يقـول أبـو رواحةَ يا رفاقـي * * * * أمَا للجنـة الحسنَـاءِ راقي ؟
أمَـا للجـنة الحـسناءِ قـومٌ * * * * يقومون الليالي َ في اشتيـاق ؟
أمَـا للجـنة الحـسناءِ عـزمٌ * * * * تقاصـرُ دونه كل المـراقي ؟
فما فـي الجـنة الخضراءِ بؤسٌ * * * * وليس بِها سوى كأسِ الدِّهـاق
وليس بِها سوى الأغصانِ خضراً * * * * تثاقـل بالثمـار بدون سـاق
وذا الرمـانُ من غصـنٍ تدلَّى * * * * فطاب الأكْل من حلْو المـذاق
وذي الحـوراءُ نادتنا بصوتٍ * * * * أمَا صومٌ يكون به صداقي ؟
فيا لله مـن طـرفٍ كـحيلٍ * * * * ويـا لله من رَوْح العِنـاق
فلـو هبَّـت بوجهٍ فـي سمانا * * * * لَتَكسِفُ شمسنا بعد انبثـاق
ولـو غنَّـت أناشيـداً بلحنٍ * * * * لفاق العودَ في دنيـا السِّباق
وبعد نعيمها مـن كل شـكلٍ * * * * ينادي اللهُ بالقـول المُساق
أما ترضون بالنَّعمـاء فيهـا؟ * * * * فينعمُ كلهم من غير بـاق
شباب الحـق للجنـات قوموا * * * * إلى عَدْنٍ على قدَمٍ وسـاق
وشدُّوا العزمَ في الطاعات دوماً * * * * تكـونـوا المعْتَلِين لكل راق
كتبت في حارة زايد – الحديدة
في عام 1412 هجرية
بقلم الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
وفقه الله
|