قل موتوا بغيظكم
أيـا نـبــأً يـسـطِّــره مِـدادي* * *تبيَّـن فيـه تخـطـيـطُ الأعــادي[1]
فـكـم حـقـدٍ دفـيــنٍ كان يخفى * * * وصار الـيـومَ يبـدو فــي اتِّقـاد
و كـم حـزبـيـةٍ تـغــتال سِـرًا * * * وتفتـِكُ بـالأُلـى فـي كـل نـادي
أ لم تـعـلمْ بأنَّ الـشـيـخ أضـحى * * * لـدى عـدَنٍ عـلـى درْب الرَّشـاد
وفـي المـنـصـورة الغــراءِ لغْـمٌ * * * تفـجَّـر كي يمـوتّ به ابـنُ هـادي
فـحـاق المـكـرُ بالناشـين مكْـرًا * * * وصـار المكْـر يـُذرى كـالـرَّمـاد
وفـي قـلُّـوعـةٍ صـمتٌ رهـيبٌ* * *ليـُبْحـَثَ فـي القضـية فـي انفراد
فـإمَّـا أن يـكونـوا أهـل صدق ٍ * * * فيـؤتـى بالحـقـيـقـة والمـراد
فـيُمسَـكُ كلُّ حزبٍّـي غـشــومٍ * * * ومـن قـد عـاث فيـهـم بالفساد
وإمـا كان تخـطيطًـا بـئـيـسًـا* * *بطـولـتُـه السياسـةُ فـي بـلادي
فـذاك اللهُ يـُفْـشِـلُـه، ويُعْـلـي * * * لأهل الـحـق قـدْرًا فـي العبـاد
وحتـى لـو تجـمَّـعـت البـرايـا * * * كذا الأحـزابُ قامتْ فـي اجتهـاد
لـتـطفـئَ نـور خالـقنـا فأنَّـى * * * وأهـلُ الحـق دومـاً فـي ازديـاد؟
فكم حـزبٍ أراد بنـا صـلاحـاً * * * فكان صلاحُه عـيـنَ الـفـسـاد
رأيـتُك يا ابنَ هـادي خيـرَ هادي * * * بهـذا العصـر فـي هـذي البلاد
فدعـوتـُك الحكيمـةُ خـيرُ دربٍ * * * تَقَـرّ ُبها الحـواضِـُر والبـوادي
فلا الثـورات تنصـرها ولـكـنْ * * *بذاك العلـم تقْمـعُ للمُـعـادي
لذا نـجَّـاك ربُّ الكـون مـمَّـا * * * تـآمر فـيـه أربـابُ الفسـاد
فكـم حزبـيـةٍ تـزدادُ غيـظـاً * * * وزاد الغيـظُ أنْ سَلِـم ابنُ هادي
ألا مـوتـوا بغيـظـكـمً فـهذا * * * دليـلُ الحـبِّ يعلو مِـن فؤادي
ألا مـوتـوا بغيـظـكـمُ فشعري * * * دفـاعٌ صارَ يبـدو خـيـرَ حاد
وما قـد كنـتُ حسَّـاناً ولكـنْ * * * أسـيرُ بدربـه دربِ الـرَّشـاد
ولا ابنَ رواحـةٍٍ لـكـن أُكَـنّـَى * * * بـكنْيتـه دلـيـلٌ فـي الـوداد
وبينـا نـحـنُ فـي درسٍ حضورٌ * * * وإذ نادى يبـشِّـرُنـا المـنـادي
بأن الشيـخ حقًـا قـد أتــانـا * * * عظـيـمَ القـدْرِ مرفـوعَ العماد
فـثـار رصاصُ دمَّـاجٍ بـأُنْـس * * * كرَشْق النَّبـْل يعلـو فـي الوِهاد
إذا هَـدَأَتْ بنـادقُ أهـل حـيٍّ * * * أتت قومٌ تكِـرُّ علـى الـزِّنـاد
هنـا علَـتِ الـبشارةُ كلَّ وجْـهٍ * * * وصار الأنْسُ يغمُر فـي الفـؤاد
وثار رصاصُ شعـري مسـتهـيمًا * * * ففـاقَ رصاص َ(آلـيِّ)البـلاد
محـدِّثَ عـصْرنا أهـلاً وسهـلاً * * * فشِعْـرُ الحـبِّ يُعْلنُ فـي الوداد
فأكـرِمْ منْـزلاً بل قَـَّر عيْـنًـا * * * فدَتْك الـرُّوحُ يا داعي الـرَّشاد
فلـولا مِنَّـةُ الـرحـمـن فيـنا* * * بأنْ أبـقاك ذُخـراً للـعـبـاد
لأبصـرْنـا هـنا دمـَّاج ثكْـلى * * * وقد لَبِسَت لكم ثـوبَ الحِـداد
ولكن نحمـدُ الرحمــنَ حمـْـدًا * * * على الرُّجعى إلى هـذي البـلاد
وصلِّ اللهُ مـا ذرفتْ عيـــونٌ * * * للقـيا شيخـنا أعني ابن هـادي
على المبعـوث خيرِ الناس نَهــجًا * * *وخيرِ الرُّسْـلِ بل خيـرِ العبـاد
كتبت في دماج ـ صعدة
في يوم الأربعاء الموافق 5/11/1418هــ
بقلم الشاعر
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
[1]كانت هذه القصيدة مقدمة لمحاضرة شيخنا أبي عبد الرحمن الوادعي إثْرَ التفجير الذي وقع بجوار مسجد الرحمن بالمنصورة بمحافظة عدن , والذي ظهر فيما بعد أنه كان من ورائه أيدي جماعة الجهاد الآثمة .
قل موتوا بغيظكم
بصوت الشاعر
أبي رواحة
عبد الله بن عيسى الموري
http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=17
|