تحذير القاصي والداني من انحرافات أبي الحسن السليماني
عن المنهج الرباني
دعاني نداءُ الشعر والشعر واجبُ[1] * * * إذا ما ادلهمَّت بالأنام المصـائبُ
دعاني وحسْبي إنْ دعـاني أجبتُه * * * لنشر مقال الحـق نِعْم المصاحبُ
وقد ظنَّ قـومٌ أن ذا النهر واقفٌ[2] * * * وأن مضيَّ الشعر قـولٌ لكاذبُ
وخافوا زماناً أن أدوِّن أحرفـي * * * ومن دوَّن اسماً في (البراءة)[3]راسبُ
فقلتُ دَعوني كم ظنـنتم وكلما * * * ظننتم فإن الشعر كالنجم ثاقبُ
إذا ثبَّت الـرحمن عبداً وجـدتَّه * * * رفيعاً، ولم يخـدعْه يـوماً تلاعبُ
تهاوى أناس فـي الضلالة جهرةً * * * وللناس فيما يعشَقـون مذاهبُ
فـذلك شيـنُ العابـدين[4] وإنه * * * إذا ما دعا يوماً إلى الدين كاذبُ
قفا نهجه فـينا الحوالـيْ وعودةٌ * * * وهمُّهما فـي العالمين المناصبُ
كـذلك جـاء المسـعريُّ وإنه * * * لدعوة خير المرسلـين مجـانبُ
وقد جـاءنا الحداد[5] ينـشر نهجَه * * * فذا باشميـل[6] للدعـاة يحـاربُ
وبعدهما عـرعور[7] جاء مـؤصِّلًا * * * وتأصيله قـد قـرَّظته الثـعالبُ
كذلك مغراويُّهـم[8] كان سالكاً * * * طريقةَ عدنانٍ[9] حـداها التلاعبُ
يقـول :بأن الناس حقاً تواتَرتْ* * *على الشرك[10]إذ لم يبْق حبرٌ وراهبُ
وكم يتلقَّى نهـجَ عدنانَ جهرة * * * وينشره فـي مغرب وهو راغبُ
فإن جاءه يوماً من الناس ناصحٌ * * * يقـابلـه شـتمٌ له ومـعايـبُ
ولم يـتقبَّل أيَّ نصحٍ لشـيخه * * * ربيعٍ[11] فذا عدنان خِـلٌّ وصـاحبُ
وصار بهذا الـدرب يجني ثماره * * * أبوحـسنٍ[12] عن منـهج الحق ناكبُ
بلى إنه قـد فاق من كان قبله * * * بكـيدٍ وتلـبيسٍ[13] وقـام يحـاربُ
ويشربُ كأس الحاقـدين وإنه * * * لمن رِيِّه بالحـقد نشـوان شاربُ
ويطعنُ في بعض الصحابة[14] جهرةً * * * ويلْمِزُ بعـضاً وهو للبعـض عائبُ
ويُثني على أهل الضلال[15] صراحةً * * * وطـوراً يزكِّيهـم وتلك عجائبُ
ولا يقبل التجريح فيـهم مقلِّداً * * * لشيخٍ ولكن منـظر الأمر واجبُ[16]
يزهِّد فـي تلك الـردود[17] لأنه * * * يقرِّر نهـجاً للـبرايا ينـاسبُ
ويسعى زماناً كي يرسِّخ منهجا * * * فسيحاً[18] وكم تبدو بذاك الشوائبُ
يرى أن جرح الزائغين مخالـفٌ * * * لذا الطابعِ العـلمي[19] ثم مجـانبُ
لذا لم يـفرِّق فـي الرواية مرَّة * * * عن الجرح والتعديل[20] تلك غرائبُ
ويدعو إلى تأصيل ما كان مُحْدَثا[21] * * * بذاك أصـولَ الأوَّلـين يحاربُ
يناظر أهلَ الزيغ فـي كل مرةٍ * * * بلا ضابطٍ إلا الهوى[22] والرغائبُ
ويأتـي ديارَ الزائغـين مناظراً * * * فيرفعُهم شأناً [23]وطوراً يضـاربُ[24]
تراه وقـد أبْدى التعالمَ جـهرةً[25] * * * وأصبح شيخاً وهو في الحق طالبُ
وينسب فعل الخير دوماً لنـفسه[26] * * * ويسلب أهل العلم إذ هو سالبُ
فإن قام يفـتي فالفـتاوى بعيدة * * * عن النص إن العقل للعلم غالبُ
يجـوِّز للشـرطيِّ حلقًا للـحيةٍ * * * وأن اختلاطاً في المدارس صائبُ
يخالفُ أهل العلم فـي كل لحظةٍ ٍ* * * ويطعنُ فيهم وهو للشر كاسبُ
يحارب أهلَ العـلم بالمال خُفْية * * * بجـمعيةٍ للبر فيـها العـقاربُ
لتلدغَ أتـباعَ الحـديث وحزبَه * * * وقد كان هذا أثبتتْه التجاربُ[27]
فمن كان منهم فـهو شيخٌ وعالم ٌ * * * ومن لم يكنْ منهم فتلك عناكبُ
أبا حسنٍ قد كـنتَ ترجو إطاحةً * * * بدعوة شيخي إن ذا الأمرَ خائبُ
فما كل تخـطيطٍ على الله ناجحٌ[28] * * * وما كل مـالٍ للشـريعة غالبُ
ولا كل ذي عـقلٍ سيزكو بعقله * * * وتعلو به فـي العالمين المراكبُ
لقـد رفع الله الكـريمُ بفـضله * * * شيوخَ حديثٍ في الزمان أطايبُ
فقد بيَّنوا ما كنتَ فـيه صراحةً * * * وحكمُهم في نقْدك اليوم صائبُ
فقد قال فـيك الوادعيُّ مـقالةً * * * سيذكرُها الأحفادُ إذ هو غائبُ
بأنَّك شخـصٌ ماديٌّ[29] فيـنبغي * * * يُحذَّر منك الناسُ حتى الأقاربُ
وقد قال فيك المدخـليُّ[30] وقوله * * * مقالُ بصيرٍ حين تأتـي النوائبُ
بأنْكَ على خط التحزُّب سائرٌ * * * وتلك دعاوى أنت منها لصاحبُ
وقد خُلِّطت تلك الأمورُ صراحةً * * * عليك وكم يبدو لديك التضاربُ[31]
كما قال صِدْقاً ذا الوصابيْ عبارةً * * * تُرينا بحـقٍّ أنْ بِكَ الشـرُّ دائبُ
بأنَّك قد أصبحتَ فينا مـنافقـاً * * * عليمَ لسـانٍ[32] أظهـرتْك المعائبُ
وكنتَ لدى النجميِّ صاحبَ بدعة[33]* * *فهل بعد هذا سوف ترضاك مارب؟!
أبا حسنٍ هـل كنـتَ إلا دويبةً[34] * * * تنـاطـح أعـلاماً وراهـا كتائبُ
وتجْـرحُ أعـلامَ الحديث بجُـرْأة * * * وتُشْهر سيـفَ الغـدر ثم تحـاربُ
تقابل شيخَ الـعصرِ أسـتاذَ وقته * * * ربيعَ الهدى بالشـتم والوجهُ غاضبُ
تقول: بأن الشيخ قـد شاخَ سنُّه * * * فتطعن فيـه وهو فـي الناس غائبُ
لكـم سلفٌ بالكـوثريِّ فإنـه * * * رمـى أنساً[35] والله حـيٌّ مـراقبُ
وما كنتَ يوماً تبصر الشيخَ مقبلاً* * *مجدِّدَ هـذا الدين[36]بل فـيه عـائبُ
وما ذاك إلا أن فـي السر دعوةً * * * تخالفُ ما تدعـوا إليه الكـواكبُ
وذي القنوات العالميـةُ أخْـبرتْ * * * بأحداث قولٍ ليـس يرضاه كاتبُ
بأنك قد غسًّلتً فـي ذلكم يدًا * * *بترك الوصابيْ [37]إذ على الكل ناعبُ
وقد شَهِدَتْ كلُّ البقاع بفضله * * * وصـار أبًا إذ كلنا اليـومَ طالبُ
تراه وقد أعـطاكَ أحسن نصحه * * * لهذا فمـن لم يقبـل النصح خائبُ
جرحتَ الحجوريْ أنه صار أحمقاً[38]* * *فهل أحمـقٌ تأتـي إليه النـجائبُ؟!
وقد أقبل الطلاب مـن كل بلدةٍ * * * عليه , ولكن حقـدُك اليـوم غالبُ
وتفتي بتحـريم الـرحيل لصعدةٍ [39]* * *وعن أرض دمـاجٍ يُخَذَّل راغبُ
ترى منهجَ الحـداد فيـها مقرَّراً * * * فهل يا تُرى من بنت إبليسَ خاطبُ؟!
ألا يا ربا دمـاجَ يا زهـرةَ المنى * * * ويا قلعةَ الإسلام منكِ الكواكبُ
ألا يا ربا دمـاجَ يا حصنَ مقبلٍ * * * له فيـك آثارٌ سَمت ومـناقبُ
ألا ياربا دمـاجَ إن غاب شيخنا * * * فما غاب قـولُ الحق يلقيه نائبُ
ففيك الحجوريْ يرفع الحقَّ ثابتاً * * * يزلزل عرشاً شيَّدته العـناكب
تراه وقـد أبدى النصـائح جمَّة * * * ولكنَّ قـوماً ألجمـتْهم مناصبُ
مضى لم يخـفْ في الله لومة لائمٍ* * *ولم يَثـنِه قـوَّالُ زور وكـاذبُ
وكم حاولوا تشويهَ صورةِ مقبلٍ * * * ولكنَّ أمر الله فـي الـناس غالبُ
فعاش عزيزاً يشربُ الذلَّ غيرُه* * *فسرْ يا حجوريْ إنَّ نهجك صائبُ
يدافع عنه كـلُّ صاحبِ سنةٍ * * * ومن ردَّه يوماً فـلا شـكَّ ذائبُ
أبا حسنٍ إن قلت: إنك راجع * * * وأقلعتَ عما أنت للشـر كاسبُ
فذاك دليلٌ أن مـن كان ناقداً * * * لنهجك ذو فضل له الشكر واجبُ [40]
فإن قلتَ :كلا لست عن ذاك راجعًا * * * فهم أهـل حـدادٍ لديـه ربائبُ
فما رام نصحًا من رأى منك حالةً * * * كهذي، ولم يحجـزْك عما تواربُ [41]
وبيني وبين الشعـر عهدٌ جـعلتُه * * * بأن لا يذوقَ المـرَّ إلا المحاربُ
فما كان شخصٌ للتحـزب ناشراً * * * يَشيد به إلا فـرَتْه المخـالبُ
وأنَّ عزائي مـن طعونك أننـي * * * أرى شرَفاً مِن أن مثلكَ ثالبُ
وقدكنتُ في عصر ابن هادي قذيفةً* * *فخُذْها وعند الله في ذا العواقبُ
وأخـتِم شعـري بالذي قد بدأتُهُ* * *بأن مقالَ الشعر فيك لواجبُ
كان الفراغ منها في الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل
من ليلةالجمعة الموافق السادس والعشرين
من شهر ربيع الأول لعام 1423هـ
بقلم الشاعر:
أبي رواحة عبد الله بن عيسى بن أبكر الموري
– سدده الله –
[1] وإنما كان واجباً لبيان الحق والدفاع عن أهله ولتعلقه بباب الرد على أهل البدع، ومعلوم أن الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله .
[2] إشارة إلى ديواني " النهر العريض في الذب عن أهل السنة بالقريض"، ولما لم أكن أحد الساعين في الفتنة والمثيرين لها عند من يزعم ذلك فقد تأخرت عن كتابة هذه القصيدة، حتى تكلم عن هذه الفتنة العلماء الكبار مما حدا ببعض الإخوة أن يظنوا أن نهر ديواني قد توقف عن مسيرته الخالدة في الدفاع عن الشرع المطهر، فكانت هذه القصيدة دفعاً لذلك الظن.
[3] إشارة إلى أصحاب (براءة الذمة) - التي حصل لهم بها المذمة - فقد كتبوا وثيقة حشروا فيها أكثر من ثمانين اسماً كلهم يدافع عن أبي الحسن ويزكيه.
[4] هو محمد بن سرور بن نايف زين العابدين الذي جعل من" لندن " موطناً له ودار إقامة وإليه تنسب فرقة السرورية.
[5] هو محمد بن محمود الحداد المصري الذي تنسب إليه فرقة الحدادية.
[6] هو عبد اللطيف با شميل السائر على منهج الحداد وناشر مذهبه.
[7] هو عدنان عرعور صاحب التأصيلات المحدثة التي لم يستطع إظهارها في حياة العلامة المحدث الألباني رحمه الله ولكنه بثَّها بعد وفاته.
[8]هو محمد بن عبد الرحمن المغراوي القطبي التكفيري الذي تبع عدنان عرعور في تلونه وتأصيلاته المحدثة.
[9]أي إذا كان المقرظ والمقدم لتأصيلات عدنان عرعور هي الثعالب؛فكيف يكون حال المصنف في التلون والروغان؟!.
[10]فقد قال المغراوي في تفسير البقرة شريط (14) وجه أ" وإذا كانت الأمة تتواتر وتتفق على المعصية،وتتفق على الشرك،وتتفق على الانحراف، وتتفق على التبرج،وتتفق على الانسلاخ من دين الله،وتتفق على الردة،وتجهل كل المخالفات،ماذا يقع لها ؟! ماذا تريدون ؟!!".
[11]والذي يقرأ في كتاب "صدق البيان في من هم أهل الإفك والبهتان" يظهر له جلياً كثرة توالي نصائح العلامة ربيع المدخلي -حفظه الله- للمغراوي وعظم تلاعب المغراوي.
[12] هو مصطفى بن إسماعيل السليماني المصري الذي جعل من مأرب مقراً له , والذي كان له دعوة خفية يتابع فيها سابقية من أهل الضلال لم يستطع نشرها في حياة شيخنا العلامة المحدث مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله خشية أن يلحقه بأصحابه فلما مات الشيخ رحمه الله أظهر أبو الحسن ما عنده من الأفكار الشاذة والسم الزعاف والولاء لأهل البدع والكيد بأهل السنة ظناً منه أنه قد خلتْ الساحة له ولأتباعه بوفاة العلامة الوادعي رحمه الله حتى إنه قال "قد ولى زمن الخوف" قلت :
ومن ظنَّ أن الحقَّ ولَّى بمقبلٍ فإن لنا في أرضنا ألفَ مقبل .
[13] وقد قال شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله - كلمة تكتب بماء الذهب "أركان الحزبية ثلاثة: الكذب، والتلبيس،والخداع ، وفي لفظ والمكر" ا.هـ قلت: وهذه الأركان قد رأيناها مشاهَدةً في دعوة أبي الحسن.
[14] ومن ذلك قوله في الحب ابن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنه : "أسامة تعدَّى أصلًا من أصول السنة وهو الحكم بالظاهر والله يتولى السرائر" ا.هـ كما في شريطه "حقيقة الدعوة" وقال أيضاً" : وشوف شوف العاطفة مستحكمة في نفس أسامة ويقسم على ذلك بالله "ا.هـ كما في شريطه "رفع الحجاب" ووصفه للصحابة في يوم حنين بالغثائية كما في شريط رقم (5) وجه أ، من الجلسة التي كانت في مأرب.
وقوله في شريط حقيقة الدعوة: فلما تكلم خالد في الصحابة ولما تكلم غيره قال دعوا لي أصحابي وقال لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً كل يوم - كذا قال - ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه. , السابقون السابقون لهم فضل أم الأصاغر الأراذل تحت الأقدام دائماً، لما رأى من أصحابه من يريد أن يتكلم في الأوائل قال دعوا لي أصحابي وكلهم أصحابه ولكن أصحابي الصادقين دعوهم لي. ا.هـ
قلت: وإنما ذكرت ذلك بياناً لحقيقة وقوعه في هذا الخطأ الفاحش، وبياناً لتخطئة من دافع عنه بباطل، والله المستعان .
[15]مثل ثنائه على سيد قطب في أنه لم يقل بالحلول ووحدة الوجود ،ومثل ثنائه على عبد المجيد الزنداني، وعايض القرني، وعبد الله السبت، ودفاعه المستميت عن المغراوي، وغيرهم كثير ممن أثنى عليهم , ثنى الله عنقه .
[16]أي أن أبا الحسن يرى أنه قد بلغ مرتب من الاجتهاد لا يقبل فيها جرح عالم من أهل السنة لرجل من أهل البدع حتى يقف على ذلك بنفسه خشية أن يقع في التقليد لفلان أو علان .
[17]كقوله في شريط "الفهم الصحيح" لبعض أصول السلفية: فترى الواحد منهم طالما أنه يتكلم في الأشخاص وإن كان ليس عنده شيء من الورع وليس عنده شيء من التقى ولا يحافظ على الصلوات، المهم طالما أنه عنده يعني قدرة على كذا أو أنه يتكلم في فلان أو أنه يحذر من فلان فهو ماشاء الله أسد السنة وسلفي جلد وأنه صخرة وأنه كذا ويأتون بالألقاب التي وضعت في غير موضعها.
[18]كما قال في شريطه "أصول ومميزات الدعوة السلفية" الموفق من يقرأ تراجم السلف يتَّخذ من طريقة السلف في فهمهم لكلام الله وكلام نبيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم منهجاً واسعاً أفيح يسع الأمة ويسع أهل السنة اهـ
[19]يرى أبو الحسن أن الرد على أهل البدع المتضمن لعبارات الجرح التي كان يستعملها السلف أن ذلك يخرج عن الطابع العلمي.
[20]إن أبا الحسن لم يفرِّق بين باب الرواية وباب الجرح والتعديل.
[21]كثيراً ما يدندن أبو الحسن بالرجوع إلى القواعد والأصول والثوابت والخطوط الدقيقة بين تلك المسائل، والتي عُلم مؤخراً أنها قواعد وأصول مبتدعة , كقاعدة حمل المجمل على المفصل في حق أهل البدع، وقاعدة نصحح ولا نهدم، وهي على غرار قاعدة عدنان عرعور : "نصحح ولا نجرح " تشابهت قلوبهم.
[22]يُكْثر أبو الحسن من مناظرات أهل البدع وربما زجَّ بنفسه في مناظرة كانت ثمرتها جعل السنة في قائمة الامتهان مخالفًا بذلك فعل السلف الذين كانوا يحذرون من مجالسة أهل البدع ويجتنبون مناظرتهم إلا أن تكون المصلحة راجحة وان تكون بين يدي إمام يفصل بين المتناظرين. وقد قال عمر بن عبد العزيز: من جعل دينه عرضاً للخصومات أكثر التنقل ا.هـ من جامع بيان العلم وفضله (2/931) والسنة للالكائي برقم (216) والشريعة (1/56
[23]كما حصل لأبي الحسن حين ذهب لمناظرة أمين جعفر في منزله , مما جعل أميناً يشتهر بهذه المناظرة ويُعرف بعد أن كان من سقط المتاع، حتى قال بعض الناس من هذا أمين الذي استطاع أن يناظر أبا الحسن ؟!، وأقبح من هذا وذاك أن أميناً ألقى محاضرة قال - فيها ساخراَ بأبي الحسن -: لم يستطيعوا أن يناظروني فأرسلوا إلي واحداً مصرياً ا.هـ قلت: فهل بعد هذا الذل من ذل؟!.
[24]كما حصل لأبي الحسن في مناقشته لعبد الله بن فيصل الأهدل في "الشحر "والتي أسفرت في نهايتها عن وجود مُضَاربة بين الطائفتين وارتفاع الأصوات في المسجد إلى غير ذلك من المفاسد .
[25]كثيراً ما يظهر أبو الحسن في مجالسه ولقاءاته بالناس بالتعالي ونسبة الخير إلى نفسه فيقول مثلاً نحن قد فعلنا وفعلنا وهلم جرا.
[26]لقد جنَّد أبو الحسن شباباً للبحث في فنون العلم مقابل بعض المال الذي يدفعه لهم , فكثيراً ما يجمعون له مادة الكتاب الذي يريد نشره ثم يقوم بتنسيقه وترتيبه ونشره مكتوباً علي طرَّته اسمُه.
قلت : وهذه إحدى الرزايا العصرية فإن كثيراً من دعاة التحزب الذين قد شُغلوا عن العلم والتعليم بكثرة السفريات والتجوال تراهم يجندون بعض الطلاب في حصر مادة الموضوع الذي سيتحدث فيه أحدهم , وقد قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
) الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ.( متفق عليه من حديث أسماء رضي الله عنها.
[27]فقد قيـَّد أبو الحسن شباباً بأمواله على هيئة كفالة داعية مما جعلهم عنه محامين وصيَّرهم في إخواننا طاعنين.
[28]ليس لهذه العبارة مفهوم مخالفة وقد قال ابن كثير رحمه الله تعالى: عند قوله تعالى ﴿لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة﴾، أنها لا مفهوم لها. وهذه العبارة من ذلك الباب، فليس كل كلام له مفهوم مخالفة. أفاده شيخنا يحي الحجوري -حفظه الله-.
[29]فقد قال شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: أبو الحسن رجل مادي اهـ. وقال أيضًا: ما هو حول الدين ما هو حول الدين.
[30]وهو الشيخ العلامة المحدث حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر، الذي قال فيه شيخنا العلامة مقبل بن هادي رحمه الله تعالى: من أبصر الناس بالجماعات، وبدخن الجماعات، في هذا العصر الأخ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي –حفظه الله– من قال له ربيع بن هادي أنه حزبي فسينكشف لكم بعد أيام أنه حزبي ستذكرون ذلك... الخ. قلت: لا يعرف الفضلَ لأهل الفضل إلا ذووه.
[31]ونصُّ كلامه – حفظه الله- والخلاصة أن أبا الحسن صاحب دعاوي عريضة يخالفها واقعه، وقد اختلطت عليه الأمور فهو يسير على عدد من الخطوط تارة على خط الحزبين والإخوان وأصولهم... الخ. كما في إعانة أبي الحسن (ص21
[32]ونصُّ كلام الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي – حفظه الله – أبو الحسن منافق عليم اللسان.
[33]ونص كلام الشيخ العلامة أحمد بن يحيى النجمي حفظه الله: قال في معرض النصيحة لطلبة العلم والتحذير من أبي الحسن : " لا يشغلون أنفسهم بهذا الأمر، يقبلون على دعوتهم وطلبهم للعلم , ويتركون له شأنه كسائرالمبتدعة الذين يصرون ويأبَون أن يقبلوا نصيحة الناصحين هذا الذي أراه... الخ " .
[34]استعمالي للفظة دويبة في الجرح يعتبرها أبوالحسن مخالفة للطابع العلمي، مع أنه قد استعملها السلف فقد قال سفيان بن عيينة رحمه الله لبشر المريسي: أتزعم يا دويبة أن القرآن مخلوق .. الخ.
[35]فقد طعن زاهد الكوثري في أنس بن مالك رضي الله عنه: فقال عنه: إنه قد كبر سنه ا.هـ فاعتبرها العلامة المعلمي رحمه الله كما في كتابه التنكيل :طعناً في ذلك الصحابي لما يعرفه من خبيئة الكوثري الخبيثة على أهل السنة .
[36]فأبو الحسن لا يرى الشيخ مقبلاً مجدداً في اليمن كما صرح بذلك في بعض محاضراته.
[37]فقد جاء في الإنترنت : أن أبا الحسن عقد مجلساً في مأرب فكان من كلامه فيه أنه قال : " قد غسَّلتُ يدي من الشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي " .
[38]وفي الجلسة التي كانت في مأرب: قال أبو الحسن في الشيخ يحيى الحجوري: إنه أحمق , كما في الشريط الرابع من تلك الجلسة.
[39]فقد أفتى أبو الحسن بعدم جواز الرحلة إلى دماج كما صرح بذلك أحد أتباعه.
[40]وهذا ما ألزم به الشيخ ربيع بن هادي المدخليُّ – حفظه الله – أبا الحسن بأنه إن كان متراجعاً , فهذا دليل على صحة ما انتقده به إخوانه وأن عليه أن يعرف لهم فضلهم ويرد الجميل إليهم لأن الله يقول : ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن 60]
[41]من وارب فهو موارب بمعنى المخادع والمخاتل.
والمراد: أن أبال الحسن يدعي أنه متراجع وفي نفس الوقت يرمي إخوانه ومناصحيه بالحدادية وهذا يعتبر تناقضاً واضحاً , فعلى من علم حاله هذه أن يتقي الله وأن يحجزه عن باطله وفي الحديث عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم" انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِمًا أَوْ مَظْلُومًا فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُومًا أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أَنْصُرُهُ قَالَ تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ." أخرجه البخاري برقم 2443 .
http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=26
|