحــزب غــالــبــا لا يرجع

وأتيتَ حـقًــا جـامــع الـخـــير الـذي *** سنــن الـهــدى تـعــلــو بـه بـل تـرفــع

فلذاك أقـبـل نـحــوكــم طــلابُــكــم *** مــن كـــل صـــوب نــِعــمَ ذاك المـــوقــع

فـأخـذت تـنـشـر مــن لآلـئ درسـكـم ***دررًا فـهـل فـي عـلــمــكــم مـن يـشـبـع

ذكرتنا عـصر الأئــمــة قــبــلــكـم *** مـمـن لــهــم فــي الــعــلــم شــأن أرفــع

كـابـن المـبـارك أوكـسـفـيـان الــذي *** وافـي ابـنَ راشــد دعــوةً فـتـجـمـعـوا

نـشـر الـثـلاثة لـلـهـدى فـي أرضـنـا *** فـــإذا ابــن هــادي لــلـثــلاثــة مَــرْبَــع

حـتـى أتـي أهـل الـصـحافـة جـهـرةً *** مـسـتـفـــهـمـيــن وكــم جــوابـك مـقـنِـع

لا لـم تــخــف فـي الله لــومــة لائـمٍ *** فــنـصــحــتـهـم بـالحـــق لا تــتــزعـزع

كـــان الـقــــراربــــأن دارعلاجـكـم *** ألــمـانــيــا والأمــرحـــقــــأمـــفــــجــع

فإذا به يـأتـي الــقــرارُ بــأنـكـم *** ســتــغــادرون إلـى الـريــاض وتــرجــع

سبحان ربـك كـيـف شـاء بــأنــكــم *** تــتــوجَّــهــون لمــكــةٍ فـلــتـــســرعـوا

فاشرب بِها من ماء زمــزم شــربــةً *** كــم عـشْــتَ دهــراً تـشـتـهـيـه وتـطـمـع

بـالبـيـت فـلـتـكـثِـر طــوافًــا إنــه *** هــدْي الـــرسـول وشــكـر ربــك أنــفـــع

فـي دولـة الـتوحيد كــان مــؤسِّــسًا *** أركــانَــهــا عــبــدُالــعــزيــز المـــبـــدع

بـل ســار فــي مـنـوالــه أبـــنــاؤه *** مــمــن لــهــم أســـمــى المــقـــام وأرفــع

نصروا بِهـذا العــصــر شــرع إلـهنا *** والــعــالمِــيــن بــه ومــن قـــد يــنـــفــع

عـلَّـمـتَـــنـا شــيــخَ المـكـارم أنــنــا *** نـشــدو بــمــن يـلــقـي الـجــمـيل ونرْفع

نـجـزي أولـي الإحسـان إحساناً فهل *** نـوفـيـهـم فــي الـفــضــل مـاقـد وقََّـعـوا؟

ولـقـد نـزلـتَ بـدار عـالــم عـصـرنا *** بـالـجـرح والـتـعـديـل لا يـتضعــضع

أعـنـي ابـن هـادي يـاابـن هادي إنه *** أضــحـى ربــيـعـاً فـي لـقـائـك يُمـْرِع

حـيـاكــمــا الــرحــمــن مـاآواكـمـا *** دار بِــهــا هــدْي الــنـبـي المــرْجـع

ثــم الـصـلاة عـلـى الأمـيــن مـحـمـد *** مـن سـوف يـأتـي فـي القـيـامة يشفع

حرِّرت في الساعة العاشرة والنصف

من مساء يوم الإثنين الموافق لليوم

الرابع والعشرين من شهر شعبان لعام 1421 هـ

المملكة العربية السعودية

مكة المكرمة ــــ جبل السودان

بقلم الشاعر/

أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري

وفقه الله

شَامَةٌ في جَبينِ التَّاريخِ

بصوت الشاعر

أبي رواحة

عبد الله بن عيسى الموري

" يحكي فيها الشاعر الرحلة العلاجية للإمام الوادعي رحمه الله أثناء مرضه وقبل وفاته رحمه الله"

http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=14

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
4 + 9 = أدخل الكود
روابط ذات صلة

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

تسجيل الدخول للموقع
البحث في الموقع
البحث في
خدمات الموقع