مرثية العثيمين

المقال
مرثية العثيمين
1637 زائر
31/07/2011
غير معروف
الشاعر أبو رواحة الموري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه.

أما بعد :

فهذه القصيدة تعد تعزية ورثاء .. في فقيه العلماء .. وعالم الفقهاء ..

وحامل اللواء .. وناشر علم السلف في سائر الأنحاء والأرجاء …

من كان متصفاً بخصال البر ودلالات الذكاء. سماحة الوالد العلامة الشيخ /

محمد بن صالح العثيمين

المدرسة بجامعة الإمام محمد بن سعود بالقصيم وإمام وخطيب الجامع الكبير بعنيزة ،

أنار الله له قبره ، ورفع له في الآخرة قدره ، وأسكنه فسيح الجنة عند مليك مقتدر.

كان ركنا ثابتاً فانهدما

تساءل المجد هل طود الهدى مالاً؟ * * * أم فتنة كسرت باباً وأقفالا؟

أم قد تهاوت نجوم الكون ثاوية؟ * * * في أرضنا أحدثت قرْعاً وأهوالا

فصيَّرت من رياض الأرض طائفةً * * * بلاقعاً وعيونَ الماء أوحالا

ألم يزل جُرْحُ فقْد الباز يجرحنا * * * بموته كم أمات اليوم آمالا؟

ألم تزل بقيود الحزن أفئدة * * * موثوقة؟ أُقفِلت بالغم إقفالا؟

ألم يزل ناصر للدين يؤلمنا * * * فراقه حين تاج العلم قد نالا؟

ألم تزل بفراق الشيخ تثقلنا * * * كتائبٌ من هموم البين إثقالا؟

شيخان قد تركا الدنيا زهرتها * * * لم يصحبا معهما أهلاً ولا مالا

كانا كركنين للتعليم فانهدما * * * وأصبحا في بطون الأرض أوصالا

حتى هوى ثالث الأركان حين مضى * * * ذاك العثيمين من لله قد آلا

ذالك الذي كان من أثار سيرته * * * حُسْن اللقاء وكم قد فاق أفعالا

فوجهه مشرقٌ في حُسْن طلعته * * * صبحا يهز كيان الليل إن طالا

جم التواضع في الأخلاق جامعةٌ * * * ما كان يمشي أمام الناس مختالا

تراه إن مرَّ بالصبيان قال لهم * * * سلام ربي عليكم تبْلغ الآلا

أوقاته لم تكن في القيل ضائعة * * * ولم يكن بوخيم الإفك قوالا

سامي المقام رفيع القدر منزلة * * * جنابه كم يفوق القوم إجلالا

تراه من هيبة يبدو بصورته * * * ليثا يكسِّر عبْر القيد أغلالا

علوُّ كعب بهذا العلم بل رسخت * * * أقدامه من جنا التأليف قد نالا

ألم يكن ممتعاً للناس مُمتِعُه * * * بشرحه الزاد كم قد حلَّ إشكالا

شرْح الرياض رياض في حدائقه * * * فكم يهز غصون الشوق آصالا

وانظر إلى شرحه التوحيد إن له * * * قولاً مفيداً به قد صار سربالا

أسفاره في الورى كالشمس مسفرةً * * * علومُها إذ حوت من ذاك إشكالا

هذا وإن كان في أرض القصيم فكم * * * يعطي من العلم تدريساً وأقوالا

فإن أتى نحو بيت الله كان له * * * درس يقدمـه عذبـا وسلسالا

وجاءنا اليوم والأمراض تنهشه * * * وكم يقاوم ألاماً وأحمالا

حتى أتته منايا الموت شاهرةً * * * صمصامها حين دمع الكل قد سالا

سقطت يا ثالث الأركان حين علت * * * أنفاسك اليوم ترجو الرب آمالا

فليس باقٍ سوى الرحمن خالِقنا * * * وأنه ضارب للخلق آجالا

وسار جثمانه بعد الصلاة إلى * * * مقابر العدل لا عمًّا ولا خالا

فجاور الباز عِلْمًا ثم جاوره * * * من بعد ذلك قبراً صار منهالا

فإن توارت أسود الأرض في زمنٍ * * * فحسبها تَركَتْ للأمن أشبالا

حررت في الساعة الخامسة والنصف قبل فجر يوم الأربعاء الموافق لليوم

السادس من شهر

ذي القعدة لعام 1421هـ

المملكة العربية السعودية – مكة المكرمة – جبل السودان

بقلم الشاعر

أبي رواحة عبدالله بن عيسى الموري

مرثية العثيمين

بصوت الشاعر أبي رواحة الموري

http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=12

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
01-01-1970 12:00 (غير مسجل)

01-01-1970 12:00 (غير مسجل)

[ 1 ]
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
5 + 7 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

تسجيل الدخول للموقع
البحث في الموقع
البحث في
خدمات الموقع