رشَّاش البيان

المقال
رشَّاش البيان
2123 زائر
31/07/2011
غير معروف
الشاعر أبو رواحة الموري

رشاش البيان
على من خالف السنة والقران

قالت:لك الـود إن العقـل قـد غـرِقا * * *وإن ثغـرك مكمـوم فمـا نطقـا
وإن قلبك بـالآهـات قـد سُكِبـتْ * * *دمـاؤه، فـارتـوى البـاغي وما شَرِقـا
رأيتُ جفْنَيـكَ هذا اليـوم قـد ذبـَلا * * *ودمـع عينيـك يجـري مُحـدِثاً طـرُقا
قالـت : لك الـود إن الجسـم منهـدم* * *ماذا أ صـابـك حتـى تلبـس الخَلِقـا؟

فقلـت : عفْـوا ً أيـا قلبـاه إن هنـا * * *تنـازلاتٍ ونهجــاً ســار مُعتنَقــا
ألا اتـركينـي أيـا قلبـاه منفــرداً * * *فـإن جـرحـي عميـق قـد غـدا نفَقا
فـلو علمتِ بما قـد صارما نـطـقــتْ * * *لسـانُـك الـيـوم لـوماً نحْـونا انطلقا
ولـو علمتِ بـمـا قـد دار ما لـفظـتْ* * *أنـفـاسُـك اليوم حتى تُصْـدِر الـرَّمقا

يا أرض يافعَ هلا الـيـوم قـد شـهِـدتْ * * *جبـالـُكِ السـودُ حـزْناً عالياً سمقـا
فـإن فيـك رجـالاً حسْبهـم سكتـوا* * *عـن الـذى يـمـتطي الأفكـار إذ نعقـا
يـا أيهـا التـائـهُ الحيـرانُ منْطَلَقـاً* * *أَرْبـِعْ على نفسـك الـوحيان قـد نطقـا
بـأنـك اليـوم قـد أبْعـَدْتَ منتـَجَـعا ً* * *حـتـى وقـعْـتَ بـأقوال مضتْ حنَقـا
حكَّمتَ عقلك حـتـى صِـرْتَ مرتكِسـاً* * *فـي لُجَّةٍ مـن مـضـى فيها فقد غرقـا

وأرض يـافـعَ هـذا اليـوم قـد نطقتْ* * *إن الحقيقــة يبــدو صبْحُهـا فلَقـا
نـاديـتُ وديانَهـا كيمـا تصـدقنـي* * *ساءلتْ وجـدانَها قـولاً وقـد صـدقـا
بـأن عبـد المجيـد اليـوم زار بِهـا* * *أرضاً (رُساباً) وفيها الشـر قـد صُعِقــا
حـزبيـةٌ قــولـه فيهـا محـرمـةٌ* * *وواجـبٌ فعْلُهـا
[2] يـا بـؤسَ مـا نطقـا
وأن مـن لـم يقـم فيهـا تـراه مضـى* * *مخلَّفـاً عـن دروب الحـق مـا لحِقـا

يـا أيهـا الشيـخ إن الـويـل أجمعـه* * *فـي ذا التحـزب كم صفـاً لنا فلَقـا
فقلت:يـا شيـخ إن (الكامـرا) اشتغلتْ* * *فقـال: دعْهـا ففيها الخيـر قـد غـدقا
دعْـك التشـددَ يـا هـذا فـإن لهـا* * *حكـمَ الجـواز وتـرجيحـي بها انطلقـا
قـد كنتُ مثْـلَكَ فـي أرض الحجاز ولمْ * * *أكـنْ لأرضـى بحكـمٍ صـار مختلَقـا
ألا تـرى صـورة الـوجه التـي عُكِستْ * * *مـن المـرايا لهـا حـلٌّ مضـى طُـرُقـا؟
ألا تـرى صـورة الـوجه التـي عُكِستْ * * *مـن الميـاه بِها حلٌّ غدا فــلَــقــا؟
فقلـت: يـا شيـخ ذاك القـولُ أجمعُـه * * *يجـري بعقْـلٍ وما نـــصٌّ به نطقــا

قد كنتَ يا شيـخُ بيـن النـاس مـرتكَـزاً* * *لسنةٍ تـرفعُ الإنـــســانَ منطلَقــا
حتـى غـدوتَ لأحـزاب ٍ مفــرِّقـةٍ* * *لـوحـدة الصـف مِعـواناً وممتشِـقـأ
مُـدافِعـاً عـن دروب الحـزب مـا فَتِئَتْ* * *يمينُـك اليـوم تُـرسـي رُكْنَه غسَقــا
تـرسـي دُروب بنـي الإخْـوان كلِّهـمُ* * *بـل صـرتَ صـرْحاً منيعـاً دوننا سمَقــا
رفعـتَ شـأن بَنِـي البنـا وصـرتَ لهم* * *مطيـةً كـي يـردُّوا سنـةً حنَقــا

أمـا علمـتَ بأن القـوم قـد غـرقـوا * * *إلى الـدمـاغ بجهـلٍ شــرُّه دفَـقـــا
أمـا علمـتَ بـأن القـوم قـد سقطـوا* * *بحمـأةٍ فـي ردى التقليـد إ ذ خفـقــا
يـدعـون للكثـرة الشعـواء
[3] ليلَهـمُ* * *ويحسـبون بِهـا ذا الشـرُّ قـد زُهِقــا
وإن بـدا فيهـم العـاصي بمبـدئـه* * *مـا أنكـروا إنما سـاقــوه مـرتـزَقــا
مظـاهـراتٌ بفعْـل ا لغـرْب قـدوتُهـم* * *أحفـادُ مـاركـسَ أو لينـيـنَ منطلَقـا

إذا نظـرتَ إلـى الأشكـال خـاويـةً* * *شبَّهتَهــم بقطيــع الضـأْن متفَقـا
تـلك الشـواربُ للأذقان قـد سُـدِلتْ* * *أمـا اللُّحـى فلَهـا المسكيـنُ قـد حلقـا

عبـد المجيـد عيـون الحـزب راضيـةٌ* * *فقـد شققـتَ لهـم مـن دوننـا طرقــا
أمَّـا الـذيـن لـدين الله قـد نشَـروا* * *وسنـةً رفـعُـوهــا تبــلُغ الأُفُقــا
فمـا رأوا منـك إلا الطعـن تقـذفـه * * *بـأنَّهـم خُلَّـف كم سـهمُهـم رشَقــا
لا والذي فلَـقَ الإصـباحَ ما قـذفـوا * * *بفــريةٍ أو رمـوا شـراً لكم سحقــا
لكنمـا نصحـوكـم حينمـا لفظـتْ * * *أفواهــكم وأتتْ سُـوءاً لكم مَحَقــا
كـم هُـوَّةٍ قـد مضـتْ تـزري بأمتـنـا * * *وجانبتْ كل حــقٍّ أحـدثتْ خرَقــا

يـا طالـب الحق فاسمـع بعـض ما فعلـوا * * *إذ فـي التنـازل دينٌ صـار معْتنَقــا
مِن ذاك ما كان فـي التنسيق مِن خطَـرٍ***معْ حـزْب بعْثٍ وما في الحزب مَن نطقــا
[4]
بـأن ذاك حــرامٌ يـا أخــا ثقـةٍ* * *وأن ذاك مــوالاةٌ لـمـن غَــرِقــا
وأن ذاك مُعــاداةٌ لخالقـــنــا* * *مَن صاحبَ الكفـرَ لاقـى بعدَه الحَرَقــا
وأن مِن ذاك مـا السـودانُ قـد شهِـدتْ* * *مِن وِحْـدة الصـف لا فـرقٌ به افـترقـا
فكلُّهـم إخــوةٌ لا فــرق بينـهــمُ* * *بيـن النصـارى ولا الإسـلام معتَـنَــقا
[5]
تقـاربٌ فـي المسـافات التـي بعُــدتْ* * *فهكــذا كاتـب ُ الإخـْـوان قـد نعَقـا
[6]

وآخـر القـول ما صـنعـاءُ قد شهِـدتْ * * *مِـن مجـلس الـود للأحـزاب متفَـقـا
[7]
كـم خبيـة ٍ قد مضى الإسلام يشْهـدهـا * * *وذِلةٍ أُسُّـــهـا الإخْـوان منطلَـقــا
عبــدَ المجيــد ألا عُـدتم لخالقنـا * * *وقـلْبُكم بكتاب الله قــد عَـلِــقــا
دفـاعكـم ليكــن لله معتقــداً * * *فإن يكـن دون حـزبٍ فاشهـدِ الغرقــا

يـا أرضَ يـافـعَ عـذراً إن نبـا قلمـي* * *فإن قسـوتُ فذاك الحب قد صـدَقــا
فـإن فيـك مـن الأحبـاب منتـجَعـاً * * *(ولا محالة َ أن يشتـاق مـن عشِقــا )
وجـدتُ فيـكِ دروب الحـق سـائـرةً * * *فـإن فيـكِ رجالاً جِدُّهــم سـبَقــا
لا تبتغـي مـن كبـار النـاس حـزْبيَـةً * * *وإنمـا تبتغي الحــق الـذي انطـلقــا
وإنمـا تبتـغـي فـي دربِـها سـنـناً * * *من شرع أحمـدَ كـم ألقى وكـم نطقــا

يـا وادعيُّ فسِــرْ فـي الناس داعـيـةً * * *فـدولة الحـزب صارت بعدكم مِـزَقــا
كـن نـاطقـا ً بكـلام الله ممتشـقـاً * * *هـديَ الرسـول سيجلو نورُه الغسقــا
أيـا بيــان فكـن رشــاش دعـوتنا * * *مصـوَّباً نحـو مـن أبْدى لنـا عنُقــا
ثـم ا لصـلاة علـى المختــار سـيدنا * * *ما ضأضـأ البرْقُ في شـامٍ وما بَرقــا


كتبت في دماج – صعدة


5/5/1416هجرية


بقلم الشاعر أبي رواحة الموري


الحواشي


[1]كانت هذه القصيدة إثر حوار ساخن بيني وبين الشيخ عبد المجيد الزنداني وذلك في قرية رساب من مديرية يافع حين أفتى بجواز الحزبية بطريقة غير مباشرة وبجواز التصوير الفتوغرافي بل أذن في إدخال آلتي تصوير إلى المسجد دلالة منه على الجواز .
[2] لو كان المراد من كلامه أن يكون المسلمون جميعا حزباً واحداً كما قال تعالى }أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ { [المجادلة : 22] ، وما عدا ذلك من الحزبية فيحرم ، لقبلنا ما أراد ، ولكنه أراد شيئاً آخر وهو وجوب الدخول في حزب الإصلاح ، وما عدا ذلك من الحزبية فيحرم فيا لله العجب
[3] أي الفاشية المتفرقة ، "مختار الصحاح" ص(221).
[4] أي وما هناك أحد من كبار حزب الإصلاح من أنكر هذا الصنيع .
[5] ففي كتاب حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ، قال حسن حتحوت : ويكفي أن أذكر أن الذين يزعمون أن الرجل – أي حسن البنا – كان عدو النصارى بأن الأستاذ لويس فانوس من زعماء الأقباط كان من الزبائن المستديمين لدرس الثلاثاء الذي يلقيه حسن البنا وكانت بينهما صداقة وطيدة وأن حسن البنا عندما تقدم مرشحاً لانتخابات البرلمان كان وكيله الذي يمثله في مقر إحدى اللجان الإنتخابية رجلاً قبطيا . اهـ
قلت : أي نصرانيا ،ولمزيد من تلك الحقائق انظر رسالة أحمد الشحي "حوار هادئ مع إخواني" (18-19).
[6] كما في جريدة الصحوة العدد الموافق ليوم الخميس السادس عشر من جمادى الأولى لعام 1415هـ
تحت عنوان ( مؤتمر الحوار بين الأديان ) .بقلم : علي الواسعي .


[7] ولا غرو فقد قال عمر التلمساني المرشد العام السابق للإخوان : إننا نقف من الأحزاب كلها موقف الإحترام لرأي الآخرين ، وإذا كنت حريصاً على أن يأخذ الناس برأيي فلماذا أحرِّم على الناس ما أبيحه لنفسي؟ وهل من الحرية أن أحول بين الناس وبين الإعتداد بآرائهم بعد أن يمنحهم أحكم الحاكمين هذا الحق في وضوح لا لبس فيه } فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ{ [الكهف : 29]؟ صحيفة الأنباء الكويتية عدد(12/5-1983م) ،ونقلته مجلة المجتمع27/5/1986م) وانظر "الطريق إلى الجماعة الأم" ص(50) .
قلت : قال الشاعر :
وكم من عائب قولاً صحيحاً * * * وآفته من الفهم السقيم
فإن الآية في مقام التهديد لا في مقام التخيير، والمرشد العام ظنها في مقام التخيير ولكن
كما قال تعالى }فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ{[الحج : 46]




ويمكنك أخي الفاضل سماعها صوتياً

http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=18

   طباعة 
0 صوت
التعليقات : تعليق
« إضافة تعليق »
إضافة تعليق
اسمك
ايميلك

/500
تعليقك
8 + 4 = أدخل الكود
روابط ذات صلة
روابط ذات صلة
المقال السابق
المقالات المتشابهة المقال التالي

RSS

Twitter

Facebook

Youtube

تسجيل الدخول للموقع
البحث في الموقع
البحث في
خدمات الموقع