حضرموتَ التي رأيتُ
فـي حضرموتَ رأيتُ الخيرَ قد هطَلا * * * ودعـوةً قـد غدتْ في سيرها مثَلا
والعـينُ وادٍ بها يسمو النخيلُ به * * * فـي الجـود وافق قوماً تتبْعُ الرُّسُلا
أهـل المكارم والأخـلاق إن لهم * * * تعاونـاً يُذهِلُ الألبـاب والعُقَلا
أهـلاً وسهلـاً بلُقياكم فكم سعِدتْ * * * أنفاسُنـا ولبِسْنـا بينكـم حُلَـلا
وما أتينـا وربُّ الكـون شاهـدُنا * * * لجمْـع مـالٍ ولا يُعطاه مـن دخَلا
فليـس نملك إلا النُّصـحَ نرسـلُه * * * ومـا ملكنـا به نُـوقًا ولا جمَـلا
فـذي (تـريم) تنـادي كلَّ آونةٍ * * * أين الأُباةُ وأين السادةُ النُّبَـَلا ؟
فتلك صـوفيةٌ قـد فـرَّختْ ولها * * * شـرائعٌ خالفتْ في نَهجها الرُّسُلا
وتلك حـزبيةٌ تبـدو عـداوتُهـا * * * قد مزَّقتْ شملَ مَن أضحى بِها بطلا
لكنَّ ربي سيُعلي الحـقَّ فـي زمـنٍ * * * ويشربُ الناسُ مـن أكـوابه عسَلا
وتلك (عَيناتُ) كـم من قبةٍ رُفِعتْ * * * بأرضهـا وبِهـا الإشراكُ قد حصلا
فتلك سبـْع قبابٍ قـد غدتْ علماً * * * ترى بِها الشِّركَ والتضليلَ والدَّجَلا
قد ألـزموا كلَّ مَـن يأتي بساحتها * * * يمرِّغ الـوجْـهَ بالأطيان مُبتهِـلا
و(القَطْنُ)أضحتْ خليطًا ليس يجمعها * * * في سيرها منهجُ الأسلاف والنُّبلا
تكتلاتٌ مـن الأحزاب قد عَبثتْ * * * بشـرعنا خالفتْ فـي ذلك الرُّسُلا
لكـنَّ فـي أرضها قوماً ا أولي همََمٍ * * * سيرفعـون شِعـارَ الحـق إنْ نزلا
وتلك (سيئون) أضحتْ في تنافسها * * * لـ(حوطة) العلم فيهم تَضربُ المثَلا
وفي (شبام) أناسٌ قـد غدَوا مثَلاً * * * وناطحـاتُ سحَـابٍ فاتْركِ الجدَلا
و(ساه) لم تنظـرِ العينانِ منظرَها * * * فـلا تلـوموا يـراعي أيها النُّبَلا
لـذاك إنَّ اعتـذاري جاء خاتمةً * * * ثم الصـلاة على مَـن خيرُه رَفَلا
كتبت في سيئون – حضرموت
في شهر ربيع الآخر من عام 1419هـ
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري